id
stringlengths
1
7
url
stringlengths
31
789
title
stringlengths
1
129
text
stringlengths
1
293k
2813
https://ar.wikipedia.org/wiki/1%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
1 ديسمبر
1 ديسمبر أو 1 كانون الأوَّل أو يوم 1 \ 12 (اليوم الأوَّل من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الخامس والثلاثين بعد الثلاثمائة (335) من السنة، أو السادس والثلاثين بعد الثلاثمائة (336) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 30 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1294 - العادل زين الدين كتبغا المنصوري يتولى الحكم ليصبح عاشر سلطان للدولة المملوكية. 1420 ـ هنري الخامس ملك إنجلترا يدخل باريس. 1534 - السلطان سليمان القانوني يضم مدينة بغداد إلى الدولة العثمانية بعد أن كانت تحت سيطرة الدولة الصفوية. 1577 ـ منح فرنسيس والسينغهام رتبة فارس (سير). 1640 - الملك جون الرابع ملك البرتغال يتمكن من تخليص بلاده من سيطرة إسبانيا وذلك بعد ستين عامًا من هذه السيطرة. 1882 - تعيين شمس الدين الإنبابي شيخًا للجامع الأزهر. 1889 - صدور العدد الأول من جريدة المؤيد والتي أسسها مصطفى كامل ورأس تحريرها علي يوسف. 1934 - الحركة الوطنية المغربية تقدم وثيقة مطالب الشعب المغربي إلى سلطات الحماية الفرنسية. 1942 - إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة، وانضمام اليابان إلى دول المحور في الحرب العالمية الثانية. 1943 - انتهاء أعمال مؤتمر طهران بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والرئيس السوفيتي جوزيف ستالين ورئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل. 1948 - ملوك ورؤساء الدول العربية يتفقون في مؤتمر أريحا على تنصيب الملك عبد الله بن الشريف الحسين بن علي ملك المملكة الأردنية الهاشمية ملكًا على الضفة الغربية والقدس. 1976 ـ أنغولا تنضم إلى منظمة الأمم المتحدة. 1981 - الإعلان رسميًا عن اكتشاف فيروس الإيدز. 1988 - الجمعية العامة للأمم المتحدة تقرر الانتقال إلى جنيف للاستماع لخطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات بعد أن رفضت الولايات المتحدة إعطاءه تأشيرة دخول. انتخاب بينظير بوتو ابنه الرئيس الراحل ذو الفقار علي بوتو رئيسة لوزراء باكستان. 2001 - عملية القدس الغربية المزدوجة 2006 - المعارضة اللبنانية تنظم مظاهرة في بيروت للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. افتتاح دورة الألعاب الآسيوية والتي تستضيفها قطر. 2008 - الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يعلن اختياره لمنافسته بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للحصول على ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون لمنصب وزير الخارجية، لتكون بذلك كلينتون ثالث امرأة تتولى هذا المنصب بعد مادلين أولبرايت وكونداليزا رايز. 2010 - حزب الوفد الجديد وجماعة الإخوان المسلمون يعلنان انسحابهما من جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشعب وذلك بسبب اتهامهما للحكومة بتزوير الانتخابات وأعمال العنف التي صاحبت الجولة الأولى منها. 2013 - الصين تطلق عربتها الفضائية الأولى ضمن مهمة تشانج آه-3 التي تهدف لاستكشاف القمر. 2015 - جبهة النُصرة تُفرج عن 16 جُنديًّا لُبنانيًّا كانت قد أسرتهم سابقًا إثر مُناوشات في سلسلة جبال لُبنان الشرقيَّة كإحدى تبعات الحرب في سوريا، مُقابل الإفراج عن 13 سجينًا في لُبنان. 2018 - أندريس مانويل لوبيس أوبرادور يؤدي اليمين الدستورية ليصبح أول رئيس يساري في تاريخ المكسيك الحديث. مواليد 1081 - الملك لويس السادس، ملك فرنسا. 1083 - آنا كومنينا، أميرة ومؤرخة بيزنطية. 1521 - تاكيدا شين-غن، عسكري ياباني. 1743 - مارتن كلابروث، عالم كيمياء ألماني. 1761 - ماري توسو، فرنسية مؤسسة متحف مدام تيسو للشمع. 1766 - نيكولاي ميخائيلوفتش كرامزين، روائي ومؤرخ روسي. 1792 - نيكولاي لوباتشيفسكي، عالم رياضيات روسي. 1863 - قاسم أمين، كاتب مصري. 1896 - غيورغي جوكوف، عسكري سوفيتي. 1908 - محمد مرسي أحمد، عالم رياضيات وفيزياء مصري. خليل حبيب أبو جودة، صحفي وسياسي لبناني. 1912 - مينورو ياماساكي، مصمم معماري ياباني. 1925 - مارتن رودبل، عالم كيمياء حيوية وغدد صماء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1994. 1935 - وودي آلن، ممثل ومخرج أمريكي. 1937 - ممدوح الليثي، كاتب سيناريو ومنتج مصري. 1940 - ريتشارد بريور، ممثل أمريكي. 1941 - سعد الله ونوس، كاتب مسرحي سوري. 1942 - محمد كامل عمرو، وزير ودبلوماسي مصري. 1944 - دانيال بناك، كاتب فرنسي. الطاهر بن جلون، كاتب مغربي / فرنسي. 1949 - سبستيان بنييرا، رئيس تشيلي. بابلو إسكوبار، تاجر مخدرات كولومبي. 1951 - تريت ويليامز، ممثل أمريكي. 1954 - أمينة القفاص، ممثلة بحرينية. 1958 - خافيير أغيري، لاعب ومدرب كرة قدم مكسيكي. 1961 - جيرمي نورثام، ممثل إنجليزي. 1964 - سالفاتوري سكيلاتشي، لاعب كرة قدم إيطالي. 1967 - تولاي هارون، ممثلة سورية. 1971 - خالد أمين، ممثل كويتي. إيميلي مورتيمير، ممثلة إنجليزية. 1973 - رانيا يوسف، ممثلة مصرية. 1974 - كوستينها، لاعب كرة قدم برتغالي. 1976 - عمرو مرزوق كاتب وروائي مصري. 1977 - براد ديلسون، عازف جيتار أمريكي في فرقة لينكين بارك. 1983 - فهد الفهد، لاعب كرة قدم كويتي. إيمان رجائي، ممثلة مصرية. 1985 - إميليانو فيفيانو، حارس مرمى كرة قدم إيطالي. 1988 - رامز أمير، ممثل مصري. وفيات 1135 - الملك هنري الأول، ملك إنجلترا. 1241 - الإمبراطورة إيزابيلا، ملكة صقلية وزوجة الإمبراطور فريدريك الثاني. 1455 - لورنزو جبرتي، نحات وصانع معادن إيطالي. 1521 - البابا ليون العاشر، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1530 - الأرشيدوقة مارغريت، دوقة سافوي. 1729 - جياكومو فيليبو مارالدي، عالم إيطالي / فرنسي في علم الفلك. 1825 - الإمبراطور ألكسندر الأول، إمبراطور الإمبراطورية الروسية الرابع عشر. 1865 - أبراهام إيمانويل فروليش، كاتب سويسري. 1916 - شارل دو فوكو، رجل دين كاثوليكي فرنسي. 1924 - الحسن بن يحيى القاسمي، عالم مسلم وفقيه زيدي يمني. 1934 - إبراهيم بن محمد هادي الزنجاني، فقيه شيعي، سياسي وشاعر إيراني. 1947 - آليستر كراولي، منجم وساحر إنجليزي. غودفري هارولد هاردي، عالم رياضيات إنجليزي. 1962 - فاخر فاخر، ممثل مصري. 1973 - دافيد بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل. 1983 - حليم تقي الدين، أكاديمي ومحام وقاضي درزي لبناني. 1987 - جيمس بالدوين، روائي أمريكي. 1991 - جورج ستيجلر، اقتصادي أمريكي حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1982. 1993 - يوسف حنا، ممثل فلسطيني. 1994 - سامية جمال، راقصة شرقية وممثلة مصرية. 1998 - عائشة عبد الرحمن، كاتبة ومفكرة مصرية اشتهرت باسم «بنت الشاطئ». 2006 - صفي الرحمن المباركفوري صاحب كتاب الرحيق المختوم. 2007 - راسم الجميلي، مخرج وممثل عراقي. 2010 - برلنتي عبد الحميد، ممثلة مصرية. والتر برسي غاردنر، عسكري بريطاني ووالد الأميرة منى الحسين. 2011 - كريستا فولف، كاتبة ألمانية. 2012 - أحمد الطيب العلج، ممثل مغربي. فيل تايلور، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. سعد الدريبي، كاتب وشاعر سعودي. 2015 - إدوار خراط، كاتب روائي مصري. 2020 - حمد الريح، فنان سوداني. أعياد ومناسبات يوم الإيدز العالمي. اليوم الوطني في رومانيا. يوم المرأة البحرينية في البحرين. يوم الشهيد في العراق. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
2814
https://ar.wikipedia.org/wiki/5%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
5 أكتوبر
5 أكتوبر أو 5 تشرين الأوَّل أو يوم 5 / 10 (اليوم الخامس من الشهر العاشر) هو اليوم الثامن والسبعين بعد المئتين (278) من السنوات البسيطة، أو التاسع والسبعين بعد المئتين (279) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 87 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 610 - تتويج الإمبراطور البيزنطي هرقل. 816 - تتويج الإمبراطور الروماني لويس الأول على يد البابا ستيفان الرابع في رانس. 869 - عقد مجمع القسطنطينية الرابع لتحديد ما يجب عمله حيال بطريرك القسطنطينية فوتيوس. 1143 - ملك مملكة ليون ألفونسو السابع يعترف بالبرتغال كمملكة مستقلة. 1550 - تأسيس مدينة كونثبثيون في تشيلي. 1582 - بسبب استخدام التقويم الجريجوري فإن هذا اليوم غير موجود في هذا العام في كل من إيطاليا وبولندا والبرتغال وإسبانيا. 1665 - تأسيس جامعة كيل. 1789 - النساء الفرنسيات يقمن بمظاهرة أمام قصر فيرساي الملكي للمطالبة بالخبز والغذاء. 1857 - تأسيس مدينة أناهايم في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا. 1864 - إعصار يدمر مدينة كلكتا الهندية. 1905 - ويلبر رايت يقطع مسافة 24 ميلًا في 39 دقيقة مستخدمًا طائرته المسماة «رايت فلاير 3»، وهو ما أعتبر رقمًا قياسيًا صمد حتى سنة 1908. 1910 - قيام «ثورة 5 أكتوبر» في البرتغال والتي أدت إلى إلغاء الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية. 1914 - الحرب العالمية الأولى تشهد أول قتال جوي ينتج عنه سقوط ضحايا. 1915 - بلغاريا تدخل الحرب العالمية الأولى في صف ما سمي بدول المركز. 1944 - فرنسا تمنح النساء حق التصويت. 1947 - بث أول خطاب متلفز للرئيس الأمريكي هاري ترومان من البيت الأبيض. تكوين الكومنفورم الشيوعي في بلغراد 1948 - زلزال يقتل 110 آلاف شخص في العاصمة التركمانية عشق آباد. 1962 - عرض فيلم «دكتور نو»، وهو أول فيلم في سلسلة أفلام جيمس بوند. 1964 - عقد مؤتمر القمة العربي الثاني في مدينة الإسكندرية بمصر. 1978 - هجرة الإمام الخميني من العراق إلی باريس. 1985 - الجندي المصري سليمان خاطر يطلق النار على مجموعة من الإسرائيليين بعد إلقائهم بالعلم المصري على الأرض. 1988 - الإعلان عن الدستور البرازيلي الجديد. والتي حصلت منطقتي أمابا ورورايما فيه على وضع ولاية. كما اُستحدِثت ولاية توكانتينس مع اقتطاع جزء من شمالي غوياس. 1992 - مصرع 4 جنود إسرائيليين وإصابة 6 آخرين خلال عملية نفذها حزب الله اللبناني في حاصبيا داخل الشريط الحدودي في جنوب لبنان. إجراء أول انتخابات برلمانية لمجلس الأمة الكويتي بعد جلاء القوات العراقية. 2000 - مظاهرات عارمة في مدينة بلغراد أدت لاستقالة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش في اليوم التالي. 2003 - أحمد قديروف يتولى رئاسة الشيشان. 2004 - لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني تصادق على مشروع قانون يرغم الحكومة الإيرانية على استئناف تخصيب اليورانيوم. 2012 - تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعين الجزائري يحيى أبو الهمام قائدا جديدا لمنطقة الصحراء، بعد مقتل نبيل مخلوفي (أبو علقمة). 2013 - القوات الخاصة الأمريكية التابعة للبحرية الأمريكية تلقي القبض على أبي أنس الليبي في طرابلس الغرب، المطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ سنة 2001. 2014 - الجيش الصومالي وقوات الأميسوم يسيطرون على مدينة براوة، آخر ميناء كان خاضعا لتنظيم الشباب. 2015 - اثنا عشر دولة من الدُول المُطلَّة على المُحيط الهادئ، والتي يُشكّل ناتجها المحلّي الإجمالي 40% من الناتج العالمي، تصلُ إلى اتفاقيَّة بشأن الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ. فوز الإيرلندي وليام كامبل، والصينية تو يويو، والياباني ساتوشي أومورا بجائزة نوبل في الطب لعام 2015 مثالثةً، لاكتشافهم أداة لقتل الطفيليات. 2016 - السلطات الإسرائيلية تعتقل ناشطات أسطول الحرية 4 وتقتادهن لميناء أشدود. الإعلان عن فوز جان بيار سوفاج وفريزر ستودارت وبين فيرينغا بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2016 لأعمالهم حول تصميم وتركيب الآلات الجزيئية. 2017 - فوز البريطاني من أصل ياباني كازوو إيشيغورو بجائزة نوبل في الأدب لسنة 2017. 2018 - الناشطة العراقية اليزيدية نادية مراد تفوز بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي لنشاطهما ضد الاغتصاب والعنف والاستعباد الجنسي كسلاح في الحروب والنزاعات المسلحة. 2019 - مقتل حوالي مائة شخص وإصابة الآلاف خلال التظاهرات الشعبية العراقية التي بدأت في 1 أكتوبر 2019، والمتظاهرون يطالبون بمكافحة الفساد ووقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للعراق، ورحيل الحكومة. 2020 - منح جائزة نوبل في الطب لكل من تشارلز رايس وهارفي ألتر ومايكل هوتون لاكتشافهم التهاب الكبد سي. 2021 - سيوكورو مانابي وكلاوس هاسلمان ينالان جائزة نوبل في الفيزياء، مناصفة مع جورجيو باريزي 2022 - فوز كل من كارولين بيرتوزي ومورتن ميلدال وكارل باري شاربلس بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2022. 2023- وقوع هجوم بطائرة مسيرة على الكلية الحربية بحمص استهدف حفلاً لتخريج طلاب ضباط، مما أدى لمقتل حوالي 90 شخصًا، وإصابة حوالي 280 آخرين عدد كبير منهم من المدنيين ذوي الطلاب، والحكومة السورية تعلن الحداد العام. مواليد 1377 - لويس الثاني دوق أنجو. 1713 - دنيس ديدرو، فيلسوف فرنسي. 1829 - تشستر آرثر، رئيس الولايات المتحدة. 1864 - لوي لوميير، فرنسي من أوائل صناع الأفلام. 1879 - بيتون روس، عالم أمريكي في علم الأمراض حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1966. 1887 - رينيه كاسان، دبلوماسي فرنسي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1968. 1907 - جان-لويس لويس فنان فرنسي. 1908 - جوزف نجار، سياسي ومهندس لبناني. 1922 - جوك ستين، لاعب ومدرب كرة قدم اسكتلندي. 1925 - إميليانو أغويري، إحاثي إسبانيّ. 1929 - ريشارد جوردن، رائد فضاء أمريكي. 1930 - رينهارد سولتن، اقتصادي ألماني حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1994. 1936 - فاتسلاف هافيل، رئيس التشيك الأول. 1945 - سامية شكري، ممثلة مصرية. 1951 - كارين ألين، ممثلة أمريكية. 1952 - واندرلي لكسومبورغو، لاعب ومدرب كرة قدم برازيلي. كليف باركر، كاتب إنجليزي. 1957 - بيرني ماك، ممثل أمريكي. 1960 - كاريكا، لاعب كرة قدم برازيلي. 1965 - تيري هوغ، حكم كرة قدم نرويجي. 1967 - غاي بيرس، ممثل إنجليزي. 1975 - كيت وينسليت، ممثلة إنجليزية. بوبو بالدي، لاعب كرة قدم غيني. 1976 - رمضان قديروف، رئيس الشيشان. 1977 - كونستانتين زيريانوف، لاعب كرة قدم روسي. 1979 - ماهر عصام، ممثل مصري. فينشينسو غريلا، لاعب كرة قدم أسترالي. 1981 - بشرى، ممثلة مصرية. 1984 - كينواين جونز، لاعب كرة قدم ترينيدادي. 1986 - حمد العنزي، لاعب كرة قدم كويتي. 1987 - كيفن ميرالاس، لاعب كرة قدم بلجيكي. تيم ريم، لاعب كرة قدم أمريكي. لويجي فيتالي، لاعب كرة قدم إيطالي. 1988 - نينا مغربي، ممثلة مغربية. وفيات 578 - جستين الثاني، إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية. 1056 - هنري الثالث، إمبراطور روماني مقدس. 1214 - الملك ألفونسو الثامن، ملك مملكة قشتالة. 1660 - أيوب الخلوتي، متصوف ومصنف وشاعر سوري عثماني. 1805 - تشارلز كورن واليس، عسكري بريطاني. 1841 - جوزيف أنطون لوبيز، كاهن ومدير أكاديمي مكسيكي 1918 - رولان غاروس، طيار فرنسي. 1925 - صالح قنباز، طبيب وشاعر سوري. 1949 - محمد حامد السقاف، قيه شافعي حضرمي يمني. 1976 - لارس أونساغر، عالم كيمياء نرويجي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1968. 1997 - ماري باي باي، ممثلة مصرية. 2001 - نجيب أبو حيدر، سياسي وطبيب لبناني. 2003 - بكر الشدي، ممثل سعودي. 2004 - موريس ويلكنز، عالم فيزياء نيوزيلندي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1962. 2010 - برنارد كلافيل، صحفي وكاتب فرنسي. 2011 - ستيف جوبز، المؤسس والمدير التنفيذي السابق لشركة أبل. 2012 - سليمان العيسى، مذيع سعودي. 2014 - أندريا دي سيساريس، سائق فورمولا 1 إيطالي. 2015 - شانتال أكرمان، ممثلة ومخرجة ومنتجة فرنسية بلجيكية. 2015 - هينينغ مانكل، روائي وكاتب مسرحي سويدي. 2019 - سليمان الحكيم، كاتب وصحفي مصري. أعياد ومناسبات يوم المعلم العالمي. عيد الجمهورية في البرتغال. عيد القوات المسلحة في إندونيسيا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2815
https://ar.wikipedia.org/wiki/25%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
25 أكتوبر
25 أكتوبر أو 25 تشرين الأوَّل أو يوم 25 \ 10 (اليوم الخامس والعشرين من الشهر العاشر) هو اليوم الثامن والتسعين بعد المئتين (298) من السنة، أو التاسع والتسعين بعد المئتين (299) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 67 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1415 - هزيمة الجيش الفرنسي الأكثر عددا أمام الجيش الإنجليزي بقيادة هنري الخامس في معركة أجينكور. وذلك بسبب الأقواس الإنجليزية الطويلة. 1936 - الزعيمان الإيطالي بينيتو موسوليني والألماني أدولف هتلر ينشئان المحور الإيطالي / الألماني والذي انضمت إليه اليابان لاحقًا. 1944 - اليابان تبدأ هجمات الكاميكاز، وهي هجمات إنتحارية بالطائرات على السفن الحربية الأمريكية. 1952 - لبنان يفوز بعضوية مجلس الأمن الدولي. 1958 - انسحاب القوة الأمريكية من لبنان بعد أن هدأ الوضع بنهاية ولاية الرئيس كميل شمعون وانتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيسًا. 1971 - الأمم المتحدة تضم الصين الشعبية لتصبح عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي وتطرد تايوان. 1973 - نيجيريا تقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل لتصبح الدولة الأفريقية الثامنة عشر التي تقطع علاقاتها معها بعد حرب أكتوبر. 1976 - بداية أعمال القمة التاسعة لرؤساء الدول العربية بالقاهرة. 1977 - نجاة وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام من محاولة اغتيال في مطار أبو ظبي في ختام زيارة للإمارات العربية المتحدة، بينما أصيب نظيره الإماراتي سيف غباش بعدة رصاصات وتوفي لاحقاً متأثراً بإصابته. 1991 - انسحاب آخر جندي صربي من سلوفينيا وإعلان استقلالها بعد حرب الأيام العشرة بين صربيا وسلوفينيا. 1998 - إطلاق مياه نهر النيل عبر ترعة السلام في إطار مشروع تنمية سيناء. 2001 - إطلاق «ويندوز إكس بي» رسميًا. 2004 - الرئيس الكوبي فيدل كاسترو يعلن إنه سينهي أي تعامل بالدولار الأمريكي ابتداءً من 8 نوفمبر. 2009 - إجراء الانتخابات الرئاسية في تونس والتي يتنافس بها كل من الرئيس المنتهية ولايته زين العابدين بن علي ومحمد بوشيحة وأحمد إينوبلي وأحمد إبراهيم. 2012 - شركة مايكروسوفت تحتفل في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة بمناسبة الإطلاق الرسمي لنظام التشغيل ويندوز 8 الجديد. 2015 - جيمي مورالس يفوز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في غواتيمالا. حزب العدالة والقانون (بقيادة بياتا سيدلو) يفوز بأغلبية مقاعد مجلس السيم البولندي. لويس هاملتون يفوز ببُطولة العالم للسائقين في موسم 2015 من الفورمولا 1، ومرسيدس تفوز ببطولة الصانعين. 2017 - حُكومة إقليم كُردستان العراق تقترح تجميد نتائج استفتاء الانفصال عن العراق بعد مُرور شهر كامل على إجرائه، ووقف كُل العمليَّات القتاليَّة والبدء بحوار مفتوح مع بغداد. 2018 - سيول في الأردن تخلف 20 قتيلاً معظمهم من الأطفال، والأردن تعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام. انتخاب سهلورق زودي رئيسةً لإثيوبيا، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب. 2019 - تجدُّد المُظاهرات في المُحافظات العراقيَّة ومُفوضيَّة حقوق الإنسان في العراق تُعلن مقتل 40 شخصًا وإصابة ما بين 1700 و2000 شخص بِجُرُوح نتيجة المُواجهات مع قوى الأمن والمُسلحين. 2020 - انتخاب وافيل رامكالاوان رئيسًا لجمهورية سيشل في أول انتقال سلمي للسلطة منذ الاستقلال عام 1976. 2022 - كسوف جزئي للشمس شُوهد من أوروبا وجبال الأورال وغرب سيبيريا والشرق الأوسط وشمال شرق إفريقيا. مواليد 1692 - إليزابيث فارنيزي، ملكة إسبانيا. 1759 - ويليام غرنفيل، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1806 - ماكس شتيرنر، فيلسوف ألماني. 1811 - إيفاريست غالوا، عالم رياضيات فرنسي. 1825 - يوهان شتراوس الابن، موسيقي نمساوي. 1838 - جورج بيزيه، موسيقي فرنسي. 1881 - بابلو بيكاسو، رسام تشكيلي إسباني. 1889 - مكرم عبيد، سياسي مصري. 1895 - ليفي أشكول، رئيس وزراء إسرائيل. 1913 - كلاوس باربي، عسكري ألماني. 1921 - الملك ميخائيل الأول، ملك رومانيا. 1926 - بو كاربيلان، كاتب وشاعر فنلندي. 1927 - خورخي باتل، رئيس أوروغواي. 1935 - جاسر عموري، شاعر ومهندس فلسطيني - أردني. 1936 - أحمد مطلوب، وزير ثقافة عراقي. ماساكو نوزاوا، ممثلة أداء صوتي يابانية. 1940 - بوب نايت، لاعب ومدرب كرة سلة أمريكي. زهير العبيدي، سياسي واقتصادي لبناني. 1945 - إلياس فيغيروا، لاعب كرة قدم من تشيلي. 1952 - سمير جعجع، سياسي لبناني. إيوانيس كيراستاس، لاعب ومدرب كرة قدم يوناني. 1953 - جاسم يعقوب، لاعب كرة قدم كويتي. 1958 - نصر حماد، ممثل مصري. كورنيليا إندر، سباحة ألمانية. 1960 - حمود البغيلي، شاعر كويتي. 1965 - عبد الله السناني، ممثل سعودي. ناصر سالم الجاسم، كاتب قصصي سعودي. 1969 - أوليغ سالينكو، لاعب كرة قدم روسي. ليلى عوض، ممثلة سورية. 1971 - ماجد المهندس، مغني عراقي / سعودي. 1975 - وسام بريدي، مقدم برامج لبناني 1976 - أحمد الدوخي، لاعب كرة قدم سعودي. 1977 - بريجيت برينتس، لاعبة كرة قدم ألمانية. يهوناتان جاترو، ممثل ومغني إسرائيلي. 1981 - شون رايت فيليبس، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1984 - كيتي بيري، مغنية أمريكية. إيفان راميس، لاعب كرة قدم إسباني. كارولينا سبريم، لاعبة تنس محترفة من كرواتيا. 1985 - سيارا، ممثلة ومغنية أمريكية. دانييلي باديلي، لاعب كرة قدم إيطالي. 1987 - دارون غيبسون، لاعب كرة قدم من أيرلندا الشمالية. 1988 - كريتيكا كامرا، ممثلة هندية. 2001 - الأميرة إليزابيث، دوقة برابانت، ولية العهد البلجيكية. وفيات 304 - البابا مارسيلينوس، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1154 - الملك ستيفن، ملك إنجلترا. أبو الحسن الدريني، عالم مسلم وشاعر عراقي. 1400 - جيفري تشوسر، شاعر إنجليزي. 1647 - إيفانجيلستا تورشيللي، عالم فيزياء إيطالي. 1733 - جيوفاني جيرولامو ساتشيري، كاهن يسوعي وفيلسوف مدرسي ورياضياتي إيطالي. 1760 - الملك جورج الثاني، ملك المملكة المتحدة. 1806 - هنري نوكس، جنرال أمريكي. 1826 - فيليب بينيل، طبيب فرنسي. 1920 - الملك ألكسندر الأول، ملك اليونان. 1944 - تشارلز أندرسون، عالم معادن أسترالي. 1966 - محمد كمال المصري، ممثل مصري عرف باسم «شرفنطح». 1973 - آبيبي بيكيلا، لاعب ألعاب قوى إثيوبي. 1983 - محمود دياب، كاتب مسرحي مصري. 1995 _ عدنان بوظو، لاعب كرة قدم وإعلامي سوري . 2002 - ريتشارد هاريس، ممثل أيرلندي. رينيه ثوم، عالم رياضيات وفيلسوف فرنسي. 2003 - فيكو هاكولينن، فني في علم الحراج ومتزلج ريفي فنلندي. أحمد مهنا، شاعر وروائي سوري. أعياد ومناسبات عيد الجمهورية في كازاخستان. عيد الشكر في الجزر العذراء وغرينادا. عيد القوات المسلحة في رومانيا. وصلات خارجية BBC: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2816
https://ar.wikipedia.org/wiki/26%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
26 فبراير
26 فبراير أو 26 شُباط أو يوم 26 \ 2 (اليوم السادس والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم السابع والخمسون (57) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 308 يومًا لانتهاء السنة، أو 309 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 1618 - الجيش الإنكشاري يخلع السلطان العثماني مصطفى الأول، وعثمان الثاني يخلفه بالحكم. 1797 - إنجلترا تصدر أول عملة ورقية في العالم وكانت من فئة الجنيه والجنيهين. 1815 - نابليون بونابرت يهرب من منفاه بجزيرة ألبا. 1935 - عرض أول فيلم مصري ناطق وهو فيلم شجرة الدر بطولة آسيا وماري كويني وإخراج أحمد جلال عن قصة جرجي زيدان. 1936 - أدولف هتلر يطلق سيارة فولكس فاجن. 1941 - بريطانيا تغزو الصومال وإثيوبيا لطرد القوات الإيطالية منها وذلك في الحرب العالمية الثانية. 1961 - ولي العهد المغربي مولاي الحسن يتولى عرش المغرب بعد وفاة والده الملك محمد الخامس، ويتخذ اسم الملك الحسن الثاني. 1975 - اندلاع تظاهرة شعبية مناهضة للحكومة اللبنانية في صيدا لدعم الصيادين أدت إلى وقوع أعمال عنف أصيب فيها مؤسس التنظيم الشعبي الناصري النائب معروف سعد. 1979 - القوات الصينية تواصل غزوها لفيتنام حتى وصل مدى توغلها 100 كيلو متر. 1987 - الكنيسة الأنجليكانية توافق بأغلبية كبيرة على ترسيم النساء كقساوسة وذلك بعد مناقشات استمرت عشرة أعوام كاملة. 1991 - الرئيس العراقي صدام حسين يعلن من على راديو بغداد انسحاب القوات العراقية من الكويت، ويكون بذلك بداية نهاية حرب الخليج الثانية. أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح يصدر مرسوم أميري يعلن فيه الأحكام العرفية في جميع أنحاء الكويت ابتداءً من تاريخه ولغاية ثلاثة شهور، ويعيّن الشيخ سعد العبد الله الصباح حاكمًا عرفيًا وذلك بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي. 1993 - انفجار قنبلة أسفل مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك أدى إلى وفاة ستة أشخاص وجرح المئات. 2001 - حركة طالبان تفجر تمثال بوذا في باميان والذي يعتبر من آثار التراث العالمي. 2006 - انهيار في السوق المالي السعودي يؤدي إلى تكبد المستثمرين خسائر كبيرة جدًا، وأعقب ذلك انهيار غالبية أسواق المال العربية. 2007 - محكمة العدل الدولية تعتبر أن قتل ثمانية آلاف مسلم بمذبحة سربرنيتشا في البوسنة والهرسك عام 1995 جريمة إبادة جماعية، لكنها تمتنع عن تحميل صربيا المسؤولية عنها. الكويت تعلن عن إصابة 20 طائراً بإنفلونزا الطيور في حديقة الحيوان وأحد مزارع الدواجن. 2009 - وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح يزور العراق في زيارة هي الأولى من نوعها منذ غزو العراق للكويت بعام 1990. 2015 - تنظيم داعش يبث فيديو يتضمن عملية تدمير لتماثيل تعود للحقبة الآشورية داخل متحف الموصل في العراق. 2016 - الحفلة 41 من جائزة سيزار تنتهي بتتويج فيلم فاطمة بجائزة أفضل فيلم، بينما ذهبت جائزة أفضل مخرج لأرنو ديبليشان، وجائزة أفضل ممثل لفانسون لاندون، وجائزة أفضل ممثلة لكاثرين فروت. 2017 - فوز فيلم ضوء القمر بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وفوز كل من كيسي أفليك بجائزة أفضل ممثل وإيما ستون أفضل ممثلة، ضمن حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والثمانون. 2018 - زلزالٌ عنيف بلغت قوَّته 7.5 درجات يضرب پاپوا غينيا الجديدة ويُؤدي إلى مقتل 31 شخصًا على الأقل وجرح ما يزيد عن 300. 2019 - القوات الجوية الهندية تقصف مُعسكرًا لتنظيم جيش مُحمَّد في المنطقة الباكستانيَّة من كشمير بعد تبني التنظيم هجوم بولواما، وباكستان ترد بِهجومٍ آخر على الأراضي الهنديَّة. 2023 - غرق أكثر من 62 مهاجرًا غير شرعيٍ، وإنقاذ 81 آخرين قبالة ساحل قلورية، جنوب إيطاليا. مواليد 1564 - كريستوفر مارلو، كاتب مسرحي إنجليزي. 1725 - جوزيف كونيو، مخترع فرنسي. 1802 - فكتور هوغو، أديب فرنسي. 1825 - وليام ناسو ليس، مستشرق أيرلندي. 1841 - لورد كرومر، المعتمد السياسي البريطاني في مصر. 1861 - فرديناند الأول، ملك بلغاريا. 1870 - داود حسني، مغني وملحن مصري. 1903 - جوليو ناتا، عالم كيمياء إيطالي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1963. 1909 - طلال بن عبد الله، ملك الأردن. 1928 - أرئيل شارون، رئيس وزراء إسرائيل. 1932 - جوني كاش، مغني أمريكي. 1939 - شوشو، ممثل لبناني. 1946 - أحمد زويل، عالم كيمياء مصري حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999. 1948 - توفيق العشا، ممثل سوري. 1950 - هيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا. 1954 - رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركي. طلعت السادات، سياسي ومحامي مصري. 1958 - هيديهارو موري، ملحن ياباني. مادلين طبر، ممثلة لبنانية. 1959 - أحمد داوود أوغلو، رئيس وزراء تركيا. 1964 - سلوى خطاب، ممثلة مصرية. 1966 - نجوى كرم، مغنية لبنانية. أحمد بخيت، شاعر مصري. 1967 - كازيوشي ميورا، لاعب كرة قدم ياباني. 1969 - هيتوشي ساكيموتو، ملحن ياباني. 1973 - أولي غونار سولسكيار، لاعب كرة قدم نرويجي. 1979 - كورين بايلي راي، مغنية إنجليزية. بدرو منديز، لاعب كرة قدم برتغالي. 1983 - بيبي، لاعب كرة قدم برتغالي. 1984 - إيمانويل أديبايور، لاعب كرة قدم توغولي. بيرين سات، ممثلة تركية. 1993 - خيسي رودريغيز، لاعب كرة قدم إسباني. 1994 - عبد الفتاح عسيري، لاعب كرة قدم سعودي. وفيات 1154 - روجر الثاني، ملك مملكة صقلية الأول. 1266 - مانفريد هوهنشتاوفن، ملك صقلية الثالث عشر. 1577 - إريك الرابع عشر، ملك السويد. 1865 - جواد بدقت، شاعر عراقي. 1878 - خوان ماريا غوتييريث من رواد إرساء دعائم الثقافة الأرجنتينية وتطويرها في القرن التاسع عشر 1931 - أوتو فالاخ، عالم كيمياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1910. 1946 - إبراهيم الدباغ، شاعر وصحفي وكاتب فلسطيني. 1961 - محمد الخامس، ملك المغرب. 1969 - كارل ياسبرس، فيلسوف ألماني. ليفي أشكول، رئيس وزراء إسرائيل. 1985 - تجالينغ كوبمانز، اقتصادي هولندي حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1975. 1994 - حمود بن عبد العزيز آل سعود، أمير سعودي. 1996 - هاني هاني، مخرج مسرحي عراقي. 1998 - ثيودر شولتز، اقتصادي أمريكي حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1979. 2002 - لورانس تيرني، ممثل أمريكي. 2004 - بوريس ترايكوفسكي، رئيس مقدونيا الثاني. 2010 - غاي إيتون، كاتب ومؤرخ بريطاني مسلم. 2021 - طارق البشري، قاض ومفكر مصري. أعياد ومناسبات عيد التحرير في الكويت. يوم الإنقاذ لدى حركة أمة الإسلام. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2817
https://ar.wikipedia.org/wiki/8%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
8 ديسمبر
8 ديسمبر أو 8 كانون الأوَّل أو يوم 8\12 (اليوم الثامن من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الثاني والأربعين بعد الثلاثمائة (342) من السنة، أو الثالث والأربعين بعد الثلاثمائة (343) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 23 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1714 - الدولة العثمانية تعلن الحرب على جمهورية البندقية. 1941 - الولايات المتحدة تدخل الحرب العالمية الثانية إلى جانب قوات الحلفاء بعد الهجوم على بيرل هاربر. 1947 - اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية تعقد اجتماعًا حضره رؤساء حكومات الدول العربية وذلك لإحباط قرار تقسيم فلسطين والحيلولة دون قيام دولة إسرائيل. 1949 - تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين / الأونروا. 1952 - الاضطرابات تعم الدار البيضاء بسبب مقتل مؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل فرحات حشاد. 1958 - صدور العدد الأول من مجلة العربي في الكويت والتي يرأس تحريرها الدكتور أحمد زكي. 1966 - الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يوقعان معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية في الفضاء الخارجي. 1969 - سوريا تصادر ممتلكات شركة نفط العراق. 1972 - تفجير قنبلة في منزل المناضل الفلسطيني محمود الهمشري بواسطة الموساد وذلك بأوامر مباشرة من جولدا مائير. 1980 - اغتيال المغني الإنجليزي جون لينون في نيويورك على يد شخص مختل عقليًا يدعى «مارك شابمان». 1987 - شاحنة إسرائيلية تدهس سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا متوقفة في محطة وقود، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين، وأدت الحادثة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. الرئيسان الأميركي رونالد ريغان والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف يوقعان في واشنطن اتفاقية إزالة الصواريخ المتوسطة المدى المركزة في أوروبا. 1991 - تأسيس اتحاد الدول المستقلة والتي جمعت الدول الخمسة عشر المستقلة عن الاتحاد السوفيتي. 2007 - مقتل المخرج العراقي عدنان إبراهيم بعد طعنه في رقبته أمام مكتبه في العاصمة السورية دمشق. 2009 - مجلس الأمة الكويتي يناقش الاستجواب المقدم من النائب فيصل المسلم بحق رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، وهي المرة الأولى في الكويت يستجوب بها رئيس الحكومة، وقد انتهى الاستجواب بتقديم طلب من 10 نواب بعدم التعاون مع رئيس الحكومة. 2011 - رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر المشير محمد حسين طنطاوي يصدر قرارًا بتشكيل مجلس استشاري تكون مهمته معاونة المجلس الأعلى وإبداء المشورة في الفترة الانتقالية وحتى إتمام نقل السلطة لحكومة مدنية ورئيس منتخبين. 2021 - مقتل رئيس أركان الدفاع الهندي بيبين روات و12 آخرين في حادث تحطم مروحية. تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة في ألمانيا بقيادة المستشار أولاف شولتس. 2022 - الانتخابات العامة المبكرة في دومينيكا تُسفر عن فوز حزب العمل الحاكم بأغلبية المقاعد. مواليد 65 ق.م. - هوراس، شاعر روماني. 1542 - ماري ستيوارت، ملكة اسكتلندا. 1708 - فرانسيس الأول، إمبراطور الرومانية المقدسة. 1730 - يان إينخنهاوسز، عالم نبات هولندي. 1832 - بيورنستيارنه بيورنسون، كاتب نرويجي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1903. 1865 - جان سيبيليوس، موسيقي فنلندي. 1885 - روكز أبو ناضر، سياسي ومحام لبناني. 1934 - موسى كمال، عالم هندسة كيميائية فلسطيني كندي. 1936 - ديفيد كارادين، ممثل أمريكي. 1938 - غسان مطر، ممثل فلسطيني. 1941 - جيوف هورست، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1944 - شارملا طاغور، ممثلة هندية. 1946 - محمود قابيل، ممثل مصري. 1947 - توماس تشيك، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1989. 1951 - أحمد الحمود الجابر الصباح، سياسي كويتي. 1952 - عباس النوري، ممثل سوري. 1953 - كيم باسنجر، ممثلة أمريكية. 1955 - زينب العسال، كاتبة مصرية. 1961 - آن كولتر، إعلامية أمريكية. 1963 - براين مككلير، لاعب ومدرب كرة قدم اسكتلندي. 1964 - تيري هاتشر، ممثلة أمريكية. 1966 - ريم بنا، مغنية وملحنة فلسطينية. 1967 - كوتونو ميتسويشي، ممثلة أداء صوتي يابانية. ماهر الأسد، قائد عسكري سوري، وشقيق الرئيس بشار الأسد. 1976 - دومينيك موناغان، ممثل إنجليزي. 1978 - إين سمرهولدر، ممثل أمريكي. جون أوستر، لاعب كرة قدم ويلزي. فريدريك بيكيون، لاعب كرة قدم فرنسي. 1979 - كريستيان فيلهلمسون، لاعب كرة قدم سويدي. 1981 - مي كساب، مغنية وممثلة مصرية. عذراء أكين، ممثلة تركية. 1982 - حميد وخليل ألتينتوب، لاعبا كرة قدم تركيان. نيكي ميناج، مغنية أمريكية. 1984 - كريغ هالفورد، لاعب كرة قدم إنجليزي. بدر هاري، بطل كيك بوكسينغ مغربي-هولندي. 1993 - آناصوفيا روب، ممثلة أمريكية. 1994 - رحيم ستيرلينغ، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1998 - مي الغيطي، ممثلة مصرية. وفيات 899 - أرنولف الكارينثي، ملكً كارولنجي من فرانسيا الشرقية. 940 - أبو العباس محمد الراضي بالله، خليفة عباسي. 1831 - جيمس هوبان، مهندس أمريكي، وهو مصمم البيت الأبيض. 1885 - أنطون الصقال، شاعر وكاتب حلبي عثماني. 1897 - المهدي العباسي، عالم مسلم مصري تولى مشيخة الجامع الأزهر. 1922 - أمين أبو خاطر، طبيب وكاتب لبناني. 1978 - جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل. 1965 - عبد الله بن سليمان المزروع، كاتب ومسؤول حكومي سعودي. 1980 - جون لينون، مغني إنجليزي. 1982 - مارتي روبينز، مغني أمريكي. 2007 - عدنان إبراهيم، مخرج عراقي. 2012 - فيصل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، أمير سعودي. 2015 - ميرفت سعيد، ممثلة مصرية. 2021 - بيبين روات، قائد عسكري هندي. أعياد ومناسبات يوم الدستور في رومانيا. عيد الأم في بنما. عيد سيدة الحبل بلا دنس في الكنيسة الكاثوليكية. يوم بودهي في البوذية. عيد الأضواء في فرنسا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
2818
https://ar.wikipedia.org/wiki/1%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
1 مارس
1 مارس أو 1 آذار أو يوم 1 \ 3 (اليوم الأول من الشهر الثالث) هو اليوم الستون (60) من السنة البسيطة، أو اليوم الحادي والستون (61) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 305 يومًا لانتهاء السنة. أحداث 1498 - فاسكو دا غاما يصل إلى موزمبيق في طريقه إلى الهند. 1565 - تأسيس مدينة ريو دي جانيرو والتي تعد أكبر المدن في البرازيل. 1811 - والي مصر محمد علي باشا يقضي على بقايا المماليك بمجزرة رهيبة عرفت بمذبحة القلعة. 1864 - ريبيكا لي كرومبلر تصبح أول سيدة من أصل زنجي تحصل على شهادة بالطب في الولايات المتحدة. 1896 - القوات الإثيوبية تهزم القوات الإيطالية الغازية هزيمة مروعة في «معركة العدوى». 1912 - الأمريكي ألبرت بيري يقوم بأول قفزة بالمظلة من الطائرة. 1919 - اندلاع الثورة في كوريا. 1941 - ألمانيا تحتل بلغاريا وذلك في الحرب العالمية الثانية. 1942 - انتهاء معركة جاوة البحرية بهزيمة القوات الأمريكية على يد القوات اليابانية، وتعد هذه الهزيمة من أكبر الهزائم التي تلقتها الولايات المتحدة في تاريخها. 1947 - صندوق النقد الدولي يبدأ بممارسة أعماله وذلك بعد اتفاق الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على إنشائه. 1956 - تعريب الجيش الأردني وطرد غلوب باشا من الأردن وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية. 1965 - تأسيس الفريق البريطاني السهام الحمر للاستعراض الجوي. 1966 - سفينة الفضاء السوفيتية «فينوس 3» تهبط على كوكب الزهرة لتكون أول سفينة فضاء تهبط على هذا الكوكب. 1979 - افتتاح أبراج الكويت. 2009 - المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تبدأ أعمالها بمقرها في مدينة لاهاي الهولندية. اغتيال قائد جيش غينيا بيساو الجنرال باتيستا تاغمي ناواي في تفجير عبوة ناسفة. 2014 - مجلس الاتحاد الروسي يوافق على طلب الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوة في الأراضي الأوكرانية بعد تصاعد نسبة التوترات بشبه جزيرة القرم. 2023 - فوز بولا تينوبو في الانتخابات الرئاسية النيجيرية بنسبة 36.61%، على أن تبدأ فترة ولايته في 29 مايو 2023. مواليد 625 - الحسين بن علي، حفيد الرسول محمد والإمام الثالث لدى الشيعة. 1105 - ألفونسو السابع، ملك قشتالة. 1227 - عبد الرحمن العبدلياني، فقيه مسلم ومفسّر عراقي. 1445 - ساندرو بوتيتشيلي، رسام إيطالي. 1810 - فريدريك شوبان، موسيقي بولندي. 1812 - أغسطس ويلبي نورثمور بوجن، معماري إنجليزي. 1898 - تيان هان، موسيقي صيني. 1904 - أنطون سعادة، سياسي ومفكر لبناني ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي. 1906 - وجيه البارودي، طبيب وشاعر سوري. 1910 - أرشر مارتين، عالم كيمياء بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1952. 1919 - جواو غولار، رئيس البرازيل الرابع والعشرون. 1922 - إسحاق رابين، رئيس وزراء إسرائيل حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994. 1935 - محمد باقر الصدر، مرجع شيعي عراقي ومفكر وفيلسوف إسلامي ومؤسس حزب الدعوة بالعراق. 1938 - حبيب العادلي، سياسي مصري. 1943 - خوسيه آنخل إريبار، لاعب ومدرب كرة قدم إسباني. 1949 - إبراهيم البنكي، ممثل بحريني. 1954 - رون هوارد، ممثل ومخرج أمريكي. 1956 - داليا غريباوسكايتي، رئيسة لتوانيا. 1958 - البشير عبدو، مغني وممثل مغربي. 1963 - توماس أنديرس، مغني وملحن ومنتج ألماني. 1964 - بول لوجوين، لاعب ومدرب كرة قدم فرنسي. 1966 - زاك سنايدر، مخرج أفلام أمريكي. 1967 - أرون وينتر، لاعب ومدرب كرة قدم هولندي. 1969 - خافيير باردم، ممثل إسباني. 1973 - محسن منصور، ممثل مصري. 1974 - كارا بوونو، ممثلة وكاتبة أمريكية. 1977 - هويدا يوسف، مغنية سورية. 1980 - جيمي تراوري، لاعب كرة قدم من مالي. 1984 - سنحاريب ملكي، لاعب كرة قدم سوري. 1987 - كشا، مغنية أمريكية. 1989 - كارلوس فيلا، لاعب كرة قدم مكسيكي. 1990 - نورس يكن، شاعر سوري. 1991 - درية عاشور، مخرجة تونسية. 1994 - جاستن بيبر، مغني كندي. وفيات 589 - ديوي، قديس وراعي ويلز. 1792 - ليوبولد الثاني، إمبراطور الرومانية المقدسة. 1911 - ياكوبس فانت هوف، عالم كيمياء هولندي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1901. 1922 - بيتشيتشي، لاعب كرة قدم إسباني. 1960 - فرج عمارة، عسكري وسياسي عراقي. 1976 - بول جيورجي، طبيب أطفال وعالم كيمياء حيوية أمريكي. 1979 - مصطفى البارزاني، قائد وسياسي كردي عراقي. 1992 - عبلة بنت الطاهر، زوجة ملك المغرب محمد الخامس. 1996 - فؤاد دوارة، ناقد مسرحي مصري. 2009 - باتيستا تاغمي ناواي، قائد جيش غينيا بيساو. 2010 - فلاديمير إليوشن، طيار اختباري روسي. 2020 - سهيل زكار، باحث ومؤرّخ ومحقـّق ومترجم سوري. 2021 - إعجاز دوراني، ممثل سينمائي باكستاني. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في البوسنة والهرسك. عيد العمال في أستراليا الغربية. عيد القديس ديوي في ويلز. عيد المعلم في العراق. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2819
https://ar.wikipedia.org/wiki/9%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
9 مارس
9 مارس أو 9 آذار أو يوم 9 \ 3 (اليوم التاسع من الشهر الثالث) هو اليوم الثامن والستون (68) من السنة البسيطة، أو اليوم التاسع والستون (69) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 297 يوما لانتهاء السنة. أحداث 632 - الرسول محمد يلقي خطبته الأخيرة في يوم عرفة، على جبل الرحمة، خلال ما عُرف بحجة الوداع. 1009 - أول ذكر معروف لليتوانيا، في وثائق وسجلات دير قودلينبورغ. 1230 - القيصر البلغاري إيفان آسين الثاني يهزم تيودور أمير إبيروس البيزنطية في معركة كلوكوتنيتسا. 1276 - آوغسبورغ تصبح مدينة إمبراطورية حرة. 1796 - زواج الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت من الملكة جوزفين البوهيمية. 1908 - تأسيس نادي إنتر ميلان الإيطالي. 1919 - إندلاع ثورة في مصر بقيادة سعد زغلول ضد الاحتلال البريطاني والتي عرفت باسم ثورة 1919. 1945 - المقاتلات الأمريكية تشن هجوم على اليابان حيث أسقطت على العاصمة طوكيو قنابل تزن حوالي 2000 طن وأدى ذلك إلى مقتل ما يقارب 130000 شخصًا من المدنيين اليابانيين. 1956 - المملكة المتحدة تنفي الزعيم القبرصي مكاريوس الثالث إلى جزيرة سيشيل. 1969 - المدفعية الإسرائيلية تغتال رئيس أركان الجيش المصري الفريق عبد المنعم رياض أثناء تفقده للجبهة المصرية إبان حرب الاستنزاف. 1970 - رئيس حركة فتح ياسر عرفات يزور موسكو لأول مرة، وبدأ منذ هذه الزيارة الدعم السوفيتي لنضال هذه المنظمة التي بدأت يسارية. 1973 - شعب أيرلندا الشمالية يصوت بأغلبية ساحقة على البقاء ضمن المملكة المتحدة. 1990 - منتخب الكويت لكرة القدم يفوز بكأس بطولة الخليج المقامة في الكويت. 2000 - جمعية دينية يهودية متطرفة تدعى «عزرات مناحيم» تعمل لإقامة قاعة احتفالات كبرى في ساحة البراق من أجل إقامة الاحتفالات اليهودية فيها. 2003 - إنشاء أول قضاء دولي دائم في التاريخ ينظر في جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم العدوان، حيث تم انتخاب أول هيئة قضائية للمحكمة الجنائية الدولية تتكون من 18 قاضيًا بينهم 7 نساء، وتحاكم هذه المحكمة مرتكبي الجرائم السابقة كأشخاص وهي تختلف عن محكمة العدل الدولية التي تنظر في المنازعات بين الدول ولا تنظر في شكاوى الأشخاص كأفراد. 2015 - الطائرة الكهربائية سولار إمبلس 2 تقلع من أبوظبي للقيام برحلة حول العالم بدون وقود. حادث تصادم جوي بين مروحيتين في الأرجنتين يودي بحياة 10 أشخاص بينهم 8 فرنسيين منهم ثلاثة رياضيين محترفين دوليين وأولمبيين. 2016 - وقوع كسوف كامل للشمس في إندونيسيا وإقليم شمال المحيط الهادئ. 2018 - انطلاق دورة الألعاب البارالمبية الشتوية 2018 في كوريا الجنوبية. 2020 - اختطاف الصحفي العراقي توفيق التميمي في حي أور شرقي العاصمة بغداد أثناء ذهابه إلى العمل. 2022 - فوز مرشح المعارضة يون سوك يول في الانتخابات الرئاسية لكوريا الجنوبية. 2023 - فوز رام شاندرا بودل من حزب المؤتمر النيبالي في الانتخابات الرئاسية النيبالية بنسبة 65.54%. مواليد 1454 - أمريكو فسبوتشي، بحار ومستكشف إيطالي. 1568 - لويجي غونزاغا، قديس إيطالي. 1629 - أليكس الأول، قيصر روسيا الثاني. 1753 - الجنرال كليبر، عسكري فرنسي. 1890 - فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف، سياسي سوفيتي. 1891 - خوسي لوريل، سياسي فلبيني. 1923 - والتر كون، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1998. 1924 - حنا مينه، أديب سوري. 1934 - يوري جاجارين، رائد فضاء روسي وأول من صعد إلى الفضاء. 1950 - داني سوليفان، سائق فورمولا 1 أمريكي. 1955 - أورنيلا موتي، ممثلة إيطالية. 1957 - منى سالين، سياسية سويدية. 1960 - عادل سميث، مؤسس الاتحاد الإيطالي المسلمين. 1962 - طيف، ممثلة إيرانية تعمل في الكويت. 1963 - وضاح حلوم، ممثل سوري. 1964 - جولييت بينوش، ممثلة فرنسية. هربرت فاندل، حكم كرة قدم ألماني. 1968 - يوري دجوركاييف، لاعب كرة قدم فرنسي. 1975 - خوان سيباستيان فيرون، لاعب كرة قدم أرجنتيني. روي مكاي، لاعب كرة قدم هولندي. إيزابيل جرانادا، ممثلة فلبينية إسبانية. 1976 - نورياكي سوغياما، مؤدي أصوات وممثل ياباني. 1978 - لوكاس نيل، لاعب كرة قدم أسترالي. 1982 - ميس حرب، مغنية سورية. 1983 - كلينت ديمبسي، لاعب كرة قدم أمريكي. 1984 - نسرين أمين، ممثلة مصرية. 1993 - شوقا، رابر كوري من فرقة بانقتان. وفيات 1851 - هانز أورستد، عالم فيزياء وكيمياء دنماركي. 1888 - فيلهلم الأول، إمبراطور ألمانيا. 1889 - وليام ناسو ليس، مستشرق أيرلندي. 1897 - جمال الدين الأفغاني، عالم ومفكر مسلم من أعلام النهضة العربية. 1928 - عباس بن محمد رضوان، عالم مسلم حجازي. 1969 - عبد المنعم رياض، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية. 1971 - كيرلس السادس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السادس عشر بعد المائة. 1985 - أمين السعد، سياسي وحقوقي لبناني. 1989 - سعيد حوى، داعية وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمون في سوريا. 1992 - مناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978. 1996 - محمد الغزالي، عالم مسلم ومفكر مصري. 1994 - تشارلز بوكوفسكي، شاعر وروائي وكاتب قصة قصيرة أمريكي من أصل ألماني. 2020 - عبد الرزاق اليحيى، سياسي فلسطيني. 2022 - يسري الجندي، كاتب مصري. أعياد ومناسبات يوم الشهيد في العراق. يوم الشهيد في مصر. عيد البارون بليس في بليز. يوم المعلم في لبنان. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2820
https://ar.wikipedia.org/wiki/16%20%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3
16 أغسطس
16 أغسطس أو 16 آب أو يوم 16 \ 8 (اليوم السادس عشر من الشهر الثامن) هو اليوم الثامن والعشرون بعد المئتين (228) من السنوات البسيطة، أو اليوم التاسع والعشرون بعد المئتين (229) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 137 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1328 - أسرة غونزاغا تستولي على السلطة في دوقية مانتوفا الإيطالية، لتظل في الحكم حتى عام 1708. 1945 - الرئيس الأمريكي هاري ترومان ورئيس الوزراء البريطاني كليمنت أتلي والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين يعلنون انتهاء الحرب العالمية الثانية. 1952 - المحكمة العسكرية العليا في مصر تعقد أولى جلساتها بالقاهرة منذ قيام الثورة لمواصلة النظر في قضية حريق القاهرة. 1953 - انقلاب في إيران قاده رئيس الوزراء محمد مصدق أدى إلى فرار الشاه محمد رضا بهلوي إلى بغداد، وإستطاع ضباط مقربون منه بإعادته للسلطة بعد ثلاث أيام. 1960 - الإعلان عن استقلال قبرص عن المملكة المتحدة. 1962 - انضمام الجزائر إلى جامعة الدول العربية. 1971 - البحرين تحصل على استقلالها من السيطرة البريطانية. 1972 - ملك المغرب الحسن الثاني ينجو من محاولة اغتيال وذلك عندما تعرضت طائرته التي يستقلها أثناء عودته إلى الرباط إلى إطلاق نار من جانب القوات الجوية الملكية المغربية خلال عملية بوراق إف 5، وتسببت محاولة الاغتيال ببداية ما عرف باسم سنوات الرصاص. 1973 - توقف عمليات القصف الأمريكية على كمبوديا. 2001 - توجيه الاتهام إلى بول بوريل خادم الأميرة ديانا بسرقة بعض محتويات مسكنها الخاص. 2013 - مظاهرات مُعارضة للانقلاب بميدان رمسيس بالقاهرة عقب صلاة الجمعة، وسقوط قتلى وجرحى بمحيط مسجد الفتح، وحصار المسجد حتى صبيحة اليوم التالي فيما عُرِف بأحداث رمسيس الثانية. 2015 - تحطُّم طائرة تريجانا للخدمات الجويَّة الرحلة رقم 257 وعلى متنها 54 راكبًا في مُحافظة پاپوا بِإندونيسيا. مقتل أكثر من 110 مدني بقصف قوات حكومية سورية سوقاً في مدينة دوما. 2021 - انتخاب هاكيندي هيشيليما رئيسًا لزامبيا. مواليد 1832 - فيلهلم فونت، عالم ألماني في علم النفس. 1845 - غبريال ليبمان، عالم فيزياء فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1908. 1872 - عبد الكريم الجزائري، فقيه مسلم وشاعر عراقي. 1876 - محمد الخضر حسين، رجل دين تونسي وشيخ الأزهر. 1896 - صالح عبد الحي، مغني مصري. 1904 - وندل ستانلي، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1946. 1913 - مناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978. 1941 - أحمد الميرغني، رئيس السودان. 1946 - مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان العراق. نزيه خير، شاعر عربي إسرائيلي. 1951 - عمر يارادوا، رئيس نيجيريا. ممدوح فرج، مصارع ومذيع مصري. 1954 - جورج غالوي، سياسي بريطاني. جيمس كاميرون، مخرج أمريكي. 1958 - مادونا، مغنية أمريكية. 1962 - ستيف كارل، ممثل أمريكي. 1963 - كالوشا بواليا، لاعب كرة قدم زامبي. 1970 - سيف علي خان، ممثل هندي. 1971 - باسم ياخور، ممثل سوري. وعد، مغنية سعودية. 1975 - جوناتان يوهانسون، لاعب كرة قدم فنلندي. 1977 - تامر حسني، مطرب وممثل مصري. 1981 - روكي سانتا كروز، لاعب كرة قدم باراغوياني. 1982 - تود هابركورن، ممثل أمريكي. جوليون ليسكوت، لاعب كرة قدم إنجليزي. عايدة غنيم، ممثلة مصرية. وفيات 1377 - ابن حبيب الحلبي، أديب وفقيه شامي. 1956 - بيلا لوغوسي، ممثل أمريكي. 1957 - إرفينغ لانغموير، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1932. 1969 - عمار بن لزعر، فقيه ومدرس جزائري. 1973 - سلمان واكسمان، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1952. 1977 - إلفيس بريسلي، مغني أمريكي. 1994 - علوية جميل، ممثلة مصرية. 2003 - عيدي أمين، رئيس أوغندا. 2005 - روجيه شوتز، راهب سويسري. 2011 - عبد الرحمن بن سعيد، رياضي سعودي. 2012 - أمينة بنت محمد الخامس، أميرة علوية من الأسرة المالكة في المغرب. 2014 - ممدوح فرج، مصارع ومذيع مصري. 2016 - هاني مطر، ممثل كويتي. جواو هافيلانج، رئيس الفيفا السابق. 2018 - أتال بيهاري فاجبايي، سياسي ورئيس وزراء هندي سابق. أريثا فرانكلين، مغنية سول وكاتبة أغاني أمريكية. أعياد ومناسبات ذكرى ترجمة الأيقونة الأوديسة عند الأرثوذكسية الشرقية. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أغسطس أيام ميلادية
2821
https://ar.wikipedia.org/wiki/15%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
15 أكتوبر
15 أكتوبر أو 15 تشرين الأوَّل أو يوم 15 \ 10 (اليوم الخامس عشر من الشهر العاشر) هو اليوم الثامن والثمانين بعد المئتين (288) من السنة، أو التاسع والثمانين بعد المئتين (289) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 77 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1529 انتهاء حصار فيينا الذي كان مفروضا عليها من الجيش العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني 1912 - ألفريد فاجنر يتمكن من صياغة نظرية الانجراف القاري. 1913 - تيمور بن فيصل يصبح سلطانًا لعمان ومسقط. 1918 - بلقاسم النكادي ينتصر على الفرنسيين في معركة البطحاء. 1946 - هيرمان غورينغ يحتسى السم ويموت منتحرًا قبل ساعات من تنفيذ حكم الإعدام فيه بعد إدانته في محكمة نورنبيرغ. 1950 - بداية دخول القوات الصينية للأراضي الكورية. 1951 - القوات البريطانية تنتشر في منطقة القناة لاحتلالها وذلك بعد موافقة البرلمان المصري على قرار رئيس الوزراء مصطفى النحاس بإلغاء معاهدة 1936. 1955 - تأسيس اتحاد إذاعات الدول العربية. 1963 - جلاء القوات الفرنسية عن تونس. 1964 - تفجير أول قنبلة ذرية صينية. 1969 - اغتيال الرئيس الصومالي عبد الرشيد علي شارماركي. 1990 - المؤتمر الشعبي الكويتي المنعقد في جدة يختتم أعماله بإصدار بيان ختامي شمل العديد من القضايا المتعلقة بتحرير الكويت من القوات العراقية المحتلة، وقد أعلن المؤتمر رفضه القاطع لاحتلال الكويت من قبل العراق، وإن لا مساومة ولا تفاوض على سيادة الكويت. 2003 - انتخاب إلهام علييف رئيسًا على أذربيجان خلفًا لوالده المريض حيدر علييف. 2004 - بدأ بث قناة الراي الكويتية لتكون أول قناة خاصة كويتية تبث من الكويت. 2008 - وزيرا الخارجية اللبناني فوزي صلوخ والسوري وليد المعلم يوقعان في دمشق على إعلان بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 2012 - حكومة الفلبين وجبهة تحرير مورو الإسلامية توقعان اتفاقا إطاريا يفترض أن يرسي خلال أربع سنوات سلاما دائما وحكما ذاتيا للأقلية المسلمة في جزيرة مندتناو جنوبي البلاد. 2015 - علماء آثار أمريكيون يعلنون اكتشافهم أطلال مدينة سدوم مدينة قوم لوط المذكورة في القرآن الكريم والكتاب المقدس بعد عشر سنوات من التنقيب. مواليد 70 ق.م - ورغيليوس، شاعر روماني. 1608 - إيفانجيلستا تورشيللي، عالم فيزياء إيطالي. 1784 - المارشال توماس روبير بيجو، عسكري فرنسي. 1801 - رفاعة الطهطاوي، مفكر مصري. 1814 - ميخائيل ليرمنتوف، أديب روسي. 1844 - فريدرخ نيتشه، فيلسوف وشاعر ألماني. 1864 - جعفر أبو المكارم، فقيه وشاعر سعودي. 1878 - بول رينو، رئيس وزراء فرنسا. 1916 - فؤاد الظاهري، موسيقي مصري. 1920 - ماريو بوزو، روائي أمريكي. 1926 - ميشيل فوكو، فيلسوف فرنسي. 1931 - أبو بكر زين العابدين عبد الكلام، رئيس الهند. 1944 - د.سالي باريشا، رئيس ألبانيا الثانى. دافيد تريمبل، سياسي أيرلندي شمالي حاصل على جائزة نوبل للسلام. 1947 - عبد الرحمن السميط، داعية إسلامي وفارس العمل الخيري كويتي. 1951 - عبد المنعم أبو الفتوح، سياسي مصري. 1951 -هاني الملقي رئيس وزارء الأردن - سياسي أردني 1958 - مريم منت الحسان، مغنية صحراوية أسبانية. 1959 - ماساكو كاتسكي، ممثلة أداء صوتي يابانية. 1963 - جمال الردهان، ممثل كويتي. 1966 - محيسن الجمعان، لاعب كرة قدم سعودي. جورج كامبوس، لاعب كرة قدم مكسيكي. 1968 - ديدييه ديشامب، لاعب كرة قدم فرنسي. 1971 - أندي كول، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1975 - فاطمة عبد الرحيم، ممثلة بحرينية. بيتر راسموسن، حكم كرة قدم دنماركي. غلين ليتل، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1976 - رامز الأسود، ممثل سوري. 1977 - ديفيد تريزيغيه، لاعب كرة قدم فرنسي. 1978 - باتريسيو أوروتيا، لاعب كرة قدم إكودوري. 1979 - بول روبنسون، لاعب كرة قدم إنجليزي. ماريس فيرباكوفسكيس، لاعب كرة قدم لاتفي. 1981 - جراح العتيقي، لاعب كرة قدم كويتي. إيلينا ديمنتييفا، لاعبة كرة مضرب روسية. صوفيا المريخ، مغنية مغربية. 1982 - ألفت عمر، ممثلة مصرية. 1986 - لي دونغهي ، مغني في فرقة سوبر جونيور وممثل كوري 1988 - مسعود أوزيل، لاعب كرة قدم ألماني. وفيات 412 - البابا ثيوفيلس، بابا الإسكندرية. 912 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، أحد الخلفاء الأمويين في الأندلس. 1564 - أندرياس فيزاليوس، طبيب جراح وعالم تشريح فلمنكي (بلجيكي). 1817 - تاديوش كوسيوسكو، عسكري بولندي. 1934 - ريمون بوانكاريه، رئيس فرنسا العاشر. 1945 - بيير لافال، رئيس وزراء فرنسا. 1946 - هيرمان غورينغ، مؤسس البوليس السري الألماني / جيستابو. 1964 - كول بورتر، موسيقي أمريكي. 1967 - عبد الله الفضالة، مطرب وملحن وشاعر كويتي. 1969 - عبد الرشيد علي شارماركي، رئيس الصومال الثاني. 1987 - الرائد . توماس سانكارا، رئيس بوركينا فاسو الخامس. 2000 - كونراد بلوخ، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1964. 2010 - الشيخ مصطفى التريكي، رجل دين ليبي. 2012 - نورودوم سيهانوك، ملك كمبوديا. 2014 - عبد الحسين الصالحي، مؤرخ ديني إيراني-عراقي. 2018 - بول ألين، رجل أعمال أمريكي، قام بإنشاء شركة مايكروسوفت بالمشاركة مع بيل غيتس. أحمد عبد الوارث، ممثل مصري. أعياد ومناسبات اليوم العالمي لغسل اليدين. عيد الجلاء في تونس. يوم المعلم في البرازيل. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2822
https://ar.wikipedia.org/wiki/21%20%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3
21 أغسطس
21 أغسطس أو 21 آب أو يوم 21 \ 8 (اليوم الحادي والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم الثالث والثلاثون بعد المئتين (233) من السنوات البسيطة، أو اليوم الرابع والثلاثون بعد المئتين (234) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 132 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1541 - الجيش العثماني بقيادة سليمان القانوني ينهي حصار بودا ويتمكن من فتحها والسيطرة على المجر لمدة 150 عاما 1915 - إيطاليا تعلن الحرب على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. 1919 - بلجيكا تعلن إنها دولة منتدبة على بوروندي. 1920 - مقتل رئيس الوزراء السوري علاء الدين الدروبي ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن باشا اليوسف في قرية خربة غزالة في حوران على يد المتمردين. 1944 - عقد اجتماع بين ممثلي المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لوضع مسودة لميثاق الأمم المتحدة. 1959 - هاواي تنظم إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 51. 1969 - إحراق المسجد الأقصى على يد مايكل دينس روهان. 1983 - اغتيال زعيم المعارضة الفلبينية بينينو أكينو في مطار مانيلا الدولي بعد عودته إلى بلاده بعد عشرين عامًا قضاها في المنفى. 1991 - لاتفيا تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي. 1994 - حادث سقوط طائرة تابعة ل الخطوط الملكية المغربية الرحلة 630، (مقتل 44 شخص). 1998 - الولايات المتحدة تقصف مصنعًا للأدوية في السودان بحجة أنه مصنع أسلحة كيميائية. 2003 - القوات الأمريكية تلقي القبض على القيادي في حزب البعث وابن عم الرئيس العراقي السابق صدام حسين علي حسن المجيد. 2011 - وصول الثوار إلى الساحة الخضراء في طرابلس بعد انسحاب كتائب القذافي من أنحاء العاصمة، وفي المساء احتفل الآلاف بسقوط نظام القذافي في الساحة الخضراء وسط طرابلس وفي بنغازي وفي مدينة البيضاء. 2012 - نائب رئيس الوزراء الإثيوبي هايله مريم ديساليغنه يتولى رئاسة الوزراء بالوكالة وذلك بعد وفاة رئيس الوزراء ملس زيناوي. 2013 - الحكم بالسجن لمدة 35 عامًا على الجندي الأمريكي برادلي مانينغ لتسريبه وثائق سرية إلى موقع ويكيليكس. 2013 - هجوم بالسلاح الكيميائي في سوريا على عدد من بلدات الغوطة الشرقية أدى إلى مقتل واختناق العديد من الأشخاص. 2014 - تسمية أحمد داود أوغلو زعيمًا لِحزب العدالة والتنمية ورئيسًا لوزراء تُركيَّا. 2017 - كُسوف شمسي كُلّي يحدث فوق الولايات الأمريكية المتجاورة لأول مرة منذ عام 1918. 2021 - ملك ماليزيا عبد الله أحمد شاه يعين إسماعيل صبري يعقوب رئيسًا للوزراء في أعقاب الأزمة السياسية في البلاد. مواليد 1165 - الملك فيليب أوغست، ملك فرنسا. 1643 - الملك ألفونسو السادس، ملك البرتغال الثاني والعشرين. 1765 - الملك ويليام الرابع، ملك المملكة المتحدة. 1789 - أوغستين لوي كوشي، عالم رياضيات فرنسي. 1798 - جول ميشليه، مؤرخ فرنسي. 1862 - إدريس بك راغب، قاضي مصري. 1902 - أنخيل كاراليتشيف كاتب بلغاري متخصص في أدب الأطفال. 1906 - فريز فريلينغ، رسام رسوم متحركة ومخرج أمريكي. 1930 - الأميرة مارجريت، ابنه جورج السادس ملك المملكة المتحدة وكونتيسة سنودون. 1938 - كيني روجرز، مغني أمريكي. 1945 - منير فخري عبد النور، سياسي مصري. 1947 - اللواء. أحمد مختار، عسكري وسياسي مصري. 1948 - عزت أبو عوف، ممثل مصري. 1963 - الملك محمد السادس، ملك المغرب. 1967 - كاري-آن موس، ممثلة كندية. سيرج تانكيان، مغني أمريكي. 1971 - فتحي عبد الوهاب، ممثل مصري. 1972 - الحسن اليامي، لاعب كرة قدم سعودي. 1973 - سيرجي برين، أحد مؤسسي جوجل. 1982- آشلي تشين، ممثل وكاتب سيناريو إنجليزي. 1984 - أليزي، مغنية فرنسية. 1986 - يوسين بولت، عداء جمايكي. 1988 - روبرت ليفاندوفسكي، لاعب كرة قدم بولندي. 1989 - هايدن بانتير، ممثلة ومغنية أمريكية. وفيات 1153 - القديس برنارد، قديس كاثوليكي. 1157 - الملك ألفونسو السابع، ملك إسبانيا. 1796 - جون مكينلي، سياسي أمريكي. 1836 - كلود-لوي نافيير، عالم فيزياء ومهندس فرنسي. 1926 - الملك يوجين وانغشوك، ملك بوتان. 1940 - ليون تروتسكي، زعيم شيوعي. 1943 - هنريك بونتوبيدان، أديب دنماركي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1917. 1964 - بالميرو تولياتي، قائد شيوعي إيطالي. 1979 - جوزيبي مياتسا، لاعب كرة قدم إيطالي. 1980 - محمد عبد المطلب، مغني مصري 1983 - بينينو أكينو، رئيس الفلبين السابق. 2010 - لخضر بن طوبال، سياسي جزائري. 2011 - الأمير محمد العبد الله الفيصل آل سعود، أمير وشاعر ورياضي سعودي. 2018 - حنا مينه، روائي سوري. أعياد ومناسبات عيد نينوي أكوينو في الفلبين. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أغسطس أيام ميلادية
2826
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1
جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)، هو ثاني رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة 1956 حتى وفاته. وهو قائد الاتحاد العربي الاشتراكي الذي يدعو للوحدة العربية وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو/تموز 1952 التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم فعلي من أسرة محمد علي) وحولت نظام مصر إلى جمهورية رئاسية شغل ناصر منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة. قبل الثورة، كان ناصر عضوًا في حزب مصر الفتاة الذي كان ينادي بالإشتراكية. قام عبد الناصر بعد الثورة بالاستقالة من منصبه في الجيش وتولى رئاسة الوزراء، ثم اختير رئيسًا للجمهورية في 25 يونيو/حزيران 1956، طبقًا لاستفتاء أجري في 23 يونيو 1956. وبعد محاولة اغتياله عام 1954م من قبل أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فقام بحظر وقمع التنظيم ووضع الرئيس محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية وتولى المنصب التنفيذي. أدت سياسات عبد الناصر غير المنحازة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه. رد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، ولاقى ذلك استحسانًا داخل مصر والوطن العربي. وبالتالي، قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل باحتلال سيناء لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية؛ وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر في المنطقة بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلى الوحدة العربية تحت قيادته، وتحقق ذلك جزئيا بتشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا (1958 - 1961). في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر. وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة أقطار عربية. دعم عبد الناصر ثورة 26 سبتمبر اليمنية في ذلك الوقت. قدم ناصر دستورًا جديدًا في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيسًا لحركة عدم الانحياز الدولية. بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في آذار/مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة. وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب حزيران سنة 1967. استقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة. بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيسًا للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب استنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967. وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات السياسية الليبرالية. بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، توفي عبد الناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية. وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص. يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزًا للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية؛ بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان. تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، كان من بينها محاولة اغتيال في حي المنشية بالإسكندرية عام 1954م نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقد نفت الجماعة علاقتها بالحادثة. أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين. يصف المؤرخون ناصر باعتباره واحدًا من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط في القرن العشرين. نشأته ولد جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان المريمذكرات حسن حنفي ،مكتبة هنداوي _القاهرة، 2018 ص 55 في 15 يناير 1918م في منزل والده -رقم 12 شارع قنوات- بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر. وهو من أسرة صعيدية عربية قحطانية، حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية، وعمل وكيلًا لمكتب بريد باكوس هناك، وقد تزوج من السيدة «فهيمة» التي ولدت في ملوي بالمنيا، وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه. وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917، وأنجبا ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي. ويقول كُتّأب سيرة عبد الناصر روبرت ستيفنس وسعيد أبو الريش أن عائلة عبد الناصر كانت مؤمنة بفكرة «المجد العربي»، ويتضح ذلك في اسم شقيق عبد الناصر، وهو عز العرب، وهذا اسم نادر في مصر. سافرت الأسرة في كثير من الأحيان بسبب عمل والد جمال عبد الناصر. ففي سنة 1921، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا سنة 1923 إلى الخطاطبة. التحق عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين سنتي 1923 و1924، وفي سنة 1925 دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية. كان عبد الناصر يتبادل الرسائل مع والدته، ولكن الرسائل توقفت في أبريل 1926، وعندما عاد إلى الخطاطبة علم أن والدته قد ماتت قبل أسابيع بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقي، ولم يملك أحد الشجاعة لإخباره بذلك. وقد قال عبد الناصر في وقت لاحق: وتعمق حزن عبد الناصر عندما تزوج والده قبل نهاية هذا العام. وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية. التحق جمال عبد الناصر بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا، ثم نقل في العام التالي (1930) إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك. وقد بدأ نشاطه السياسي حينها، فقد رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية، وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها، وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة، وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر، وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقي بإلغاء دستور 1923، وألقي القبض على عبد الناصر واحتجز لمدة ليلة واحدة، قبل أن يخرجه والده. عندما نقل والده إلى القاهرة في عام 1933، انضم ناصر إليه هناك، والتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، ومثل في عدة مسرحيات مدرسية، وكتب مقالات بمجلة المدرسة، منها مقالة عن الفيلسوف الفرنسي فولتير بعنوان «فولتير، رجل الحرية». وفي 13 نوفمبر 1935، قاد ناصر مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطاني احتجاجا على البيان الذي أدلى به صمويل هور وزير الخارجية البريطاني قبل أربعة أيام، والذي أعلن رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر. وقتل اثنان من المتظاهرين وأصيب عبد الناصر بجرح في جبينه سببته رصاصة من ضابط إنجليزي. وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها، ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى. وفي 12 ديسمبر، أصدر الملك الجديد، فاروق، قرارًا بإعادة الدستور. نما نشاط عبد الناصر السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يومًا أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية. اعترض عبد الناصر بشدة على المعاهدة البريطانية المصرية لسنة 1936، التي تنص على استمرار وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد، وقد أيدت القوات السياسية في مصر هذه المعاهدة بالإجماع تقريبا. ونتيجة لذلك، انخفضت الاضطرابات السياسية في مصر بشكل كبير، واستأنف عبد الناصر دراسته في مدرسة النهضة، حيث حصل على شهادة التخرج في وقت لاحق من ذلك العام. التأثيرات المبكرة يُؤكِّد أبو الريش أنَّ ناصر لم يُبد أي انزعاج جرَّاء نقلاته المُتكررة، وإنَّ هذ الأمر وسَّع آفاقه وجعله يتعرَّف على مُختلف طبقات المُجتمع المصري. انتمى ناصر إلى الطبقة الشعبيَّة التي عاشت أوضاعًا أصعب بكثير من أوضاع الطبقة الثرية النُخبويَّة، لِذا لم يكن راضيًا عن الأثرياء وأصحاب النُفُوذ، وكبُر امتعاضه من هذه الفئة مع مُرور السنوات. أمضى ناصر معظم وقت فراغه في القراءة، وخاصة في سنة 1933 عندما كان يعيش بالقرب من دار الكتب والوثائق القومية. قرأ القرآن، وأقوال الرسول محمد وحياة الصحابة، والسير الذاتية للزعماء القوميين نابليون، أتاتورك، أوتو فون بسمارك، وغاريبالدي والسيرة الذاتية لونستون تشرشل. كان ناصر متأثرًا إلى حد كبير بالقومية المصرية، التي اعتنقها السياسي مصطفى كامل والشاعر أحمد شوقي، ومدربه في الكلية الحربية، عزيز المصري، الذي أعرب عبد الناصر عن امتنانه له في مقابلة صحفية سنة 1961. وقد تأثر ناصر بشدة برواية «عودة الروح» للكاتب المصري توفيق الحكيم، التي قال فيها توفيق الحكيم أن الشعب المصري كان فقط بحاجة إلى «الإنسان الذي سيمثل جميع مشاعرهم ورغباتهم، والذي سيكون بالنسبة لهم رمزا لهدفهم». وكانت هذه الرواية هي مصدر إلهام لعبد الناصر لإطلاق ثورة 1952. الحياة العسكرية في سنة 1937، تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية، فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليًا)، لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية. واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا، وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937، ركز ناصر على حياته العسكرية منذ ذلك الحين، وأصبح يتصل بعائلته قليلا. في الكلية، التقى بعبد الحكيم عامر وأنور السادات، وكلاهما أصبحا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته. تخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937، رقي عبد الناصر إلى رتبة ملازم ثان في سلاح المشاة. في سنة 1941، طلب عبد الناصر النقل إلى السودان، وهناك قابل عبد الحكيم عامر، وكانت السودان حينها جزءًا من مصر. عاد جمال عبد الناصر من السودان في سبتمبر 1942، ثم حصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة شهر مايو 1943. في سنة 1942، سار مايلز لامبسون السفير البريطاني إلى قصر الملك فاروق وحاصره بالدبابات، وأمره بإقالة رئيس الوزراء حسين سري باشا، بسبب تعاطفه مع قوات المحور. ورأى ناصر الحادث بأنه انتهاك صارخ للسيادة المصرية، وقال عن ذلك: قُبِّل ناصر في كلية الأركان العامة في وقت لاحق من ذلك العام. بدأ ناصر بتشكيل مجموعة تكونت من ضباط الجيش الشباب الذين يملكون مشاعر القومية القوية. ظل ناصر على اتصال مع أعضاء المجموعة من خلال عبد الحكيم عامر، وواصل عبد الناصر البحث عن الضباط المهتمين بالأمر في مختلف فروع القوات المسلحة المصرية. حرب فلسطين كانت أول معركة لعبد الناصر في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948. تطوع عبد الناصر في البداية للخدمة في اللجنة العربية العليا بقيادة محمد أمين الحسيني، وكان عبد الناصر قد التقي بالحسيني وأعجب به. ولكن تم رفض دخول قوات اللجنة العربية العليا في الحرب من قبل الحكومة المصرية، لأسباب غير واضحة. في مايو 1948، أرسل الملك فاروق الجيش المصري إلى فلسطين، وخدم ناصر في كتيبة المشاة السادسة. وخلال الحرب، كتب عبد الناصر عن عدم استعداد الجيش المصري، قائلا: وكان ناصر نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة. أصيب عبد الناصر بجروح طفيفة في القتال يوم 12 يوليو. وبحلول شهر أغسطس، كان عبد الناصر مع فرقته محاصرين من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن الفرقة رفضت الاستسلام. أدت المفاوضات بين إسرائيل ومصر أخيرًا إلى التنازل عن الفالوجة إلى إسرائيل. وفقا لإريك مارغوليس الصحفي المخضرم، تحملت القوات المصرية القصف العنيف في الفالوجة، بالرغم من أنها كانت معزولة عن قيادتها. وأصبح المدافعون، بما فيهم الضابط جمال عبد الناصر أبطالا وطنيين حينها. استضافت المطربة المصرية أم كلثوم احتفال الجمهور بعودة الضباط رغم تحفظات الحكومة الملكية، التي كانت قد تعرضت لضغوط من قبل الحكومة البريطانية لمنع الاستقبال، وزاد ذلك من عزم عبد الناصر على الإطاحة بالملكية. بدأ عبد الناصر كتابة «فلسفة الثورة» أثناء الحصار. بعد الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرسًا في الأكاديمية الملكية العسكرية، وأرسل مبعوثين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لتشكيل تحالف معها في أكتوبر سنة 1948، ولكنه اقتنع بعد ذلك بأن جدول أعمال الإخوان لم يكن متوافقًا مع نزعته القومية، وبدأ الكفاح من أجل منع تأثير الإخوان على أنشطته. أرسل ناصر كعضو في الوفد المصري إلى رودس في فبراير 1949 للتفاوض على هدنة رسمية مع إسرائيل، ويقول عبد الناصر أنه اعتبر شروط الهدنة مهينة، وبخاصة لأن الإسرائيليين تمكنوا من احتلال منطقة إيلات بسهولة بينما هم يتفاوضون مع العرب في مارس 1949. الثورة الضباط الأحرار تزامنت عودة عبد الناصر لمصر مع انقلاب حسني الزعيم في سوريا. وقد شجع نجاحه الواضح عبد الناصر في مساعيه الثورية. بعد فترة وجيزة من عودته، استدعى رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي عبد الناصر لاستجوابه بشأن شكوك بأنه تم تشكيل مجموعة سرية من ضباط المعارضة؛ نفى عبد الناصر هذه المزاعم بشكل مقنع، وكان عبد الهادي أيضا مترددا في اتخاذ تدابير جذرية ضد الجيش، خصوصا أمام رئيس أركانه، الذي كان حاضرا أثناء الاستجواب، وأفرج عن عبد الناصر في وقت لاحق. وقد دفع هذا الاستجواب عبد الناصر إلى تسريع أنشطة جماعته. بعد سنة 1949، اعتمد الفريق اسم «حركة الضباط الأحرار». قام عبد الناصر بتنظيم «اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار»، وتألفت من أربعة عشر رجلًا من مختلف الخلفيات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك ممثلين عن الشباب المصريين، والإخوان المسلمين، والحزب الشيوعي المصري، والطبقة الأرستقراطية. انتخب ناصر رئيسا للجنة بالإجماع. في الانتخابات البرلمانية لسنة 1950، فاز حزب الوفد بأغلبية المقاعد، ويرجع ذلك إلى غياب جماعة الإخوان المسلمين، الذين قاطعوا الانتخابات. بدأت الاتهامات بالفساد ضد سياسيي حزب الوفد تطفو على السطح، وانتشرت الشائعات والشكوك حولهم، مما جلب الضباط الأحرار إلى واجهة الحياة السياسية المصرية. وبحلول ذلك الوقت، كان عدد أعضاء الجمعية قد ارتفع إلى 90 عضوا، ووفقا لخالد محيي الدين: ورأى ناصر أن الضباط الأحرار لم يكونوا على استعداد للتحرك ضد الحكومة، وظل نشاطه مقتصرا لمدة تقارب العامين على تجنيد الضباط ونشر المنشورات السرية. في 11 أكتوبر سنة 1951، ألغت حكومة الوفد المعاهدة البريطانية المصرية لعام 1936، والتي أعطت السيطرة لبريطانيا على قناة السويس حتى سنة 1956. ووفقًا لأنور السادات: وفي يناير عام 1952، حاول عبد الناصر وحسن إبراهيم قتل حسين سري عامر ببنادقهم الرشاشة، بينما كان يقود سيارته في شوارع القاهرة، وبدلا من قتل الضابط، أصاب أحد المهاجمين امرأة مارة بريئة. وذكر ناصر أنه بكى لذلك، وجعله هذا الأمر يعدل عن رأيه. كان سري عامر مقربًا من الملك فاروق، ورشح لرئاسة نادي الضباط. كان ناصر مصممًا على استقلال الجيش عن النظام الملكي، وطلب من محمد نجيب الانضمام إلى الضباط الأحرار عن طريق عبد الحكيم عامر. وكان محمد نجيب ضابطًا شعبيًا، قدم استقالته إلى الملك فاروق في عام 1942، وأصيب ثلاث مرات في حرب فلسطين. ثورة 23 يوليو يوم 25 يناير سنة 1952، حدثت مواجهة بين القوات البريطانية وشرطة الإسماعيلية أدت إلى مقتل أربعين من رجال الشرطة المصرية بالرصاص، ودارت أعمال شغب في القاهرة في اليوم التالي، مما أسفر عن مقتل 76 شخصا. بعد ذلك، نشر ناصر برنامجا من ست نقاط لمصر في مجلة روز اليوسف لتفكيك الإقطاع والقضاء على النفوذ البريطاني. في مايو 1952، تلقى ناصر كلمة تقول بأن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار وسيقوم بإلقاء القبض عليهم، فقام عبد الناصر على الفور بتوكيل مهمة التخطيط للاستيلاء على الحكومة إلى زكريا محي الدين، بمساعدة وحدات الجيش الموالية للجمعية. كان الضباط الأحرار يقولون أن نيتهم ليست تثبيت أنفسهم في الحكومة، وإنما إعادة إنشاء دولة ديمقراطية برلمانية. لم يعتقد عبد الناصر أن ضابطًا من ذوي الرتب المتدنية مثله (مقدم) من شأنه أن يكون مقبولًا من قبل الشعب المصري، واختار لذلك محمد نجيب ليكون قائدا للثورة (اسميًا). انطلقت الثورة يوم 22 (توضيح) يوليو وأعلن نجاحها في اليوم التالي. استولى الضباط الأحرار على جميع المباني الحكومية، والمحطات الإذاعية، ومراكز الشرطة، وكذلك مقر قيادة الجيش في القاهرة. وكان العديد من الضباط المتمردين يقودون وحداتهم، ارتدى ناصر ملابس مدنية لتجنب القبض عليه عن طريق النظام الملكي. وفي خطوة لدرء التدخل الأجنبي، أخبر ناصر الولايات المتحدة والحكومة البريطانية قبل يومين من الثورة عن نواياه واتفق معهما على عدم مساعدة فاروق. وتحت ضغط من أمريكا، وافق ناصر على نفي الملك المخلوع مع احتفال تكريمي. يوم 18 يونيو سنة 1953، تم إلغاء النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيس لها، ووفقًا لأبو الريش: بعد توليهم السلطة، أصبح ناصر والضباط الأحرار «أوصياء على مصالح الشعب» ضد النظام الملكي وطبقة «الباشاوات». وطلبوا من رئيس الوزراء السابق علي ماهر قبول إعادة تعيينه في موقعه السابق، وتشكيل مجلس الوزراء بأكمله من المدنيين. حكم الضباط الأحرار باسم «مجلس قيادة الثورة» عن طريق محمد نجيب رئيسًا وجمال عبد الناصر نائبا للرئيس. قام عبد الناصر بالعديد من الإصلاحات كقانون الإصلاح الزراعي، وإلغاء النظام الملكي، وإعادة تنظيم الأحزاب السياسية. استقال ماهر يوم 7 (عدد) سبتمبر. وتولى نجيب دورًا إضافيًا وهو رئاسة الوزراء، وعبد الناصر نائبًا رئيس الوزراء. وفي سبتمبر، تم وضع قانون الإصلاح الزراعي حيز التنفيذ. ومن وجهة نظر عبد الناصر، أعطى هذا القانون مجلس قيادة الثورة هويته وحول الانقلاب إلى ثورة. قبل تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، في شهر أغسطس عام 1952، اندلعت أعمال شغب يقودها الشيوعيون في مصانع الغزل والنسيج في كفر الدوار، مما أدى إلى اشتباك الجيش معهم ما أسفر عن مقتل 8 جنود و5 من العمال وإصابة 28. أصر معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة على إعدام اثنين من زعماء أعمال الشغب، رفض ناصر هذا الرأي ومع ذلك، نُفِّذ الحكم. وقال نجيب في مذكراته «إنني التقيت بهما وكنت مقتنعا ببراءتهما بل وكنت معجبا بشجاعتهما ولكن صدقت على حكم إعدامهما تحت ضغط وزير الداخلية – جمال عبد الناصر – لمنع تكرار مثل هذه الأحداث». أيد الإخوان المسلمون مجلس قيادة الثورة، وبعد تولي نجيب للسلطة، طالبوا بأربع حقائب وزارية في الحكومة الجديدة. رفض عبد الناصر مطالبهم وبدلًا من إعطائهم أربع حقائب وزارية، منح اثنين من أعضاء الجماعة مناصب وزارية طفيفة. الطريق إلى الرئاسة الخلاف مع نجيب في يناير 1953 تمكن عبد الناصر من التغلب على المعارضة بقيادة نجيب وحظر جميع الأحزاب السياسية، وأنشأ نظام الحزب الواحد تحت مظلة هيئة التحرير، والأخيرة حركة فضفاضة كانت مهمتها الرئيسية تنظيم مسيرات وإلقاء محاضرات مناؤة لمجلس قيادة الثورة، وتولى عبد الناصر منصب أمينها العام. وعلى الرغم من قرار حل البرلمان، كان عبد الناصر عضو مجلس قيادة الثورة الوحيد الذي ما زال يفضل إجراء الانتخابات البرلمانية، وفقًا لعبد اللطيف البغدادي (أحد زملائه من الضباط). وظل عبد الناصر ينادي بإجراء الانتخابات البرلمانية في سنة 1956. في مارس سنة 1953، قاد ناصر الوفد المصري للتفاوض على انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس. عندما بدأت علامات الاستقلال من مجلس قيادة الثورة تظهر من نجيب، حيث نأى بنفسه عن قانون الإصلاح الزراعي وتقرب إلى الأحزاب المعارضة لمجلس قيادة الثورة مثل: جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد، فكر ناصر في تنحيته. في يونيو، سيطر ناصر على منصب وزير الداخلية بعزل الوزير سليمان حافظ، الموالي لمحمد نجيب، وضغط على نجيب لاختتام إلغاء النظام الملكي.في 25 فبراير 1954، أعلن نجيب استقالته من مجلس قيادة الثورة بعد أن عقد مجلس قيادة الثورة لقاء رسميًا دون حضوره قبل يومين. في 26 فبراير، قبل ناصر استقالة نجيب، وقام بوضع نجيب تحت الإقامة الجبرية في منزله. وعين مجلس قيادة الثورة ناصر قائدًا لمجلس قيادة الثورة ورئيسًا لمجلس الوزراء، على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغرًا. وكما أراد نجيب، ثم تمرد على الفور بين ضباط الجيش، وطالبوا بإعادة نجيب وحل مجلس قيادة الثورة. ولكن في 27 فبراير، أطلق أنصار عبد الناصر في الجيش غارة على القيادة العامة العسكرية، وقاموا بإنهاء التمرد. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، نظم مئات الآلاف من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين مظاهرات، ودعوا لعودة نجيب وسجن عبد الناصر. وأيضا طالبت مجموعة كبيرة داخل مجلس قيادة الثورة، بقيادة خالد محيي الدين، بإطلاق سراح نجيب وعودته إلى رئاسة الجمهورية، واضطر ناصر إلى الإذعان لمطالبهم، ولكنه أجل إعادة نجيب حتى 4 مارس، وقام بتعيين عبد الحكيم عامر قائدًا للقوات المسلحة، وكان هذا المنصب في يد محمد نجيب قبل عزله. يوم 5 مارس، قامت قوات الأمن التابعة لعبد الناصر بالقبض على الآلاف من المشاركين في المظاهرات الداعية لعودة نجيب. نجح مجلس قيادة الثورة في إثارة المستفيدين من الثورة، أي العمال والفلاحين، والبرجوازيين الصغار، حيث قاموا بتنظيم مظاهرات كبيرة، لمعارضة قرارات نجيب، التي ألغى فيها قانون الإصلاح الزراعي وعدة إصلاحات أخرى. سعى نجيب لقمع المظاهرات، ولكن تم رفض طلباته من قبل رؤساء قوات الأمن. يوم 29 مارس، أعلن ناصر إلغاء قرارات نجيب «ردا على طلب الشارع». بين أبريل ويونيو، تم اعتقال وفصل مئات من مؤيدي نجيب في الجيش، وكان محيي الدين منفيا في سويسرا بصورة غير رسمية (لتمثيل مجلس قيادة الثورة في الخارج). حاول الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية إصلاح العلاقات بين عبد الناصر ونجيب، ولكن دون جدوى. رئاسة مجلس قيادة الثورة في 26 أكتوبر 1954، حاول محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر، عندما كان يلقي خطابًا في الإسكندرية للاحتفال بالانسحاب العسكري البريطاني. كان المسلح بعيدا عنه بـ 25 قدمًا (7.6 متر)، وأطلق ثماني طلقات، ولكن جميع الطلقات لم تصب ناصر. اندلعت حالة من الذعر بين الجمهور، لكن ناصر رفع صوته وطلب من الجماهير الهدوء، وصاح بما يلي: تعالت صيحات التشجيع لعبد الناصر في مصر والوطن العربي. وأتت محاولة الاغتيال بنتائج عكسية. وبعد عودته إلى القاهرة، أمر عبد الناصر بواحدة من أكبر الحملات السياسية في التاريخ الحديث لمصر، فتم اعتقال الآلاف من المعارضين، ومعظمهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين، وتمت إقالة 140 ضابطًا مواليًا لنجيب. وحكم على ثمانية من قادة الإخوان بالإعدام. تمت إزالة محمد نجيب من رئاسة الجمهورية ووضع تحت الإقامة الجبرية، ولكن لم تتم محاكمته، ولم يقم أحد في الجيش بالدفاع عنه. وبعد تحييد منافسيه، أصبح عبد الناصر الزعيم في مصر بلا منازع. كان لا يزال عدد مؤيدي عبد الناصر قليلًا، ولا يضمن له الحفاظ على خططه الإصلاحية، وسعيه للبقاء في السلطة. فقام عبد الناصر بإلقاء عدة خطب في أماكن مختلفة في البلاد، للترويج لنفسه ولهيئة التحرير. وقام بفرض ضوابط على الصحافة، وأعلن أن جميع المنشورات والصحف لابد أن تلقى موافقته عليها لمنع «الفتنة». غنى كل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وبعض المطربين العرب البارزين في هذا العصر عدة أغاني تشيد بقومية عبد الناصر. وأنتجت عدة مسرحيات تشوه سمعة خصومه السياسيين. ووفقًا لبعض معاونيه، دبر عبد الناصر الحملة بنفسه. وبدأت القومية العربية تظهر بشكل متكرر في خطاباته في سنتي 1954 - 1955. ثم في يناير 1955 عين رئيسًا لمجلس قيادة الثورة. قام عبد الناصر بعمل اتصالات سرية بغرض السلام مع إسرائيل في سنتي1954 - 1955 ، لكنه صمم بعد ذلك على أن السلام مع إسرائيل مستحيل، واعتبر أنها «دولة توسعية تنظر للعرب بازدراء». يوم 28 فبراير 1955، هاجمت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، الذي كانت تسيطر عليه مصر في ذلك الوقت، وأعلنت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على الغارات الفدائية الفلسطينية. شعر عبد الناصر بأن الجيش المصري ليس على استعداد للمواجهة ولم يرد عسكريًا. كان فشله في الرد على العمل العسكري الإسرائيلي ضربة لشعبيته المتزايدة. في وقت لاحق أمر ناصر بتشديد الحصار على الملاحة الإسرائيلية من خلال مضيق تيران. قام الإسرائيليون بإعادة عسكرة منطقة عوجة الحفير منزوعة السلاح على الحدود المصرية في 21 سبتمبر. وبالتزامن مع غارة فبراير الإسرائيلية، تم تشكيل حلف بغداد بين بعض الحلفاء الإقليميين للمملكة المتحدة. اعتبر عبد الناصر حلف بغداد تهديدا لجهوده للقضاء على النفوذ العسكري البريطاني في الشرق الأوسط، وآلية لتقويض جامعة الدول العربية و«إدامة التبعية العربية للصهيونية والإمبريالية الغربية». ورأى ناصر أنه إذا كان يريد الحفاظ على الموقع الريادي الإقليمي لمصر فهو يحتاج إلى الحصول على الأسلحة الحديثة لتسليح جيشه. عندما أصبح واضحا له أن الدول الغربية لن تمد مصر بالأسلحة تحت شروط مالية وعسكرية مقبولة، تحول عبد الناصر إلى الكتلة الشرقية وأبرم اتفاق شراء أسلحة من تشيكوسلوفاكيا بمبلغ 320 مليون دولار أمريكي في 27 سبتمبر. بعد صفقة الأسلحة التشيكوسلوفاكية، أصبح ميزان القوى بين مصر وإسرائيل أكثر تعادلًا، وتعزز دور عبد الناصر كقائد للعرب يتحدى الغرب. إعلان الحياد في مؤتمر باندونغ في إندونيسيا أواخر أبريل 1955، كان عبد الناصر يعامل كأبرز ممثلي الدول العربية، وكان واحدًا من الشخصيات الأكثر شعبية في القمة. وكان عبد الناصر قد زار باكستان في وقت سابق (9 (عدد) أبريل) والهند (14 أبريل)، وبورما وأفغانستان في الطريق إلى باندونغ. وأقام معاهدة صداقة مع الهند في القاهرة يوم 6 (عدد) أبريل، مما عزز العلاقات المصرية الهندية في السياسة الدولية وجبهات التنمية الاقتصادية. توسط ناصر في مناقشات المؤتمر بين الفصائل الموالية للغرب، والموالية للاتحاد السوفييتي. وسعت جهود عبد الناصر للتصدي للاستعمار في أفريقيا وآسيا وتعزيز السلام العالمي في ظل الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفياتي. قدم عبد الناصر الدعم من أجل استقلال تونس والجزائر والمغرب عن الحكم الفرنسي، ودعم حق عودة الفلسطينيين لمنازلهم، ودعى لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. نجح في الضغط على الحضور لتمرير قرارات بشأن كل من هذه القضايا، وأبرز مكاسبه كان ضمان الدعم القوي من الصين والهند. بعد مؤتمر باندونج، أعلن ناصر رسميا «الحياد الإيجابي» لمصر بشأن الحرب الباردة. وتم استقبال عبد الناصر من قبل حشود كبيرة من الناس غطت شوارع القاهرة لدى عودته إلى مصر في 2 مايو، وتم الإعلان على نطاق واسع في الصحافة عن إنجازاته وقيادته للمؤتمر. ونتيجة لذلك، تعززت مكانة عبد الناصر إلى حد كبير كما زادت ثقته في نفسه. 1956 (الدستور والرئاسة) مع تعزيز موقعه الداخلي إلى حد كبير، أصبح ناصر قادرا على ضمان أسبقيته على زملائه في مجلس قيادة الثورة، واكتساب سلطة صنع القرار من دون منازع نسبيا، وخاصة في السياسة الخارجية. خلال شهر يناير من سنة 1956، أُعلن عن الدُستور المصري الجديد، الذي نصَّ على تأسيس نظام الحزب الواحد تحت مظلَّة الاتحاد القومي. يفلسف ناصر الاتحاد القومي بقوله: «إن الاتحاد القومي ليس حزبًا، وإنما هو وطن بأكمله داخل إطار واحد ... ويحقق أهداف ثورته التي لا بد من تحقيقها». كان الاتحاد القومي هو نفسه هيئة التحرير بعد إعادة تشكيلها، بعد أن فشل ناصر في حشد المُشاركة الشعبيَّة الكبيرة فيها. حاول ناصر أن يُخرط المزيد من المُواطنين في الحركة الجديدة، على أن يتم تقديم طلبات الانتساب إلى لجانٍ شعبيَّةٍ مُختصَّة تُوافق عليها أولًا، وذلك في سبيل ترسيخ الدعم الشعبي لِحُكومته. كان الاتحاد القومي يختار مُرشحًا للانتخابات الرئاسيَّة على أن تتم الموافقة عليه من قبل الجماهير بعد أن يُطرح اسمه من قِبل اللجان. تم ترشيح عبد الناصر لمنصب رئاسة الجمهورية، وطرح الدستور الجديد للاستفتاء العام يوم 23 يونيو، وحاز كلاهما على الموافقة بأغلبية ساحقة. وأنشئ مجلس الأمة الذي يتضمن 350 عضوا. وجرت الانتخابات في يوليو سنة 1957. منح الدستور حق الاقتراع للمرأة، وحظر التمييز القائم على نوع الجنس، وكفل حماية خاصة للنساء في مكان العمل. تزامنا مع الدستور الجديد ورئاسة عبد الناصر، حل مجلس قيادة الثورة نفسه كجزء من الانتقال إلى الحكم المدني. وخلال المناقشات التي دارت لتشكيل حكومة جديدة، بدأ ناصر عملية تهميش منافسيه من بين الضباط الأحرار الأصليين، بينما رفع أقرب حلفائه لمناصب رفيعة المستوى في الحكومة. تأميم قناة السويس بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، تسلم ناصر السلطة. اصطدمت سياساته الخارجية والداخلية المستقلة بشكل متزايد مع المصالح الإقليمية لكل من المملكة المتحدة وفرنسا. أدانت الأخيرة دعمه القوي لاستقلال الجزائر، واهتاجت حكومة أنطوني إيدن في المملكة المتحدة من حملة عبد الناصر ضد حلف بغداد. بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى تمسك عبد الناصر بالحياد بشأن الحرب الباردة، والاعتراف بالصين الشيوعية، وصفقة الأسلحة مع الكتلة الشرقية إلى انزعاج للولايات المتحدة. في 19 تموز 1956، سحبت الولايات المتحدة وبريطانيا فجأة عرضهما لتمويل بناء سد أسوان، حيث أعربتا عن خوفهما من أن الاقتصاد المصري سوف يغرق بسبب هذا المشروع. أُبلِغ ناصر بالانسحاب البريطاني الأمريكي بينما كان على متن طائرة العودة إلى القاهرة من بلغراد. يؤكد الصحفي محمد حسنين هيكل أن ناصر اتخذ القرار النهائي لتأميم قناة السويس بين 19 و20 يوليو. ولكن ناصر ذكر بنفسه في وقت لاحق أنه قرر ذلك في 23 يوليو، بعد دراسة المسألة والتباحث مع بعض مستشاريه من مجلس قيادة الثورة المنحل، وهما البغدادي ومحمود يونس. علم بقية أعضاء مجلس قيادة الثورة بالقرار يوم 24 يوليو، بينما كان الجزء الأكبر من مجلس الوزراء غير مدركين لمخطط التأميم حتى قبل ساعات من إعلان عبد الناصر عنه. في 26 يوليو 1956، قدم ناصر خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية. ووسط حديثه، ندد ناصر بالإمبريالية البريطانية في مصر والسيطرة البريطانية على أرباح شركة القناة، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي، خاصة وأن 120,000 مصري قد مات في سبيل إنشائه. وكان في استقبال إعلان تأميم القناة تأييد واسع من قبل الجمهور في مصر، وفي جميع أنحاء الوطن العربي، نزل الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات داعمة لهذا القرار. وكتب المحلل السياسي المصري محمود حمد أنه بعد تأميم القناة اكتسب ناصر شعبية «شبه تامة» أنشأت الشرعية وجعلته «القائد الكاريزمي» و«المتحدث باسم الجماهير ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء العالم الثالث». ووفقا لأبو الريش، كان هذا أكبر انتصار لقومية عبد الناصر العربية في ذلك الوقت و«بعد فترة قصيرة كانت لوحاته يمكن العثور عليها في خيام اليمن، وأسواق مراكش، والفيلات الفاخرة في سوريا». وكان التبرير الرسمي لتأميم القناة أن الأموال الناتجة من القناة ستستخدم في بناء السد في أسوان. وفي اليوم نفسه، أغلقت مصر القناة أمام الملاحة الإسرائيلية. أزمة قناة السويس رأت فرنسا والمملكة المتحدة، وهما أكبر دولتين مساهمَتيْنِ في شركة قناة السويس، أن تأميم قناة السويس عمل عدائي من قبل الحكومة المصرية. كان ناصر يدرك أن تأميم القناة سوف يحدث أزمة دولية، واعتقد أن احتمال التدخل العسكري من قبل الدولتين (فرنسا والمملكة المتحدة) 80 في المئة. وقال أنه يعتقد، مع ذلك، أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على التدخل عسكريا لمدة شهرين على الأقل بعد الإعلان، ووصف التدخل الإسرائيلي بأنه «مستحيل». في أوائل أكتوبر، اجتمع مجلس أمن الأمم المتحدة بشأن مسألة تأميم القناة واتخذ قرارا بالاعتراف بحق مصر في السيطرة على القناة طالما استمرت في السماح بمرور السفن الأجنبية من القناة. وفقا لهيكل، بعد هذا الاتفاق «قدر ناصر أن خطر الغزو قد انخفض إلى 10 في المئة». ومع ذلك، بعد وقت قصير، عقدت المملكة المتحدة، وفرنسا، وإسرائيل اتفاقا سريا للاستيلاء على قناة السويس، واحتلال أجزاء من مصر، وإسقاط عبد الناصر. في 29 أكتوبر 1956، عبرت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء، وسرعان ما تقدمت إلى أهدافها. بعد ذلك بيومين، قصفت الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات المصرية في منطقة القناة. أمر ناصر القيادات العسكرية بسحب الجيش المصري من سيناء لتعزيز دفاعات القناة. وعلاوة على ذلك، فقد تخوف ناصر من إرسال سلاح المدرعات لمواجهة القوة الغازية الإسرائيلية (والبريطانية والفرنسية التي هبطت في وقت لاحق على مدينة بورسعيد)، حيث أنه تخوف من تدميرها من قبل قوات الدول الثلاث مجتمعة. اختلف عامر معه بشدة، حيث أصر على أن الدبابات المصرية يجب أن تواجه الإسرائيليين في المعركة. دارت بين كليهما مناقشات ساخنة يوم 3 نوفمبر، وسلم عامر برأي ناصر. على الرغم من الأمر بانسحاب القوات المصرية من سيناء، فقد قتل نحو 2000 جندي مصري خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية، وتم القبض على 5000 جندي مصري تقريبا من قبل الجيش الإسرائيلي. اقترح عامر وصلاح سالم طلب وقف إطلاق النار، وطلب سالم أيضا من ناصر تسليم نفسه للقوات البريطانية. وبخهما ناصر، وقال أن الجيش لن يستسلم. تولى ناصر القيادة العسكرية. على الرغم من السهولة النسبية التي تم بها احتلال سيناء، لم يلحق بهيبة عبد الناصر في الداخل وبين العرب أي أذى. لتعويض الأداء الضعيف للجيش المصري، أذن الناصر بتوزيع حوالي 400000 بندقية على المتطوعين المدنيين ومئات من الميليشيات التي تشكلت في جميع أنحاء مصر، والتي قادها الكثير من المعارضين السياسيين لجمال عبد الناصر. أرسلت كتيبة المشاة الثالثة والمئات من عناصر الحرس الوطني إلى بورسعيد لتعزيز الدفاعات المصرية هناك. سافر ناصر والبغدادي إلى منطقة القناة لرفع الروح المعنوية للمتطوعين المسلحين. وفقا لمذكرات البغدادي، وصف ناصر الجيش المصري بأنه «محطم». عندما هبطت القوات البريطانية والفرنسية في بورسعيد في 5-6 نوفمبر، زادت الميليشيات المحلية من مقاومتها وقوة دفاعاتها، وقد أدت مقاومتها الشديدة إلى القتال من شارع إلى شارع. وكان قائد الجيش المصري في المدينة يستعد لطلب شروط لوقف إطلاق النار، ولكن ناصر نهاه عن ذلك. تمكنت القوات البريطانية والفرنسية من الاستيلاء على معظم أجزاء المدينة في 7 نوفمبر. قتل من 750 إلى 1000 مصري في معركة بورسعيد. أدانت إدارة أيزنهاور الأمريكية الغزو الثلاثي، ودعمت قرارات الأمم المتحدة المطالبة بسحب قوات الدول الثلاثة الغازية. أثنى ناصر على أيزنهاور، مشيرا إلى أنه لعب «أكبر الأدوار وأكثرها حسما» في وقف «المؤامرة الثلاثية». وبحلول نهاية شهر ديسمبر، انسحبت القوات البريطانية والفرنسية تماما من الأراضي المصرية، في حين أنهت إسرائيل انسحابها في مارس 1957 وأطلقت سراح جميع أسرى الحرب المصريين. ونتيجة لأزمة السويس، أصدر ناصر مجموعة من اللوائح فرضت شروطا صارمة للحصول على الإقامة والمواطنة، والتي أثرت في أغلبها على المواطنين اليهود (المصريين والأجانب على حد سواء)، وطرد الآلاف منهم أو أجبروا على مغادرة البلاد. يوم 8 أبريل، أعيد فتح القناة، وتم تعزيز الموقف السياسي لعبد الناصر بشكل كبير بسبب فشل الغزو ومحاولة الإطاحة به. يقول أنثوني نوتنغ أن هذه الأزمة «هي التي جعلت ناصر أخيرا وبشكل كامل، رئيسا لمصر». العروبة والاشتراكية قبل سنة 1957، كانت القومية العربية هي الأيديولوجية السائدة في الوطن العربي، واعتبر المواطن العربي ناصر زعيمه بلا منازع. أرجع المؤرخ عديد دويشا الفضل في ذلك إلى «كاريزما» عبد الناصر، والتي عززها انتصاره في أزمة السويس، واتخاذه من القاهرة مقرا لإذاعة صوت العرب، التي نشرت أفكار عبد الناصر في جميع أنحاء العالم الناطقة باللغة العربية، وكتب المؤرخ يوجين روغان: اللبنانيون المتعاطفون مع عبد الناصر والسفارة المصرية في بيروت اشتروا الكثير من وسائل الإعلام اللبنانية للمساهمة في زيادة نشر أفكار عبد الناصر عالميا. كما تمتع ناصر بدعم من المنظمات القومية العربية، في جميع أنحاء المنطقة. وكان العديد من أتباعه يمولونه تمويلا جيدا، ولكنهم افتقروا إلى أي هيكل أو تنظيم دائم. دعوا أنفسهم «الناصريين»، على الرغم من اعتراض عبد الناصر على التسمية، حيث قال أنه يفضل مصطلح «القوميين العرب». في يناير 1957، اعتمدت الولايات المتحدة مبدأ أيزنهاور وتعهدت بمنع انتشار الشيوعية في الشرق الأوسط. على الرغم من أن ناصر كان معارضا للشيوعية في المنطقة، كانت زعامته للعرب مُعتبَرة كتهديد من قبل الدول الموالية للغرب في المنطقة. حاول أيزنهاور عزل ناصر وتقليل نفوذه الإقليمي من خلال محاولة تحويل الملك سعود إلى موازينه. أيضا في يناير، رئيس الوزراء الأردني المنتخب، والمؤيد لعبد الناصر، سليمان النابلسي انضم بالأردن إلى معاهدة عسكرية مع مصر، وسوريا، والمملكة العربية السعودية. تدهورت العلاقات بين عبد الناصر والملك حسين في أبريل عندما اتهم حسين ناصر بالتورط في دعم محاولتي الانقلاب ضده، التي قادها علي أبو نوار ورفاقه على الرغم من أن عبد الناصر لم يشترك فيهما، وحل حسين حكومة النابلسي. انتقد ناصر في وقت لاحق حسين على راديو القاهرة، واصفا إياه بأنه «أداة للإمبريالية». أصبحت علاقات ناصر مع الملك سعود عدائية أيضا، حيث بدأ هذا الأخير في الخوف من أن زيادة شعبية عبد الناصر في المملكة العربية السعودية أصبحت تهديدا حقيقيا لبقاء العائلة المالكة. وعلى الرغم من معارضة حكومات الأردن والمملكة العربية السعودية، والعراق، ولبنان له، حافظ ناصر على مكانته بين المصريين ومواطني البلدان العربية الأخرى. بحلول نهاية سنة 1957، أمم ناصر كل ما تبقى من الشركات البريطانية والفرنسية في مصر، بما في ذلك مصانع التبغ والإسمنت والأدوية، والفوسفات، بينما لم تسفر جهود ناصر كتقديم حوافز ضريبية وجذب الاستثمارات الخارجية عن نتائج ملموسة، أمم ناصر المزيد من الشركات وجعلها جزءًا من منظمة التنمية الاقتصادية. كان ثلثا الاقتصاد لا يزال في أيدي القطاع الخاص حينها. حقق هذا المجهود قدرا من النجاح، مع زيادة الإنتاج الزراعي والاستثمار في التصنيع. بدأ ناصر إنشاء مصانع الصلب بحلوان، والتي أصبحت فيما بعد أكبر المشاريع في مصر، ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل. قرر ناصر أيضا التعاون مع الاتحاد السوفييتي في بناء سد أسوان كبديل للولايات المتحدة التي سحبت تمويلها للمشروع. الجمهورية العربية المتحدة على الرغم من شعبيته الكبيرة لدى الشعب العربي، بحلول منتصف 1957 كانت حليفة عبد الناصر الإقليمية الوحيدة هي سورية. وفي سبتمبر من نفس العام، احتشدت القوات البرية التركية على طول الحدود السورية، معطية بذلك مصداقية للشائعات التي ادعت أن دول حلف بغداد كانت تحاول إسقاط الحكومة اليسارية في سوريا. أرسل ناصر بعض الوحدات إلى سوريا كعرض رمزي للتضامن، مما رفع مكانته في الوطن العربي، وخاصة بين السوريين. مع تنامي عدم الاستقرار السياسي في سوريا، أرسل وفد من سوريا لناصر للمطالبة بوحدة فورية مع مصر. رفض ناصر الطلب في البداية، مععلا ذلك بعدم توافق النظم السياسية والاقتصادية بين البلدين، وعدم التواصل، وكثرة تدخلات الجيش السوري في السياسة، والطائفية العميقة بين القوى السياسية في سوريا. ومع ذلك، في يناير عام 1958، تمكن الوفد السوري الثاني من إقناع ناصر بقرب استيلاء الشيوعيين على سوريا، وما يترتب عليه من انزلاقها في حرب أهلية. اختار ناصر الوحدة في وقت لاحق، وإن كان قد اشترط توليه رئاسة الوحدة التي ستقوم بين الدولتين وحل حزب البعث، وقد وافق المندوبون والرئيس السوري شكري القوتلي على ذلك. في 1 فبراير، أعلنت الجمهورية العربية المتحدة، وكانت ردة الفعل الأولية في الوطن العربي هي الذهول وفقا للكثير من المؤرخين، ولكن سرعان ما تحول الذهول إلى نشوة كبيرة. أمر ناصر بشن حملة ضد الشيوعيين السوريين، نافيا العديد منهم من وظائفهم الحكومية. يوم 24 فبراير، سافر ناصر إلى دمشق في زيارة مفاجئة للاحتفال بالوحدة. وكان في استقباله مئات الآلاف من الأشخاص. أُرسل ولي عهد الإمام بدر في شمال اليمن إلى دمشق ليعرض عليه ضم بلاده إلى الجمهورية الجديدة. وافق ناصر على إنشاء اتحاد فدرالي مع اليمن ليسمى «الدول العربية المتحدة». أعلن عبد الناصر صدور الدستور المؤقت الجديد الذي أعدته الجمعية الوطنية المكونة من 600 عضو (400 من مصر و200 من سورية)، وحل جميع الأحزاب السياسية. أعطى ناصر كلا من جانبي الوحدة نائبين للرئيس: البغدادي وعامر في مصر، وصبري العسلي وأكرم الحوراني في سوريا. ثم غادر إلى موسكو للاجتماع مع نيكيتا خروتشوف. في الاجتماع، ضغط خروتشوف على ناصر لرفع الحظر المفروض على الحزب الشيوعي، ولكن ناصر رفض، مشيرًا إلى أنه شأن داخلي وليس موضوعا للمناقشة مع القوى الخارجية. وبحسب ما ورد فقد فوجئ خروتشوف ونفى التدخل في شؤون الجمهورية العربية المتحدة. وحسمت المسألة، حيث سعى كلا الزعيمين لمنع الخلاف بين البلدين. التأثير على الوطن العربي في لبنان، حدثت اشتباكات بين الفصائل المؤيدة لعبد الناصر والمعارضة له، ومنهم الرئيس كميل شمعون. بلغت الاشتباكات ذروتها خلال أزمة سنة 1958 في مايو. طالبت الفصائل اليسارية المؤيدة لعبد الناصر بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة، بينما أرادت الفصائل اليمينية المعارضة له استمرار استقلال لبنان. فوض ناصر عبد الحميد السراج الإشراف على هذه القضية، فقدم السراج مساعدات محدودة لأنصار ناصر اللبنانيين تتمثل في المال، والأسلحة الخفيفة، وتدريب الضباط، وكان ذلك أقل من «الدعم واسع النطاق» الذي زعمه شمعون. لم يطمع عبد الناصر في لبنان، حيث رأى أنها «حالة خاصة»، لكنه سعى لمنع حصول شمعون على فترة رئاسية ثانية. يوم 14 يوليو، أطاح ضابطا الجيش العراقي عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف بالنظام الملكي العراقي، وفي اليوم التالي، قتل رئيس الوزراء العراقي المعارض لناصر، نوري السعيد. اعترف ناصر بالحكومة الجديدة وقال إن «أي هجوم على العراق بمثابة هجوم على الجمهورية العربية المتحدة». وفي 15 يوليو، هبطت قوات مشاة البحرية الأميركية في لبنان، والقوات الخاصة البريطانية في الأردن، بناء على طلب حكومتي البلدين لمنعهما من السقوط بيد القوات الموالية لعبد الناصر. رأى ناصر أن الثورة في العراق فتحت الطريق أمام الوحدة العربية. وفي 19 يوليو، للمرة الأولى، أعلن أنه اختار «اتحادا عربيا كاملا»، على الرغم من أنه لم يكن لديه خطة لدمج العراق مع الجمهورية العربية المتحدة، في حين فضل معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة العراقي وحدة وطنية عراقية. سعى قاسم للحفاظ على استقلال العراق، حيث كان مستاءً من القاعدة الشعبية الكبيرة لعبد الناصر في البلاد، وهذا ما دعى أن تكون القاهرة مقرا للاجئين السياسيين العرب في تلك الفترة، وكان له لقاء بصدام حسين كمعارض لنظام الحكم القاسمي، حيث قدم له بعض النصائح في العمل السياسي القومي. في خريف سنة 1958، شكل ناصر لجنة ثلاثية تتكون من زكريا محي الدين، الحوراني، وصلاح البيطار للإشراف على التطورات في سوريا. بنقله الأخيرين (الذين كانا بعثيين) إلى القاهرة، حيد ناصر أهم الشخصيات السياسية التي تمتلك أفكارا مستقلة حول الطريقة التي يجب أن تدار بها سوريا. حول السراج سوريا لدولة بوليسية من خلال سجن ونفي ملاك الأراضي الذين اعترضوا على إدخال الإصلاح الزراعي المصري إلى سوريا، وكذلك فعل مع الشيوعيين. في أعقاب الانتخابات اللبنانية التي فاز بها فؤاد شهاب في سبتمبر عام 1958، تحسنت العلاقات بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة إلى حد كبير. وفي 25 مارس 1959، التقى شهاب وناصر على الحدود اللبنانية السورية، مما وضع حدا للأزمة اللبنانية. بحلول ديسمبر، أصبح الوضع السياسي في سوريا أكثر تعثرا، واستجاب ناصر لذلك بتعيين عامر كحاكم عام لسوريا جنبا إلى جنب مع السراج. عارض زعماء سورية هذا القرار واستقال العديد منهم من وظائفهم الحكومية. التقى ناصر في وقت لاحق مع زعماء المعارضة، وفي لحظة ساخنة، هتف بأنه الرئيس «المنتخب» للجمهورية العربية المتحدة، وأولئك الذين لم يقبلوا سلطته يمكنهم أن «يذهبوا بعيدا». انهيار الوحدة مع سوريا مارس عبد الناصر سياسة ارتجالية ومتفردة في إدارة شؤون سورية. كانت العناصر المصرية تسير شؤون سورية، وبالذات من خلال مكتب المشير عامر. نقلت كميات من السلاح السوفييتي الحديث من سورية إلى مصر بحجة وحدة الجبهة والحاجة إليها في مصر، وكانت هناك خطط لنقل احتياطي الذهب من مصرف سورية المركزي إلى القاهرة. ازدادت المعارضة للوحدة بين بعض العناصر السورية الرئيسية، مثل النخب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. يذكر حسن التهامي في مذكراته أنه قبل الوحدة كانت الزراعة في سورية مربحة وكان فائض القمح السوري يصدر إلى الخارج، وكذلك كانت الصناعة مزدهرة، ولكن عبد الناصر أصدر مرسوما في يوليو 1961 يتضمن تدابير اشتراكية تقضي بتأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، وهو ما تسبب في أزمة اقتصادية. أرجع ناصر تدهور الاقتصاد السوري لسيطرة البرجوازية الكاملة عليه. رفض عبد الناصر نصائح مقربيه حول ضرورة القيام بإصلاحات في سورية تأخذ بعين الاعتبار رأي ومخاوف السوريين وتجاهل تحذيرات حول مخاطر انهيار الوحدة، كان بعضها من صلاح الدين البيطار الذي قال لدى زيارته القاهرة: نفى عبد الناصر وزير داخلية الإقليم الشمالي (سوريا) عبد الحميد السراج في سبتمبر للحد من الأزمة السياسية المتنامية. يذكر أبو الريش أن ناصر لم يكن قادرا تماما على معالجة المشاكل السورية لأنها كانت «أجنبية عليه». حيث كان الوضع الاقتصادي في مصر أكثر إيجابية، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.5 في المئة والتقدم السريع للصناعة. وفي سنة 1960، أمم ناصر الصحافة المصرية، من أجل توجيه التغطية نحو القضايا الاجتماعية والاقتصادية في البلاد وحشد التأييد الشعبي للتدابير الاشتراكية التي أصدرها. إضافة إلى ذلك، كانت السيطرة المطلقة للعناصر المصرية والتعامل القاسي لعبد الناصر مع معارضيه من الشيوعيين والبعثيين وسياسة التعذيب أسبابا أخرى لتذمر الناس وتنامي المعارضة للوحدة. يوم 28 سبتمبر 1961، شنت وحدات انفصالية من الجيش بقيادة مدير مكتب المشير عامر عبد الكريم النحلاوي انقلابا في دمشق، معلنة انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، وردا على ذلك اشتبكت معهم وحدات الجيش الموالية للاتحاد في شمال سوريا، وحدثت مظاهرات مؤيدة لناصر في المدن السورية الكبرى. أرسل ناصر القوات الخاصة المصرية إلى اللاذقية لدعم حلفائه، لكنه انسحب منها بعد يومين، معللا ذلك برغبته عدم حدوث قتال بين الدول العربية. وقبل ناصر انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة يوم 5 أكتوبر، وأعلن أن مصر سوف تعترف بالحكومة السورية المنتخبة، وألقى باللوم في تفكك الوحدة على التدخل من قبل الحكومات العربية المعادية له. وفقا لهيكل، عانى ناصر ما يشبه الانهيار العصبي وبدأت صحته في التدهور بعد حل الاتحاد، كما بدأ في التدخين بشكل أكبر. النهضة على المستوى الإقليمي تغير الموقف الإقليمي لناصر بشكل غير متوقع عندما أطاح الضباط اليمنيون بقيادة عبد الله السلال -المؤيد لناصر- بالإمام بدر في شمال اليمن في 27 أيلول 1962. بدأ البدر وأنصاره من القبائل يتلقون المزيد من الدعم من المملكة العربية السعودية لمساعدتهم في إعادة المملكة، بينما قبل ناصر في وقت لاحق -بناء على طلب من السلال- مساعدة الحكومة الجديدة عسكريا يوم 30 سبتمبر. ونتيجة لذلك، أصبحت مصر متورطة على نحو متزايد في الحرب الأهلية المطولة في اليمن حتى سحبت قواتها في سنة 1967. معظم زملاء ناصر القدماء تساءلوا عن الحكمة من استمرار الحرب، ولكن عامر طمأن ناصر بقرب انتصارهم. قال ناصر في وقت لاحق -في سنة 1968- أن التدخل في اليمن كان «سوء تقدير». في تموز سنة 1962، استقلت الجزائر عن فرنسا. وكمؤيد سياسي ومالي قوي لحركة الاستقلال الجزائرية، اعتبر ناصر استقلال البلاد نصرا شخصيا له. ووسط هذه التطورات، لجأت العصبة المؤيدة لناصر في العائلة المالكة السعودية بقيادة الأمير طلال إلى مصر، جنبا إلى جنب مع كبير الموظفين الأردنيين، في أوائل سنة 1963. في 8 شباط 1963، أطاح انقلاب عسكري في العراق بقيادة تحالف بعثي-ناصري بقاسم (الذي قتل في وقت لاحق). اختير عبد السلام عارف -الناصري- ليكون الرئيس الجديد. أطاح تحالف مماثل بالحكومة السورية يوم 8 مارس. وفي 14 مارس أرسلت الحكومتان الجديدتان العراقية والسورية الوفود لناصر للضغط عليه من أجل عمل اتحاد عربي جديد. وخلال الاجتماع، انتقد ناصر البعثيين «لتسهيلهم» خروج سوريا من الجمهورية العربية المتحدة، وأكد أنه كان «زعيم العرب». تم الاتفاق على عمل وحدة انتقالية تنص على نظام فيدرالي، ووقع الطرفان على الاتفاق في 17 أبريل، وكان من المقرر إنشاء الاتحاد الجديد في مايو 1965. ولكن تم صرف النظر عن الاتفاق في وقت لاحق عندما تخلى البعثيون في سوريا عن أنصار عبد الناصر من الضباط. وفشل بعد ذلك انقلاب مضاد قام به عقيد ناصري، وصف ناصر البعثيين بـ«الفاشيين». في يناير 1964، دعا ناصر لعقد قمة الجامعة العربية في القاهرة، لعمل استجابة عربية موحدة ضد خطط إسرائيل لاستخدام مياه نهر الأردن لأغراض اقتصادية، والتي اعتبرتها سوريا والأردن عملا من أعمال الحرب. ألقى ناصر باللوم على الانقسامات العربية، ووصف الوضع بأنه «كارثي». شجع ناصر سوريا والفدائيين الفلسطينيين ضد استفزازات الإسرائيليين، وأعلن أنه لا يخطط لحرب مع إسرائيل. وخلال القمة، بدأ ناصر علاقات ودية مع الملك حسين، وأصلح العلاقات مع حكام المملكة العربية السعودية وسوريا والمغرب. وفي مايو، بدأ ناصر يشارك رسميا بدوره القيادي في قضية فلسطين، قبل الشروع في إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية. وقد استخدمها ناصر ليسيطر على الفدائيين الفلسطينيين. وكان رئيسها (ومرشح عبد الناصر الشخصي) هو أحمد الشقيري. بعد سنوات من التنسيق في السياسة الخارجية وتطوير العلاقات، قام ناصر، الرئيس الإندونيسي سوكارنو، الرئيس اليوغسلافي تيتو، والرئيس الهندي نهرو بتأسيس حركة عدم الانحياز (NAM) في سنة 1961. وكان هدفها المعلن هو ترسيخ عدم الانحياز وتعزيز السلام العالمي في ظل الحرب الباردة، القضاء على الاستعمار، وزيادة التعاون الاقتصادي فيما بين البلدان النامية. وفي سنة 1964، أصبح ناصر رئيسا لحركة عدم الانحياز وعقد المؤتمر الثاني للمنظمة في القاهرة. لعب ناصر دورا هاما في تعزيز التضامن الأفريقي في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، وخلال هذه الفترة، جعل ناصر مصر ملجأ للقادة المناهضين للاستعمار، وسمح للعديد من البلدان الأفريقية ببث الدعاية المناهضة للاستعمار من القاهرة. ابتداءً من سنة 1958، لعب ناصر دورا رئيسيا في المناقشات بين القادة الأفارقة التي أدت إلى إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في سنة 1963. جهود التحديث والمعارضة الداخلية الأزهر في سنة 1961، سعى عبد الناصر إلى ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي، وسعى للترويج لثورة ثانية في مصر بهدف دمج الفكر الإسلامي والاشتراكي. ولتحقيق ذلك، بادر بالعديد من الإصلاحات لتحديث الأزهر، والذي هو بمثابة السلطة الرائدة في الإسلام السني. استخدم ناصر علماء الأزهر الأكثر استعدادا كثقل موازن لنفوذ الإخوان المسلمين، ابتداءً من سنة 1953. أعطى ناصر التعليمات للأزهر لإحداث تغييرات في مناهجه التي كانت قد تدنت كثيرا. تضمنت التعليمات إنشاء مدارس مختلطة وإدخال التطور في المناهج المدرسية. وشملت الإصلاحات أيضا اندماج المحاكم الدينية والمدنية. وعلاوة على ذلك، أجبر ناصر الأزهر على إصدار فتوى بقبول المسلمين الشيعة والعلويين والدروز في صلب الإسلام، وهم الذين اعتبرهم الأزهر «زنادقة» لعدة قرون سابقة. التنافس مع عامر بعد انفصال سوريا، تنامت مخاوف ناصر من عدم اهتمام عامر بتدريب وتحديث الجيش، ومن الدولة داخل الدولة التي خلقها عامر بإنشاء جهاز القيادة والاستخبارات العسكرية. وفي أواخر سنة 1961، أصدر ناصر مرسوما يقضي بإعطاء الرئيس سلطة الموافقة على جميع التعيينات العسكرية العليا، بدلًا من ترك هذه المسؤولية فقط لعامر. وعلاوة على ذلك، أعطى ناصر التعليمات بأن يكون المعيار الأساسي للترقية هو الجدارة وليس الولاء الشخصي. تراجع ناصر عن مبادرته تلك بعد تهديد حلفاء عامر من الضباط له بالحشد ضده. في أوائل 1962 حاول ناصر مرة أخرى انتزاع السيطرة على القيادة العسكرية من عامر. رد عامر من خلال مواجهة مباشرة مع ناصر لأول مرة، وحشد الضباط الموالين له سرًا. تراجع ناصر في نهاية المطاف، حيث كان قلقا من مواجهة عنيفة محتملة بين الجيش والحكومة المدنية. وفقا للبغدادي، بسبب التوتر الناجم عن انهيار الجمهورية العربية المتحدة والحكم الذاتي المتزايد لعامر، أصبح ناصر (الذي كان بالفعل مريضا بالسكري)، يعيش عمليا على المسكنات منذ ذلك الحين. الميثاق الوطني وفترة الولاية الثانية في أكتوبر/تشرين الأول سنة 1961، بدأ ناصر برنامجًا كبيرًا للتأميم في مصر، معتبرًا أن اعتماد قراراته الاشتراكية سيكون الحل لمشاكل بلاده. من أجل تنظيم وترسيخ قاعدته الشعبية مع المواطنين في مصر ومواجهة نفوذ الجيش، قدم ناصر الميثاق الوطني في سنة 1962 ووضع دستورًا جديدًا. دعا الميثاق للرعاية الشاملة والصحة، والإسكان بأسعار معقولة، والمدارس المهنية، بمزيد من الحقوق للمرأة وبرنامج تنظيم الأسرة، فضلا عن توسيع قناة السويس. حاول ناصر أيضا الحفاظ على مراقبة الخدمة المدنية في البلاد لمنعها من التضخم، مما جعلها تصبح عبئا على الدولة. أصدر ناصر قوانين جديدة تحدد الحد الأدنى لأجور العمال، وتحديد نسبة لهم من أسهم الأرباح، والتعليم المجاني والرعاية الصحية المجانية، وتخفيض عدد ساعات العمل، والتشجيع على المشاركة في الإدارة. كفل قانون الإصلاح الزراعي أمن المزارعين المستأجرين، تم الترويج للنمو الزراعي، والحد من الفقر في المناطق الريفية. ونتيجة لتدابير سنة 1962، وصلت ملكية الحكومة من الشركات المصرية إلى 51 في المئة، وأعيدت تسمية الاتحاد القومي إلى الاتحاد الاشتراكي العربي. مع هذه التدابير ازداد القمع المحلي، كما تم سجن الآلاف من الإسلاميين، بما في ذلك العشرات من ضباط الجيش. ميل ناصر لتحويل النظام إلى النمط السوفيتي دعى مساعديه البغدادي وحسين الشافعي إلى تقديم استقالاتهم احتجاجا على ذلك. أعيد انتخاب ناصر لولاية ثانية كرئيس للجمهورية العربية المتحدة بعد استفتاء في البلاد، وحلف ناصر اليمين الدستورية يوم 25 مارس 1965. كان ناصر المرشح الوحيد لهذا المنصب، حيث حظر القانون ترشح جميع خصومه السياسيين تقريبا للرئاسة. في تلك السنة نفسها، حبس الزعيم الفكري لجماعة الإخوان المسلمين سيد قطب. اتهم قطب بالتخطيط لاغتيال ناصر، وأعدم في سنة 1966. ابتداءً من سنة 1966، مع تباطؤ نمو الاقتصاد المصري، وصيرورة الدين الحكومي مرهقا على نحو متزايد، بدأ ناصر في تخفيف سيطرة الدولة على القطاع الخاص، وتقديم الحوافز لزيادة الصادرات. حرب 1967 في أوائل سنة 1967، حذر الاتحاد السوفيتي ناصر من هجوم إسرائيلي وشيك على سوريا، على الرغم من أن رئيس هيئة الأركان محمد فوزي وصف ذلك التحذير بأنه «لا أساس له من الصحة». دون إذن عبد الناصر، استخدم عامر التحذيرات كذريعة لإرسال قوات إلى سيناء يوم 14 مايو، وطالب ناصر في وقت لاحق بسحب قوات الطوارئ الدولية في شمال سيناء. وفي وقت سابق من ذلك اليوم، تلقى ناصر تحذيرا من الملك حسين من التواطؤ الإسرائيلي الأمريكي لجر مصر إلى الحرب. على الرغم من أنه في الأشهر السابقة، كان حسين وناصر قد اتهما بعضهما البعض بتجنب معركة مع إسرائيل، كان حسين مع ذلك خائفا من أن الحرب المصرية الإسرائيلية المحتملة ستتسبب في احتلال الضفة الغربية من قبل إسرائيل. كان ناصر لا يزال يرى أن الولايات المتحدة تستطيع كبح جماح إسرائيل من مهاجمة مصر بسبب التأكيدات التي تلقاها من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وفي المقابل، طمأن ناصر أيضًا كلا القوتين أن مصر ستدافع عن نفسها فقط. يوم 21 مايو، ودون الحصول على إذن عبد الناصر، أمر عامر بمحاصرة مضيق تيران، في خطوة اعتقد ناصر أن إسرائيل ستعتبرها سببا للحرب. طمأنه عامر أن الجيش كان مستعدا للمواجهة، ولكن ناصر كان يشك في ذلك. علاوة على ذلك، توقع عامر هجوما إسرائيليا وشيكا ودعا لضربة استباقية. رفض ناصر الدعوة، حيث قال أن سلاح الجو يفتقر للطيارين الأكفاء. ومع ذلك، قال ناصر أنه إذا هاجمت إسرائيل، ستكون لمصر ميزة كثرة القوى العاملة والأسلحة، مما يمكنها من درء القوات الإسرائيلية لمدة أسبوعين على الأقل، مما يسمح ببدء الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار. كانت هناك لضغوط متزايدة للتحرك العسكري من قبل كل الجماهير العربية والحكومات العربية المختلفة. وفي 26 مايو أعلن ناصر أنه «سوف يكون هدفنا الرئيسي تدمير إسرائيل»، وفي 30 مايو انضم الملك حسين بالأردن في تحالف مع مصر وسوريا. في صباح يوم 5 يونيو، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية، ودمر جزءا كبيرا من القوات الجوية المصرية. قبل انتهاء اليوم الأول من الحرب، كانت وحدات مدرعة إسرائيلية قد اخترقت خطوط الدفاع المصرية واستولت على مدينة العريش. وفي اليوم التالي، أمر عامر بانسحاب فوري للقوات المصرية من سيناء، مما تسبب في سقوط غالبية الضحايا المصريين خلال الحرب. وفقا للسادات، لم يعلم ناصر بخطورة الوضع الحالي إلا عندما استولى الإسرائيليون على شرم الشيخ. أسرع ناصر إلى مقر قيادة الجيش للاستفسار عن الوضع العسكري. ذكر الضباط الحاضرون أن ناصر وعامر قد انفجرا في «مباراة من الصراخ دون توقف». اللجنة التنفيذية العليا، التي شكلها ناصر للإشراف على أوضاع الحرب، أرجعت الهزائم المتكررة المصرية إلى التنافس بين ناصر وعامر والعجز الكلي لعامر. الاستقالة وأعقابها استولت إسرائيل بسهولة على سيناء وقطاع غزة من مصر والضفة الغربية من الأردن، وهضبة الجولان من سوريا، وبالرغم من ذلك كان العرب مصدقين لادعاءات محطة الإذاعة العربية بأن الانتصار العربي وشيك. يوم 9 يونيو، أعلن ناصر على شاشات التلفزيون للمواطنين في مصر هزيمة بلادهم. وأعلن استقالته على التلفزيون في وقت لاحق من ذلك اليوم، وتنازل عن السلطات الرئاسية إلى نائبه آنذاك زكريا محيي الدين، الذي لم تكن لديه معلومات مسبقة عن القرار، وقد رفض هذا المنصب. مئات الآلاف من المتعاطفين مع ناصر تدفقوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر وجميع أنحاء الوطن العربي رفضا لاستقالته، وهتفوا: «نحن جنودك، يا جمال!». ناصر تراجع عن قراره في اليوم التالي. يوم 11 يوليو، عين ناصر محمد فوزي كقائد عام للقوات المسلحة بديلًا عن عامر. حدثت احتجاجات من الموالين لعامر في الجيش، 600 منهم ساروا إلى مقر قيادة الجيش، وطالبوا بإعادة عامر. كان رد ناصر هو إقالة ثلاثين من الموالين لعامر في الجيش. وضع عامر وحلفاؤه خطة للإطاحة به في 27 أغسطس، ولكن عامر انتحر في 14 سبتمبر. وعلى الرغم من توتر علاقته مع عامر، تحدث ناصر عن فقدانه «الشخص الأقرب إليه». وبعد ذلك، بدأ ناصر عملية عدم تسييس القوات المسلحة، واعتقل عشرات من أبرز الشخصيات العسكرية والمخابرات الموالية لعامر. في قمة جامعة الدول العربية في الخرطوم في 29 أغسطس من ذات العام، انحسر دور عبد الناصر القيادي المعتاد، حيث قاد العاهل السعودي الملك فيصل رؤساء الدول الحاضرين. أعلن وقف إطلاق النار في حرب اليمن واختتمت القمة بقرار الخرطوم. أمد الاتحاد السوفيتي مصر عسكريا وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. قطع ناصر العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الحرب، وفقا لأبو الريش، انتهت سياسة ناصر بـ «اللعب بالقوى العظمى ضد القوى العظمى». وفي نوفمبر، قبل ناصر قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المكتسبة في الحرب. ادعى أنصار ناصر أن تحركه كان لكسب الوقت للاستعداد لمواجهة أخرى مع إسرائيل، في حين يعتقد منتقدوه أن قبوله القرار يشير إلى تراجع اهتمامه بالاستقلال الفلسطيني. السنوات الأخيرة له في الرئاسة الإصلاحات المحلية والتغييرات الحكومية عين ناصر نفسه رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة في 19 يونيو 1967 كمنصبين إضافيين. غضب ناصر من نظر المحكمة العسكرية التساهل مع ضباط القوات الجوية المتهمين بالتقصير خلال حرب 1967. أطلق العمال والطلاب احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية كبرى في أواخر فبراير، وكان ذلك هو التحدي الأكبر أمام ناصر منذ احتجاجات العمال في مارس 1954. رد ناصر على المظاهرات بتعيين ثمانية مدنيين بدلًا من العديد من أعضاء الاتحاد الاشتراكي العربي في الحكومة. في 3 مارس، وجه ناصر جهاز المخابرات المصري إلى التركيز على الشؤون الخارجية بدلًا من التجسس المحلي، وأعلن «سقوط دولة المخابرات». يوم 30 مارس، أعلن ناصر بيانًا ينص على استعادة الحريات المدنية وزيادة استقلال البرلمان عن السلطة التنفيذية، وشمل البيان بعض التغييرات الهيكلية الرئيسية الأخرى، حيث شنت حملة لتخليص الحكومة من العناصر الفاسدة. وافق استفتاء شعبي على التدابير المقترحة لاحقًا في شهر مايو. أشار بعض المراقبين إلى أن الإعلان يدل على تحول هام من القمع السياسي لتحرير التجارة، على الرغم من رؤيتهم أن أغلب الوعود ستظل حبرًا على ورق. عين ناصر السادات وحسين الشافعي في منصب نائب الرئيس في ديسمبر 1969. بحلول ذلك الوقت، توترت علاقات ناصر مع رفاقه العسكريين الآخرين، خالد وزكريا محيي الدين ونائب الرئيس السابق صبري. وبحلول منتصف سنة 1970، فكر ناصر باستبدال السادات بالبغدادي بعد التصالح مع الأخير. حرب الاستنزاف والمبادرات الدبلوماسية الإقليمية في يناير 1968، بدأ عبد الناصر حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل، أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة. وفي مارس عرض ناصر مساعدة حركة فتح بالأسلحة والأموال بعد أدائهم ضد القوات الإسرائيلية في معركة الكرامة في ذلك الشهر. كما نصح عرفات بالتفكير في السلام مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة. بذلك يعتبر ناصر قد تنازل فعليا منذ ذلك الحين عن قيادته للقضية الفلسطينية لعرفات. ردت إسرائيل على القصف المصري بغارات الكوماندوز، عن طريق القصف المدفعي والغارات الجوية. وأدى ذلك إلى نزوح المدنيين من المدن المصرية على طول الضفة الغربية لقناة السويس. أوقف ناصر جميع الأنشطة العسكرية وبدأ برنامجا لبناء شبكة من الدفاعات الداخلية، في حين تلقى الدعم المالي من مختلف الدول العربية. استأنفت الحرب في مارس 1969. وفي نوفمبر وبوساطة ناصر تم عقد اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش اللبناني الذي منح المقاتلين الفلسطينيين الحق في استخدام الأراضي اللبنانية لمهاجمة إسرائيل. في يونيو 1970، قبل ناصر مبادرة روجرز التي ترعاها الولايات المتحدة، والتي دعت إلى وضع حد للأعمال العسكرية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية، ولكن تم رفض ذلك من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومعظم الدول العربية باستثناء الأردن. وكان ناصر في البداية رافضا الخطة، لكنه قبل تحت ضغط من الاتحاد السوفيتي، والذي كان يخشى من احتمال جره إلى حرب مع الولايات المتحدة نتيجة تصاعد الصراع الإقليمي. أحبط ناصر أي تحرك نحو المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. في عشرات الخطب والبيانات، افترض ناصر أن أي محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل هي بمثابة الاستسلام. وبعد قبول عبد الناصر مبادرة روجرز، وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار، وهدأ ناصر في القتال لنقل صواريخ أرض-جو نحو منطقة القناة. وفي الوقت نفسه، بدأت التوترات بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة في الأردن تتزايد، وأطلقت حملة عسكرية للقضاء على قوات منظمة التحرير الفلسطينية. دفعت المخاوف من حدوث حرب إقليمية ناصر لعقد القمة العربية الطارئة في 27 سبتمبر، للدعوة لوقف إطلاق النار. وفاته وجنازته بعد انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. توفي ناصر بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساءً. كان هيكل، السادات، وزوجة عبد الناصر تحية في فراش الموت. وفقا لطبيبه، الصاوي حبيبي، كان السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة. وكان ناصر يدخن بكثرة، هذا بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة. بالرغم من كل ذلك فإن الحالة الصحية لناصر لم تكن معروفة للجمهور قبل وفاته. بعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر، عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي. حضر جنازة عبد الناصر في القاهرة في 1 تشرين الأول من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع. حضر جميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي الملك فيصل. بكى الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنا، وأغمي على معمر القذافي جراء الاضطراب العاطفي مرتين. وحضر عدد قليل من الشخصيات غير العربية الكبرى، منها رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيغين ورئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس. بعد أن بدأ الموكب بالتحرك، أخذ المشيعون يهتفون: «لا إله إلا الله، ناصر هو حبيب الله ... كلنا ناصر». حاولت الشرطة دون جدوى تهدئة الحشود، ونتيجة لذلك، تم إجلاء معظم الشخصيات الأجنبية. وكان المقصد النهائي للموكب هو مسجد النصر، الذي تم تغيير اسمه فيما بعد ليصبح مسجد عبد الناصر، حيث دفن هذا الأخير. بسبب قدرته على تحفيز المشاعر القومية، «بكى الرجال والنساء، والأطفال، وصرخوا في الشوارع» بعد سماع وفاته، وفقا لنوتنغ. كان رد الفعل العربي عامةً هو الحداد، وتدفق الآلاف من الناس في شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي. ونظم سعيد السبع مسوؤل التنظيم الشعبي الفلسطيني مسيرة مسلحة للفدائيين الفلسطينيين في طرابلس، لبنان، كما انطلقت مسيرة ضخمة في بيروت وقتل فيها أكثر من عشرة أشخاص في نتيجة للفوضى، وفي القدس سار ما يقرب من 75,000 عربي خلال البلدة القديمة وهم يهتفون «ناصر لن يموت أبدا». شريف حتاتة، السجين السياسي سابقا، والعضو في جامعة ولاية أريزونا في عهد جمال عبد الناصر، قال إن: وفاة أم تسميم ؟ هناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن تسميم الرئيس جمال عبد الناصر، إلا أن أكثر ما أثار الجدل هو تصريح القيادي الفلسطيني عاطف أبو بكر المنشق عن تنظيم فتح المجلس الثوري جماعة صبري البنا، عندما صرح لقناة العربية ببرنامج الذاكرة السياسية مع الصحفي طاهر بركة أن الرئيس عبد الناصر تعرض للتسميم خلال زيارته الخرطوم يوم 2 يناير 1970 لافتتاح معرض الثورة الفلسطينية وأن صبري البنا مع جعفر النميري كانا وراء تسميم الرئيس جمال عبد الناصر. وقد عُرض في البرنامج صورة لمجموعة من ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري متنكرين بوصفهما صحافيين، في مؤتمر قمة اللاءات الثلاثة الذي عُقد في الخرطوم عام 1967. رثاؤه رثا الكثير من الشعراء والمفكرين العرب جمال عبد الناصر بعد وفاته، ومن هؤلاء: نزار قباني الذي قال: إرثه جعل ناصر مصر مستقلة تمامًا عن النفوذ البريطاني، وأصبحت البلاد قوة عظمى في العالم النامي تحت قيادته. واحدة من جهوده المحلية الرئيسية كانت إقامة العدالة الاجتماعية، والتي تعتبر شرطًا أساسيًا لتحقيق الديمقراطية الليبرالية. وخلال فترة رئاسته، تمتع المواطنون العاديون بمزايا غير مسبوقة في السكن والتعليم وفرص العمل والخدمات الصحية والتغذية، فضلا عن العديد من أشكال الرعاية الاجتماعية، في حين تراجع نفوذ الإقطاعية. وبحلول نهاية رئاسته تحسنت ظروف العمل والعمال بشكل كبير. على الرغم من ذلك، ظل الفقر مرتفعا في البلاد وتم تحويل موارد كبيرة كانت مخصصة للرعاية الاجتماعية إلى العسكرية. نما الاقتصاد الوطني بشكل كبير من خلال الإصلاح الزراعي، ومشاريع التحديث الكبرى مثل صلب حلوان وسد أسوان، وتأميم قناة السويس. ومع ذلك، فإن النمو الاقتصادي الملحوظ في أوائل الستينات أخذ في الانكماش للفترة المتبقية من العقد، متعافيا فقط في سنة 1970. شهدت مصر «العصر الذهبي» للثقافة خلال رئاسة عبد الناصر، وفقا للمؤرخ جويل غوردون، خاصة في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، والأدب، والفنون الجميلة، والكوميديا، والشعر، والموسيقى. سادت مصر الوطن العربي في هذه المجالات في عهد ناصر، منتجة العديد من الرموز والشخصيات الثقافية. خلال رئاسة مبارك، بدأت الأحزاب السياسية الناصرية في الظهور في مصر، كان أولها الحزب العربي الديمقراطي الناصري. وأدت انقسامات بين أعضائه ابتداءً من سنة 1995 إلى إنشاء تدريجي لأحزاب منشقة، بما في ذلك تأسيس حمدين صباحي لحزب الكرامة سنة 1997. جاء صباحي في المركز الثالث خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012. بالإضافة إلى ذلك، كان من بين مؤسسي حركة كفاية بعض الناشطين الناصريين. صورة عامة عرف ناصر بعلاقته الحميمة مع المصريين العاديين، على الرغم من أن محاولات اغتياله كانت لا مثيل لها بين خلفائه. كان ناصر خطيبا ماهرا، حيث ألقى 1359 خطبة بين سنتي 1953 و1970، وهو رقم قياسي بالنسبة لأي رئيس مصري. كتب المؤرخ إيلي بوده أن من الثوابت في شخصية عبد الناصر «قدرته على تمثيل الأصالة المصرية، في الانتصار أو الهزيمة». ساهمت الصحافة الوطنية أيضا في تعزيز شعبيته، خاصة بعد تأميم وسائل الإعلام الرسمية. بالرغم من كثرة الانتقادات التي وجهت لناصر من قبل المثقفين المصريين في أعقاب حرب الأيام الستة وحتى وفاته في سنة 1970، كان عامة الناس يزدادون تعاطفا معه، أثناء حياته وبعد وفاته، وفقا لبوده. حتى يومنا هذا، يعتبر ناصر شخصية بارزة في جميع أنحاء الوطن العربي، ورمزا للوحدة العربية والكرامة، وشخصية هامة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. ويعتبر أيضا بطل العدالة الاجتماعية في مصر. تقول مجلة التايم أنه على الرغم من أخطائه وأوجه القصور لديه، أضفى ناصر شعورًا بالقيمة الشخصية والكرامة الوطنية، التي كان المصريون والعرب لا يعرفونها منذ 400 سنة. خلال الربيع العربي، ظهرت صور جمال عبد الناصر في القاهرة والعواصم العربية خلال المظاهرات المناهضة للحكومات. وفقا للميس أندوني، أصبح ناصر «رمزا للكرامة العربية» خلال المظاهرات الحاشدة. النقد كان عبد الناصر على خلاف مع جهات كثيرة، عربية وغربية. كان خلافه الأول مع جماعة الإخوان المسلمين ومع الرئيس محمد نجيب. يذكر الرئيس نجيب في مذكراته أن عبد الناصر تساهل في توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز وأعطاهم امتيازات عسكرية واقتصادية مقابل الحصول على دعم بريطاني وأمريكي في صراعه ضد نجيب. كرر حسن التهامي الاتهامات لعبد الناصر بالسماح للاستخبارات الأمريكية بالتدخل في شؤون مصر عن طريق مايلز كوبلاند الذي كان يحتفظ معه بعلاقات شخصية. أعلن السادات عزمه «مواصلة طريق ناصر» في خطاب تنصيبه كرئيس للجمهورية في 7 أكتوبر 1970، ولكنه بالرغم من ذلك بدأ يحيد عن سياسات ناصر، خاصة بعد حرب أكتوبر 1973. فتح السادات الاقتصاد المصري أمام الاستثمار الخاص. وفقا لهيكل، أدى ذلك إلى جعل مصر «في نصف حرب مع ناصر، وفي نصف حرب مع السادات». الفشل في إقامة الوحدة العربية كرر سياسيون كثيرون الاتهامات لعبد الناصر بأنه تسبب في فشل مشاريع الوحدة العربية ولم يستغل الفرصة السانحة لإقامة الوحدة. وصل القوميون إلى الحكم في ستة أقطار عربية هي سورية والعراق والجزائر واليمن الشمالي وليبيا ومصر، إضافة إلى وجود حكومات أو أنظمة ذات ميول قومية عربية (مثل السودان والأردن ولبنان)، ومع ذلك فشلت كل محاولات الوحدة بين هذه الأقطار. يقول حسن التهامي في مذكراته أن عبد الناصر أفشل مشروع الوحدة الرباعية بين مصر وسورية والأردن والسعودية سنة 1954 بسبب تدخله في شؤون الأردن ومحاولة إملاء سياسته على حكومتها. كان لقراراته الارتجالية أثر كبير في توجه السوريين للانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة. حقوق الإنسان يعتبر منتقدو ناصر من المصريين ديكتاتورا، أحبط التقدم الديمقراطي، وتسبب في سجن آلاف من المعارضين، وقاد الإدارة القمعية المسؤولة عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان. الإسلاميون في مصر، وخاصة من أعضاء جماعة الإخوان، يتهمون نظام ناصر السياسي بالقمعية، ويصفونه بـ«المستبد والشيطاني». وصف الكاتب الليبرالي توفيق الحكيم ناصر بأنه «سلطان الخلط» الذي يتقن فن الخطابة، ولكن ليس لديه خطة فعلية لتحقيق أهدافه المعلنة. كان التعذيب الذي أدخله عبد الناصر إلى سوريا (ومنه إذابة جثث المعارضين في الحمض -الأسيد- لإخفاء أثرها) أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة. ينتقد بعض النقاد الليبراليين والإسلاميين في مصر عبد الناصر، ومنهم الأعضاء المؤسسون لحزب الوفد الجديد. يقول السياسي المصري علاء الدين الدسوقي أن أكبر أوجه القصور في ثورة 1952 هي تركيز عبد الناصر على السلطة، وعدم وجود الديمقراطية في مصر في عهده، وقيود حكومته على حرية التعبير والمشاركة السياسية. يرى أستاذ العلوم السياسية الأمريكي مارك كوبر أن تركة عبد الناصر كانت «عدم الاستقرار»، نظرا لاعتماد عبد الناصر على السلطة الشخصية وعدم وجود مؤسسات سياسية قوية في ظل حكمه. كتب المؤرخ عبد العظيم رمضان أن ناصر كان زعيما غير عقلاني وغير مسؤول، محملا ميله إلى الانفرادية في القرار المسؤولية عن هزيمة مصر في حرب 1967. قمع وتقييد الصحافة قمع عبد الناصر الصحافة وجعلها بوقا لسياساته وأقال وحبس الصحفيين الذين انتقدوه أو خالفوا سياساته حتى المقربين منهم إلى عبد الناصر مثل مصطفى أمين (مؤسس صحيفة أخبار اليوم) وفكري أباظة (رئيس تحرير المصور ورئيس مجلس إدارة دار الهلال) وأحمد أبو الفتح (مؤسس جريدة المصري). وفي سنة 1954، أصدر وزير الإرشاد قرارا بإلغاء تراخيص 42 صحيفة ومجلة متنوعة. مراكز القوى حول عبد الناصر من جملة الانتقادات الداخلية التي وجهت لعبد الناصر كانت إطلاق يد المشير عبد الحكيم عامر، الذي يتهمه كثيرون بعدم المسؤولية والاستعلاء. في هذا السياق يتهم عامر بأنه كان مسؤولا عن هزيمة يونيو 1967 وعن فشل الوحدة مع سورية وعن فشل مشاريع الوحدة مع العراق واليمن جنبا إلى جنب مع أنور السادات بسبب تصرفات الجيش في سورية واليمن التي عدت كتصرفات قوات غازية ومحتلة ذات طبيعة عنجهية. العلاقة مع الأقباط يرى المؤرخ مردوخاي نيسان أن الأقباط تأثروا بشدة بسياسات تأميم عبد الناصر، لأن العديد من الأقباط كانوا من بين المصريين الأكثر ثراءً، على الرغم من أنهم كانوا يمثلون حوالي 10 إلى 20% من السكان. بالإضافة إلى ذلك، وفقا لنيسان فقد قوضت سياسات عبد الناصر العربية الشعور القوي للأقباط حول هويتهم المصرية القبطية، والتي نتج عنها تأجيل تصاريح لبناء الكنائس وإغلاق المحاكم الدينية المسيحية. ويرى المؤرخ مردوخاي نيسان أنَّ سياسة الاضطهاد من قبل عبد الناصر، أدت إلى انغلاق الأقباط والبحث عن طرق لتقوية روابط الإيمان الديني في الداخل. وفقًا للباحث موليفي كيتي آسانطة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن هناك تعاطف كبير مع الأقباط، ولم يضع الأقباط في الوظائف العالية والرئيسية خلال إدارته، حيث بحسب الباحث لم يرى عبد الناصر بالأقباط كمتعاونين. وبحسب الباحث كوسيلة «للنجاة من التحرش والتمييز والاضطهاد الفظيع»، قام الأقباط بالمحافظة على دينهم وتوجهوا للعمل في مهن مثل الهندسة والمحاماة والطب والتعليم. الزعامة الإقليمية من خلال تصرفاته وخطبه، كان ناصر قادرا على تجسيد الإرادة الشعبية العربية، واستوحيت العديد من الثورات القومية في الوطن العربي من أفكار ناصر. كانت إنجازات عبد الناصر غير مسبوقة بالنسبة للزعماء العرب الآخرين. مدى مركزية ناصر في المنطقة جعلت إحدى أولويات الرؤساء القوميين العرب إقامة علاقات جيدة مع مصر، من أجل كسب شعبية بين مواطني بلادهم. كان نظام سيطرة الدولة الخاص بناصر قدوة لجميع الدول العربية تقريبا، ومنها الجزائر وسوريا والعراق وتونس واليمن، والسودان، وليبيا. أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر، كان ناصريا. أصبح عبد الله السلال (أحد حلفاء ناصر) ملك اليمن الشمالي. حدثت انقلابات أخرى متأثرة بناصر، كتلك التي وقعت في العراق في يوليو 1958 وسوريا في سنة 1963. معمر القذافي الذي أطاح بالنظام الملكي الليبي في سنة 1969، اعتبر ناصر بطله وسعى لخلافته في «زعامة العرب». أيضا في سنة 1969، العقيد جعفر النميري، المؤيد لناصر، استولى على السلطة في السودان. انتشرت أفكار عبد الناصر القومية في جميع أنحاء الوطن العربي، وخاصة بين الفلسطينيين، وفي اليمن الجنوبي، والخليج العربي، والعراق. جمال في السينما والتليفزيون تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات نذكر منها مسلسل دموع صاحبة الجلالة سنة 1993 عن قصة للكاتب موسى صبري بطولة فاروق الفيشاوي.. وقام فيه بدور جمال عبد الناصر الممثل نبيل الحلفاوي فيلم ناصر 56 سنة 1995 بطولة أحمد زكي. فيلم جمال عبد الناصر سنة 1999 بطولة خالد الصاوي. مسلسل فارس الرومانسية سنة 2003 عن حياة يوسف السباعي بطولة محمد رياض.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل ياسر علي ماهر. مسلسل أم كلثوم سنة 1999 عن قصة حياة المطربة أم كلثوم بطولة صابرين.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل رياض الخولي. مسلسل أوراق مصرية بطولة صلاح السعدني.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل محمد صلاح آدم ونبيل الحلفاوي فيلم أيام السادات سنة 2001 عن قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات من بطولة أحمد زكي، وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل محمود الخولي. مسلسل العندليب حكاية شعب سنة 2006 عن قصة حياة عبد الحليم حافظ بطولة شادي شامل.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل مجدي كامل. مسلسل ناصر سنة 2008 بطولة مجدي كامل. مسلسل كاريوكا سنة 2012 عن قصة حياة تحية كاريوكا بطولة وفاء عامر.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل حمادة بركات مسلسل صديق العمر سنة 2014 عن أحداث فترة الستينات بطولة جمال سليمان وباسم سمرة.. وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل جمال سليمان فيلم سادات، من بطولة لويس جوست جونيور بدور الرئيس محمد أنور السادات، وقام بدور جمال عبد الناصر الممثل الويلزي جون رايز-ديفيس. الحياة الشخصية في سنة 1944، تزوج ناصر من تحية كاظم، البالغة من العمر 22 عاما، ولدت لأب إيراني ثري وأم مصرية، وكلاهما توفيا عندما كانت صغيرة. تعرفت على ناصر من خلال شقيقها، عبد الحميد كاظم، وهو صديق لناصر، في سنة 1943. بعد زفافهما، انتقل الزوجان إلى منزل في منشية البكري، وهي ضاحية من ضواحي القاهرة، حيث عاشا لبقية حياتهما. كان ناصر وتحية يتناقشان في السياسة أحيانا في المنزل، ولكن غالبًا ما كان يفضل ناصر إبقاء حياته المهنية منفصلة عن حياته العائلية. وكان يفضل قضاء معظم وقت فراغه مع أطفاله. لدى عبد الناصر وتحية ابنتان وثلاثة أبناء: هدى، منى، خالد، عبد الحميد، وعبد الحكيم. على الرغم من أنه كان من دعاة السياسة العلمانية، كان ناصر مسلما ملتزما، قام بأداء فريضة الحج مرتين. وكان معروفا بشخصيته الشريفة غير الفاسدة، مما زاد من سمعته بين مواطني مصر والوطن العربي. كانت هوايات ناصر الشخصية هي التصوير، ولعب الشطرنج، ومشاهدة الأفلام الأمريكية، وقراءة الآداب العربية، اللغة الإنجليزية، والمجلات الفرنسية، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية. كان لناصر القليل من التصرفات الشخصية التي تسببت في مرضه، مثل التدخين، والعمل لمدة 18 ساعة في بعض الأحيان، ونادرا ما كان يأخذ عطلة. تم تشخيص حالته بأنه مصاب بداء السكري في أوائل الستينات، وكان أيضا مصابًا بتصلب الشرايين وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم. عانى ناصر من نوبتين قلبيتين (في سنتي 1966 و1969)، وفرضت عليه الراحة في الفراش لمدة ستة أسابيع بعد النوبة الثانية. ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن غياب عبد الناصر عن الرأي العام في ذلك الوقت كان نتيجة الأنفلونزا. مؤلفاته كتب ناصر الكتب التالية، والتي نشرت خلال فترة حياته: يومياته عن حرب فلسطين (1955؛ آخر ساعة) فلسفة الثورة (1955؛ دار المعارف) في سبيل الحرية (1959؛ القاهرة - الشركة العربية) انظر أيضًا تاريخ مصر تحت حكم جمال عبد الناصر قائمة حكام جمهورية مصر العربية. قائمة رؤساء وزراء مصر. مصادر مراجع رياض الصيداوي، حوارات ناصرية، دار نقوش عربية، تونس، 1992. مصطفى بدر، جمال عبد الناصر بعيدا عن السياسة، مدبولي الصغير، 2001. رياض الصيداوي، معارك عبد الناصر، مركز الوطن العربي للأبحاث والنشر، بيروت، 2003. رواية مولانا «الفصل السادس» للكاتب محمد العون - الناشر دار الحضارة - القاهرة 2010. وصلات خارجية موقع الرئيس جمال عبد الناصر قراءة في كتاب (محمد نجيب: زعيم ثورة أم واجهة حركة؟) عن دور نجيب وعبد الناصر في ثورة يوليو عبد الناصر: «أشهد الله على تنفيذ مبادئه والجهاد في سبيلها»، شريط نادر يجمع نجيب وناصر والسادات على قبر حسن البنا، العربية نت، 4 ديسمبر 2008 م طارق البشري يكتب: محاولة لفهم الواقع والحاضر اشتراكيون مسلمون اشتراكيون مصريون الضباط الأحرار القرن 20 رؤساء في آسيا القرن 20 رؤساء في إفريقيا أبطال الاتحاد السوفيتي من الأجانب أشخاص تعرضوا لمحاولة اغتيال أشخاص توفوا أثناء شغلهم لمنصب أشخاص في حرب 1948 أشخاص من الإسكندرية أشخاص من أسيوط أشخاص من محافظة أسيوط أشخاص من مصر الجديدة أعضاء سابقون في جماعة الإخوان المسلمين أعلام مصريون في الحرب الإسرائيلية العربية 1948 ثوريون أفارقة ثوريون مصريون حكام اشتراكيون خريجو الكلية الحربية (مصر) خريجو جامعة القاهرة رجال نسويون رؤساء سوريا رؤساء مصر رؤساء مصر القرن 20 رؤساء وزراء مصر القرن 20 رؤساء وزراء مصريون رئيس الاتحاد الإفريقي سياسيو الاتحاد الاشتراكي العربي (مصر) سياسيون توفوا أثناء شغلهم لمنصب سياسيون من الإسكندرية شخصيات الحرب الباردة شخصيات العدوان الثلاثي عائلة جمال عبد الناصر علمانيون مصريون قادة وصلوا إلى السلطة عن طريق انقلاب قوميون عرب قوميون مصريون مدفونون في مصر مسلمون مصريون مشاركون في مؤتمر باندونغ (1955) مصريون مناهضون للشيوعية معاداة الإمبريالية معاداة الصهيونية في مصر منكرو الهولوكوست مواليد 1336 هـ مواليد في الإسكندرية مؤسسو أحزاب سياسية مؤسسو أحزاب سياسية مصرية نسويون مصريون نقاد الإسلاموية نواب رؤساء وزراء مصر وزراء داخلية مصريون وفيات 1390 هـ وفيات بسبب توقف القلب وفيات بسبب نوبة قلبية وفيات في القاهرة
2828
https://ar.wikipedia.org/wiki/28%20%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1
28 سبتمبر
28 سبتمبر أو 28 أيلول أو يوم 28 \ 9 (اليوم الثامن والعشرون من الشهر التاسع) هو اليوم الحادي والسبعون بعد المئتين (271) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثاني والسبعون بعد المئتين (272) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 94 يوما لانتهاء السنة. أحداث 48 ق.م. - اغتيال بومبيوس الكبير بعد هبوطه إلى مصر بأمر من بطليموس الثالث عشر. 1238 - توقيع معاهدة لتسليم مدينة بلنسية لمملكة أراجون المسيحية في الأندلس بعد حصار شديد للمدينة. 1542 - المستكشف البرتغالي جواو رودريغيز كابريلو يصل إلى ما يسمى اليوم سان دييغو، كاليفورنيا. 1538 - حدوث معركة بروزة بالقرب من ميناء بريفيزا غربي اليونان، وانتصر فيها الأسطول العثماني على تحالف الرابطة المقدسة الصليبي الذي نظمه البابا بولس الثالث. 1567 - لويس، أمير كوندي يغزو قلعة مونسو بري بالقرب من مو من أجل إلقاء القبض على شخص تشارلز التاسع ملك فرنسا، في إطار مفاجأة مو. 1939 – بداية الهجوم الألماني على الدول الإسكندنافية في إطار الحرب العالمية الثانية. 1950 - انضمام إندونيسيا للأمم المتحدة. 1960 - انضمام كلًا من مالي والسنغال للأمم المتحدة. 1961 - سوريا تعلن انفصالها عن الجمهورية العربية المتحدة إثر انقلاب عسكري قاده عبد الكريم النحلاوي. 1970 - محمد أنور السادات يتسلم رئاسة مصر بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وذلك كونه يتولى منصب نائب الرئيس. 1995 - توقيع «اتفاقية طابا» في واشنطن بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وذلك ضمن اتفاق إعلان المبادئ. 1999 - انتهاء غزو داغستان بنصر روسي. 2000 - بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد دخول وزير الدفاع الإسرائيلي أرئيل شارون لحرم المسجد الأقصى. 2010 - الحكم بالسجن 15 عاما على رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى لتورطه في التحريض على مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي عام 2008 بعد أن حكم عليه بالإعدام. 2015 - ظاهرة خسوف القمر الدامي تُشاهَد في أغلب أقطار أفريقيا وأوروبا وأمريكا وغرب آسيا. 2017 - المحكمة العسكريَّة اللُبنانيَّة تُصدر حُكمًا بالإعدام على الشيخ أحمد الأسير الحسيني، بعد إدانته بِقضيَّة المُواجهة العسكريَّة مع الجيش اللُبناني، وبسجن المطرب السابق فضل شاكر لمدة 15 سنة. 2020 - عدد الوفيات المؤكدة بجائحة كورونا يتخطّى حاجز المليون حالة وفاة بعد إصابة 33 مليون شخص حول العالم، من بينهم 23 مليون حالة تماثلت للشفاء. مواليد 551 ق.م - كونفوشيوس، فيلسوف صيني. 1136 - أبو زكريا التكريتي، فقيه شافعي وقاضي ولغوي وشاعر عربي عراقي. 1571 - كارافاجيو، رسام إيطالي. 1841 - جورج كليمانصو، رئيس وزراء فرنسي. 1852 - هنري مواسان، صيدلي فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1906. 1867 - هيرانوما كيتشيرو، رئيس وزراء ياباني. 1898 - كارل كلاوبيرغ، طبيب نازي اتسم ببشاعة تجاربه في معسكرات الاعتقال النازية. 1934 - بريجيت باردو، ممثلة فرنسية. 1935 - صالح الفوزان، رجل دين سعودي. 1936 - نبيل المالح، مخرج ومنتج سينمائي سوري. 1938 - بن إي كينغ، مغني أمريكي. 1945 - فوساكو شيغينوبو زعيمة الجيش الأحمر الياباني. 1947 - شيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء بنغلاديش. 1955 - شادية عبد الحميد، ممثلة مصرية. 1963 - علاء ولي الدين، ممثل مصري. 1964 - خالد يوسف، مخرج مصري. 1965 - عبد الله العامر، ممثل ومنتج ومؤلف سعودي. 1968 - نعومي واتس، ممثلة إنجليزية. 1970 - سعيد شيبة، لاعب كرة قدم مغربي. 1975 - محمد شلية الجهني، لاعب كرة قدم سعودي. 1976 - حبيبة، ممثلة مصرية. علي عبد الرضا، لاعب كرة قدم كويتي. 1978 - اوزغو نامال، ممثلة تركية. 1982 - نواف المطيري، لاعب كرة قدم كويتي. رانبير كابور، ممثل هندي. أليكساندر أنيوكوف، لاعب كرة قدم روسي. 1983 - عبد الله بهمن، ممثل كويتي. هادي الشيباني، مذيع سعودي. 1986 - أندريس غواردادو، لاعب كرة قدم مكسيكي. 1987 - هيلاري داف، ممثلة ومغنية أمريكية. 1988 - مارين سيليتش، لاعب كرة مضرب كرواتي. 1989 - مارك راندال، لاعب كرة قدم إنجليزي. وفيات 1895 - لوي باستير، عالم أحياء دقيقة وكيمياء وفيزياء فرنسي. 1921 ـ أوسكار بانيتسا، أديب وكاتب ساخر وناشر ألماني. 1927 - فيلم أينتهوفن، طبيب هولندي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1924. 1970 - جمال عبد الناصر، رئيس مصر. 1978 - البابا يوحنا بولس الأول، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1989 - فرديناند ماركوس، رئيس الفلبين. 2012 - أحمد رمزي، ممثل مصري. 2015 - حسن فتح الباب، شاعر وناقد أدبي مصري. 2016 - شمعون بيريز، رئيس إسرائيل الأسبق. 2019 - عبد العزيز الفغم، قائد عسكري سعودي. 2021 - الأميرة مليكة بنت محمد الخامس، أميرة علوية من الأسرة المالكة في المغرب. 2022 - أحمد الشيبة، عازف عود يمني. أعياد ومناسبات اليوم العالمي لداء الكلب. يوم المعلم في تايوان والفلبين. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية سبتمبر
2835
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3
الدولة الأموية في الأندلس
ٱلدَّوْلَةُ ٱلأُمَوِيّة في ٱلأنْدَلُسِ إمارة إسلامية أسسها عبد الرحمن بن معاوية الأموي عام 138هـ/ 756م في الأندلس وأجزاءٍ من شمال أفريقيا، وكانت عاصمتها قرطبة، وقد تحولت إلى خلافة بإعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسَه، في ذي الحجة 316هـ/ يناير 929م خليفةَ قرطبةَ، بدلًا من لقبه السابق أمير قرطبة، وهو اللقب الذي حمله الأمراء الأمويون منذ أن استقلَّ عبد الرحمن الداخل بالأندلس. تأسست هذه الدولة نتيجة سقوط الدولة الأموية في المشرق على يد بني العبَّاس، الذين أخذوا، بعدَ قيام دولتهم، بمُلاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فرَّ الكثير منهم بعيدًا، محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء عبد الرحمن الداخل، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها. وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة؛ فأسسوا دولتهم الجديدة في الأندلس، وظلُّوا يحكمونَها زهاء ثلاثة قرون. عُرف عبدُ الرحمٰن بن مُعاوية باسم «عبدُ الرحمٰن الدَّاخل»، كونه «دخل» (أي هاجر) إلى الأندلُس، ومُنذُ أن تسلَّم الحُكم حتَّى دخل المُسلمون في الأندلُس في عهدٍ جديدٍ قائمٍ على أُسسٍ سياسيَّة بعيدةٍ عن العُنصُريَّة والقَبليَّة، من واقع تحجيم نُفوذ زُعماء القبائل، وإحلال سُلطة الدولة، مُمَثَّلَةً في الأمير، محل سُلطة القبائل، وبدأت الأندلُس تسير في طريق اكتساب الحضارة. أضحى الأندلُس بلدًا إسلاميًّا مُستقلًّا عن الخِلافة العبَّاسيَّة في المشرق، بعد أن كان خاضعًا لِمركز الخِلافة في العهد الأُموي، ولم تُحاول الدَّولة العبَّاسيَّة جِدِّيًّا ضمَّه إلى حظيرتها. ويبدو أنَّ انفصاله النهائي عنها لم يُشكِّل خطرًا حقيقيًّا مُباشرًا على كيانها، بالإضافة إلى أنَّهُ استمرَّ في حمل الرسالة الإسلاميَّةِ، ولا يدعو ذلك بالضرورة للمُواجهة المُباشرة، غير أنَّهُ جرت مُحاولات عابرة، قام بها العبَّاسيُّون لضمِّه إلى حظيرة الخِلافة، لكنَّها لم تُحقق شيئًا. تميزت الدولة الأموية في الأندلس بنشاط تِجاري وثقافي وعِمراني ملحوظ، حتى أصبحت قرطبة أكثرَ مدن العالم اتساعًا بحلول عام 323هـ/935م، كما شهدت تشييد الكثير من روائع العِمارة الإسلامية في الأندلس، ومنها الجامع الكبير في قرطبة. كما شهدت فترة حكم الأمويين نهضة في التعليم العام، جعلت عامة الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه عِلْيَةُ القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك. وبسبب الاستمرار في الاتجاه الذي أرساه عبد الرحمن الداخل، خطت الدولة الأموية في الأندلس خطوات واسعة في التقدم والرقي والازدهار الحضاري، ونافست قرطبة بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة والقُسطنطينيَّة عاصمة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة. وقد أسهم العُلماء الأندلُسيُّون على اختلاف خلفيَّاتهم العرقيَّة والدينيَّة في تقدُّم مُختلف أنواع العُلوم، في العالمين الإسلامي والمسيحي، ومن هؤلاء على سبيل المِثال: جابر بن أفلح في علم المُثلثات، وإبراهيم بن يحيى الزرقالي في علم الفلك، وأبو القاسم الزهراوي في الجراحة، وابن زُهر في الصيدلة، وغيرهم. تحوَّلت الدولة الأموية في الأندلس من نظام الإمارة إلى نظام الخلافة على يد عبدِ الرحمٰنِ النَّاصرِ لدينِ اللهِ كما أُسلف، فخرج بِعمله هذا عن الأصل النظري للمذهب السُنِّي للخِلافة، القائل بأنَّ الخِلافة كمُؤسسة دينيَّة ودُنيويَّة لا يُمكن أن تتجزَّأ، حسب المفاهيم السَّائدة في ذلك الوقت، إلَّا أنه وضع هذا العمل في موضع الاجتهاد، فأجاز الفُقهاء والعُلماء السُّنَّة بِتعدُّد الخِلافة في حال وُجود مصلحة عامَّة للمُسلمين، واعترفوا بِشرعيَّة وُجود إمامين يتولَّيان حُكم المُسلمين في وقتٍ واحد، شرط أن تكون المسافة بينهما كبيرة حتَّى لا يحصل التصادم بينهما. ومن الأسباب الواقعيَّة التي دفعت عبد الرحمٰن النَّاصر إلى إعلان الخِلافة، ضَعفُ الدولة العبَّاسيَّة، وانحدار سُمعتها إلى الحضيض، بالإضافة إلى إعلان الإمام عُبيد الله المهدي الفاطمي قيام خِلافة الفاطميين في إفريقية، ورُبما كانت هذه الحادثة أكثر إلحاحًا من تراجُع نُفوذ الخِلافة العبَّاسيَّة في المشرق، للإقدام على هذه الخُطوة من جانب عبد الرحمٰن النَّاصر، لاسيَّما أنَّ الفاطميين كانوا قد أعلنوا الخِلافة على أساسٍ شيعيٍّ إسماعيليٍّ، وهو ما مثَّل تهديدًا عسكريًّا ودينيًّا للأُمويين بصفةٍ خاصَّة، وللأندلُس بصفةٍ عامَّة. وقد استمرت الدولة الأموية في الأندلس رسميًّا حتى عام 422هـ/ 1031م؛ حيث سقطت الخلافة، وتفككت إلى عدد من الممالك، بعد حرب أهلية بين الأمراء الأمويين، الذين تنازعوا الخلافة فيما بينهم، مما أدى بعد سنوات من الاقتتال، إلى تفكك الخلافة إلى عدد من الممالك المستقلة. التاريخ تأسيس الدولة نجح المسلمون في مدِّ دولتهم إلى الأندلس، عندما عبر طارق بن زياد، أحد قادة موسى بن نصير والي الأمويين على أفريقية عام 92هـ، بجيش قوامه سبعة آلاف مقاتل، واستطاع هذا الجيش، بعد أن زاده موسى بن نصير خمسة آلاف مقاتل، أن يهزم ملك القوط الغربيين رودريك في معركة وادي لكة، والسيطرة في غضون عامين على معظم شبه الجزيرة الأيبيرية، ثم تحولت جيوش المسلمين شرقًا، وتوغلت في بلاد الغال حتى وصلت إلى حدود مدينة ليون الحالية. استمرت محاولات المسلمين في التوسع في بلاد الغال في عهد الولاة السمح بن مالك الخولاني، وعنبسة بن سحيم الكلبي، وعبد الرحمن الغافقي، وقد حققت تلك المحاولات بعض النجاحات، ثم توقفت التوسعات بعد هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء. وقد ظلت الأندلس منذ الفتح مجرد ولاية تابعة لولاية أفريقية، إحدى ولايات الدولة الأموية في دمشق، حتى سقطت الدولة الأموية على أيدي العباسيين عام 132هـ، وقد حرَص العباسيون على ملاحقة الأمويين، وتقتيلهم في كافة أرجاء دولتهم، مما جعل الأشخاص الباقين من بني أمية يتخفون، أو يفرون من العباسيين. وكان من بين الفارين أمير أموي يدعى عبدَ الرحمن بنَ معاويةَ بن هشام، الذي فر إلى أفريقية؛ حيث أخوالُه من بربر نفزة. كان الأندلس في تلك الفترة تسوده حالة من عدم الاستقرار، فترة شهدت تعاقب الولاة، وصراعات بين العرب المضرية والعرب اليمانية من جهة، وبين العرب والبربر من جهة أخرى. لقد استغل عبد الرحمن بن معاوية الأحداث الداخلية في الأندلس؛ فبدأ بمراسلة أتباع وموالي الأمويين في الأندلس عن طريق مولاه بدر، وقد نجحت المراسلات بين عبد الرحمن بن معاوية وموالي الأمويين في الأندلس في التمهيد لدخول عبد الرحمن الأندلسَ، كما نجحوا في استمالة بربر الأندلس واليمانيين إلى جانب عبد الرحمن بن معاوية، الذي عبر إلى ثغر المنكب في ربيع الآخر 138هـ، وبعد شهور تمكن جيش عبد الرحمن من هزيمة آخِرِ ولاة الأندلس يوسف بن عبد الرحمن الفهري في موقعة المصارة في ذي الحجة 138هـ، ليدخل بذلك عبد الرحمن بن معاوية قرطبة، لتتأسس بذلك إمارته المستقلة في الأندلس. قضى عبد الرحمن الداخل سنوات حكمه في تثبيت أركان دولته، والقضاء على الثورات الداخلية التي اندلعت في كافة أرجاء الأندلس، كما عمل عبد الرحمن الداخل على تأسيس جيش قوي، والاهتمام بالتعمير والتعليم والقضاء، ليترك الأندلس لخلفائه من بعده ولاية مستقرة. وبعد وفاة عبد الرحمن الداخل، نجح ابنه هشام الرضا، وحفيده الحكم الربضي في الحفاظ على وحدة أراضي الدولة، كما نجحا في التصدي لمحاولات الممالك المسيحية في الشمال للتوسع جنوبًا، ورغم ذلك النجاح الخارجي على الصعيد العسكري، كادت الدولة تسقط على إثر ثورة بعض أهل قرطبة على الحكم بن هشام، إلا أنه نجح في القضاء على تلك الثورة الداخلية. وقد نتج عن حالة الاستقرار السياسي، أن ازدهرت حركات الآداب والعلوم والعمارة والفن في الأندلس، في عهد عبد الرحمن بن الحكم، لتبلغ الأندلس في عهده مرحلة متقدمة من المدنية، وأصبحت مركزًا حضاريًا كبيرًا في غرب العالم الإسلامي، كما تطورت الدولة أيضًا عسكريًّا؛ فنجحت في التصدي لمحاولات النورمان لغزو موانئ الأندلس بحرًا عام 230هـ. كبوة الدولة تلى تلك المرحلة مرحلة من الاضطراب في عهد محمد بن عبد الرحمن وولديه المنذر وعبد الله، نتج عن ذلك تعرض الإمارة لعدد من الثورات الداخلية من المولدين والمستعربين والبربر وبعض القبائل العربية، والتي نجحت في تأسيس إماراتهم شبه المستقلة، التي كانت لا تخضع لسلطة الدولة إلا بالاسم، وهم: بنو قسي، وبنو تجيب، ومحمد بن عبد الملك الطويل، وعبد الرحمن بن مروان الجليقي في الشمال، وأخطرهم عمر بن حفصون، الذي تمرد على الدولة في الجنوب. إضافة إلى الهجمات الخارجية من النورمان والممالك المسيحية في الشمال، في محاولة استعادة الأراضي التي دخلت تحت الحكم الإسلامي. وفي ظل حالة التمرد الداخلية، والهجمات الخارجية ضعفت سلطة الدولة على أراضيها، حتى انحسرت سلطة الأمير عبد الله بن محمد فقط على قرطبة وأحوازها. عصر القوة مع تولى الأمير عبد الرحمن بن محمد الحكم عام 300هـ، استعادت البلاد وحدتها السياسية وقوتها العسكرية وهيبتها، بعد أن خاض حروبًا طويلة استطاع من خلالها استعادة السيطرة على البلاد تحت السلطة المركزية في قرطبة، بل وامتدت سلطة الأمويين إلى أجزاءٍ من شمال المغرب الأقصى، الذي تسابق أمراؤه في الدخول في ولاء الأمويين. وأمام خطر نشأة الدولة الفاطمية في شمال أفريقية، أعلن عبد الرحمن بن محمد في عام 316هـ/ 929م نفسه خليفة على الأندلس، وتلقب بالناصر لدين الله، ليقوي مركزه الديني في مواجهة الدولة الفاطمية في شمال أفريقية. ولمواجهة هذا الخطر حصّن الناصر الموانئ الجنوبية للأندلس، وضم موانئ المغرب المواجهة للأندلس في مليلة وسبتة وطنجة، إضافة إلى دعم البربر المعادين للفاطميين في المغرب ماديًا وعسكريًا، وفي الوقت نفسه، استطاع عبد الرحمن الناصر لدين الله التصدي لأطماع الممالك المسيحية في الشمال. عرفت البلاد أوجها الثقافي في عهد ابنه الحكم الذي واصل سياسات أبيه، وكان عهده عهد ثقافة وعمران. إلا أن الحكم المستنصر بالله أخطأ حين اختار ابنه الوحيد الطفل هشام المؤيد بالله لولاية عهده؛ حيث استغل بعض رجال الدولة كالحاجب جعفر بن عثمان المصحفي، وصاحب الشرطة محمد بن أبي عامر، صغر سنه وعدم قدرته على الحكم في سنه الصغيرة، ففرضوا على الخلافة وصاية أم الخليفة صبح البشكنجية، واستأثروا هم بكل السلطات، ثم انفرد محمد بن أبي عامر بكل السلطات، بعد أن تخلص من كل شركائه في الحكم؛ الواحد تلو الآخر، وحجر على الخليفة الطفل، لتبقى بذلك السلطة الاسمية فقط للخليفة، وليكون الحكم الفعلي لابن أبي عامر، الذي تلقب بعد ذلك بالحاجب المنصور. استطاع الحاجب المنصور أن يؤسس دولة داخل الدولة، حتى إن بعض المؤرخين سماها الدولة العامرية، وقد تميزت تلك الفترة بوجود تطور اجتماعي جديد؛ حيث سيطر البربر على المناصب القيادية في الجيش، وكثر عددُهم، واختفت القيادة العربية من الجيوش، وقد استمرت سيطرة العامريين على الحكم طوال عهد الخليفة هشام المؤيد بالله؛ حيث خلف الحاجب المظفر أباه المنصور عام 392هـ في كافة سلطاته ومناصبه، ثم خلفه أخوه شنجول بعد وفاته عام 399هـ، وقد تولى شنجول ولاية العهد ولم يمض شهر على توليه الحجابة؛ حيث أُجبِر الخليفة على ذلك. نهاية الدولة أثارت سيطرة العامريين على الحكم حنق الأمويين في الأندلس؛ حيث رأوا في ذلك اغتصابا لحقهم في حكم الأندلس، وعلى إثر ذلك استطاع أحد أمرائهم، ويدعَى محمدَ بنَ هشامٍ أن يدير انقلابًا في جمادى الأولى، 399هـ، على حكم المؤيد وشنجول، ويطيح بهما من سُدَّة الحكم، ويعلن نفسه الخليفة الجديد. وقد حرَص المهدي بالله على التنكيل بالعامريين والبربر الذين كانوا عماد جيش الحاجب المنصور، مما دعا الفتيان العامريين إلى الفرار إلى شرق الأندلس، وتأسيس إمارة في تلك الأرجاء، بينما التف البربر حول أمير أموي آخر، يُدعَى سليمانَ بنَ الحكمِ، الذي ثار على المهدي بالله، ونجح في اقتلاعه من منصبه، وإعلان نفسه خليفة في ربيع الأول، 400هـ، لتدخل الأندلس فترة من القلاقل، تصارع فيها الأمويون والبربر والحموديون على حكم الأندلس. وقد استمر الصراع حتى عام 422هـ؛ حيث سقطت الدولة الأموية في الأندلس نهائيًا، وتفتَّتَتْ إلى دويلات صغيرة، عُرفت تاريخيًا بدول الطوائف. نظام الحكم كان الأمير أو الخليفة يأتي على رأس النظام الحاكم في عهد الدولة الأموية في الأندلس، والذي كان يتولى الحكم وفق نظام حكم وراثي يتولى فيه ولي العهد الحكم بوصية من الأمير أو الخليفة الراحل، ولم تكن البيعة مشترطة على أن تكون للابن الأكبر؛ حيث كان الأمراء يوصون بمن يرون أنه الأصلح من أبنائهم للحكم، كتولية عبد الرحمن الداخل لابنه هشام متجاوزًا ابنَه الأكبر سليمان، وتقديم الحكم الربضي لابنه عبد الرحمن على ابنه الأكبر هشام، بل كانوا أحيانًا يتجاوزونها للتوصية بولاية الحفيد؛ كما فعل الأمير عبد الله بن محمد بالتوصية لولاية حفيده عبد الرحمن بن محمد. وكانت البيعة تتم في القصر؛ حيث يجلس الحاكم على سرير الملك، ويدخل عليه الأمراء من بني أمية، ويستمعون لكتاب البيعة، ثم يتقدمون ببيعتهم للحاكم الجديد، ويلي بيعة أمراء بني أمية، بيعة الوزراء وأصحاب المناصب من كبار رجال الدولة، وتسمى المراسم السابقة بالبيعة الخاصة، ثم ينيب الحاكم من يأخد البيعة العامة من سائر الناس، ويرسل بكتاب البيعة للكور والثغور. كانت سلطة الأمير أو الخليفة مطلقة؛ يولّي ويعزل دون أن يعارضه أحد، ويأتي من بعد الأمير أو الخليفة في هرم السلطة «الحاجب»، وهو شخص يعادل منصبه منصب رئيس الوزراء اليوم، ويُفرَش له فراشٌ أعلى من فُرُش الوزراء، وأدنى من سرير الأمير أو الخليفة في قاعة الحكم. إضافة إلى عدد من الوزراء، يتولون عددًا من المناصب الوزارية؛ كمنصب كبير الخاص، وأصحاب خطط الخيل والكتابة العليا، والمظالم والشؤون المالية، والشرطة العليا والشرطة الصغرى، وخطة القضاء والمواريث والحسبة. أما إداريًا، فقد كانت الأندلس مقسمة إلى مجموعة من الكور التي تتبعها مدن لكل منها أحوازها، ويتولى إدارة تلك الكور عمال يعينهم الأمير أو الخليفة، ويتبع هؤلاء عمال المدن الذين تقع على عواتقهم مسؤولية إدارة المدن وأحوازها. العلاقات الخارجية منذ نشأة الدولة الأموية في الأندلس وهي في حالة صراع متواصل مع جيرانها من الممالك المسيحية في الشمال والشرق من أجل فرض السيطرة أحيانًا، وأحيانًا أخرى من أجل البقاء؛ ففي سنوات الدولة الأموية في الأندلس الأولى، تعرض الثغر الأعلى للغزو من قبل شارلمان عام 161هـ/ 778م، إلا أن أهل سرقسطة استطاعوا إفشال هجومه، ثم ما لبث أن تعرض جيش شارلمان لهزيمة ساحقة أثناء انسحابه إلى فرنسا عبر ممر رونسفال. ولم يكن ذلك هو التهديد الوحيد الذي تعرضت له الأندلس في تلك الفترة؛ فمنذ عهد هشام الرضا تعرضت حدود الأندلس الشمالية لتحرشات من قبل مملكتي أستورياس ونافارا الوليدتين، وإضافة إلى تلك الهجمات البرية، تعرضت الأندلس للغزو البحري عام 230هـ من قبل النورمان الذين احتلوا لشبونة وقادس وشذونة وإشبيلية، إلى أن هزمهم جيش أرسله عبد الرحمن الأوسط، بقيادة عيسى بن شهيد ونصر الخصي، فأجلوهم عن الأندلس بعد 42 يومًا من نزولهم الأندلس. ومع دخول الأندلس عصر القوة، منذ عهد عبد الرحمن الناصر، وحتى عهد سيطرة الحاجب المظفر على الدولة، أصبحت اليد العليا عسكريًا في شبه الجزيرة الأيبيرية للأمويين الذين نجحوا، في عهد سيطرة الحاجب المنصور، في إعادة حدود الدولة الأموية إلى ما وراء نهر دويرة، وهي الأراضي التي كان الأمويون قد فقدوها في فترة كبوة الدولة، التي انشغل فيها الأمراء بمواجهة الثورات الداخلية. ورغم ذلك سرعان ما انهارت تلك السيطرة، بعد أن دخلت الأندلس فترة الفتنة التي استغلتها الممالك المسيحية في الشمال للتوسع على حساب الأمويين، بل وسلَّم بعضهم بعض الحصون والأراضي طواعية للأمراء المسيحيين ثمنًا لمشاركتهم إلى جانبهم في تلك المرحلة من الاقتتال الداخلي. أجبرت تلك الحالة من التهديد الدائم لحدود الدولة الأمويين على الاهتمام بالناحية العسكرية؛ فقد حرص الأمراء منذ عهد عبد الرحمن الداخل على التخلص من غلبة النظام القبلي على تركيبة الجيش الأندلسي، فحرَصوا على اقتناء العبيد الصقالبة والاستكثار منهم؛ فقد ذكر المقري أن حرس الأمير الحكم الربضي الخاص بلغ خمسة آلاف صقلبي، وقد شكل هؤلاء الجند الصقالبة نواة الجيش الأموي النظامي، إلا أن هؤلاء الصقالبة مع مرور الزمن أصبح لهم قوتهم داخل البلاط، وأصبحوا يتدخلون في شؤون الدولة، مما دعا الحاجب المنصور، حين أصبحت السلطة بيده أن يقصيهم تدريجيًا من المناصب، مع استبدالهم بعناصر من البربر، ويضيفهم إلى ديوان الجند النظاميين، هذا بالإضافة إلى المرتزقة والعبيد السود. وقد استدعت تلك الحالة أيضًا الاهتمام بالتسليح؛ فأنشؤوا قواعد بناء السفن في طركونة وطرطوشة وقرطاجنة وإشبيلية، واهتموا ببناء الحصون والأسوار، كما نشطت الصناعات الحربية التي تُمدّ جيشه بالأسلحة، حتى ذاع صيت بعض المدن كطليطلة، كمراكزَ لصناعة الأسلحة. شهدت فترات القوة في عهد الدولة الأموية في الأندلس حركة رواج دبلوماسي بين الأندلس وبعض جيرانها، بل وعدد من القوى العظمى في تلك الفترة التي حرصت على خطب ود حكام الأندلس في تلك الفترة؛ فبعد أن فشل شارلمان في غزوه لشرق الأندلس، انعقدت معاهدة سلام وصداقة بين عبد الرحمن الداخل وشارلمان، وفي عام 225هـ؛ استقبل بلاط الأمير عبد الرحمن الأوسط سفارة أرسلها الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس محملة بالهدايا، والتي ردها حين بعث سفيره يحيى الغزال بالهدايا إلى القسطنطينية للإمبراطور. بالإضافة إلى سفارة أخرى استقبلها عبد الرحمن الأوسط من قبل هوريك الأول ملك النورمان لطلب الصلح بعد غزو النورمان لغرب الأندلس، والتي ردها عبد الرحمن أيضًا ببعثه سفيرَه يحيى الغزال إلى بلاط هوريك. كما استقبل عبد الرحمن الناصر لدين الله في عهده سفارات قسطنطين السابع قيصر القسطنطينية، وبطرس الأول إمبراطور بلغاريا، ولويس الرابع ملك فرنسا، والبابا يوحنا الثاني عشر بابا الفاتيكان، وأوتو الأول إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والتي بادلها الناصر بسفرائه، كما استقبل الحكم المستنصر بالله سفارات صداقة من يوحنا زيمسكي قيصر بيزنطة، وأوتو الثاني إمبراطور الألمان. ولم يقتصر استقبال بلاط الأمويين على سفارات المودة فقط؛ فقد سار بعض ملوك الجوار كتودا النافارية وابنها غارسيا سانشيز الأول ملك نافارا، وحفيدها سانشو الأول ملك ليون، وإلبيرا راميريز عمة الملك راميرو الثالث ملك ليون، وبرمودو الثاني ملك ليون، وسانشو الثاني ملك نافارا، إلى قرطبة بأنفسهم؛ إما لطلب الصلح، وإما لطلب معاونة الأمويين لهم في التغلب على منافسيهم على العرش. المظاهر الاجتماعية الدين اتصف أهل الأندلس بالتدين والمحافظة على الشعائر الدينية إلا قليلا منهم، وقد انتشر بينهم في البداية مذهب الأوزاعي الذي كان منتشرًا بين أهل الشام، والذي دخل الأندلس وساد فيها منذ الفتح، إلى أن رحل جماعة من فقهاء الأندلس؛ منهم زياد بن عبد الرحمن اللخمي، وعيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى الليثي، وعبد الملك بن حبيب السلمي إلى المشرق، ثم عادوا من الشرق في عهد الأمير هشام بن عبد الرحمن بمذهب مالك، ونشروه حتى انتقلت الفتوى من مذهب الأوزاعي إلى مذهب مالك في عهد الأمير الحكم بن هشام. وفي عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن، أدخل القاسم بن محمد بن سيّار المذهب الشافعي إلى الأندلس، والذي بذل تلاميذه، وأبرزهم بَقِيّ بن مَخْلَد جهدًا لنشره، إلا أنه لم يلق قبولًا في الأندلس. إلا أن مذهبًا آخر وجد سبيله إلى الأندلس أيضًا في عهد محمد بن عبد الرحمن، على يد عبد الله بن قاسم القيسي، ولقي استحسان الكثير من الأندلسيين، ألا وهو المذهب الظاهري الذي اشتهر من أئمته في الأندلس المنذر بن سعيد البلوطي وابن حزم. ومن الفرق الإسلامية الأخرى، كانت هناك محاولات في عهد عبد الرحمن الناصر لنشر المذهب الشيعي، إلا أن الأمويين قاوموا تلك المحاولات خوفًا من تغلغل نفوذ أعدائهم الفاطميين شيعيي المذهب إلى الأندلس، لذا فقد باءت تلك المحاولات بالفشل. كما كانت هناك أيضًا محاولات لنشر مذهب المعتزلة على يد عدد من أتباعه، وأبرزهم ابن مسرة، إلا أنه أيضًا لم يلق قبولًا، لميل أهل الأندلس في تلك الفترة للمذاهب التي تعتمد على النصوص كالمالكية، لا القياس العقلي كالمعتزلة، لذا، ولنفس السبب، اهتم الأندلسيون بعلم الحديث، وبرز منهم عدد من المحدّثين الذين كانت لهم رحلاتهم إلى المشرق لطلب علم الحديث ونشره في الأندلس؛ كمحمد بن وضاح، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن. ولم يهمل الأندلسيون في تلك الفترة القرآن وعلومه؛ فنبغ منهم في علم القراءات أبو العباس الأقليشي، وأبو عمرو الداني. وفي التفسير برع منهم بَقِيّ بن مَخْلَد الذي كان له تفسيرٌ للقرآن، قال عنه ابن حزم: . أما عن المسيحيين واليهود، فبمعاملة خاصة مكنتهم من حرية الدين والمعتقد، حتى إن قضاياهم كان لهم حق الفصل بها بموافقة من السلطة الإسلامية العليا؛ فكان يسمح بتطبيق شرائعهم على يد قضاتهم الذين كانوا يُعرَفون بقضاة النصارى أو قضاة العجم، وتحت مسؤولية رئيس طائفتهم، الذي كان يحمل لقب «القومس». أما الخلافات التي كانت تقع بينهم وبين المسلمين، فكانت تعرض على القضاء الإسلامي، فكثرت لذلك كنائسهم في كل الأندلس، ما بين القرنين الثامن والثاني عشر، سواء أكان ذلك في المدن الكبرى أم كان في المدن الصغرى. ومن أشهر كنائسهم أيام الخلافة: الكنيسة العظمى بقرطبة، ومن أشهر الأديرة الواقعة في أطراف المدينة: دير أرملاط. ولم تهدم الكنائس في الأندلس، إلا في حالات خاصة؛ كأن تكون الكنيسة معقلًا للثورة على السلطة، فقد هدمت بعض الكنائس خلال ثورة ابن حفصون. كما كانت الأناجيل أيضًا شائعة؛ يطالعها المسيحي وغير المسيحي، وقد أفاد منها ابن حزم في كتابه «الفصل في الملل والأهواء والنحل»؛ حيث ذكر أنه كان يصاحب رجال الكنيسة ويجادلهم. كما ظلت سلطة اليهود، ومقاليد أمورهم الدينية الخاصة بهم بين أيديهم؛ فقد جرت العادة على تعيين السلطة لمن يتولى رئاستهم والذي كان يعرف بـ «الناجد» أو «الحاخام»، كما كان يتولى قضاءهم بينهم شيخ اليهود؛ فيما يخص أمورهم الخاصة وتشريعهم، ويكون هذا الشيخ نفسه هو الواسطة بينهم وبين السلطة المدنية. وقد تمتع اليهود، في ظل هذه الحرية، بالسماح لهم ببناء دور عبادتهم في أحيائهم الخاصة، وكذلك بين السكان المسلمين. وقد أتاحت تلك الحرية الفكرية لأبناء الأندلس من غير المسلمين الفرصة في التعمق في دراساتهم الدينية؛ فأسس حسداي بن شبروط، الطبيب الخاص بالخليفة عبد الرحمن الناصر، مدرسة للدراسات التلمودية في قرطبة، كما وضع ابن حيوج الأسس الأولى لعلم النحو العبري. عناصر المجتمع كان المجتمع الأندلسي خليطًا من أجناس مختلفة، امتزجت في بوتقة المجتمع الأندلسي، لتتكون منها الشخصية الأندلسية المستقلة. وقد كانت عناصر المجتمع الأندلسي كالتالي: العرب: دخل العرب إلى الأندلس في موجات متعاقبة، إلا أن أبرزها كان ما يسمى بطالعة موسى، وهم الجند الغازون الذين دخلوا الأندلس بصحبة موسى بن نصير عام 93هـ، والذين كانوا من العرب القيسية واليمانية، والذين انتشروا في الأندلس؛ فسكنت القيسية في نواحي الجنوب، وتوزعت اليمانية بين المناطق الشمالية والشمالية الغربية. كان أبرز الهجرات العربية التالية طالعة بلج بن بشر القشيري، وهم الجند الذين بعثهم الخليفة هشام بن عبد الملك إلى المغرب للقضاء على ثورة البربر هناك، ثم استعان بهم عبد الملك بن قطن الفهري والي الأندلس عام 122هـ للقضاء على ثورة البربر في شمال الأندلس، واستقروا بها، وقد كان معظمهم من القيسيين، ودخلوا بعد فترة وجيزة في صراع مع عبد الملك بن قطن واليمانية، وخلعوه وسيطروا على قرطبة، إلى أن وزعهم أبو الخطار الكلبي على كور الأندلس؛ فأسكنهم جيان وباجة وأكشونبة وبعض نواحي تدمير وشذونة والجزيرة وإشبيلية ولبلة ورية وإلبيرة. وقد غلبت النزعة القبلية على عرب الأندلس، فشكلوا النواة الارستقراطية والبرجوازية بالمدن؛ فتقلدوا مراتب الوزارة والكتابة والقضاء والشرطة والحسبة وبيت المال وضرب السكة. أما عامتهم فقد احترفوا الزراعة ونسج الحرير والغزل والنسيج والتجارة فيهما، وبيع العطر والشمع والفاكهة والخضر والخبز. البربر: كان البربر يمثلون معظم الجيش الفاتح للأندلس مع طارق بن زياد، ونظرًا لقرب مساكنهم من الأندلس، توالت هجراتهم إليها، وذلك بعد أن علموا بنجاح الفتح، وخاصة من قبائل زناتة. وبعد أن انتهج العامريون سياسة تقريب البربر، والاعتماد عليهم كعماد للجيش بدلًا من العرب والصقالبة، هاجرت جموع كبيرة من البربر إلى الأندلس، خاصة من بطون صنهاجة، ولعبوا دورًا كبيرًا في فترة الفتنة. وقد اختار البربر النزول في المناطق الجبلية في الأندلس في الجنوب والوسط والغرب، لتقاربها مع طبيعة بلادهم. وقد امتهن من سكن المدن منهم الحرف اليدوية والصيد والسقاية والبناء، فيما امتهن سكان البوادي جلب البقر والسمن والزيت والعسل والصوف والدجاج والفواكه والفحم والخشب، وبيعها في المدن. الموالي والصقالبة: لعب الموالي دورًا كبيرًا في تأسيس الدولة الأموية في الأندلس، بما قدموه من دعم لعبد الرحمن الداخل عند دخوله الأندلس، وقد أصبح تأثير الموالي مؤثرًا منذ أن دخل ألفا مولى من أصل عشرة آلاف رجل إلى الأندلس في طالعة بلج، وقد اعتمد عليهم الأمويون في بداية دولتهم في الأندلس، وظلت أسر منهم تستأثر بالمناصب لدى الأمراء والخلفاء؛ كبني جهور، وبني أبي عبدة. أما الصقالبة فهم الخدم، والمماليك الذين جلبهم النخاسون الجرمان واليهود من أسرى حروب الجرمان مع الصقالبة، وباعوهم في الأندلس. وقد كثر عدد الصقالبة أيام الخلافة؛ حيث كانوا يستخدمون كخدم وجنود، وصار لهم تأثير كبير، خصوصًا أنهم كانوا في خدمة أصحاب القرار، وقادة الجيوش، وكانت لهم مؤامراتهم داخل القصور؛ كمحاولة فائق وجؤذر كبيري صقالبة قصر الخلافة بعد وفاة الحكم المستنصر بالله لتنحية وليّ عهده هشام المؤيد بالله، وتولية أخيه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر لدين الله، التي نجح الحاجب جعفر المصحفي بمعاونة محمد بن أبي عامر في إفشالهم، واستخدموا أحيانًا في قمع الثوارت؛ كثورة أهل الربض في عهد الحكم الربضي. وإلى جانب الخدمة في القصور، اشتغل الموالي والصقالبة في الحياكة والنسيج، وسبك الحديد، وصنع آلات الحرب، والصباغة والنجارة، وتجارة النعال والجلاليب واللحم، وضرب الطبول، والقيام بالمساجد والأذان، ورصد الوقت، ودفن الموتى وحفر القبور، وحراسة الأسواق ليلًا، وحراسة الفنادق، وحمل السلع من بلد إلى بلد. المستعربون: هم المسيحيون الذين بقُوا على دينهم بعد فتح الأندلس، وعاشوا في كنف دولة المسلمين؛ كان المسلمون يسمونهم بعجم الأندلس، إلا أنه، ومنذ القرن الحادي عشر الميلادي، أطلق عليهم لقب "المستعربون"، وهو لقب استخدمه مسيحيو الممالك الشمالية، لتمييز هؤلاء المسيحيين الذين تأثروا بالمسلمين ثقافةً ولغةً وأسلوب حياة؛ فكانت لهم طقوسهم الدينية الخاصة، ورجال دين خاصون بهم، بل وكانوا يستخدمون لغة خاصة بهم؛ ظلت تستخدم كلغة منطوقة حتى القرن الرابع عشر. وخلال فترة الحكم الأموي، استخدمهم الأمويون في إدارة بعض شؤون البلاد الاقتصادية وتنظيم الدولة. أما عوامهم فقد امتهنوا الزراعة، وتربية الماشية، وقطع الأخشاب، وصناعة الفحم، وصيد الأسماك، وصناعة السفن وآلاتها. المولدون: هم سكان الأندلس الأصليون، الذين اعتنقوا الإسلام، وأبناء العرب والبربر من أمهات إسبانيات. لم يكن هناك فرق بين وضعهم العام ووضع العرب والبربر المسلمين في الأصل، بل وبرزت منهم بيوتات كانت لها مكانتها السياسية؛ كبني قسي، وبني الطويل في الثغر الأعلى، وكان منهم العلماء؛ كابن القوطية. إلا أن قطاعًا منهم كان له نزعاته العصبية ضد العرب، وكانوا يثورون على سلطة الدولة في فترات ضعفها؛ كابن حفصون، وابن مروان الجليقي. وقد امتهنت تلك الطائفة الزراعة والتجارة، واستخدمهم الأمويون في بعض المناصب الإدارية. اليهود: عاش اليهود في العديد من المدن كقرطبة وإشبيلية ولسيانة وغرناطة وطليطلة وقلعة حماد وسرقسطة وطركونة وطرطوشة. وامتهنوا الخياطة والصباغة والحجامة والدلالة في الأسواق، وصناعة الصابون، وتجارة الحلي والأصواف والكتان وآلات الطرب، وتجارة العبيد والحرير والتوابل. الأدب لم يقتصر اهتمام الأندلسيين على العلوم الدينية فقط؛ فقد اهتموا بالعديد من ألوان الأدب كالشعر والنثر وعلوم اللغة، والتاريخ وكتب السير والتراجم، وقد برزت أسماء كثيرة في تلك الفنون في عهد الدولة الأموية في الأندلس؛ ففي فن الكتابة الأدبية لمع ابن عبد ربه وكتابه «العقد الفريد»، الذي كان بمثابة موسوعة ثقافية تبين أحوال الحضارة الإسلامية في عصره، وقد تناول فيه السياسة وفنون الحرب، والنوادر وفضائل العرب، والخطب والحديث واللغة، والتاريخ والشعر وطبائع البشر، وألوان الملابس والطعام. وبرز أيضًا ابن شهيد؛ صاحب «رسالة التوابع والزوابع»، ذات الإطار الخيالي الخصب. وفي فن الخطابة ذي التأثير الديني والسياسي، برع المنذر بن سعيد البلوطي، الذي كان لخطبته التي ارتجلها أمام سفارة قيصر بيزنطة إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر عام 336هـ، أثرها في ظهوره على الساحة الأندلسية كفقيه وخطيب مفوّه. وفي علوم اللغة والنحو، بعد أن دخل جودي بن عثمان الموروري بكتب الكسائي، اهتم الأندلسيون بعلم النحو، كما كان لانتقال أبي علي القالي من العراق للأندلس دوره في ذيوع علوم اللغة وأشعار الشرق في الأندلس. وقد ألف الأندلسيون كتبًا في علوم اللغة، بل وخاضوا في مواضيع لم يسبقهم إليها أحد ككتاب «تصاريف الأفعال» لابن القوطية، وهو أول كتاب يتناول الأفعال الثلاثية والرباعية. أما الشعر فقد كان أثر الشرق واضحًا فيه؛ حيث تأثر شعر الأندلس بشعراء الشرق، فظهر أثر شعراء الزهد كأبي العتاهية على أشعار ابن أبي زمنين، وابن عبد ربه، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم، وشعراء الغزل والمديح والفخر والحماسة؛ كأبي نُوَاس، وأبي تمَّام، وابن الرومي، والمتنبي، وابن المعتز؛ فقد ظهر أثرهم جليًّا في شعر يحيى الغزال، وابن دراج القسطلي، وابن هانئ. وقد ظل الشعر الأندلسي بلا إبداع، محاكيًا شعرَ الشرق، وغير مصقول، فقيرًا من الناحية الذهنية التفكيرية، مكبلاً بقيود الجوانب الشكلية الجامدة. ولم تتفوق الأندلس على الشرق في ألوان الأدب إلا في فن المُوَشَّحات، الذي ابتكره مقدم بن معافى القبري، والذي أصبح بحلول القرن الرابع الهجري أشهر أشكال الأدب في الأندلس، كما أن هذا الفن يعتبر فنًّا أندلسيًّا خالصا، ويعد ابن عبد ربه، وعبادة بن ماء السماء، ويوسف بن هارون الرمادي، أشهرَ مُوَشِّحِي عصر الدولة الأموية في الأندلس. وقد كان للأندلسيين أيضًا إسهاماتهم التاريخية، التي اهتمت بالتأريخ للأندلس منذ الفتح، والتي تطورت من النقل التاريخي، الذي يفيض فيه اللون الأسطوري كتاريخ عيسى بن أحمد الرازي، وتاريخ عبد الملك بن حبيب السلمي، إلى أن انتقل إلى الإحكام والدقة؛ ككتابي «تاريخ افتتاح الأندلس» لابن القوطية، و«تقويم قرطبة» لعريب بن سعيد القرطبي. وقد اهتم الأندلسيون أيضًا بتدوين السير والتراجم، التي تناولت تصنيفاتٍ مختلفةً للتراجم؛ ككتاب «تاريخ علماء الأندلس» لابن الفرضي، وكتاب «قضاة قرطبة» لمحمد بن حارث الخشني. ولم يكن الأمراء والخلفاء بعيدين عن هذا الجو الأدبي؛ فإنَّ الأمير عبد الرحمن بن الحكم، الذي كان شغوفًا بجمع الكتب، قد اهتم بنقل الثقافة من المشرق إلى قرطبة؛ فأرسل شاعره ووزيره عباس بن ناصح الجزيري إلى المشرق، للبحث عن الكتب القيمة واستنساخها، وهي النواة التي تكونت منها بعد ذلك مكتبةُ قرطبة، وقد شاركه في هذه الهواية الخليفة عبد الرحمن الناصر، وابنه الحكم المستنصر بالله؛ فقد وصل عدد الكتب في مكتبته إلى 400,000 كتاب، بل واهتم الحكم أيضًا باستجلاب العلماء ورواة الحديث من الأقطار، وكان يحضر مجالسهم ويروي عنهم. ولم يقتصر دور أمويي الأندلس على رعاية الأدب؛ فقد أدلى أفراد منهم بدلائهم في هذا الفن، فكان منهم الشعراء؛ كيعقوب وبشر ابني الأمير عبد الرحمن بن الحكم، وأبي عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر المعروف بالطليق، الذي قال عنه ابن حزم: ، وكان منهم اللغويون؛ كالمنذر بن عبد الرحمن، وهو من نسل المنذر بن عبد الرحمن الداخل، الذي وصفه ابن حزم بأنه كان إمامًا في علم النحو، وعبد العزيز بن الحكم بن أحمد بن الأمير محمد بن عبد الرحمن، الذي كان عالمًا بالنحو وغريب اللغة. وكان منهم أيضا المؤرخون؛ كمعاوية بن هشام بن محمد، المعروف بابن الشبانسي، الذي كان له كتابان؛ أحدهما في نسب العلويين، والآخر في أخبار الدولة الأموية في الأندلس، وكذلك عبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله، الذي كان له كتاب «العليل والقتيل في أخبار ولد العباس». العمارة اهتم الأمويون بالعمارة في الأندلس؛ فبنوا القصبات والحصون، والأسوار والأبواب، وأسسوا المدن. كما اهتموا ببناء المساجد والقصور، والحمامات والقباب، والقناطر المائية التي زينوها بالزخارف والنقوش. وقد استفاد الأندلسيون مما حملوه معهم من فن العمارة الإسلامية من الشرق، ومزجوه مع ما وجدوه في الأندلس من عمارة رومانية وقوطية، فأنتجوا خليطًا متميزًا ميّز فن العمارة الأندلسي، وجعله فنًّا مستقلًّا، له خصائصه التي تميزه. ورغم مرور نحو ألف عام، منذ سقوط الدولة الأموية في الأندلس، مازال هناك العديد من الآثار الخالدة، التي تشهد على عظمة فن العمارة الأندلسي في عصر الدولة الأموية في الأندلس. ويعد الجامع الكبير في قرطبة دُرّة العمارة الدينية في عهد الدولة الأموية في الأندلس؛ فما زال خالدًا ليشهد على عظمة الفن الأندلسي في تلك الفترة. هذا الجامع أنشأه عبد الرحمن الداخل سنة 170هـ/ 786م محل كنيسة قوطية، وأراده عبد الرحمن الداخل أن يكون أعظم مساجد الأندلس وأفخمها؛ فأنفق الداخل 80 ألف دينار على بنائه، واشترى أرضًا من مسيحيي قرطبة بمئة ألف دينار ليضمها إلى الجامع، إلا أنه مات قبل أن يكتمل بناؤه؛ فقد اكتمل بناؤه في عهد ابنه هشام الرضا. وقد تمت توسعة الجامع عدة مرات؛ أولاها في عهد عبد الرحمن الأوسط، وقد تمت هذه التوسعة في عهد ابنه محمد بن عبد الرحمن. كما قام الأمير المنذر بن محمد بترميم ما وهَى من بنائه، وأضاف الحكم المستنصر بالله إليه زيادة، لما ضاق المسجد بأهل قرطبة في عهده، وكذلك فعل محمد بن أبي عامر، حتى بلغ عدد سواريه 1,417 سارية، وثُرَيَّاتُه 280 ثُريّة، وأبوابه 21 بابًا. وبلغ طوله 180م، وعرضه 135م، بارتفاع 12م. وقد استُوحِيَ بناء هذا الجامع من تصميم الجامع الأموي في دمشق، وكان يربطه بقصر الخلافة ممرُّ مسقوفٌ، لوصول الأمير إلى الجامع مباشرة بعيدًا عن أعين العامة. وقد أضيف الجامع إلى مواقع التراث العالمي عام 1984م. ومن آثار العمارة الدينية أيضًا؛ مسجد إشبيلية الذي بني في عهد عبد الرحمن بن الحكم، عام 214هـ/ 830م. وقد تعرض هذا المسجد لبعض الأضرار، نتيجة غزو النورمان لإشبيلية عام 230هـ/ 844م، كما تأثر بزلزال عام 472هـ/ 1079م، وبعد سقوط المدينة في يد الإسبان عام 1246م، تم تحويله إلى كنيسة، وفي عام 1671م تم هدمه وبناء كنيسة جديدة في مكانه، ولم يبق منه إلا أجزاءٌ من صحن المسجد ومئذنته، وباب المسجد الرئيسي، الذي يبلغ طوله 10 أمتار، وعرضه 5 أمتار، ويعرف الآن بباب الغفران . ومن الآثار المعمارية الباقية أيضًا مسجد باب المردوم بطليطلة، الذي بناه قاضي طليطلة أحمد بن حديدي عام 390هـ/ 999م، وقد تحول المسجد أيضًا إلى كنيسة «Cristo de la Luz»، وذلك بعد أن استولى ألفونسو السادس ملك قشتالة على المدينة عام 1085م. وكذلك أجزاءٌ من المسجد الجامع في مدينة الزهراء، الذي بناه عبد الرحمن الناصر لدين الله عام 329هـ/ 941م، والذي لاتزال أطلاله باقية إلى الآن. وكما اهتم الأمويون بالعمارة الدينية، اهتموا أيضًا بالعمارة المدنية؛ فقد اعتنوا ببناء القصور، كقصور الخلافة والرصافة والمؤنس في قرطبة، وشيّدوا المدن لتكون مراكز للحكم والإدارة؛ كالزهراء التي أسسها عبد الرحمن الناصر لدين الله عام 325هـ/ 936م، والزاهرة التي بناها محمد بن أبي عامر عام 368هـ/ 978م ومرسية التي بناها عبد الرحمن بن الحكم، لتكون قاعدة لكورة تدمير. وقد بلغت الزهراء، التي كانت مقرًّا لحكم الأمويين لأربعين عامًا في عهدي عبد الرحمن الناصر لدين الله وابنه الحكم المستنصر بالله، شأوًا عظيمًا؛ فضمت الزهراء قاعاتِ احتفالٍ ومساجدَ، ودورًا حكوميةً، وحدائق ودارًا لسك العملة، وورشًا للعمال، وثكناتٍ ومساكنَ للجند وحماماتٍ، كما تم إمدادها بالمياه عبر قنوات. وقد امتدت العمارة في مباني قرطبة والزهراء والزاهرة حتى اتصلت، فكان يُمشى فيها لعشرة أميال على ضوء السُرُج. الموسيقى كان فن الغناء في الأندلس في بداية عهد الدولة الأموية محصورًا في لونين، إما على نسق الغناء الشعبي الذي كان منتشرًا قبل الفتح الإسلامي، وإما على نهج الحداء العربي الذي نقله العرب الداخلون إلى الأندلس، ثم انتشر الغناء في الأندلس وتنوع بعد دخول المغنِّين المشرقيين بألوان الغناء المختلفة، التي كانت منتشرة في العراق والحجاز؛ كزرقون وعلون في عهد الحكم الربضي، وزرياب في عهد عبد الرحمن الأوسط، وهو الأمير الذي كان مولعًا بالغناء، حتى إنه كان يبعث إلى المشرق من يشتري له الجواري اللاتي اشتهرن بالغناء، بل وخصص لهن مكانًا في قصره عُرف بدار المدنيات. نجح زرياب في توظيف فنه ليتواءم مع الأشعار والموشحات والأزجال الأندلسية، كما كان لإدخاله وترًا خامسًا على العود، دوره في نشأة الغيتار الإسباني. كما لعبت موسيقى الأندلس دورًا في نقل الآلات الموسيقية الشرقية للغرب؛ كالكمان الذي تطور من الربابة، ويظهر ذلك من المصطلحات الموسيقية ذات الأصول العربية، التي اكتسبتها الموسيقى الغربية؛ ككلمات «adufe» من الدف، «alboka» من البوق، «anafil» من النفير، «atabal» من الطبل، «atambal» من الطنبل. العلوم كان اهتمام الأندلسيين بالفلسفة في عهد الدولة الأموية في الأندلس ضعيفًا، لما كانوا عليه من ميل ديني للمذاهب الفقهية التي تعتمد على النصوص، بل وكانوا يرمون من يشتغل بالفلسفة بالزندقة. ورغم هذا الجو القاتل لهذا العلم ظهر في هذا العهد واحدٌ من الفلاسفة اللامعين؛ ابن مسرة، الذي رحل إلى المشرق، واختلط بالمشتغلين بالفلسفة في الشرق وتأثر بهم، وعاد إلى الأندلس ناشرًا فكره، لكنه لم يسلم من اتهام الفقهاء له ولأتباعه بالزندقة، مما دفع الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله لملاحقة أتباعه للقضاء على مذهبه. ورغم ذلك، لم يمنع هذا التضييق على الفلسفة والفلاسفة الخليفةَ الحكم المستنصر بالله، الشغوف باقتناء الكتب، أن يجمع عددًا من كتب الفلسفة في مكتبته، وعلى الرغم من ذلك، وما إن استقر الأمر للحاجب المنصور، استخرجها وأحرق بعضها وأتلف البعض، ليكتسب بذلك تقدير العلماء والعامة من المتدينين. وأما الطب فكان أكثرَ العلوم المدنية التي أولاها الأندلسيون اهتمامهم؛ فاشتغلوا أولًا بدراسة الكتب القديمة، ككتاب ديسقوريدوس، الذي تداول منه الأندلسيون نسخًا بترجمة أسطفان بن باسيل المشرقية، ثم أهديت منه نسخة باليونانية للخليفة الناصر، فأعيد ترجمتها في قرطبة، وتم تعريب ما صعب على المشرقيين ترجمته من أسماء النباتات التي ورد ذكرها باسمها اليوناني في ترجمة ابن باسيل. ولم يتوقف الأندلسيون عند ذلك، بل كانت لهم تعليقاتهم على تلك الكتب القديمة؛ كتعليقات ابن جلجل على كتب ديسقوريدوس، وتعليقات الزهراوي على كتب القدماء ومعارضاته لبعض آرائهم. وقد تجاوزت شهرة الأطباء الأندلسيين الحدود في زمانهم؛ فكانت الملوك تفد إلى قرطبة لتستطبّ على أيدي أطباء الأندلس. ولم تقتصر شهرة أطباء الأندلس على زمانهم فقط؛ فقد ظل كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف لأبي القاسم الزهراوي الملقّب ب: (أبو الجراحة الحديثة)، الذي ضم وصفًا ورسومًا لمائتي جهاز جراحي اخترعهم الزهراوي، يستخدم كمرجع أساسي في الجراحة في أوروبا العصور الوسطى، كما ترجم ألبيرتوس ماغنوس بعض أعمال ابن جلجل إلى الغرب. وفي علمَي الرياضيات والفلك، درس الأندلسيون علم الفلك، ونبغ منهم في هذا المجال أيضًا مسلمة المجريطي، الذي اهتم بدراسة كتب بطليموس، وحسّن ترجمة المجسطي، وطوّر جداول الخوارزمي الفلكية، وقدّم تقنيَّات في علمي المساحة والتثليث، إضافة إلى تلميذَيه ابن السمح القرطبي وابن الصفار، اللذين ألفا زيجًا فلكيًا. أما الكيمياء، فقد خرج بها الأندلسيون من دائرة الخيمياء إلى الكيمياء العلم الذي يقوم على المراقبة والتجريب، ولعل أبرز إنجازاتهم في مجال الكيمياء استنباط عباس بن فرناس، الذي اشتهر بمحاولته للطيران، والذي استنبط طريقة لكيفية صناعة الزجاج من الأحجار، عن طريق معالجتها كيميائيًّا، والمجريطي الذي أجرى التجارب على أكسيد الزئبق الثنائي، ونجح في فصل الذهب عن الفضة. النشاط الاقتصادي تنوع النشاط الاقتصادي في الأندلس في عهد الدولة الأموية في الأندلس بين زراعة وصناعة وتجارة؛ فقد اهتم المسلمون في عهد الدولة الأموية في الأندلس بالزراعة، فأصلحوا وسائل الري ونظّموها، وبنوا السدود وشقوا القنوات، وأقاموا الجسور والقناطر، واستغلوا المياه المنحدرة من الجبال، وحفروا لها أحواضًا لتجميعها، واستخدموا بعد ذلك السواقي التي كانت تتراوح أقطارها بين 20-30م لرفع الماء منها، واستخدموا الثيران في تقليب الأرض وإعدادها للزراعة. وبرعوا أيضًا في تنسيق الحدائق، وأدخلوا إلى أوروبا نباتات لم تكن معروفة لدى الأوروبيين؛ كالأَرُزّ، وقصب السكر والزيتون والمشمش والقطن والفستق. وإلى جانب تلك النباتات زرعوا العنب والتين، والرمان واللوز، والجوز والبندق، والصنوبر والكمثرى، والدراق والسفرجل، والتوت والتفاح، والنخيل والكتان، والقمح والشعير. وفي النشاط الصناعي، عرفت الأندلس في تلك الفترة الصناعات الغذائية؛ كتجفيف الحبوب والفواكه، وصناعة النبيذ ومعاصر الزيتون، وصناعة المنسوجات والصباغة، والصناعات المعدنية، والزجاج والفخار المُذهب والفسيفساء، والدباغة، والسجاد والسكر والورق والتحف المعدنية. وقد اشتهرت الأندلس أيضًا بصناعة الملابس من الكتان والحرير، والتي كانت تصل إلى مصر ومكة واليمن. كما استخرج الأندلسيون الحديد، والذهب والفضة، والرصاص والزئبق، كما استخدموا الرخام بألوانه المتعددة. أما التجارة، فقد راجت التجارة الداخلية والخارجية في الأندلس لسيطرتهم على الحوض الغربي للبحر المتوسط؛ فكانت موانئ الأندلس تعج بالنشاط والحركة، وقد ذكر ابن حوقل أن بعض المنتجات الأندلسية كالملابس المطرزة والأصواف والأصبغ والحرير والورق والملابس الكتانية والتين المجفف والخزف المُذهب والأسلحة، كانت تصدر إلى مصر وخراسان وغيرهما، كما كان للدينار القرطبي قوته الاقتصادية في كل الأندلس، وبعض بلدان أوروبا، منذ أمر عبد الرحمن الداخل بسكّه؛ فكانت المبادلات التجارية تتم بالدينار العربي، ودينار بيزنطة، ودينار غالة الذي سكّه شارلمان؛ بل ظلت الممالك المسيحية في الشمال تتعامل بالنقود العربية والفرنسية لفترة طويلة من الزمن. لقد تنوعت مصادر دخل الدولة الأموية في الأندلس من الزراعة والصناعة، والتجارة والموارد الطبيعية، إضافة إلى ما كانت تفرضه الدولة من خراج على الأراضي، وجزية على الذميين، وغنائم الحروب، والضرائب المفروضة، والرسوم المفروضة على البضائع التي تمر على موانئ الأندلس. وقد بلغت الدولة ذروة نشاطها الاقتصادي في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر؛ حيث يلغت جباية الأندلس من الكور والقرى خمسة ملايين وأربعمائة وثمانين ألف دينار، ومن ضريبة الأسواق سبعمائة وخمسةً وستين ألف دينار، بالإضافة إلى ما كان يدخل خزائن الدولة من أخماس الأغنام. شجرة نسب حكام بني أمية في الأندلس انظر أيضًا التسلسل الزمني لتاريخ الأندلس رسالة جورج الثاني إلى خليفة الأندلس ملوك الطوائف مصادر باللغة العربية بلغاتٍ أجنبية مراجع وصلات خارجية موقع يا بيروت: تاريخ الدولة الأندلسية. بِقلم: أ.د. حسان حلاق. دماء في قرطبة.. كيف سقطت الخلافة الأموية؟ بِقلم: مُحمَّد شعبان أيُّوب. تُرك پرس: سُنن الله في سقوط الأندلس. بِقلم: مُحمَّد عبد العظيم. أمويون الدولة الأموية الأندلس في القرن 11 انحلالات القرن 11 في الأندلس انحلالات سنة 1031 في أوروبا تأسيسات القرن 10 في الأندلس تأسيسات سنة 929 تاريخ قرطبة دول إسلامية سابقة في أوروبا دول عربية سابقة دول وأقاليم انحلت في 1031 دول وأقاليم أسست في عقد 920 سقوط الأندلس سلالات حاكمة عربية سلالات حاكمة مسلمة غرب الأندلس ممالك عربية
2837
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%86%D9%8A%D9%86
الاثنين
يَوْمُ الِاثْنَيْنِ: هو ثاني أيام الأسبوع وأخذ اسمه من اثنان. في اللغة اللغة العربية والجمع أَثْناء، وحكى مطرز عن ثعلب أَثانين، ويومُ الاثْنين لا يُثَنى ولا يجمع لأَنه مثنّىً، فإِن أَحببت أَن تجمعه كأَنه صفة الواحد، وفي نسخة كأَن لَفْظَه مبنيٌّ للواحد، قلت أَثانِين، قال ابن بري: أَثانين ليس بمسموع وإِنما هو من قول الفراء وقِياسِه، قال: وهو بعيد في القياس؛ قال: والمسموع في جمع الاثنين أَثناء على ما حكاه سيبويه، قال: وحكى السيرافي وغيره عن العرب أن فلاناً ليصوم الأَثْناء وبعضهم يقول ليصوم الثُّنِيَّ على فُعول مثل ثُدِيٍّ، وحكى سيبويه عن بعض العرب اليوم الثِّنَى، قال: وأَما قولهم اليومُ الاثْنانِ، فإِنما هو اسم اليوم، وإِنما أَوقعته العرب على قولك اليومُ يومان واليومُ خمسةَ عشرَ من الشهر، ولا يُثَنَّى، والذين قالوا اثْنَيْ جعلوا به على الاثْن، وإِن لم يُتَكلم به، وهو بمنزلة الثلاثاء والأربعاء يعني أَنه صار اسماً غالباً؛ قال اللحياني: وقد قالوا في الشعر يوم اثنين بغير لام… جاء في المنجد، باب ثنى، هو يوم من أيام الأسبوع بين الأحد والثلاثاء. كان يوم الاثنين يسمى في الجاهلية أَهـْوَن وأَوْهـَد. اللغات الأخرى يرجع أصل أسماء أيام الأسبوع في اللغتين اليونانية واللاتينية إلى الحقبة الرومانية، وأصل «الاثنين» هو ἡμέρᾱ Σελήνης وتعني «يوم القمر». تستخدم معظم اللغات مصطلحات إما مشتقة بصورة مباشرة عن هذه الاسم أو أنها ترجمات مستعارة مستندة عنه. اشتقت Monday في اللغة الإنجليزية قبل عام 1200 من monedæi المشتقة بدورها من mōnandæg وmōndæg وتعنيان حرفياً «يوم القمر» في الإنجليزية القديمة (حوالي عام 1000)، ويماثلها في اللغات الجرمانية الأخرى مثل الفريزية القديمة كلمة mōnadeig، وفي الألمانية الدنيا الوسطى والهولندية الوسطى mānendag وmānendach (في اللغة الهولندية الحديثة: Maandag)، أما في اللغة الألمانية العليا القديمة فهي mānetag (في اللغة الألمانية الحديثة: Montag)، في حين أن مقابلها باللغة النوردية القديمة فهو mánadagr (باللغتان السويدية والنرويجية: måndag، باللغة الآيسلندية: mánudagur، وباللغتان الدنماركية والنرويجية البوكمول: mandag). يمثل المصطلح الجرماني تفسيراً جرمانياً للعبارة اللاتينية lunae dies وتعني («يوم القمر»). تشترك اللغتان اليابانية والكورية بنفس الكلمات الصينية '月曜日' (هيراغانا: げつようび، هانغل: 월요일) لكلمة «الاثنين» وتعني «يوم القمر». في كثير من اللغات الهندية الآرية فإن كلمة الاثنين يقابلها Somavāra أو Chandravāra وهما ترجمتان مستعارتان عن اللغة السنسكريتية. وبالنسبة للغات السلافية فإن مقابل يوم الاثنين يترجم «بعد الأحد/العطلة»، حيث تعني باللغة الروسية: понедельник، وباللغة الكرواتية: ponedjeljak، وباللغة الصربية: понедељак، وباللغة الأوكرانية: понеділок، وباللغة البلغارية: понеделник، وباللغة البولندية: poniedziałek، باللغة التشيكية: pondělí، وباللغة السلوفاكية: pondelok، وباللغة السلوفينية: ponedeljek. أما في اللغة التركية فتترجم pazartesi وتعني أيضاً «بعد الأحد». الأديان في اليهودية: يعد يوم الاثنين يوماً مستحباً للصيام. فقد حذر الديداخي المسيحيين الأوليين من الصيام خلال أيام الاثنين لتفادي التهويد، وحثهم على الصيام أيام الأربعاء. في المسيحية: يعد اليوم الأول في الأسبوع، ويطبق ذلك في البلاد ذات الغالبية المسيحية. في الإسلام: يعد يوم الإثنين عند المسلمين يوم خاص؛ لأنه اليوم الذي ولد فيه رسول الله كما أنه اليوم الذي تعرض فيه الأعمال على الله كما جاء في الحديث الصحيح في روية الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي محمد قال: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم». كرونولوجيا الاثنين الأسود: هو يوم 28 أكتوبر 1929: هو اليوم الثالث للأزمة التي حدثت في بورصة وول ستريت بنيويورك سنة 1929، وقد انخفضت الأسعار فيها بنسبة 13%. الاثنين الأسود: هو يوم 19 أكتوبر 1987: هو أسوأ أيام الأزمة التي حدثت في بورصة وول ستريت، إذ انخفضت الأسعار بنسبة 22.6%. انظر أيضًا أَهـُوَن أَوْهـَد المراجع سيليني (أسطورة) أعياد مسيحية أيام الأسبوع
2838
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B0%D9%82%D9%8A%D8%A9
اللاذقية
