omarabb315/Medak-Alaros · Datasets at Hugging Face

audio audioduration (s) 0.82 40.7	transcription stringlengths 27 740
	[POETRY][NARRATION] أَمَاوِيَّ قَدْ طَالَ التَّجَنُّبُ وَالْهَجْرُ وَقَدْ عَذَرَتْنِي فِي طِلَابِكُمُ الْعُذْرُ.
	[POETRY][EXPLANATION] أَمَاوِيَّ إِنَّ الْمَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ وَيَبْقَى مِنَ الْمَالِ الْأَحَادِيثُ وَالذِّكْرُ.
	[POETRY][PRIDE] أَمَاوِيَّ إِمَّا مَانِعٌ فَمُبَيَّنٌ وَإِمَّا عَطَاءٌ لَا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ.
	[POETRY][PRIDE] أَمَاوِيَّ إِنِّي لَا أَقُولُ لِسَائِلٍ إِذَا جَاءَ يَوْمًا حَلَّ فِي مَالِنَا نَزْرُ.
	[POETRY][SADNESS] أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى إِذَا حَشْرَجَتْ نَفْسٌ وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ.
	[POETRY][SADNESS] إِذَا أَنَا دَلَّانِي الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ لِمَلْحُودَةٍ زُلْجٍ جَوَانِبُهَا غُبْرُ.
	[POETRY][SADNESS] وَرَاحُوا عِجَالًا يَنْفُضُونَ أَكُفَّهُمْ يَقُولُونَ قَدْ دَمَّى أَنَامِلَنَا الْحَفْرُ.
	[POETRY][PRIDE] أَمَاوِيَّ إِنِّي رُبَّ وَاحِدِ أُمِّهِ أَجَرْتُ فَلَا قَتْلٌ عَلَيْهِ وَلَا أَسْرُ.
	[POETRY][PRIDE] وَقَدْ عَلِمَ الْأَقْوَامُ لَوْ أَنَّ حَاتِمًا أَرَادَ ثَرَاءَ الْمَالِ كَانَ لَهُ وَفْرُ.
	[POETRY][PRIDE] وَإِنِّيَ لَا آلُو بِمَالٍ صَنِيعَةً فَأَوَّلُهُ زَادٌ وَآخِرُهُ ذُخْرُ.
	[POETRY][PRIDE] يُفَكُّ بِهِ الْعَانِي وَيُؤْكَلُ طَيِّبًا وَمَا إِنْ تُعَرِّيهِ الْقِدَاحُ وَلَا الْخَمْرُ.
	[POETRY][PRIDE] وَلَا أَظْلِمُ ابْنَ الْعَمِّ إِنْ كَانَ إِخْوَتِي شُهُودًا وَقَدْ أَوْدَى بِإِخْوَتِهِ الدَّهْرُ.
	[PROSE][NARRATION] كَانَ أُسْتَاذِي، اسْتَفَدْتُ مِنْهُ وَقَدَّرْتُ فَضْلَهُ وَمَدَحْتُهُ، وَلَكِنْ كَانَ آخِرُ مُسْلِمٍ فِي آخِرِ الْأَرْضِ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْهُ.
	[PROSE][NARRATION] هَذَا الْكَلَامُ لَمْ أَقُلْهُ الْآنَ، وَلَكِنْ صَدَعْتُ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنْ نَحْوِ ثَلَاثِينَ سَنَةً.
	[PROSE][EXPLANATION] فَاسْتَأْذَنَنِي الْأُسْتَاذُ أَحْمَدُ عَسَّةَ وَكَانَ يَوْمًا تِلْمِيذِي أَنْ يَنْشُرَهُ فِي جَرِيدَتِهِ فَأَذِنْتُ.
	[PROSE][NARRATION] فَنَشَرَتْهُ الْجَرِيدَةُ بِالْخَطِّ الْكَبِيرِ، الْمَانْشِيت، بِالْقَلَمِ الْعَرِيضِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَتْ إِحْدَى مَرَّاتٍ ثَلَاثٍ ثَارَتْ فِيهَا جَرَائِدُ دِمَشْقَ كُلُّهَا عَلَيَّ وَتَبَارَتْ فِي ذَمِّي وَشَتْمِي، وَجَرَّبَ كُلُّ ذِي قَلَمٍ قَلَمَهُ فِيَّ.
	[PROSE][EXPLANATION] أَمَّا ذَنْبِيَ الَّذِي لَا يُغْتَفَرُ فَهُوَ أَنِّي كَفَرْتُ بِدِينِ الْوَطَنِيَّةِ وَدَعَوْتُ إِلَى الطَّائِفِيَّةِ.
	[PROSE][EXPLANATION] وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْمُوَاطِنِينَ بِسَبَبٍ مِنِ اخْتِلَافِ الدِّينِ.
	[PROSE][NARRATION] وَهُمْ يَهْتِفُونَ كُلَّ صَبَاحٍ:
	[POETRY][NARRATION] بِلَادُ الْعُرْبِ أَوْطَانِي مِنْ الشَّامِ لِبَغْدَانِ وَمِنْ نَجْدٍ إِلَى يَمَنٍ إِلَى مِصْرَ فَتَطْوَانِ
	[POETRY][NARRATION] فَلَا دِينٌ يُفَرِّقُنَا.
	[PROSE][EXPLANATION] لَا يُفَرِّقُنَا دِينٌ.
	[PROSE][EXPLANATION] أَيْ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ نَجْعَلَ الْكَافِرِينَ كَالْمُسْلِمِينَ وَأَنْ نَدْعُوَ بِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيِّينَ، نَدَعُ كَلَامَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، فَنُنْكِرُ أُخُوَّةَ الْإِيمَانِ، وَنَتَمَسَّكُ بِرَابِطَةِ اللِّسَانِ، فَيَكُونُ أَبُو لَهَبٍ وَأَبُو جَهْلٍ أَقْرَبَ إِلَيْنَا مِنْ بِلَالٍ وَسَلْمَانَ.
	[PROSE][PRIDE] كَلَّا! وَلَا كَرَامَةَ.
	[PROSE][PRIDE] قُلْتُهَا مِنْ أَوَّلِ حَيَاتِي وَأَقُولُهَا الْآنَ.
	[PROSE][QUESTION] أَفَتَدْرُونَ مَاذَا كَانَ مَوْقِفِي مِنْ هَذِهِ الْحَمْلَةِ؟
	[PROSE][QUESTION] وَمَاذَا كَانَ رَدِّي عَلَيْهَا؟
	[PROSE][NARRATION] كَانَ بَيَّاعُو الصُّحُفِ يُعَلِّقُونَهَا عَلَى جِدَارِ الْقَصْرِ الْعَدْلِيِّ.
	[PROSE][NARRATION] وَكُنْتُ أَمُرُّ بِهَا وَأَنَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَحْكَمَةِ، فَأَرَى عَنَاوِينَهَا وَأَنَا مَاشٍ: الطَّنْطَاوِيُّ كَذَا، وَالطَّنْطَاوِيُّ كَذَا.
	[PROSE][NARRATION] فَلَا وَاللَّهِ مَا مَدَدْتُ يَدِي إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، وَلَا قَرَأْتُهَا، وَلَمْ أَعْرِفْ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ مَا الَّذِي كَانَ فِيهَا.
	[PROSE][NARRATION] حَلَفْتُ لَكُمْ لِتُصَدِّقُونِي.
	[PROSE][NARRATION] وَكُنْتُ أَصِلُ إِلَى مَحَلِّي، وَأُبَاشِرُ عَمَلِي وَمَا حَرَّكَ هَذَا كُلُّهُ شَعْرَةً فِي بَدَنِي.
	[PROSE][EXPLANATION] لِأَنِّي تَعَوَّدْتُهُ فَمَا عُدْتُ أَشْعُرُ بِهِ.
	[PROSE][NARRATION] أَمَّا الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ هَذَا الْكَلَامَ،
	[PROSE][NARRATION] فَأَثَارَ عَلَيَّ أَصْحَابَ الْأَقْلَامِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَرَمَوْنِي بِكُلِّ جَارِحَةٍ مِنَ التُّهَمِ وَكُلِّ قَارِصٍ مِنَ الْقَوْلِ.
	[PROSE][EXPLANATION] وَهُوَ أُسْتَاذُنَا فَارِسُ الْخُورِي.
	[PROSE][NARRATION] فَقَدْ قَابَلْتُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَحَاوَلْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا،
	[PROSE][NARRATION] فَسَبَقَنِي فَقَالَ لِي بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ:
	[PROSE][NARRATION] لَا عَلَيْكَ، لَقَدْ جَهَرْتَ بِحُكْمِ دِينِكَ وَهَذَا مَا أُكْبِرُهُ فِيكَ.
	[PROSE][NARRATION] وَجَعَلْتَنِي أَقْرَبَ النَّصَارَى إِلَيْكُمْ، وَهَذَا مَا أَشْكُرُكَ عَلَيْهِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَ مِمَّنْ حَضَرْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَدْرَسَةِ وَفِي الْجَامِعَةِ أَسَاتِذَةٌ مِنَ النَّصَارَى، وَدَرَسْتُ الْعِبْرِيَّةَ فِي دَارِ الْعُلُومِ فِي مِصْرَ عَلَى الْأُسْتَاذِ الْيَهُودِيِّ وِلْفِنْسُون.
	[PROSE][EXPLANATION] فَكُنْتُ أُقَدِّرُ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ لَا أُنْكِرُ فَضْلَهُ وَلَا أَبْخَسُهُ حَقَّهُ.
	[PROSE][EXPLANATION] وَأَبَرُّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُقَاتِلْنَا قَوْمُهُ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُونَا مِنْ دِيَارِنَا وَأُقْسِطُ إِلَيْهِمْ.
	[PROSE][PRIDE] وَلَكِنْ لَا أُجَامِلُ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ فِي دِينِي.
	[PROSE][PRIDE] إِذَا جَاءَ حُكْمُ الدِّينِ بَطَلَتِ الْمُجَامَلَاتُ.
	[PROSE][NARRATION] كَذَلِكَ كَانَتْ صِلَتِي بِفَارِسَ الْخُورِي.
	[PROSE][EXPLANATION] صِلَةُ تِلْمِيذٍ يُقَدِّرُ أُسْتَاذَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ عِلْمِهِ، وَسَتَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُعْلِنَ أَنَّ الْإِسْلَامَ لَا يُجِيزُ انْتِخَابَ غَيْرِ الْمُسْلِمِ نَائِبًا فِي مَجْلِسٍ يُشَرِّعُ الْقَوَانِينَ لِلْمُسْلِمِينَ.
	[PROSE][NARRATION] وَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ جِهَارًا مِنْ أَحَدٍ قَبْلِي.