اللاذقية (باليونانية:Λαοδικεία نقحرة: لاوديكيا، باللاتينية: Laodicea ad Mare) مدينة سوريّة، تعتبر الخامسة في الجمهورية من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب وحمص وحماة، تقع على الساحل الشرقي البحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 335 كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسط والحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية. أيضًا فإن المدينة تعتبر مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفينيقي، فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية. كانت المنطقة التي تشغلها المدينة حاليًا مأهولة بالسكن البشري منذ العصر الحجري، وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من أوغاريت الأبجدية الأولى. كما كانت مركزًا هامًا في العصرين السلوقي والروماني، إلا أن وقوعها قرب الحدود مع الإمبراطورية البيزنطيّة بعد الفتح الإسلامي للشام، حوّلها لما يشبه دول الثغور، وأدى أيضًا إلى تراجع أهميتها ودورها، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي أصابتها، فضلاً عن الإهمال الإداري خصوصًا إبان الحكم العثماني؛ بيد أن المدينة قد أخذت أهميتها في التنامي منذ القرن العشرين، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا وثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد حوالي نصف مليون زائر سنويًا. تطور عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ منذ بداية القرن العشرين بفضل تزايد أهميتها ونمو سوقها التجاري، ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات 2009 650,558 نسمة، وهي مدينة متنوعة طائفيًا فهناك مسلمون علويون ومسلمون سنيّون والمسيحيون أغلبهم يتبع طائفة الروم الأرثوذكس إلى جانب أقليات أخرى؛ أما من الناحية العرقية فالعرب هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات أرمنية وتركمانية. أغلب سكان المدينة متعلمون وتبلغ نسبة الأمية في المحافظة 9% أي أقل من المعدل العام في سوريا. أما النشاط الاقتصادي للسكان فهو يبدأ من خدمات الاستيراد والتصدير ومن ثم الأعمال المرتبطة بالسياحة والصناعة حيث ينشط في المدينة عددٌ من الصناعات كالسجاد والألمنيوم والإسفلت وغيرها. اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 30 كم من المدينة، كواحدة من مواقع التراث العالمي، المحمي من قبل اليونيسكو. أصل التسمية نُعتت اللاذقية بعدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام الفينيقيين أطلق عليها اسم «أوغاريت» لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك «شمرا» وأقدم من هذين الإسمين «ياريموتا» الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى «راميتا» ومعناه «المرتفعة» وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون «راماثوس» وهو اسم أحد الآلهة الفينيقية. أما السكان المحليون فدعوها «مزبدا» التي تعني في العربية «زبد البحر»، بينما أطلق عليها الإمبراطور جوستيان اسم «تيودوريارس»، في حين أسماها الصليبيون «لاليش». أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو أصل الاسم المتداول اليوم، فهو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بنائها وهو «لاوديكيا» على اسم أمه، كما سمّى أنطاكية على اسم والده أنطوخيوس، كما سمّى أفاميا على اسم زوجته. ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح «اللاذقية»، أما خلال العهد الروماني سماها يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد «جوليا»، وسماها الإمبرطور سيبتيموس سيفيروس باسمه أي «سبيتما السافريّة» غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت الدولة الأموية في دمشق أطلق عليها اسم «لاذقية الشام» تمييزًا لها عن عدد من المدن التي تحمل الاسم نفسه. أما عن ألقابها فتوصف بكونها «عروس الساحل». أما شعار المدينة، فقد تمّ اعتماده في عام 1975 من قبل مجلس مدينة اللاذقية، وهو يمثل مرساة سفينة يحيط بها دلفينان، تعتبر نسخة لأحد الآثار المكتشفة والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد في المدينة. وجد الدلفين كذلك على عدد كبير من القطع النقدية التي تعود للفترة السلوقية، وتعتبر اللاذقية المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي استعملت حيوان الدولفين كأحد رموزها ومن المدن القليلة في بلاد الشام التي لم يشتق اسمها من السريانية أو الآرامية. أما المرساة أو الياطر فهي تشير إلى الملاحة عصب الحياة الاقتصادية في المدينة، وقد وضع اسم «لاذقية العرب» لكونه أحد الأسماء التي سميّت بها من قبل المسلمين عند دخولهم المدينة في القرن السابع، تمييزًا لها عن ثماني مدن أخرى تحمل الاسم نفسه؛ وقد وضع هذا الشعار جبرائيل سعادة. الجغرافيا الموقع تقع اللاذقية ضمن شبه جزيرة طبيعية على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في الشمال الغربي للجمهورية العربية السورية؛ يحد المدينة من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال البحر أيضًا ثم منطقة دمسرخو التي باتت تعتبر من التوسع الطبيعي للمدينة، أما من الجنوب تحدها مجموعة من القرى والسهول الزراعيّة قبل أن تصل إلى مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية؛ أما من ناحية الشرق فتحدها سلسلة جبال اللاذقية المرتفعة، والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا عن سهل الغاب. ولكونها تقع ضمن شبه جزيرة، فتتخذ المدينة شكل مثلث، لكن التوسعات العمرانية بدءًا من النصف الثاني للقرن العشرين، أخذت من خلالها المدينة بالزحف نحو الداخل خارج شبه الجزيرة الطبيعية التي نشأت فيها؛ أما شاطئ المدينة يعتبر متنوعًا للغاية، فهو رملي في شمال المدينة، ثم يتحول إلى صخري في وسطها وجنوبها، ويعود رمليًا في ضواحيها الجنوبية، كمنطقة برج سلام مثلاً. المناخ يعتبر مناخ المدينة مناخًا متوسطيًا معتدلاً، يتميز بأربع فصول واضحة فهناك الصيف الحار والجاف ومن ثم ربيع وخريف معتدلان وأخيرًا شتاء بارد وممطر؛ تبلغ درجات الحرارة ذروتها في شهري يوليو وأغسطس والأمر نفسه بالنسبة لدرجات الرطوبة، أما شهري يناير وفبراير فهما الأكثر برودة. ولا تتساقط الثلوج في المدينة، إلا أنها تتساقط بغزارة في المناطق القريبة منها والجبال المحيطة بها، كصلنفة. لقد ساعد مناخ اللاذقية المعتدل، على أن تكون المناطق المحيطة بها مناطق زراعيّة بامتياز، فاشتهرت في العصور القديمة بريف خصب وغني خصوصًا بالحمضيات وكروم العنب التي منها كان يصنّع محليًا النبيذ اللاذقي ويصدّر إلى اليونان ومصر، وقد اشتهر هذا النبيذ بجودته وشهرته، إلا أن صناعته تراجعت بشكل كبير، في أعقاب الفتح الإسلامي وأخذت زراعة الحمضيات تتوسع على حسابه، كذلك ظهرت زراعة التبغ في المدينة، وهي مستمرة حتى اليوم. مناطق المدينة بموجب قانون الإدارة المحلية السوري فإن المدن تقسم إلى أحياء ويجب أن يكون عدد سكان الحي على الأقل خمسون ألفًا؛ شهدت المدينة منذ منتصف القرن العشرين تطورًا سكانيًا ملحوظًا استدعى إنشاء أحياء جديدة، ولا زالت الأحياء تتكاثر حتى الآن. حاليًا تتألف المدينة من عشرين حيّاً موزعين وفق الشكل التالي: المدينة القديمة حي الصليبة، وتوسعه حي مشروع الصليبة. حي الفاروس. حي الشيخ ضاهر. يتبع له إداريًا حي الأمريكان. حي المار تقلا. حي العوينة. حي القلعة. حي الطابيات. الكورنيش الجنوبي. الكورنيش الغربي. الأحياء الحديثة حي الزراعة. حي الدعتور. حي المشروع الثاني. حي الرمل الفلسطيني. حي السكنتوي. المشروع السابع. حي مشروع الأوقاف. حي دمسرخو. حي السجن. الضواحي الحديثة حي المشروع العاشر. حي الرمل الشمالي. حي علي الجمّال. حي الزقزقانية. حي بسنادا. حي سقوبين. حي المشروع التاسع. التاريخ ما قبل التاريخ في منطقة ستمرخو الواقعة على بعد 10 كم شرق المدينة حاليًا، اكتشفت آثار أقدم الإنسان العاقل خارج القارة الإفريقية وهي أدوات حجرية مصنوعة من الصوان على شكل فأس له قبضة مستديرة وحدان ورأس مدبب ترجع بتاريخها إلى مليون سنة تقريباًَ؛ كما اكتشفت آثار للإنسان العاقل تعود إلى سبعمائة ألف سنة في موقع الشيخ محمد وفي موقع بكسا، وهي أدوات تشبه أدوات موقع ستمرخو ولكنها أكثر تطوراً، وعثر في مواقع الشير والهنادي والخلالي على أدوات تعود إلى حوالي ثلاثمائة ألف سنة تتميز بدقة الصنع، كما تمّ الكشف في هذه المواقع على بقايا إنسان النياندرتال وآثار أخرى تعود إلى 35000 سنة وحتى 12000 سنة قبل الميلاد. تدل المكتشفات الأثرية، أن الانتقال من مرحلة الجمع والالتقاط والصيد إلى مرحلة تدجين الحيوانات والزراعة، في منطقة اللاذقية الحالية، بدأ منذ الألف السابع قبل الميلاد، إذ كشفت التنقيبات الأثرية في رأس شمرا عن معالم قرية قديمة تعود للعصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث وأظهرت هذه الاكتشافات أن سكان القرية عرفوا تدجين الحيوان والزراعة وبناء البيوت من الحجارة والطين وأغصان الأشجار، كما أقاموا التحصينات واستخدموا الأواني الفخارية، وحسب كلود شيفر فإن دراسة الأدوات الأثرية التي اكتشفت في رأس الشمرا توحي بأن سكان المنطقة قد انحدروا من المنطقة الشمالية للهلال الخصيب، كما دلت المكتشفات على وجود اتصال تجاري مع مناطق في سوريا الشمالية. أما في موقع تل سوكاس، دلت الاكتشافات الأثرية أن الحياة البشرية في الألف السادس قبل الميلاد، كانت قد تطورت بحيث صنع السكان مطاحن للحبوب من حجر البازلت وخبزوا أواني من الفخار والغضار، وقد عثر على خزف يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، عند مصب نهر السن. مملكة أوغاريت إن الكُسر الفخارية المكتشفة على بعد ثلاث كليومترات إلى الشمال الشرقي المدينة، تعكس حياة مدنيّة راقية خلال العصر الحجري ومن أغلب نواحي الحياة البشرية السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ كما أثبت ت هذه الحفريات منذ عام 1929 أن اللاذقية القديمة أو أوغاريت لا تزال بكاملها ترقد تحت التراب، وبتتابع عمليات الحفر والتنقيب اكتشفت أوغاريت التي كانت اللاذقية الحالية بمثابة ضاحيتها الجنوبية، وتربطها بها علاقات سياسية وتجارية. قوام الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة كان معتمدًا على الصيد البحري واصطياد الخنزير البري، فضلاً عن تدجين البقر والماعز، وكانت لهم حياة ثقافية نشطة، تمثلت بما عثر عليه من أرقم فخارية كتب عليها بالكتابة المسمارية؛ واستطاعوا خلال العصر البرونزي أي حوالي العام 3500 قبل الميلاد زراعة الزيتون والفستق واللوز والتين، فضلاً عن استحداث تنظيمات للفلاحين والعمال بما يشبه النقابات في أيامنا المعاصرة، لكن المدينة خلال هذه الفترة انحصرت في القسم الشمالي من تل رأس شمرا، وانقرض الوجود البشري في سائر أنحائها. وبغضون نهاية العصر البرونزي حوالي العام 1600 قبل الميلاد أخذ الحوريون يفدون إلى المدينة حتى ظهرت جالية كبيرة منهم فيها؛ وتظهر الرُقم العائدة إلى تلك الحقبة، والتي اكتشف بعضها في إيبلا أو في العراق، أن للمدينة علاقات تجارية وسياسيّة واسعة مع مختلف الممالك كجزيرة كريت ومملكتي ماري وإيبلا القريبتين من نهر الفرات، ومصر حيث أهدى الفرعون لهذه المدينة ولملكها الهدايا الثمينة من تماثيل عاجية وتحف تحمل كتابات ورموز مصرية، منها عقد من اللؤلؤ يحمل قلادة نقش عليها اسم الملك سنوسرت الأول، ومنها تمثال للأميرة شنوميت زوجة الملك سنوسرت الثاني. وثمة تمثال يمثل كاهنًا. وإلى جانب مصر، فإن أوغاريت كانت على علاقة جيدة مع قبرص ومع شواطئ بحر إيجة. وقد تكون عمارة القصر الملكي المكتشف، والمخطوطات التي تظهر تصاميمه، أكبر دليل على الترف والقوة اللتان تمتعتا بهما المدينة؛ إن أحد الرقوم يذكر أن سطوة المدينة امتدت من جبل الأقرع شمالاً حتى مدينة بانياس جنوبًا وبلغ عدد سكانها خمسون ألفًا موزعين على مائتي قرية، أما أوغاريت العاصمة بلغ عدد سكانها ثمانية آلاف؛ وإلى جانب العاصمة الدائمة، كانت منطقة رأس ابن هاني نحو الشمال، تشكل المقر الصيفي للعائلة الحاكمة. وقد ظلّ ازدهار أوغاريت قائمًا في عهود أربعة ملوك هم: الملك نقمد الثاني وابنه أرخلب، وشقيقه نقمفيع، وفي عهد هذا الأخير حصلت معركة قادش حيث اصطدم الحثيون والمصريون في معركة، آثر خلالها الأوغارتيون الوقوف إلى جانب الحثيين، الجار الشمالي للمملكة، وتلى نقمفيع ابنه عميستر الثاني، ثم أبيران الثاني فحفيده نقمد الثالث وأخيرًا عمورافي آخر ملوك المدينة، إذ إنها قد دمرت بعدئذ، كسائر مدن الساحل السوري بسبب غزوات «شعوب البحر» حوالي العام 1182 قبل الميلاد. المكتشفات الأثرية دلت أيضًا على وجود العديد من الطرقات المرصوفة، والدور والأبنية المزينة للسكن والمباني الإدارية والحكومية، ومكتبة فخمة في القصر الملكي، وهذا الأخير يتميز بكونه من أكبر قصور الشرق القديمة بمساحة عشرة آلاف متر يدافع عنه برجان ضخمان وقد طليت بعض جوانبه بالفضة؛ وبالنظر إلى الحياة الصناعية فإن المدينة اشتهرت بصناعة وبيع الأخشاب والمعادن والأواني المزحرفة والمنسوجات والأقمشة، وعصر الزيتون والقمح والشعير؛ وأما مينائها كان مركزًا مهمًا للتجارة، وقد امتدح الشاعر اليوناني هوميروس في الإلياذة الصناعات والأواني التي تصنع فيها وقال «لا توجد آنية أخرى تنافسها في جمالها». وعلى الرغم مرور ما يقارب تسعون عامًا على اكتشاف المدينة، إلا أن عملية التنقيب لم تكشف حتى الآن سوى على ثلث المدينة، ولا يزال ثلثي المدينة بحاجة إلى كشف؛ إن صعوبة التنقيب في تلك المنطقة، تعرقل عملية الكشف عن سائر الآثار. السلوقيون وازدهار المدينة إن شعوب البحر وهي على الأرجح يونانية العرق والتي دمّرت أوغاريت وأفقدت اللاذقية استقلالها ورقيّها الحضاري السابق، حافظ على أهمية موقعها ومرفئها في التجارة الخارجية، وتعتبر هذه المرحلة التي امتدت ما يربو على قرن من الزمان من المراحل الغامضة في تاريخ المدينة، تلتها قرابة عام 1100 قبل الميلاد دخول بلاد الشام بشكل عام في حكم ممالك المدن والإمبراطوريات فسيطر عليها الآشوريون ثم البابليون في القرن السابع قبل الميلاد وأخيرًا الفرس بدءًا من القرن السادس قبل الميلاد، وحتى دخول الإسكندر المقدوني إلى سوريا ناقلاً إليها الثقافة اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد. وطوال هذه الفترة، لم يكن للمدينة أهمية تذكر أو نشاطات أو فعاليات حفظها التاريخ لنا، باستثناء جعلها منفتحة على الثقافة الآرامية بدلاً من الحضارة الفينيقية التي اشتهرت بها منذ فجرها. لا تزال آثار الحضارة الآرامية ماثلة في المحافظة من خلال أسماء القرى المشتقة غالبًا من الآرامية أو السريانية بل وبعض المصطلحات في اللهجة الدارجة بين السكان، غير أن التطورات التاريخية اللاحقة جعلت المدينة منفتحة على الثقافة اليونانية ولم تكن الثقافة الآرامية هي المسيطرة كما هي الحال في أغلب مناطق الداخل، وذلك على وجه الخصوص، بدءًا من عام 333 قبل الميلاد، وهو العام الذي أصبحت به سوريا تابعة للإسكندر المقدوني بشكل رسمي. وتدين اللاذقية بإعادة إعمارها إلى سلوقس الأول الذي خلف الإسكندر المقدوني في حكم سوريا مؤسسًا الإمبراطورية السلوقية؛ قام سلوقس الأول بتسوير المدينة وشق القنوات المائية لتنظيم تدفق المياه فيها، ورمم تصميمها بحيث تلائم التصميم اليوناني للمدن، كما قام بإعادة تأسيس مرفئها فعادت السفن اليونانية تستعمله بعد أن كان قد تحول إلى مرفأ للصيادين؛ ويقول الرحالة والجغرافي اليوناني سترابو أن اللاذقية خلال العصر السلوقي كانت من أكبر مدن ساحل البحر المتوسط وأجملها من حيث العمارة، ومرفئها ذو شهرة عالميّة، وهو أصل قوة اقتصاد المدينة التي طبعت في القرن الثاني قبل الميلاد نقودا باسمها. كما ذكر بأنها محاطة بريف خصب غني بكروم العنب على وجه الخصوص التي يصنع منها النبيذ الفاخر ويصدر. وعمومًا فلا تزال حتى اليوم تثمل في المدينة بعض آثار العهد السلوقي ممثلة ببقايا القنوات المائية وأطلال معبد باخوس إله الخمر عند الإغريق، ففي منطقة الصليبة لا تزال تنتصب أربعة أعمدة بشكل نصف مستطيل مع قوسها مزخرفة بأشكال نافرة من العنب تشير إلى كينونة البناء الأول؛ هناك أيضًا عدة أعمدة شبيهة بهذه، في منطقة الزراعة وفي ساحة أوغاريت وفي حارة العمود قرب الكورنيش الجنوبي، ويقال أن عمود هذه الأخيرة كان برجًا لأحد النسّاك العموديين، وربما يعود للقديس ألكسي. كذلك فإن اسم اللاذقية الحديث، يدين لسلوقس الأول والذي أسماها لاوديكيا تكريمًا لوالدته، ومن ثم حرّف الاسم في المراحل اللاحقة إلى اللاذقية؛ لم يبن سلوقس الأول اللاذقية فحسب بل أنطاكية وأفاميا وسلوقية وعددًا آخر من المدن، وتدلّ المجريات التارخية أن المدينة ألفت مع هذه المدن نوعًا من الاتحاد، وأصدرت معهم عملة واحدة؛ وقد سمي هذا الاتحاد «الشقيقات الأربع»، أصيب السلوقيون أواخر أيامهم بالضعف ما فسح المجال أمام الملك دكران الأرمني احتلال بلاد الشام لفترة قصيرة من الزمن، ومن ثم آل حكم المدينة عام 64 قبل الميلاد إلى الإمبراطورية الرومانية. العهد الروماني أصبحت سوريا بدءًا من العام 64 قبل الميلاد جزءًا من الإمبراطورية الرومانية بعد أن فتحها القائد الروماني بومبيوس الكبير مفوضًا من يوليوس قيصر الذي منحها عام 47 قبل الميلاد بضع امتيازات خاصة؛ لكن اندلاع النزاع بين قادة القيصر بعد مقتله وتنافسهم على السلطة أثر على المدينة بشكل سلبي، ففي عام 44 قبل الميلاد اندلع القتال بين كاسيوس ومنافسه دوبللا وقفت المدينة إلى جانب دوبللا، فحاصرها كاسيوس العام 43 قبل الميلاد، واستطاع احتلالها فدمر عددًا من مبانيها وأحرق أحياءً بكاملها انتقامًا. لكن كاسيوس فقد المدينة بعد ثلاث سنوات فقط حين استطاع القائد مارك أنطونيو السيطرة عليها، ثم أعلنها مدينة معفاة من الضرائب نظرًا لأوضاعها الاقتصادية السيئة، وعندما أعجبه مناخها أقام فيها مدة من الزمن للاستجمام. وزارها عام 20 قبل الميلاد الإمبراطور أوكتافيان وأقام بها أيضًا. ومع مطلع القرن الأول كانت المدينة قد عادت إلى سابق عهدها، من حيث كونها مركزًا تجاريًا مزدهرًا وميناءً نشطًا للاستيراد والتصدير، وفي أواسط القرن الأول دخلتها المسيحية، وكان «لوقيوس» أو «لوقا» المذكور في سفر أعمال الرسل في الكتاب المقدس أول أساقفتها وهو أحد تلامذة بولس الرسول. وتدل الآثار المسيحية التي تعود للحقبة الرومانية ومن ثم الحقبة البيزنطية، كدير الفاروس مثلاً أن المدينة كانت معقلاً قويًا للمسيحية في العهود المبكرة. وإلى جانب المسيحية وبقايا الوثنية، سكنت اللاذقية جالية يهودية كبيرة في القرنين الأول والثاني. خلال القرن الثاني كانت المدينة تصدر الفضة والبرونز وتربطها علاقات تجارية قويّة مع أغلب مراكز حوض المتوسط التجارية، بيد أنه مع نهاية هذه المرحلة في عام 193 استعر الخلاف بين سبتيموس سيفيروس وبيسينيوس نيجر حول عرش روما؛ استطاع نيجر احتلال اللاذقية وتخريبها لكن سيفيروس الذي سيغدو الإمبراطور الروماني، هزم نيجر في معركة إيسوس، وأمر بإعادة بنهائها، وأمر أن يخلد انتصاره فيها من خلال بناء قوس النصر الذي لا يزال ماثلاً حتى الآن، جاعلاً إياه مركز المدينة إذ تفرع من القوس شارعان متصالبان كمحورين للمدينة، كما قام بتوسعة المرفأ، ومنحها لقب «متروبوليت» أي «مدينة رئيسية»، ثم أمر بتقديم هبة سنوية من الحنطة لها وأمر أيضًا بتوسعة شوارعها. ويعود للفترة ذاتها بناء المدرج الروماني في جبلة القريبة منها. في القرن الثالث دخلت اللاذقية ضمن حدود مملكة تدمر في عهد ملكتها زنوبيا، غير أن عهد الاستقلال هذا سرعان ما تبدد مع عودة الرومان عام 297 وتدميرهم المملكة خلال عهد الإمبراطور تراجان. في عام 395 قسمت الإمبراطورية الرومانية وكانت اللاذقية من نصيب الإمبراطورية البيزنطية أو «الإمبراطورية الرومانية الشرقية»، وأدمجت ضمن مقاطعة إدارية أطلق عليها اسم «سوريا الكبرى» كانت عاصمتها أنطاكية.وسيكون للمدينة تاريخ سيء خلال هذه المرحلة مع الكوارث الطبيعية خصوصًا الزلازل، إذ أصابتها ثلاث زلازل مدمرة أعوام 494 ثم 529 و555، كان أقساها الذي وقع في 2 يناير 529 وأدى إلى مقتل سبعة آلاف وخمسمائة من سكانها وتدمير أجزاء كبيرة منها، ما اضطر الإمبراطور جستينان إلى إعفائها من الضرائب لمدة ثلاث سنوات وتقديم مساعدات من روما لإعادة إعمار ما تهدم منها وإرسال معونة «حنطة» سنوية لسكانها، كما استحدث ولاية جديدة أسماها تيودوريارس، كان مركزها اللاذقية وألحق بها كل من جبلة وبانياس وسائر الساحل السوري. يعود للفترة البيزنطية تأسيس عدد من الكنائس الأثرية في المدينة ككنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس وكنيسة السيّدة العذراء في ساحة أوغاريت وكنيسة مار موسى التي اتبعت الطقس السرياني؛ وأما على صعيد الجدال الديني الذي اندلع في المسيحية وأفضى لعقد المجامع المسكونية، اشتهر في المدينة أسقفها أبوليناروس اللاذقي، الذي حُرم وطرد من الكنيسة بسبب آراءه حول طبيعتي المسيح؛ وكذلك الأمر في أعقاب مجمع خلقيدونية انقسمت المدينة كسائر بلاد الشام إلى أسقفيتين الأولى تتبع من قبل المجمع أي الملكيين أو الروم الأرثوذكس، والأخرى للذين رفضوه أي السريان الأرثوذكس، إلا أن الغلبة كانت للقسم الخلقيدوني أي إلى الملكيين. الممالك الإسلامية استطاع القائد المسلم عبادة بن الصامت فتح اللاذقية عام 637 سلمًا دون قتال كأغلب المدن الشاميّة، وضمت المدينة إلى ولاية حمص، غير أنها عادت إلى حكم البيزنطيين عام 705 من خلال المردة الذين سيطروا على المنطقة الممتدة بين جبل الأقرع شمالها وحدود فلسطين وبعد أن خرجوا منها من خلال اتفاق بين الإمبراطور والخليفة الوليد بن عبد الملك، أعادوا الكرة عليها في عام 718 ودمرّوا القسم الأكبر من عمرانها، فأمر عمر بن عبد العزيز بإعادة بنائها وتسويرها. بيد أنه ولكونها واقعة على الحدود فقدت أهميتها التجارية والاقتصادية وانزوت أخبارها حتى نكاد لا نعرف من أخبارها في القرن الثامن والقرن التاسع إلا النذر اليسير. في عام 809 تعرضت المدينة لزلزال أتى على أغلب عمرانها؛ ومع قيام الدولة التنوخية التي شملت حدودها جميع الساحل الشامي والمناطق الداخلية حتى معرة النعمان زارها وسكن بها عدد من رجال الدولة والأمراء، وزارها الشاعر أبو الطيب المتنبي وكانت ذات علاقة طيبة مع الدولة الحمدانية في حلب. سيطر البيزنطيون على المدينة عام 970 للمرة الثالثة منذ دخولها في حدود الممالك الإسلامية واستطاع الفاطميون استعادتها عام 980 والقضاء على الحامية البيزنطية الكبيرة فيها. عاد التنوخيون لحكم اللاذقية مع بداية القرن الحادي عشر وعندما استنجد الخليفة القائم بأمر الله بالسلاجقة لردع البويهيين في بلاد فارس عام 1055 ثم استطاعوا تأسيس دولتهم فتحوا المدينة عام 1086 وقضوا على الأمراء التنوخيين رغم مساندة هؤلاء للسلاجقة في حروبهم ضد البويهيين، وكانت اللاذقية قد خضعت عام 1074 للحكم البيزنطي لفترة وجيزة. حكم السلاجقة لم يطل في المدينة إذ خرجوا منها نهائيًا عامَ 1098م مع قدوم الصليبيين. بدأ الصليبيون غارتهم على اللاذقية يوم 17 أغسطس 1097 وكانت غارة بحرية قادمة من قبرص ومكونة من ثمان وعشرين سفينة، وغدت المدينة مسرحًا للخلافات بين الأمراء الصليبيين أنفسهم والإمبراطورية البيزنطية حول أحقية حكمها خصوصًا أن البيزنطيين احتلوا بانياس على مقربة منها نحو الجنوب ثم سيطروا على المدينة نفسها، في عام 1099 قام بوهيموند الأول بحصار المدينة وبعده بعدة أشهر قام عمّه تانكرد بفتح اللاذقية وإجلاء البيزنطيين منها واستمرّ حصارها ثمانية عشر شهرًا ولم ينته حتى عام 1103. مطالبة البيزنطيين بالمدينة وغاراتهم عليها لم تتوقف واستطاعوا احتلالها لفترات قصيرة غير أنهم لم يتمكنوا أبدًا من احتلال قلعتها، انتهى الصراع على المدينة عام 1108 حين توصل أمراء أنطاكية وطرابلس والإمبراطور البيزنطي إلى اتفاق يقضي بفصل منطقة اللاذقية إلى قسمين الشمالي منه يتبع إمارة أنطاكية ويشمل المسافة الواقعة بين أنطاكية وبانياس ومن ضمنها المدينة، على أن يكون ما هو جنوب بانياس من نصيب إمارة طرابلس، وتم إرضاء الإمبراطور بمنحه حق التجارة البحرية فيها وفي مينائها لقاء خدمات جيش أنطاكية له. دعيت اللاذقية لاليش وقسّمت إلى ثلاث مناطق، وبنى الصليبيون فيها ثلاث قلاع وسوراً كبيراً لتحصينها. لم يبق من هذه الآثار اليوم سوى بعض الأطلال، كذلك فقد اعتنوا بمرفئها ورصفوه بالحجارة البيضاء، واستوطنوا في بعض أحيائها غير أن تركيبتها السكانية لم تتغير فظلّت غالبية السكان من المسلمين مع أقلية من الروم الأرثوذكس إضافة إلى الوافدين الفرنجة. في عام 1126 كانت المدينة جزءًا من مهر الأميرة أليس ابنة بالدوين الثاني ملك القدس، وقد تبرعت الأميرة بعدد من الأبنية للإسبتارية فغدت المدينة القاعدة الرئيسية لهم في الساحل السوري. هاجم عماد الدين زنكي عام 1136 المدينة وقتل سبعة آلاف من ساكنيها -على ما قيل- وأسر عددًا من جنود حاميتها، أعاد نور الدين زنكي الكرة عام 1171، كما أصيبت المدينة بزلزالين مدمرين عامي 1157 و1170. وعلى الرغم من كون مرحلة الحروب الصليبية مرحلة حروب مستمرة، إلا أن اللاذقية غدت خلالها مركزًا تجاريًا هامًا خصوصًا مع إيطاليا، ودخلت العديد من المفردات الإيطالية إلى اللهجة المحكية في المدينة، وغدا اسمها مدينة التجار، لكثرة التجار والأعمال التجارية التي قامت بها خلال هذه الحقبة. في عام 23 يوليو 1188 استرجع صلاح الدين الأيوبي المدينة بعد حصار دام شهرًا، وسلّم شؤون إدارتها إلى ابن أخيه الملك المظفّر تقي الدين عمر؛ وبعيد وفاة صلاح الدين عام 1192 دبّ الخلاف بين أولاده السبعة عشر حول ورثة أبيهم وأصبحت اللاذقية إثر ذلك ومنذ عام 1193 تحت حكم الملك الظاهر غياث الدين الغازي ثم آلت لحكم الملك الظاهر عام 1197 ثالث أبناء صلاح الدين وملك حلب؛ وهو من أمر أن يبنى فيها عام 1211 الجامع الكبير الذي لايزال شاهدًا على تلك الحقبة حتى أيامنا هذه؛ وفي عام 1123 سيطر الصليبيون على المدينة من جديد وطردوا الأيوبيين منها. في 22 مارس 1287 أصيبت المدينة بزلزال عنيف دمّر أغلب مبانيها وخزانات مرفئها فاستغل الناصر قلاوون ذلك لفتحها في 20 أبريل 1287، فدخلت المدينة ضمن حدود دولة المماليك. وقد جنبها وجودها تحت الحكم الصليبي خلال منتصف القرن الثالث عشر الاجتياح المغولي الذي دمّر بغداد وحلب ودمشق وعددًا من المدن الشاميّة الأخرى. خلال الحكم المملوكي ألحقت اللاذقية بنيابة طرابلس التي استحدثت العام 1289 وكانت تشمل الساحلين السوري واللبناني وقسمًا من الساحل الفلسطيني حتى عكا، وكان يرأس كل نيابة نائب السلطان الذي هو أشبه بسلطان مصغر. في عام 1324 حاصرها الصليبيون من جديد قادمين من قبرص إلا أنهم فشلوا في احتلالها رغم تهديم عدد من مرافقها الهامة، وستنتظر المدينة قرنًا ونصف من الزمان أي حتى عام 1477 ليزورها السلطان أبو النصر الأشرف قايتباي فوجد أن بعض أبنيتها لا يزال متهدمًا فأمر بترميمها، وكذلك شيّد فيها الحمامات العامة والجامع المنصوري والمدرسة الخاصة بتعليم الصوفية، كما أمر بتوسعة المرفأ فأصبح يتسع لسبعة سفن في آن واحد. حسب ما أثر عن الرحالة، فإن المدينة كانت حينها تعاني من الجفاف وأن ذلك أدى إلى اختفاء الأشجار منها واستعمال الصهاريج في عمليات الري؛ وأخيرًا دخلت المدينة ضمن حدود الدولة العثمانية سلمًا عام 1516 في أعقاب معركة مرج دابق. العهد العثماني كانت المدينة تتبع ولاية طرابلس العثمانية ثم ولاية بيروت، ودخلت ضمن حدود إمارة فخر الدين المعني الثاني العام 1606، فشهدت نوعًا من الانتعاش الاقتصادي كان قد بدأ أواخر القرن السادس عشر، عندما قام الأمير علاء الدين بتشييد عدد من الخانات والمساجد والحمامات العامة فيها؛ لكن حكم فخر الدين لن يستمر طويلاً، وعادت المدينة إلى الحكم العثماني المباشر بعد زوال الدولة المعنية عام 1635. وعندما ربطت الامبراطورية العثمانية نفسها مع الأوروبيين بمعاهدات اقتصاديّة، حولت أسواق الامبراطورية إلى مكان لتصريف المنتجات الأوروبية، كانت اللاذقية ضمن ضحايا تلك السياسة فأسس الأوروبيون أول متجر لهم في المدينة العام 1688، وعندما أصبح أرسلان باشا وليًا على طرابلس في الهزيع الأخير من القرن السابع عشر، عهد شؤون الولاية الشمالية إلى أخيه قبلان مطرجي، الذي نقل مركز الإمارة الشمالية من جبلة إلى اللاذقية، فساعد ذلك بنمو المدينة، التي شهدت العام 1712 هجومًا من القراصنة على سواحلها، فأسروا عددًا من أبنائها وباعوهم كرقيق في الجزائر. ومن المعروف أنه وحتى العام 1724 لم يكن في المدينة أية مدرسة ابتدائية أو ثانوية، إنما كان العلم مقتصرًا فقط على الكتاتيب في المساجد، حيث يقتصر التعليم على القراءة والكتابة ومبادئ الحساب. في عام 1737 ثارت المدينة على حاكمها ياسين بيك ابن إبراهيم العظم، وبدءًا من عام 1744 أخذ اقتصاد المدينة بالانتعاش بسبب تصدير التبغ وقد اشتهر في مصر وأوروبا «التبغ اللاذقاني» وغدا ذو شهرة واسعة على ما نقله الرحالة الفرنسي فولينه والذي كتب أن عشرين سفينة فرنسية سنويًا كانت تأتي لنقل التبغ اللاذقاني نحو الغرب. وفي عام 1759 أصيبت المدينة بوباء الطاعون الذي أتى على آلاف من سكانها؛ وكذلك فقد كان للمدينة موعد مع الزلازل الكبيرة أعوام 1796 و1811 و1822، وقد تناقل الأهالي هذه الأحداث بواسطة الذاكرة الشعبية، ومن الشائع أن هذه الزلازل قد سببت انشقاق الأرض وانقلاب أحياء بكاملها. في عام 1726 تمت إعادة بناء الجامع الجديد الذي لا يزال قائمًا إلى اليوم بأمر من والي طرابلس، وكذلك شهد عام 1721 ترميم عدد كبير من مساجد المدينة وكذلك كنيستين من كنائسها. في العام 1825 بني مسجد السوق وفي عام 1832 دخلت المدينة ضمن حكم إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا ورغم أن حكمه للمدينة لم يستمر لعشرة سنوات متواصلة إلا أنه أبدى اهتمامًا خاصًا بها، فأقام بها ثكنة عسكرية وعيّن عليها مديرًا مرتبطًا به مباشرة، وبعد خروج الحكم المصري وعودة المدينة إلى حضن العثمانيين أعلنتها الحكومة قائممقامية عام 1834 وقسّمت القائممقامية إلى أربعة أقضية يرأس كل قضاء مدير، وقد تبعت لوالي طرابلس، في عام 1874 أسس تجار المدينة شركة «مؤسسة تبغ اللاذقية» وأعلنت الدولة العثمانية حصر التبغ في المدينة، ثم أسست «خان الدخان» عام 1892 ليكون مقرًا للشركة، وقد غدا الخان مقر الحاكم العسكري الفرنسي ثم متحف المدينة الوطني بعد الاستقلال. أصيبت المدينة بوباء الكوليرا أو ما كان يعرف وقتذاك الهواء الأصفر العام 1848، لكن الأوضاع أخذت تتحسن بعد ذلك، فأنشئت مدارس ابتدائية وإعدادية في المدينة عام 1859، ودخلها الهاتف عام 1862 والتلغراف عام 1863 من خلال ربطها مع كل من طرابلس وحلب وإسطنبول. ثم تمّ توسيع السوق عام 1865، وربطت المدينة مع قبرص هاتفيًا من خلال سلك تحت الماء عام 1872، ما أوجب وجود مترجمين في مراكز البريد والتلغراف فيها، وباستثناء انتقال أحداث فتنة 1860 بين المسيحيين والمسلمين إليها، فلا يوجد ما يعكّر صفو النصف الثاني من القرن التاسع عشر. يذكر التاريخ أن سكان المدينة قد عاشوا أربعين يومًا في الحقول والعراء إثر تخوفهم من زلزال كاذب في مارس 1872 ثم في أبريل من العام نفسه، لكن شيءًا لم يحدث، وإنما الذي حدث، هو انتشار وباء الكوليرا من جديد عام 1875 حتى اضطر سكان المدينة لهجرانها نحو القرى المجاورة خوفًا من العدوى أو الموت، إذ إن عدد حالات الوفاة اليومية قدرت بثلاث إلى خمس حالات. شهدت المدينة أول إحصاء سكاني عام 1880، أظهر أن عدد سكانها حوالي العشرة آلاف نسمة، ثم شهد عام 1893 إحصاءً ثانيًا أظهر أن عدد سكانها قد ارتفع إلى اثنين وعشرين ألف نسمة، وشهد عام 1895 افتتاح أول مدرسة ثانوية في المدينة؛ وحوّلت المدينة إلى متصرفية عام 1908 إثر انقلاب حزب الاتحاد والترقي. ومع بداية القرن العشرين، أطلقت في المدينة أول صحيفة منها كانت تدعى «اللاذقية» تلتها صحيفة «المنتخب» عام 1910 و«أبو النوّاس» عام 1911، أما آخر حاكم عثماني على اللاذقية فهو رشيد بك طليع، إذ احتلت خلال متصرفيته اللاذقية الجيوش الفرنسية وذلك في 5 نوفمبر 1918. التاريخ الحديث بعد خروج العثمانيين خضعت المدينة للحكم الفرنسي المباشر، ورغم أنها شكليًا اعتبرت جزءًا من المملكة السورية العربية في دمشق ومثلت في مجلسها النيابي بستة مقاعد إلا أن سلطة المملكة لم تكن موجودة على أرض الواقع. بعد سنتين وإثر سقوط المملكة السورية وقيام الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان أعلن الجنرال هنري غورو في 31 أغسطس 1920 ميلاد «دولة العلويين» ومن ثم حوّل اسمها إلى «حكومة اللاذقية» مع وضعها تحت الإدارة المباشرة الفرنسية؛ بلغت مساحة هذه الدولة 7000 كم2 وعدد سكانها 300,000 نسمة، وهي تشمل إضافة إلى اللاذقية الأقضية التي كانت تابعة لها زمن العثمانيين أي الحفة وجبلة وبانياس، ومناطق كانت سابقًا تابعةً لطرابلس أي تلكلخ وصافيتا وطرطوس وجزيرة أرواد، لكي يتناسب الاسم بشكل أكبر مع المضمون فصل لواء جسر الشغور عن حلب ولواء مصياف عن حماة لكونهما ذوي غالبية علويّة وألحقا بالدولة التي لم تشمل لواء إسكندرون رغم أنه ذو غالبية عربية بسبب مطالب تركيا به. ظلّت الدولة تحكم بشكل مباشر من قبل الفرنسيين ولم يوضع لها دستور محدد، غير أن الحاكم الفرنسي الجنرال نيجر أنشأ مجلسًا تمثيليًا له صلاحيات المجلس النيابي مكون من سبعة عشر عضوًا منهم عشرة علويين وثلاثة سنّة وثلاثة مسيحيين وإسماعيلي واحد، في الدورة الأولى للمجلس التمثيلي عيّنت فرنسا جميع النوّاب لكن في الدورات اللاحقة عيّنت الثلث وانتخبَ الثلثان. في 28 يونيو 1922 أعلن هنري غورو ميلاد «الاتحاد السوري» بين حكومات دمشق وحلب واللاذقية بعدما لمس رغبة الشعب العارمة بالوحدة. عيّن المفوض الفرنسي مجلسًا تأسيسيًا من خمسة عشر عضوًا؛ خمسة أعضاء عن كل دولةٍ مهمتها انتخاب رئيس الدولة والإشراف على عمل الوزارة التي سيشكلها وقد مثّل مدينة اللاذقية في المجلس إسحق نصري وعبد الواحد هارون. في 5 ديسمبر 1924 أعلن الجنرال غورو حل الاتحاد وإقامة الوحدة بين حكومتي دمشق وحلب فقط مع بقاء حكومة اللاذقية مستقلة، وبعد أقل من شهرين في 15 يناير 1925 عيّن الجنرال سراي مفوضًا ساميًا جديداً الذي صرح في 19 يناير أن أبناء الدولة السورية وكذلك حكومتي اللاذقية وجبل العرب هم من وجهة النظر الخارجية من «التابعية السوريّة». جاء تصريحه في أعقاب تصاعد المطالب المنددة بالانفصال ومن أبرزها «حزب الاستقلال»، وعلى أرض الواقع فإن أحدًا لم يؤيد حكومة اللاذقية المستفة عدا بضعة زعماء عشائر علويّة، بينما وقف أغلب الشعب بجميع أطيافه ضدها، ويذكر في هذا الصدد صالح العلي وأنصاره الذين قادوا ثورة مسلحة ضد فرنسا لمدة أربع أعوام وهم علويون. أخيرًا في 5 ديسمبر 1936 أعيدت حكومة اللاذقية إلى سوريا مع احتفاظها باستقلالها المالي والإداري، ثم قرر نواب المحافظة التخلي عن هذا الاستقلال المالي والإداري، وأصدرت الحكومة برئاسة جميل مردم بك خلال رئاسة هاشم الأتاسي قرارًا بتعيين مظهر أرسلان أحد أركان «الكتلة الوطنية» كأول محافظ على المدينة بدلاً من الحاكم الفرنسي شلوفر الذي تحّول لقبه إلى المفوّض السامي فيها. إثر عدم تمرير فرنسا للمعاهدة السوريّة-الفرنسيّة (1936) -الناظمة للعلاقة بين الدولتين والتي تنصّ على استقلال منقوص لسوريا- أعادت فرنسا استقلال حكومة اللاذقيّة: عمّت الإضرابات والعصيان المدني في 6 فبراير 1939 ثم في يونيو 1939 بسبب قضيتي «لواء إسكندرون» والاستقلال، وعادت المفاوضات مع فرنسا حول الوحدة، وأخيرًا أعيدت الوحدة مع إعلان استقلال سوريا في 20 ديسمبر 1942، ثم زارها (19 مارس-23 مارس 1944) الرئيس شكري القوتلي، ليكون أول رئيس يزور المدينة في التاريخ الحديث وأول حاكم لسوريا يزورها منذ أن زارها السلطان الأشرف في القرن الثالث عشر. تركزت المظاهرات خلال تلك الفترة حول موضوع جلاء الجيش الفرنسي عن سوريا، وفي 5 يوليو 1945 اندلعت احتجاجات مسلّحة ضد الوجود الفرنسي في المدينة بفعل الغضب المتفاقم من العدوان الفرنسي على البرلمان السوري (29 أيار 1945) أدت إلى مقتل عشرين شخصًا وجرح حوالي السبعين. في 21 يوليو 1945 قرر مجلس المدينة في خطوة تحدٍّ لفرنسا إعادة تسمية الشوارع بأسماء عربية بدلاً من أسمائها الفرنسية والعثمانية وهي الأسماء التي لا تزال مستعملة حتى اليوم، أدّت الثورة إلى جلاء جزئي للجيش الفرنسي عن المدينة في 5 أغسطس 1945 ثم جلاءه الكامل في 21 مارس 1946، وقد استكملت سوريا جلاء القوات الفرنسية عن أراضيها في 17 أبريل 1946. بعد الاستقلال صدر مرسوم تأسيس شركة مرفأ اللاذقية العام 1950 ووسّع عامي 1956 و1975 ما ساهم في جذب رؤوس الأموال وزيادة عدد سكان المدينة، حتى بلغ 45000 نسمة العام 1948، واضطرت الحكومة لحفر آبار ارتوازية لتأمين مياه الشرب مع تزايد عدد السكان، وذلك عامي 1953 و1963 ثم أنشئ عام 1971 سد نهر السن الذي يؤمن الماء للمدينة حتى اليوم؛ وبنتيجة توسعها شملت المدينة العديد من القرى التي كانت خارج حدودها الإدارية في السابق كقنينص والبساتين، وفصلت عنها محافظة طرطوس العام 1966؛ ثم صدر مرسوم تأسيس جامعة تشرين الحكومية عام 1971 وبدأ الدوام فيها عام 1973، كذلك فقد تم ربطها بدءًا من 16 نوفمبر 1975 بأطول خط سكة حديد في سوريا يتجه من دمشق نحو حمص واللاذقية فالقامشلي، ووضع عام 1950 أول مخطط تنظيمي للمدينة عدّل ثلاث مرّات خلال عقد الستينات فقط نتيجة تطور المدينة وزيادة مشاريعها العمرانية والتجارية. من ناحية الحروب والمعارك فقد نشبت قبالة شواطئ المدينة معركة اللاذقية البحرية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي عام 1973، والتي أفضت لغرق خمسة سفن حربية سوريّة. سكان المدينة التوزع الديموغرافي بالنسبة للتوزع العرقي والإثني للسكان، فغالبية السكّان من العرب السوريين إلى جانب وجود نسب قليلة من المجموعات العرقية كالتركمان والأكراد والسريان والأرمن التي يبلغ عدد أفرادها، هناك أيضًا مجموعة صغيرة من ذوي الأصول اليونانية. في أعقاب حرب 1948 أقيم في المدينة وحتى اليوم مخيم للاجئين الفلسطينيين تشرف عليه وكالة غوث اللاجئين وهو من المخيمات الصغيرة الحجم ويبلغ عدد قاطنيه 6,500 وهي يعتبر من المخيمات غير الشرعيّة أقيم بحكم الأمر الواقع عام 1956 وأغلب قاطنيه تعود أصولهم ليافا والجليل، وبنتيجة توسعات المدينة فقد غدا المخيم جزءًا منها غير أنه لا يزال ذو حدود واضحة. يتكلم السكّان اللغة العربية وفق اللهجات الشامية وتتخصص المدينة بنوع من اللهجة الشامية هو اللهجة الساحلية، عمومًا فإن انتشار هذه اللهجة يرتكز بشكل مكثّف في بعض المناطق كحي الصليبة، وترتكز اللهجة بمطّ الألف أو قلبها واوًا في بعض الألفاظ. شهدت اللاذقية ازدهارًا ديموغرافيًا كبيرًا ونموًا سكانيًا مطردًا منذ بداية القرن العشرين وتسارع النمو السكاني في أواسط القرن بسبب تزايد أهمية المدينة وتوسع سوق علمها؛ شكلت الهجرة من الريف عماد التوسع؛ ولايزال حتى يومنا هذا قسم كبير من سكان المدينة قيودهم في سجلات الدولة الرسمية في القرى والبلدات المحيطة باللاذقية؛ إن هذا من شأنه أن يعيق عمليات الإحصاء السكاني أو وضع عدد دقيق للسكان أو نسب محددة لتوجهاتهم. مشاكل المدينة كعدد كبير من مدن سوريا والشرق الأوسط عمومًا تعاني اللاذقية من التلوث، على رأسها تلوث الهواء من تأثير عوادم السيارات، كما تقول لمى الأحمد مديرة البيئة في المدينة، هناك أيضًا التلوث الناجم من مخلفات المصانع خصوصًا الحديد والإسفلت وزيت الزيتون في ضواحي المدينة فضلاً عن التلوث الناجم عن المبيدات الحشرية، أغلب هذا التلوث يؤثر بشكل غير مباشر على المدينة، فهو مثلاً يهدد منابع نهر السن المصدر الرئيسي لمياه الشرب فيها. ثالث المشاكل الازدحام المروري والاختناقات التي تحصل في ساعات الذروة، إلى جانب اختفاء المرائب الخاصة أو العامة في المدينة بحيث توضع السيارات غالبًا أمام البناء، قال مدير مجلس المدينة أنه سيسعى إلى استحداث مرائب عامة وخاصة بهدف تقليل انتشار هذه الظاهرة، إلى جانب قوله بأنه سيعمل على توسيع الطرق المحوريّة الهامة التي تقع الاختناقات فيها كساحة عدن وشارع المغرب العربي وشارع الثامن من آذار. أبرز المشاكل، وكعدد المدن السوريّة، فإن أطراف المدينة تتكاثر بها الأبنية العشوائيّة الغير خاضعة لمخطط التنظيم الإداري للمدينة كأحياء قنينص والرمل الفلسطيني وبعض مناطق سكنتوري، تعاني مناطق العشوائيات من الإهمال إن كان بالطرقات أو دراسة قابلية البناء أو تخديم المنطقة بشكل عام، وكأمر واقع فإن أسعار الشقق السكنية في هذه المناطق هي ثلث أسعار سائر مناطق المدينة وغالبية سكانها من صغار الكسبة سواءً عملوا في القطاع العام أو القطاع الخاص؛ ارتفاع أسعار العقارات في المدينة في أعقاب لجوء عدد كبير من العراقيين إلى سوريا إثر الغزو الأمريكي أفضى إلى عدم عودة الأسعار إلى ما كانت عليه مطلقًا وولد شغورًا بحوالي خمس وعشرين ألف شقة فارغة لا طلب عليها بسبب عدم توفر السيولة النقديّة للمواطنين، في ظل غياب مشاريع حكوميّة أو خاصة لسكنٍ بأسعار مخفضة، ما دفع العديد من الأزواج للإقامة في الأرياف المخدّمة قرب المدينة، وكذلك حال العمالة الوافدة من الداخل السوري: هناك ظاهرة لافتة في الساحل السوري من ناحية انتشار العمران، إن من ينظر من نافذة طائرة محلقة فوق المناطق الساحلية في سوريا، سوف يدهشه منظر انتشار العمران، حتى ليكاد يتخيل نفسه أمام مدينة واحدة لا مدن متناثرة متباعدة عن بعضها البعض. هنا تحولت المدن إلى مراكز أخطبوطية، وذلك من جراء انتشار العمران على طول الطرق الممتدة منها إلى الريف. فكل مدينة في الساحل السوري أصبحت تتكون من مركز (جسم الأخطبوط) وأذرع ممتدة خارجها باتجاه الريف، وتنطبق الظاهرة نفسها على التجمعات السكانية في الريف من القرى والبلدات. هذه الظاهرة سوف تستمر في المدى الاستشرافي، بحيث تتشكل ما يمكن تسميته بالمدن المنتشرة، بدلاً من المدن المجمعة، وسوف يتغير مفهوم المدينة كثيرًا في المستقبل، في الساحل السوري، بحيث يتحول الساحل كله إلى مدينة، تشكل حقول الريف حدائقها. الديانة كانت اللاذقية مدينة سنيّة من الناحية التاريخية، أدّت السياسة الديموغرافية في عهد حافظ الأسد والتي عرفت «بالعلوية» إلى انتقال الكثير من العلويين من المناطق الريفية النائيّة إلى المدينة. وفقاً لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اعتبارًا من عام 2010، وهو العام الأخير الذي تتوفر فيه أرقام إحصائية موثوقة، بلغ عدد سكان اللاذقية حوالي 400,000 نسمة، وشكٌل المسلمون أغلبية سكان المدينة مع حوالي 90% من مجموع السكان، المدينة بحد ذاتها ذات غالبية سنيّة بينما محيطها وتوسعاتها ذات غالبيّة علويّة، أما في مدينة اللاذقية فشكّل المسلمون السنة حوالي 50% والعلويون حوالي 40% والمسيحيون حوالي 10%، أما محافطة اللاذقية بحسب رأي إيفان مانحيم أحد الباحثين الإمريكيين فإنه مع التقريب تبلغ نسب التوزع الطائفي فيها، 70% للطائفة العلويّة، بينما المسيحيون 14% والسنّة 12% حيث يتركز السنّة عند الساحل والعلوية في الجبال أما سائر الأقليات الإسلامية كالإسماعيليين فيشكلون حوالي 2%. والإحصاء الوحيد الذي لحظ التوزع الطائفي يعود لعام 1932 وهو يشمل دولة اللاذقية برمتها. تؤدي الفرق الإسلامية شعائر العبادة في المساجد نفسها في المناطق المختلطة، وبغض النظر عن بعض التشنج في الخطاب الطائفي الذي رافق الاحتجاجات السورية 2011 فإن المدينة لا تعاني من توتر طائفي. يتركز العلويون في ضواحي المدينة الشمالية والشرقية، في حين يتركّز السنّة في وسطها وفي الضاحية الجنوبية «الرمل الفلسطيني»، وهي المنطقة الأفقر في المدينة. ويعيش المسيحيون في ما يُعرف بحي «الأمريكان» الذي سُمّي على هذا النحو تيمّناً بالمدرسة البروتستانتية التي أنشأتها المبشرون الأمريكيين. أهم المعالم الإسلامية في المدينة تتمثل بالمساجد القديمة التي ترقى للحقبتين المملوكية والعثمانية، كمسجد أرسلان باشا الذي بني بأمر من والي بغداد عام 1650، والمسجد الجديد الذي يحاكي نوعًا ما في بنائه بناء المسجد الأموي في دمشق ويرقى تاريخ بنائه إلى عام 1724، وهناك أيضًا الجامع الكبير، الذي يعتبر أقدم مساجد الساحل السوري ويرقى تاريخه لحوالي العام 1370؛ وإلى جانب المساجد القديمة هناك المساجد المبنية على طراز معماري حديث كجامع الجود وجامع العجان وجامع ياسين؛ كما تحوي المدينة، مدرسة شرعية ومعهدًا لتحفيظ القرآن، فضلاً عن عدد من المقامات كمقام أبي الدرداء والإمام البطرني، الذي أزيل مع توسيع المرفأ. شكّلت اللاذقية ومنذ القرون الأولى مركزًا هامًا للمسيحية، وتعود أقدم الكنائس المكتشفة إلى القرن الثالث، في حين أن المسيحية في سوريا الداخلية لم تصبح دين السكان حتى أواخر القرن الرابع. وبطبيعة علاقاتها التجارية مع اليونان فقد طغى المذهب البيزنطي الأنطاكي عليها، على عكس سوريا الداخلية خصوصًا في أريافها حيث انتشر الطقس السرياني، لكن للطقس السرياني وجوده التاريخي في المدينة إذ يذكر التاريخ رسامة أسقف من كنيسة السريان الأرثوذكس عام 578. وتختلف النسبة التقريبية للمسيحيين في اللاذقية وهي تتراوح بين 10 إلى 18% من مجموع السكان، يأت في مقدمتهم الروم الأرثوذكس الإنطاكيون وهم يشكلون غالبية ساحقة من مسيحيْ المدينة، يليهم الموارنة والأرمن الأرثوذكس رغم أن أغلب نفوسهم في بلدة كسب الواقعة على الحدود مع تركيا، إلا أن قسمًا كبيرًا منهم يقيم في المدينة بشكل دائم. تاريخ الأرمن في المدينة يرقى للقرون الوسطى، أي قبل النزوح الأرمني العام 1915، إذ كان للأرمن كنيسة وفندق في اللاذقية في القرن الرابع عشر، محولين المدينة إلى مركز في طريق الحج إلى القدس. هناك أيضًا عدد من اللاتين ويتبع لهم أيضًا عدد من العائلات السريانية الكاثوليكية والأرمنية الكاثوليكية، إذ إن أبناء هاتين الطائفتين لا كنائس لهم بسبب قلة عددهم؛ هناك أيضًا عدد قليل من الروم الكاثوليك والإنجيليين موزعين على ثلاث كنائس معمدانية وكنيسة لوثرية. المدينة هي أيضًا مركز لعدد من الأبرشيات المسيحية، ومن المعروف أن مجمع نيقية عام 325 اعتبر اللاذقية أسقفية قائمة بحد ذاتها؛ أقدم الأبرشيات هي أبرشية الروم الأرثوذكس، ثم الأبرشية المارونيّة التي استحدثت عام 1736 وكان كرسيّها في طرابلس ثم قسمت الأبرشية إلى أبرشية طرابلس وأبرشية اللاذقية ومركزها طرطوس عام 1979؛ أما أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك فقد أنشئت العام 1964 وكان كرسيّها حتى عام 2000 في مرمريتا، في حين أن الرومان الكاثوليك المدينة يتبعون لأسقف حلب. أبرز معالم المدينة المسيحية هي كنيسة القديسة تقلا التي أعيد اكتشافها عام 1999 وترقى إلى القرن الرابع، وكنيسة القديس نيقولاوس تعود للقرن الخامس، وكنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين التي بنيت العام 1933 ويطغى عليها الطابع المعماري لعصر النهضة الأوروبيّة، في حين أن كنيسة الأرمن أو كما يطلقون عليها اسم «كيدون الأرمن» فهي تحوي على نقوش وأشكال نافرة تعود للقرن الثالث عشر. من المعروف أنه وحتى العام 1948 كان يقطن في المدينة مجموعة يهودية تقدر ببضع المئات، إلا أنها أصغر بكثير من الجاليات التي كانت تقيم في دمشق أو حلب أو القامشلي والتي تقدر بالآلاف، بيد أن هذه المجموعة من المواطنين كان لها علاقاتها التجارية واستثمارتها الخاصة وكنيس خاص بها، حتى دعي أحد أحياء مدينة اللاذقية باسم «حي اليهود»؛ إلا أن عددًا كبيرًا من هؤلاء هاجر لدى قيام دولة إسرائيل ولحقهم قسم أكبر إثر حرب الأيام الستة عام 1967 وانتشار اللغط بين اليهود والصهيونية؛ وقد اختفى اليوم الوجود اليهودي من المدينة، ولم يبقَ منه سوى اسم «حي اليهود»؛ وهذا ما حصل مع جميع الجاليات اليهودية في سوريا أيضًا. اللاذقية الرسمية لكونها مركز محافظة، فإن جميع وزارات الدولة وهيئاتها تمثل بمديريات عامة في المدينة، هناك أيضًا عدة ثكنات على أطرافها تتبع لوزارة الدفاع ومقرّات للجمعيات والهيئات الحكومية كهيئة دعم تنظم الأسرة؛ كذلك تحوي المدينة على نقابات واتحادات للعمال والفلاحين والطلبة. يوجد في المدينة أيضًا عدد من القنصليات والبعثات الرسمية الأجنبية، كالقنصليات البريطانية والفرنسية وعدد آخر كان أحدث ما اُفتتح منها القنصليّة الإسبانية عام 2010. أما بالنسبة للنشاط الحزبي، فينشط بها عدد من الأحزاب أهمها حزب البعث العربي الاشتراكي وتحوي المدينة مركز قيادة الحزب لفرع المنطقة الساحلية في سوريا؛ وإلى جانب حزب البعث تنشط عدد من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية أبرزها الحزب الاشتراكي العربي والحزب الشيوعي السوري والحزب السوري القومي الاجتماعي، هناك أيضًا النفوذ السياسي المحلي، لبعض العائلات ووجهاء المدينة. بموجب قانون الانتخابات السوري فإن المحافظة هي الدائرة الانتخابية، وتمثّل محافظة اللاذقية بسبعة عشر ممثلاً في مجلس الشعب؛ الحال نفسه بالنسبة لانتخابات المجالس المحليّة حيث تعتبر المدينة دائرة واحدة غير مقسّمة على أحياء، وتنتخب مجلسًا بلديًا يرأسه رئيس مجلس المدينة، أما بالنسبة للتقسيمات المحليّة فهي مقسمة إلى واحد وعشرين حيًا يرأس كل حي مختار معيّن من قبل وزارة الإدارة المحلية ويشكل صلة الوصل معها؛ يرأس محافظة اللاذقية محافظ معيّن من قبل رئيس الجمهورية ويعاونه رئيس مجلس المدينة ومجلس مدينة اللاذقية المنتخب؛ تحوي المدينة أيضًا على عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني. الاقتصاد إلى جانب كون اقتصاد المدينة يعتمد على السياحة عمومًا، فهو يعتمد أيضًا على المنشآت الصناعية والتجارية إذ ينشط فيها بنوع خاص بحكم موقعها، المخلصون الجمركيون ومكاتب الاستيراد والتصدير، إذ يعتبر مرفأ اللاذقية الميناء الأول لسوريا على البحر وعن طريقه تتم أغلب عمليات الاستيراد والتصدير إلى سوريا وإلى العراق أيضًا، وهو ذو سعة التخزين مقدرة بحوالي 620 ألف حاوية، موزعة على 23 رصيف، وقد بلغ عدد السفن التي أمّته عام ( 2007 ) 1800 سفينة. تنتشر الزراعة في السهول المحيطة بالمدينة وخصوصًا زراعة الزيتون والحمضيات وتشكل رافدًا لاقتصادها، أما أهم المحاصيل فهو التبغ الذي نال شهرة عالمية وعرف باسم «تبغ اللاذقية» أو «الدخان المدخون»، وله مؤسسة ترعاه منذ 1774 وهو حاليًا محتكر من قبل الدولة. الصناعات الأخرى في المدينة تتوزع بين القطاعين العام والخاص، وهي تشمل صناعات الإسفلت والألمنيوم والغزل والنسيج والرخام والجص والصناعات الغذائية والآثاث المنزلي وأجهزة الطاقة والسجاد والأدوية إلى جانب الصناعات والحرف اليدوية والتقليدية. تحوي المدينة أيضًا على منطقة تجاريّة حرة استحدثت عام 2002. كذلك ينشط في المدينة عمل المصارف وشركات التأمين التابعة للقطاع العام والقطاع الخاص، ومنها المصرف المركزي بفروعه الأربعة والمصرفين الزراعي والصناعي ومصرف التسليف الشعبي وصندوق توفير البريد وجميعها تتبع القطاع العام، ومصرف سوريا والمهجر وبنك عودة والبنك السعودي الفرنسي والبنك السوري الأردني والبنك العربي وبنك المشرق، أما شركات التأمين فأكبرها سوريا للتأمين، وكذلك يوجد في المدينة شركات للصرافة وتحويل العملات. خدمات عامة النقل والمواصلات نفذت محافظة اللاذقية عددًا من المشاريع الهادفة لدعم وتطوير البنية التحتية في المدينة منها مشروع عقدة ساحة اليمن ودوار الشيخ ضاهر؛ الشارع الرئيسي في المدينة هو شارع جمال عبد الناصر الذي يقابل الواجهة البحرية للمدينة ومن ثم يتابع مع شارعي بور سعيد والمغرب العربي، وكذلك شارع الثامن من آذار وامتداده في شارعي بغداد وأنطاكية الذي ينفتح على شارع سوريا ومنه إلى شارع الجمهورية وشارع عبد القادر الحسيني المؤدي إلى خارج المدينة، ويشكل نقطة الاتصال مع منطقة الزراعة من ناحية ثانية. أما عن طرق المواصلات الخارجية، فهناك الطريق السريع بين اللاذقية وحلب والذي يمرّ في جسر الشغور وإدلب أيضًا، والطرق السريع الساحلي الذي يصل مع طرطوس ومنها يخترق جبال الساحل متفرعًا إلى فرعين الأول نحو طرابلس وبيروت في لبنان والثاني نحو حمص ودمشق في الداخل السوري، كذلك هناك طريق سريع يربط بين المدينة وأريحا في محافظة إدلب وطريق آخر يربطها مع أنطاكية في تركيا. أما بالنسبة للقطار والسكك الحديدية، فإن من اللاذقية تنطلق أكبر سكة قطار في سوريا، فهي تبدأ من المدينة وتنتهي في القامشلي بعد أن تمر بكل من الحسكة ودير الزور والرقة ومدينة الثورة وحلب وادلب وغيرها من البلدات والمدن الفرعية؛ كذلك فإن سكة القطار الجنوبية التي تبدأ من درعا وتتجه نحو دمشق فحمص، تتفرع عند حمص شمالاً نحو حماة وحلب وغربًا نحو طرطوس واللاذقية، ويبلغ عدد المتنقلين عبر القطارات 77,000 مواطن شهريًا. ويوجد في منطقة حميم على بعد 23 كم من المدينة مطار باسل الأسد الدولي الذي يؤمن النقل الداخلي إضافة إلى 36 وجهة خارجية، ويبلغ طول مهبط الطائرات به 2800 متر وعدد الرحلات السنوية حسب إحصاءات ( 2005) 1100 رحلة. النقل البحري يتم عبر مرفأ اللاذقية وقد بلغ عدد الوافدين والمغادرين عبره عام 2009 حوالي 16,000 شخص، وهو مرتبط بستة خطوط بحرية مع الإسكندرية ومرسين وأزمير وفماغوستا في قبرص وبيروت. إلى جانب السيارات الخاصة، هناك ثلاث وسائل نقل عامة للتنقلات الداخلية، أولها حافلات النقل العام التابعة لمديرية النقل الداخلي ووزارة المواصلات، وهي تؤمن عمليات نقل المواطنين على خطوط محددة مسبقًا بشكل مغلق، ويبلغ عدد هذه الخطوط العاملة في الوقت الراهن سبعة خطوط وإحدى وثمانين حافلة؛ أما الوسيلة الثانية فهي الميكروباص، اقتصر استعماله منذ 2002 على ضواحي المدينة، ويؤمن أيضًا التنقل إلى القرى والبلدات المحيطة كالقرداحة وجبلة وغيرها. التعليم تعتبر نسبة الأمية في سوريا متراجعة، وهي في اللاذقية بشكل خاص أقل بكثير من متوسط نسبة سوريا العام، إذ إنها لا تتجاوز 3.5% من مجموع السكان، وتقتصر على كبار السن وبعض البدو الذين يستقرون في خارج المدينة على الطريق السريع نحو حمص ويعتاشون على بيع الماشية ومنتجاتها. تنتشر المدارس الحكوميّة وإلى جانبها المدارس الخاصّة أقدمها الكلية الوطنية الخاصّة والتي لم يشملها قانون التأميم لكونها تابعة للوقف الأرثوذكس، ومن أحدثها واحة الشام؛ كان عدد المدارس الخاصة أكبر في السابق، بيد أن احتكار الدولة لقطاع التعليم في أعقاب ثورة الثامن من آذار عام 1963 أدى إلى تأميمها ومنها مدرسة راهبات الكرمل والمرسلين الإمريكيين؛ ولم يسمح بإعادة الاستثمار بقطاع التعليم من خلال القطاع الخاص إلا في عام 2004. أما بالنسبة للجامعات الخاصة، فإن الاستثمار في هذا القطاع كان حكرًا على الدولة حتى عام 2004 أيضًا، بيد أن وجود جامعة تشرين في المدينة، وتوجه المستثمرين نحو المناطق التي تعتبر الجامعات الرئيسية بعيدة عنها، جعل من سوق الجامعات في اللاذقية محدودًا، إلا أن ذلك لم يمنع من قيام عددٍ من الجامعات الخاصة في المدينة كجامعة الفارابي للدراسات العليا، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التي تشرف على إدراتها جامعة الدول العربية. بخصوص جامعة تشرين فهي تتكون من ثمانية عشر كلية، وإلى جانب التعليم النظامي تحوي الجامعة على التعليم المفتوح والتعليم الموازي وعدد من المعاهد العالية والمتوسطة، ويبلغ عدد طلاب جامعة تشرين حوالي 37,000 طالب، حوالي 1500 منهم دراسات عليا. الصحة تُدير الحكومة السورية ثلاث مستشفيات كبيرة في المدينة، هم مشفى الأسد الجامعي والمشفى الوطني ومشفى جامعة تشرين، كذلك تدير الحكومة عددًا من المستوصفات والمراكز الصحية وتقوم بتوزيع اللقاحات الطبية مجانًا في المراكز الصحية التي تديرها أو في المدارس؛ وإلى جانب المشافي الحكومية يوجد المشافي الخاصة التي سُمح بالاستثمار الخاص بها بدءًا من 2004 ويتزايد عددها باطراد في المدينة؛ وبحسب إحصاءات العام 2008 فإن استطاعة هذه المشافي 1278 سريرًا بمعدل سرير لكل 663 مواطن أما المراكز الصحية فيبلغ عددها 94 بمعدل 9000 مواطن لكل مركز، أما عدد الأطباء العاملين فهو حوالي 1700 طبيب بمعدل طبيب لكل 500 مواطن، هناك أيضًا حوالي 900 طبيب أسنان وحوالي 450 صيدلية. كذلك تدير الجمعيات الخيرية عددًا من المستوصفات والمراكز الصحية شبه المجانية كمستوصف جمعية المواساة الإسلامية في حي الصليبة، وأخذت العيادات التجميلية تشقّ طريقها إلى المدينة، ويجري العمل على استحداث مركز لعلاج الأورام السرطانية. الثقافة الرياضة تحوي المدينة إن كان من ناحية النشاطات أو من ناحية التجهيزات على عدد وافر من الأنشطة الرياضية، كما أنها استضافت عام 1987 دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الرياضية العاشرة؛ وتعتبر كرة القدم الأكثر شعبية في المدينة، وهي موطن ناديين هما نادي حطين الذي تأسس عام 1945 ونادي تشرين الذي تأسس عام 1947. الرياضات المائية تحتل نصيبًا هامًا في النشاط الرياضي، وينظم سنويًا عدة سباقات تختص بالرياضات المائية كالسباق الدولي لليخوت الشراعية، كذلك يقام في المدينة سنويًا مسابقة خاصة بالفروسية وركوب الخيل، وكذلك القفز المظلي. المدينة الرياضية باللاذقية تحوي على عدد من الصالات الرياضية المغلقة والمفتوحة ومسبحين أولمبين، تختصّ بمختلف أنواع الرياضات كما تحوي على ستاد لكرة القدم، كذلك يوجد ستاد آخر هو ستاد الأسد الرياضي في شارع أنطاكية وهو يتسع لحوالي 35,000 ألف متفرج. السياحة تعتبر اللاذقية من المدن السياحيّة في سوريا وهي تتكون من سياحة داخلية يقوم بها سوريون، والسياحة الخارجية، بحسب تقديرات وزارة السياحة السورية فإن عدد السيّاح الخارجيين سنويًا هو 500,000 سائح. وبنتيجة ذلك فإن المدينة تحوي على عدد كبير من المرافق السياحيّة والمنتجعات منها الشاطئ الأزرق وميرديان اللاذقية وروتانا أفاميا الذي يحوي 246 شقة وفيلا على البحر. إلى جانب السياحة الترفيهية فإن السياحة التاريخية تعتبر هامة في المدينة، إذ إنه على مقربة من المدينة يتواجد أربعة قلاع، تعود للحقبة الصليبية إلى جانب سائر الأطلال الأثرية والمباني التي تعود للحقب المملوكية والعثمانية. بلغت قيمة استثمارات الحكومة في القطاع السياحي ضمن محافظة اللاذقية بحوالي 27 مليار ليرة سورية العام 2009 لتأتي اللاذقية ثالثًا بعد دمشق وريف دمشق، وينمو المعدل السياحي في سوريا بشكل متسارع إذ بلغت عائدات هذا القطاع العام 2000 حوالي 450 مليون ليرة وأصبحت بحلول العام 2009 حوالي مليار ليرة، ومن 1.7 مليون سائح عام 2000 إلى سبعة ملايين سائح عام 2010. المتاحف ودور الثقافة متحف اللاذقية بحد ذاته يعتبر بناءً أثريًا يقع قبالة واجهة المدينة البحرية، وقد شيد عام 1847 ومن ثم حوّل إلى مقر شركة تبغ اللاذقية عام 1898 ودعي «خان الدخان»، في عام 1904 تم إضافة الطابق العلوي للبناء، ثم اشترته فرنسا عام 1919 وغدا مقر الحاكم العسكري الفرنسي في المدينة؛ أعادت البلدية شراءه عام 1978 وافتتح رسميًا كمتحف للمدينة عام 1986. وهو يحوي خمس قاعات كبيرة، خصص أولها للأثار المكتشفة في أوغاريت وثانيها للآثار المكتشفة في ابن هاني، والثالثة للآثار المكتشفة من الحقبتين السلوقية والرومانية والرابعة للممالك الإسلامية والأخيرة للفن الحديث. عدد كبير من مكتشفات المتحف نقلت إلى متحف دمشق الوطني أو المتاحف الخارجية كاللوفر، لعلّ أهم محتويات المتحف الحالي هو تمثال لبعل بطول 16 مترًا ويتموضع في الحديقة الخارجية. المتحف الثاني هو متحف الفن الحديث الذي تبلغ مساحته حوالي ألف متر مربع، ويتميز بقبته الزجاجية. يستضيف المتحف دوريًا معارض متعددة في مجالات مختلفة، كالرسم والنحت والتصوير الضوئي فضلاً عن معارض الكتب. تدير الحكومة أيضًا عدد من المكتبات العامة للمطالعة، وثلاث مراكز ثقافية أكبرها المركز الثقافي العربي الذي يحوي مكتبة عامة وقاعة مؤتمرات ومعهد للفنون التشكيلية ومركز اتصال بالإنترنت ومعهد للثقافة الشعبية ومسرح أوبرا هو الوحيد من نوعه في المدينة، وتدير أيضًا المسرح القومي الذي يعود ببناءه للقرن السابع عشر ومكتبة جبرائيل سعادة ضمن جامعة تشرين. المهرجانات يقام في المدينة سنويًا عدد من المهرجانات، أكبرها هو مهرجان المحبة وذلك بالفترة الممتدة بين 2 أغسطس إلى 12 أغسطس، ويمتاز بتعدد النشاطات التي يشملها فهو يحوي، أمسيات شعريّة، وعروض مسرحيّة، وأنشطة رياضية في كرة القدم والسباحة والقفز المظلي وركوب الخيل على وجه الخصوص، وعروض سينمائيّة وحفلات فنيّة، وقد أطلقت النسخة الأولى منه عام 1989؛ هناك أيضًا عدة مهرجانات سنوية كمهرجان التسوق، ومعرض الكتاب، ومعرض الزهور، ومهرجان المليودراما ومهرجان المسرحية ومهرجان الموسيقى العربية. العمارة تدل الآثار المكتشفة من مواقع مختلفة في اللاذقية ومحيطها؛ أن المدينة كانت على مستوى معماري عالي منذ العصور القديمة، استخدم به منذ الألف السادس قبل الميلاد خزف في تزيين المباني فضلاً عن الفخار الملون والخزف الذي يمتاز بزخرفته الناعمة وأشكاله المختلفة؛ أما عن النمط المعماري لهذه المنازل فهو لم يختلف كثيرًا عن النمط السائد في سوريا والعراق من حيث كون الأبنية مشيّدة من الآجر والطين على شكل غرفة مستطيلة واحدة وكبيرة، يلحق بها من الخلف فرن حجري مستدير، وعادة ما تحاط هذه الأبنية بسور من الطين أيضًا؛ واستعمل الخشب في العمارة إلى جانب الطين والآجر بدءًا من الألف الرابع قبل الميلاد. أدخلت العمارة الإغريقية ومن ثم الرومانية إلى المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث أحيطت بسور يساعد على الدفاع عنها كما شيّدت قلعة لم يبق منها شيء اليوم، إذ دمرها المماليك عام 1203. ولم تنل المدينة في العهد العثماني الكثير من الاهتمام؛ وكان الطراز العام للمنازل، بشكل بناء من الحجارة مؤلف من طابقين، يصل إلى الطابق العلوي فيه عن طريق درج حجري من الخارج؛ ويتميز النمط العثماني الحديث بالأسقف المرتفعة والغرف الواسعة المساحة فضلاً عن وجود فسحة مكشوفة للهواء الطلق يطلق عليها اسم الإيوان. أما عن عمارة المدينة ككل، فإن الكوارث الطبيعية والرطوبة العالية في الجو، تجعل من صمود الأبنية أمرًا صعبًا للغاية، بيد أن عددًا قليلاً من هذه الأبنية استطاع الصمود، ككاتدرائية القديس جرجس على سبيل المثال والمسجد الظاهري الكبير، ويمكن إعادة سبب صمود أغلب المساجد والكنائس بسبب الاعتناء الخاص ببنيتها عند الشروع بإنشائها، كما صمد أيضًا عدد من الخانات والحمامات العثمانية التقليدية، كخان الشرق الذي لا يزال يقدم خدماته إلى اليوم، وأيضًا عدد من الأسواق، كسوق الدباغين أو سوق السيّدة، وتتميز الأسواق العثمانية عادة بكونها أسواق مقبية يتخصص كل منها بنوع معين من السلع، هناك أيضًا بناء كازينو اللاذقية ومقهى شناتا الذين يعودا لبداية القرن العشرين ومقهى العصافيري المبني منتصف ذلك القرن، وهم يقدمون صورة عن الطراز العماري للمدينة وخدماتها خلال تلك المرحلة، في بعض الأزقة الداخلية من منطقتي الصليبة والعوينة يوجد منازل تعود للهزيع الأخير من القرن التاسع عشر، ورغم أن هذه الأبنية التراثية القديمة في المدينة عريقة البناء، فهي تشكل طفرة في قلب المدينة الحديثة، ما يزيد الأمر سوءًا اختفاء العناية بها، ويتولى شؤون رعايتها جمعيّة حماية تراث المدينة القديمة. تحوي المدينة أيضًا على النمط الحديث للعمارة، أي أبنية متعددة الطوابق، تحوي حديقة ومرآب وعادة ما تكون مكسوة من الخارج بالرخام. مدن شقيقة ، سوسة. ، غيلان. ، مرسين. ، فاماغوستا. ، عدن. ، جنوا. ، كورفو. ، ميسينا. ، كونستانتسا. ، ريميني. انظر أيضاً مقالات ذات صلة محافظات سوريا. خليل مشهدية وصلات خارجية اللاذقية الإلكترونية خريطة اللاذقية موسوعة اللاذقية الموقع الرسمي لمطار باسل الأسد الدولي الموقع الرسمي لمرفأ اللاذقية الموقع الرسمي لنادي حطين الرياضي الموقع الرسمي لنادي تشرين الرياضي الموقع الرسمي لصحيفة الوحدة مدارس اللاذقية الحكومية الموقع الرسمي للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الموقع الرسمي لجامعة تشرين الموقع الرسمي لغرفة التجارة والصناعة في اللاذقية الموقع الرسمي للمشفى الوطني في اللاذقية المراجع أماكن مأهولة أسست في الألفية الثانية قبل الميلاد مدن ساحلية في آسيا بلاد الشام محافظة اللاذقية مدن ساحلية في سوريا مدن سوريا مدن متوسطية مدن وبلدات ساحلية سورية مطلة على البحر المتوسط مواقع رومانية في سوريا موانئ ومرافئ
2852
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88%20%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85
بنو عصام
بنو عصام هي سلالة أمازيغية مسلمة حكمت مدينة سبتة (إسبانيا الحالية) لأربعة أجيال. كانت البلدة قد دمرت في تمرد من طرف ميسرة المدغري الذي قاد الخوارج من منطقة طنجة. في وقت ما في منتصف القرن التاسع أعاد ماجاكس زعيم قبيلة البربر بناء وإعمار سبتة وأسس سلالة حكمت المدينة حتى استولى عليها الأمويون عام 931. حكام بني عصام ماجكس وهو مؤسس الإمارة أعاد بناء سبتة وجعلها مركزا له. عصام بن ماجكس تولى الحكم بعد أبيه وبقي في السلطة إلا أن مات. مجير بن عصام الرضي بن عصام (؟-931)، واعترف بسلطة الأدارسة، ثم لما استحكم الأمر للناصر بالأندلس تنازل له الرضى عنها فافتتحها فرج بن غفير سنة 319 هـ. المراجع تاريخ سبتة سلالات حاكمة أمازيغية
2858
https://ar.wikipedia.org/wiki/20%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
20 أكتوبر