	[PROSE][NARRATION] وَسَيَأْتِي تَفْصِيلُ هَذَا الْإِجْمَالِ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ سِلْسِلَةِ الْمَقَالِ.
	[PROSE][EXPLANATION] كَانَ فَارِسُ الْخُورِي أَحَدَ عَبَاقِرَةِ الْعَرَبِ فِي هَذَا الْعَصْرِ عِلْمًا وَفِكْرًا وَبَيَانًا.
	[PROSE][EXPLANATION] وَرُبَّ عَالِمٍ وَاسِعِ الْمَعْرِفَةِ كَثِيرِ الِاطِّلَاعِ لَكِنَّهُ غَيْرُ مُفَكِّرٍ، وَرُبَّ مُفَكِّرٍ سَدِيدِ الْفِكْرِ بَعِيدِ الْغَوْرِ وَلَكِنَّهُ ضَيِّقُ الْمَعْرِفَةِ.
	[PROSE][EXPLANATION] وَرُبَّ عَالِمٍ مُفَكِّرٍ لَكِنَّهُ ضَعِيفُ الْبَيَانِ عَيِيُّ اللِّسَانِ.
	[PROSE][EXPLANATION] أَمَّا فَارِسُ الْخُورِي فَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ الثَّلَاثَةَ.
	[PROSE][QUESTION] وَكُنْتُ أَعْجَبُ مِنْهُ، كَيْفَ يَكُونُ لَهُ هَذَا الِاطِّلَاعُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَهَذَا الْعَقْلُ وَلَا يَهْدِيهِ عَقْلُهُ إِلَى اتِّبَاعِ دِينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا حَقَّ فِي الْأَدْيَانِ غَيْرُهُ.
	[PROSE][EXPLANATION] لَا سِيَّمَا أَنَّهُ كَانَ يَتَمَسَّكُ بِأَوْهَى خَيْطٍ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ.
	[PROSE][EXPLANATION] فَقَدْ كَانَ بْرُوتِسْتَنْتِيًّا، بَلْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَى أَنْ يَكُونَ بِلَا دِينٍ.
	[PROSE][NARRATION] فَلَمَّا مَرِضَ وَطَالَ مَرَضُهُ رَأَيْنَاهُ كُلَّمَا عَادَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَدَّثَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ شَيْخِنَا الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ بَهْجَةَ الْبَيْطَارِ وَمِنْ غَيْرِهِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ.
	[PROSE][NARRATION] وَأَوْصَى، وَنُفِّذَتْ وَصِيَّتُهُ، أَنْ يُتْلَى الْقُرْآنُ فِي مَجْلِسِ التَّعْزِيَةِ بِهِ إِذَا مَاتَ.
	[PROSE][NARRATION] فَكُنْتُ أَحَارُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا كُلِّهِ.
	[PROSE][NARRATION] حَتَّى نَشَرَ الْأُسْتَاذُ مُحَمَّدٌ الْفَرْحَانِيُّ كِتَابَهُ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ مُلَازِمًا لَهُ فِي مَرَضِهِ لَا يُفَارِقُهُ أَبَدًا.
	[PROSE][NARRATION] فَإِذَا هُوَ يُؤَكِّدُ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ.
	[PROSE][NARRATION] فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَرَحِمَ الْفَرْحَانِيَّ الَّذِي فَرَّحَنَا بِهَذَا النَّبَأِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكُنْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ أُقِيمُ فِي مِصْرَ وَأُشْرِفُ عَلَى تَحْرِيرِ الرِّسَالَةِ.
	[PROSE][EXPLANATION] رَاجِعْ مَا كَتَبَهُ الزَّيَّاتُ فِي الْعَدَدِ 733 فِي الْبَرِيدِ الْأَدَبِيِّ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَ أَيْ فَارِسُ الْخُورِي مَنْدُوبَ سُورِيَا فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الْمَجْلِسِ حِينَ عُرِضَتْ قَضِيَّةُ مِصْرَ عَلَيْهِ.
	[PROSE][NARRATION] وَخَطَبَ مَنْدُوبُهَا النَّقْرَاشِيُّ بَاشَا مُدَافِعًا عَنْ حَقِّهَا.
	[PROSE][NARRATION] وَخَطَبَ فَارِسُ الْخُورِي.
	[PROSE][NARRATION] فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ نُقْطَةَ التَّحَوُّلِ فِي مَجْرَى الرَّأْيِ فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ.
	[PROSE][EXPLANATION] كَمَا كَتَبَ الْأُسْتَاذُ الصَّاوِي فِي أَخْبَارِ الْيَوْمِ.
	[PROSE][NARRATION] وَحِينَ كَانَتِ الْجَرَائِدُ تَتَحَدَّثُ فِي مِصْرَ عَنْ مَجْلِسِ الْأَمْنِ وَالنَّقْرَاشِيِّ وَعَنْ فَارِسَ الْخُورِيِّ عَلَى التَّخْصِيصِ الَّذِي كَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَزْدَحِمُونَ عَلَى الرَّادِ فِي الْمَقَاهِي وَالشَّوَارِعِ لِيَسْتَمِعُوا إِلَى خُطْبَتِهِ وَهُوَ يُلْقِيهَا بِالْإِنْجِلِيزِيَّةِ وَالْمُذِيعُ يَنْقُلُهَا إِلَى الْعَرَبِيَّةِ.
	[PROSE][NARRATION] لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ عَنْهُ فِي مِصْرَ إِلَّا الْقَلِيلُ.
	[PROSE][NARRATION] فَكَتَبْتُ فِي الْعَدَدِ 740 مِنَ الرِّسَالَةِ الصَّادِرِ يَوْمَ 23 شَوَّالٍ، 8 سِبْتَمْبَرَ 47، كَتَبْتُ مَقَالَةً عُنْوَانُهَا مَا أَعْرِفُهُ عَنْ فَارِسَ الْخُورِي.
	[PROSE][NARRATION] تَنَاقَلَتْهَا جَرَائِدُ كَثِيرَةٌ، وَعَلَّقَ عَلَيْهَا كُتَّابٌ كِبَارٌ مِنْهُمُ الْأُسْتَاذُ الْعَقَّادُ فِي الْعَدَدِ 741 مِنَ الرِّسَالَةِ بِعُنْوَانِ الْأُسْتَاذِ فَارِسِ الْخُورِي أَوْ عَبْقَرِيَّةِ الْبَيَانِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَ مِمَّا قُلْتُهُ فِي مَقَالَتِي:
	[PROSE][NARRATION] أُقِيمَتْ فِي رَدْهَةِ الْمَجْمَعِ الْعِلْمِيِّ الْعَرَبِيِّ فِي دِمَشْقَ مِنْ نَحْوِ عِشْرِينَ سَنَةً، أَيْ سَنَةَ 27 و900 وَأَلْفٍ، حَفْلَةٌ لِتَكْرِيمِ حَافِظِ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا زَارَ دِمَشْقَ حَضَرْتُهَا أَنَا وَأَخِي سَعِيدُ الْأَفْغَانِيُّ.
	[PROSE][NARRATION] وَكُنَّا يَوْمَئِذٍ فِي رَيِّقِ الشَّبَابِ عَلَى أَبْوَابِ الْعِشْرِينَ مِنَ الْعُمْرِ.
	[PROSE][NARRATION] نَقْصِدُ هَذِهِ الْحَفَلَاتِ لِنَنْقُدَ الْخُطَبَاءَ وَنَبْتَغِيَ لَهُمُ الْمَعَايِبَ.
	[PROSE][NARRATION] فَمَنْ لَمْ نَعِبْ فِكْرَتَهُ عِبْنَا أُسْلُوبَهُ.
	[PROSE][NARRATION] وَمَنْ لَمْ نَنْتَقِصْ إِنْشَاءَهُ انْتَقَصْنَا إِلْقَاءَهُ.
	[PROSE][NARRATION] وَخَطَبَ فِي هَذِهِ الْحَفْلَةِ كَثِيرٌ.
	[PROSE][NARRATION] وَأَلْقَى فِيهَا شَاعِرُ الشَّامِ شَفِيقٌ جَبْرِي إِحْدَى رَوَائِعِ قَصَائِدِهِ.
	[PROSE][NARRATION] وَكُنَّا نَنْتَظِرُ مِنْ حَافِظٍ قَصِيدَةً مِثْلَ شَامِيَّتِهِ الْأُولَى.
	[PROSE][NARRATION] فَكَأَنَّهُ أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَاكْتَفَى بِبَيْتَيْهِ الْمَشْهُورَيْنِ.
	[POETRY][NARRATION] شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمْ بِدَمْعِي وَدَمْعُ الْعَيْنِ مِقْيَاسُ الشُّعُورِ.
	[POETRY][NARRATION] لِأَوَّلِ مَرَّةٍ قَدْ ذَاقَ جَفْنِي عَلَى مَا ذَاقَهُ طَعْمَ السُّرُورِ.
	[PROSE][NARRATION] وَلَمْ يَأْتِ فِيهِمَا بِشَيْءٍ.
	[PROSE][NARRATION] وَكَانَ فِيمَنْ خَطَبَ رَجُلٌ قَصِيرُ الْقَامَةِ، كَبِيرُ الْهَامَةِ، أَبْيَضُ الشَّعْرِ.
	[PROSE][NARRATION] أَلْقَى قَصِيدَةً لَا أَزَالُ أَذْكُرُ أَنَّ مَطْلَعَهَا كَانَ:
	[POETRY][SADNESS] لَيَالِيَ التَّصَابِي قَدْ جَفَانِي حُبُورُهَا
	[POETRY][SADNESS] وَلِمَّتِيَ السَّوْدَاءُ أَشْرَقَ نُورُهَا
	[POETRY][SADNESS] وَمَنْ لِي بِإِنْكَارِ الْحَقِيقَةِ بَعْدَمَا تَجَلَّى عَلَى وَجْهِي وَفَوْدِي نَذِيرُهَا
	[POETRY][SADNESS] تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ السُّرُورِ الَّتِي مَضَتْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَعُودُ سُرُورُهَا
	[POETRY][SADNESS] أَسِفْتُ عَلَى عَهْدِ الشَّبَابِ وَلَمْ تَعُدْ تُثِيرُ فُؤَادِي مُقْلَةٌ وَفُتُورُهَا
	[POETRY][SADNESS] وَأَدْنَتْنِيَ الْأَيَّامُ مِنْ هُوَّةِ الْوَنَى فَأَصْبَحَ مِنِّي قَابَ قَوْسٍ شَفِيرُهَا
	[POETRY][SADNESS] وَكَادَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ تَطْوِي صَحَائِفِي وَهَلْ بَعْدَ هَذَا الطَّيِّ يُرْجَى نُشُورُهَا
	[PROSE][NARRATION] وَمِنْهَا:
	[POETRY][PRIDE] أَحَافِظُ حَيَّيْتَ الشَّآمَةَ تَحِيَّةً يَفُوقُ عَبِيرَ الْوَرْدِ مِنْهَا عَبِيرُهَا