20 أكتوبر أو 20 تشرين الأوَّل أو يوم 20 \ 10 (اليوم العشرون من الشهر العاشر) هو اليوم الثالث والتسعين بعد المئتين (293) من السنة، أو الرابع والتسعين بعد المئتين (294) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 72 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1569 ـ اغتيال القائد الأندلسي محمد بن أمية قائد المورسكيين في حرب البشرات. 1798 - اندلاع ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية على مصر، وراح ضحيتها حوالي 2500 مصريًا بينما قتل من الفرنسيين 16 فردًا فقط بينهم جنرال. 1827 - وقوع «معركة نافارين البحرية» بين الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا مدعم بالأسطول العثماني والأسطول الجزائري من جهة وأساطيل بريطانيا فرنسا وروسيا من جهة أخرى. 1919 - الكونغرس الأمريكي يتبنى قانونًا يحظر كل المشروبات المسكرة في الولايات المتحدة. 1921 - فرنسا وتركيا تُوقّعان على معاهدة أنقرة التي أدّت لإنهاء الحرب الدائرة بينهما وتنازل فرنسا التي احتلّت سوريا عن الأقاليم السورية الشمالية لصالح الأتراك. 1941 - وقوع مجزرة كراغوييفاتس التي ارتكبها جنود ألمانيا النازية في صربيا. 1960 - تأسيس نادي القادسية الكويتي الرياضي. 1973 - الملكة إليزابيث الثانية تفتتح دار أوبرا سيدني وذلك بعد 15 عامًا من بدء البناء، وقد كلف المبنى 80 مليون دولار أمريكي وتم تصميمه بواسطة المصمم الدنماركي يورن أوتسون. 1977 – انقلاب عسكري في تايلاند يطيح بالحكومة المدنية. 1979 - إنعقاد أول جلسة لجامعة الدول العربية في تونس بعد انتقال مقرها من القاهرة إحتجاجًا على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وأكد المشاركون في الجلسة على إقرار العقوبات السياسية والاقتصادية بحق مصر، كما عُلقت عضويتها في الجامعة. 1981 - الاتحاد السوفيتي يمنح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية بموسكو صفة دبلوماسية. 1982 - أسوأ كارثة رياضية في روسيا بوفاة 66 شخصًا نتيجة التدافع في ملعب لوجنيكي في مباراة ضمن كأس الاتحاد الأوروبي. 1989 - فوز الكاتب الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا بجائزة نوبل في الأدب. 1998 - التوقيع على اتفاقية أضنة الأمنية بين سوريا وتركيا، وتنص على التعاون في مواجهة الإرهاب ومنع تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني على الأراضي السورية. 2002 - أُعلنَ أنه من المقرر استلام حكومة الكويت لأرشيفها الوطني من حكومة العراق التي صادرتْ الأرشيف خلال احتلالها للكويت سنة 1990. 2006 - ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يعلن عن تأسيس هيئة للبيعة يكون أعضائها من أبناء الملك عبد العزيز الذكور وأحفاده في حالة وفاة الأب، وحددت مهمة الهيئة بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد في حالة وفاة الملك، كما يقوم الملك بعد مبايعته بالتشاور مع أعضائها باختيار من يراه مناسبًا لولاية العهد أو أن تقوم الهيئة باختيار من تراه مناسبًا للمنصب. 2011 - المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يعلن عن مقتل معمر القذافي. 2017 - وُقُوع هُجوم على قوَّات أمنٍ مصريَّة في طريق الواحات في محافظة الجيزة أدَّى إلى مقتل ما بين 16 و54 عنصر أمن، وإصابة 15 شخصًا من المُهاجمين الذين رُجِّح انتمائهم لِتنظيم داعش - ولاية سيناء. هُجومان انتحارِيَّان استَهدَفا مَسجدَين في ولايتي كابول وغور الأفغانيتين أدَّيا إلى مَقتل 76 شخصًا وإصابة 65 آخرين، تبنّى تنظيمُ داعش إحدَیهما. 2018 - نحو 700 ألف شخص يشاركون في مسيرة تصويت الشعب في لندن للمناداة باقتراع عام على اتفاق انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي النهائي. 2020 - مسبار أوسايرس-ركس يهبط بنجاح على الكويكب بينو 101955 ويبدأ بجمع عينة من سطحه. 2021 - تفجير عبوتين ناسفتين بحافلة مبيت عسكرية سورية بالقرب من جسر الرئيس في العاصمة دمشق، يسفر عن مقتل أربعة عشر شخصًا ووقوع عدد من الجرحى. الإعلان عن منح جائزة سخاروف لحرية الفكر لعام 2021 للمُعارض الروسي أليكسي نافالني. 2022 - استقالة رئيسة وزراء المملكة المتحدة ليز تراس إثر أزمة حكومية وضغوط من حزب المُحافظين، لتُصبح بذلك صاحبة أقصر ولاية رئاسة وُزراء في تاريخ بلادها (44 يومًا). مواليد 1632 - كريستوفر رن، مهندس معماري إنجليزي. 1780 - بولين بونابرت، دوقة غواستالا الأولى. 1784 - هنري جون تيمبل، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1819 - علي محمد رضا الشيرازي، مؤسس الديانة البهائية ويعرف باسم «الباب». 1854 - آرثر رامبو، شاعر فرنسي. 1859 - جون ديوي، فيلسوف وعالم نفس أمريكي. 1864 - جيمس أف. هينكل، سياسي أمريكي. 1882 - بيلا لوغوسي، ممثل أمريكي. 1891 - جيمس تشادويك، عالم فيزياء إنجليزي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1935. 1894 - جومو كينياتا، رئيس كيني. 1897 - كامل كيلاني، كاتب وأديب مصري، رائد أدب الطفل في العالم العربي. 1901 - إسماعيل الأزهري، رئيس سوداني. 1910 - الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار، شيخ الجامع الأزهر. 1918 - ليلى فوزي، ممثلة مصرية. 1930 - فدوى محسن، ممثلة سورية. 1932 - روكورو نايا، ممثل أداء صوتي ياباني. 1934 - الإمبراطورة ميتشيكو، زوجة الإمبراطور أكيهيتو إمبراطور اليابان. 1942 - كرستيانه نوسلاين فولهارد، عالمة ألمانية في علم الأحياء حاصلة على جائزة نوبل في الطب عام 1995. 1944 - راوول لامبرت، لاعب كرة قدم بلجيكي. 1946 - إلفريدي يلينيك، روائية نمساوية حاصلة على جائزة نوبل في الأدب عام 2004. 1949 - صفية العمري، ممثلة مصرية. 1951 - كلاوديو رانييري، لاعب ومدرب كرة قدم إيطالي. 1955 - توماس نيومان، موسيقي أمريكي. 1956 - داني بويل، مخرج إنجليزي. 1957 - سلوى الجسار، سياسية كويتية. 1958 - فيجو مورتينسين، ممثل أمريكي. 1961 - إيان راش، لاعب ومدرب كرة قدم ويلزي. 1969 - هيلمان ميكاليلي، لاعب كرة قدم جنوب أفريقي. 1970 - ساندر بوشكر، لاعب كرة قدم هولندي. تشافو غوريرو، مصارع مكسيكي. 1971 - داني مينوغ، مغنية أسترالية. سنوب دوغ، مغني أمريكي. 1974 - عبير الوزان، مذيعة كويتية. 1976 - سمية الخشاب، ممثلة مصرية. نيكولا ليغروتالي، لاعب كرة قدم إيطالي. ندى فاضل، ممثلة ومذيعة لبنانية. 1980 - نايل ماتر، ممثل كندي. أميرة نايف، ممثلة أردنية تعمل في مصر. 1981 - فرانشيسكو خافيير رودريغيز، لاعب كرة قدم مكسيكي. 1982 - ليز نوردين، سياسية سويدية. 1983 - دانية شافعي، مذيعة سعودية. 1984 - فلورينت سيناما بونغول، لاعب كرة قدم فرنسي. 1986 - علي كاكولي، ممثل كويتي. 1988 - بلقيس، مغنية يمنية / إماراتية. كانديس سوانبول، ممثلة وعارضة أزياء جنوب أفريقية. ريسا نيغاكي، مغنية يابانية وفيات 1139 - هاينريش العاشر، دوق بافاريا. 1187 - أوربان الثالث، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الفاتيكان. 1569 ـ محمد بن أمية، قائد أندلسي. 1740 - الإمبراطور كارل السادس، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. 1890 - السير.ريتشارد فرانسيس برتون، مستكشف وكاتب ومترجم إنجليزي. 1935 - آرثر هندرسون، سياسي بريطاني حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1934. 1939 - آن سوليفان، معلمة هيلين كيلر. 1950 - جعفر النقدي، شاعر وكاتب وعالم مسلم وقاضي شرعي عراقي. 1954 - حسن السبتي، شاعر وخطيب عراقي. 1964 - هربرت هوفر، رئيس الولايات المتحدة الحادى والثلاثون. 1966 - محمد فوزي، ملحن ومغني وممثل مصري. 1967 - يوشيدا شيغه-رو، رئيس وزراء ياباني. 1972 - هارلو شابلي، عالم فلك أمريكي. 1977 - روني فان زانت، مغني أمريكي. 1984 - كارل كوري، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1947. بول ديراك، عالم فيزياء إنجليزي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933. 1987 - أندريه كولموغوروف، عالم رياضيات روسي. 1991 - نعيمة الصغير، ممثلة مصرية. 1994 - برت لانكستر، ممثل أمريكي. 1995 - عماد عبد الحليم، مغني مصري. 2011 - معمر القذافي، قائد انقلاب 1969 في ليبيا. أبو بكر يونس، وزير الدفاع الليبي. المعتصم القذافي، مستشار الأمن الوطني الليبي. 2012 - إدوارد دونال توماس، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1990. جواد أقدار، لاعب كرة قدم مغربي. 2015 - عبد الأمير التركي، مؤلف وكاتب مسرحي كويتي. 2018 - فيم كوك، رئيس حكومة هولندي أسبق. أعياد ومناسبات اليوم العالمي لهشاشة العظام. عيد ميلاد الباب في البهائية. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2868
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D8%AB%D9%86%D8%A7%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9
شيعة اثنا عشرية
الشيعة الاثني عشرية أو الإمامية أو الجعفرية هم طائفة دينية إسلاميَّة، وعادة فإن لفظة الشيعة إذا قيلت مطلقة دون تخصيص فإن الذهن ينصرف نحو الاثني عشرية لكونها الطائفة الكبرى من حيث عدد الأتباع من بين الطوائف الشيعية الأخرى، وتُسمَّى الذين أطلقت عليهم هذه التسمية تمييزاً لهم عن الطوائف الأخرى التي تحمل اسم الشيعة كالزيدية والإسماعيلية، ولاعتقادهم بأنَّ النبي محمد قد نصَّ على اثني عشر إماماً خلفاءَ من بعده، فكانت عقيدة الإمامة هي الفارق الرئيس بينها وبين بقية الطوائف الإسلامية. تاريخ تأسيس التشيع وأصل التسمية يعتقد الشيعة الاثني عشريَّة بأن التشيع الاثني عشري هو الإسلام الحقيقي، وأنَّ الفرق والطوائف الأخرى قد استحدثت لاحقاً. في الواقع إن الإسلام لم ينقسم إلى فرق ومذاهب إلَّا بعد وفاة نبي الإسلام، فالشيعة قالوا بوجوب اتباع علي بن أبي طالب لوجود النصِّ عليه من النبي محمد، فيما قال غيرهم بالشورى التي حدَّدت أبا بكر خليفةً، وصرفت الخلافة عن علي. مع ذلك؛ فإن مصطلح الشيعة قد أُطلق على أتباع علي منذ أيام النبي محمد إذ قال في تفسير الآية: ”هم أنت وشيعتك يا علي“ كما روى ذلك محمد بن جرير الطبري في تفسيره، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل. وهذا الحديث مما يستدل به الشيعة على إثبات فضلهم وأن مؤسس التشيع هو النبي محمد نفسه، غير أن مخالفيهم من أهل السنة يصرفون معنى مصطلح الشيعة عن المعنى الذي يعتقد به الشيعة إذ يقولون بأن الشيعة منتحلون لهذه التسمية، وأنها لا تنطبق عليهم، ويذهب كثير منهم إلى أن أصل تأسيس الشيعة يعود لرجل يهودي يُسمَّى عبد الله بن سبأ جاء بعد وفاة النبي محمد. ومن الأسماء الأخرى والتي تطلق على هذه الطائفة هو لقب الرافضة، وهو لقب يقل استخدامه بين الشيعة في التعبير عن أنفسهم بالرغم من أنهم يروون روايات في فضل هذه التسميَّة عن أئمتهم، ومن هذه الروايات ما ورد عن جعفر الصادق، والتي يروون فيها أنه ذكر أن الله هو من سماهم بهذه التسمية تشريفاً لهم، والرواية كما يرويها أبو بصير أنه قال للصادق: . غير أن ابن تيمية يختلف رأيه في ذلك فيرى أن أصل تسمية الرافضة إنما جاءت من زيد بن علي ذماً لهم، وقد ذكر ذلك في كتابه منهاج السنة النبوية إذ قال: . ومن الألقاب التي تطلق عليهم كذلك هو لقب الإمامية والذي ذكره مثلاً الشريف المرتضى في العيون والمجالس معرفاً الإمامية بأنهم . فيما عرَّف أبو سعد السمعاني في الأنساب الإمامية بأنهم: . وكذلك لقب الجعفرية والذي يشتهرون به ويتميزون به عن الزيدية، وقد اشتهروا به . وهناك ألقاب يُقصد بها الشيعة الاثني عشرية من منطقة معينة، فمصطلح المتأولة الذي . وكذلك البحارنة والذي يُعنى به شيعة البحرين، فالبحراني هو الشيعي البحريني. الائمة الاثنا عشر في الحديث وردت العديد من الأحاديث عند الشيعة المنسوبة إلى الرسول محمد وإلى أهل بيته في ذكر الائمة الاثنا عشر وذكر اسمائهم وتسلسلهم متضمنا الوصاية والتشديد على الامة الإسلامية بوجوب اتباعهم. ومن هذه الأحاديث ما ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس المتوفي عام 76هـ وحديث يروي اخر خطبة قام بها رسول الله قبل وفاته وجاء فيها مانصه: و يعتقد الشيعة ان الخلفاء القرشيين الاثنا عشر الواردين في الأحاديث المنسوبة إلى الرسول عن طرق الكتب السنية ماهم الا الائمة الاثنا العشر الذين يؤمن بهم الشيعة ومن هذه الأحاديث حديث جابر بن سمره عن النبي صل الله عليه وآله وسلم انه قال: و كذلك حديث مسروق عن ابن مسعود إذ روى: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تملك هذه الأمة من خليفة؟؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال: نعم ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بعد وفاة النبي محمد اجتمع الصحابة بعد وفاة الرسول محمد في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه بني هاشم أمثال علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب المؤرخين فإن السقيفة انتهت باختيار أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب إجماع من المجتمعين في السقيفة من المهاجرين والأنصار. بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من الصحابة منهم أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو والزبير بن العوام تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر، ويعتبر الشيعة الصحابة الذين يرون أحقية علي بن أبي طالب هم أفضل الصحابة وأعظمهم قدرا. ويرى البعض أنه بعد أن تطور الأمر في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث حيث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في الشام ومصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدؤوا ينادون بالثورة على عثمان، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية إلا أن عثمان قتل في النهاية على يد الثائرين. وبعد ذلك اجمع المسلمون على الالتفاف حول علي بن أبي طالب يطلبون منه تولي الخلافة. وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس. ومع بداية الصراع بينه وبين الصحابة أمثال طلحة والزبير بن العوام ومعاوية، بدأ يظهر مصطلح شيعة علي يبرز وهم أصحاب علي بن أبي طالب المؤيدين له، والذين ينظر إليهم الشيعة كمؤمنين بمبدأ إمامة علي، ومتبعين له من منطلق اعتقادي. ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل أطلقت على نفسها شيعة عثمان أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطئ في رأيهم في الثأر لعثمان. وعلى رأس شيعة عثمان كان معاوية بن أبي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل معركة الجمل ومعركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج ومعركة النهروان. قتل علي بن أبي طالب على يد أحد الخوارج هو عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم أثناء صلاة الفجر في مسجد الكوفة وقال جملته الشهيرة: «فزت ورب الكعبة». حدثت موقعة الجمل في عام 36 هـ بين علي بن أبي طالب وكلٍ من عائشة وطلحة والزبير، يرى الشيعة بأن سبب خروج طلحة والزبير بأنهما بايعا الإمام طمعا في منصب وهو مالم ينالاه لذلك خرجا عليه واتخذا من القصاص لمقتل عثمان حجة لعزله عن الخلافة أو قتله، كما يرى الشيعة أن عائشة هي من حرض الناس على قتل عثمان لأنها قالت: «اقتلوا نعثلاً (عثمان) فقد كفر»، وهي التي أثارت الحرب وحرضت طلحة والزبير وأخبرتهم بأن الإمام علي هو من قتله أو سهل مقتله. بينما يرى السنة أن علي بن أبي طالب لم يكن قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان مع علمه بأعيانهم، وذلك لأنهم سيطروا على مقاليد الأمور في المدينة النبوية، وشكلوا فئة قوية ومسلحة كان من الصعب القضاء عليها. لذلك فضل الانتظار ليتحين الفرصة المناسبة للقصاص، ولكن بعض الصحابة وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رفضوا هذا التباطؤ في تنفيذ القصاص ولما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا عائشة التي كانت عائدة من أداء فريضة الحج، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليلتقوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان، وإنفاذ القصاص فيهم. ونتج عن المعركة هزيمة أصحاب الجمل ومقتل الآلاف وقُتل فيها طلحة والزبير. معركة صفين هي المعركة التي دارت بين علي ومعاوية بن أبي سفيان - والي الشام في عهد عثمان - بعد أن عزلهُ وبعد إعلان معاوية رفضه تنفيذ قرار الخليفة بعزله، كما امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان ، ويشكك أيضا الكثيرين في أهداف معاوية المعلنة حيث يرون معارضته كانت لأطماع سياسية وكان لشيعة علي دور في المعركة حيث ورد في المصادر الشيعية أن عليًا عندما سأله أبو بردة بن عوف الأزدي وهو أحد المتخلفين عنه حيث قال فرد عليه وأدت المعركة إلى مقتل 70 ألف رجل، منهم من أتباع علي عمار بن ياسر الذي قال عنه النبي محمد وحدثت معركة النهروان في سنة 38 هـ بين جيش علي بن أبي طالب والخوارج، انتهت المعركة بانتصار علي ومقتل جميع الخوارج البالغ عددهم 4000 ما عدا أقل من 10، حيث ورد عنه في المصادر الشيعية قوله لهم عندما وصلوا حروراء وقد كان عددهم 12 ألف ثم تفرقوا. في العهد الأموي بايع أهل العراق الحسن بن علي بن أبي طالب (ثاني أئمة الشيعة الاثني عشرية) على الخلافة بعد مقتل أبيه على يد عبد الرحمن بن ملجم، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان. حشد معاوية جيوشه وسار إلى الحسن، غير أن الحسن رفض القتال، وراسل معاوية للصُّلح، فسر هذا سروراً كبيراً بالعرض ووافق عليه، وعُقد الصلح في شهر ربيع الثاني سنة 41 هـ (أغسطس سنة 661 م)، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وبايع معاوية وفق شروط لم تنفذ فيما بعد. وسُمّي ذلك العام بعام الجماعة لأن المسلمين اتفقوا فيه على خليفة لهم بعد خلاف طويل دام سنوات، وتأسست الدولة الأموية حينئذ. في العهد العباسي الدول الشيعية الدولة البويهية الدولة الحمدانية الدولة الصفوية كانت الأكثرية من سكان إيران يتبعون المذهب السني الشافعي والحنفي حتى انتصار الصفويين الذين كانوا في البداية من الشوافع. وفي المقابل كان الشيعة الاثني عشريَّة يشكلون أقلية كبيرة تتركَّز في بعض المدن كقم، وسبزوار، وكاشان، مع وجود عدد قليل نسبياً من علماء الشيعة الاثني عشريَّة فيها. من سنة 1500 م إلى سنة 1502 م غزا إسماعيل الأول (مؤسس الدولة الصفوية) تبريز، أذربيجان، وأرمينيا. وكرَّس عقد كامل من الزمن من أجل تعزيز سيطرته على إيران حيث كان أكثرية الفُرس ما زالوا يدينون بالمذهب السني. انتشر جيش إسماعيل الأول في المناطق الوسطى سنة 1504 ثم سيطر على جنوب غرب إيران بين سنة 1505 و1508 ثم سيطر على خراسان الكبرى ومدينة هرات في 1510. تأسست سلالة الصفويين في البداية على قاعدتين الأولى كانت المذهب الشيعي والثانية العرق الفارسي، وكان إسماعيل أكثر تأثيراً على الأول من الثاني. ولذلك فإن كثيراً من الباحثين يذكرون أن إسماعيل الصفوي قد خيَّر غالبية الفرس باعتناق المذهب الشيعي الاثني عشري أو الموت واستطاع في الأراضي التي سيطر عليها أن يحول أهلها من المذهب السني إلى المذهب الشيعي. وقد اتخذ الصفويون عدة خطوات في بداية حكمهم ضد العلماء السنة منها منحهم حق الخيار بين إتباع المذهب الشيعي الاثني عشري أو الموت أو النفي. وذُبح رجال الدين السنة الذين قاوموا التشيُّع في إيران خصوصا في مدينة هرات، بينما رحل العديد منهم إلى خارج إيران في الدول السنية القريبة. ومع بعد الفتح بدأ إسماعيل الأول في تحويل المشهد الديني في إيران عن طريق فرض التشيع الاثني عشري على السكان. لأن معظم السكان كان معتنقاً للمذهب السني، وعدم وجود الكثير من العلماء الشيعة اضطر إسماعيل الأول إلى استيراد علماء شيعة من البلدان العربية مثل جبل عامل في جنوب لبنان، والبحرين، وجنوب العراق من أجل إنشاء دولة رجال الدين، وكان من أوائل من هاجروا من لبنان إلى إيران علي الكركي، والذي صار مفتي الدولة الصفويَّة. وقد قدَّم إسماعيل الأول لهم المال والأرض مقابل الولاء وأن يعلموا الناس المذهب الشيعي الاثني عشري مما شجع بقوة التحول إلى المذهب الشيعي. للتأكيد على مدى ضعف انتشار المذهب الشيعي في إيران قبل الصفويين فإن أحد المؤرخين ذكر أنه كان يوجد كتاب واحد ديني شيعي فقط في عاصمة إسماعيل الأول تبريز. لذلك فإن بعض الباحثين يشككون في كون إسماعيل الأول وأتباعه قد نجحوا في إجبار الشعب بأكمله في التشيع من دون دعم العلماء الشيعة العرب. وقد دعا حكام الدولة الصفوية علماء الدين الشيعة الفرس إلى دعمهم من أجل توفير الشرعية لحكمهم بلاد فارس. وخلال حكم عباس الأول للدولة الصفوية قام باستيراد علماء شيعة عرب أكثر مما فعل إسماعيل الأول من أجل بناء المؤسسات الدينية والمدارس الدينية والمشاركة في عمل الحكومة. العقائد والأصول الإلهيات التوحيد هو أوَّل أصل من أصول الدين عند الشيعة الاثني عشرية، ومعنى التوحيد عندهم هو أنَّه . فهم يوجبون توحيد الله في جميع الجهات، والمقصود من الجهات؛ توحيده في الذات، وتوحيده في الصفات، بالإضافة إلى توحيده في العبادة . ويعتقدون أنَّ صفات الله هي كلها عين ذاته، وأن وجودها هو وجود الذات، فقدرة الله من حيث الوجود حياته. وحياته قدرته، بل . العدل وأمَّا ثاني أصول الدين فهو العدل والذي يتلخَّص بالاعتقاد بأنَّ الله عادل و. وأما عقيدة الشيعة الاثني عشرية في القضاء والقدر فإنَّهم لا يقولون بالجبر الذي يعني أن الله هو الفاعل لأفعال الخلق، فيكون بذلك قد أجبر الناس على فعل المعاصي، وهو مع ذلك يعذبهم عليها، وأجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها. ولا يقولون بالتفويض الذي معناه يعاكس معنى الجبر، فمعنى التفويض هو أن الله قد فوض الأفعال إلى المخلوقين، وقد رفع قدرته وقضاءه وتقديره عنها، باعتبار أن نسبة الأفعال إليه تعالى تستلزم نسبة النقص إليه، وإن للموجودات أسبابها الخاصة وإن انتهت كلها إلى مسبب الأسباب والسبب الأول، وهو الله. وقول الشيعة هو أن . وفي ذلك قول مشهور يرويه الشيعة عن إمامهم جعفر الصادق، وهو قوله . فخلاصة عقيدة الشيعة الاثني عشرية في مسألة الجبر والتفويض أنهم يقولون أنَّ . وكذلك يشتهرون باعتقادهم بالبداء، والبداء بالنسبة للإنسان هو أن ، ويؤكِّدون أن هذا البداء بهذا المعنى يستحيل انطباقه على الله . وقد رووا روايات عديدة عن أئمتهم ترفض البداء بالمعنى الذي ينطبق على الإنسان، فمنها عن جعفر الصادق أنه قال: ، وقال كذلك: . النبوة والأنبياء النبوة هي ثالث أصل من أصول الدين الخمسة عند الشيعة الاثني عشرية، وتعريفهم للنبوة أنَّها . ويعتقدون بقاعدة يسمونها قاعدة اللطف التي تنصُّ على أن ، وتوجب هذه القاعدة }. ومن الصفات التي لا يكون الشخص نبياً دونها كما يعتقدون هي المعجزة فلا بد . ويعتقد الشيعة الاثني عشريَّة كذلك ، ويعرفون العصمة بأنها . ويؤمنون لأن ذلك يستوجب تكذيب النبي محمد الذي أخبر عنهم. فيتعقدون . وأمَّا أفضلية الأنبياء فإنَّهم يعتقدون بأنَّ . الإمامة والعصمة الإمامة هي رابع أصول الدين عند الشيعة الاثني عشريَّة، وهي في العموم المائز الرئيسي بين الشيعة وغيرهم من الطوائف الإسلاميَّة، وتفاصيلها هي المائزة بين الشيعة الاثني عشريَّة والطوائف الشيعية الأخرى كالزيدية والإسماعيلية. وعندهم ، ويعتقدون أنَّ الإمامة . ومن أهم ما يميز عقيدة الإمامة الشيعية الاثني عشريَّة هي القول بوجوب النصَّ على الإمام، فلا تكون الإمامة . وتتفرَّع عقيدة العصمة من عقيدة الإمامة، فهم يقولون بعصمة الأئمة كما يقولون بعصمة الأنبياء، فيجب أن يكون الإمام . ويعتقدون بأن الإمام يوحى إليه كما يوحى إلى النبي، إذ أنهم يقولون بأن الإمام . ويعتقد الشيعة الاثني عشريَّة بأنَّ الأئمة اثني عشر إماماً تحديداً، وقد نصَّ عليهم النبي محمد بأسمائهم، وهؤلاء الأئمَّة هم التالية أسمائهم: البعث والمعاد المعاد هو خامس أصول الدين عند الشيعة، فيقولون بأن الله ، ومما يجب اعتقاده في المعاد هو وجوب الاعتقاد بالمعاد الجسماني، ، وينكرون على من لا يعتقد بالمعاد الجسماني، فأحمد الأحسائي - مثلاً - نُسب إليه القول بإنكار المعاد الجسماني؛ مما دعى كثيراً من الشيعة الاثني عشريَّة للحكم عليه بالخروج والانحراف عن العقيدة الشيعية الاثني عشريَّة لأن ، فصاروا يسمون أتباعه بالفرقة الشيخيَّة حتى يميزوها عن الشيعة الاثني عشريَّة، فيما دافع آخرون عنه مؤكدين وجوب الإيمان بالمعاد الجسماني، ومؤكِّدين اعتقاد الأحسائي بالمعاد الجسماني، وعدم انحرافه عمَّا عليه الشيعة الاثني عشرية، ومبدين رفضهم إلى عزل الشيخية عن الشيعة الاثني عشريَّة ومؤكدين عدم اختلافهم مع بقية الاثني عشرية، وأورد بعضهم عبارات أعلام الشيعة وكبار فقهائهم لإثبات موافقة بقية علماء التشيع للأحسائي. ويعرفون المعاد الجسماني بأنه ، ولا يوجبون الاعتقاد في تفصيلات المعاد الجسماني أكثر من ذلك. ويستدلُّون على المعاد الجسماني بآيات من القرآن منها ، و، و. فيعتقدون بأنَّ عقيدة المعاد بهذه البساطة، ولا ينبغي الخوض في تفاصيلها، ومن يتجاوز هذه البساطة إلى البحث في تفاصيلها فإن ، ويبررون ذلك . القرآن يعتقد الشيعة الاثني عشريَّة بأنَّ القرآن هو على النبي محمد، وأنَّه ، ويؤكدون القول بأن القرآن لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، ويصفون القائل بالتحريف بأنه . ويعتقدون و. ويوجه الاتهام للشيعة الاثني عشريَّة كثيراً بالقول بتحريف القرآن، بالرغم من تصريحهم وإصرارهم على عدم تحريف القرآن وقولهم بوجوب ، واستند خصوم الشيعة الاثني عشريَّة إلى روايات موجودة في كتب الحديث المعتبرة عند الشيعة الاثني عشريَّة لا ينكرون اعتبارها، ولكنَّهم يوجهون معنى التحريف إلى تغيير التأويل وتغيير التفسير، وليس إلى تغيير الألفاظ والتغيير والتحريف أو الزيادة فيها، وقد ألَّف العديد منهم كتباً في نفي التحريف. ويوجه الاتهام للمحدِّث الشيعي حسين النوري الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب الذي أورد فيه العديد من روايات التحريف، غير أنَّ تلميذه آغا بزرگ الطهراني ، وقد جاء إصراره في ذكره لكتاب أستاذه في موسوعة الذريعة الذي ذكر فيه أنَّ أحد علماء الشيعة قد كتبوا رداً على كتاب النوري، ولمَّا بلغ النوري الرد كتب رسالة في الجواب عن الاشتباهات الحاصلة في كتابه فصل الخطاب، وقال: . وذكر في أول الرسالة الجوابية أنَّ الاعتراض مبني على المغالطة في لفظ التحريف، فإنه مراده ليس التحريف التغيير والبديل، بل خصوص الإسقاط لبعض المنزل المحفوظ عند أهله، وليس مراده من الكتاب القرآن الموجود بين الدفتين، ويقول بعض المعاصرين من علماء الشيعة الاثني عشريَّة أنَّه . والطهراني نفسه يؤكد في الذريعة على أنَّ . وعلى أي حال، فإنه لا تكاد تخلو أي دراسة نقدية للشيعة الاثنا عشرية ومعتقداتهم إلا والاتهام لهم بتحريف القرآن مسطور هناك، وبإزاء ذلك هناك من بعض المخالفين للاثني عشرية من السنة وغيرهم من نزَّهوهم عن القول بتحريف القرآن كرحمة الله الهندي، ومحمد عبد الله دراز، ومحمد محمد المدني وغيرهم. الحديث الحديث عند الشيعة: فهو كلامٌ يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره، وبهذا الاعتبار ينقسم إلى الصحيح ومقابله، وبهذا عُلم أن مالا ينتهي إلى المعصوم ليس حديثاً، وأما أهل السنة فاشترطوا انتهائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأجل التمييز بين القسمين ربما يسمّون ما ينتهي إلى الصحابة والتابعين بالأثر. علم الدراية عند الاثنا عشرية: هو الذي يبحث عن العوارض الطارئة على الحديث من ناحية السند والمتن وكيفية تحمّله وآداب نقله وأدائه. الحديث عن طريق الآحاد: ولأن الحديث اعتمد في تحمّله ونقله الرواية الشفوية ثم الرواية التحريرية، ولقد جاء أكثر الحديث عن طريق الآحاد، وخبر الواحد ـ كما هو مقرر ومحرر في علم أصول الفقه ـ لا يفيد اليقين بصدوره عن المعصوم، فوضع العلماء ما يعرف بـ «علم الرجال» و«علم الحديث» لهذه الغاية. علم الرجال: هو العلم الذي يبحث فيه عن قواعد معرفة أحوال الرواة من حيث تشخيص ذواتهم، وتبيين أوصافهم التي هي شرط في قبول روايتهم أو رفضها. مواصفات الراوي المقبول روايته ومؤهلاته : الإسلام: فلا تقبل رواية الكافر مطلقاً، أما قبول شهادة الذمي في باب الوصية في حق المسلم، فهو خارج بالدليل، وهو قول الله: ، فقد فَسّرت الروايات قول القرآن: { أو آخران من غيركم } بالذمي. العقل: فلا يقبل خبر المجنون وروايته، وهو واضح وبديهي. البلوغ: فلا يقبل خبر الصبي غير المميّز، وبالنسبة إلى المميّز فالمشهور عدم قبول روايته. الإيمان: أي كون الراوي شيعياً إمامياً اثنا عشرياً. العدالة: وهي كما يراه المشهور، عبارة عن ملكة نفسانية راسخة باعثة على ملازمة التقوى وترك ارتكاب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر، وترك منافيات المروءة التي يكشف ارتكابها عن قلة المبالاة بالدين، بحيث لا يوثق منه التحرّز عن الذنوب. الكتب الأربعة هي موسوعات حديثية في الأوساط الشيعية، وتُعتبر من أهم المصادر الحديثية لديها، وهي: الصحابة وزوجات النبي يعتقد الشيعة أنَّ فيعتقدون أن مجرَّد الصحبة . بل إنَّ في كتبهم المعتبرة روايات عن أئمتهم تصرَّح بارتداد معظم الصحابة، فيروون عن . يرى بعض علماء الطائفة الاثنا عشرية أن ليس كل من رأى وسمع عن الرسول -ص- هو صحابي عدل يجب سماع قوله. فهم يرون أنه إذا كان معنى الصحابي (كل من أسلم ورأى رسول الإسلام وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته) فهذا معناه أنه ليس كل الصحابة عدول يؤخذ عنهم الحديث، ويشيرون أن القرآن الكريم يتحدث عن أناس يعيشون مع النبي ويصلون معه وقريبون منه ولكنه يصفهم بالمنافقين، ولم يذكر التاريخ أسمائهم بل إن النبي نفسه لم يخبر الأمة بالمنافقين الذين كان يعلم بنفاقهم. وبالتالي فإن الشيعة الإمامية يخضعون بعض الصحابة للجرح والتنقيص والتكفير ويعتقدون أنهم بشر منهم الصالح ومنهم الطالح والمنافق كما أن سورة كاملة نزلت في المنافقين ويؤمن الشيعة الاثناعشرية بأن هناك العديد من الصحابة الذين يؤخذ عنهم العلم والرواية ويجلونهم طبقا للروايات التي جاءت فيهم بأسانيد معتبرة عندهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أبو ذر الغفاري، عمار بن ياسر، المقداد بن عمرو، سلمان الفارسي، أبو أيوب الأنصاري، جابر بن عبد الله الأنصاري (مروي عنه نسبة كبيرة من أحاديث الكافي ومن لا يحضره الفقيه)، حجر بن عدي، أسماء بنت عميس، الأرقم بن أبي الأرقم، مصعب بن عمير، زيد بن حارثة، عبد الله بن رواحة، خباب بن الأرت، عبد الله بن العباس، الفضل بن العباس، محمد بن أبي بكر، الحارث بن عبد المطلب، مالك بن نويرة وغيرهم الكثير. في نهج البلاغة: قال علي بن أبي طالب في أصحـاب النبي ص فيصفهم لشيعته فيقول: وأيضا في نهج البلاغة خطبة يشكوا فيها امر الخلافة تقول بعض روايات لدى الطائفة الاثنا عشرية أن الصحابة بعد وفاة النبي ص ارتدوا إلا ثلاثة، «فعن أبي جعفر عليه السلام: كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبوذر الغفاري وسلمان الفارسي». فروع الكافي للكليني، كتاب الروضة، ص115، وفي البحار ج 6: 749، وفي البرهان ج 1: 319، وفي الصافى ج 1: 305. وقد ذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: (لم يبق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نافق إلا القليل) تفسير القمي ص 186، لعلي بن إبراهيم القمي. و استشهدوا لذلك بقوله تعالى العباس وعقيل: وهما أعمام الرسول ص ومن بني هاشم فقد التي ذكر محمد الباقر المجلسي «أنه يثبت من أحاديثنا أن عباسا لم يكن من المؤمنين الكاملين وأن عقيلا كان مثله (في عدم كمال الإيمان)». كتاب حيات القلوب، ج2، ص866، وكذلك أيضا ذكر المجلسي «روى الإمام محمد الباقر عن الإمام زين العابدين عليه السلام بسند معتمد أن هذه الآية (من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)، فقال الإمام زين العابدين: نزلت في حق عبد الله بن عباس وأبيه». حياة القلوب، ج2، ص865 عمار وسلمان وأبوذر: فقد ذكر طبقتهم الكشي صاحب كتاب معرفة أخبار الرجال حيث قال: «قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر، سلمان وأبوذر والمقداد، قال: قلت: فعمار؟ قال: قد كان حاص حيصة ثم رجع، ثم قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، وأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض.. وأما أبوذر فأمره أمير المؤمنين بالسكوت ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم فأبى أن يتكلم». معرفة أخبار الرجال (رجال كشي) ص8 لمحمد بن عمر الكشي. وقد قام العلامة الخوئي المعاصر بتبيين معنى رويات ارتداد الصحابة وانه مأخوذ بالمعنى اللغوي وقال بأنها تتحدث عن الأشخاص الذين كانوا إيمانهم كامل تام لم ينقص قيد أنملة ولا تتحدث عن الارتداد بمعنى الكفر." الفروع والأحكام الصلاة: الزكاة: الصوم: الحج: الخمس: الجهاد: الأمر بالمعروف: النهي عن المنكر: التولي: التبري: الفُتيا والمرجعية في الاعتقاد الشيعي أنَّ الأحكام ينبغي أن تؤخذ من المعصومين الأربعة عشر، وحيث أنَّهم يعتقدون بأنَّ الإمام الثاني عشر المهدي غائب الآن، ومنذ ابتداء عصر الغيبة الكبرى؛ بدأ الشيعة الاثني عشريَّة بالرجوع في أحكام الدين والفتاوى الشرعية إلى علماء الدين الذين تصدّوا للمرجعية والذين يعتقدون بأنَّهم نواب للإمام الغائب في وقت غيبته، وقد استمرَّ عصر الغيبة الكبرى إلى زماننا الحالي، فاستمر رجوع الشيعة إلى مراجعهم إلى الآن. حين يصل الشيعي إلى سن التكليف يتوجب عليه أن يعمل بالأحكام الشرعية ويتوصل للحكم الشرعي بإحدى ثلاث طرق؛ الاجتهاد والتي تعرَّف بأنها رتبة علمية يصل إليها المتخصص بالعلوم الدينية الحوزوية تؤهله لتحديد الأحكام الشرعية وبيانها استناداً إلى الأدلة المستخرجة من القرآن والأحاديث. والطريق الثاني هو التقليد ومعناه أن يقلد أحد المجتهدين ويعمل بفتاواه وما توصل إليه اجتهاداته، وعوام الشيعة هم من المقلدين للمجتهدين، هذا والتقليد يكون في الحكم الشرعي الفقهي فقط، أما أصول الدين والعقائد فلا يُقلد فيها ويجب على المكلف أن يبحث فيها عن الدليل والبرهان باتفاق جميع المراجع. والطريق الثالث هو الاحتياط ومعناه هو اقتضاء أن ينحو المكلّف طريق الحيطة في جميع أعماله وذلك بأن يأخذ بما يكون موافقاً للرأي الفقهي لجميع مراجع التقليد، وهذا يعني أن لا يترك واجباً أو يفعل محرماً على رأي أي واحد المراجع. فيكون بهذا قد عمل بشرائط الاحتياط ويكون على يقين من براءة ذمته فيما يتعلق بتكليفه الواقعي. النظرة لبقية الطوائف الإسلامية اتفقت كل الطوائف الإسلامية على ثبوت حديث افتراق الأمة الإسلامية، ورووه مع اختلاف في الألفاظ ووحدة في المضمون، وقد رواه من الاثني عشرية مثلاً محمد بن الحسن الطوسي في كتابه الاقتصاد أن النبي محمد قال: . فكان من الطبيعي أن يعتقد الشيعة الاثني عشرية بأن مصير غيرهم من الطوائف إنّما هو إلى النار، كما تعتقد الطوائف الأخرى بذات الاعتقاد. وكان القول المشهور بين المتقدّمين من علماء الشيعة أن غير الشيعي الاثني عشري يعد ناصباً كافراً تترتّب عليه أحكام الكفر، إلا أنهم استثنوا منه المستضعف، والذين عرَّفوه بأنه من يكون من الجهلة العوام الذين لا تكون لهم قابلية التفقه في العقيدة والدين. فكان هذا قول كثير من قدمائهم كالطوسي، وابن إدريس الحلي، ونور الله التستري، وأبو الحسن الفتوني، ويوسف البحراني، وزين الدين بن علي الجبعي العاملي، ونعمة الله الجزائري، وغيرهم. ثم أصبح المشهور بين علمائهم المتأخرى ن الحكم بإسلام غير الشيعي الاثني عشري إسلاماً ظاهرياً فرتّبوا عليه أحكام الإسلام، وجعلوا فرقاً بينه وبين ”المؤمن“ وهو حسب اعتقادهم من يؤمن بإمامة الأئمة الاثني عشر. وقد تفرّع من ذلك قولهم بأن مخالفي الاثني عشرية ليس بنواصب ولا كفار - على عكس القدماء منهم -، وإنَّما الناصب الكافر هو من يجاهر بعداوة النبي محمد وأهل البيت قولا أو فعلا. وكان هذا قول ابن بابويه القمي المعروف بالصدوق، ومرتضى الأنصاري، وقد تبع الأنصاري غالبية مراجع الشيعة من عصره حتَّى الآن. الرجعة هو رجوع بعض الأنبياء والأئمة وثلة من المؤمنين وغيرهم إلى الدنيا بعد قيام دولة المهدي ، وتُعد إحدى معتقدات الشيعة الإمامية. التقية وهي كتمان الحق وستر الأعتقاد فيه ومكاتمه المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا. الغَيْبة الغيبة الصغرى : هو مصطلح يشير إلى الوقت الممتد من سنة 260 هـ، أي عند شهادة الحسن العسكري إلى وفاة السفير الرابع سنة 329 هـ، وبحسب المتعقد الشيعي غاب المهدي عن الأنظار، لكنه كان يتصل بشيعته عن طريق وكلاء خاصين يسمون بالسفراء. الغيبة الكبرى : هي المدة الزمينة التي بدأت سنة 329 للهجرة واستمرت ليومنا هذا حيث يعيش فيها الإمام الثاني عشر للشيعة بعيدا عن الأنظار. بدأ هذا العصر مباشرة بعد الغيبة الصغرى حيث توفى النائب الرابع للمهدي، وفي عصر الغيبة الكبرى على الشيعة أن يراجعو الفقهاء لحل مسائلهم الدينية. المتعة هو زواج يتقوم بالعقد والمدّة والمهر المعيّنين. لا يتوارث الزوجان فيه ولا تجب النفقة للمرأة على الزوج. الشعائر الحسينية الشعائر الحسينية هي شعائر دينية يمارسها المسلمون الشيعة لاستذكار معركة كربلاء ومقتل إمامهم الحسين بن علي بن أبي طالب، وغالباً ما تنشط ممارسة هذه الشعائر في شهري محرم وصفر حسب التقويم الهجري وبالأخص في يوم عاشوراء (10 محرم)، ويوم الأربعين (20 صفر). حيث أنِّ اليوم الأول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين وحدثت المعركة، واليوم الثاني هو مرور أربعين يوماً على مقتل الحسين. الانتشار الجغرافي يشكل الشيعة الاثني عشريَّة أغلبيَّة سكان بعض البلدان كإيران، والبحرين، وأذربيجان، والعراق (وفقاً لبعض الإحصائيات)، وفي بعض البلدان هم من كبرى الطوائف كلبنان، والعراق (وفقاً لإحصائيات أخرى)، كما يشكُّلون أقليات كبيرة في بعض البلدان كالسعودية، والكويت، وپاكستان، وأفغانستان، والهند، وغيرها. ويتواجدون في بلدان أخرى يُشكّلون فيها أقليات صغرى، كقطر، والإمارات، وتركيا. وفي السنوات الأخيرة انتشر التشيُّع الاثني عشري في البلدان التي ينعدم فيها الوجود الشيعي أو يوجد بنسبة صغيرة جداً، كالأردن، ومصر، وتونس، والمغرب، والسودان، وماليزيا، وغيرها، وكان للإعلام الشيعي والقنوات الشيعية الاثني عشريَّة أثر في هذا التمدد الشيعي في البلدان السنيَّة، فتأتي المطالب لإغلاق هذه القنوات التي تُبث عادة على قمر نايل سات المملوك للشركة المصرية للأقمار الصناعية، ويصاحب التمدد الشيعي في البلدان السنيَّة عادةً مشاكل ونزاع بين الشيعة وبين المجتمع السني من جهة، وبين الشيعة والحكومة السنية من جهة أخرى. وصلات خارجية عقائد الشيعة الإمامية مذهب أهل البيت (الشيعة والتشيع) الهوامش - إنَّ أغلب أهل أذربيجان من الشيعة الاثني عشريَّة لكنَّهم علمانيون غير ملتزمين، والغالبية منهم لا يفقهون من الإسلام إلَّا اليسير بسبب محاربة السوڤييت للدين طيلة عهدهم في البلاد. - غالبيَّة علماء الشيعة الاثني عشريَّة يحترمون زيداً، ويسمُّونه بالشهيد، ويُلحقون عبارة (عليه السلام) بعد ذكرهم لاسمه، وقد وردت عندهم روايات في مدحه؛ بل ويروون روايات مناقضة للرواية التي استدل بها ابن تيمية، فمما رووه عن سدير أنَّه قال: . - يعتقد الشيعة الاثني عشريَّة بغياب الإمام الثاني عشر المهدي غيبيتين؛ الأولى كانت الغيبة الصغرى وكان له سفراء يشكّلون حلقة التواصل بين المهدي وبين شيعته في مختلف الأقطار، فكانوا يحملون إليه رسائل شيعته ومحبيه وأسئلتهم، ثم يأتون إليهم بالجواب، ومن مهامهم أيضاً أنهم كانوا يستلمون الحقوق الشرعية - الأخماس - ويحملونها إلى المهدي أو يتصرفون بها حسب ما تقتضيه المصلحة. وقد استمر عصر الغيبة الصغرى من سنة 260 هـ حتى سنة 329 هـ. والسفراء الأربعة هم على التوالي: عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري. وبوفاة السفير الرابع علي بن محمد السمري؛ انتهى عصر الغيبة الصغرى فبدأ عصر الغيبة الكبرى حيث بدأ الشيعة بالرجوع إلى المراجع. - ليس موضوع المعاد الجسماني هو الخلاف الوحيد بين الشيخية وبقية الشيعة الاثني عشريَّة؛ وإنما هناك عدة أمور منها اتهام الأحسائي بإنكار المعراج الجسماني، واتهامات للأحسائي بالغلو في أهل البيت. مصادر مراجع الكافي. محمد بن يعقوب الكليني، طبع طهران - إيران، 1388 هـ، منشورات دار الكتب الإسلامية. كشف الغمة بمعرفة الأئمة. ابن أبي الفتح الإربلي، طبع بيروت - لبنان، 1405 هـ / 1988 م، منشورات دار الأضواء. عقائد الإمامية. محمد رضا المظفر، طبع قم - إيران، تاريخ الطبع مفقود، انتشارات أنصاريان. أعيان الشيعة. محسن الأمين، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار التعارف. الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، 1403 هـ / 1983 م، منشورات دار الأضواء. مدخل إلى القرآن الكريم، عرض تاريخي وتحليل مقارن. محمد عبد الله دراز، طبع الكويت، 1984 م / 1404 هـ، منشورات دار القلم. 12 (عدد) الإسلام في البحرين الإسلام في العراق الإسلام في إيران الإسلام في لبنان الدين في إيران الشيعة فرق الشيعة مسلمون شيعة مصطلحات إسلامية
2874
https://ar.wikipedia.org/wiki/11%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
11 فبراير
11 فبراير أو 11 شُباط أو يوم 11 \ 2 (اليوم الحادي عشر من الشهر الثاني) هو اليوم الثاني والأربعون (42) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 323 يومًا لانتهاء السنة، أو 324 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 55 - بريتانيكوس، وريث عرش الإمبراطورية الرومانية الطفل يموت في روما في ظروف غامضة، مخليًا الجو لتولي نيرون عرش الإمبراطورية. 1752 - افتتاح مستشفى بنسيلفانيا، وهو أول مستشفى في الولايات المتحدة. 1809 - روبرت فلتون يحصل على براءة اختراع السفينة البخارية. 1814 - الإعلان عن استقلال النرويج، وهو الذي وضع نهاية اتحاد كالمار. 1873 - الإعلان عن الجمهورية الإسبانية الأولى والتي استمرت حتى نهاية 1874. 1889 - إعلان دستور ميجي في اليابان. 1902 - الشرطة البلجيكية تهاجم مظاهرة في بروكسل للمطالبة بحق التصويت للنساء والأقليات. 1934 - الإمام يحيى حميد الدين يوقع اتفاقاً مع بريطانيا في صنعاء لمدة أربعين عاماً، يعترف فيه بسلطة بريطانيا على جنوب اليمن مقابل الاعتراف باستقلال شمال اليمن. 1945 - رؤساء الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت والاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين ورئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل يوقعون اتفاق يالطا الذي وضع أساس مجلس الأمن الدولي. 1953 - الاتحاد السوفيتي يقرر قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن اكتشف أن مصالحة الإستراتيجية تحتم وقوفه مع العرب. 1968 - اشتعال القتال على الحدود الأردنية / الإسرائيلية بين الجيش الإسرائيلي وقوات المقاومة الفلسطينية. 1970 - مصادمات بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية في شوارع عمّان مما أدى إلى مقتل 300 شخص، وفي محاولته لمنع خروج دوامة العنف عن السيطرة قام الملك حسين بالإعلان قائلا: ، كما قام بإعفاء وزير الداخلية من منصبه. اليابان تطلق القمر الاصطناعي أوسومي، وبذلك تصبح رابع دولة تضع قمر اصطناعي في المدار بقدراتها الخاصة. 1979 - انهيار الدولة البهلوية وإعلان انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة روح الله الخميني. 1986 - سقوط «ميناء الفاو» العراقي في يد القوات الإيرانية وذلك أثناء الحرب العراقية الإيرانية. 1990 - الإفراج عن زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي نيلسون مانديلا بعد سجن استمر 27 عامًا من قبل سلطة جنوب أفريقيا العنصرية. 1992 - دولة الكويت والمملكة المتحدة توقعان مذكرة تفاهم كويتية / بريطانية حول التعاون الدفاعي بين البلدين. 2003 - الموسيقار ياني يطلق ألبومه الرابع عشر بعنوان (Ethnicity) والذي يحتوي على 12 مقطوعة، وسعى ياني في هذا الألبوم لجمع عدد كبير من الموسيقى الشعبية للأعراق المختلفة. 2011 - نائب الرئيس المصري عمر سليمان يعلن عن تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه وتكليفه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وذلك بعد 18 يومًا من إندلاع ثورة 25 يناير. اندلاع ثورة الشباب اليمنية وانطلاق ما يسمى بالانتفاضة اليمنية ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح. 2014 - تحطم طائرة عسكرية جزائرية يؤدي إلى مقتل 77 شخصًا. 2015 - صحيفة لوموند الفرنسية مع عدة صحف أخرى تقوم بنشر معلومات خاصة عن أكبر عملية تهرب ضريبي وتبييض أموال تحت اسم سويسليكس ويخص بنك HSBC بين سنتي 2006 و2007. ساتل مرصد المناخ الفضائي السحيق أو DSCOVR، نتيجة عمل تعاوني بين NOAA-NASA-USAF تم إطلاقه بواسطة الصاروخ فالكون 9 التابع لسبيس إكس. السيارة التجريبية المتوسطة أو IXV، أول مكوك فضائي صغير لوكالة الفضاء الأوروبية، تم إطلاقه بواسطة الصاروخ الأوروبي فيغا ثم تم استرداده في المحيط الهادئ. 2016 - العلماء من مرصد ليغو يعلنون عن الرصد الأول المباشر لأمواج الجاذبية التي تنبأت بها نظرية النسبية العامة لأينشتاين منذ نحو 100 عام، وقال العلماء أن الأمواج نتجت عن تصادم لثقبين أسودين. 2018 - سقوط طائرة روسية يسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 65، وستة من طاقمها في جنوب شرقي موسكو. 2021 - بايرن ميونخ الألماني يتوج ببطولة كأس العالم للأندية للمرة الثانية عقب فوزه على فريق تيغريس أونال المكسيكي بنتيجة 1-0 في النهائي. مواليد 1377 - لادسلاو الأول، ملك نابولي. 1380 - بوجيو براشيوليني، إنساني إيطالي. 1466 - إليزابيث يورك، زوجة هنري السابع ملك إنجلترا. 1535 - غريغوري الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية. 1800 - وليم فوكس تالبوت، مصور فوتوغرافي إنجليزي. 1821 - أوجوست مارييت، عالم فرنسي في علم البصريات. 1839 - جوزيه غيبس، فيزيائي أمريكي. 1847 - توماس إديسون، مخترع ورجل أعمال أمريكي ومخترع المصباح الكهربائي. 1886 - مي زيادة، أديبة لبنانية. 1898 - محمد السعيد الخلصي، شاعر تونسي. 1900 - هانز جورج جادامير، فيلسوف ألماني. 1917 - أحمد إسماعيل علي، وزير الدفاع المصري. 1920 - الملك فاروق، ملك مصر. 1926 - ليسلي نيلسن، ممثل أمريكي. 1934 - مانويل نورييغا، رئيس بنما. 1936 - بيرت رينولدز، ممثل أمريكي. 1943 - سيرج لاما، مغني وملحن وكاتب أغاني فرنسي. 1946 - إيان بورترفيلد، لاعب ومدرب كرة قدم اسكتلندي. 1947 - يوكيو هاتوياما، رئيس وزراء اليابان. 1952 - عمر فتحي، مغني وممثل مصري. 1953 - جب بوش، سياسي أمريكي. 1954 - إيلي بن دهان، حاخام وسياسي إسرائيلي. 1959 - مرضية وحيد دستجردي، سياسية وأستاذة جامعية إيرانية. 1962 - شيريل كرو، موسيقية أمريكية. 1963 - خوسيه ماري باكيرو، لاعب ومدرب كرة قدم إسباني. 1964 - سارة بالين، سياسية أمريكية. 1969 - جينيفر أنيستون، ممثلة أمريكية. 1971 - داميان لويس، ممثل إنجليزي. 1972 - غزلان، إعلامية إماراتية. ستيف ماكمانامان، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1973 - علي العمري، داعية إسلامي سعودي. 1974 - نيك بارمبي، لاعب كرة قدم إنجليزي. أليكس جونز، مذيع راديو أمريكي. عيسى مصطفى، ممثل أمريكي. 1977 - إيوانيس أوكاس، لاعب كرة قدم قبرصي. مايك شينودا، مغني أمريكي. 1979 - براندي نوروود، ممثلة ومغنية أمريكية. 1980 - مارك بريشيانو، لاعب كرة قدم أسترالي. 1981 - كيلي رولاند، مغنية أمريكية. 1982 - قمر الترك، ممثلة سعودية. 1983 - رافائيل فان در فارت، لاعب كرة قدم هولندي. 1986 - كيز لوكس، لاعب كرة قدم هولندي. 1992 - تايلور لوتنر، ممثل أمريكي. 1999 - أندري لونين، لاعب كرة قدم أوكراني. وفيات 244 - جورديان الثالث، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية. 641 - هرقل، إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية. 824 - باسكال الأول، بابا الكنيسة الكاثوليكية. 1503 - إليزابيث يورك، زوجة هنري السابع ملك إنجلترا. 1626 - بييترو كاتالدي، عالم رياضيات إيطالي. 1650 - رينيه ديكارت، فيلسوف فرنسي. 1868 - ليون فوكو، عالم فيزياء فرنسي. 1916 - مصطفى خلقي، شاعر وعسكري وموسيقي سوري. 1931 - تشارلز ألجرنون بارسونز، مخترع بريطاني. 1948 - سيرجي آيزنشتاين، مخرج روسي. 1963 - سيلفيا بلاث، شاعرة وروائية أمريكية. 1973 - هانز ينسن، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1963. 1978 - جيمس كونانت، كيميائي أمريكي ورئيس جامعة هارفارد. هاري مارتنسون، أديب سويسري حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1974. 1993 - روبرت هولي، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1968. 1994 - بول فايراباند، فيلسوف نمساوي. 1996 - وجيه البارودي، طبيب وشاعر سوري. 2000 - جاكلين أوريول، طيارة فرنسية. 2003 - علاء ولي الدين، ممثل مصري. رينيه حبشي، فيلسوف لبناني - مصري. 2004 - شيرلي ستريكلاند، لاعبة أولمبية لرياضة ألعاب القوى من أستراليا. 2008 - توم لانتوس، سياسي أمريكي. فؤاد التكرلي، كاتب عراقي. 2009 - ويليم كولف، طبيب هولندي. أحمد عوض، ممثل كويتي. 2011 - بو كاربيلان، كاتب وشاعر فنلندي. 2012 - ويتني هيوستن، مغنية أمريكية. 2021 - علي حميدة، مغني وممثل مصري. أعياد ومناسبات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران. يوم التأسيس الوطني في اليابان. يوم الشباب الوطني في الكاميرون. يوم المخترعين الوطني في الولايات المتحدة. ذكرى ثورة الشباب في اليمن. اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2875
https://ar.wikipedia.org/wiki/12%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
12 فبراير
12 فبراير أو 12 شُباط أو يوم 12 \ 2 (اليوم الثاني عشر من الشهر الثاني) هو اليوم الثالث والأربعون (43) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 322 يومًا لانتهاء السنة، أو 323 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 881 - البابا يوحنا الثامن يتوج ملك إيطاليا تشارلز البدين: الإمبراطور الروماني المقدس. 1429 - القوات الإنجليزية بقيادة السير جون فاستولف تصد هجوما من قبل القوات الفرنسية بقيادة الكونت دي كليرمونت و السير جون ستيوارت من دارنلي على قافلة إمدادات تحمل مؤن لقوات الجيش الإنجليزي التي كانت تحاصر مدينة أورليون الفرنسية فيما يعرف بمعركة الرنجة. 1502 - الإسبان يبدأون بحملة لتنصير كل المسلمين في غرناطة بعد انهيار الدولة الإسلامية في الأندلس. فاسكو دا غاما يبحر من لشبونة، البرتغال، في رحلته الثانية إلى الهند. 1541 - بيدرو دي فالديفيا يؤسس مدينة سانتياغو، عاصمة تشيلي. 1934 - بدء الحرب الأهلية في النمسا. 1941 - القوات الألمانية تصل شمال أفريقيا في الحرب العالمية الثانية. 1949 - اغتيال مؤسس حركة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا. 1953 - توقيع إتفاقية جلاء مصر من السودان. 1963 - الأرجنتين تطلب من إسبانيا تسليمها رئيسها الأسبق خوان بيرون لمحاكمته بتهم الفساد والقتل والتعذيب. 1970 - القوات الإسرائيلية تقصف مصنع في منطقة أبو زعبل المصرية بهدف تحطيم الروح المعنوية للمصريين. 2002 - بدء جلسات محاكمة الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في مقر محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. 2007 - الحكم على طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالإعدام وذلك بعد اتهامه بالقتل العمد. 2008 - اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية بواسطة سيارة مفخخة في دمشق. 2009 - تصادم قمرين صناعيين في الفضاء على ارتفاع أكثر من 800 كلم في حادثة غير مسبوقة. سقوط طائرة كولجان رحلة 3407 التي كان من المفترض أن تصل إلى مطار بوفالو نياجارا الدولي على منزل في نيويورك بعد حدوث خلل انهيار لمقدمة الطائرة مما أدى لمقتل جميع الركاب البالغ عددهم 49 راكباً إضافة إلى الشخص الموجود في المنزل. 2017 - الجمعية الاتحادية في ألمانيا، تنتخب وزير الخارجية السابق، فرانك فالتر شتاينماير، رئيساً للبلاد. 2019 - جُمهُوريَّة مقدونيا تُعلن عن تغيير اسمها رسميًّا لِيُصبح جُمهُوريَّة مقدونيا الشماليَّة بعد نزاعٍ دام سنواتٍ طويلةٍ بينها وبين اليونان مُنذُ تفكك يوغوسلاڤيا، حول أحقيَّة أيٌ من الدولتين في اعتماد تسمية مقدونيا. مواليد 1768 - الإمبراطور فرانسيس الثاني، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. 1804 - هنريش لنز، عالم فيزياء ألماني. 1809 - أبراهام لينكون، رئيس الولايات المتحدة السادس عشر. تشارلز داروين، عالم إنجليزي في علم الحيوان. 1876 - ثوبتين غياتسو، الدالاي لاما الثالث عشر. 1905 - ماري منيب، ممثلة مصرية. 1918 - جوليان شفينجر، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965. 1926 - عمر الحريري، ممثل مصري. 1936 - الضيف أحمد، ممثل مصري. 1938 - آمال فريد، ممثلة مصرية. 1941 - أويمورا ناؤمي، رحالة ياباني. 1942 - إيهود باراك، سياسي وعسكري إسرائيلي. 1943 - حسن أبو خمسين، فقيه جعفري وقاضي سعودي. محمد حبيب الله الشنقيطي، فقيه مالكي موريتاني. 1944 - عبد الفضيل القوصي وزير أوقاف مصري أسبق. 1945 - مود آدامس، ممثلة سويدية. 1949 - جون بلانكينستاين، حكم كرة قدم هولندي. 1956 - أد ميلكرت، سياسي ودبلوماسي هولندي. محمد رضا الشخص، أكاديمي أدبي ولغوي وشاعر سعودي. 1960 - جعفر محمود آدم، عالم نيجيري. 1966 - حنان الطويل، ممثلة مصرية متحول جنسيا. 1968 - جوش برولين، ممثل أمريكي. شينا فيليبس، مغنية أمريكية. 1969 - هونغ ميونغ بو، لاعب كرة قدم كوري جنوبي. 1980 - خوان كارلوس فيريرو، لاعب كرة مضرب إسباني. كرستينا ريتشي، ممثلة أمريكية. 1981 - ساندي علي، ممثلة تونسية تعمل في مصر. 1992 - أرنو سوكيه، لاعب كرة قدم فرنسي. وفيات 1804 - إيمانويل كانت، فيلسوف ألماني. 1942 - إبراهام شتيرن، مؤسس منظمة شتيرن الصهيونية. 1949 - الشيخ حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين. 1959 - جورج أبيض، فنان مصري من أصل لبناني. 1975 - عبد اللطيف الكويتي، مغني كويتي. 1968 - حسين القديحي، فقيه ومحدث وشاعر وكاتب سعودي. 1986 - عزيزة هارون، شاعر سورية. 2008 - عماد مغنية، قيادي في حزب الله. 2011 - صالح الراجحي، رجل أعمال سعودي. 2013 - الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض. 2014 - سيد سيزر، ممثل كوميدي وكاتب وموسيقي أمريكي. 2018 - كمال الحديثي، شاعر وصحفي عراقي. أعياد ومناسبات عيد ميلاد أبراهام لينكون في الولايات المتحدة. يوم جورجيا في ولاية جورجيا الأمريكية. يوم داروين. يوم اليد الحمراء. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2876
https://ar.wikipedia.org/wiki/13%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
13 فبراير
13 فبراير أو 13 شُباط أو يوم 13 \ 2 (اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني) هو اليوم الرابع والأربعون (44) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 321 يومًا لانتهاء السنة، أو 322 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 1668 - إسبانيا تعترف بالبرتغال كدولة مستقلة. 1795 - تأسيس أول جامعة تابعة لولاية أمريكية في الولايات المتحدة وهي جامعة ولاية كارولاينا الشمالية. 1920 - عصبة الأمم تعترف بحياد سويسرا، وهو الموقف الذي تبنته سويسرا على مدى قرون. 1942 - الزعيم النازي أدولف هتلر يتراجع عن فكرة غزو بريطانيا والمعروفة بخطة «أسد البحر». 1946 - اختيار مدينة نيويورك الأمريكية مقرًا لهيئة الأمم المتحدة. 1960 - فرنسا تقوم بأول تفجير نووي لها، وقد اختارت الجزائر التي كانت تحتلها مكانًا لإجراء التجربة وذلك كي تتجنب أي أضرار يمكن أن تنجم عنها. 1974 - الاتحاد السوفيتي يطرد الأديب والكاتب ألكسندر سولجنيتسين من البلاد وتجرده من جنسيته بسبب معارضته للحكم. 1984 - اختيار قسطنطين تشيرنينكو سكرتيرًا عامًا للحزب الشيوعي السوفييتي. 1991 - قصف ملجأ العامرية في بغداد مما أدى إلى مقتل 408 شخص. 1992 - زوال جمهورية منغوليا الشعبية 2011 - المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر يصدر إعلانًا دستوريًا يعلن فيه حل مجلسي الشعب والشورى ويعلق العمل بالدستور، ويعلن توليه إدارة شئون البلاد بصفة مؤقتة لستة أشهر أو لحين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. 2015 - اشتعال مُظاهراتٍ في عددٍ من المُدن التُركيَّة إثر العُثور على جُثَّة المُراهقة أوزكه جان أصلان التي تبيَّن أنها اغتُصبت وأُحرقت من قِبل سائق ميكروباص ومُساعداه. 2017 - مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة 82 آخرين جراء تفجير انتحاري في مدينة لاهور الباكستانية. مقتل كم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي كم جونغ أون على يد امرأتين في مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا. 2019 - عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري استهدف حافلة للحرس الثوري الإيراني في محافظة بلوشستان في إيران. محكمة أمريكية تدين إمبراطور المخدرات المكسيكي خواكين غوزمان لويرا الشهير بإل تشابو، وتجده مذنبًا بجميع التهم الموجهة إليه، وتحدد يوم 25 يونيو 2019 موعدًا للنطق بالحكم النهائي. وكالة ناسا تُعلن اختتام مُهمَّة مركبة أبورتيونيتي المريخيَّة، التي دامت 15 سنة، بعدما فشل العُلماء في إعادة تشغيلها بعد أن توقفت عن العمل خلال شهر حُزيران (يونيو) 2018. افتتاح مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة بحضور لافت لدول عربية وإسرائيل. 2021 - تشكيل حكومة جديدة في إيطاليا برئاسة ماريو دراجي الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، بعد استقالة حكومة كونتي الثانية. 2022 - الجمعية الاتحادية الألمانية تُعيد انتخاب الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير لفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات. 2023 - فوز المرشح المستقل نيكوس خريستودوليدس في انتخابات الرئاسة القبرصية بنسبة 51.92%، وبلغت نسبة إقبال الناخبين 72.45%. مواليد 1457 - ماري دوقة بورغونيا، زوجة ماكسيمليان الأول إمبراطور الرومانية المقدسة. 1599 - ألكسندر السابع، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1835 - غلام أحمد القادياني، مؤسس الجماعة الأحمدية 1859 - محمد بن زارع العمري، معمر سعودي. 1881 - مربيه ربه، فقيه ومشاعر ومجاهد مغربي، وابن ماء العينين القلقمي. 1910 - ويليام شوكلي، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1956. 1913 - الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية. 1920 - شفيق بلبع، سياسي وصيدلي مصري. 1936 - بافول مولنار، لاعب كرة قدم تشيكوسلوفاكي. 1938 - أوليفر ريد، ممثل إنجليزي. أحمد الصالح، ممثل كويتي. 1941 - ميمي جمال، ممثلة مصرية. 1943 - إريك فريدريكسون، حكم كرة قدم سويدي. 1956 - عالية بنت الحسين، ابنة ملك الأردن الحسين بن طلال. بسام الملا، مخرج سوري. 1959 - ياسمين خلاط، ممثلة ومخرجة لبنانية. 1960 - بييرلويجي كولينا، لاعب وحكم كرة قدم إيطالي. 1961 - ريتشارد تايسون، ممثل أمريكي. 1964 - عصام سلطان، محامي وسياسي ومفكر مصري. 1968 - أحلام الشامسي، مغنية إماراتية. 1973 - دانية الخطيب، مذيعة لبنانية. 1974 - أحمد المطيري، لاعب كرة قدم كويتي. روبي ويليامز، مغني إنجليزي. 1977 - حازم سمير، ممثل مصري. رولا محمود، ممثلة مصرية. 1979 - رافاييل ماركيز، لاعب كرة قدم مكسيكي. مينا سوفاري، ممثلة أمريكية. 1980 - سيباستيان كيل، لاعب كرة قدم ألماني. 1981 - لويزاو، لاعب كرة قدم برازيلي. 1985 - ألكساندروس تزيوليس، لاعب كرة قدم يوناني. 1986 - لوك مور، لاعب كرة قدم إنجليزي. جامي موري، لاعب كرة مضرب اسكتلندي. 1992 - كيفين لاكروز، لاعب كرة قدم إسباني. وفيات 1332 - أندرونيقوس الثاني باليولوج، إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية. 1542 - كاثرين هوارد، الزوجة الخامسة لهنري الثامن ملك إنجلترا. 1883 - ريتشارد فاغنر، موسيقي ألماني. 1978 - عباس فارس، ممثل مصري. 2004 - سليم خان يندرباييف، رئيس شيشاني. 2008 - زيزي مصطفى، ممثلة مصرية. 2010 - عامر خماش، عسكري وسياسي أردني. 2012 - محمد العماري، عسكري جزائري. 2013 - سيد سيزار، ممثل وكاتب أمريكي. 2015 - آمال الزهاوي، شاعرة عراقية. 2017 - كم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي كم جونغ أون. 2022 - محمد فوزي جاب الله، عالم تشريح مصري. أعياد ومناسبات يوم سرقة البنك نسبة إلى جيسي جيمس الذي نجح في سرقة بنك عام 1866 للمرة الأولى في العالم. اليوم العالمي للإذاعة الذي أقرته اليونسكو في 3 نوفمبر عام 2011 للاحتفاء بدور الإذاعة عالمياً. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2878
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
أنصار الإسلام
أنصار الإسلام هي جماعة إسلامية سلفية كردية في شمال العراق تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، كانت جماعة أنصار الإسلام قبل احتلال الجيش الأمريكي للعراق في 2003 تسيطر على مجموعة من المدن الصغيرة والقرى في شمال العراق قرب سلسلة الجبال التي تفصل حدود العراق مع إيران وكان لهذه الجماعة خلافات عقائدية دينية وصراعات مسلحة مع الأتحاد الوطني الكرستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود بارزاني. جماعة أنصار الإسلام محسوبة على التيار الإسلامي السلفي وتتبنى العمل المسلح الذي ينسب للإسلام والجهاد. وفي مطلع عام 2003، اتخذت الجماعة السلفية الكردية المنطقة الشمالية من العراق والمتاخمة للحدود الإيرانية معسكرات ومراكز تدريب. يرد اسمها ضمن تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن الإرهاب في 27 إبريل 2005. في 29 أغسطس 2014، أعلن 50 من أعضاء وقيادي أنصار الإسلام عن انضمامهم إلى داعش بشكل فردي، لكن بعض عناصر جماعة أنصار الإسلام واصلوا معارضة الانضمام إلى داعش واستمروا في العمل بشكل مستقل. كان أبو خطاب الكردي من بين الذين تركوا جماعة أنصار الإسلام للانضمام إلى داعش، وأصبح فيما بعد قيادياً بارزاً لداعش، ظهرت مجموعة مسلحة كردية لم تكن معروفة من قبل تستخدم الأعلام البيضاء في العراق في عام 2017، قال مسؤولو الأمن والمخابرات العراقيون بأن هذه جماعة منشقة عن أنصار الإسلام وتدعى الرايات البيضاء، والتي ورد أنها تتألف من أعضاء سابقين في تنظيم داعش، وأعضاء من جماعات كردية أخرى، لا تزال تضم مئات المقاتلين العاملين في جبال حمرين وتنشط تحديداً في منطقة طوز خورماتو. أصل التسمية واسمهم الرسمي هو «أنصار الإسلام في كردستان»، لكن يُطلق عليهم اختصارًا اسم «أنصار الإسلام» حصلت الجماعة على لقب «طالبان الكردية» لأنها تتكون من الأكراد الذين قاتلوا مع طالبان في أفغانستان، ولتشابههم مع حركة طالبان في تأسيس كلاهما دولة إمارات إسلامية في ظل حكم قانون الشريعة الإسلامية، كلا المقاتلين كانا إسلاميين لكن كل منهم له نوع من القومية طالبان من البشتون، والأنصار من الكرد. تاريخ نشوء الجماعة وبداياتها تسعى جماعة أنصار الإسلام إلى إقامة «دولة إسلامية» بموجب الشريعة الإسلامية، فضلاً عن الحصول على «الحقوق المشروعة» للأكراد والحفاظ عليها، تشكلت جماعة أنصار الإسلام في سبتمبر2001 من اندماج جند الإسلام بقيادة أبو عبد الله الشافعي وجماعة منشقة عن الحركة الإسلامية الكردستانية بقيادة الملا كريكار، أصبح الملا كريكار زعيم جماعة أنصار الإسلام، التي عارضت الاتفاق المبرم بين الجماعات الكردية المهيمنة على المنطقة، قامت الجماعة فيما بعد بالولاء لتنظيم القاعدة وزُعم أنها تلقت أموالاً مباشرة منهم، ضمت جماعة أنصار الإسلام في البداية قرابة 300 رجل، العديد منهم من قدامى المحاربين الأكراد في الجهاد من الحرب السوفيتية الأفغانية، حققت المجموعتان المنشقتان بعض النجاحات المبكرة في ميدان المعركة في نفس الشهر عندما قتلت 42 مقاتلاً من الاتحاد الوطني الكردستاني والبيشمركة في كمين محكم، مما أدى بهم إلى جذب المزيد من الرجال إلى الحركة، في 10 ديسمبر2001، أصبحت الجماعة تعرف باسم أنصار الإسلام، في فترة أنشاء إمارة بيارة الإسلامية بالقرب من الحدود الإيرانية، كانت هناك مزاعم عن دعم لوجستي قوي من إيران، تعود جذور أنصار الإسلام إلى منتصف التسعينيات، قبل وقت قصير من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قام قادة العديد من الفصائل الإسلامية الكردية بزيارة قيادة القاعدة في أفغانستان للتخطيط لإنشاء حجر أساس للقاعدة في شمال العراق، وذكرت وثيقة عثر عليها في كابل أن هدف الجماعة هو «طرد اليهود والمسيحيين من كردستان والانضمام إلى طريق الجهاد، وحكم كل قطعة أرض بالشريعة الإسلامية»، وهذا ما أكدته صحيفة لوس أنجلوس تايمز أيضًا، بناءً على مقابلات مع أحد سجناء الأنصار، والتي ذكرت أنه في أكتوبر2000، أرسل القادة الإسلاميون الأكراد جهاديين إلى معسكرات أسامة بن لادن، وتلقوا رسالة من بن لادن مفادها أنه يجب على جميع الجماعات الإسلامية الكردية الاتحاد في مجموعة واحدة. الفترة حتى حرب العراق أعلنت جماعة أنصار الإسلام عند تأسيسها الجهاد ضد جميع الأحزاب السياسية العلمانية في كردستان العراق، وطوال عام 2002، نفذت أنصار الإسلام الهجمات على تلك الجماعات الكردية وقامت بالعديد من الاغتيالات، لا سيما ضد أعضاء رفيعي المستوى من الاتحاد الوطني الكردستاني، فضلاً عن خوض معارك ومناوشات مع الاتحاد الوطني الكردستاني، سمحت الهجمات لأنصار الإسلام بالسيطرة على بعض المناطق في شمال شرق العراق، وانشاء ما يسمى إمارة بيارة الإسلامية في مدينة حلبجة، في ظل مؤسسها الملا كريكار، وتم تطبيق الشريعة الإسلامية من خلال تدمير المحلات التجارية التي اعتبرتها مخالفة للإسلام، وقطع رؤوس من اعتبروهم مرتدين. في إمارة بيارة الإسلامية، خضعت القرى لقوانين الشريعة الإسلامية. دُمِّرت الآلات الموسيقية، وحُرم الغناء، مع السماح بالأناشيد، وأصدرت جماعة أنصار الإسلام العديد من الأناشيد باللغة الكردية، لم يُسمح للفتيات بالتعليم، ودُمرت مدرسة البنات الوحيدة في المنطقة، وأزيلت جميع صور النساء من ملصقات الإعلانات، تم تدنيس الأضرحة الصوفية واضطرت الأقلية الدينية إلى اعتناق الإسلام أو الفرار، كما يزعم سجناء سابقون في الجماعة أن جماعة أنصار الإسلام تستخدم التعذيب والضرب المبرح بشكل روتيني عند استجواب السجناء، كما وردت أنباء عن قطع رؤوس سجناء. في أواخر عام 2001 وأوائل عام 2002، تلقت أنصار الإسلام تدفقات من المتطوعين الجهاديين الأجانب الفارين من أفغانستان بعد غزو أفغانستان عام 2001، استفادت من الأعداد الكبيرة واستخدمتها للدفاع بشكل أفضل ضد الاتحاد الوطني الكردستاني، وكان أحد الجهاديين الأجانب أبو مصعب الزرقاوي الذي مكث معهم لفترة قصيرة. قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، دخلت فرق شبه عسكرية من وحدة النشاطات الخاصة والفرقة العاشرة من القوات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي وتعاونت مع الاتحاد الوطني الكردستاني لمهاجمة أنصار الإسلام، أطلقوا معًا عملية فايكنك هامر في مارس 2003 والتي وجهت ضربة كبيرة للجماعة أسفرت عن مقتل عدد كبير من أنصار الإسلام وأتهام الجماعة بامتلاك منشأة أسلحة كيميائية محتملة في سرغات، وكذلك نهاية الإمارة الإسلامية بيارة بعد العملية، وزار حوالي خمسة عشر مراسلاً بما في ذلك نيويورك تايمز ولوس أنجلوس تايمز وآي بي سي وبي بي سي مدينة سارغات، بحثوا في موقع آخر كان من المفترض أن يكون مصنعًا للأسلحة الكيميائية، والذي تحدث عنه كولن باول، لم يجدوا شيئًا سوى الاستوديو الذي تستخدمه أنصار الإسلام في دعاية والأعلام. حرب العراق في سبتمبر2003، أعلن أعضاء أنصار الإسلام، الذين فروا إلى إيران بعد العملية الأمريكية المشتركة ضدهم عام 2003، عن إنشاء جماعة تسمى جماعة أنصار السنة، والتي كانت في الغالب من العرب ومخصصة لطرد الجيش الامريكي من العراق، أصبحت أنصار السنة جماعة متمردة بارزة نشطة فيما يسمى بالمثلث السني، وتقوم بعمليات خطف وتفجيرات انتحارية وحرب العصابات. في تشرين الثاني 2007، أقرت جماعة أنصار السنة بأنها منبثقة عن أنصار الإسلام، وذهبت لفترة وجيزة لاستخدام هذا الاسم، قبل تغييره إلى أنصار أهل السنة. انسحاب الولايات المتحدة ظلت جماعة أنصار الإسلام نشطة بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، حيث شاركت في التمرد ضد الحكومة المركزية العراقية، وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن شن هجمات ضد قوات الأمن العراقية، لا سيما حول الموصل وكركوك. الحرب الأهلية السورية أقامت جماعة أنصار الإسلام وجودًا لها في سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية السورية، تحت اسم «أنصار الشام»، لاحقًا باسمها. تعاونت المجموعة مع كتائب أحفاد الرسول في قصف مجمعات عسكرية سورية في دمشق في أغسطس 2012. كما لعبت دورًا في معركة حلب وتعاونت مع العديد من الجماعات السلفية الأخرى بما في ذلك جبهة النصرة والجبهة الإسلامية. ظلت جماعة أنصار الإسلام تعمل إلى أن انضم العديد من كبار القادة إلى داعش. في عام 2016، قاتلوا إلى جانب جبهة النصرة خلال هجوم كبير على المدينة. وبحسب ما ورد قُتل القائد العسكري للجماعة، أبو ليث التونسي، في القتال أثناء هذه العملية، على الأرجح في جنوب غرب حلب. بحلول يوليو 2018، كان فصيل أنصار الإسلام السوري نشطًا في محافظة اللاذقية، حيث اقتحم مواقع محلية للجيش السوري. بعد الاتفاق التركي الروسي على نزع سلاح إدلب في سبتمبر 2018، انضم الفرع السوري من جماعة أنصار الإسلام إلى غرفة عمليات وحرض المؤمنين مع مجموعات أخرى مرتبطة بالقاعدة لمواجهة أي محاولات نزع السلاح في شمال غرب سوريا. عودة الظهور في العراق طالع ايضًا الرايات البيضاء بعد هزيمة داعش واستعادة طوز خورماتو على يد الحشد التركماني وقوات الحشد الشعبي خلال النزاع العراقي-الكردي 2017، تعرضت المدينة ومحيطها لهجمات صاروخية شبه يومية من قبل فصيل إسلامي استخدم العلم الأبيض برأس أسد. ورد أن هذه الجماعة تدعى «الرايات البيضاء»، وقائدها عاصي القوالي، تتكون من مسلحين أكراد إسلاميين ومقاتلين سابقين في تنظيم الدولة الإسلامية والحزب الديمقراطي الكردستاني الذين ادعوا أنهم يقاتلون من أجل «تحرير الأراضي الكردية التي تحتلها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران». قال مسؤولو الأمن والمخابرات العراقيون إن تقارير المخابرات قد تقول من المحتمل أن هذه المجموعة الجديدة منظمة واجهة لجماعة أنصار الإسلام، التي ورد أنها لا تزال تضم مئات المقاتلين في جبال حمرين. في 30 أكتوبر 2019، أعلنت جماعة أنصار الإسلام مسؤوليتها عن هجوم بعبوة ناسفة استهدفت سيارة لقوات الحشد الشعبي في محافظة ديالى شمال شرقي العراق. قضية جمع الأموال السويدية قام علي برزنجي وفرمان عبد الله، ولديهم كشك فلافل في ستوكهولم، بجمع الأموال لما زعم أنه أطفال فقراء ومسلمون. ثم تم تحويل الأموال، باستخدام نظام الحوالة. أُبلغ جهاز الأمن السويدي في عام 2002 أن أشخاصًا في السويد قاموا بتحويل أموال إلى أنصار الإسلام. في 19 أبريل 2004، قُبض على علي برزنجي وفرمان عبد الله مع كردي آخر من العراق، يدعى شاهو شهاب، وبلال رمضان لبناني المولد. تم الإفراج عن بلال رمضان في سبتمبر بعد أن وجدت المحكمة أنه لا توجد أدلة كافية لإبقائه رهن الاحتجاز. وأطلق سراح شاهو شهاب في ديسمبر ايضاً بعد أن قررت الحكومة ترحيله إلى العراق. لكن بما أن شاهو شهاب كان تحت خطورة أن يطبق به احكام الإعدام في العراق، فلم يتم الترحيل. في شقة فرمان عبد الله، عثرت الشرطة على رسالة من رجل ادعى أنه على اتصال بأبو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق، وكذلك دليل مفصل عن كيفية فهم اللغة المشفرة. في 12 مايو 2005، أدين فرمان عبد الله وعلي برزنجي بتهمة "التخطيط لجرائم إرهابية والتخطيط لدمار عام من قبل محكمة ستوكهولم. قالت محكمة ستوكهولم إن الأثنين حولا اموالاً تقدر بمليون كرونا سويدية إلى جماعة أنصار الإسلام. ووفقًا للمحكمة، كان هناك دليل قوي على أن الأموال التي تم جمعها كان لها غرض محدد هو تمويل الهجمات الإرهابية. في التسجيلات، استخدم فرمان عبد الله وعلي برزنجي لغة مشفرة لوصف الهجمات. علي برزنجي، الذي كان العقل المدبر بحسب المحكمة، حكم عليه بالسجن سبع سنوات، وفرمان عبد الله ست سنوات. فيما بعد خفضت محكمة استئناف الأحكام إلى خمس سنوات على علي برزنجي وأربع سنوات ونصف على فرمان عبد الله. وقد رُفض الاستئناف أمام المحكمة العليا. وكلاهما سيتم ترحيلهما إلى العراق بعد أن أمضيا عقوبتهما في السويد. كانت إدانة علي برزنجي وفرمان عبد الله أول إدانة منذ أن دخل التشريع السويدي الجديد للإرهاب حيز التنفيذ في 1 يوليو 2003. كما كانت أول إدانة على الإطلاق في أوروبا الغربية لأشخاص يمولون الإرهاب. القادة كان أول زعيم لأنصار الإسلام أبو عبد الله الشافعي حتى بعد 11 سبتمبر 2001 بقليل، حل الملا كريكار في عام 2001 محل الشافعي كزعيم لأنصار الإسلام، وأصبح الشافعي نائبه. في 15 ديسمبر 2011، أعلنت جماعة أنصار الإسلام زعيمًا جديدًا وهو أبو هاشم الإبراهيم. ونشر أبو الوليد السلفي تدوينة عن الجماعة على موقع تويتر في نوفمبر 2015، ورد فيها أن «عددًا من قيادات الجماعة، من بينهم أبو هاشم الإبراهيم، أمير الجماعة، اعتقلوا مطلع عام 2014». والمقال لم يذكر إي زعيم جديد للجماعة. العلاقة مع القاعدة تم تدريب أحد قادة أنصار الإسلام، أبو عبد الله الشافعي، على يد القاعدة أثناء إقامته في أفغانستان. وأبو عبد الرحمن، وهو شخصية قيادية مبكرة أخرى في أنصار الإسلام، الذي قُتل في أكتوبر 2001، من قبل الولايات المتحدة لصلاته بالقاعدة. في تقرير بتاريخ 31 يوليو 2002، وصرحت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إلى أن «أنصار الإسلام منظمة مستقلة تتلقى المساعدة من القاعدة، لكنها ليست فرعاً لها». في أوائل عام 2003، كان أقل من 10 في المائة من الأفراد في أنصار الإسلام أعضاء في كل من طالبان والقاعدة. والمعلومات حول الشافعي وعبد الرحمن، دفعت كولن باول في يناير 2003 إلى الادعاء بوجود روابط بين أنصار الإسلام والقاعدة، وأن الولايات المتحدة كانت تستعد لكشف النقاب عن أدلة جديدة عن هذا الأمر. نفى الملا كريكار في يناير 2003 صلات أنصار الإسلام بالقاعدة. وأكد الخبير الأمريكي في شؤون الإرهاب روهان جوناراتنا، الذي دعم الملا كريكار ضد المزاعم التي تتحدث على أن أنصار الإسلام على علاقة بصدام حسين، وأن جماعة أنصار الإسلام لها صلات بالقاعدة. وفي مارس - أبريل 2003، احتج الملا كريكار مرة أخرى على مثل هذه الاتهامات، وقال لصحيفة الحياة إنه كان على اتصال بالحكومة الأمريكية قبل 11 سبتمبر 2001، وأن لديه «أدلة دامغة ضد الأمريكيين» وأنه على استعداد للإفراج عنها إذا زعمت الولايات المتحدة أنه مرتبط شخصياً بالإرهاب أو القاعدة. الهجمات في 18 فبراير 2001، اغتال أربعة أعضاء أكراد من أنصار الإسلام فرانسو حريري بينما كان في طريقه إلى العمل. كانت محاولتان سابقتين لاغتياله في أربيل عامي 1994 و1997 في نفس المكان والشارع، لكنه هرب من كليهما. في 22 مارس 2003 فجرت جماعة أنصار الإسلام سيارة مفخخة فقتلت الصحفي الأسترالي بول موران وعدة أشخاص آخرين. كما اتهمت المجموعة بمحاولة تفجير مكتب وزارة الدفاع الأمريكية في أربيل في 9 سبتمبر 2003، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. في 1 فبراير 2004 وقعت تفجيرات انتحارية في احتفالات العيد التي رتبها الحزبان الكرديان الرئيسيان، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، في العاصمة الكردية أربيل، مما أسفر عن مقتل 109 وإصابة أكثر من 200 من المحتفلين. وأعلنت جماعة أنصار السنة مسؤوليتها عنها وقالت إن الدافع هو نصرة «إخواننا في أنصار الإسلام». في نوفمبر 2008، تلقى رئيس أساقفة في الموصل تهديدًا موقعًا من «أنصار الإسلام»، يحذر جميع المسيحيين لمغادرة العراق وإلا سوف يُقتلون. وكان هجوم آخر هو طعن ضابط شرطة في برلين في 17 سبتمبر 2015 على يد رفيق يوسف، أحد عناصر أنصار الإسلام. مراجع التمرد العراقي الحرب الأهلية السورية تأسيسات سنة 2001 في العراق جماعات سلفية جماعات عربية مسلحة سياسة العراق فروع تنظيم القاعدة فصائل في حرب العراق فصائل مناهضة للحكومة في الحرب الأهلية السورية منظمات إسلامية منظمات إسلامية كردية منظمات جهادية في العراق منظمات جهادية في سوريا منظمات شبه عسكرية مقرها في العراق منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب الاتحاد الأوروبي منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب الإمارات العربية المتحدة منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب البحرين منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب العراق منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب المملكة المتحدة منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب الولايات المتحدة منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب اليابان منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب حكومة كندا منظمات مصنفة على أنها إرهابية حسب دولة أستراليا منظمات مصنفة على أنها إرهابية في آسيا ميليشيات عراقية