[POETRY][NARRATION] أَمَاوِيَّ قَدْ طَالَ التَّجَنُّبُ وَالْهَجْرُ وَقَدْ عَذَرَتْنِي فِي طِلَابِكُمُ الْعُذْرُ.

[POETRY][EXPLANATION] أَمَاوِيَّ إِنَّ الْمَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ وَيَبْقَى مِنَ الْمَالِ الْأَحَادِيثُ وَالذِّكْرُ.

[POETRY][PRIDE] أَمَاوِيَّ إِمَّا مَانِعٌ فَمُبَيَّنٌ وَإِمَّا عَطَاءٌ لَا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ.

[POETRY][PRIDE] أَمَاوِيَّ إِنِّي لَا أَقُولُ لِسَائِلٍ إِذَا جَاءَ يَوْمًا حَلَّ فِي مَالِنَا نَزْرُ.

[POETRY][SADNESS] أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى إِذَا حَشْرَجَتْ نَفْسٌ وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ.

[POETRY][SADNESS] إِذَا أَنَا دَلَّانِي الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ لِمَلْحُودَةٍ زُلْجٍ جَوَانِبُهَا غُبْرُ.

[POETRY][SADNESS] وَرَاحُوا عِجَالًا يَنْفُضُونَ أَكُفَّهُمْ يَقُولُونَ قَدْ دَمَّى أَنَامِلَنَا الْحَفْرُ.

[POETRY][PRIDE] أَمَاوِيَّ إِنِّي رُبَّ وَاحِدِ أُمِّهِ أَجَرْتُ فَلَا قَتْلٌ عَلَيْهِ وَلَا أَسْرُ.

[POETRY][PRIDE] وَقَدْ عَلِمَ الْأَقْوَامُ لَوْ أَنَّ حَاتِمًا أَرَادَ ثَرَاءَ الْمَالِ كَانَ لَهُ وَفْرُ.

[POETRY][PRIDE] وَإِنِّيَ لَا آلُو بِمَالٍ صَنِيعَةً فَأَوَّلُهُ زَادٌ وَآخِرُهُ ذُخْرُ.

[POETRY][PRIDE] يُفَكُّ بِهِ الْعَانِي وَيُؤْكَلُ طَيِّبًا وَمَا إِنْ تُعَرِّيهِ الْقِدَاحُ وَلَا الْخَمْرُ.

[POETRY][PRIDE] وَلَا أَظْلِمُ ابْنَ الْعَمِّ إِنْ كَانَ إِخْوَتِي شُهُودًا وَقَدْ أَوْدَى بِإِخْوَتِهِ الدَّهْرُ.

[PROSE][NARRATION] كَانَ أُسْتَاذِي، اسْتَفَدْتُ مِنْهُ وَقَدَّرْتُ فَضْلَهُ وَمَدَحْتُهُ، وَلَكِنْ كَانَ آخِرُ مُسْلِمٍ فِي آخِرِ الْأَرْضِ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْهُ.

[PROSE][NARRATION] هَذَا الْكَلَامُ لَمْ أَقُلْهُ الْآنَ، وَلَكِنْ صَدَعْتُ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنْ نَحْوِ ثَلَاثِينَ سَنَةً.

[PROSE][EXPLANATION] فَاسْتَأْذَنَنِي الْأُسْتَاذُ أَحْمَدُ عَسَّةَ وَكَانَ يَوْمًا تِلْمِيذِي أَنْ يَنْشُرَهُ فِي جَرِيدَتِهِ فَأَذِنْتُ.

[PROSE][NARRATION] فَنَشَرَتْهُ الْجَرِيدَةُ بِالْخَطِّ الْكَبِيرِ، الْمَانْشِيت، بِالْقَلَمِ الْعَرِيضِ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَتْ إِحْدَى مَرَّاتٍ ثَلَاثٍ ثَارَتْ فِيهَا جَرَائِدُ دِمَشْقَ كُلُّهَا عَلَيَّ وَتَبَارَتْ فِي ذَمِّي وَشَتْمِي، وَجَرَّبَ كُلُّ ذِي قَلَمٍ قَلَمَهُ فِيَّ.

[PROSE][EXPLANATION] أَمَّا ذَنْبِيَ الَّذِي لَا يُغْتَفَرُ فَهُوَ أَنِّي كَفَرْتُ بِدِينِ الْوَطَنِيَّةِ وَدَعَوْتُ إِلَى الطَّائِفِيَّةِ.

[PROSE][EXPLANATION] وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْمُوَاطِنِينَ بِسَبَبٍ مِنِ اخْتِلَافِ الدِّينِ.

[PROSE][NARRATION] وَهُمْ يَهْتِفُونَ كُلَّ صَبَاحٍ:

[POETRY][NARRATION] بِلَادُ الْعُرْبِ أَوْطَانِي مِنْ الشَّامِ لِبَغْدَانِ وَمِنْ نَجْدٍ إِلَى يَمَنٍ إِلَى مِصْرَ فَتَطْوَانِ

[POETRY][NARRATION] فَلَا دِينٌ يُفَرِّقُنَا.

[PROSE][EXPLANATION] لَا يُفَرِّقُنَا دِينٌ.