2879
https://ar.wikipedia.org/wiki/27%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
27 مارس
27 مارس أو 27 آذار أو يوم 27 \ 3 (اليوم السابع والعشرون من الشهر الثالث) هو اليوم السادس والثمانون (86) من السنة البسيطة، أو اليوم السابع والثمانون (87) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 279 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1329 - البابا يوحنا الثاني والعشرون يصدر بياناً له في الجمهورية الدومينيكية الزراعية يدين بعض كتابات ميستر إكهرت باعتبارها هرطقة. 1513 - المستكشف الإسباني خوان بونثي دي ليون يصل إلى الطرف الشمالي من جزر البهاما في رحلته الأولى إلى ولاية فلوريدا. 1613 - أول طفل إنجليزي يولد في كندا في كوف كوبر، بجزيرة نيوفوندلاند لنيكولاس غي. 1625 - تشارلز الأول ملك إنجلترا يصبح ملكاً على إنجلترا وإسكتلندا وإيرلندا وكذلك يدّعي لقب ملك فرنسا. 1713 - إسبانيا توافق على التنازل عن جبل طارق. 1782 - ماركيز روكنغهام يصبح رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1794 - حكومة الولايات المتحدة تؤسس قوة بحرية الولايات المتحدة الدائمة وتأذن ببناء ستة فرقاطات. 1794 - الدنمارك والسويد تشكلان الدولة الحيادية. 1854 - المملكة المتحدة تعلن الحرب على الإمبراطورية الروسية وذلك أثناء حرب القرم. 1924 - افتتاح جلسات المجلس التأسيسي في المملكة العراقية. 1933 - اليابان تنسحب من عصبة الأمم. 1941 - ثورة في يوغوسلافيا بزعامة جوزيف بروز تيتو. 1958 - نيكيتا خروتشوف يخلف نيكولاي بولجانين في زعامة الاتحاد السوفيتي. 1964 - زلزال في ألاسكا بقوة 8.4 على مقياس ريختر أدى إلى مقتل 118 شخص. 1973 - مارلون براندو يرفض تسلم جائزة الأوسكار بسبب سوء معاملة هوليوود والمجتمع الأمريكي للهنود الحمر. 1977 - اصطدام طائرتي جامبو أمريكية وهولندية في جزر الكناري، وأدى الحادث إلى مقتل 563 شخصًا. 1979 - اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية في بغداد وفيه تقرر مقاطعة مصر وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية وقطع الخطوط الجوية مع القاهرة وذلك إحتجاجًا على معاهدة السلام التي وقعها الرئيس المصري محمد أنور السادات مع إسرائيل. 1996 - تعيين الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخًا للأزهر. 1998 - إدراج عقار فياغرا من ضمن الأدوية الصالحة للاستعمال الآدمي من قبل هيئة العقاقير والأطعمة الأمريكية. 2000 - انطلاق قناة سبيستون للأطفال. 2001 - الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يدعو لإرسال مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين، وكان سببها للرفض أن القرار غير متوازن وغير قابل للتطبيق. 2002 - ولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز يعلن بالقمة العربية المنعقدة في بيروت عن مبادرة للسلام بين العرب والإسرائيليين تقضي باعتراف كل الدول العربية بإسرائيل شرط انسحابها من الأراضي المحتلة حتى حدود 4 يونيو 1967. الولايات المتحدة تدرج كتائب شهداء الأقصى في «اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية». 2004 - حركة حماس تعلن خالد مشعل رئيساً للحركة، خلفاً لمؤسسها أحمد ياسين استناداً للوائح الداخلية للحركة. 2009 - ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز يعين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لمنصبه. 2014 - العاهل السعودي يعلن تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وليًا لولي عهد السعودية. 2015 - حركة الشباب المُجاهدين الصُّوماليَّة تُهاجم فُندق مكَّة المُكرَّمة في العاصمة مقديشو، مُتسببةً بمقتل 20 شخصًا بما فيهم مبعوثٌ دبلوماسيّ من الأُمم المُتحدة. 2016 - الجيش السوري يستعيد السيطرة على مدينة تدمر التاريخية من يد تنظيم الدولة الإسلاميّة. وقوع تفجير إرهابي في لاهور، بباكستان يؤدي لمقتل أكثر من 60 شخصاً وجرح 200 آخرين. 2022 - إعلان فوز حزب العمل الحاكم في مالطا برئاسة روبرت أبيلا بالأغلبية في الانتخابات العامة بنسبة 55.04%. 2023 - مقتل 38 شخصًا وإصابة 28 آخرين بجروح خطيرة بعدما نشب حريق في مركز سيوداد خواريز للمهاجرين في ولاية تشيواوا على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. مواليد 1785 - لويس السابع عشر، ملك فرنسا. 1845 - فيلهلم كونراد رونتغن، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1901. 1847 - أوتو فالاخ، عالم كيمياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1910. 1857 - كارل بيرسون، عالم رياضيات إنجليزي. 1897 - دوكلاس هارتري، عالم رياضيات وفيزياء بريطاني. 1899 - غلوريا سوانسون، ممثلة أمريكية. 1901 - إيساكو ساتو، رئيس وزراء اليابان حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1974. 1912 - جيمس كالاهان، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1926 - ضياء الدين داوود، سياسي مصري. 1927 - حسن عبد السلام، مخرج مسرحي مصري. مستيسلاف روستروبوفيتش، قائد أوركسترا روسي. 1941 - سعد الله ونوس، مسرحي سوري. إيفان غاشباروفيتش، رئيس سلوفاكيا. 1942 - جون سالستون، طبيب بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2002. 1950 - أنتون أوندروس، لاعب كرة قدم سلوفاكي. 1954 - بوران درخشندة، مخرجة ومنتجة أفلام وكاتبة سيناريو إيرانية. 1955 - ماريانو راخوي، رئيس وزراء إسبانيا. 1958 - مطرب فواز، ممثل سعودي. 1960 - هانس بفلوغلر، لاعب كرة قدم ألماني. 1963 - كوينتن تارانتينو، ممثل ومخرج أمريكي. 1969 - باسكال مشعلاني، مغنية لبنانية. 1970 - ماريا كاري، مغنية أمريكية. إليزابيث ميتشيل، ممثلة أمريكية. 1971 - ناثان فيليون، ممثل كندي. 1972 - جيمي فلويد هاسلبانك، لاعب كرة قدم هولندي. 1974 - غازيكا مندييتا، لاعب كرة قدم إسباني. 1982 - كندة علوش، ممثلة سورية. 1986 - مانويل نوير، حارس مرمى كرة قدم ألماني. 1988 - بريندا سونغ، ممثلة أمريكية. 1992 - مارك مونيسا، لاعب كرة قدم إسباني. ملاك الصراف، ممثلة كويتية. 1997 - ليسا منوبان، مغنية راب تايلندية. وفيات 1482 - ماري دوقة بورغونيا. 1625 - جيمس الأول، ملك إنجلترا. 1770 - جامباتيستا تييبولو، رسام إيطالي. 1967 - ياروسلاف هايروفسكي، عالم كيمياء تحليلية تشيكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1959. عدنان الراوي، شاعر عراقي. 1968 - يوري جاجارين، رائد فضاء سوفيتي، وهو أول إنسان في العالم يسافر إلى الفضاء الكوني. 1972 - إيشر، رسام هولندي. 1980 - إدريس محمد جماع، شاعر سوداني. 2003 - محمد توفيق، ممثل مصري. 2005 - أحمد زكي، ممثل مصري. 2006 - خالد النفيسي، ممثل كويتي. ستانيسواف لم، كاتب بولندي. 2007 - بول لاوتربر، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2003. 2017 - علي نايفة، مهندس ميكانيكي أردني من أصول فلسطينية. 2020 - جورج سيدهم، ممثل مصري. 2022 - أياز مطلبوف، أول رئيس لجمهورية أذربيجان. أعياد ومناسبات يوم النصر في أنغولا. اليوم العالمي للمسرح. وصلات خارجية النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2880
https://ar.wikipedia.org/wiki/28%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
28 أكتوبر
28 أكتوبر أو 28 تشرين الأوَّل أو يوم 28 \ 10 (اليوم الثامن والعشرين من الشهر العاشر) هو اليوم الأوَّل بعد الثلاثمائة (301) من السنة، أو الثاني بعد الثلاثمائة (302) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 64 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1886 - تدشين تمثال الحرية بالولايات المتحدة. 1924 - سعد زغلول يشكل أول وزارة شعبية في مصر بعد انتخابات فاز فيها مناصروه بمعظم مقاعد البرلمان. 1962 - الاتحاد السوفيتي يعلن من خلال إذاعة موسكو إن حكومته قررت فك الصواريخ النووية المنصوبة في كوبا وإعادتها إلى الأراضي السوفيتية. الجزائر تسترجع سيادتها على التلفزيون الوطني. 1971 - المملكة المتحدة تطلق القمر الاصطناعي بروسبيرو من ووميرا، استراليا؛ وبذلك أصبحت سادس دولة تتمكن من إطلاق قمر اصطناعي بصفة مستقلة. 1973 - بدأ سريان وقف إطلاق النار في فيتنام اعتبارًا من الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت سايغون منهيًا الحرب الطويلة فيها. 1974 - مؤتمر القمة العربي الثامن المنعقد في الرباط يقرر اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. 1985 - ميخائيل غورباتشوف يتولى منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي. 1996 - منتخب الكويت لكرة القدم يفوز بكأس الخليج الثالثة عشر المقامة في سلطنة عمان. 2006 - العثور على مقبرة جماعية قرب كييف تضم آلاف الجثث لضحايا مجازر إرتكبها البلاشفة عام 1930. 2007 - انتخاب كرستينا فيرنانديز رئيسة للأرجنتين خلفًا لزوجها نيستور كيرشنير، وهي بذلك أول امرأة تنتخب لمنصب الرئاسة في الأرجنتين. 2017 - صحيفة واشنطن بوست تنشر عدَّة وثائق كشف عنها المركز القومي الأمريكي للأرشيف جاء فيها أنَّ الحكومة الأمريكيَّة حاولت اغتيال الرئيس الكوبي الأسبق فيدل كاسترو عبر وسائل مُتنوعة وأن الرئيس جون كينيدي أحبط إحداها. 2018 - انتخاب جايير بولسونارو رئيساً جديداً للبرازيل بعد فوزه بنسبة 55% من الأصوات. مواليد 1017 - هنري الثالث، إمبراطور روماني مقدس. 1466 - دسيدريوس إراسموس، فيلسوف هولندي. 1898 - محمد عبد الخالق حسونة، أمين عام جامعة الدول العربية. 1909 - عز الدين ذو الفقار، مخرج مصري. 1914 - مأمون الشناوي، شاعر غنائي مصري. يوناس سولك، طبيب أمريكي، ومكتشف لقاح شلل الأطفال. ريتشارد سينج، عالم كيمياء بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1952. 1928 - محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر. 1930 - سفاتوبلوك بلوسكال، لاعب كرة قدم تشيكوسلوفاكي. 1933 - غارينشيا، لاعب كرة قدم برازيلي. 1938 - هدى شعراوي، ممثلة سورية. 1942 - ليث شبيلات، سياسي أردني. 1946 - ويم يانسن، لاعب ومدرب كرة قدم هولندي. 1949 - فلاديمير أونيستشينكو، لاعب ومدرب كرة قدم أوكراني. 1955 - بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت. إندرا نويي، رئيسة مجلس الإدارة والمديرة التنفيذية لشركة بيبسي. 1956 - محمود أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 1959 - توشيو ماسدا، ملحن ياباني. 1963 - إروس رامادزوتي، مغني إيطالي. 1967 - جوليا روبرتس، ممثلة أمريكية. 1972 - جاسم الهويدي، لاعب كرة قدم كويتي. 1974 - خواكين فينيكس، ممثل بورتوريكي. ديجان ستيفانوفيتش، لاعب كرة قدم صربي. فيسينتي مورينو، لاعب كرة قدم إسباني. 1978 - ألماس الدويك، كاتبة قصص قصيرة وشاعرة وناشطة نسوية لبنانية. 1979 - جاود كريم، مبرمج أمريكي وأحد مؤسسي اليوتيوب. 1980 - آلان سميث، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1981 - ميلان باروش، لاعب كرة قدم تشيكي. 1984 - أوبافيمي مارتينز، لاعب كرة قدم نيجيري. 1986 - أديتي راو حيدري، ممثلة هندية. 1990 - يوسف المساكني، لاعب كرة قدم تونسي. وفيات 1703 - جون واليس، عالم رياضيات إنجليزي. 1704 - جون لوك، فيلسوف إنجليزي. 1740 - آنا إيفانوفنا، إمبراطورة الإمبراطورية الروسية. 1929 - برنارت فون بولوف، مستشار ألمانيا. 1973 - طه حسين، أديب وناقد ووزير مصري وملقب «بعميد الأدب العربي». 2005 - ريتشارد سمولي، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1996. 2008 - علي المفيدي، ممثل كويتي. 2016 - ملحم بركات، مغني وملحن لبناني. 2019 - صفاء السراي، ناشط مدني عراقي. 2021 - جميل عواد، ممثل أردني. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في التشيك. ذكرى تأسيس تشيكوسلوفاكيا في سلوفاكيا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2885
https://ar.wikipedia.org/wiki/25%20%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1
25 سبتمبر
25 سبتمبر أو 25 أيلول أو يوم 25 \ 9 (اليوم الخامس والعشرون من الشهر التاسع) هو اليوم الثامن والستون بعد المئتين (268) من السنوات البسيطة، أو اليوم التاسع والستون بعد المئتين (269) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 97 يوما لانتهاء السنة. أحداث 275 - للمرة الأخيرة، مجلس الشيوخ الروماني (السنات) يختار ماركوس كلاوديوس تاسيتس إمبراطوراً خلفاً لأوريليان عقب مقتل الأخير. 1066 - ملك إنجلترا هارولد الثاني يهزم أخاه توستيغ وملك النرويج هارولد هاردرادا في معركة جسر ستامفورد. 1394 - الجيش العثماني بقيادة السلطان بايزيد الأول يصطدم بجيش صليبي مكون من مقاتلين وفرسان من عدة بلدان أوروبية بقيادة سيجيسموند ملك المجر عند مدينة «نيقوبوليس»، وانتهت معركة نيقوبولس بانتصار المسلمين. 1799 - الفرنسيون ينتصرون على الروس في زيورخ بسويسرا. 1955 - تمديد أول كابل هاتفي تحت مياه المحيط الأطلسي. 1959 - اغتيال رئيس وزراء سيلان سلومون باندرانيكا. 1962 - الإعلان عن قيام الجمهورية الجزائرية. 1973 - عودة مركبة الفضاء الأمريكية سكاي لاب بروادها الثلاثة بعد دورانها حول كوكب الأرض لمدة 59 يومًا. 1984 - بدء انسحاب القوات الليبية والفرنسية من تشاد وفق اتفاقية وقعت بين البلدين. 1985 - مقتل ثلاثة من عملاء الموساد في هجوم مسلح على زورق إسرائيلي في ميناء لارنكا القبرصي. 1987 - قائد قوات الجيش في فيجي العقيد ستيفيني رابوكا يقود انقلاب عسكري ويستولي على السلطة. 1990 - مجلس الأمن يصدر «القرار رقم 670» والخاص بفرض حظر الجوي على أراضي العراق والكويت ومنع كل الرحلات الجوية لنقل الركاب والبضائع وذلك بسبب غزو العراق للكويت. 1997 - القيادي في حركة حماس خالد مشعل يتعرض لمحاولة اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمّان. 1998 - الطيار البريطاني أندي غرين يسجل في «صحراء نيفادا» الأمريكية رقمًا قياسيًا في قيادة السيارة وهو 1142 كم/ساعة. 2001 - بداية حرب أمريکا على أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب. 2003 - وقوع زلزال يبلغ 8.3 درجة قبالة سواحل جزيرة هوكايدو شمال اليابان ليخلف 849 إصابة ومفقوديّن اثنين. 2008 - برلمان جنوب أفريقيا ينتخب جاليما موتلانثي رئيسًا جديدًا ليخلف الرئيس تابو إيمبيكي الذي استقال في 21 سبتمبر. 2010 - انتخاب إد ميلباند زعيمًا لحزب العمال البريطاني. 2011 - ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يعلن في خطاب افتتاح أعمال دورة مجلس الشورى عن قراره السماح للمرأة الدخول في عضوية مجلس الشورى والانتخاب والترشح في المجالس البلدية. المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر يعدل الإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011 لتكون الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة النسبية المغلقة والنظام الفردي. 2013 - ظهور جزيرة جديدة على سواحل باكستان سميت جزيرة زلزلة وذلك بعد زلزال قوي ضرب البلاد. 2016 - اغتيال الصحافي الأردني ناهض حتر، بإطلاق الرصاص عليه أمام القصر العدلي في عمان. 2017 - حصول تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي بزعامة أنغيلا ميركل على أكبر عدد من المقاعد بالبوندستاغ في الانتخابات الفيدرالية الألمانية. 2018 - الحكم على بيل كوسبي بالسجن لمدة تتراوح من ثلاثة إلى عشرة سنوات. مواليد 1358 - أشيكاغا يوشي-ميتسو، شوغون ياباني. 1644 - أوول رومر، عالم دنماركي في علم الفلك. 1683 - جون فيليب رامو، موسيقي فرنسي. 1694 - هنري بلهام، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1773 - أغوستينو باسي، عالم إيطالي في علم الأحياء. 1866 - توماس مورغان، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1933. 1881 - لو شون، كاتب صيني. 1897 - ويليام فوكنر، أديب وروائي أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1949. 1913 - شارل حلو، رئيس الجمهورية اللبنانية. 1931 - منوتشهر آتشي، شاعر وصحفي إيراني. 1933 - أحلام، مغنية مصرية. 1940 - رؤوف عياد، رسام كاريكاتير مصري. 1943 - روبرت غيتس، وزير دفاع الولايات المتحدة. 1944 - مايكل دوغلاس، ممثل أمريكي. 1945 - فرانس يانسينس، لاعب كرة قدم بلجيكي. 1947 - محمد القباني، ممثل أردني. 1950 - سبستياو لازاروني، مدرب كرة قدم برازيلي. 1951 - مارك هاميل، ممثل أمريكي. 1954 - خواندي راموس، لاعب ومدرب كرة قدم إسباني. 1955 - كارل هاينز رومينيغه، لاعب كرة قدم ألماني. لودو كيوك، لاعب كرة قدم بلجيكي. 1957 - مايكل مادسن، ممثل أمريكي. 1958 - أحمد الفرج، ممثل كويتي. 1960 - سعيد الناصري، ممثل مغربي. إيغور بيلانوف، لاعب كرة قدم أوكراني. 1961 - هيذر لوكلير، ممثلة أمريكية. 1964 - راندا عوض، ممثلة مصرية من أصل لبناني. 1966 - أبو إبراهيم مصطفى، أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر. 1968 - ويل سميث، ممثل أمريكي. 1969 - كاثرين زيتا جونز، ممثلة بريطانية. 1973 - تيجاني بابانغيدا، لاعب كرة قدم نيجيري. 1974 - فيكتور باتشيكو، لاعب كرة قدم كولومبي. أوليفر داكورت، لاعب كرة قدم فرنسي. 1978 - رودولف دوالا، لاعب كرة قدم كاميروني. ريكاردو غاردنر، لاعب كرة قدم جامايكي. 1979 - خالد سرحان، ممثل مصري. جيسون كوماس، لاعب كرة قدم ويلزي. 1988 - ناصيف زيتون، مغني سوري. وفيات 1506 - فيليب الأول، ملك مملكة قشتالة. 1534 - كليمنس السابع، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1777 - يوهان هاينغيش لامبرت، عالم رياضيات وفيزياء وفلك سويسري. 1849 - يوهان شتراوس الأب، ملحن نمساوي. 1979 - تابيو راوتافآرا، لاعب ألعاب قوى وممثل فنلندي. 1983 - ليوبولد الثالث، ملك بلجيكي. 1986 - نيكولاي سيميونوف، عالم كيمياء روسي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1956. 1998 - نجاح الموجي، ممثل مصري. 2003 - فرانكو موديلياني، اقتصادي إيطالي حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1985. عقيلة الهاشمي، سياسية عراقية. 2006 - جواد التبريزي، مرجع شيعي اثني عشري إيراني. 2008 - بسيوني عثمان، كاتب مصري. 2010 - صلاح السقا، مخرج مسرحي مصري. 2011 - ذياب عوانة، لاعب كرة قدم إماراتي. وانجاري ماثاي، ناشطة كينية بمجال البيئة حاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2004. 2012 - آندي ويليامز، مغني أمريكي. إريك آيفيس، مؤرخ بريطاني. 2014 - خالد صالح، ممثل مصري. لاشين أبو شنب، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بمصر. 2016 - ناهض حتر، كاتب وصحافي أردني. 2018 - إسماعيل فهد إسماعيل، روائي كويتي. 2022 - عائشة الشنا، ناشطة حقوقية مغرببة. 2023 - صبار المشهداني أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث بالعراق. أعياد ومناسبات عيد القوات المسلحة في موزمبيق. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية سبتمبر
2886
https://ar.wikipedia.org/wiki/21%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
21 أكتوبر
21 أكتوبر أو 21 تشرين الأوَّل أو يوم 21 \ 10 (اليوم الحادي والعشرين من الشهر العاشر) هو اليوم الرابع والتسعين بعد المئتين (294) من السنة، أو الخامس والتسعين بعد المئتين (295) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 71 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1600 - وقوع «معركة سيكيغاهارا»، وكانت نتيجتها وصول الشوغون توكوغاوا إيه-ياسو إلى حكم اليابان. 1603 - الشاه عباس الأول الصفوي يستعيد مدينة تبريز من الدولة العثمانية بعد معركة استمرت لأيام عرفت بمعركة فتح تبريز. 1879 - توماس إديسون يعرض المصباح الكهربائي لأول مرة في عرض خاص. 1914 - تعيين أنور باشا وزيرًا للحرب في الدولة العثمانية وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى. 1918 - ألمانيا توقف حرب الغواصات في الحرب العالمية الأولى. 1931 - حادثة أكتوبر في اليابان وهي محاولة انقلابية داخل صفوف الجيش الإمبراطوري. 1945 - الرئيس الأرجنتيني خوان بيرون يتزوج من الممثلة إيفا. 1952 - عقد أول اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة والذي جمع وزراء إعلام الدول الإسلامية. 1964 - ثورة شعبية عارمة في السودان تغير على إثرها نظام الحكم العسكري بقيادة إبراهيم عبود. 1967 - إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات على يد القوات البحرية المصرية. 1969 - انقلاب عسكري في الصومال بقيادة محمد سياد بري. 1973 - الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يقيل المتهم الرئيسي بفضيحة ووترغيت أرشيبالد كوكس من منصبه. 1974 - وزير الخارجية الفرنسي جان سوفانيار يعقد أول اجتماع بين مسؤول أوروبي غربي وياسر عرفات وذلك خلال زيارته إلى لبنان. 1979 - وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان يستقيل من منصبه احتجاجًا على سياسة رئيس الحكومة مناحم بيجن في مصادرة الأراضي المحتلة. 1990 - اغتيال أمين عام حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وزوجته وطفليهما في منزلهم. 1994 - الولايات المتحدة وكوريا الشمالية توقعان اتفاق في جنيف ينص على استخدام الطاقة النووية لكوريا الشمالية للأغراض المدنية حصرًا. 2016 - وفاة 79 شخصاً وإصابة 600 آخرين إثر حادث انحراف قطار إزيكا في الكاميرون. هجوم إلكتروني ضخم من قبل مجهولين من نوع (DDoS) على خوادم شركة داين يتسبب في تعطيل العديد من المواقع والخدمات على الإنترنت، والبيت الأبيض يعلن بدء التحقيقات. 2018 - العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين يُنهي اتفاقية تأجير أراضي الباقورة والغمّر لإسرائيل بعد انتهاء المدة حسب اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، وإسرائيل تُهدد بقطع المياه عن عمَّان. مصرع 18 شخصًا على الأقل وتضرر 187 آخرين بسبب انحراف قطار في مقاطعة ييلان التايوانية، إذ يعد الأسوأ في تايوان منذ سنة 1991. 2019 - رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري يطرح حزمة إصلاحات اقتصادية، ويقر موازنة عامة حتى 2020 خالية من أي ضرائب إضافية، في محاولةٍ لاحتواء المظاهرات الشعبية التي خرجت تطالب برحيل الرئاسات الثلاثة ومحاسبة الساسة اللبنانيين الفاسدين. مواليد 1772 - صامويل تايلر كولريدج، شاعر إنجليزي. 1790 - ألفونس دي لامارتين، كاتب وشاعر وسياسي فرنسي. 1833 - ألفرد نوبل، عالم ومخترع سويدي. 1921 - مالكولم أرنولد، موسيقي بريطاني. 1931 - حسن عابدين، ممثل مصري. شامي كابور، ممثل هندي. 1933 - فرانشيسكو خينتو، لاعب كرة قدم إسباني. 1949 - بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل الرابع عشر والثامن عشر. 1957 - فولفجانج كيترلي، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2001. 1959 - حسن الأسمر، مغني مصري. ميلورا والترز، ممثلة أمريكية. 1960 - أكيرا سنجو، ملحن ياباني. 1962 - جهاد عبدو، ممثل سوري. 1967 - بول إنس، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. 1969 - كريمة الصقلي، مغنية مغربية. الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد في مملكة البحرين. 1972 - سافرون بوروز، ممثلة إنجليزية. ماساكازو موريتا، ممثل أداء صوتي ياباني. 1975 - هنريكه هيلاريو، حارس مرمى كرة قدم برتغالي. 1980 - كيم كردشيان، ممثلة وعارضة أزياء أمريكية. ياسر الدوسري، إمام وعالم مسلم سعودي. 1981 - نيمانيا فيديتش، لاعب كرة قدم صربي. 1982 - ملحم زين، مغني لبناني. مات دالاس، ممثل أمريكي. 1983 - الأمير أحمد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ملحن سعودي. فوز الشطي، مغنية وممثلة كويتية. 1984 - كيني كوبر، لاعب كرة قدم أمريكي. كيران ريتشاردسون، لاعب كرة قدم إنجليزي. وفيات 732 - عبد الرحمن الغافقي، قائد عربي مسلم وأحد حكام الأندلس. 1422 - الملك شارل السادس، ملك فرنسا. 1805 - هوراشيو نيلسون، عسكري إنجليزي. 1872 - جاكيه بابنيه، عالم فيزياء فرنسي. 1904 - إيزابيل إيبرهارت، مستكشفة سويسرية / جزائرية. 1930 - إلياس فياض، أديب وسياسي لبناني. 1940 - فخري أبو السعود، شاعر وناقد أدبي مصري. 1978 - أنستاس ميكويان، سياسي سوفيتي. 1987 - عبد المنعم القيسوني، اقتصادي وسياسي مصري. 1990 - داني شمعون، سياسي لبناني. 2011 - أنيس منصور، كاتب صحفي وأديب مصري. فايدة كامل، مغنية وممثلة وسياسية مصرية. 2012 - ياش شوبرا، مخرج هندي. 2015 - رندة مرعشلي، ممثلة سورية. 2021 - حسن حنفي، مُفكّر مصري. بيار جامجيان، ممثل لبناني. 2022- خالد سامي ممثل سعودي. أعياد ومناسبات عيد التفاحة في المملكة المتحدة. مراجع وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2887
https://ar.wikipedia.org/wiki/27%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
27 فبراير
27 فبراير أو 27 شُباط أو يوم 27 \ 2 (اليوم السابع والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم الثامن والخمسون (58) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 307 يومًا لانتهاء السنة، أو 308 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 1897 - بريطانيا تعترف بسلطة الولايات المتحدة على نصف الكرة الغربي. 1900 - تأسيس حزب العمال. 1933 - تعرض مبنى الرايخستاغ للحريق. 1976 - الإعلان عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الصحراء الغربية والتي تقول المغرب إنها أراضي تابعة لها. 1983 - بدء العمل في جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين. 1990 - إعادة انتخاب توشيكي كايفو رئيسًا لوزراء اليابان. 1991 - الرئيس الأمريكي جورج بوش يعلن رسميًا أن دولة الكويت قد تحررت من الاحتلال العراقي. رفع علم الكويت الحرة وذلك في احتفال أقيم في وسط العاصمة إيذانًا بعودة السلطة الشرعية إلى الكويت. 2004 - القوات الإسرائيلية تقتحم المسجد الأقصى خلال صلاة الجمعة مما يؤدي إلى إصابة 24 شخصًا بينهم نساء. 2010 - وقوع زلزال في تشيلي بقوة 8.8 حسب مقياس العزم الزلزالي. 2011 - الوزير التونسي الأول محمد الغنوشي يستقيل من منصبه، ورئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع يكلف الباجي قائد السبسي برئاسة الحكومة. إنشاء المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على إثر إندلاع ثورة 17 فبراير. 2015 - اغتيال المُعارض الروسي بوريس نيمتسوڤ في موسكو. 2019 - الإعلان عن فوز الرئيس النيجيري مُحمَّد بُخاري بِولايةٍ رئاسيَّةٍ ثالثة بعد أن تفوَّق على مُنافسه عتيق أبو بكر في الانتخابات التي جرت يوم 23 فبراير 2019 وحصد ما نسبته 55.6% من الأصوات. مقتل وإصابة العشرات في حادث اصطدام جرار قطار في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية. مواليد 272 - قسطنطين الأول، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية. 1547 - الشيخ البهائي، عالم دين وفقيه ورياضياتي وفيلسوف لبناني. 1691 - إدوارد كيف، طباع إنجليزي وأول من اقترح فكرة المجلة. 1897 - ماريان أندرسون، مغنية أمريكية من أصل أفريقي. 1899 - تشارلز بست، عالم طبي كندي. 1902 - جون ستاينبيك، أديب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1962. 1912 - لورانس داريل، روائي بريطاني. 1929 - جيلما سانتوس، لاعب كرة قدم برازيلي. 1932 - إليزابيث تايلور، ممثلة بريطانية. 1937 - سمير العصفوري، مخرج مصري. 1942 - روبرت غرابز، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2005. 1943 - كارلوس ألبرتو بيريرا، مدرب كرة قدم برازيلي. 1950 - فاطمة الربيعي، ممثلة عراقية. 1975 - كارولين خليل، ممثلة وفنانة تشكيلية مصرية. 1976 - راشد رياض، لاعب كريكيت باكستاني. 1978 - معز مسعود، باحث وداعية إسلامي مصري. كاخا كالادزه، لاعب كرة قدم جورجي. 1979 - محمد الأحمد، ممثل سوري. 1981 - جوش غروبان، مغني أمريكي. 1983 - كايت مارا، ممثلة أمريكية. محمد نبوس، صحفي ليبي. 1984 - ياسر المسيليم، لاعب كرة قدم سعودي. 1985 - دينييار بيلياليتدينوف، لاعب كرة قدم روسي. وفيات 1930 - جوزيف رايت، لغوي من المملكة المتحدة. 1936 - إيفان بافلوف، طبيب روسي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1904. 1958 - لطف علي معدل، سياسي وصحفي إيراني. 1974 - نادية سيف النصر، ممثلة مصرية. 1989 - كونراد لورنتس، عالم نمساوي في علم الحيوان حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1973. محمود السباع، ممثل مصري. 1993 - ليليان غيش، ممثلة أمريكية. 1997 - محمد عوض، ممثل مصري. 2000 - الشيخ السيد سابق، داعية مصري. 2006 - أبو بكر عزت، ممثل مصري. فرينيك بيني، لاعب كرة قدم هنغاري. 2011 - نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا. 2012 - ثروت عكاشة، كاتب وسياسي وعسكري مصري. 2015 - غسان مطر، ممثل فلسطيني مصري. بوريس نيمتسوڤ، معارض روسي. 2016 - فرج الله سلحشور، مخرج إيراني. أعياد ومناسبات اليوم الوطني في جمهورية الدومنيكان. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2889
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%A3%20%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%88
مبدأ باريتو
يقول مبدأ باريتو أن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب. ويعرف هذا المبدأ أيضا بقاعدة 80 - 20. وسمي هذا المبدأ على اسم عالم الاقتصاد الإيطالي فيلفريدو باريتو الذي لاحظ أن 80% من الثروة في إيطاليا، يملكها 20% من السكان. ولهذا المبدأ تطبيقات عديدة في كافة المجالات، وفيما يلي بعض الأمثلة لهذه التطبيقات: في المبيعات: 80% من أرباحك تأتي من 20% من الزبائن. في الإدارة: 20% من الموظفين يقومون بـ 80% من العمل في الشركة. في تنظيم الوقت: 80% من وقتك يصرف على 20% من المهام أو الأشياء. في الاتصال: 80% من وقت اتصالك تقضيه في التكلم مع 20% من الموجودين في دفتر هاتفك. في الملابس: ترتدي في 80% من الوقت 20% من ماهو موجود في خزانة ملابسك. في الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، تبين أن 20% من المرضى يستخدمون 80% من موارد الرعاية الصحية. انظر أيضًا توزيع باريتو قاعدة واحد بالمئة تعدد المهام عند الإنسان مراجع أقوال مأثورة إحصاء جودة فيلفريدو باريتو قواعد الإبهام
2890
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7%20%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A
سونيا غاندي
سونيا غاندي (ولدت 9 ديسمبر 1946 -)، سياسية هندية، رئيسة المؤتمر الوطني الهندي الحاكم. كان من المحتمل أن تصبح رئيسة الوزراء القادمة للهند عقب فوز حزبها في انتخابات 2004. بعد مفاوضات شاقة تنازلت عن حلم أن ترأس الوزارة واكتفت بزعامتها لحزب المؤتمر الوطني الهندي. ولدت «سونيا مينو» في «لوسيانا» فينيتو، إيطاليا، والتقت براجيف غاندي أثناء دراستها للغات في جامعة كمبريدج البريطانية. وتزوجا في 1968 ثم انتقلت للعيش معه في الهند. بعد خمس عشرة سنة كاملة من زواجها أصبحت مواطنة هندية في عام 1983. ويذكر ان جنسيتها الإيطالية كانت تمثل عائقا أمام طموحات زوجها السياسية. بعد اغتيال زوجها في 21 مايو 1991 كان عليها أن تواجه ضغطاً كبيراً من حزب المؤتمر حتى تدخل عالم السياسة، جرت العادة بوجوب تولى أحد أفراد عائلة نيهرو زعامة الحزب. رفضت هذه العروض، وفضلت أن تعزل نفسها. عادت بعدها إلى عالم السياسة، وتولت زعامة حزب المؤتمر عام 1998، ثم فازت بمقعد بالبرلمان الهندي عام 1999، ونظراً لأن اسم غاندي ما زال راسخاً في وجدان الهند، كان أمل حزب المؤتمر أن تنجح في ترجمة هذا إلى أصوات انتخابية وهو ما نجحت أخيراً في تحقيقه. وقبيل فوز حزبها المفاجئ بالانتخابات الأخيرة، لم يكن هناك أحد على ثقة بشأن مستقبلها السياسي. ظروف النشأة ولدت سونيا غاندي عام 1946م لأسرة إيطالية تنتمي للطبقة الوسطى في مدينة تورينو، من الرومان الكاثوليك وقد التحقت بالمدرسة الكاثوليكية ثم انتقلت بعد ذلك إلى إنجلترا لاستكمال دراستها والتقت في ذلك الحين براجيف غاندي حفيد الزعيم الهندي جواهر لال نهرو والأبن الأكبر لأنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في ذلك الحين وقد تزوجت به عام 1969 م وانتقلت مع زوجها إلى الهند وأصبحت على صلة وعلى درجة كبيرة من المعرفة السياسية المنضبطة عن الهند وذلك بسبب قربها من والدة زوجها أنديرا غاندي. وقد فضلت سونيا غاندي وزوجها راجيف منذ البداية عدم الانخراط في السياسة فكان زوجها طيارا أما هي فقد فضلت المكوث في المنزل لرعاية الأسرة «وكانت تبغض السياسة بدرجة كبيرة حتى أنها كانت ترى أن يصبح أولادها متسولين خيرا لهم من أن يكونوا سياسيين» ولكن الوضع تغير كثيرا بعد عملية اغتيال أنديرا غاندي اذ اضطر إبنها راجيف أن يخلفها في قيادة حزب المؤتمر الوطني ومن ثم بدأت تدخل في دائرة السياسة رغما عنها. قرأت في ذلك الوقت الكثير من كتب التاريخ والفلسفة لتدعم زوجها في مشواره السياسي وفي إدارة أمور الهند، رافقته في كل جولاته في كل الأماكن البعيدة والأجزاء الفقيرة في الهند، التحمت بالفقراء والبسطاء من أهل هذه البلاد عاشت معاناتهم فتحوا قلوبهم لها تحدثوا معها عن آمالهم وتطلعاتهم، وبعد اغتيال زوجها هو الأخر في عام 1991 م واجهت سونيا غاندي ضغطا شديدا لإقناعها بضرورة أن تخلف زوجها راجيف في قيادة الحزب ولكن كل المحاولات التي بذلت لإقناعها باءت بالفشل ولكنها في النهاية رضخت لمطالب حزب المؤتمر وانضمت اليه وقد أصبحت رئيسة له بعد 62 يوم من انضمامها للحزب. المناصب تولت سونيا غاندى رئاسة حزب المؤتمر لمدة عشر أعوام متتالية وفازت برئاسة حزب المؤتمرلفترة رابعة عام 2004 م بعد أن فاز حزب المؤتمر في الانتخابات رفضت منصب رئاسة الوزارة وأصرت على ذلك وخصوصا أنها واجهت انتقادات عدة نتيجة كونها من جذور إيطالية. «وفي ذلك إشارة إلى نجاح القوميين المتشديين في حملتهم الضارية ضدها نظراً لرفضهم أن تتولي» سونيا غاندي«إدارة البلاد لأصولها غير الهندية كما أن رفض الأحزاب الشيوعية الاشتراك في الإتلاف الحاكم بزعامتها والاكتفاء بدعم الحكومة في مواجهة المعارضة قد وضع العديد من علامات الإستفهام وأثار العديد من الشكوك حول تأييدها... وكذلك بسبب مخاوف أسرتها من أن تلقى نفس مصير زوجها» كل تلك العوامل كانت سبباً أساسياً في القرارالجريء الذي اتخذته سونيا غاندي ودفعها إلي العدول عن رئاسة الوزراء مؤكدة أن هذا المنصب لم يكن أحد أهدافها بقدر ما كان عودة حزب المؤتمر إلي السلطة لمواجهة تحديات الداخل الإنساني المتدهور. وقد تنازلت سونيا غاندى عن مكانها في رئاسة الوزارة إلى «مانموهان سينج» ليصبح رئيسا للوزراء وبهذا يمكن لسونيا غاندى أن تتحرك بحرية خارج نطاق قيود الوظيفة الرسمية مما يخفف الضغط عليها كما أن اختيار مانموهان سينج «لرئاسة الوزراء وهو بذلك أول شخص من طائفة السيخ يتولى هذا المنصب الرفيع في دولة ذات أغلبية هندوسية» يعتبر اختيارا موفقا للغاية. ف مانموهان سينج قائد سياسى بارز وعمل وزيرا للمالية ومحافظا للبنك المركزى كما أنه يتمتع بسمعة طيبة في الهند مما يساعد على تقليل حجم الخلافات التي يمكن أن تثار علية من قبل القوى الهندية الأخرى ويساعد على رأب الصدع بين المسلمين الموجودين في الهند والهندوس وخصوصا أن عقيدة السيخ تجمع في طقوسها بين تقاليد المسلمين وعاداتهم وتقاليد الهندوسية وجدير بالذكر أن طائفة السيخ تلك كان لها الدور الأكبر في أغتيال أنديرا غاندى على أثر الخلافات العرقية التي حدثت في عهدها ومن هنا يمكن القول أن سونيا بأختيارها هذا جاءت لتؤكد احترامها لهذه الطائفة وللتعددية العرقية والدينية في الهند. الدور السياسي في عام 2008م نجحت سونيا غاندى في توقيع اتفاقية للتعاون النووى السلمى بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية وكانت هذه الصفقة مهمة جدا لكلا الطرفين حيت أنها من جهة «ستساعد الولايات المتحدة الأمريكية على موائمة والحد من قوة الصين النامية بشكل كبير كما أنها تساعد في تحقيق حلم الولايات المتحدة في منع انتشار الاسلحة النووية ومن جانب الهند سيمهد هذا للحصول على امتيازات اقتصادية ومالية كثيرة تساعدها في مسيرتها في التنمية» وقد لاقت هذة الاتفاقية انتقادات شديدة خاصة من قبل اليسار في الهند لأنه من شأنها تعزيز هيمنة الولايات المتحدة مما يعيق من قدرة الهند على التحرك بحرية وردت سونيا غاندى على ذلك قائلة «إن مصالحنا الأمنية وبرنامجنا النووي واستقلال سياستنا الخارجية أمور غير قابلة للحلول الوسط» وتعتبر من أهم انجازات سونيا غاندى في الداخل ما يتعلق بقضايا المرأة فعلى خلاف أنديرا غاندى التي لم تولى لقضايا المرأة اهتماما كبيرا حيث لم تكن تلك القضايا على قائمة أولوياتها فلم تحاول النهوض بهن ورفع ما يلاقين من عنت وظلم جاءت سونيا غاندى لكى تؤكد ريادتها في مجال النهوض بحقوق المرأة فحزب المؤتمر تحت رئاستها يسعى جديا للحصول على موافقة البرلمان على مشروع قانون جديد يضمن عقوبات مشددة على مرتكبى جرائم اغتصاب النساء "تصل إلى السجن مدة 30 عامًا بل قد تتعدى ذلك بعض الحالات إلى تعريض الجانى لعقوبة الإخصاء الكيميائى كما أنها عندما حدثت إحدى وقائع الاغتضاب الجماعى لفتاة أدت إلى وفاتها أعلنت سونيا غاندى قرارها بعدم الاحتفال بالعام الجديد حداداً على روح هذه الفتاة وكانت هذه الحادثة هي التي دفعتها حثيثا إلى الإسراع بسن التشريعات اللازمة لمواجهة هذه الأزمة وخصوصا أن هذا النوع من الجرائم قد زاد زيادة كبيرة مما قد يؤثر على الإستقرار السياسى ومن ضمن التشريعات التي تسعى إلى تطبيقها إلى جانب التشريعات السابق ذكرها محاولة إنشاء محاكم تختص فقط بالنظر في جرائم الاغتصاب وأن يُفصل في القضايا المتعلقة بهذا النوع من الجرائم بوجه السرعة في مدة لا تتجاوز الثلاث أشهر من وقوع الحادثة أو الجريمة. وعلى الرغم من تلك الجهود المبذولة من قبلها لحماية المرأة الهندية إلا أن سونيا غاندى لم تصل إلى حد الرضا عن أداءها في هذه القضية حيث ترى أن مشكلة المرأة في الهند مشكلة وطنية ترتبط بجميع النساء في شتى الطبقات الاجتماعية ولذلك فإنه لحلها ينبغى أن تتكاتف كل القوى المجتمعية من أجل تحسين وضع المرأة دون قصر المشاركة على فئة دون الأخرى كما أن هذه الأزمة تحتاج إلى حلول وطنية عاجلة كما ترى أن عقوبة الإعدام أو السجن ليسا الحل الوحيد لإنهاء الجرائم ضد المرأة بل لابد من وجود تشريعات وسياسات أخرى وبرامج تثقيفية تهدف إلى بث روح الأخلاق في نفوس الأفراد وتنشئتهم على احترام الإنسان لأخية الإنسان دون النظر إلى عرقة أو دينه أو لغته لكى توقف مسلسل حالات انتهاك حقوق البشر التي تعاني منها الهند. كذلك فإنه يقع على عاتق سونيا غاندى مهمة كبرى على قدر كبير من الخطر والتأثير على حياتها ومستقبل ولدها «راهول غاندى» السياسى حيث تزايدت هجمات الماويين بشكل خطير ومن ذلك على سبيل المثال الحادث الذي وقع في شهر مايو عام 2013م، وراح ضحيته عدد كبير من زعماء حزب المؤتمر منهم وزير الداخلية الأسبق وقد تابعت سونيا غاندى هذا الحدث باهتمام بالغ وعبرت عن حزنها الشديد لوقوع مثل ذلك الحادث وبعدها خرج مانموهان سينج رئيس الوزارء الهندى ليعلن أن التفاوض مع الماووين أصبح مستحيلاً وأنه سوف يعمل جاهداً للقضاء على المتمردين مستخدماً أقصى درجات الشدة والعنف. ومع كل الجهود السابقة التي بذلتها سونيا غاندى ومازالت تبذلها إلا أنها في عام 2011 م، عندما كانت مهيأة للترشح إلى رئاسة الهند لاقت تعنتا شديداً بسب أصولها الإيطالية مثلما حدث تماما بعد انتخابات 2004 م، وقد تعرضت سونيا إلى أزمة صحية انتقلت خلالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقى العلاج وفي هذه الفترة تولى إبنها راهول غاندى القيادة مكانها وجدير بالذكر أن سونيا غاندى تعد ابنها لكى يخلفها في قيادة حزب المؤتمر وكذلك للفوز برئاسة الوزارة وبالتالى يكون امتداداً لإستمرار الظاهرة العائلية في الهند هذه العائلة التي سيظل مستقبلها السياسى" محكوما بأداء حزب المؤتمر في السلطة وقدرته على التغلغل في أوساط قطاعات المجتمع الهندي وبخاصة الطبقة المتوسطة الصاعدة تقييم الشخصية ومن خلال هذا العرض ندرك كيف استطاعت سونيا غاندى أن تكون خلفا مشرفا لعائلة غاندى فقد جاءت لتكمل مسيرة القائد العظيم نهرو ومن بعده صاحبة الشخصية الكارزمية أنديرا غاندى ثم تكمل مسيرة زوجها راجيف غاندى وتمهد الطريق إلى إبنها لكى يكمل ما لم تستطع هي عمله وجدير بالذكر أن حياتها السياسية لم تؤثر البتة على حياتها كزوجة حيث لم تحدث بينها وبين راجيف الفجوة والخلافات التي حدثت بين أنديرا وفيروز غاندى وبذلك استطاعت سونيا غاندى الإيطالية الأصل أن تسطر إسمها بحروف من نور في تاريخ الهند. وتاكيدا على ذلك فأن سونيا غاندى تعد واحدة من بين النساء الأكثر نفوذًا على 1.2 مليار نسمة في الهند وقد صنفتها مجلة «فوربس» الأمريكية كأقوى شخصية في الهند لقدرتها على إدارة شؤون البلاد في ظل مشكلات جمة تعاني منها الحكومة الهندية الائتلافية المتهمة بالإخفاق في التعامل مع احتجاجات حاشدة ضد الفساد. مراجع وصلات خارجية نبذة عن سونيا غاندي اقرأ عن حياة المهاتما غاندي أزواج رؤساء وزراء الهند أشخاص على قيد الحياة إيطاليون مهاجرون إلى الهند رومان كاثوليك هنود رؤساء المؤتمر الوطني الهندي سياسيات القرن 21 سياسيات هنديات سياسيات هنديات في القرن 20 سياسيات هنديات في القرن 21 سياسيو المؤتمر الوطني الهندي سياسيون هنود في القرن 20 سياسيون هنود في القرن 21 مواليد 1946 ناجون من السرطان هنود من أصل إيطالي أشخاص أتهموا بتهمة فساد
2891
https://ar.wikipedia.org/wiki/9%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
9 ديسمبر
9 ديسمبر أو 9 كانون الأوَّل أو يوم 9 \ 12 (اليوم التاسع من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الثالث والأربعين بعد الثلاثمائة (343) من السنة، أو الرابع والأربعين بعد الثلاثمائة (344) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 22 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 480 - أودواكر، جندي ورجل دولة من خلفية بربرية، يخلع الطفل الإمبراطور رومولوس أوغستولوس ويصبح أول ملك لإيطاليا. يعتبر خلع أوداكر لرومولوس تقليديا إيذانا بنهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية وكذلك روما القديمة. 536 - القائد البيزنطي بيليساريوس يدخل روما دون معارضة خلال الحرب القوطية، والحامية القوطية تهرب من العاصمة. 914 - ذكا الأعور يدخل مصر على رأس جيش العباسيين مرسلًا من الخليفة أبي الفضل جعفر المقتدر بالله وذلك لرد خطر الفاطميين عن الديار المصرية. 1917 - المملكة المتحدة تحتل القدس أثناء الحرب العالمية الأولى. 1947 - مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصدر قرارًا بتدويل القدس. 1949 - صدور قرار الأمم المتحدة رقم 303 بإعادة تأكيد وضع القدس تحت نظام دولي دائم. 1961 - انتهاء محاكمة النازي أدولف إيخمان في إسرائيل، حيث أدين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تجاه اليهود. 1975 - تأسيس دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد، وهي دار طباعة ونشر حكومية. 1982 - انفجار في مكتب تابع لشركة الخطوط الجوية الكويتية في أثينا يؤدي إلى وقوع خسائر مادية. 1987 - أعضاء السوق الأوروبية يوقعون على معاهدة ماستريخت للوحدة الاقتصادية والنقدية. تونس تعيد علاقاتها مع مصر. 2009 - ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين يعين سمير زيد الرفاعي رئيسًا للوزراء خلفًا لنادر الذهبي. 2015 - بدء أعمال القمة الخليجية السادسة والثلاثين في الرياض. 2016 - الإعلان عن سحب الثقة عن الرئيسة الكورية باك غن هي على خلفية تورطها في فضيحة فساد سياسي أدى الكشف عنها إلى مظاهرات شعبية ضخمة في البلاد، وانتقال السلطة إلى رئيس الورزاء هوانج كيو آن. 2017 - رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يعلن انتهاء الحرب على داعش في العراق وتحرير كافة الأراضي العِراقية. 2019 - ثوران بركان الجزيرة البيضاء في نيوزيلندا، مخلفًا ستة قتلى على الأقل وإصابة آخرين. مواليد 1594 - غوستاف الثاني أدولف، ملك السويد. 1608 - جون ميلتون، شاعر إنجليزي. 1842 - بيوتر كروبوتكين، عالم جغرافيا روسي. 1868 - فريتز هابر، عالم كيمياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1918. 1901 - أودون فون هورفات، كاتب مجري. 1916 - كيرك دوغلاس، ممثل أمريكي. 1917 - جيمس رينوتر، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1975. 1919 - ويليام ليبسكوم، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1976. 1920 - كارلو أزيليو تشامبي، رئيس إيطاليا العشرون. 1926 - هنري كيندال، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1990. 1934 - جودي دينش، ممثلة إنجليزية. 1946 - سونيا غاندي، سياسية هندية وزوجة رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي. 1953 - جون مالكوفيتش، ممثل أمريكي. 1962 - فيليستي هوفمان، ممثلة أمريكية. 1967 - جورجي بوبسكو، لاعب كرة قدم روماني. 1969 - بيسنتي ليزارازو، لاعب كرة قدم فرنسي. 1972 - ريكو ايلزورث، ممثلة أمريكية. فابريس سانتورو، لاعب كرة مضرب فرنسي. 1974 - راحت فتح علي خان، مغني باكستاني. 1978 - غاستون غاوديو، لاعب كرة مضرب أرجنتيني. جيسي متكالف، ممثل أمريكي. 1981 - أميرة محمد، ممثلة بحرينية. ماردي فيش، لاعب كرة مضرب أمريكي. 1983 - داريوس دودكا، لاعب كرة قدم بولندي. 1991 - تشوي من هو، مغني كوري جنوبي. وفيات 1204 - إلياس بن جامع الإربلي، عالم مسلم وشاعر عربي عراقي. 1916 - ناتسومه صوسيكي، روائي ياباني. 1937 - غوستاف دالين، عالم فيزياء سويدي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1912. 1939 - أبو الخير الجندي، شاعر وسياسي سوري. 1945 - ألفريد لوكاس، كيميائي بريطاني عمل في مقبرة توت عنخ آمون. 1946 - شكيب أرسلان، كاتب وأديب ومفكر لبناني. 1971 - رالف بنش، دبلوماسي أمريكي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950. ملا مرشد، معلم كويتي وصاحب مدرسة أهلية. 1992 - يحيى حقي، كاتب روائي مصري. 1996 - كرم مطاوع، ممثل ومخرج مصري. 2001 - محمد عبد العاطي، جندي مصري لقب بصائد الدبابات. 2006 - عطية صقر، فقيه مصري. 2009 - عثمان جوريو، شاعر ومقاوم مغربي. 2012 - باتريك مور، عالم فلك بريطاني. جيني ريفيرا، مغنية وممثلة أمريكية. 2016 - عبد الواحد زكي راضي، قارئ مصري. 2018 - تاج الدين نوفل، شاعر وكاتب وباحث ومقدم برامج مصري. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في تنزانيا. عيد الجيش في بيرو. اليوم العالمي لمكافحة الفساد. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
2893
https://ar.wikipedia.org/wiki/8%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
8 أكتوبر
8 أكتوبر أو 8 تشرين الأوَّل أو يوم 8 \ 10 (اليوم الثامن من الشهر العاشر) هو اليوم الحادي والثمانين بعد المئتين (281) من السنوات البسيطة، أو الثاني والثمانين بعد المئتين (282) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 84 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1871 - اندلاع حريق شيكاجو. 1912 - اندلاع حرب البلقان الأولى بين الدولة العثمانية من جهه وصربيا وبلغاريا من جهه أخرى. 1917 - اختيار الزعيم الشيوعي ليون تروتسكي رئيسًا لمجلس سوفييت مدينة بيتروغراد. 1932 - تأسيس القوات الجوية الهندية كفرع مساعد للقوات الجوية التابعة للهند البريطانية. 1939 - ألمانيا تحتل بولندا في الحرب العالمية الثانية. 1957 - الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف يتهم وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس بتشجيع تركيا على شن هجوم على سوريا بعد التوتر الذي نشب بينهما بعد ضم لواء إسكندرون إلى تركيا. 1962 - الجزائر تنضم إلى الأمم المتحدة. 1963 - اندلاع حرب الرمال بين الجزائر والمغرب. 1967 - القبض على الثوري تشي جيفارا وأعوانه في بوليفيا. 1991 - كرواتيا وسلوفينيا تعلنان عن استقلالهما عن يوغسلافيا. 1993 - رفع العقوبات المفروضة على جنوب أفريقيا والتي فرضت عليها بسبب سياسة الأبارتيد. 2001 - الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يعلن عن تأسيس وزارة الداخلية. 2004 - انفجار فندق هيلتون في سيناء يودي بحياة 28 قتيل و100 جريح و30 مفقود، وأصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة. 2010 - الإعلان عن منح جائزة نوبل للسلام للمعارض الصيني ليو شياوبو وذلك لكفاحه الطويل والسلمي من أجل حقوق الإنسان الأساسية في الصين، والحكومة الصينية تنتقد منحه الجائزة. 2012 - مجلس الانتخابات الوطني الفنزويلي يعلن فوز الرئيس هوغو شافيز بفارق مهم على منافسه إنريكه كابريليس في الانتخابات. 2013 - جائزة نوبل في الفيزياء لسنة 2013 منحت لكل من فرنسوا انغليرت وبيتر هيغز. 2014 - إيريك بيتزيغ ووليام مورنر وستيفان هيل يفوزون بجائزة نوبل في الكيمياء لسنة 2014. 2015 - جائزة نوبل في الأدب تُمنح للكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، والمعروفة بكتبها عن حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. 2016 - فوز حزب العدالة والتنمية برئاسة عبد الإله ابن كيران بالانتخابات التشريعية المغربية. 2018 - الأمريكيان بول رومر ووليام نوردهاوس يفوزان بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لأبحاثهما حول التغير المناخي وتأثيره على الاقتصاد. . 2016.- قصف الصالة الكبرى في اليمن يوم 8 أكتوبر 2016 من قبل طائرات التحالف العربي. 2020 - مجلس الأمة الكويتي يبايع بالإجماع الشيخ مشعل الأحمد وليًا للعهد وذلك بعد تزكيته من قبل أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد. منح جائزة نوبل في الأدب للشاعرة والكاتبة الأمريكية لويز جلوك. 2021 - الصحفيان ماريا ريسا ودميتري موراتوف ينالان جائزة نوبل للسلام. مواليد 1661 - ميشيل لو كوين مؤرخ وعالم دين فرنسي. 1850 - هنري لويس لو شاتلييه، عالم كيمياء فرنسي. 1870 - لويس فيرن، موسيقي فرنسي. 1873 - الأم باركر، أمريكية خارجة عن القانون. 1883 - أوتو فاربورغ، طبيب ألماني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1931. 1884 - فالتر فون رايخيناو، قائد عسكري ألماني. 1895 - أحمد زوغو، ملك ألبانيا. خوان بيرون، رئيس الأرجنتين. 1910 - غيس هول، قائد شيوعي أمريكي. 1917 - أحمد مظهر، ممثل مصري. رودني بورتر، عالم كيمياء حيوية إنجليزي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1972. 1918 - ينز سكو، عالم كيمياء دنماركي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1997. 1919 - كييتشي ميازاوا، رئيس وزراء اليابان. 1922 - نيلس ليدهولم، لاعب ومدرب كرة قدم سويدي. 1927 - سيزار ميلشتاين، عالم كيمياء حيوية أرجنتيني. 1928 - ديدي، لاعب كرة قدم برازيلي. 1941 - جيسي جاكسون، سياسي أمريكي. 1946 - حنان عشراوي، سياسية فلسطينية. 1949 - سيغورني ويفر، ممثلة أمريكية. 1954 - مايكل دوديكوف، ممثل أمريكي. 1957 - أنتونيو كابريني، لاعب ومدرب كرة قدم إيطالي. 1958 - أورسولا فون دير لاين، سياسية ألمانية. 1959 - ميادة الحناوي، مغنية سورية. 1963 - شينكيتشي ميتسمني، ملحن ياباني. 1965 - مات بيوندي، سباح أمريكي. 1968 - علي بن عربية، لاعب كرة قدم جزائري. زفونيمير بوبان، لاعب كرة قدم كرواتي. 1970 - مات ديمون، ممثل أمريكي. تتسويا نومورا، مخرج ومصمم شخصيات ألعاب فيديو ياباني. 1972 - تيرى بالسامو، عازف جيتار أمريكي. 1973 - نوارة نجم، مدونة وصحفية مصرية. 1979 - كريستانا لوكن، ممثلة أمريكية. 1980 - شيرين عبد الوهاب، مغنية مصرية. 1981 - روبي، ممثلة ومغنية مصرية. 1985 - برونو مارس، مغني، كاتب أغاني ومنتج أمريكي. 1987 - أيا هيرانو، ممثلة أداء صوتي يابانية. 1989 - أرماند تراوري، لاعب كرة قدم فرنسي. وفيات 1754 - هنري فيلدنغ، روائي إنجليزي. 1869 - فرانكلين بيرس، رئيس الولايات المتحدة. 1967 - كليمنت أتلي، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1982 - فيليب نويل بيكر، سياسي بريطاني حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1959. 1986 - شادي عبد السلام، مخرج مصري. 1992 - فيلي برانت، مستشار ألمانيا حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1971. 2004 - جاك دريدا، فيلسوف فرنسي. 2007 - الشيخ سالم صباح السالم الصباح، وزير كويتي. 2008 - جورج بالاد، عالم أمريكي في علم الأحياء الخلوي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1974. 2018 - دينا هارون، ممثلة سورية. 2019 -طلعت زكريا، ممثل مصري. 2020 - محمد رضا شجريان، مغني وموسيقار إيراني. 2021 - رابح درياسة، مغني جزائري. فيصل الحجي بوخضور، سفير ووزير كويتي. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في كرواتيا. يوم البحرية في بيرو. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2894
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AB%D9%84%D8%AB
مثلث
المثلث هو أحد الأشكال الأساسية في الهندسة، وهو شكل ثنائي الأبعاد مكون من ثلاثة رؤوس تصل بينها ثلاثة أضلاع، وتلك الأضلاع هي قطع مستقيمة. ومجموع طولي أي ضلعين في مثلث أكبر من طول الضلع الثالث (شرط وجود المثلث). والمثلث الذي رؤوسه هي A و B و C يُرمز له بالرمز أنواع المثلثات حسب أطوال الأضلاع من الممكن تصنيف المثلثات تبعا لأطوال أضلاعها كما يلي: مثلث متساوي الأضلاع: هو مثلث جميع أضلاعه متساوية، وتكون جميع زوايا المثلث متساوي الأضلاع متساوية أيضا، وقيمة كل منها 60 درجة. مثلث متساوي الضلعين: ويسمى أيضا متساوي الساقين، هو مثلث فيه ضلعان متساويان. الزاويتان المقابلتان لهذين الضلعين تكونان متساويتين أيضا. مثلث مختلف الأضلاع أو أخْمَعيّ: هو مثلث أطوال أضلاعه مختلفة، زوايا هذا المثلث تكون مختلفة القيم أيضا. حسب زواياه الداخلية يمكن أيضا تصنيف المثلثات تبعا لقياس الزوايا الداخلية في المثلث: مثلث قائم الزاوية: له زاوية قياسها 90 درجة (زاوية قائمة)، يدعى الضلع المقابل للزاوية القائمة بالوتر، وهو أطول أضلاع هذا المثلث. مثلث منفرج الزاوية: له زاوية قياسها أكبر من 90 درجة وأصغر من 180 درجة (زاوية منفرجة). مثلث حاد الزوايا: كل زواياه قياسها أصغر من 90 درجة (زاوية حادة). الضلع الأفقي يسمى «قاعدة المثلث». حقائق عن المثلثات مجموع زوايا المثلث مجموع الزوايا الداخلية للمثلث يساوي 180 درجة. ويمكن إثبات ذلك عن طريق الزاوية المستقيمة، كما هو مبين بالشكل المجاور. الزاوية الخارجية للمثلث الزاوية الخارجية للمثلث تساوي مجموع الزاويتين الداخلتين غير المجاورة لها. في الشكل المجاور يكون قياس الزاوية (ACD) يساوي مجموع قياسي الزاويتين (ABC) و (BAC). مجموع الزوايا الخارجية الثلاثة (واحدة لكل رأس) لأي مثلث هو 360 درجة. تطابق مثلثين يقال عن مثلثين أنهما متطابقان إذا توافرت أحد الشروط التالي: إذا تساوت أطوال الأضلاع المتناظرة فيهما (ضلع، ضلع، ضلع). إذا تساوت زاويتان من المثلث الأول مع زاويتين في المثلث الثاني وتساوى طول الضلع المشترك بين الزاويتين مع نظيره في المثلث الثاني (زاوية، ضلع، زاوية). إذا تساوى قياس زاوية من مثلث قياس زاوية من مثلث آخر وتساوت أطوال الضلعين اللذين يحتويان هذه الزاوية في مثلث مع أطوال الضلعين المناظرين في المثلث الثاني (ضلع، زاوية، ضلع). نتائج التطابق - مساحتي المثلثين المتطابقين متساويتين. - محيطي المثلثين المتطابقين متساويين. تشابه مثلثين يقال عن مثلثين أنهما متشابهين إذا كانت الزوايا المتقابلة لكل منهما متساوية، أي عندما ينتج أحدهما عن الآخر بتكبيره أو تصغيره. وتكون أطوال أضلاع المثلثين المتشابهين متناسبة، أي أنه إذا كان طول أقصر أضلاع المثلث الأول هو ضعفا طول أقصر أضلاع المثلث الثاني، فإن طول كل من الضلعين الأطول والمتوسط من المثلث الأول هو ضعفا طولي الضلعين الأطول والمتوسط من المثلث الثاني أيضا، وبالتالي فإن النسبة بين طولي الضلعين الأقصر والأطول في المثلث الأول مساوية للنسبة بين طولي الضلعين الأقصر والأطول في المثلث الثاني. ويرمز للتشابه بالرمز (~) حالات التشابه يتشابه مثلثان إذا تناسبت أطوال الأضلاع المتناظرة فيهما (ضلع، ضلع، ضلع). يتشابه مثلثان إذا تساوت زاويتان من المثلث الأول مع زاويتين في المثلث الثاني (زاويا). يتشابه مثلثان إذا تساوى قياس زاوية من مثلث قياس زاوية من مثلث آخر وتناسبت أطوال الضلعين اللذين يحتويان هذه الزاوية (ضلع، زاوية، ضلع). نتائج التشابه - النسبة بين مساحتي مثلثين متشابهين تساوي مربع النسبة بين طولي أي ضلعين متناظرين فيهما. - النسبة بين محيطي مثلثين متشابهين تساوي النسبة بين طولي أي ضلعين متناظرين فيهما. نظرية فيثاغورس واحدة من النظريات الأساسية في المثلثات هي نظرية فيثاغورس والتي تنص على أنه في المثلث القائم، مربع طول الوتر (c) يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين القائمين (a, b)، أي: مما يعني أن معرفة طولي ضلعين من المثلث القائم، كافٍ لمعرفة طول الضلع الثالث: من الممكن تعميم نظرية فيتاغورس لتشمل أي مثلث عبر قانون جيب التمام: مربع طول الضلع = مجموع مربعي الضلعين الآخرين مطروح منه ضعف حاصل ضرب طولي الضلعين الآخرين في جيب تمام «الزاوية المحصورة بينهما» و هو صحيح لكل المثلثات حتى لو لم تكن الزاوية () قائمة. حساب مساحة المثلث انظر قوانين مساحة المثلث. باستعمال علم المثلثات أبسط طريقة لحساب مساحة المثلث وأكثرها شهرة هي: المساحة = ½ القاعدة × الارتفاع حيث هي طول قاعدة المثلث و هو ارتفاع المثلث. قاعدة المثلث تمثل أي ضلع من أضلاع المثلث والارتفاع هو طول العمود النازل على هذه القاعدة من الرأس المقابل لها. من الممكن البرهان على ذلك من خلال الشكل التالي: باستعمال صيغة هيرو يمكن حساب المساحة باستخدام صيغة هيرو (أو هيرون) وذلك كالتالي: حيث s هو نصف طول محيط المثلث: و a و b و c أطوال أضلاع المثلث ABC''. 1. باستعمال المتجهات قد تحسب مساحة متوازي أضلاع في فضاء اقليدي ثلاثي الأبعاد باستعمال المتجهات. ليكن AB (قد يرمز إلى المتجهة AB ب ) و AC المتجهتين المنطلقتين من A والواصلتين إلى B و C على التوالي. مساحة متوازي الأضلاع ABCD هي والذي يعنى وُسع الضرب الاتجاهي للمتجهتين AB و AC. مساحة المثلث تساوي نصف هذا الوسع أي: نقاط ومستقيمات ودوائر متصلة بالمثلث المنصف العمودي أو المتوسط العمودي لمثلث هو مستقيم عمودي على أحد أضلاع المثلث من منتصفه، وتتلاقى المتوسطات العمودية لمثلث في نقطة تسمى مركز الدائرة المحيطة بالمثلث، ويكون لهذه النقطة نفس البعد عن رؤوس المثلث الثلاثة، ويكون تقاطع متوسطين عموديين فقط كافياً لمعرفة مركز هذه الدائرة. تقول نظرية الدائرة المحيطة بمثلث قائم أنه إذا كان مركز الدائرة المحيطة بالمثلث على ضلع من أضلاع المثلث فإن الزاوية المقابلة لهذا الضلع تكون قائمة. الارتفاع هو مستقيم يمر براّس من رؤوس المثلث ويكون عمودياً غلى الضلع المقابل للرأس. ويمثل الارتفاع البعد بين الرأس والضلغ المقابل له كما تتقاطع الارتفاعات في نقطة تسمى مركز قائم. منصف الزاوية هو مستقيم يمر من أحد رؤس المثلث ويقسم الزاوية إلى نصفين وتتقاطع المنصفات الثلاثة في مركز الدائرة المحاطة بالمثلث وهي الدائرة التي تمس أضلاع المثلث الثلاثة. المتوسط هو قطعة مستقيم تنطلق من أحد رؤس المثلث وتمر من منتصف الضلع المقابل لهذا الرأس وتتقاطع المتوسطات الثلاثة في نقطة تسمى مركز ثقل المثلث ويكون تقاطع متوسطين فقط كافياً لمعرفة مركز الثقل. كما يكون البعد بين رأس المثلث ومركز الثقل مساوياً لـ من طول المتوسط الصادر من ذلك الرأس. منتصفات الأضلاع ونقطة تقاطع الارتفاع والضلع المقابل له موجودة كلها على دائرة النقاط التسعة للمثلث والنقاط الثلاثة المتبقية هي منتصف البعد بين رأس المثلث والمركز القائم ونصف قطر دائرة النقاط التسعة يساوي ½ نصف قطر الدائرة المحيطة بالمثلث. المثلثات غير المستوية انظر الهندسة الكروية والهندسة الزائدية. المثلثات في الهندسة المعمارية يعتقد أن المثلثات ستستعمل في المستقبل أكثر مما هي عليه الآن في المعمار، حيث تزداد الهندسة المعمارية تعقدا. مراجع انظر أيضا تطابق (هندسة) مبرهنة ديسارغو نقطة فيرما مثلث هيروني قانون جيب التمام قانون الجيب قانون الظل مبرهنة ليستر لائحة المواضيع المتعلقة بالمثلث مثلث دواسة متراجحة بيدو مبرهنة فيثاغورس مثلثات قائمة خاصة عدد مثلثي متوسط المثلث منصف الزاوية ارتفاع المثلث قوانين مساحة المثلث علم مثلثات دائرة محيطة أشكال ثنائية الأبعاد مضلعات هندسة المثلث