[PROSE][EXPLANATION] أَيْ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ نَجْعَلَ الْكَافِرِينَ كَالْمُسْلِمِينَ وَأَنْ نَدْعُوَ بِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيِّينَ، نَدَعُ كَلَامَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، فَنُنْكِرُ أُخُوَّةَ الْإِيمَانِ، وَنَتَمَسَّكُ بِرَابِطَةِ اللِّسَانِ، فَيَكُونُ أَبُو لَهَبٍ وَأَبُو جَهْلٍ أَقْرَبَ إِلَيْنَا مِنْ بِلَالٍ وَسَلْمَانَ.

[PROSE][PRIDE] كَلَّا! وَلَا كَرَامَةَ.

[PROSE][PRIDE] قُلْتُهَا مِنْ أَوَّلِ حَيَاتِي وَأَقُولُهَا الْآنَ.

[PROSE][QUESTION] أَفَتَدْرُونَ مَاذَا كَانَ مَوْقِفِي مِنْ هَذِهِ الْحَمْلَةِ؟

[PROSE][QUESTION] وَمَاذَا كَانَ رَدِّي عَلَيْهَا؟

[PROSE][NARRATION] كَانَ بَيَّاعُو الصُّحُفِ يُعَلِّقُونَهَا عَلَى جِدَارِ الْقَصْرِ الْعَدْلِيِّ.

[PROSE][NARRATION] وَكُنْتُ أَمُرُّ بِهَا وَأَنَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَحْكَمَةِ، فَأَرَى عَنَاوِينَهَا وَأَنَا مَاشٍ: الطَّنْطَاوِيُّ كَذَا، وَالطَّنْطَاوِيُّ كَذَا.

[PROSE][NARRATION] فَلَا وَاللَّهِ مَا مَدَدْتُ يَدِي إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، وَلَا قَرَأْتُهَا، وَلَمْ أَعْرِفْ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ مَا الَّذِي كَانَ فِيهَا.

[PROSE][NARRATION] حَلَفْتُ لَكُمْ لِتُصَدِّقُونِي.

[PROSE][NARRATION] وَكُنْتُ أَصِلُ إِلَى مَحَلِّي، وَأُبَاشِرُ عَمَلِي وَمَا حَرَّكَ هَذَا كُلُّهُ شَعْرَةً فِي بَدَنِي.

[PROSE][EXPLANATION] لِأَنِّي تَعَوَّدْتُهُ فَمَا عُدْتُ أَشْعُرُ بِهِ.

[PROSE][NARRATION] أَمَّا الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ هَذَا الْكَلَامَ،

[PROSE][NARRATION] فَأَثَارَ عَلَيَّ أَصْحَابَ الْأَقْلَامِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَرَمَوْنِي بِكُلِّ جَارِحَةٍ مِنَ التُّهَمِ وَكُلِّ قَارِصٍ مِنَ الْقَوْلِ.

[PROSE][EXPLANATION] وَهُوَ أُسْتَاذُنَا فَارِسُ الْخُورِي.

[PROSE][NARRATION] فَقَدْ قَابَلْتُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَحَاوَلْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا،

[PROSE][NARRATION] فَسَبَقَنِي فَقَالَ لِي بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ:

[PROSE][NARRATION] لَا عَلَيْكَ، لَقَدْ جَهَرْتَ بِحُكْمِ دِينِكَ وَهَذَا مَا أُكْبِرُهُ فِيكَ.

[PROSE][NARRATION] وَجَعَلْتَنِي أَقْرَبَ النَّصَارَى إِلَيْكُمْ، وَهَذَا مَا أَشْكُرُكَ عَلَيْهِ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَ مِمَّنْ حَضَرْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَدْرَسَةِ وَفِي الْجَامِعَةِ أَسَاتِذَةٌ مِنَ النَّصَارَى، وَدَرَسْتُ الْعِبْرِيَّةَ فِي دَارِ الْعُلُومِ فِي مِصْرَ عَلَى الْأُسْتَاذِ الْيَهُودِيِّ وِلْفِنْسُون.

[PROSE][EXPLANATION] فَكُنْتُ أُقَدِّرُ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ لَا أُنْكِرُ فَضْلَهُ وَلَا أَبْخَسُهُ حَقَّهُ.

[PROSE][EXPLANATION] وَأَبَرُّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُقَاتِلْنَا قَوْمُهُ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُونَا مِنْ دِيَارِنَا وَأُقْسِطُ إِلَيْهِمْ.

[PROSE][PRIDE] وَلَكِنْ لَا أُجَامِلُ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ فِي دِينِي.

[PROSE][PRIDE] إِذَا جَاءَ حُكْمُ الدِّينِ بَطَلَتِ الْمُجَامَلَاتُ.

[PROSE][NARRATION] كَذَلِكَ كَانَتْ صِلَتِي بِفَارِسَ الْخُورِي.

[PROSE][EXPLANATION] صِلَةُ تِلْمِيذٍ يُقَدِّرُ أُسْتَاذَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ عِلْمِهِ، وَسَتَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُعْلِنَ أَنَّ الْإِسْلَامَ لَا يُجِيزُ انْتِخَابَ غَيْرِ الْمُسْلِمِ نَائِبًا فِي مَجْلِسٍ يُشَرِّعُ الْقَوَانِينَ لِلْمُسْلِمِينَ.

[PROSE][NARRATION] وَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ جِهَارًا مِنْ أَحَدٍ قَبْلِي.

[PROSE][NARRATION] وَسَيَأْتِي تَفْصِيلُ هَذَا الْإِجْمَالِ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ سِلْسِلَةِ الْمَقَالِ.