2904
https://ar.wikipedia.org/wiki/14%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
14 مارس
14 مارس أو 14 آذار أو يوم 14 \ 3 (اليوم الرابع عشر من الشهر الثالث) هو اليوم الثالث والسبعون (73) من السنة البسيطة، أو اليوم الرابع والسبعون (74) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 292 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1932 - إصدار فيلم أولاد الذوات وهو أول فيلم عربي ناطق. 1939 - الجيوش الألمانية تدخل براغ وتسيطر على ما تبقى من تشيكوسلوفاكيا. 1958 - الحكومة العنصرية في جنوب أفريقيا تحظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. 1978 - إسرائيل تبدأ باجتياح جنوب لبنان فيما عرف باسم عملية الليطاني. 1988 - أوّل احتفال بيوم العدد ط الَّذي أَسَّسه العالم الفيزيائيّ لاري شو. 1991 - أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح يعود إلى الكويت بعد غياب استمر حوالي سبعة شهور بسبب الغزو العراقي للكويت، وقد غصت الشوارع بالمستقبلين. 2003 - رجب طيب أردوغان يتولى رئاسة وزراء تركيا. 2004 - إعاده انتخاب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا الاتحادية. 2005 - مظاهرة كبيرة في بيروت وفاءً لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان وبدأ ما سمي بثورة الأرز، ولم تنتهي المظاهرة إلا بعد خروج الجيش السوري من لبنان بشكل كامل. 2014 - البيت الأبيض يتحدث عن معلومات جديدة مفادها أن الطائرة الماليزية المفقودة استمرت بالتحليق لساعات بعد اختفائها من على شاشات الرادار. 2016 - الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُعلن الانسحاب الجُزئي للقُوَّات الروسيَّة المُشاركة في الحرب السوريَّة. مواليد 1681 - غيورغ فيليب تيليمان، موسيقي ألماني. 1804 - يوهان شتراوس، موسيقي نمساوي. 1835 - جيوفاني سكيابارلي، عالم إيطالي في علم الفلك. 1844 - الملك هومبرت الأول، ملك مملكة إيطاليا. 1854 - باول إرليخ، طبيب ألماني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1908. 1879 - ألبرت أينشتاين، عالم فيزياء نظرية أمريكي / سويسري من أصل ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921. 1903 - مصطفى البارزاني، قائد كردي. محمود أحمد السيد، كاتب روائي وصحفي ومترجم عراقي. 1908 - موريس ميرلو بونتي، فيلسوف فرنسي. 1921 - راجح السلفيتي، شاعر ومطرب شعبي فلسطيني. 1933 - مايكل كين، ممثل إنجليزي. كوينسي جونز، منتج أمريكي 1936 - عزيز موهوب، ممثل مغربي. 1948 - بيلي كريستال، ممثل أمريكي. 1958 - ألبير الثاني، أمير موناكو. 1965 - أمير خان، ممثل ومخرج ومنتج هندي. 1970 - لطفي العبدلي، ممثل وراقص تونسي. 1975 - ستيف هاربر، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1977 - ناوكي ماتسودا، لاعب كرة قدم ياباني. 1979 - نيكولا أنيلكا، لاعب كرة قدم فرنسي. كرس كلاين، ممثل أمريكي. أرسينيو سيباستياو، لاعب كرة قدم أنغولي. 1980 - حسن المصري، ممثل لبناني. صفاء سلطان، ممثلة أردنية. 1983 - ريماس منصور، ممثلة سعودية. 1986 - جيمي بيل، ممثل إنجليزي. وفيات 1811 - أغسطس فيتزروي، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1882 - هاشم الموسوي الأحسائي، فقيه جعفري وقاضي شرعي سعودي. 1883 - كارل ماركس، فيلسوف وسياسي وصحفي ومنظر اجتماعي ألماني. 1926 - ايرج ميرزا، شاعر إيراني. علي ياسين العلاق، فقيه جعفري وشاعر عراقي. 1940 ـ غابرييله بوسانر، أول امرأة تعمل بالطب في النمسا. 1988 - عبد اللطيف محمد الغانم، رئيس المجلس التأسيسي الكويتي. 1995 - وليام فاولر، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1983. 1998 - عبد الرحمن الأرياني، رئيس الجمهورية العربية اليمنية. 2018 - ستيفن هوكينج، عالم فيزياء بريطاني. 2021 - منير العبوشي، سياسي فلسطيني. 2022 - علي بن الحسين الهاشمي، أمير عراقي هاشمي. أعياد ومناسبات يوم العدد ط. اليوم الأبيض في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. عيد اللغة الإستونية في إستونيا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2905
https://ar.wikipedia.org/wiki/31%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
31 مارس
31 مارس أو 31 آذار أو يوم 31 \ 3 (اليوم الحادي والثلاثون من الشهر الثالث) هو اليوم التسعون (90) من السنة البسيطة، أو اليوم الحادي والتسعون (91) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 275 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1146 ـ برنار دي كليرفو يلقي خطبته الشهيرة في أحد حقول فيزيلاي محرضًا على القيام بالحملة الصليبية الثانية، وذلك بحضور لويس السابع ملك فرنسا. 1492 - ملكة إسبانيا إيزابيلا الأولى تصدر مرسوم الحمراء، الذي نص على أن يتحول جميع رعاياها المسلمين واليهود ـ وعددهم 150 ألفًا ـ إلى المسيحية أو أن يرحلوا عن إسبانيا نهائيًا. 1866 - البحرية الملكية الإسبانية تقصف «ميناء فالباريسو» في تشيلي. 1889 - الافتتاح الرسمي لبرج ايفل. 1909 - بدء بناء سفينة تايتنك الشهيرة. 1917 - الولايات المتحدة الأمريكية تستحوذ على جزر الهند الغربية الدنماركية بعد دفع مبلغ 25 مليون دولار إلى الدنمارك وتعيد تسميتها إلى جزر العذراء الأمريكية. 1921 - تشكيل سلاح الجو الملكي الأسترالي. 1931 - زلزال مدمر يضرب مدينة ماناغوا عاصمة نيكاراغوا أدى إلى تدميرها ومصرع 3000 شخص. 1934 - تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. 1947 - إعدام مؤسس جمهورية مهاباد قاضي محمد. 1979 - انسحاب آخر جندي بريطاني من جزيرة مالطة، وإعلان استقلال الجزيرة. 1991 - الجورجيون يصوتون لصالح انفصال جورجيا عن الاتحاد السوفيتي. 1994 - مجلة نيتشر تنشر صور لأول جمجمة كاملة لأوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس. 2004 - مستوطنون إسرائيليون يستولون على عمارتين في حي سلوان المحاذي للمسجد الأقصى لتشديد الحصار وتهويد محيط المسجد. 2009 - بدأ انسحاب القوات البريطانية رسميًا من العراق بعد ست سنوات من تواجدها في جنوب العراق. الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تحوز على ثقة الكنيست. 2014 - وفاة ما لا يقل عن 70 شخصًا في تفشي وباء إيبولا في غرب أفريقيا. رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت يستقيل من منصبه بعد التراجع الكبير للحزب الاشتراكي الحاكم في الانتخابات البلدية أمام الأحزاب اليمينية وأبرزها الاتحاد من أجل حركة شعبية، وتعيين وزير الداخلية مانوال فالس رئيسا للوزراء. 2019 - انعقاد القمة العربية الثلاثين في تونس العاصمة. 2020 - سرقة لوحة حديقة القسيس في نيونيين، للرسام العالمي فان جوخ في يوم ميلاده، من متحف سينجر لارين في مدينة لارين في شمالي هولندا. مواليد 1519 - الملك هنري الثاني، ملك فرنسا. 1596 - رينيه ديكارت، فيلسوف فرنسي. 1732 - جوزيف هايدن، موسيقي نمساوي. 1819 - الأمير شلودفيغ، مستشار ألمانيا. 1841 - أحمد عرابي، قائد وزعيم مصري. 1872 - ألكساندرا كولونتاي، سياسية سوفيتية. 1893 - محمد صبري أبو علم، محامي وسياسي مصري. 1890 - وليم لورنس براغ، عالم فيزياء أسترالي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1915. 1906 - شينيتشيرو توموناغا، عالم فيزياء ياباني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965. 1914 - أكتافيو باث، أديب مكسيكي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1990. 1917 - عايدة فهمي، ناشطة اجتماعية وحقوق المرأة ونقابية عمالية مصرية. 1927 - فلاديمير إليوشن، طيار اختباري روسي. 1931 - آدم حنين، نحات ورسام مصري. 1931 - عمر حجو، ممثل سوري. 1934 - كارلو روبيا، عالم فيزياء إيطالي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1984. 1939 - زفياد جامساخورديا، رئيس جورجيا الأول. 1940 - حمدان عاشور، سياسي فلسطيني ووزير سابق. 1941 - لويس إغنارو، عالم أدوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1998. 1943 - كريستوفر واكن، ممثل أمريكي. 1948 - آل جور، نائب رئيس الولايات المتحدة من عام 1993 إلى 2001 حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2007. 1952 - تاج الدين نوفل، شاعر، كاتب وباحث ومقدم برامج مصري. 1969 - نيامكو سابوني، سياسية سويدية 1971 - إيوان مكريغور، ممثل اسكتلندي. 1977 - محمد القس، ممثل سوري. 1980 - مايا ساكاموتو، ممثلة أداء صوتي يابانية. 1982 - تال بن حاييم، لاعب كرة قدم إسرائيلي. فيليب مكسيس، لاعب كرة قدم فرنسي. 1987 - إيمي سمير غانم، ممثلة مصرية. 1988 - هوغان إبراهيم، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1989 - شيماء جناحي، ممثلة بحرينية. وفيات 1547 - الملك فرانسوا الأول، ملك فرنسا. 1567 - فيليب الأول لاندغراف هسن، رائد الإصلاح البروتستانتي. 1727 - إسحاق نيوتن، عالم رياضيات وفيزياء إنجليزي ومكتشف الجاذبية. 1837 - جون كونستابل، رسام إنجليزي. 1917 - إميل فون بهرنغ، طبيب ألماني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1901 1935 - حسن كامل الصباح، مخترع لبناني في الهندسة الكهربائية. 1945 - هانس فيشر، عالم كيمياء عضوية ألماني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1930. 1974 - كارل هوهمان، لاعب ومدرب كرة قدم ألماني. 1978 ـ تشارلز بست، عالم طبي كندي اشترك في اكتشاف هرمون الإنسولين. 1986 - جيري باريس، ممثل أمريكي. 1995 - سيلينا، مغنية مكسيكية / أمريكية. 2001 - كليفورد شال، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1994. 2009 - سلطان الشاعر، ممثل وشاعر إماراتي. 2012 - سيد عبد الكريم، ممثل مصري. 2016 - زها حديد، معمارية بريطانية / عراقية. إيمري كيرتيس، كاتب مجري حائز على جائزة نوبل للآداب. 2020 - عبد الحليم خدام، سياسي سوري. 2021 - كمال الجنزوري، سياسي مصري. 2022 - السر قدور، شاعر سوداني. أعياد ومناسبات يوم الحرية في مالطة. يوم ذكرى الملك راما الثالث في تايلاند. يوم الجيولوجيين في دول الاتحاد السوفيتي. يوم الانتقال في جزر العذراء الأمريكية. وصلات خارجية النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2906
https://ar.wikipedia.org/wiki/21%20%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1
21 نوفمبر
21 نوفمبر أو 21 تشرين الثاني أو يوم 21 \ 11 (اليوم الحادي والعشرين من الشهر الحادي عشر) هو اليوم الخامس والعشرين بعد الثلاثمائة (325) من السنة، أو السادس والعشرين بعد الثلاثمائة (326) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 40 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 235 ـ البابا أنتيروس يعتلي كرسي البابوية خلفًا للبابا بونتيان، ليكون البابا التاسع عشر للكنيسة الكاثوليكية. 1248 - سقوط مدينة إشبيلية كبرى الحواضر الأندلسية في يد ملك مملكة قشتالة فرناندو الثالث. 1386 ـ تيمورلنك يستولي على مدينة تفليس عاصمة مملكة جورجيا ويأسر ملكها باغرات الخامس. 1789 - كارولاينا الشمالية تصادق على الدستور الأمريكي لتُصبح الولاية الثانية عشر في الولايات المُتحدة الأمريكية. 1877 - توماس إديسون يخترع آلة «الفونوغراف». 1931 - بناء أول كنيسة في الكويت وهي «كنيسة المسيح»، وكانت تقام بها صلوات باللغة الإنجليزية والعربية ومقرها بجوار مبنى المستشفى الأمريكاني. 1949 - الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على استقلال ليبيا مع وحدة أراضيها. 1991 - انتخاب المصري بطرس بطرس غالي أمينًا عامًا للأمم المتحدة لُيصبح أول أمين عام من دولة عربية. 1995 - التوقيع بالأحرف الأولى على «اتفاقية دايتون للسلام» والتي انتهى بموجبها الصراع المسلح الذي دار في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995. 2006 - اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار أمين الجميل إثر تعرضه لإطلاق نار في «منطقة الجديدة». 2008 - مجلس الدوما الروسي يوافق على مد الفترة الرئاسية للرئيس من أربع سنوات إلى سته سنوات. 2011 - الحكومة المصرية برئاسة عصام شرف تضع استقالتها بتصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم وذلك على خلفية عودة الاعتصامات إلى ميدان التحرير وما يصاحبها من أعمال عنف من قبل القوات الأمنية بمحاولتها لفضها. 2013 - اندلاع مظاهرات الميدان الأوروبي في أوكرانيا اعتراضًا على تعليق الحكومة لتوقيع اتفاقية شراكة وتجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. 2017 - رئيس زيمبابوي روبرت موغابي يستقيل من منصبه بعد نحو ثلاثة عقود قضاها في هذا المنصب. 2019 - نادي ليفربول الإنجليزي يفوز بكأس العالم للأندية 2019 لأول مرة في تاريخه بعد تغلبه على نادي فلامينغو البرازيلي بنتيجة 1-0. 2022 - مقتل 162 شخصًا وإصابة 1083 آخرين على الأقل، إثر وقوع زلزال في جاوة الغربية، إندونيسيا. مواليد 1694 - فولتير، كاتب وفيلسوف فرنسي. 1853 - حسين كامل، سلطان مصر. 1898 - رينيه ماغريت، رسام بلجيكي. 1935 - فيروز، مغنية لبنانية. 1914 - عبد الكريم قاسم، أول رئيس وزراء للجمهورية العراقية. 1943 - فيل بريديسين، سياسي أمريكي. 1945 - غولدي هاون، ممثلة أمريكية. 1946 - قاسم الملاك، ممثل عراقي. 1948 - ميشال سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية الثاني عشر. 1958 - ديفيد رايفرز، ممثل جامايكي. 1963 - نيكوليت شريدان، ممثلة بريطانية. 1965 - ألكسندر صديق، ممثل إنجليزي. 1967 - كين بلوك، سائق راليات أمريكي. 1977 - برونو بيرنر، لاعب كرة قدم سويسري. 1978 - لوسيا جيمنيز، ممثلة إسبانية. 1979 - فينتشينزو ياكوينتا، لاعب كرة قدم إيطالي. 1981 - جوني ماغالون، لاعب كرة قدم مكسيكي. 1982 - آرتي شهابريا، ممثلة هندية. 1985 - خيسوس نافاس، لاعب كرة قدم إسباني. 1989 فابيان ديلف، لاعب كرة قدم إنجليزي. علي البليهي، لاعب كرة قدم سعودي. 1990 - مصطفى زغبة، لاعب كرة قدم جزائري. وفيات 496 - غاليليوس الأول، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1555 - جورجيوس أغريكولا، عالم معادن ألماني. 1579 - توماس غريشام، اقتصادي إنجليزي. 1695 - هنري برسل، موسيقي إنجليزي. 1811 - هاينريش فون كلايست، كاتب ألماني. 1916 - فرانتس يوزف الأول، إمبراطور النمساوية المجرية. 1935 - إبراهيم هنانو، زعيم وطني سوري وأحد قادة الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين. 1970 - تشاندراسيخارا رامان، عالم فيزياء هندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1930. 1975 - وجيه الخوري، کاتب وشاعر سوري. 1992 - كايسون فومفيهان، رئيس وزراء لاوس. 1993 - بيل بيكسبي، ممثل ومخرج أمريكي. 1995 - ليلى مراد، ممثلة ومغنية مصرية. 1996 - محمد عبد السلام، عالم فيزياء باكستاني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عالم 1979. 2006 - بيار أمين الجميل، سياسي لبناني. 2013 - أسامة عبد الرحمن، كاتب وشاعر سعودي. 2015 - محمد غزيري، سياسي ومهندس لبناني. 2016 - يحيى الجمل، فقيه دستوري وسياسي مصري. 2021 - سهير البابلي، ممثلة مصرية. أعياد ومناسبات اليوم العالمي للتلفاز. عيد القوات المسلحة في بنغلاديش. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية نوفمبر
2907
https://ar.wikipedia.org/wiki/21%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
21 مارس
21 مارس أو 21 آذار أو يوم 21 \ 3 (اليوم الحادي والعشرون من الشهر الثالث) هو اليوم الثمانون (80) من السنة البسيطة، أو اليوم الحادي والثمانون (81) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 285 يوما لانتهاء السنة. أحداث 630 - الإمبراطور هرقل يعيد صليب الصلبوت، وهو أحد أقدس الآثار المسيحية، إلى القدس. 1152 - فسخ زواج لويس السابع ملك فرنسا والملكة إليانور آكيتيان من بوردو، أشهر امرأة في أوروبا في العصور الوسطى. 1413 - هنري الخامس يتولى حكم إنجلترا خلفًا لوالده الملك هنري الرابع الذي توفي قبل يوم. 1550 - التوقيع على «معاهدة إسطنبول» بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية. 1556 - إعدام أسقف كانتربري توماس كرانمر يتم حرقا بتهمة الهرطقة، في أكسفورد. 1801 - نشوب معركة أبو قير في الإسكندرية بين القوات البريطانية والفرنسية بالقرب من أنقاض نيكوبوليس في مصر. 1804 - اعتماد قانون نابليون في القانون المدني الفرنسي. 1857 - زلزال في طوكيو يودي بحياة حوالي 107000 شخص. 1918 - وقف الهجوم الألماني بقيادة الجنرال إريك لودندورف في منطقة السوم في فرنسا. 1921 - المجاعة تجبر الزعيم السوفيتي فلاديمير لينين على التراجع عن اقتصاد شيوعية الحرب. 1935 - الشاه رضا بهلوي يصدر قرارًا يقضي بتحويل اسم «دولة فارس» إلى إيران. 1960 - وقوع مذبحة شاربفيل بجنوب أفريقيا على يد قوات الشرطة في مظاهرة معادية لنظام الفصل العنصري وراح ضحيتها 69 شخص. 1961 - فرنسا والولايات المتحدة توقعان على اتفاق لبناء قمر صناعي مشترك. 1965 - المسبار «رينجر 9» يطلق ويقوم بإرسال آلاف الصور الواضحة لسطح القمر وعددها 5814 صورة. 1968 - نشوب معركة الكرامة في الأردن بين القوات الإسرائيلية والأردنية. 1975 - إلغاء منصب النجاشي (الإمبراطور) في إثيوبيا، والإعلان عن قيام الجمهورية. 2002 - ملك المغرب محمد السادس يعقد قرانه على سلمى بناني والتي أصبحت تلقب بالأميرة سلمى. 2012 - انقلاب عسكري في مالي يطيح بنظام الرئيس حامادو توماني توري، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة أمادو سانوغو. 2013 - تفجير انتحاري في مسجد الإيمان بحي المزرعة في العاصمة السورية دمشق، يودى بحياة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي و42 شخصًا من بينهم حفيده بالإضافة إلى إصابة 84 آخرين بجروح. 2017 - الرياضياتي الفرنسي إيف ماير يحصل على جائزة أبيل لمساهماته الحاسمة في تطوير نظرية المويجات. 2019 - مصرع ما يزيد عن 90 شخصًا، إثر غرق عبَّارة سياحية في نهر دجلة بمدينة الموصل بالعراق. 2022 - تحطم طائرة ركاب صينية ووفاة 132 شخصًا في منطقة جبلية في قوانغشي جنوبيّ الصين. مواليد 1685 - يوهان سباستيان باخ، موسيقار ألماني. 1768 - جون باتيست جوزيف فورييه، عالم رياضيات وفيزياء فرنسي. 1806 - بينيتو خواريز، رئيس المكسيك. 1827 - أندرياس آدامز، عالم من المملكة المتحدة. 1839 - موديست موسورسكي، موسيقي روسي. 1877 - أندريس ساليكيت جنرال إسباني. 1890 - عبد الفتاح الشعشاعي، قارئ قرآن مصري. 1915 - فيكتور البستاني، كاتب وشاعر لبناني. 1923 - نزار قباني، شاعر ودبلوماسي سوري. 1929 - عبد العزيز بن يحيى اليحيى، فقيه حنبلي وقاضي سعودي. 1932 - ولتر غيلبرت، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1980. 1935 - برايان كلوف، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. 1942 - علي عبد الله صالح، سادس رؤساء اليمن الشمالي وأول رؤساء الجمهورية اليمنية. 1946 - تيموثي دالتون، ممثل بريطاني. 1949 - ياسين إسماعيل ياسين، مخرج مصري. 1955 - فادي عبود، سياسي وصناعي لبناني. 1957 - مروان فرحات، ممثل سوري. 1957 - يوسف رزوقة، شاعر تونسي. 1958 - غاري أولدمان، ممثل إنجليزي. 1959 - نوبو أويماتسو، ملحن ياباني. 1961 - لوثار ماثيوس، لاعب ومدرب كرة قدم ألماني. عبد الغفور آرزو، شاعر وأديب ودبلوماسي أفغاني. 1962 - ماثيو برودريك، ممثل أمريكي. 1963 - لارس إلستروب، لاعب كرة قدم دنماركي. رونالد كومان، لاعب ومدرب كرة قدم هولندي 1966 - وليد الدبس، ممثل، ومخرج، ومؤلف مسرحي سوري. 1969 - علي دائي، لاعب ومدرب كرة قدم إيراني. 1974 - جمال مبارك، لاعب كرة قدم كويتي. 1978 - راني مكرجي، ممثلة هندية. 1980 - رونالدينيو، لاعب كرة قدم برازيلي. 1988 - لي كاترمول، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1989 - جوردي ألبا، لاعب كرة قدم إسباني. 1991 - أنطوان غريزمان، لاعب كرة قدم فرنسي 1997 - هايدي رفعت، ممثلة مصرية. وفيات 1780 - محمد بن سليمان الكردي، عالم مسلم حجازي. 1915 - فريدريك وينسلو تايلور، مهندس ميكانيكي أمريكي. 1923 - إسماعيل صبري، شاعر مصري من رواد مدرسة الإحياء والبعث. 2002 - ماريون دنهوف، صحفية ألمانية. 2011 - لاديسلاف نوفاك، لاعب ومدرب كرة قدم تشيكي. 2013 - محمد سعيد رمضان البوطي، عالم مسلم سوري. 2014 - إغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. 2021 - نوال السعداوي، ناشطة وكاتبة مصرية. 2022 - محمد ري شهري، سياسي وعالم شيعي إيراني. إيفان كولونا، زعيم وطني كورسيكي. أعياد ومناسبات عيد الأم في الوطن العربي. اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري. اليوم العالمي للشجرة. اليوم العالمي لمتلازمة داون. اليوم العالمي للشعر. عيد الاستقلال في ناميبيا. الاعتدال الربيعي. يوم الشباب في تونس. عيد النوروز. يوم حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2910
https://ar.wikipedia.org/wiki/1%20%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1
1 سبتمبر
1 سبتمبر أو 1 أيلول أو يوم 1 \ 9 (اليوم الأول من الشهر التاسع) هو اليوم الرابع والأربعون بعد المئتين (244) من السنوات البسيطة، أو اليوم الخامس والأربعون بعد المئتين (245) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 121 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1535 - الملاح الفرنسي جاك كارتييه يصل إلى «منطقة هوشيلاجا» والتي أقيمت بها مدينة مونتريال العاصمة الاقتصادية لكندا. 1715 - لويس دوق أنجو يتولى حكم فرنسا تحت اسم لويس الخامس عشر وذلك بعد وفاة الملك لويس الرابع عشر. 1892 - صدور العدد الأول لمجلة الهلال الثقافية. 1920 - ظهر للوجود للمرة الأولى لبنان والذي ضم مناطق عدة خاضعة للانتداب الفرنسي، وجاء ظهوره في إطار تصفية تركة الدولة العثمانية، وكانت هذه الدولة تضم جبل لبنان وألحقت به كل من بيروت وطرابلس وبعلبك والهرمل والجنوب وسميت جميعها دولة لبنان الكبير. 1923 - زلزال مدمر يضرب مدينتي طوكيو ويوكوهاما مخلفًا ما يزيد عن 150 ألف قتيل وأكثر من مليوني مشرد. 1939 - ألمانيا تهاجم بولندا مشعلة فتيل الحرب العالمية الثانية. 1958 - تم تأسيس نادي الجيش الملكي المغربي. 1969 - معمر القذافي يقوم بانقلاب عسكري أبيض على الملك محمد إدريس السنوسي ويستولي على السلطة في ليبيا فيما عرف باسم ثورة الفاتح من سبتمبر. 1971 - الإعلان رسميًا عن قيام اتحاد الجمهوريات العربية والذي ضم مصر وليبيا وسوريا، لكن الاتحاد كان شكليًا ولم يؤدي أي دور. 1983 - القوات الجوية السوفيتية تسقط طائرة ركاب بوينغ 747 تابعة لكوريا الجنوبية، وتسبب الحدث بمقتل 269 راكب كانوا على متنها. 1985 - العثور على حطام سفينة تايتنك الغارقة على قعر المحيط الأطلسي وذلك بعد 73 سنة من غرقها. 1990 - أعلنت وزارة التجارة العراقية عن بدئها بتطبيق الحصة التموينية لتوزيع مواد غذائية مجانية على مواطني العراق والمقيمين فيه نتيجة للحصار الاقتصادي على العراق الذي فُرض عليه بعد غزوه للكويت. 1991 - الولايات المتحدة تعترف بإستونيا ولاتفيا وليتوانيا كدول مستقلة. 1992 - المصادقة على الدستور السلوفاكي الذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 1993. 2004 - متمردون شيشان يحتجزون أكثر من 1200 طالب داخل مدرسة في بيسلان بروسيا. 2009 - المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ينتخب عمار الحكيم رئيسًا له خلفًا لوالده عبد العزيز الحكيم. 2010 - بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد سنوات من انقطاعها في الولايات المتحدة بحضور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيسين الأمريكي باراك أوباما والمصري محمد حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين. 2017 - المحكمة العليا الكينية تقضي ببطلان نتائج الانتخابات الرئاسية الكينية وتأمر بإجراء انتخابات جديدة خلال 60 يوماً. 2019 - إعصار دوريان يضرب جُزُر الباهاما بعد بُلُوغه الدرجة الخامسة من القُوَّة على مقياس سفير-سمبسون، مُتسببًا بِمصرع 5 أشخاص على الأقل. 2022 - نجاة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر نائبة رئيس الأرجنتين من محاولة اغتيال نفذها شاب برازيلي مُقيم في الأرجنتين. مواليد 1877 - فرانسيس أستون، عالم كيمياء بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1922. 1895 - خالد الفرج، شاعر وكاتب كويتي. 1921 - غيرهارد فينلاند، مغني ألماني. 1928 - أحمد الوائلي، شاعر وعالم دين شيعي عراقي. 1933 - آن ريتشاردز، سياسية أمريكية. 1935 - إيهاب نافع، ممثل وطيار مقاتل مصري. 1939 - ليلي توملن، ممثلة أمريكية. 1941 - طوني فرنجية، سياسي لبناني. 1945 - مصطفى بابل، روائي تركي. 1946 - روه مو هيون، رئيس كوري. 1950 - فيل ماكجراو، كاتب وعالم أمريكي في علم النفس. 1952 - هالة سرحان، إعلامية مصرية. 1955 - صفوت الشوادفي، عالم وداعية إسلامي مصري. 1956 - أيمن زيدان، ممثل سوري. 1957 - نسيمة ضاهر، ممثلة سورية. 1958 - كريم المحروس، سياسي بحريني. 1962 - رود خوليت، لاعب ومدرب كرة قدم هولندي. توني كاسكارينو، لاعب كرة قدم أيرلندي. 1968 - محمد عطا، مصري يعتقد حسب مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر 2001. 1969 - هنينغ بيرغ، لاعب ومدرب كرة قدم نرويجي. 1971 - ديف ويتنبرغ، ممثل أمريكي. هاكان شوكور، لاعب كرة قدم تركي. 1975 - لونا الشبل، إعلامية سورية. 1977 - ديفيد ألبيلدا، لاعب كرة قدم إسباني. 1978 - مروة محمد، ممثلة ومذيعة سعودية. 1979 - كرم جابر، مصارع مصري. 1980 - كريس ريغوت، لاعب كرة قدم إنجليزي. سامي أدجي، لاعب كرة قدم غاني. 1983 - خوسيه أنتونيو رييس، لاعب كرة قدم إسباني. 1986 - جايل مونفيس، لاعب كرة مضرب فرنسي. 1989 - محمد عساف، مغني فلسطيني. دانييل ستوريدج، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1997 - جونغ كوك، مغني كوري. وفيات 870 - الإمام البخاري، أحد أشهر علماء الحديث وصاحب صحيح البخاري. 1557 - جاك كارتييه، بحار ومستكشف فرنسي. 1278 - ابن الظهير الإربلي، فقيه حنفي وأديب عراقي. 1648 - مارين ميرسين، عالم رياضيات فرنسي. 1715 - الملك لويس الرابع عشر، ملك فرنسا. 1945 - عبد القادر أحمد الحداد، شاعر ومدرس سوري. 1967 - إلسي كوخ، حارسة سجن نازية فتكت بالمعتقلين اليهود وأعداء النازية. 1970 - فرنسوا مورياك، كاتب فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1952. أحمد بن عبد الله السنان، غموضي، ورياضياتي، وفقيه، وكاتب سعودي. 1981 - ألبرت شبير، مهندس معماري وسياسي ألماني ومدير إنتاج أسلحة ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. 1988 - لويس ألفاريز، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1968. 2004 - مبارك فالح راعي الفحماء، نائب في مجلس الأمة الكويتي. الشيخ أحمد كفتارو، مفتي سوريا الأسبق. 2007 - فيليام ستشرويف، لاعب كرة قدم سلوفاكي. 2011 - كمال الصليبي، مؤرخ لبناني. 2018 - سعد السيلاوي، إعلامي أردني. 2022 - سامي مهدي، أديب وشاعر عراقي. عباس معروفي، صحافي وروائي إيراني. فيليب مان، كاتب بريطاني. وفاء بن خليفة، إعلامية وكاتبة سعودية. سلام الشماع، كاتب صحفي عراقي. 2023 - كريم العراقي شاعر عراقي. ياس خضر مغني عراقي. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في أوزبكستان. يوم الدستور في سلوفاكيا. يوم المعرفة في روسيا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية سبتمبر
2911
https://ar.wikipedia.org/wiki/9%20%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1
9 نوفمبر
9 نوفمبر أو 9 تشرين الثاني أو يوم 9 \ 11 (اليوم التاسع من الشهر الحادي عشر) هو اليوم الثالث عشر بعد الثلاثمائة (313) من السنة، أو الرابع عشر بعد الثلاثمائة (314) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 52 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1602 - افتتاح مكتبة بودلي في جامعة أوكسفورد للعامة. 1620 - معركة الجبل الأبيض قرب براغ تنتهي بانتصار كاثوليكي في ظرف ساعتين. 1799 - نابليون بونابرت يسطو على الثورة الفرنسية وينصب نفسه في منصب القنصل الأول، وهو بمركز حاكم فرنسا. 1821 - بدء الدراسة في أول كلية متخصصة للصيدلة وهي «كلية فيلاديلفيا للصيدلة» في الولايات المتحدة. 1918 - قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني يتنازل عن الحكم بعد هزيمة بلاده في الحرب العالمية الأولى، وتحول ألمانيا إلى جمهورية. 1935 - القوات اليابانية تستولي على مدينة شانغهاي أهم موانئ الصين والمركز الاقتصادي الرئيسي لها. 1953 - الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود يتولى حكم المملكة العربية السعودية بعد وفاة والده الملك عبد العزيز آل سعود. الإعلان عن استقلال كمبوديا والتي كانت تحت الحماية الفرنسية منذ 1863. 1961 - نيل آرمسترونغ يقوم بتسجيل رقم قياسي في السرعة وذلك عند طيرانه بطائرة «X-15» بسرعة 6,587 كم/سا. 1964 - الكويت تشكل مجلس الدفاع الأعلى وتضعه تحت رئاسة رئيس الوزراء. 1979 - أجهزة الكمبيوتر في «فورت ريتشي» بماريلاند تكشف عن ضربة نووية سوفييتية، لكن بعد مراجعة البيانات من الأقمار الصناعية والتحقق من الرادارات أُلغيت حالة التأهب. 1985 - السوفييتي غاري كاسباروف يصبح أصغر بطل في العالم للشطرنج بفوزه على أناطولي كاربوف. 1989 - بدأ هدم جدار برلين. 2003 - هجوم إرهابي في الرياض يوقع 17 ضحية. 2004 - الإعلان عن أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات يعاني من نزيف في الدماغ، والقيادة الفلسطينية تتحدث عن مكان دفنه في حال وفاته. نشر متصفح «موزيلا فيرفكس 1.0» الذي أصبح أكبر منافس لمايكروسوفت إنترنت إكسبلورر. 2005 - تفجيرات إرهابية تهز فنادق في العاصمة الأردنية عمّان. إطلاق فينوس إكسبريس لاستكشاف كوكب الزهرة. 2009 - رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الدين الحريري يعلن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة المؤلفة من ثلاثين وزيرًا وذلك بعد خلافات ومفاوضات شاقة استمرت أشهر بين الأكثرية النيابية والمعارضة. 2011 - استقالة رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بسبب الأزمة المالية المستفحلة والتي كان يخشى أن تؤدي إلى إفلاس البلاد وذلك بهدف تشكيل حكومة توافق سياسي. 2012 - الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري تنتخب جورج صبرا رئيسا للمجلس خلفا لعبد الباسط سيدا. 2015 - شرطي أردني يُطلق النّار على مُتدربين في مركز تدريب للشُرطة الأُردُنيَّة ويقتل 6 أشخاص، بينهم أمريكيان. 2016 - فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية وذلك بعد فوزه بنسبة 51.3% من أصوات المجمع الانتخابي، ضد غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وفاة 7 أشخاص وإصابة 58 آخرين إثر حادث انحراف ترام كرويدون قُرب العاصمة لندن. 2018 - الترجي التونسي يفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا 2018 بعد فوزه على الأهلي المصري بنتيجة 4-3 في مجموع المباراتين. 2020 - أذربيجان وأرمينيا يتوصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ برعاية روسية. مواليد 1809 - توماس رايت، إحاثي اسكتلندي. 1818 - أيفان تورغينيف، أديب روسي. 1841 - الملك إدوارد السابع، ملك المملكة المتحدة. 1877 - محمد إقبال، شاعر باكستاني. 1884 - هرمان رورشاخ طبيب نفسي سويسري وعالم في المقاييس النفسية. 1897 - رونالد نوريش، عالم كيمياء بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1967. 1910 - أبو السعود الإبياري، مؤلف مصري. 1916 - فرناندو فرنانديز، مغني وممثل مكسيكي. 1918 - سبيرو أغنيو، سياسي أمريكي. تشو مينغ تشن، إحاثي صيني. 1929 - ايمري كيرتيس، روائي هنغاري حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2002. 1933 - حمدي أحمد، ممثل مصري. 1936 - بوب غراهام، سياسي أمريكي. ميخائيل تال، لاعب شطرنج سوفييتي 1944 - هربرت فيمر، لاعب كرة قدم ألماني. 1948 - لويس فيليب سكولاري، مدرب كرة قدم برازيلي. 1960 - أندرياس بريمه، لاعب ومدرب كرة قدم ألماني. 1971 - إياد نصار، ممثل أردني. 1972 - إيريك دين، ممثل أمريكي. 1973 - زيسيس فريزاس، لاعب كرة قدم يوناني. 1974 - أليساندرو دل بييرو، لاعب كرة قدم إيطالي. جوفانا ميدزوجورنو، ممثلة إيطالية. 1980 - جايمس هاربر، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1984 - دلتا جودرم، مغنية أسترالية. 1985 - باكاري سوماري، لاعب كرة قدم من مالي. وفيات 1778 - جوفاني باتيستا بيرانيزي، معماري إيطالي. 1923 - كاظم السبتي، فقيه مسلم وشاعر وخطيب عراقي. 1937 - رامزي ماكدونالد، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1940 - نيفيل تشامبرلين، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1952 - حاييم فايتسمان، رئيس إسرائيل. 1953 - الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية. 1968 - حسن حسني عبد الوهاب أديب ولغوي ومؤرخ تونسي. 1970 - شارل ديغول، رئيس فرنسا. 2001 - حسين الصالح، ممثل ومخرج كويتي. جيوفاني ليوني، رئيس إيطاليا السادس. 2004 - إيملين هيوز، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. 2005 ك. ر. نارايانان، رئيس الهند. بشير نافع، عسكري فلسطيني. 2011 - منصور المنصور، ممثل ومخرج كويتي. 2012 - جابر قميحة، شاعر وأديب مصري. 2013 – غريت ريتر هاسل، عالمة أحياء وأكاديمية نرويجية. 2014 - صالح سحلول، شاعر وأديب يمني. 2019 - نايف أبو عبيد، شاعر أردني. 2021 - أحمد خليل، ممثل مصري. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في كمبوديا. يوم العلامة إقبال في باكستان. يوم المخترعين في أوروبا. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية نوفمبر
2912
https://ar.wikipedia.org/wiki/25%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
25 مارس
25 مارس أو 25 آذار أو يوم 25 \ 3 (اليوم الخامس والعشرون من الشهر الثالث) هو اليوم الرابع والثمانون (84) من السنة البسيطة، أو اليوم الخامس والثمانون (85) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 281 يوما لانتهاء السنة. أحداث 421 - تأسيس مدينة البندقية في الساعة الثانية عشر ظهرا، وفقا للأسطورة. 818 - اندلاع ثورة أهل الربض في قرطبة ضد الأمير الحكم بن هشام. 1199 - إصابة ملك إنجلترا ريتشارد الأول وذلك أثناء محاربته لفرنسا مما أدى لوفاته في 6 أبريل. 1306 - روبرت بروس يصبح ملكًا على اسكتلندا تحت اسم روبرت الأول. 1409 - افتتاح مجمع بيزا الكنسي. 1555 - تأسيس مستعمرة بلنسية الأمريكية والتي تعرف في الوقت الحاضر باسم فنزويلا. 1584 - منح السير والتر رالي براءة اختراع لاستعمار ولاية فرجينيا. 1634 - وصول أول المستوطنين في ولاية ماريلاند. 1655 - اكتشاف أكبر أقمار زحل، ألا وهو تيتان، من قبل كريستيان هوغنس. 1802 - توقيع «معاهدة أميان للسلام» بين فرنسا وبريطانيا العظمى وأيرلندا. 1811 - طرد الشاعر الإنجليزي بيرسي بيش شيلي من جامعة أوكسفورد لنشره كتيب عن ضرورة الإلحاد. 1821 - الإعلان عن استقلال اليونان. 1865 - نشوب الحرب الأهلية الأمريكية في ولاية فرجينيا، حيث قامت قوات الولايات الكونفدرالية الأمريكية بالسيطرة مؤقتا على حصن ستيدمان من الاتحاد. 1914 - تأسيس نادي أريس الرياضي في سالونيك باليونان. 1918 - تأسيس الجمهورية الشعبية البيلاروسية, والتي دعيت فيما بعد بيلاروسيا. 1924 - إسكندر ببانستاسيو يعلن قيام الجمهورية اليونانية الثانية. 1964 - إنشاء إذاعة القرآن الكريم (مصر). 1965 أعيد انتخاب جمال عبد الناصر لولاية ثانية كرئيس للجمهورية العربية المتحدة بعد استفتاء في البلاد. 1969 - المظاهرات تجبر رئيس باكستان محمد أيوب خان على الاستقالة. 1972 - منتخب الكويت لكرة القدم يفوز بكأس بطولة الخليج لكرة القدم الثانية والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية. 1974 - تسجيل براءة الاختراع البطاقة الذكية بواسطة رولاند مورينو 1975 - اغتيال ملك السعودية فيصل بن عبد العزيز آل سعود في مكتبه على يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد، وولي العهد الأمير خالد بن عبد العزيز يتولى الحكم خلفًا له. 2005 - مسبار هيغنز يحط على تيتان، وهو أول مسبار يحط فيه. 2011 - تنصيب البطريرك الماروني المنتخب بشارة بطرس الراعي بطرياركًا على كرسي أنطاكية وسائر المشرق. 2015 - عالما الرياضيَّات جون فوربس ناش الابن ولويس نبيرغ يفوزان بجائزة أبيل مُناصفةً لعملهما على المُعادلات التفاضُليَّة الجُزئيَّة. 2019 - الإعلان عن استحواذ أوبر على شركة كريم بصفقة تقدر بـ 3.1 مليار دولار. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُوقِّعُ قرارًا رئاسيًّا تعترف الولايات المتحدة بِمُوجبه بأنَّ هضبة الجولان جزءٌ من إسرائيل، وسط اعتراضٍ لهيئة الأمم المتحدة والدُول العربيَّة. مواليد 1800 - ناصيف اليازجي، شاعر لبناني. 1911 - جاك روبي، قاتل لي هارفي أوزوالد المتهم الرئيسي بمقتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي. 1913 - محمد حامد أبو النصر، المرشد الرابع لجماعة الإخوان المسلمون. 1914 - نورمان بورلوج، مهندس زراعي أمريكي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1970. 1934 - نضال الأشقر، ممثلة لبنانية. 1937 - هيديكاتسو شيباتا، ممثل أداء صوتي ياباني. 1938 - مجيد طوبيا، أديب مصري. 1940 - محيي الدين اللباد، رسام وفنان تشكيلي مصري. 1942 - أريثا فرانكلين، مغنية الولايات المتحدة. 1946 - دانيال بن سعيد، فيلسوف فرنسي. 1947 - إبراهيم الجعفري، رئيس وزراء العراق. إلتون جون، مغني إنجليزي. 1954 - محمد ثروت، مغني وممثل مصري. 1956 - حسين الشريف، ممثل مصري. 1960 - بريندا سترونغ، ممثلة أمريكية. 1962 - مارشا كروس، ممثلة أمريكية. 1965 - سارة جيسيكا باركر، ممثلة أمريكية. 1976 - جاي مايكل تاتوم، ممثل أداء صوتي أمريكي. 1987 - فيكتور نسوفور أوبينا، لاعب كرة قدم نيجيري. 1989 - سكوت سينكلير، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1991 - سايشل غابرييل، ممثلة أمريكية. 1992 - إسراء الزعبي، مذيعة أردنية. وفيات 1914 - فردريك ميسترال، شاعر وكاتب مسرحي فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1904. 1956 - محمد جواد مطر، فقيه وشاعر وكاتب عراقي. 1974 - محيي الدين الصفدي، شاعر وكاتب مسرحي فلسطيني. 1975 - فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ثالث ملوك السعودية. 1980 - رولان بارت، فيلسوف فرنسي. 1992 - تحية محمد كاظم، سيدة أولى مصرية. 2012 - أنطونيو تابوكي، كاتب إيطالي. 2020 - جمال الدين عمر، عسكري وسياسي سوداني. 2022 - أحمد حلاوة، ممثل مصري. رضا براهني، كاتب وشاعر إيراني. أعياد ومناسبات يوم الجالية العربية في البرازيل عيد البشارة في المسيحية. عيد الاستقلال في اليونان. يوم الحرية في بيلاروسيا. عيد الأم في سلوفينيا. وصلات خارجية النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2913
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%8A%D8%B5%D9%84%20%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%20%D8%A2%D9%84%20%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF
فيصل بن عبد العزيز آل سعود
فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (14 صفر 1324 هـ / 14 أبريل 1906 - 12 ربيع الأول 1395 هـ / 25 مارس 1975)، ملكُ المملكة العربية السعودية الثالث، والحاكمُ السادس عشر من أسرةِ آل سعود، والابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة طُرفة بنت عبد الله بن عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ حسن آل الشيخ حفيد إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. برز فيصل كسياسيٍ مؤثرٍ في عهد والده الملك عبد العزيز وشقيقه الملك سعود، حيث أدخله والده في مُعترك السياسة في سن مبكرة، وبَعَثه في مهامٍ دبلوماسية لأوروبا، وكلَّفه بقيادة القوات السعودية لتهدئة الوضع في عسير عام 1922، ثم عُيِّن نائباً لوالده على الحجاز عام 1926، وكان يومئذٍ في العشرين من عمره. كما عُيِّن في عام 1927 رئيسًا لمجلس الشورى السعودي، وبعدها في 19 ديسمبر 1930 صدر أمر ملكي بإنشاء وزارة الخارجية، وعُيِّنَ وزيراً للخارجية، وظل في هذا المنصب طوال مدة حكم والده، واستمر كذلك في المنصب تحت حكم أخيه الملك سعود، حيث بقيَ وزيراً للخارجية لسنوات طويلة. وفي 9 أكتوبر من عام 1953 أصدر والده الملك عبد العزيز أمرًا بتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، إضافةً لاستمراره في عمله وزيرًا للخارجية. وبعد وفاة والده تسلم أخوه الملك سعود الحكم، وعيَّنه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية. تولى فيصل بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 27 جمادى الآخرة 1384 هـ الموافق 2 نوفمبر 1964، بعد عزْل أخيه غير الشقيق الملك سعود عن الحكم بسبب أمراضه المتعددة. وبعد توليه الحكم، حقق الملك فيصل طفرة تنموية على أكثر من صعيد، ودافع عن القضية الفلسطينية، ورفض الاعتراف بإسرائيل، كما قرر مع عدة دول عربية حظر تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر. استمر حكمه حتى اغتياله في 12 ربيع الأول 1395 هـ الموافق 25 مارس 1975. مولده ونشأته وُلد فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود في 14 صفر 1324 هـ / 14 أبريل 1906، في مدينة الرياض، وتوفيت والدته بعد خمسة شهور من ولادته. وسمّاه الملك عبد العزيز بفيصل لأنه كان معجباً بجده الإمام فيصل بن تركي (توفي سنة 1865) الذي كان شجاعاً وداهية، وصاحب عزيمة قوية، واستعاد المُلْك السعودي مرتين بعد ضياعه. تربى فيصل في بيت جديه لأمه الشيخ «عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ» و«هيا بنت عبد الرحمن آل مقبل»، حيث لقِي منهما اهتماماً كثيراً وغمروه بعطفهم وحنانهم، كما تلقّى على يديهما العلم الشرعي، فكان لذلك أثر ديني على شخصيته، وقد تعلم القراءة والكتابة وختم القرآن على يد الشيخ محمد بن مصيبيح قبل أن يبلغ العاشرة من عمره. كما أثر فيه والده عسكرياً وسياسيًا، واختاره والده ليمثله في المحافل الدولية في سن مبكرة. وَصف طفولته المؤرخ والمستشرق الروسي ألكسي فاسيليف في كتابه «الملك فيصل: شخصيّته وعصره وإيمانه» بقوله: أعماله قبل الحكم المهام السياسية كان لفيصل بن عبد العزيز مهام سياسية وزيارات لعدة بلدان، فقد أدخله والده الملك عبد العزيز في السياسة في سن مبكرة، حيث أرسله في زياراتٍ للمملكة المتحدة وفرنسا مع نهاية الحرب العالمية الأولى وكان حينها في الثالثة عشرة من عمره. أما في العام 1924 (1342هـ) فقد كَتَب أول بيانٍ رسمي عن المملكة من الرياض ونشرته الأهرام المصرية فكان بذلك أول ناطق رسمي باسم المملكة. كما عيَّنه الملك عبد العزيز في عام 1926 نائباً عاماً لجلالة الملك في الحجاز. تَلَى ذلك في عام 1927 تعيينُه رئيساً لمجلس الشورى. في عام 1930 عُيِّن وزيراً للخارجية بالإضافة إلى كونه رئيساً لمجلس الشورى. في عام 1932، كلفة والده الملك عبد العزيز بزيارة أوروبا للمرة الثالثة، وشملت الزيارة كل من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وسويسرا وبولندا والاتحاد السوفيتي وتركيا وإيران والعراق والكويت. عند إعلان توحيد الحجاز ونجد وملحقاتها في دولة واحدة باسم المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932، وقع مرسومِ ذلك الإعلان بأمر من والده الملك عبد العزيز. في عام 1935 الموافق لعام 1354هـ تولى عمارة المسجد الحرام بتكليف من الملك عبد العزيز، وكانت تلك أول عمارة للمسجد الحرام في عصر الدولة السعودية الحديثة. كما رَأَس وفد المملكة إلى «مؤتمر لندن» في عام 1939 حول القضية الفلسطينية والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة، وكان حينها وزيراً للخارجية، وممثلاً للمملكة، وبعد انتهاء المؤتمر زار باريس. أثناء توليه وزارة الخارجية طلب من الملك عبد العزيز قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وذلك بعد قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، ولكن طلبه هذا لم يُجاب. في 9 أكتوبر سنة 1953 أصدر والده الملك عبد العزيز أمراً بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى كونه وزيراً للخارجية، وذلك بعد تعيين الأمير سعود رئيسًا لمجلس الوزراء. كما عُين رئيساً للهيئة العليا المشرفة على توسعة الحرم المكي وكان ذلك في عام 1955 (1375هـ). في عام 1962، عينه الملك سعود رئيساً لمجلس الوزراء. المهام العسكرية أُسندت له العديد من المهام العسكرية حيث شارك في عدة معارك أثناء توحيد المملكة. فقد رافق والده وهو في سن الثانية عشر في معركة «ياطب» ضد ابن رشيد في حائل عام 1917. كما شارك مع أخيه سعود بغزو الشعيبة بالقرب من حائل، ثم رجعا إلى الرياض وكان ذلك عام 1919م. ولما أصدر الملك عبد العزيز أمره للأمير سعود بالعودة إلى حائل لضرب نطاق الحصار عليها كان فيصل معه، وشاهد استسلام عبد الله بن متعب آل رشيد. لم يكن دور الأمير فيصل في غزوات ياطب والشعيبة وحائل دوراً قيادياً مستقلاً، وإنما كان دور تدريب على خوض المعارك. في عام 1922 قاد أول حملة عسكرية وهو في سن السادسة عشر من عمره، لإخضاع منطقة عسير والقضاء على فتنة وعصيان حسن بن علي آل عائض. حيث عَقد له والده الملك عبد العزيز راية القيادة على رأس جيش من ستة آلاف مقاتل، ثم انضم إليهم لاحقاً أربعة آلاف من قبائل قحطان وزهران. وبعد الانتصار على ابن عائض، أنشأ فيصل في أبها جهازاً للإدارة جعل على رأسه سعد بن عفيصان وأبقى لديه حامية من الجنود، ثم عاد إلى الرياض بعد أن أقام النظام هناك. وكان وصول فيصل إلى الرياض في 8 يناير 1923، وخرج أهل الرياض وعلى رأسهم والده وجده الإمام عبدالرحمن بن فيصل لاستقباله. كما شارك مع والده الملك عبد العزيز في حصار جدة عام 1925، حيث استطاع الملك عبد العزيز تحقيق النصر والسيطرة على الحجاز. في عام 1934، تولى قيادة الجيش في تهامة أثناء الحرب السعودية اليمنية، وانطلق الأمير فيصل بقواته من مكة في أبريل 1934 ووصل إلى جيزان فدخلها، ثم زحف إلى عمق الأراضي اليمنية حتى وصل إلى مشارف بلدة ميدي الحصينة، وهي أول مدينة يمنية على الحدود، واحتلها. ثم تقدم إلى الحديدة واحتلها في مايو 1934، وكانت هذه المدن تحت حكم الإمارة الإدريسية. وشرع يواصل الزحف إلى صنعاء ليحاصرها، ثم يُفاوض على حصارها. وبالفعل جاءته وفود من صنعاء تفاوض، لكن برقية عاجلة جاءت من الملك عبد العزيز يأمره فيها بالعودة. وكان الأمير الشاب بفعل حماسه قد تردد في تنفيذ أمر والده، فأعاد الملك عبد العزيز التأكيد عليه بالانسحاب وعنَّفه لعدم امتثاله الفوري لأمرِه، فانسحب فيصل. وكان ذلك درساً عملياً من الملك عبد العزيز. زيارته إلى بريطانيا وأوروبا في يوليو من عام 1919، تلقى الملك عبد العزيز، دعوة من ملك بريطانيا جورج الخامس ليزور لندن مع آخرين من ملوك ورؤساء دعتهم بريطانيا للاحتفال معها بمرور أول عام على انتصارها بالحرب العالمية الأولى، لكن الملك عبد العزيز وَجَد أن الرحلة ستطول، حيث كانت تشمل فرنسا وبلجيكا، وكذلك مسيرة إكمال توحيد البلاد السعودية وبناء كيانها السياسي يحتاج إلى حضوره اليومي، ولم يكن ممكنًا ترك نجد لعدة أشهر في هذه الظروف، وكذلك لا يمكنه الاستغناء عن ابنه سعود في وقت ما زالت فيه الأحوال السياسية والعسكرية في نجد غير مستقرة، فأوفد فيصل نيابة عنه. وكان حينها صبيا في الثالثة عشرة من عمره. غادر فيصل بن عبد العزيز ميناء المملكة الأول على ساحل الخليج العربي وهو «العقير» فوصل إلى البحرين، وفي مينائها كانت تنتظره بارجة اسمها «لورانس» وهي للبحرية الملكية البريطانية، وبرفقته كان الأمير أحمد بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، المستشار السياسي للملك، والذي وُصف بأنه أول وزير خارجيةٍ لإمارة نجد ذلك الوقت. كما تضمَّن الوفد عبد الله القصيبي، من تجار الأحساء، إضافة إلى حرسٍ ومرافقين. وكان معه أيضاً مرافق شرف بريطاني، هو الرائد همفري لومان الذي انتدبوه ليكون على البارجة، فغادروا إلى الهند، وأمضى فيصل والوفد أياما عدة بفندق "تاج محل" في بومباي، ثم عبروا قناة السويس إلى بريطانيا، فوصلها في 13 أكتوبر 1919 مرتدياً ملابسه العربية وبجنبه سيف وفي خصره خنجر. عندما وصل إلى بريطانيا استقبله الملك جورج الخامس في قصر بكنغهام، فبدأ بدخوله بثيابه العربية وعلى خصْره سيفه المُذهَّب، وتسلم منه رسالة من الملك عبد العزيز، مرفقة بهدية من سيفين مذهبين ومطعّمين بحبيبات اللؤلؤ. وتُرجمت في لندن رسالة الملك السعودي إلى نظيره البريطاني، وفي بعضها يقول: وأسفلها الختم مع تاريخ الأول من أغسطس سنة 1919 الموافق 3 ذي القعدة 1337 هجرية. وردَّ جورج الخامس برسالة سلمها للوفد الذي استقبله، وكان من فيصل بن عبد العزيز وأحمد بن ثنيان وعبد الله القصيبي وحاشية من ثلاثة أفراد، وقال في بعضها: . بعد مقابلته الملك جورج الخامس، انطلق فيصل في جولة لمدن ومعالم أخرى في بريطانيا وأيرلندا، من جامعة كامبريدج إلى مناجم الفحم في جنوب ويلز، ثم إلى بعض المصانع في مدينة برمنغهام. ثم زار فيصل كذلك فرنسا وبلجيكا وتجول في البلدين لمدة أربعة أشهر، وعاد بعدها إلى الرياض، وكانت هذه الزيارة هي الأولى له بالخارج، وأول زيارة تعتبر «رسمية» يقوم بها فرد من الأسرة السعودية المالكة إلى أوروبا. زيارته إلى الاتحاد السوفيتي أرسل الملك عبد العزيز ابنه فيصل في 18 مايو عام 1932 إلى الاتحاد السوفيتي بهدف توثيق العلاقات، وكان حينها رئيساً لدائرة الشؤون الخارجية (وزيراً للخارجية)، وبدأت رحلته من أمستردام إلى برلين ثم بولندا حتى وصل إلى موسكو في 29 مايو، وكانت الزيارة تشمل الاطلاع على مختلف نواحي حياة الدولة السوفيتية، وأبدى فيصل اهتماماً بحالة القوات المسلحة السوفيتية، وزار المقر المركزي للجيش الأحمر. كما زار الوفد الأكاديمية الجوية الحربية وتعرَّف الضيوف السعوديون على مختبرات الأكاديمية، ثم ذهبوا إلى المطار؛ حيث شاهدوا تحليقات استعراضية، واطَّلع فيصل بن عبد العزيز؛ على الصناعة السوفيتية التي كانت تشهد تطوراً متسارعاً للغاية حينها، وفي اليوم نفسه، زار والوفد المرافق مصنع السيارات المسمّى باسم «ستالين». كما شملت الزيارة أيضاً مدينتَي «لينينغراد» و«أوديسا» ثم غادر الوفد السعودي أراضي الاتحاد السوفيتي، وتعتبر هذه الزيارة أول زيارةٍ رسميّةٍ لمسؤولٍ عربيٍّ. وتعد السعودية أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع موسكو، ففي جدة كانت تقوم بمهامها الوكالة السوفيتية والقنصلية العامة التي تغيّرت تسميتها في الأول من يناير عام 1930 فأصبحت مُفوضية؛ حيث لم تكن في موسكو بعثة دبلوماسية دائمة للمملكة، فقد جرت مباحثات بين موسكو والرياض في العشرينيات بشأن إيفاد بعثة مؤقتة إلى الاتحاد السوفيتي، وجرى الحديث عن إرسال وفد دبلوماسي برئاسة فيصل بن عبد العزيز آنذاك، غير أن الزيارة تأجلت في سنة 1927. ولاية العهد بعد وفاة والده عبد العزيز، تسلم أخوه سعود الحكم، والذي بدوره عين فيصل ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية. في عام 1954 أرسله الملك سعود لزيارة بعض الدول نيابةً عنه. في عام 1957 وقعت الأزمة المالية السعودية، وكان الملك سعود قد سلّمه قبلها بعض مهامه؛ فأصبح مسؤولًا عن المال وخزينة الدولة، وأصبح مسؤولًا أيضاً عن السياسات الخارجية للبلاد، ولكن بعد مرور سنة من ذلك، وتحديدا في عام 1958، لم يستطع حل الأزمة بسبب ضعف عائدات البترول، وأوامر الصرف المالي الكبيرة؛ فأصبحت الدولة تستلف المال من دول الغرب وشركة أرامكو. في عام 1959، عينه الملك سعود وزيراً للداخلية إضافة إلى مهامة الأخرى، وهي رئاسة مجلس الوزراء ووزيراً للمالية. في عام 1960 ظهرت توترات شديدة بينه وبين الملك سعود، واستمرت هذه التوترات حتى نهاية حكم الملك سعود الذي قرر بأن يسحب من فيصل الوزارات التي يتولى مسؤوليتها وأن يكون نائباً لرئيس مجلس الوزراء فقط، حيث سلَّم وزارة الخارجية إلى اللواء إبراهيم بن عبد الله السويل ووزارة الداخلية إلى الأمير مساعد بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ووزارة المالية إلى الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود. في عام 1962، أَعاد الملك سعود تعيينه رئيساً لمجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية. وكان من الأعمال التي قام بها في الحكومة، التي ألفها في نفس العام، إصداره بيانه الوزاري التاريخي في 6 نوفمبر 1962، والذي اشتمل على برنامجه الإصلاحي. ورسم فيه سياسة حكومته الإصلاحية. وكان من أبرز ما جاء فيه: إصدار نظام أساسي للحكم مُستمَدّ من الشريعة الإسلامية وتطوير نظام الحكم ومجلس الوزراء. وضع نظام للمقاطعات، يوضح طريقة الحكم المحلي، بمختلف مناطق المملكة. وضع نظام لاستقلال القضاء، يمسك بزمامه مجلس أعلى للقضاء، وإنشاء وزارة العدل. تأسيس مجلس أعلى للإفتاء، يضم عشرين عضواً من الفقهاء. تحسين المستوى الاجتماعي للشعب السعودي، في العلاج المجاني، والتعليم المجاني، وإعفاء كثير من المواد الغذائية من الرسوم الجمركية. ووضع نظام الضمان الاجتماعي، ونظام حماية العامل من البطالة. وضع برنامج للانتعاش الاقتصادي، وتقوية المركز المالي للمملكة، ووضع برنامج لرفع مستوى معيشة المواطن، وإنشاء شبكة طرق تربط بين أجزاء المملكة ومدنها، وتوفير مصادر المياه للشرب والزراعة، وتأمين حماية الصناعات الوطنية الخفيفة والثقيلة. ويدخل في ذلك رصد جميع المبالغ الإضافية، التي ستتسلمها الحكومة من شركة أرامكو عن حقوقها التي تطالب بها الشركات عن السنوات الماضية، وتسخيرها لخدمة المشروعات الإنمائية. الاستمرار في تطوير تعليم البنات وكذلك النهوض بالمرأة. وكان من أبرز إنجازاته كذلك، هو تحرير الأرقاء، وإلغاء الرق، نهائياً في السعودية. توليه الحكم عانى الملك سعود في سنوات حكمه الأخيرة من أمراض متعددة منها آلام بالمفاصل وارتفاع ضغط الدم وكان ذلك يستدعيه الذهاب إلى الخارج للعلاج، وبسبب الأمراض واشتدادها عليه فإن ذلك جعله لا يقوى على القيام بأعمال الحكم، واتسعت الخلافات بينهما أكثر بتلك الفترة، وبسبب ذلك دعا الأمير محمد، وهو من أكبر أبناء الملك عبد العزيز، إلى اجتماع للعلماء والأمراء عقد في 29 مارس 1964، أصدر فيه العلماء فتوى تنص على أن يبقى الملك سعود ملكًا على أن يقوم الأمير فيصل بتصريف جميع أمور المملكة الداخلية والخارجية بوجود الملك في البلاد أو غيابه عنها، وبعد صدور الفتوى أصدر أبناء الملك عبد العزيز وكبار أمراء آل سعود قرارًا موقعًا يؤيدون فيه فتوى العلماء وطالبوه فيه بكونه وليًا للعهد ورئيسًا للوزراء إلى الإسراع بتنفيذ الفتوى، وفي اليوم التالي اجتمع مجلس الوزراء برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير خالد بن عبد العزيز واتخذو قرارًا بنقل سلطاته الملكية إليه وذلك استنادًا إلى الفتوى وقرار الأمراء، وبذلك أصبح نائبًا عن الملك في حاله غيابه أو حضوره، وبعد صدور هذا القرار توسع الخلاف بينه وبين أخيه الملك سعود، الذي إزداد عليه المرض، ولكل تلك الأسباب إتفق أهل الحل والعقد من أبناء الأسرة المالكة إن الحل الوحيد لهذه المسائل هو خلع الملك سعود من الحكم وتنصيب فيصل ملكًا، وأرسلوا قرارهم إلى علماء الدين لأخذ وجهه نظرهم من الناحية الشرعية، فاجتمع العلماء لبحث هذا الأمر، وقرروا تشكيل وفد لمقابله الملك سعود لإقناعه بالتنازل عن الحكم، وكان الوفد مكون من ثلاثة من كبار العلماء هم: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، والشيخ عمر بن حسن آل الشيخ. وأبلغوه إن قرارهم قد اتخذ وإنهم سيوقعون على قرار خلعه من الحكم وإن من الأصلح له أن يتنازل، إلا أنه رفض ذلك. وفي 1 نوفمبر 1964 اجتمع علماء الدين والقضاة، وأعلن مفتى المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ بأن الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود خُلِعَ من الحكم، وإنه سيتم مبايعة الأمير فيصل ملكًا، وفي يوم 2 نوفمبر 1964 بويع ملكًا. اهتمامه بالأماكن المقدسة كُلّف محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة لتكون أول توسعة يشهدها منذ ألف عام. وبُدئ بهذا المشروع العملاق في عام 1955، واستُمر في تنفيذه خلال عهد فيصل الذي خلف الملك سعود وانتهى في عهد الملك خالد الذي استغرق عشرين عاماً من العمل. وفي عام 1387هـ، عُقد مؤتمر في مكة المكرمة ضم عددًا كبيرًا من المهندسين المعمارين المسلمين لطرح البدائل الممكنة لتطوير التصاميم، وقد أوصى المؤتمر بإزالة جزءٍ كبيرٍ من المبنى العثماني، ولكن فيصل عارض ذلك ورأى الإبقاء والاحتفاظ بالبناء العثماني القديم، وأن يتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق أعلى مستوى من الانسجام بين القديم والجديد، وكان ما أراد. وفي الخامس من صفر عام 1389هـ بدأت مرحلة أخرى نتج عنها إضافة جناحين إضافيين، وتجديد المبنى القديم للحرم، وشقت لهذه المرحلة الطرق المحيطة به، وأُنشئت الميادين وبلغت تكلفة المشروع حولي 800 مليون ريال سعودي في ذلك الوقت. كما أمر بإعادة فتح مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة عام 1382هــ. في 25 من ذي الحجة 1384هـ، قرَّرت هيئة رابطة العالم الإسلامي إزالة جميع الزوائد الموجودة حول مقام إبراهيم، وإبقاء المقام في مكانه على أن يُجعل عليه صندوق بلوري سميك قوي على قدر الحاجة وبارتفاع مناسب يمنع تعثر الطائفين ويتسنى معه رؤية المقام، وافق الملك فيصل وأصدر أمره بتنفيذ ذلك، فعُمل له غطاء من البلور الممتاز، وأُحيط هذا الغطاء بحاجز حديدي، وعُملت له قاعدة من الرخام نُصبت حول المقام لا تزيد مساحتها عن 180 في 130 سنتيمتر بارتفاع 75 سنتيمتر، واكتَمَلَ ذلك في رجب 1387هـ؛ حيث جرى رفع الستار عن الغطاء البلوري في حفل إسلامي، واتسعت رقعة المطاف وتسنى للطائفين أن يؤدوا مناسك الطواف في راحة ويسر، وخفت وطأة الزحام كثيرًا. أما بالنسبة للمسجد النبوي، فإنه بعد الانتهاء من التوسعة السعودية الأولى التي افتُتحت في أوائل سنة 1375 هـ الموافق 1955، وبسبب تكاثر أعداد الحجاج، أصدر فيصل أمرًا بتهيئة أماكن للصلاة غربي المسجد، فهُدمت المباني الموجودة في تلك الجهة وأُقيم مصلى مظلل، بلغت مساحته حوالي 35,000 متراً مربعاً. وكان العمل به سنة 1973، وبقيت إلى أن أزيلت في التوسعة السعودية الثانية. في عام 1964، كُلِّف محمد بن لادن كذلك بالعمل في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذلك لإعادة تغطية قبة الصخرة في القدس الشريف بعد احتراقها في نفس العام. التنمية الداخلية التنمية الاقتصادية عمل فيصل بن عبد العزيز على الاستفادة من دخل النفط، وأمر بمراجعة اتفاقية مناصفة الأرباح مع شركة أرامكو التي وجدها غير عادلة فطلب تعديل الاتفاقية، كما انتقلت الحكومة إلى دور المشاركة في اتفاقيات استغلال مكامن البترول إلى عدم منح امتيازات استثمارات البترول إلا لمؤسسة وطنية. وكرَّس انتباهه للشركات الصناعية والزراعية والمالية والاقتصادية، حيث كان له الفضل في انتشال المملكة اقتصاديًّا وإداريًّا بعد إعلان إفلاس الخزينة الحكومية. وضع فيصل الخطط الخمسية للبلاد، ونظام المناطق الإدارية، وجلب الشركات الاستشارية الخارجية لدعم مؤسسات الدولة الخدمية، كما أهتمَ بالصناعة والزراعة وإقامة المشروعات، واستثمار الأراضي، وأطلق مشاريع للبحث عن الثروات المعدنية ومصادر مياه الشرب الآمنة. أنشأ المؤسسة العامة للبترول والمعادن بترومين، ووضع أُسس شبكة محطات التوليد لطاقة اللازمة لهذا الغرض، وأسس الصناعات البتروكيماوية، والحديد، والصلب، والأسمنت، والتعدين، ودعم ابتعاث الطلبة إلى الغرب للتدريب، تمهيدًا لدعم المشاريع الصناعية. بحلول عام 1969 بدأت المملكة في خطة التنمية الأولى. وفي 1966 التقى فيصل بن عبد العزيز الرئيس الأمريكي ليندون جونسون لتأسيس شراكة سعودية أمريكية لعمل مشروعات التنمية في المملكة. ثم التقى فيصل لاحقاً بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن عام 1971، وبعدها بثلاثة أعوام، في عام 1973 اِتُّفِقَ على تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة. حيث كان ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة في عام 1974. التنمية الزراعية وضعت وزارة الزراعة برنامجاً شاملاً للبحث عن المياه وذلك بالاستعانة بشركات استشارية عالمية، وبدأت بتنفيذ هذا البرنامج عام 1965، كما عملت الوزارة على تحسين أساليب الزراعة وتطوير الثروة الحيوانية ومصائد الأسماك والمحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ووجهت المزارعين إلى تحسين إنتاجهم الزراعي من التمور، وحثت القطاع الخاص على الاستثمار في تغليف التمور وحفظها. أنشئت مشاريع عديدة منها بناء سد وادي جازان الذي أنجزته شركات أجنبية عام 1971، وأيضًا أقيم مشروع الري والصرف في الأحساء الذي كان الهدف منه حفظ مياه العيون والآبار من الهدر، وحسن الاستفادة من المياه الزائدة، وأنشئت أيضًا سدود لحجز مياه الأمطار في أبها والمجمعة وعلى وادي حنيفة قرب الرياض، كما كما أسست لمشاريع زراعية في تبوك والجوف ووادي السرحان والقصيم والأفلاج ووادي بيشة ونجران. كما أوعزت الوزارة للبنك الزراعي بتقديم قروض للمزارعين والصيادين لشراء المعدات اللازمة لهم على أن تسدد على أقساط طويلة الأجل وبدون فوائد. تنمية النقل والمواصلات امتدت في عهده شبكات الطرق الحديثة التي استعانت الحكومة بشركات عالمية لتنفيذها، ورُبِطَتْ المملكة بجيرانها مثل الأردن وسوريا والعراق والكويت، كما اُهْتُمَّ بالطرق الزراعية التي تخدم القرى والمزارعين لتسويق منتجاتهم، كما جرَى التوسع في إنشاء المطارات وتحسين القائم منها، واُقْتُنِيَتْ طائرات نفاثة للخطوط السعودية، وأُنْشِئَ معهد للتدريب على الطيران المدني في جدة، كما توسعت حركة الموانئ، حيث وُسِّعَ ميناء جدة، وأقيمت موانئ جديدة في ينبع وجازان. تنمية التعليم نال التعليم اهتماماً كبيراً وحظاً جيداً في عهد فيصل بن عبد العزيز، حيث أُدْخِلَتْ التعديلات على المناهج الدراسية، وزيادة البعثات الخارجية، وتوفير الأموال للأسر التي لم تتمكن من تعليم أبنائها بسبب قلة الموارد المالية لديها، وكذلك الاهتمام بتعليم الإناث والمساواة بين الذكور والإناث في حقِّ التعليم، ووُزِّعَتْ الكتب الدراسية مجانًا دون أيّة رسوم، وأمر كذلك بإنشاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض في عام 1974. وتحويل جامعة الملك عبد العزيز في جدة من جامعة أهلية إلى جامعة حكومية، وجعلها مجانية للطلاب السعوديين وكان ذلك في عام 1967. وتحويل كلية البترول والمعادن في الظهران في عام 1975 إلى جامعة بمسمى جامعة البترول والمعادن. وكذلك تأسيس جامعة الملك فيصل في الأحساء في عام 1975، واُفْتُتِحَتْ في عهد أخيه الملك خالد في عام 1977. يحسب لفيصل بن عبد العزيز دعمه لتعليم المرأة في السعودية، منذ كان ولياً للعهد، حيث أُنشِئت أول مدرسة حكومية نظامية للبنات في السعودية في عام 1956 وسميت بدار الحنان، والتي أنشأها فيصل برعاية زوجته الأميرة عفت، عندما كان ولياً للعهد. حتى صدر الأمر الملكي في عهد الملك سعود بن عبد العزيز بافتتاح الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1960، وكان هذا العام هو البدء الفعلي لتعليم المرأة في السعودية. التنمية الصحية اُسْتُقْدِمَ أطباء وأعضاء الهيئة التمريضية من بلدان العالم، وأمر بتأسيس مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، الذي افتتح في عام 1975، وجرَى التعاون مع منظمة الصحة العالمية في إعداد برامج الحكومة الصحية. وتطورت الاعتمادات المخصصة للقطاع الصحي تطورا ملحوظا وكبيرا حيث بلغت ما نسبته 3، 4% من حجم الميزانية وذلك للنهوض بالفئات الأساسية في القطاع الصحي ففي العام 1973 فقط، بلغت الاعتمادات المخصصة للصحة العامة والشؤون الاجتماعية 591 مليون ريال. واخذت المملكة بنظام التخطيط الاستراتيجي ضمن الخطة الخمسية للدولة 1970-1975 حيث ارتفع عدد الأطباء إلى 1020 طبيباً وارتفع عدد المساعدين الصحيين إلى 3750 مساعداً صحياً وزاد عدد الأسِرَّة في المستشفيات بنسبة 30% كما زاد عدد المستوصفات بنسبة 60% وارتفع عدد المراكز الصحية إلى 200%. التنمية العسكرية عند توليه الحكم، رسم خطة لسلاح الطيران الجوي الملكي السعودي تتواءم مع روح العصر ومقتضياته، فبدأ بالتخطيط لإيجاد كلية تتسع لأعداد كبيرة من الطلبة السعوديين وبمستويات عالية من التدريب، فكان إعلان إنشاء كلية الملك فيصل الجوية عام 1387هـ والتي افتتحت بعد ثلاث سنوات وتحديدا في 1390هـ. في ديسمبر 1965، طلبت أسلحة وأجهزة متطورة، شملت أربعين مقاتلة لايتنينغ، منها 34 طائرة بمقعد واحد و6 طائرات بمقعدين، وبدأت عمليات التسليم في 1 يوليو 1968، عندما أقلعت طائرتان من طراز (F.Mk 53) من وارتون إلى جدة، واكتملت عمليات التسليم في سبتمبر 1969، واستلمت أخر طائرة جرَى صنعها وكانت تحمل الرقم المسلسل (53-700) في 29 يونيو 1972. واستمرت مقاتلة اللايتنينغ في الخدمة حتى يناير 1986. في عام 1972، أمر بطلب 39 طائرة ميراج 5 من فرنسا، ولكن عند وصولها للمملكة في عام 1974، وقبل أن تستخدمها القوات الجوية الملكية السعودية، أمر بإهدائها لمصر، لتدعيم قواتها الجوية. المدن العسكرية بنيت إبان عهده أول المدن العسكرية المتطورة، وهي مدن حديثة تضم في جنباتها قواعد عسكرية وميادين تدريب ورماية ومستودعات لتخزين الذخيرة والمركبات المعدات القتالية، وتشتمل على أحياء سكانية تحوي المرافق التعليمية والصحية والترفيهية والتسويقية بالإضافة للحدائق والمسطحات الخضراء والنوادي الرياضية. فكانت الباكورة مدينة الملك فيصل العسكرية، التي أنشأت في عام 1391هـ بالقرب من مدينة خميس مشيط في المنطقة الجنوبية. وتلتها مدينة الملك عبد العزيز العسكرية، التي أنشأت في المنطقة الشمالية الغربية، وافتتحها الفيصل في عام 1393هـ. في السياسة الخارجية القضية الفلسطينية عرف عن فيصل بن عبد العزيز اهتمامه بالقضية الفلسطينية منذ أن كان يتولى مسؤولية وزارة الخارجية وكان عمره آنذاك 25 سنة، وبدأت علاقته بالقضية الفلسطينية عام 1938 عندما مثل والده في مؤتمر لندن لبحث قضية فلسطين وخطب خطابا مهمًا عارض فيه مشروع تقسيم فلسطين. وفي عام 1948 (1367هـ)، وجه خطابًا إلى الشعب السعودي، تحدث فيه عن القضية الفلسطينية، والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. ترأس الوفد السعودي في مؤتمر سانت جيمس الثاني (أيضًا: مؤتمر المائدة المستديرة أو مؤتمر لندن) والذي دعت له بريطانيا ووجهت الدعوة إلى ممثلي عرب فلسطين والدول العربية المجاورة والوكالة اليهودية للتشاور مع الحكومة البريطانية في لندن حول تقسيم فلسطين. المؤتمر بدأ في 7 فبراير 1939 واستمر حتى 17 مارس 1939 في قصر سانت جيمس في لندن. رفض العرب وبريطانيا خطة التقسيم باعتبارها غير عملية في ضوء تقرير لجنة وودهيد. كذلك كان المؤتمر غير قادر على حل مسألة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي أصبحت متزايدة مع ضم ألمانيا النازية لكامل تشيكوسلوفاكيا في نفس