[PROSE][EXPLANATION] كَانَ فَارِسُ الْخُورِي أَحَدَ عَبَاقِرَةِ الْعَرَبِ فِي هَذَا الْعَصْرِ عِلْمًا وَفِكْرًا وَبَيَانًا.

[PROSE][EXPLANATION] وَرُبَّ عَالِمٍ وَاسِعِ الْمَعْرِفَةِ كَثِيرِ الِاطِّلَاعِ لَكِنَّهُ غَيْرُ مُفَكِّرٍ، وَرُبَّ مُفَكِّرٍ سَدِيدِ الْفِكْرِ بَعِيدِ الْغَوْرِ وَلَكِنَّهُ ضَيِّقُ الْمَعْرِفَةِ.

[PROSE][EXPLANATION] وَرُبَّ عَالِمٍ مُفَكِّرٍ لَكِنَّهُ ضَعِيفُ الْبَيَانِ عَيِيُّ اللِّسَانِ.

[PROSE][EXPLANATION] أَمَّا فَارِسُ الْخُورِي فَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ الثَّلَاثَةَ.

[PROSE][QUESTION] وَكُنْتُ أَعْجَبُ مِنْهُ، كَيْفَ يَكُونُ لَهُ هَذَا الِاطِّلَاعُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَهَذَا الْعَقْلُ وَلَا يَهْدِيهِ عَقْلُهُ إِلَى اتِّبَاعِ دِينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا حَقَّ فِي الْأَدْيَانِ غَيْرُهُ.

[PROSE][EXPLANATION] لَا سِيَّمَا أَنَّهُ كَانَ يَتَمَسَّكُ بِأَوْهَى خَيْطٍ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ.

[PROSE][EXPLANATION] فَقَدْ كَانَ بْرُوتِسْتَنْتِيًّا، بَلْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَى أَنْ يَكُونَ بِلَا دِينٍ.

[PROSE][NARRATION] فَلَمَّا مَرِضَ وَطَالَ مَرَضُهُ رَأَيْنَاهُ كُلَّمَا عَادَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَدَّثَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ شَيْخِنَا الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ بَهْجَةَ الْبَيْطَارِ وَمِنْ غَيْرِهِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ.

[PROSE][NARRATION] وَأَوْصَى، وَنُفِّذَتْ وَصِيَّتُهُ، أَنْ يُتْلَى الْقُرْآنُ فِي مَجْلِسِ التَّعْزِيَةِ بِهِ إِذَا مَاتَ.

[PROSE][NARRATION] فَكُنْتُ أَحَارُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا كُلِّهِ.

[PROSE][NARRATION] حَتَّى نَشَرَ الْأُسْتَاذُ مُحَمَّدٌ الْفَرْحَانِيُّ كِتَابَهُ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ مُلَازِمًا لَهُ فِي مَرَضِهِ لَا يُفَارِقُهُ أَبَدًا.

[PROSE][NARRATION] فَإِذَا هُوَ يُؤَكِّدُ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ.

[PROSE][NARRATION] فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَرَحِمَ الْفَرْحَانِيَّ الَّذِي فَرَّحَنَا بِهَذَا النَّبَأِ.

[PROSE][NARRATION] وَكُنْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ أُقِيمُ فِي مِصْرَ وَأُشْرِفُ عَلَى تَحْرِيرِ الرِّسَالَةِ.

[PROSE][EXPLANATION] رَاجِعْ مَا كَتَبَهُ الزَّيَّاتُ فِي الْعَدَدِ 733 فِي الْبَرِيدِ الْأَدَبِيِّ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَ أَيْ فَارِسُ الْخُورِي مَنْدُوبَ سُورِيَا فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الْمَجْلِسِ حِينَ عُرِضَتْ قَضِيَّةُ مِصْرَ عَلَيْهِ.

[PROSE][NARRATION] وَخَطَبَ مَنْدُوبُهَا النَّقْرَاشِيُّ بَاشَا مُدَافِعًا عَنْ حَقِّهَا.

[PROSE][NARRATION] وَخَطَبَ فَارِسُ الْخُورِي.

[PROSE][NARRATION] فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ نُقْطَةَ التَّحَوُّلِ فِي مَجْرَى الرَّأْيِ فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ.

[PROSE][EXPLANATION] كَمَا كَتَبَ الْأُسْتَاذُ الصَّاوِي فِي أَخْبَارِ الْيَوْمِ.

[PROSE][NARRATION] وَحِينَ كَانَتِ الْجَرَائِدُ تَتَحَدَّثُ فِي مِصْرَ عَنْ مَجْلِسِ الْأَمْنِ وَالنَّقْرَاشِيِّ وَعَنْ فَارِسَ الْخُورِيِّ عَلَى التَّخْصِيصِ الَّذِي كَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَزْدَحِمُونَ عَلَى الرَّادِ فِي الْمَقَاهِي وَالشَّوَارِعِ لِيَسْتَمِعُوا إِلَى خُطْبَتِهِ وَهُوَ يُلْقِيهَا بِالْإِنْجِلِيزِيَّةِ وَالْمُذِيعُ يَنْقُلُهَا إِلَى الْعَرَبِيَّةِ.

[PROSE][NARRATION] لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ عَنْهُ فِي مِصْرَ إِلَّا الْقَلِيلُ.

[PROSE][NARRATION] فَكَتَبْتُ فِي الْعَدَدِ 740 مِنَ الرِّسَالَةِ الصَّادِرِ يَوْمَ 23 شَوَّالٍ، 8 سِبْتَمْبَرَ 47، كَتَبْتُ مَقَالَةً عُنْوَانُهَا مَا أَعْرِفُهُ عَنْ فَارِسَ الْخُورِي.

[PROSE][NARRATION] تَنَاقَلَتْهَا جَرَائِدُ كَثِيرَةٌ، وَعَلَّقَ عَلَيْهَا كُتَّابٌ كِبَارٌ مِنْهُمُ الْأُسْتَاذُ الْعَقَّادُ فِي الْعَدَدِ 741 مِنَ الرِّسَالَةِ بِعُنْوَانِ الْأُسْتَاذِ فَارِسِ الْخُورِي أَوْ عَبْقَرِيَّةِ الْبَيَانِ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَ مِمَّا قُلْتُهُ فِي مَقَالَتِي:

[PROSE][NARRATION] أُقِيمَتْ فِي رَدْهَةِ الْمَجْمَعِ الْعِلْمِيِّ الْعَرَبِيِّ فِي دِمَشْقَ مِنْ نَحْوِ عِشْرِينَ سَنَةً، أَيْ سَنَةَ 27 و900 وَأَلْفٍ، حَفْلَةٌ لِتَكْرِيمِ حَافِظِ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا زَارَ دِمَشْقَ حَضَرْتُهَا أَنَا وَأَخِي سَعِيدُ الْأَفْغَانِيُّ.

[PROSE][NARRATION] وَكُنَّا يَوْمَئِذٍ فِي رَيِّقِ الشَّبَابِ عَلَى أَبْوَابِ الْعِشْرِينَ مِنَ الْعُمْرِ.

[PROSE][NARRATION] نَقْصِدُ هَذِهِ الْحَفَلَاتِ لِنَنْقُدَ الْخُطَبَاءَ وَنَبْتَغِيَ لَهُمُ الْمَعَايِبَ.

[PROSE][NARRATION] فَمَنْ لَمْ نَعِبْ فِكْرَتَهُ عِبْنَا أُسْلُوبَهُ.

[PROSE][NARRATION] وَمَنْ لَمْ نَنْتَقِصْ إِنْشَاءَهُ انْتَقَصْنَا إِلْقَاءَهُ.

[PROSE][NARRATION] وَخَطَبَ فِي هَذِهِ الْحَفْلَةِ كَثِيرٌ.

[PROSE][NARRATION] وَأَلْقَى فِيهَا شَاعِرُ الشَّامِ شَفِيقٌ جَبْرِي إِحْدَى رَوَائِعِ قَصَائِدِهِ.

[PROSE][NARRATION] وَكُنَّا نَنْتَظِرُ مِنْ حَافِظٍ قَصِيدَةً مِثْلَ شَامِيَّتِهِ الْأُولَى.

[PROSE][NARRATION] فَكَأَنَّهُ أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَاكْتَفَى بِبَيْتَيْهِ الْمَشْهُورَيْنِ.

[POETRY][NARRATION] شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمْ بِدَمْعِي وَدَمْعُ الْعَيْنِ مِقْيَاسُ الشُّعُورِ.

[POETRY][NARRATION] لِأَوَّلِ مَرَّةٍ قَدْ ذَاقَ جَفْنِي عَلَى مَا ذَاقَهُ طَعْمَ السُّرُورِ.

[PROSE][NARRATION] وَلَمْ يَأْتِ فِيهِمَا بِشَيْءٍ.

[PROSE][NARRATION] وَكَانَ فِيمَنْ خَطَبَ رَجُلٌ قَصِيرُ الْقَامَةِ، كَبِيرُ الْهَامَةِ، أَبْيَضُ الشَّعْرِ.

[PROSE][NARRATION] أَلْقَى قَصِيدَةً لَا أَزَالُ أَذْكُرُ أَنَّ مَطْلَعَهَا كَانَ:

[POETRY][SADNESS] لَيَالِيَ التَّصَابِي قَدْ جَفَانِي حُبُورُهَا

[POETRY][SADNESS] وَلِمَّتِيَ السَّوْدَاءُ أَشْرَقَ نُورُهَا

[POETRY][SADNESS] وَمَنْ لِي بِإِنْكَارِ الْحَقِيقَةِ بَعْدَمَا تَجَلَّى عَلَى وَجْهِي وَفَوْدِي نَذِيرُهَا

[POETRY][SADNESS] تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ السُّرُورِ الَّتِي مَضَتْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَعُودُ سُرُورُهَا

[POETRY][SADNESS] أَسِفْتُ عَلَى عَهْدِ الشَّبَابِ وَلَمْ تَعُدْ تُثِيرُ فُؤَادِي مُقْلَةٌ وَفُتُورُهَا

[POETRY][SADNESS] وَأَدْنَتْنِيَ الْأَيَّامُ مِنْ هُوَّةِ الْوَنَى فَأَصْبَحَ مِنِّي قَابَ قَوْسٍ شَفِيرُهَا

[POETRY][SADNESS] وَكَادَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ تَطْوِي صَحَائِفِي وَهَلْ بَعْدَ هَذَا الطَّيِّ يُرْجَى نُشُورُهَا

[PROSE][NARRATION] وَمِنْهَا:

[POETRY][PRIDE] أَحَافِظُ حَيَّيْتَ الشَّآمَةَ تَحِيَّةً يَفُوقُ عَبِيرَ الْوَرْدِ مِنْهَا عَبِيرُهَا