الشهر من عام 1939. شارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، وظهر ذلك واضحًا عندما خطب في عام 1963 على منبر الأمم المتحدة حيث ذكر إن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية، ومنذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، ومن سياسته التي اتبعها حول هذه القضية عدم الاعتراف بإسرائيل، وتوحيد الجهود العربية وترك الخلافات بدلًا من فتح جبهات جانبية تستنفذ الجهود والأموال والدماء، وإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين، وإشراك المسلمين في الدفاع عن القضية. في القمة العربية الثانية التي عقدت في الإسكندرية عام 1964 نادَى فيصل خلال ترؤسه لهذه القمة بحتمية وإظهار الوجود الفلسطيني ومَدَّهُ بكل وسائل الاستمرار وقدم 5 ملايين جنيه إسترليني هَبّة منه لتكوين خمس كتائب فدائية تعمل لتحرير فلسطين. تركت محاولة حريق المسجد الأقصى عام 1969 أثرًا بالغاً في نفس فيصل بن عبد العزيز وبادَرَ بالدعوة لعقد مؤتمر قمة إسلامي وهو المؤتمر الذي أسفر عن تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي. ومن أقوال فيصل بن عبد العزيز للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عندما زار المملكة: ثورة 26 سبتمبر اليمنية قامت ثورة 26 سبتمبر اليمنية في شمال اليمن عام 1962 وحدثت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970). حيث بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام محمد البدر إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك. حيث تلقى الإمام وأنصاره الدعم من السعودية، بينما تلقى الجمهوريين الدعم من جمال عبد الناصر. إلى أن كانت رحلة جمال عبد الناصر إلى جدة في 22 أغسطس عام 1965 على متن مركبه الحرية، وهي أول رحلة له للمملكة العربية السعودية منذ عام 1954 عندما قدم لزيارتها لاداء الحج. عند وصول جمال عبد الناصر إلى جدة، رحَّب فيصل به ترحيباً كبيراً. وفي خلال 48 ساعة توصل الاثنان إلى اتفاق كامل على الآتي: انسحاب القوات المصرية من اليمن تدريجياً خلال عشرة أشهر ووقف كل المساعدات السعودية للملكيين. تكوين مجلس يمني من 50 عضواً يمثلون جميع الفصائل اليمنية ويكون مكلفاً بتكوين حكومة انتقالية تمهيداً لاستفتاء عام لتحديد مستقبل اليمن. ثم عُقد مؤتمر حرض تطبيقا للبيان السعودي المصري في 23 نوفمبر 1965 بين جانبي الصراع في اليمن تحت رعاية مصر والسعودية. وكان الوفد الجمهوري برئاسة القاضي عبد الرحمن الأرياني، والوفد الملكي برئاسة أحمد محمد الشامي الذي كان وزير الخارجية للملكيين. لكن لم تصل الأطراف المتنازعة إلى نتيجة. فتجدد القتال بين الجمهوريين والملكيين. إلى أن جاء مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذي عُقد بعد الحرب، وأعلنت مصر بأنها مستعدة لسحب قواتها من اليمن. واقترح وزير الخارجية المصري محمود رياض إعادة إحياء اتفاق جدة لعام 1965. وقَبِل فيصل بن عبد العزيز الاقتراح، ووعد البدر بإرسال قواته للقتال مع مصر ضد إسرائيل. ووقع جمال عبد الناصر وفيصل بن عبد العزيز اتفاقية تنص على سحب القوات المصرية من اليمن ووقف المساعدات السعودية للملكيين وإرسال مراقبين من ثلاث دول عربية محايدة هي العراق والسودان والمغرب. علاقته مع جمال عبد الناصر على الرغم من الخلافات بين فيصل بن عبد العزيز والرئيس المصري جمال عبد الناصر إلا أن العلاقات الودية عادت بين الاثنين عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر جدة في 22 أغسطس 1965، وكان هدف الزيارة حل الخلاف بين السعودية ومصر حول القضية اليمنية، حيث وُقِّعَ في اليوم التالي اتفاق جدة لحل الأزمة اليمنية. بعد ذلك وفي حرب 1967 وعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم تعهد فيصل بن عبد العزيز بتقديم معونات مالية سنوية لمصر حتى تزول آثار الحرب عنها. توطدت العلاقات السعودية المصرية أكثر عندما زار فيصل مصر سبع مرات، ثلاث منها في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كانت بدايتها في 8 سبتمبر 1965، وكانت هذه أول زيارة لفيصل بن عبد العزيز لمصر بعد توليه مقاليد الحكم، والتقى الرئيس جمال عبد الناصر بالإسكندرية. كانت الزيارة الثانية في 18 ديسمبر 1969، حيث استقبله الرئيس جمال عبد الناصر وبرفقته أنور السادات، وعقب الاستقبال الرسمي، رافق الرئيس جمال عبد الناصر الملك فيصل لزيارة الأزهر الشريف، وكانت الزيارة في إطار الإعداد للقمة العربية الخامسة، وكانت الزيارة الثالثة في سبتمبر 1970، حيث زار الملك فيصل القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربية الطارئ لبحث أحداث أيلول الأسود بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. حرب 67 في يونيو من عام 1967م، أَمَرَ جميع القوات السعودية للتأهب والاستنفار وتم قطع جميع الإجازات واحتشدت القوات في شمال المملكة، وبعدها جرَى إصدار الأوامر لقوة مقدارها 20 ألف جندي سعودي للتوجه للأردن للمشاركة بجانب القوات العربية. بعد انتهاء الحرب، أَمَرَ قوة سعودية بالبقاء والمرابطة داخل الأراضي الأردنية لتقديم الدعم والمساندة إذا لزم الأمر واستمرت في ذلك لمدة عشرة سنوات قبل أن تعود إلى السعودية. حرب أكتوبر مع تولي أنور السادات الحكم، ازدادت العلاقات السعودية المصرية متانة، واتخذ فيصل بن عبد العزيز قراره التاريخي أثناء حرب أكتوبر بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل دعمًا لمصر في هذه الحرب. فسارعت الولايات المتحدة الأمريكية عقب أمر فيصل بإرسال وزير خارجيتها هنري كسنجر في زيارة عاجلة إلى الرياض في 8 نوفمبر 1973، في محاولة لإثناء السعودية عن موقفها الداعم لمصر وسوريا. لكن لم تجد مفاوضات كسنجر مسلكا بين يدي فيصل بن عبد العزيز الذي أعلن عن أن . بعد تحقق النصر لمصر في حرب أكتوبر، زار الملك فيصل مصر وطاف بموكبه في عدد من المدن المصرية في استقبال شعبي بهيج، وقد رفعت رايات ترحيبية كان من ضمنها لافتة تقول: . في حرب أكتوبر لم يقتصر الدور السعودي على قطع النفط فقط، حيث أن القوات السعودية أيضاً شاركت ضمن الجبهة السورية بفوج من المدرعات وبطارية مدفعية وفوج المظلات الرابع ومدرعات لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي، وكان عددهم ثلاثة أفواج وبطاريات مدفعية ذاتية، كما قامت بإنشاء جسر جوي لإرسال حوالي 20000 جندي إلى الجبهة السورية. كما أرسلت لواء مشاة لدعم «الجبهة الأردنية». وتكريمًا لفيصل بن عبد العزيز بسبب موقفه في حرب أكتوبر، أطلقت مصر اسمه على واحد من أكبر شوارع محافظة الجيزة، وهو «شارع فيصل» والذي يمتد لمسافة طولها أكثر من 7 كيلومترات، وهو أحد أشهر الشوارع العمومية بمصر. دوره في حظر النفط 1973 منذ تولي فيصل بن عبد العزيز الحكم كان يعلن، عن استعداد بلاده لاستعمال النفط كسلاح في معركة العرب مع إسرائيل، فقد أذاع راديو المملكة العربية السعودية في 28 مارس 1965 تصريحًا لفيصل بن عبد العزيز جاء فيه: . عندما نشبت حرب 1967 واحتلت إسرائيل الأرض الفلسطينية كلها، وسيناء والجولان، وجزءً من لبنان، كانت هناك دعوات لقطع النفط وأخرى لاستمرار تدفقه مع استخدام جزء من عائداته لدعم الصمود العربي وتقوية الجيوش العربية لتحرير الأراضي العربية المحتلة. وقد حسم فيصل بن عبد العزيز هذا الأمر في مؤتمر قمة الخرطوم الذي عقد في أغسطس 1967 وتقرر فيه دفع مبلغ 135 مليون جنيه إسترليني سنويًا، التزمت المملكة العربية السعودية بدفع مبلغ 50 مليون جنيه إسترليني منها. وظلت سياسة فيصل بن عبد العزيز ثابتة منذ حرب 1967 حتى حرب أكتوبر 1973 تجاه مسألة الاستخدام الإيجابي للنفط في تنفيذ التزاماته بدعم دول الصمود من عائدات النفط. عندما نشبت حرب أكتوبر 1973 تطور موقف السعودية باتجاه استخدام النفط في المعركة بصورة أكثر تأثيرا في الدول المستهلكة للنفط، حيث بدأت المملكة بتقليص إنتاج النفط إلى 10%، بالإضافة إلى هذه الخطوة صرح وزير النفط السعودي للولايات المتحدة أن السعودية لن تزيد إنتاجها الحالي من النفط، ما لَمْ تبدَّلَ واشنطن موقفها المؤيد لإسرائيل وأشارت صحيفة واشنطن بوست التي نشرت الخبر إلى أن هذه هي أول مرة تربط فيها السعودية علنًا بين تصدير نفطها إلى الولايات المتحدة وبين سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. بدأت أزمة حظر النفط بشكل فعلي في 15 أكتوبر 1973، عندما قرر أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للبترول أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا، بإعلان حظر نفطي . أعلنت أوبك أنها ستوقف إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة والبلدان التي تؤيد إسرائيل في صراعها مع سوريا ومصر، وأنها ستستخدم نفوذها على آلية ضبط أسعار النفط في أنحاء العالم من أجل رفع أسعار النفط، بعد فشل المفاوضات مع شركات النفط العظمى التي أطلق عليها «الأخوات السبع». قررت أوبك خفض الإنتاج من النفط، وفرضت حظرًا على شحنات من النفط إلى الغرب، الولايات المتحدة وهولندا تحديدًا، حيث قامت هولندا بتزويد إسرائيل بالأسلحة وسمحت للأميركيين باستخدام المطارات الهولندية لإمداد ودعم إسرائيل. ونتيجة لذلك فإن سعر النفط ارتفع بشكل كبير على الفور، ومع وقوع النظام المالي العالمي بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز، أدى ذلك إلى سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم، وفي إطار التحضير لحرب أكتوبر، اجتمع فيصل بن عبد العزيز وأنور السادات في الرياض سراً، في مباحثات للتوصل إلى اتفاق بموجبه يستخدم العرب «سلاح النفط» كجزء من الصراع العسكري القادم. في 15 سبتمبر أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بدء التفاوض، لزيادة الأسعار ووضع حد لدعم إسرائيل، على أساس اتفاق طهران عام 1971. وفي 6 أكتوبر قامت مصر وسوريا بمهاجمة إسرائيل في حرب أكتوبر، وبدأت الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة. ثم في 16 أكتوبر، أعلنت كل من المملكة العربية السعودية وإيران والجزائر والعراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر عن رفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 17 ٪ إلى 3.65 دولار للبرميل الواحد، وإعلان خفض الإنتاج. ثم في 17 أكتوبر، وافق وزراء أوبك على استخدام النفط كسلاح لمعاقبة الغرب على دعم إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية، وبالتوصية بالحظر ضد الدول الموالية لإسرائيل وخفض الصادرات. أثر الحظر بشكل فوري على مدفوعات الشركات في أوبك، وتضاعفت أسعار النفط أربع مرات بحلول عام 1974 إلى نحو 12 دولارا للبرميل الواحد (75 دولار أمريكي / متر مكعب). وهذه الزيادة في أسعار النفط كان لها آثار كبيرة على الدول المصدرة للنفط، بلدان الشرق الأوسط التي طالما هيمنت عليها القوى الصناعية، وأصبحت تسيطر على سلعة حيوية هامة جدا، وشكل تدفق رأس المال لها مصدرا هاما لتكوين ثروات واسعة. قامت الدول الأعضاء في أوبك ضمن العالم النامي بتأميم شركات البترول في بلدانهم، وأبرزها، وسيطرت المملكة العربية السعودية على تشغيل شركة أرامكو، وحذت حذوها غيرها من الدول الأعضاء في أوبك. في الوقت نفسه، أنتج الحظر صدمة في الغرب، ففي الولايات المتحدة، أصبح سعر التجزئة للجالون من البنزين ارتفع من متوسط 38.5 سنتا في مايو 1973 إلى 55.1 سنتا في يونيو 1974، وفي الوقت نفسه فقدت بورصة نيويورك للأوراق المالية 97 مليار دولار في قيمة أسهمها في ستة أسابيع. وتعرضت هولندا وتسع دول أخرى لحظر كامل بسبب دعمها لإسرائيل، بينما استمر إمداد المملكة المتحدة وفرنسا تقريبا دون انقطاع، بعد أن رفضوا السماح لأمريكا باستخدام المطارات وحظر الأسلحة والإمدادات إلى كل من العرب والإسرائيليين، بينما تعرضت ستة دول أخرى لتخفيضات جزئية فقط. التضامن الإسلامي تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة الرباط في 25 سبتمبر 1969، إذ عقد أول اجتماع بين زعماء دول العالم الإسلامي، بعد حريق الأقصى في 21 أغسطس 1969، وشاركت فيه 26 دولةً عربيةً وإسلاميةً. كانت فكرة تأسيس المنظمة تعود لمبادرة من الملك فيصل والملك الحسن الثاني ملك المغرب. طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وذلك كمحاولة لإيجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين، وبعد ستة أشهر من الاجتماع الأول، تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية المنعقد في مدينة جدة السعودية في عام 1970، إنشاء أمانة عامة للمنظمة، كي يضمن الاتصال بين الدول الأعضاء وتنسيق العمل. عين وقتها أمين عام واختيرت جدة مقرا مؤقتا للمنظمة، بانتظار تحرير القدس، حيث سيكون المقر الدائم. ثم عقد المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية جلسته الثالثة، في فبراير من عام 1972، وتُبُنِّيَ وقتها دستور المنظمة، الذي يفترض به تقوية التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية في الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية. تأسيس البنك الإسلامي للتنمية البنك الإسلامي للتنمية، مؤسسة مالية دوليـة لدعم وتنمية التقدم الاقتصادي والاجتماعي للدول الأعضاء، أنشئ تطبيقا للبيان الصادر عن مؤتمر وزراء مالية دول منظمة المؤتمر الإسلامي (تسمى الآن منظمة التعاون الإسلامي)، الـذي عقد في مدينة جدة، في شهر ذي القعدة 1393هـ (ديسمبر 1973). رحب فيصل بفكرة البنك وقام بدعمه، وأعلن عن تأسيسه في عام 1973. وانعقـد الاجتماع الافتتاحي لمجلس المحافظين في مدينة الرياض، في شهر رجب 1395هـ (يوليو 1975). وافتتح البنك رسميا في الخامس عشر من شوال 1395هـ (العشرين من أكتوبر 1975). العلاقات الدولية على مستوى الدول الأجنبية عمل فيصل على تنمية علاقات السعودية مع فرنسا خصوصًا بعد اتجاه الحكومة هناك إلى الوقوف بصف العرب ضد إسرائيل، وتوسَّعت السعودية بعلاقاتها مع فرنسا. وأعطيت شركة «أوكسيراب» وغيرها من الشركات الفرنسية مشاريع مهمة، في السعودية، وأُسِّسَ معمل سلاح في مدينة الخرج، يعمل فيه خبراء فرنسيون. كما أعيد بعهده علاقات السعودية مع بريطانيا بعد زيارته لها في يونيو من عام 1967، وكانت تلك الزيارة تتويجًا لإعادة العلاقة والتي قطعت بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وبدأت بالعودة تدريجيًا من عام 1963، وأخذت الحكومة السعودية بعد إعادة العلاقات مع بريطانيا، تستخدم بعض الفنيين والخبراء البريطانيين في المملكة، وتعاقدت مع بعض الشركات البريطانية الكبرى، وعمل عقود شراء طائرات وأسلحة. كما زار فيصل في مايو من عام 1966 الولايات المتحدة بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وقد تظاهر اليهود ضد زيارته، كما أنه كان يرفض وجود أي علاقة أو تمثيل سياسي مع الدول الشيوعية وذلك لأنه لم يكن يريد السماح بظهور أي مبدأ يعارض الشريعة الإسلامية في السعودية. الزيارات والرحلات الخارجية قام الفيصل بأكثر من 50 زيارة خارجية، وكان أبرزها رحلاته للدعوة إلى التضامن الإسلامي، ورحلته التاريخية إلى الشرق الأقصى وأمريكا وفرنسا، وزيارته لتايبيه عاصمة الصين الوطنية، وزيارته لدول المواجهة مع إسرائيل (سوريا، الأردن، ومصر)، ثم ماليزيا، وإندونيسيا، واليابان. شارك الملك فيصل في كثير من المؤتمرات والقمم والاجتماعات، وكان من أبرزها: مؤتمر الحكومات العربية المستقلة بالقاهرة الذي دعت إليه الحكومة المصرية لبحث قضية فلسطين وكان ذلك في 27 ذي القعدة 1357هـ الموافق 17 يناير 1939. في 18 ذي الحجة 1357هـ الموافق 7 فبراير 1939 ترأس الوفد السعودي لمؤتمر المائدة المستديرة المنعقد في لندن الخاص بالقضية الفلسطينية. كما ترأس وفد بلاده لتوقيع ميثاق إعلان قيام الأمم المتحدة وكان ذلك في مؤتمر سان فرانسيسكو المنعقد في 26 يونيو 1945. حضر الدورة الأولى للأمم المتحدة في لندن بتاريخ 7 صفر 1365هـ الموافق 10 يناير 1946، بصفته وزيراً للخارجية، ورئيس الوفد السعودي إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في 7 شوال 1365هـ الموافق 2 سبتمبر 1946 ترأس الوفد السعودي في مؤتمر الإسكندرية الذي دعت إليه الجامعة العربية، لمعالجة قضية فلسطين. تَلَى ذلك مؤتمر لندن الذي استمر في الفترة ما بين 15 شوال إلى 7 ذي القعدة 1365هـ الموافق 10 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 1946، حيث ترأس وفد بلاده في ذلك المؤتمر الخاص بمناقشة القضية الفلسطينية. كما حضر الدورة الثانية للأمم المتحدة لبحث قضية فلسطين في 22 شوال 1366هـ الموافق 10 سبتمبر 1947، وعارض مشروع التقسيم بشدة. كما شارك في الاجتماعات بالهيئة الدولية بعد قرارها تقسيم فلسطين رقم (181)، الصادر في 17 محرم 1367هـ الموافق 29 نوفمبر 1947. كما ترأس وفد بلاده إلى اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك في 19 محرم 1367هـ الموافق 29 نوفمبر 1947، وكان ذلك بعد إقرار تقسيم فلسطين وأعلن شجبه للقرار. بالإضافة إلى تواجده في الدورة الخاصة للأمم المتحدة في ليك ساكسيس حول القضية الفلسطينية وكان ذلك بتاريخ 13 رجب 1367هـ الموافق 21 مايو 1948. في 20 شوال 1367هـ الموافق 25 سبتمبر 1948 ترأس المجموعة العربية في دورة الأمم المتحدة التي عقدت في باريس لبحث قضية فلسطين. أما في 26 ربيع الآخر 1370هـ الوافق 2 فبراير 1951 فقد وقع باسم بلاده معاهدة الدفاع العربي المشترك التي عقدت بين دول الجامعة العربية. كما ترأس الوفد السعودي في مؤتمر لندن الذي عقد في 6 ذي القعدة 1370هـ الموافق 8 أغسطس 1951، وذلك لبحث مسألة الحدود البحرية بين المملكة وكل من البحرين والكويت، ولبحث مسألة البريمي مع بريطانيا. ترأس أيضاً الوفد السعودي للاجتماع الطارئ لرؤساء الحكومات العربية بالقاهرة 28 جمادى الأولى 1374هـ الموافق 22 يناير 1955، الذي دعت إليه الجامعة العربية لبحث موضوع حلف بغداد. كما حضر اجتماعات مجلس الجامعة العربية بالقاهرة 7 شعبان 1374هـ الموافق 31 مارس 1955، وذلك لبحث عرض قضية فلسطين على مؤتمر باندونغ بإندونيسيا، وقام لاحقاً بترؤس الوفد السعودي إلى مؤتمر باندونغ (الأفروآسيوي) الذي عُقد في باندونغ بإندونيسيا وكان ذلك في 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 أبريل 1955. شارك في مؤتمر الملوك والرؤساء العرب، المنعقد في بيروت، للتباحث في شأن العدوان الثلاثي على مصر، وكان ذلك في 10 ربيع الآخر 1376هـ الموافق 13 نوفمبر 1956. كما شارك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في 29 رمضان 1378هـ الموفق 7 أبريل 1959، المنعقد في بيروت لبحث موقف الحكومة العراقية المعادي للجمهورية العربية المتحدة. في 28 صفر 1379هـ الموافق 1 سبتمبر 1959 حضر مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الدار البيضاء الذي خصص للبحث في قضيتي الجزائر وفلسطين. أما في 16 ربيع الآخر 1382هـ الموافق 15 سبتمبر 1962 حضر اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، وشارك في اجتماع وزار الخارجية العرب الذي عقد هناك. ترأس الوفد السعودي في الدورة العادية للأمم المتحدة، وذلك في شهر ربيع الآخر 1383هـ الموافق لشهر سبتمبر 1963. في 28 شعبان 1383هـ الموافق 13 يناير 1964 حضر مع أخيه الملك سعود، مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة المنعقد في الفترة ما بين (13 - 17 يناير 1964). وقد خصصت قمة القاهرة لبحث تحويل إسرائيل لمجرى نهر الأردن. شارك في مؤتمر القمة العربي الثاني المنعقد في الإسكندرية في (5 - 11 سبتمبر 1964)، حيث رأس الوفد السعودي بصفته نائباً للملك، وقد ترأس جلسات المؤتمر وأدارها. كما شارك في مؤتمر الدول غير المنحازة، نيابة عن أخيه الملك سعود، المؤتمر الذي عقد في القاهرة، وذلك في 29 جمادى الأولى 1384هـ الموافق 6 أكتوبر 1964. ترأس وفد بلاده إلى مؤتمر القمة العربي الثالث في الدار البيضاء، وذلك في الفترة ما بين (13 - 17 سبتمبر 1965) كما ترأس الوفد السعودي إلى مؤتمر القمة العربي الرابع في الخرطوم، وذلك في الفترة ما بين (29 أغسطس - 2 سبتمبر 1967). تلى ذلك مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز، حيث ترأس وفد بلاده في 8 شعبان 1393هـ الموافق 5 سبتمبر 1973 نجح في عقد قمة مصغرة بالقاهرة، بين كل من الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس السوري حافظ الأسد، والملك حسين ملك الأردن لإزالة الخلافات القائمة استعداداً للمعركة، وذلك في 12 شعبان 1393هـ الموافق 10 سبتمبر 1973. ترأس وفد بلاده إلى مؤتمر القمة العربي السادس في الجزائر، وذلك في الفترة ما بين (26 - 28 نوفمبر 1973). تلاها ترؤسه وفد بلاده إلى مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط، وذلك في الفترة ما بين (26 - 29 أكتوبر 1974). حياته الشخصية أسرته تزوج فيصل بن عبد العزيز من 7 سيدات وأنجب منهن 8 أبناء و10 بنات. صفاته وهواياته عرف عنه تواضعه الشديد ولطافته ولباقته مع الجميع من دون استثناء، وكان زاهداً خلال حكمه فابتعد عن مظاهر البذخ والفخامة. عرف عنه احترامه للمواعيد وتقديره للوقت، يخصص أغلب ساعاته للعمل، ويجعل وقتاً آخر لأسرته، هوايته المفضلة كانت الصيد بالصقور والقنص التي كان يرى أنها تعيده إلى الجذور. كان يمضي قبل توليه الحكم أوقات فراغه في المقناص، إلا أنه لاحقاً بعد توليه الحكم وانشغاله بشؤون الدولة لم يعد الملك فيصل يجد الوقت لممارسة هذه الهواية. كما اتسم بحبه الكبير للقراءة وتحديدًا قراءة كتب التاريخ، وكذلك اللغة العربية والأدب. كما أنه كان يقرض الشعر الشعبي في شبابه، وقد رجّح عدد من المؤرخين استمراره بالقيام بذلك خلال مراحل حياته اللاحقة ولكنهم لا يملكون ما يثبت ذلك إذ أنه لم يكن ينشر ما يكتبه، فكل ما يعتمدون عليه هو الروايات المتداولة حول قيام الملك بإسماع شعره للأصدقاء المقربين إليه. إضافةً إلى أنه كان يحب العرضة النجدية. اغتياله في صباح يوم الثلاثاء 25 مارس 1975، كان فيصل بن عبد العزيز يستقبل زواره بمقر رئاسة الوزراء بالرياض، وكان في غرفة الانتظار وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي، ومعه وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني. ووصل في هذه الأثناء الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز، ابن أخ الملك فيصل، طالباً الدخول للسلام على عمه. وعندما هم الوزيران بالدخول على فيصل، دخل معهما ابن أخيه فيصل بن مساعد بن عبد العزيز. وعندما هم فيصل بن عبد العزيز بالوقوف له لاستقباله، كعادته مع الداخلين عليه للسلام، أخرج فيصل بن مساعد مسدساً كان يخفيه في ثيابه، وأطلق منه ثلاث طَلَقَات، أصابت فيصل بن عبد العزيز في مقتل في رأسه. ونقل على وجه السرعة إلى المستشفى المركزي بالرياض، ولكنه توفي من ساعته، عن عمر ناهز 69 عاما. لم يتأكد حتى الآن الدافع الحقيقي وراء حادثة الاغتيال، لكن هنالك من يزعم بأن ذلك تم بتحريض من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب سياسة حظر تصدير البترول التي انتهجها في بداية السبعينات من القرن العشرين بعد حرب أكتوبر، وهناك من يزعم أيضًا أن القتل كان بدافع الانتقام لأخيه الأمير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي قتل في منزله على يد قوات الأمن السعودية في فترة تولي فيصل بن عبد العزيز للحكم. بينما ذكر الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، في تصريح له في برنامج تلفزيوني «إنه كُلف من قبل الملك خالد بن عبد العزيز، بالمشاركة في تحقيق مقتل والده فيصل بن عبد العزيز، وأجرى اتصالات بكافة المصادر المتاحة داخلياً وخارجياً في ذلك الوقت». وأضاف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق؛ «أن الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، وعمر شمس، مدير المخابرات في ذلك الوقت، شاركا في التحقيق، وجرى الاتصال بالأجهزة الأجنبية، التي كان لها علاقة بالسعودية، وبعد البحث والتحقيق لمدة شهرين من التحريات داخلياً وخارجياً، تم التوصل إلى أن اغتيال فيصل بن عبد العزيز كان عملاً فردياً، وليس لأي جهة أجنبية صلة بهذا الاغتيال». أما القاتل فقد قبض عليه، وأودع السجن. وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف في مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوماً، يوم الأربعاء 18 يونيو 1975. رثاؤه رثاه عدد من الشعراء، ومنهم الشاعر طاهر زمخشري في قصيدته التي قال فيها: أوسمته أُهديت للفيصل خلال زياراته عدداً من الأوسمة من الدول التي زارها ومنها: ولما تولى العرش حصل على عدد كبير من الأوسمة، والمفاتيح الذهبية للمدن من إيران وتركيا والأردن والمغرب وتونس ومصر وغيرها. بعض الأوسمة التي حصل عليها فيصل بن عبد العزيز، قبل وبعد توليه الحكم: ، قلادة الملك عبد العزيز. ، قلادة وسام الأقحوان الأعلى، 18 مايو 1971. ، السلسلة الفيكتورية الذهبية. ، وسام الكوكب الأردني. ، وسام الاستحقاق المدني. ، وسام استحقاق الجمهورية الإيطالية، 8 يونيو 1973. وسام اليشم اللامع، 1971. ، وسام استقلال بولندا. ، وسام النهضة المرصع من الأردن. ، غراند أوفيسيه من وسام تاج إيطاليا. ، الوشاح الأكبر من وسام أورانج ناسو. ، وسام الملكي الفيكتوري. ، وسام جوقة الشرف من فرنسا. ، الوشاح الأكبر من وسام التاج. ، الوشاح الأكبر من وسام الرافدين. ، فارس من وسام سان ميشيل (ميخائيل) وجورج. ، الوشاح الأكبر من وسام الإمبراطورية البريطانية. ، غراند أوفيسيه من وسام جوقة الشرف. ، غراند أوفيسيه من وسام استقلال بولونيا. إرثه من أقواله عندما قطع النفط عن الولايات المتحدة قال مقولته الشهيرة: . قال مخاطبا رئيس شركة التابلاين الأمريكية: . أجرت محطة بي بي سي البريطانية مقابلة مع فيصل بن عبد العزيز، وأثناء المقابلة وجه المذيع سؤال: فأجاب الملك . إن الدعوة الإسلامية حينما انبثقت من هذه الأماكن وشع نورها على جميع أقطار الأرض كانت دعوة خير تدعو إلى السلم وتدعو إلى الحق وتدعو إلى العدل وتدعو إلى المساواة وهذا ما تحققه شريعتنا الغراء، وهذا ما يجب علينا أن نتأسى به ونتمسك به. وسام الملك فيصل وسام الملك فيصل، وسام تقديري من الدرجة الرابعة، يُمنح تقديراً للمتميزين في مجال خدمة الإسلام، والمجال الدبلوماسي، والمجالات العسكرية والأمنية. صدر الوسام بمرسوم في الرابع من ربيع الأول 1397هـ باسم نائب ملك المملكة العربية السعودية باستحداث وشاح الملك فيصل ووسام الملك فيصل بخمس درجات. وبحسب المرسوم الملكي الصادر في 24 جمادى الآخرة 1434هـ. عُدِّلَت درجات الوسام إلى جانب وسام الملك سعود، ووسام الملك فيصل، ووسام الملك خالد، ووسام الملك فهد، ووسام الملك عبد الله، ووسام الملك سلمان، وتكون في الدرجة الرابعة من حيث الترتيب بالنسبة إلى الأوسمة السعودية، ويشتمل كل منها على ثلاث درجات، وتُمنح بمناسبة اليوم الوطني للمملكة لمن حققوا إنجازات كبيرة أو قاموا بعمل استثنائي مميز. مكتبة فيصل بن عبد العزيز الخاصة بدأ اهتمام فيصل بن عبد العزيز بالكتب منذ وقت مبكر، فحرص على دعم العلم والثقافة والمعرفة، منذ عهد والده المؤسس الملك عبد العزيز وكان فيصل حينها نائبًا للملك في الحجاز، وفي عهد أخيه الملك سعود أصبح وليًا للعهد وأخيرًا ملكًا على المملكة العربية السعودية، ولم تمنعه تلك المسؤوليات من الاهتمام بالكتب ومن القرب من الكتاب والمؤلفين فكان منهم من يهديه مؤلفاته ومنهم من يكتب عنه. كان فيصل يحتفظ بمكتبة كبيرة في قصره، وحفظ ما تبقى منها اليوم في مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض والتي قامت بدورها بإيداعها في مكتبتها وإتاحتها للباحثين والباحثات. ومما عرف عن فيصل بن عبد العزيز أنه كان يخصص وقتًا لمناقشة مؤلفي الكتب في بعض الموضوعات، كما اهتم الملك بطباعة الكتب على نفقته الخاصة، وكان يستشير العلماء في مناسبة الكتب المراد طباعتها، بالإضافة إلى حرصه على إيصالها للقراء والمهتمين، ومن أهم الكتب التي طبعت على نفقة فيصل: مؤتمر فلسطين العربي البريطاني المنعقد في مدينة لندن في 7 فبراير 1939. العذب الفائض شرح عمدة الفارض. بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية أو نقض تأسيس الجهمية. شرح السنة للإمام البغوي الجزء الأول. الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه. مؤسسة الملك فيصل الخيرية بعد وفاة فيصل بن عبد العزيز عام 1975، أنشأ أبناؤه مؤسسةً خيريّةً أطلقوا عليها اسم مؤسسة الملك فيصل الخيرية وكان ذلك عام 1976. بهدف الحفاظ على إرث فيصل بن عبد العزيز. وتمكين أجيال المستقبل من الاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم. وبفضل محفظة المؤسسة الاستثمارية المتنوعة، أحتفظت المؤسسة باستقلاليتها المالية، مما سمح لها بإنشاء وتطوير برامج تخدم أهدافها. وبلغ انفاق المؤسسة منذ إنشائها وحتى عام 2015 أكثر من 1.9 مليار ريال سعودي لدعم ركائزها المساندة ومشاريعها الخيرية ومنحها الدراسية. وكان أول إنجاز لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، مشروع خيري في عام 1979. جائزة الملك فيصل العالمية في عام 1977، أعلن الأمير عبد الله الفيصل أكبر أبناء الملك فيصل؛ عن إنشاء جائزة عالمية تحمل اسم الملك فيصل. أُسِّسَتْ جائزة الملك فيصل العالمية لتكون جائزة عالمية تُمنح للعلماء بعد اختيارهم تكريمًا لمساهماتهم البارزة في خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب والعلوم. كانت في بدايتها تغطي ثلاث مجالاتٍ هي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب؛ ومُنِحَتْ أول جائزة عام 1979، لاحقاً أضيف لها مجالان آخران وهما الطب والعلوم. وكان أول من حاز على الجائزة في نسختها الأولى كلاً من أبي الأعلى المودودي في مجال خدمة الإسلام، وفؤاد سزكين في مجال الدراسات الإسلامية. كما أن إحسان عباس وعبد القادر القط هما أول من حازا على الجائزة في مجال اللغة العربية والأدب عام 1980 مشاركة بينهما. كما يُعد ديفيد مورلي أول من نال الجائزة في مجال الطب وذلك عام 1982، وفي مجال العلوم فيعتبر كلاً من هاينريخ روهرير وجيرد بينيج هما أول من يفوز بالجائزة في مجال العلوم وكان ذلك بالمشاركة، بينما كانت جانيت راولي أول أمرأة تحصل على الجائزة، وقد حازت عليها في مجال الطب مشتركة مع ملفن فرانسيس غريفز عام 1988. تُعلن أسماء الفائزين بالجائزة عادةً في شهر يناير من كلّ عامٍ على أن تكون مراسم تسليمها خلال شهرين من ذلك الإعلان تحت رعاية ملك السعودية أو من يمثله، ويكون ذلك في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمدينة الرياض. وبلغ عدد من نالوا الجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها حتى سنة 2019؛ 265 فائزاً يمثلون 43 دولة، ومن الفائزين من نالوا بعد ذلك جوائز عالمية أخرى بارزة مثل جائزة نوبل. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية تم تأسيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عام 1405هـ/1983، ومقره الرئيسي في مدينة الرياض، المملكة العربية السعودية. أُنشئ المركز لمواصلة رسالة الفيصل في نشر العلم والمعرفة بين المملكة وبقية دول العالم. ويعدُّ المركز منصة بحثٍ تجمع بين الباحثين والمؤسسات لحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه، ويهدف إلى توسيع نطاق المؤلفات والبحوث الحالية؛ لتقديمها إلى صدارة المناقشات والمساهمات العلمية، واهتمامات المجتمعات الإسلامية في العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والفنون والآداب. جامعة الفيصل تعد جامعة الفيصل إحدى أبرز الجامعات المحلية، وهي جامعة غير ربحية، تقدم شهادات البكالوريوس والدراسات العليا، وجميعها تُدرس حصريًا باللغة الإنجليزية، في المجالات التالية: تضم خمس كليات: الطب والصيدلة وإدارة الأعمال والهندسة والعلوم. أنشأتها مؤسسة الملك فيصل، تُصدر أكبر عدد من البحوث مما يسهم في إنشاء اقتصاد قائم على المعرفة وإنجاز أهم البحوث في المنطقة. حصلت على الاعتماد الأكاديمي، واحتلت المرتبة الثانية بين الجامعات السعودية والعربية حسب تصنيف الجامعات العالمية من قبلتايمز للتعليم العالي. كلية الطب هي الأولى بين كليات الطب في المملكة. الجامعة تركز على الطالب وتركز على البحث. تحتفظ باتفاقيات وشراكات مع جامعات مرموقة ومنظمات بحث دولية من جميع أنحاء المنطقة والعالم. ينشر طلاب وأساتذة جامعة الفيصل أبحاثًا علمية متميزة في العديد من المجلات والدوريات العلمية الدولية. مدارس الملك فيصل واحدة من أهم المدارس الأهلية الوطنية في المملكة العربية السعودية، ولها الأسبقية في تطبيق معايير التعليم الدولية الناجحة في مناهجها. شاهد وشهيد «الفيصل... شاهد وشهيد»، معرض متنقل تنظمه مؤسسة الملك فيصل الخيرية للتعريف بفيصل عبر مجموعة كبيرة من الصور التي توثّق مراحل مختلفة من حياته: نشأته، ونيابته عن والده في الحجاز، وتولّيه الحكم، ووفاته. ويسلّط المعرض الضوء على عدد من المحطات المهمة في عهده؛ مثل: تطوّر السعودية وشعبها، ووحدة العالم العربي والإسلامي، والقضية الفلسطينية. يشتمل على أهم مقتنيات الفيصل الخاصة، وصور لأبرز مراحل حياته منذ الولادة حتى الرحيل، إضافةً إلى عددٍ من المخطوطات والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي توثّق تاريخه على مدى أكثر من نصف قرن، وكذلك يضم مجموعة من خطبه الشهيرة، وعدد من الوثائق المكتوبة والمرئية والصوتية التي تبرز مواقفه إزاء القضايا المحلية والإقليمية والدولية. أفتتح المعرض في غرة جمادى الأولى سنة 1429هـ/ 6 مايو 2008، وطاف على معظم مناطق السعودية الـ13، بالإضافة إلى استضافته في المتحف المركزي الحكومي بمدينة آلماتي، والمتحف الوطني بمدينة أستانة عاصمة جمهورية كازاخستان. مدينة الفيصلية مدينة مخطط لبنائها في منطقة مكة المكرمة، بين مدينتي جدة ومكة المكرمة، ويتكون المشروع من سبع مراحل تبدأ المرحلة الأولى في عام 2019م ويكتمل المشروع في عام 2050 وتقدر مساحته بـ 2354 كم². تتضمن ميناء تجاري ومرسى يخوت ومنطقة تجارية ومنطقة سياحية وحي سكني وتنفيذ شبكة مواصلات متطورة تسهل عملية التنقل بن جميع مكونات المدينة وربطها مباشرة مع مشروع النقل العام بمكة المكرمة ومواصلات جدة وقطار الحرمين السريع وستكون الفيصلية نقطة توقف رئيسية لمشروع قطار الساحل الغربي الذي يربط جدة بجازان بطول 660 كم الذي تنوي وزارة النقل تنفيذة خلال 2025-2030، ستحتوي الفيصلية بجانب شبكة القطارات على مطار جوي للرحلات الإقليمية والخدمات اللوجستية والمطار مملوك بالكامل لمطار الملك عبدالعزيز الدولي. مناورات فيصل مناورات فيصل هي مناورات عسكرية جوية تكتيكية، سميت باسمه تقديرا لدوره في حرب أكتوبر. تجريها القوات الجوية لكل من مصر والسعودية. وتجَرَى بالتناوب بين البلدين، وذلك بهدف تبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية للقوات المشاركة.وتهدف إلى تخطيط وإدارة أعمال قتال مشترك بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية المصرية، وقيام المقاتلات المتعددة المهام من الجانبين بالتدريب على أعمال الدفاع والهجوم المشترك على أهداف حيوية معادية، وتقديم الدعم الإدارى والفنى للقوات المشتركة. كتب تناولت حياته حظي عهد فيصل بن عبد العزيز بالعشرات من الكتب التي تناولت منجزاته التنموية، وسمات عهده، وسياساته الداخلية والخارجية، وركزت على الأحداث التي تزامنت مع فترة حكمه، مثل ثورة اليمن عام 1962 والتطورات التي لحقت بها، وحريق المسجد الأقصى عام 1969 وما استتبعه من جهود للتضامن الإسلامي، وحرب أكتوبر عام 1973 وما نتج عنها من متغيرات إقليمية، وقضايا البترول وبروز دور أوبك وملكية الشركات بعد عام 1973، ومن هذه الكتب: الملك فيصل شخصيته وعصر وإيمانه،ألكسي فاسيليف. الملك فيصل والقضية الفلسطينية، محمد رشاد، دار التعاون، القاهرة (1996). فيصل ومعركة الكرامة العربية، قدري قلعجي، دار الكتاب العربي (1974). الملك فيصل والقضية الفلسطينية، السيد عليوة، دارة الملك عبد العزيز (1982). ندوة الملك فيصل للتضامن الإسلامي، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (1993). الفيصلية منهاج حضارة ومدرسة بناء، زهدي الفاتح، بيروت (1972). فيصل بن عبد العزيز من خلال أقواله وأعماله، صلاح الدين المنجد دار الكتاب الجديد، بيروت (1972). جزيرة وملك، عبد الوهاب فتال، دار الريحاني، بيروت (1964). الملك فيصل، محمد حرب، دار الفكر اللبناني بيروت (1991). تاريخ مملكة في سيرة زعيم، منير العجلاني، (1968). الفيصل العظيم* أمين سعيد، دار الكتاب العربي، بيروت (1965). الفيصل الإنسان والاستراتيجية، حسين الطنطاوي، دار الفكر العربي، القاهرة (1975). الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، حازم السامرائي، دار الحكمة، لندن (2001). خطاب الملك فيصل - مقاربة تداولية في ضوء نظرية غرايس، نوف العويدي، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض (2020). الحِجَاج في خطب الملك فيصل السياسية مقاربة تداولية، رفعة بنت موافق الدوسري، معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، الرياض (2020). فيصل ملك العربية السعودية (Faycal Roi D" Arabie). فيصل ملك المملكة العربية السعودية، جيرالد دوغوري (Gerald De Gaury)، صدر عام (1966). الملك فيصل وتحديث المملكة العربية السعودية (King Faisal and the Modernisation of Saudi Arabia)، صدر عام (1980)، ويلارد بيلينق (Willard A. Beling). طوابع بريد أصدرت المملكة العربية السعودية وعدة دول أخرى، طوابع بريدية في مناسبات مختلفة تحمل صور فيصل. في عام 1964 (1384هـ) صدر في السعودية طابعا بريديا بمناسبة مبايعته ملكاً. في عام 1965. أصدرت إيران بمناسبة زيارته لها، طابعا بريديا يحمل صورة الفيصل وشاه إيران. في عام 1966م، أصدر البريد التركي طابعًا بريديًا يحمل صورة الملك تخليداً لزيارة تركيا. أصدرت الصومال في 21 سبتمبر 1967، طابعا بريد يحمل صورة فيصل والرئيس الصومالي، بمناسبة زيارته لها. كذلك، المملكة المتوكلية اليمنية التي أصدرت طابعا بريديا يحمل صورته، وكتب عليه «أركان السلام العالمي» (BUILDERS OF WORLD PEACE). وقامت تشاد بإصدار طابعا بريدياً يحمل صورته بمناسبة زيارته لها. وعقب وفاته، أصدرت السعودية طابعاً تخليداً لذكراه. أماكن ومعالم سميت باسمه جائزة الملك فيصل العالمية. مؤسسة الملك فيصل الخيرية. مسجد الملك فيصل، إسلام أباد، باكستان. مسجد الملك فيصل، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة. كلية الملك فيصل الجوية، الرياض. قاعدة الملك فيصل البحرية، جدة. مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الرياض. مستشفى الملك فيصل التخصصي، جدة. مستشفى الملك فيصل، كيغالي، رواندا. جامعة الفيصل، الرياض. جامعة الملك فيصل، الأحساء. مدينة فيصل آباد، باكستان. مدينة الملك فيصل الرياضية، جازان. مدينة الملك فيصل الطبية، أبها. برج الفيصلية، ناطحة سحاب في الرياض. شارع الملك فيصل، الجيزة، مصر. طريق الملك فيصل، المنامة، البحرين. طريق الملك فيصل، جدة. طريق الملك فيصل، مكة. نادي الملك فيصل، نادي كرة قدم من غانا. فيلم ولد ملكا يتناول فيلم وُلِدَ ملِكاً (بالإنجليزية: Born a King)، زيارة فيصل بن عبد العزيز إلى بريطانيا في 11 أغسطس 1919، وكان عمره وقتها 13 عامًا، للاجتماع مع الملك جورج الخامس ملك إنجلترا، تلبية لدعوة الملك ممثلاً عن والده الملك عبد العزيز آل سعود. يغطي الفيلم حياة فيصل بن عبد العزيز المبكرة - منذ ولادته في عام 1906 إلى عودته من إنجلترا في عام 1920 - ويصف أول رحلة دبلوماسية مهمة لشخصية سعودية إلى الديوان الملكي البريطاني، حيث كان على فيصل البالغ من العمر 13 عامًا أن يلتقي مع الملك جورج الخامس ملك إنجلترا، وشخصيات مهمة أخرى مثل ونستون تشرشل، ولورنس العرب، ووزير الخارجية اللورد جورج كرزون. أنتج الفيلم الدرامي في عام 2019، وصُوِّرَ الفيلم بين الرياض ولندن، تحت إدارة المنتج الإسباني أندريس غوميز الحاصل على جائزة الأوسكار، وهو من إخراج الإسباني أجوستي فيلارونغا، وتأليف بدر السماري وري لوريجا وهنري فرتز، وشارك في التمثيل إد سكراين وهيرميون كورفيلد ولورانس فوكس وجيمس فليت وكينيث كرانهام وغيرهم. في نوفمبر 2019 حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان (Inward Eye Film). مراجع وصلات خارجية مؤسسة الملك فيصل الخيرية مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية سيرة الملك فيصل بن عبد العزيز في برنامج الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز من أرشيف البي بي سي تفاصيل جديدة يرويها الأمير تركي الفيصل حول اغتيال الملك فيصل أبناء عبد العزيز آل سعود أشخاص شاركوا في حرب أكتوبر أشخاص في حرب 1948 أمراء منطقة مكة المكرمة أولياء عهد السعودية جرائم قتل في آسيا 1975 جرائم قتل في السعودية عقد 1970 حاصلون على السلسلة الفيكتورية الذهبية حاصلون على مراتب تشريفية وأوسمة وميداليات السودان حاصلون على وسام الأرز حاصلون على وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط عظيم حاصلون على وسام جوقة الشرف من رتبة قائد حائزون على وسام فارس الصليب الأكبر خادم الحرمين الشريفين رؤساء وزراء سعوديون سعوديون معادون للشيوعية سياسيون سعوديون في القرن 20 سياسيون سعوديون مغتالون شخصية العام حسب مجلة تايم شعراء سعوديون في القرن 20 عقد 1970 سياسيون مغتالون في آسيا قادة الحرب الباردة قادة دول مغتالون مدفونون في مقبرة العود مسلمون سنة سعوديون معاداة الصهيونية معاداة الصهيونية في العالم العربي معادو الصهيونية ملكيون قتلوا في القرن 20 ملوك السعودية مواليد 1324 هـ مواليد 1326 هـ مواليد 1906 مواليد في الرياض وزراء خارجية السعودية وزراء داخلية السعودية وزراء مالية سعوديون وفيات 1395 هـ وفيات 1975 وفيات بإطلاق النار في المملكة العربية السعودية وفيات في الرياض
2916
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF
الهند
الهند ، رسميًا: جمهورية الهند ، بلد في جنوب آسيا. تعد الهند أكبر دولة من حيث عدد السكان، وسابع أكبر دولة من حيث المساحة، والديمقراطية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم حيث يفوق تعدادها 1.410 مليار إنسان، يحدها المحيط الهندي من الجنوب، وبحر العرب من الجنوب الغربي، وخليج البنغال من الجنوب الشرقي، وتشترك في الحدود البرية مع باكستان من الغرب؛ والصين ونيبال وبوتان من الشمال؛ وبنغلاديش وميانمار إلى الشرق. تقع الهند بالقرب من سريلانكا وجزر المالديف في المحيط الهندي. تشترك جزر أندمان ونيكوبار في حدود بحرية مع تايلاند وإندونيسيا. وصل الإنسان الحديث إلى شبه القارة الهندية من أفريقيا منذ ما يقرب من 55 ألف عام. لقد أدى احتلالهم الطويل في البداية بأشكال مختلفة من العزلة كالصيادين، إلى جعل المنطقة شديدة التنوع، إذ تأتي في المرتبة الثانية بعد أفريقيا في التنوع الجيني البشري. ظهرت الحياة المستقرة في شبه القارة الهندية في الحواف الغربية لحوض نهر السند قبل 9000 عام، وتطورت تدريجيًا إلى حضارة وادي السند في الألفية الثالثة قبل الميلاد. بحلول عام 1200 قبل الميلاد، انتشر شكل قديم من اللغة السنسكريتية -وهي لغة هندو أوروبية- إلى الهند من الشمال الغربي، بدأت كلغة للريجفدا، وسجلت بزوغ فجر الهندوسية في الهند. استبدلت اللغات الدرافيدية في الهند في المناطق الشمالية والغربية. ظهر التقسيم الطبقي والاستبعاد حسب الطائفة داخل الهندوسية بحلول عام 400 قبل الميلاد، وظهرت البوذية والجاينية، معلنين عدم ارتباط الأنظمة الاجتماعية بالوراثة. أدت التعزيزات السياسية المبكرة إلى نشوء الإمبراطورية الماورية وإمبراطورية جوبتا غير المتماسكة المتمركزة في حوض الغانج. كان عصرهم الجماعي مليئًا بالإبداع على نطاق واسع، ولكنه تميز أيضًا بتدهور مكانة المرأة، ودمج حظر المساس في نظام اعتقادي منظم. في جنوب الهند، صدرت الممالك الوسطى مخطوطات بلغات درافيدية وثقافات دينية إلى ممالك جنوب شرق آسيا. بحلول أوائل العصور الوسطى، ترسخت جذور المسيحية والزرادشتية والإسلام واليهودية في سواحل الهند الجنوبية والغربية. اجتاحت الجيوش الإسلامية من آسيا الوسطى بشكل متقطع السهول الشمالية للهند، وأسس في النهاية سلطنة دلهي، وجذب شمال الهند إلى الشبكات العالمية للإسلام في العصور الوسطى. في القرن الخامس عشر، أنشأت إمبراطورية فيجاياناغارا ثقافة هندوسية مركبة طويلة الأمد في جنوب الهند. في البنجاب، ظهرت السيخية رافضة الدين المؤسسي. فرضت إمبراطورية مغول الهند، في عام 1526 قرنين من السلام النسبي، تاركة إرثًا من الهندسة المعمارية المضيئة. تبع ذلك التوسع التدريجي لحكم شركة الهند الشرقية البريطانية، ما حوّل الهند إلى اقتصاد استعماري، ولكنه ساهم في ترسيخ سيادتها. بدأ حكم التاج البريطاني في عام 1858. منحت الحقوق الموعودة للهنود ببطء، ولكن أُدخلت التغييرات التقنية، وتجذرت أفكار التعليم والحداثة والحياة العامة. ظهرت حركة قومية رائدة ومؤثرة، والتي لوحظت في المقاومة اللاعنفية وأصبحت العامل الرئيسي في إنهاء الحكم البريطاني. في عام 1947، قسمت الإمبراطورية البريطانية الهندية إلى دومينيتين مستقلتين، دومينيون ذات أغلبية هندوسية في الهند ودومينيون ذات أغلبية مسلمة في باكستان، وسط خسائر كبيرة في الأرواح وهجرة غير مسبوقة. كانت الهند جمهورية فيدرالية منذ عام 1950، يحكمها نظام برلماني تعددي ديمقراطي. مع التعديل الثاني والأربعين لدستور الهند الذي سنّ في عام 1976، أكد نص الدستور على علمانية الهند. وقد وصف المجتمع أنه مجتمع متعدد اللغات والأعراق. نما عدد سكان الهند من 361 مليون في عام 1951 إلى 1.211 مليار في عام 2011. خلال ذات الوقت، زاد دخل للفرد من 64 دولار أمريكي سنويًا إلى 1498 دولار أمريكي، وارتفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة من 16.6% إلى 74%. من كونها دولة معدمة نسبيًا في عام 1951، أصبحت الهند اقتصادًا عملاقًا سريع النمو ومركزًا لخدمات تكنولوجيا المعلومات، مع تدعيم الطبقة الوسطى. تمتلك الهند برنامج فضائي يتضمن العديد من المهام المخطط لها أو المكتملة خارج الأرض. تلعب الأفلام والموسيقى والتعاليم الروحية الهندية دورًا متزايدًا في الثقافة العالمية. لقد خفضت الهند بشكل كبير من معدل الفقر لديها، وإن كان ذلك على حساب زيادة عدم المساواة الاقتصادية. تعد الهند دولة ممتلكة للأسلحة النووية، وتحتل مرتبة عالية في الإنفاق العسكري. لديها نزاعات حول كشمير مع جيرانها باكستان والصين، دون حل منذ منتصف القرن العشرين. من بين التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها الهند عدم المساواة بين الجنسين، وسوء تغذية الأطفال، وارتفاع مستويات تلوث الهواء. أراضي الهند شديدة التنوع، مع أربع نقاط ساخنة للتنوع الحيوي. يشكل الغطاء الحرجي لها 21.4% من مساحتها. الحياة البرية في الهند -والتي كان يُنظر إليها تقليديًا بتسامح في ثقافة الهند- مدعوم بين هذه الغابات، وفي أماكن أخرى، في البيئات المحمية. التأثيل وفقًا لقاموس أكسفورد (الطبعة الثالثة العائدة لسنة 2009)، فإن اسم «الهند» مشتق من اللغة اللاتينية الكلاسيكية، وهي إشارة إلى جنوب آسيا ومنطقة غير مؤكدة إلى الشرق؛ وهي مشتقة على التوالي من: اليونانية الهلنستية (Ἰνδία)؛ والإغريقية (Ἰνδός)؛ ولفظ «هندوش» بالفارسية القديمة، وهو اسم مقاطعة شرقية من الإمبراطورية الأخمينية؛ وفي نهاية المطاف ما يقاربها من لفظ «السند» بالسنسكريتية، أو النهر، وتحديدًا نهر السند، وضمنيًا، حوضه الجنوبي جيد الاستقرار. أشار الإغريق إلى الهنود باسم إندوي (Ἰνδοί)، والتي تُترجم: «شعب السند». مصطلح «بهارات» (؛ )، المذكور في كل من الشعر الملحمي الهندي ودستور الهند، مستخدم في أشكاله المختلفة من قبل العديد من اللغات الهندية. عرض حديث للاسم التاريخي بهاراتافارشا، والمطبق في الأصل على منطقة من وادي الغانج، اكتسب اسم بهارات مكانة متزايدة منذ منتصف القرن التاسع عشر كاسم محلي للهند. لفظ «هندستان» ( هو اسم فارسيّ وسيط للهند، شاع خلال عهد إمبراطورية مغول الهند واُستخدم على نطاق واسع منذ ذاك الحين. تباين معناه، مشيرًا إلى منطقة تشمل اليوم شمال الهند وباكستان أو الهند بالكامل تقريبًا. التاريخ الهند القديمة وصل أول إنسان حديث -إنسان عاقل- إلى شبه القارة الهندية من أفريقيا -حيث تطوروا سابقًا- قبل 55000 عامًا. يعود تاريخ أقدم بقايا بشرية حديثة معروفة في جنوب آسيا إلى نحو 30000 سنة. بعد 6500 قبل الميلاد، ظهرت أدلة على استزراع المحاصيل الغذائية واستئناس الحيوانات، وبناء الأبنية الدائمة، وتخزين الفائض الزراعي في مهرجاره ومواقع أخرى في ما يعرف الآن ببلوشستان في باكستان. تطورت هذه الحضارة تدريجيًا إلى حضارة وادي السند -أول ثقافة حضرية في جنوب آسيا- التي ازدهرت خلال 2500-1900 قبل الميلاد في ما يعرف الآن بباكستان وغرب الهند. تمحورت الحضارة حول مدن مثل موهينجو دارو وهارابا ودولافيرا وكاليبانجان، معتمدة على أشكال مختلفة من طرق العيش، وانخرطت بقوة في إنتاج الحرف اليدوية وتجارة واسعة النطاق. خلال الفترة 2000-500 قبل الميلاد، انتقلت العديد من مناطق شبه القارة الهندية من ثقافات العصر النحاسي إلى ثقافات العصر الحديدي. أُلفت الفيدا، وهي أقدم الكتب المقدسة المرتبطة بالهندوسية، خلال تلك الفترة، وقد حلل المؤرخون هذه الكتب لفرض ثقافة الفيدا في منطقة البنجاب وسهل الغانج العلوي. يعتبر معظم المؤرخين أيضًا أن هذه الفترة قد شملت عدة موجات من الهجرة الهندوآرية إلى شبه القارة الهندية من الشمال الغربي. نشأ خلال هذه الفترة النظام الطبقي، الذي أنشأ تسلسلًا هرميًا للكهنة والمحاربين والفلاحين الأحرار، لكنه استبعد السكان الأصليين من خلال وصف مهنهم بأنها غير نقية. تشير الأدلة الأثرية من هذه الفترة على هضبة ديكان إلى وجود مرحلة مشيخة من التنظيم السياسي. في جنوب الهند، يُشار إلى التقدم في الحياة المستقرة من خلال العدد الكبير من الآثار الصخرية التي تعود إلى تلك الفترة، بالإضافة إلى الآثار القريبة للزراعة وخزانات الري والتقاليد الحرفية.في أواخر الفترة الفيدية حوالي القرن السادس قبل الميلاد، جرى توحيد الولايات الصغيرة والمشيخات في سهل الغانج والمناطق الشمالية الغربية في 16 حكمًا ملكيًا وملكًا رئيسيًا كانت تُعرف باسم ماهاجانابادا. أدى التحضر الناشئ إلى ظهور حركات دينية غير فيدية، أصبح اثنان منها ديانات مستقلة. ظهرت الجاينية في مكانة بارزة خلال حياة نموذجها، ماهافيرا. اجتذبت البوذية، القائمة على تعاليم غوتاما بوذا أتباعًا من جميع الطبقات الاجتماعية باستثناء الطبقة الوسطى؛ كان تأريخ حياة بوذا أمرًا محوريًا لبدايات التاريخ المسجل في الهند. في عصر ازدادت فيه الثروة الحضرية، اعتُبرت كلتا الديانتين التخلي عن المثل الأعلى، وأسس كلاهما تقاليد رهبانية طويلة الأمد. سياسيًا، بحلول القرن الثالث قبل الميلاد، ضمت مملكة ماجادها أو قلصت ولايات أخرى مشكلةً الإمبراطورية الماورية. كان يُعتقد أن الإمبراطورية سيطرت على معظم شبه القارة الهندية فيما عدا أقصى الجنوب، ولكن يُعتقد الآن أن مناطقها الأساسية مفصولة بمناطق حكم ذاتي كبيرة. يُعرف ملوك الإمبراطورية الماورية ببناء إمبراطوريتهم وإدارتهم الحازمة للحياة العامة بقدر ما يُعرفون بنبذ أشوكا للعسكرة والدعوة البعيدة للدراما البوذية. يكشف الأدب السنغمي للغة التاميلية أنه بين عامي 200 قبل الميلاد و200م، كانت شبه الجزيرة الجنوبية تحكمها سلالات تشيرا، وتشولا، وبانديا، وهي سلالات عملت في التجارة على نطاق واسع مع الإمبراطورية الرومانية ومع غرب وجنوب شرق آسيا. في شمال الهند، أكدت الهندوسية السيطرة الأبوية داخل الأسرة، ما أدى إلى زيادة تبعية النساء. بحلول القرنين الرابع والخامس، أنشأت إمبراطورية جوبتا نظامًا معقدًا للإدارة والضرائب في سهل الغانج الأكبر؛ أصبح هذا النظام نموذجًا للممالك الهندية اللاحقة. تحت حكم جوبتا، بدأت الهندوسية المتجددة القائمة على الإخلاص، بدلًا من إدارة الطقوس، في تأكيد نفسها. انعكس هذا التجديد في ازدهار فن النحت والعمارة، الذي وجد الرعاة بين النخبة الحضرية. ازدهر الأدب الكلاسيكي السنسكريتي أيضًا، وحققت العلوم الهندية وعلم الفلك والطب والرياضيات تقدمًا كبيرًا. الهند في العصور الوسطى عرف العصر الهندي المبكر في العصور الوسطى -600 م إلى 1200 م- من خلال الممالك الإقليمية والتنوع الثقافي. عندما حاول هارشا من قنوج، الذي حكم قسم كبير من سهل الغانج الهندي من 606 إلى 647 م التوسع جنوبًا، هزمه حاكم سلالة تشالوكيا في ديكان. عندما حاول خليفته التوسع شرقًا، هزمه ملك بالا في البنغال. عندما حاول تشالوكيا التوسع جنوبًا، هزموهم البالافا من أقصى الجنوب، والذين عورضوا بدورهم من قبل سلالتي بانديا وتشولا من أقصى الجنوب. لم يكن أي حاكم في تلك الفترة قادرًا على إنشاء إمبراطورية والسيطرة باستمرار على الأراضي الواقعة خارج منطقته الأساسية. خلال ذلك الوقت، جرى استيعاب الشعوب الرعوية، الذين قد طُهرت أراضيهم من أجل إفساح المجال أمام الاقتصاد الزراعي المتنامي داخل المجتمع الطبقي وكذلك الطبقات الحاكمة غير التقليدية الجديدة. وبالتالي بدأ نظام الطبقات في إظهار الاختلافات الإقليمية. في القرنين السادس والسابع، أُنشئت أول ترانيم تعبدية باللغة التاميلية. قلدت لاحقًا في جميع أنحاء الهند وأدت إلى عودة ظهور الهندوسية وتطور جميع اللغات الحديثة في شبه القارة الهندية. اجتُذبت العائلة المالكة الهندية، الكبيرة والصغيرة، والمعابد التي رعاها المواطنون بأعداد كبيرة إلى العواصم، التي أصبحت مراكز اقتصادية أيضًا. بدأت مدن المعابد ذات الأحجام المختلفة في الظهور في كل مكان حيث خضعت الهند لعملية تحضر أخرى. بحلول القرنين الثامن والتاسع، كانت الآثار محسوسة في جنوب شرق آسيا، إذ جرى تصدير الثقافة والأنظمة السياسية في جنوب الهند إلى الأراضي التي أصبحت جزءًا من ميانمار، وتايلاند، ولاوس، وكمبوديا، وفيتنام، والفلبين، وماليزيا، وجاوة. شارك التجار والعلماء الهنود وأحيانًا الجيوش في هذا النقل؛ أخذ سكان جنوب شرق آسيا زمام المبادرة أيضًا، مع إقامة العديد من المعاهد الدينية الهندية وترجمة النصوص البوذية والهندوسية إلى لغاتهم.بعد القرن العاشر، اجتاحت العشائر البدوية المسلمة في آسيا الوسطى، باستخدام سلاح الفرسان السريع وتجهيز جيوش كبيرة توحدها العرق والدين، مرارًا وتكرارًا السهول الشمالية الغربية في جنوب آسيا، ما أدى في النهاية إلى إنشاء سلطنة دلهي الإسلامية في عام 1206. كان على السلطنة السيطرة على جزء كبير من شمال الهند والقيام بالعديد من الغزوات في جنوب الهند. على الرغم من أن السلطنة كانت مزعجة في البداية للنخب الهندية، لكن السلطنة تركت إلى حد كبير سكانها غير المسلمين الخاضعين لقوانينها وعاداتها. من خلال صد المغيرين المغول بشكل متكرر في القرن الثالث عشر، أنقذت السلطنة الهند من الدمار الذي حدث في غرب ووسط آسيا، ما مهد الطريق لقرون من هجرة الجنود الفارين والرجال المتعلمين والصوفيين والتجار والفنانين والحرفيين من تلك المنطقة إلى شبه القارة الهندية، وبالتالي خلق التوفيق بين الثقافة الهندية الإسلامية في الشمال. مهدت غارات السلطنة وإضعافها للممالك الإقليمية في جنوب الهند الطريق لإمبراطورية فيجاياناغارا الأصلية. احتضنت تقليدًا شيفاويًا قويًا وبناءً على التكنولوجيا العسكرية للسلطنة، سيطرت الإمبراطورية على جزء كبير من شبه جزيرة الهند، وكان عليها التأثير على مجتمع جنوب الهند لفترة طويلة بعد ذلك. الهند الحديثة المبكرة في أوائل القرن السادس عشر، سقطت شمال الهند، التي كانت آنذاك تحت حكم المسلمين بشكل أساسي مرة أخرى أمام القدرة الحركية المتفوقة والقوة النارية لجيل جديد من محاربي آسيا الوسطى. لم تقضي سلطنة مغول الهند الناتجة على المجتمعات المحلية التي كانت تحكمها. بدلًا من ذلك، خلقت توازنًا وقامت بتهدئتها من خلال ممارسات إدارية جديدة ونخب حاكمة متنوعة وشاملة، ما أدى إلى حكم أكثر منهجية ومركزية واتحاد. وتجنب مغول الهند الروابط القبلية والهوية الإسلامية، خاصة في عهد جلال الدين أكبر، وحدوا عوالمهم النائية من خلال الولاء، الذي عُبر عنه من خلال الثقافة الفارسية، لإمبراطور كان له مكانة شبه إلهية. أدت السياسات الاقتصادية لدولة موغال، التي استمدت معظم الإيرادات من الزراعة وفرضت دفع الضرائب بالعملة الفضية المنظمة جيدًا، إلى دخول الفلاحين والحرفيين إلى أسواق أكبر. كان السلام النسبي الذي حافظت عليه الإمبراطورية خلال معظم القرن السابع عشر عاملًا في التوسع الاقتصادي للهند، ما أدى إلى رعاية أكبر للرسم والأشكال الأدبية والمنسوجات والعمارة. اكتسبت المجموعات الاجتماعية المتماسكة حديثًا في شمال وغرب الهند، مثل الماراثيين والراجبوتيين والسيخ، طموحات عسكرية وحاكمة خلال حكم سلطنة مغول الهند، والتي -من خلال التعاون أو الشدائد- أعطتهم الاعتراف والخبرة العسكرية. أدى توسيع التجارة خلال حكم المغول إلى ظهور نخب تجارية وسياسية هندية جديدة على طول سواحل جنوب وشرق الهند. مع تفكك الإمبراطورية، تمكن العديد من هذه النخب من السعي والسيطرة على شؤونهم الخاصة.بحلول أوائل القرن الثامن عشر، مع عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الهيمنة التجارية والسياسية بشكل متزايد، أنشأت عدد من الشركات التجارية الأوروبية، بما في ذلك شركة الهند الشرقية الإنجليزية، بؤر استيطانية ساحلية. أدت سيطرة شركة الهند الشرقية على البحار، والموارد الأكبر، والتدريب العسكري والتكنولوجيا الأكثر تقدمًا إلى زيادة استعراض قوتها العسكرية وجعلها جذابة لجزء من النخبة الهندية، كانت هذه العوامل حاسمة في السماح للشركة بالسيطرة على منطقة البنغال بحلول عام 1765 وتهميش الشركات الأوروبية الأخرى. أدى وصولها الإضافي إلى ثروات البنغال وما تلاه من قوة وحجم جيشها المتزايدة إلى ضم أو إخضاع معظم الهند بحلول عشرينيات القرن التاسع عشر. لم تعد الهند في ذلك الوقت تصدر السلع المصنعة مثلما كانت قبل فترة طويلة، بل كانت تزود الإمبراطورية البريطانية بالمواد الخام بدلًا من ذلك. يعتبر العديد من المؤرخين أن هذه هي بداية الفترة الاستعمارية الهندية. بحلول ذلك الوقت، مع تقليص قوتها الاقتصادية بشدة من قبل البرلمان البريطاني وبعد أن أصبحت بشكل فعال ذراعًا للإدارة البريطانية، بدأت الشركة بشكل أكثر وعيًا في دخول المجالات غير الاقتصادية مثل التعليم والإصلاح الاجتماعي والثقافة. الهند الحديثة يعتبر المؤرخون أن العصر الحديث للهند قد بدأ في وقت ما بين 1848 و1885. مهّد تعيين اللورد دالهوزي في عام 1848 حاكمًا عامًا لشركة الهند الشرقية الطريق للتغييرات الأساسية للدولة الحديثة. وشمل ذلك توطيد السيادة وترسيمها ومراقبة السكان وتعليم المواطنين. أُدخلت التغييرات التكنولوجية -من بينها السكك الحديدية والقنوات والتلغراف- بعد فترة قصيرة من إدخالها في أوروبا. ومع ذلك، بدأ الاستياء من الشركة بالتزايد أيضًا خلال هذا الوقت وأدى إلى اندلاع التمرد الهندي عام 1857. تغذت مشاعر الاستياء والتصورات المتنوعة، بما في ذلك الإصلاحات الاجتماعية على النمط البريطاني، والضرائب القاسية على الأراضي، والمعاملة الموجزة لبعض ملاك الأراضي والأمراء الأغنياء، هز التمرد العديد من مناطق شمال ووسط الهند وهز أسس حكم الشركة. على الرغم من قمع التمرد بحلول عام 1858، لكنه أدى إلى حل شركة الهند الشرقية والإدارة المباشرة للهند من قبل الحكومة البريطانية. بإعلان دولة موحدة ونظام برلماني تدريجي ولكن محدود على النمط البريطاني، قام الحكام الجدد أيضًا بحماية الأمراء وهبطوا طبقة النبلاء كضمانة إقطاعية ضد الاضطرابات المستقبلية. في العقود التالية، ظهرت الحياة العامة تدريجيًا في جميع أنحاء الهند، ما أدى في النهاية إلى تأسيس المؤتمر الوطني الهندي في عام 1885. تميّز الاندفاع نحو التقانة وتسويق الزراعة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بالنكسات الاقتصادية وأصبح العديد من صغار المزارعين يعتمدون على أهواء الأسواق البعيدة. كانت هناك زيادة في عدد المجاعات واسعة النطاق، وعلى الرغم من مخاطر تطوير البنية التحتية التي يتحملها دافعو الضرائب الهنود، فقد ولدت القليل من العمالة الصناعية للهنود. كانت هناك أيضًا تأثيرات مفيدة: أدت الزراعة التجارية، خاصة في البنجاب المقشور حديثًا، إلى زيادة إنتاج الغذاء للاستهلاك الداخلي. قدمت شبكة السكك الحديدية الإغاثة من المجاعة الحرجة، وخفضت بشكل ملحوظ تكلفة نقل البضائع، وساعدت الصناعة الهندية الوليدة.بعد الحرب العالمية الأولى، التي خدم فيها ما يقرب من مليون هندي، بدأت فترة جديدة. تميزت بإصلاحات بريطانية ولكن أيضًا بوجود تشريعات قمعية، ودعوات هندية أكثر صرامة للحكم الذاتي، وبواكير حركة لاعنفية رافضة للتعاون مع البريطانيين، والتي أصبح موهانداس كرمشاند غاندي زعيمها ورمزًا دائمًا. خلال ثلاثينيات القرن الماضي، شرع البريطانيون في إجراء إصلاح تشريعي بطيء. حقق المؤتمر الوطني الهندي انتصارات في الانتخابات. كان العقد التالي مليئًا بالأزمات: المشاركة الهندية في الحرب العالمية الثانية، ودفعة الكونجرس الأخيرة لعدم التعاون، وتصعيد القومية الإسلامية. توج كل ذلك بحلول الاستقلال في عام 1947، ولكنه تخفف بتقسيم الهند إلى دولتين: الهند وباكستان. كان دستورها الذي اكتمل في عام 1950 أمرًا حيويًا لصورة الهند الذاتية بصفتها دولة مستقلة، والذي أنشأ جمهورية علمانية وديمقراطية. وبقيت دولة ديمقراطية ذات حريات مدنية، ومحكمة عليا نشطة وصحافة مستقلة إلى حد كبير. أدى التحرير الاقتصادي الذي بدأ في التسعينيات إلى تكوين طبقة وسطى حضرية كبيرة، وحول الهند إلى أحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم بأسره، وزاد من نفوذها الجغرافي السياسي. تلعب الأفلام والموسيقى والتعاليم الروحية الهندية دورًا متزايدًا في الثقافة العالمية. ومع ذلك، تتشكل الهند أيضًا من خلال ما يبدو أنه فقر لا ينضب، في كل من المناطق الريفية والحضرية؛ عن طريق العنف الديني والمرتبط بالطبقية؛ من قبل التمردات الناكسالية المستوحاة من الماويين؛ والانفصالية في جامو وكشمير، وفي شمال شرق الهند. لدى الهند نزاعات إقليمية لم تحل مع الصين[1] وباكستان. تعد الحريات الديمقراطية المستدامة للهند فريدة من نوعها بين دول العالم الأحدث؛ ومع ذلك، على الرغم من النجاحات الاقتصادية الأخيرة، فإن التحرر من الفاقة للسكان المحرومين ما يزال هدفًا لم يتحقق بعد. الجغرافيا تشغل الهند الجزء الأكبر من شبه القارة الهندية، وتقع أعلى الصفيحة التكتونية الهندية، وهي صفيحة ثانوية بداخل الصفيحة الأسترالية الهندية. بدأت العمليات الجيولوجية المحدِّدة للهند منذ خمسة وسبعين مليون سنة، عندما بدأت الصفيحة الهندية التي كانت حينها جزءًا من جنوبي قارة غندوانا العظيمة بالانحراف تدريجيًا مستمرةً لمدة خمسين مليون سنة- عبر المحيط الهندي الذي كان لم يتشكل بعد. نتيجةً لتصادم شبه القارة مع الصفيحة الأوراسية واختفائها تحته، أدّى ذلك إلى نشأة سلسلة الهيمالايا المتاخمة للهند من الشمال والشمال الشرقي. وفي قاع النهر السابق مباشرةً جنوب جبال الهيمالايا الناشئة، حيث أدّى تحرك صفيحة أرضية إلى حدوث غور والذي أصبح تدريجيًا فيما بعد مملوءًا بالرواسب التي تحملها الأنهار، والتي تشكل الآن الصفيحة الهندو غانجية. تقع صحراء ثار إلى الغرب من هذه الصفيحة وتخترقها سلسلة جبال آرافالي. الصفيحة الهندية الأصلية التي أصبحت الآن جنوب الهند هي الأقدم، وجيولوجيًا الجزء الأكثر استقرارًا في الهند، تمتد إلى أقصى الشمال عند سلسلة جبال ساتبورا وفيندهيا في وسط الهند. تبدأ تلك السلاسل الجبلية المتوازية من ساحل بحر العرب في غوجرات غربًا، إلى هضبة غوتا ناغبور الغنية بالفحم في جارخاند إلى الشرق. وإلى الجنوب تقع بقية أرض شبه القارة، هضبة الدكن التي تحدها من اليسار واليمين سلاسل الجبال الساحلية، والغات الغربية والشرقية على التوالي. تتضمن الهضبة أقدم التكوينات الصخرية في الهند إذ تعود نشأتها لأكثر من مليار سنة. تبلغ مساحة الهند 3287590 كيلومترًا مربعًا، كما يبلغ عدد سكان الهند حوالي 1,252,000,000 حسب إحصائية البنك الدولي لعام 2013. وبذلك تقع الهند إلى الشمال من خط الاستواء بين '44°6 و'30°35 شمال خط العرض و'7°68 و'25°97 شرق خط الطول (شمال الهند هي المنطقة المتنازع عليها من نهر سياتشن الجليدي قي جامو وكشمير، إلا أن حكومة الهند، تعتبر المنطقة بأكملها من زمن الدول الأميرية من ضمن ولاية جامو وكشمير بما فيها المناطق الشمالية التي تديرها حاليًا في باكستان، وبالتالي يعطي خط الطول 37 ° 6 'إلى الشمال). يمتد ساحل الهند على مسافة ومن تلك المسافة هنالك تقع ضمن إلى شبه قارة الهند، فضلًا عن تقع ضمن جزر أندامان ونيكوبار، وجزر لكشديب. واستنادًا إلى الخرائط الهيدروغرافية البحرية الهندية، يتكون البر الرئيسي للساحل من الآتي: 43% شواطيء رملية، 11% ساحل صخري بما في ذلك المنحدرات الصخرية الشاطئية و46% مسطحات من الطمي (السهول الطينية) أو مستنقعات ساحلية. أنهار الهيمالايا الرئيسية التي تتدفق بشكل كبير داخل الهند بما في ذلك نهر الغانج ونهر براهمابوترا وكلاهما يصب في خليج البنغال. تشمل الروافد الهامة لنهر الغانج كلًا من نهري يامونا وكوسي منخفضي الانحدار بشدة، واللذان يتسببان بفيضانات مدمرة كل عام. من الأنهار الرئيسية لشبه القارة والتي يمنع مصبها المنحدر المياه من الفيضان كلًا من نهر جودافاري وماهانادي وكافيري وكريشنا والذين يصبون كذلك في خليج البنغال، ونهري نارمادا وتابتي اللذان يصبان في بحر العرب. ومن بين أبرز المعالم الساحلية في الهند مستنقعات ران كوتش في غرب الهند، والغرينية دنا سونداربانس، والتي تتشاركها الهند مع بنغلاديش. وللهند أرخبيلان هما: لكشديب وهي مجموعة من الشعب الحلقية تقع قبالة الساحل الجنوبي الغربي للهند، وجزر أندمان ونيكوبار وهي عبارة عن سلسلة بركانية تقع في بحر أندامان. يتأثر مناخ الهند بشدة بالهيمالايا وصحراء ثار وكل منهما يؤدي إلى رياح موسمية. تمنع الهيمالايا بلوغ رياح سفحية هابطة باردة قادمة من آسيا الوسطى، لتحافظ على الجزء الأكبر من شبه القارة الهندية أكثر دفئًا من معظم المناطق التي تقع معها على نفس خط العرض. تلعب صحراء ثار دورًا رئيسيًا في جذب الرطوبة المحملة بالرياح الموسمية الجنوب-غربية وذلك في الفترة بين يونيو وأكتوبر لتمد الهند بمعظم أمطارها. أربع مجموعات مناخية رئيسية هي السائدة في الهند: الاستوائية الرطبة، الاستوائية الجافة، وشبه الاستوائية الرطبة والجبلية. التنوع الحيوي تُعدّ الهند بلدًا بالغ التنوع، وهو مصطلح يستخدم لـ17 دولة تحتوي تنوعًا حيويًا عاليًا وتضم على العديد من الأنواع الأصلية حصريًا أو المتوطنة فيها. الهند موطن لـ8.6% من جميع أنواع الثدييات، و13.7% من أنواع الطيور، و7.9% من أنواع الزواحف، و6% من أنواع البرمائيات، و12.2% من أنواع الأسماك، و6.0% من جميع أنواع النباتات المزهرة. إن ثلث أنواع النباتات الهندية متوطنة. تحتوي الهند أيضًا على أربعة من 34 بؤرة للتنوع البيولوجي في العالم، أو المناطق التي تظهر خسارة كبيرة في الموائل في ظل وجود توطن مرتفع. تبلغ مساحة الغطاء الحرجي للهند ، وهو ما يمثل 21.35% من إجمالي مساحة الأراضي في البلاد. يمكن تقسيمها إلى فئات واسعة من كثافة المظلة، أو نسبة مساحة الغابة التي تغطيها مظلة الأشجار، غابة كثيفة للغاية تزيد كثافتها عن 70%، تحتل 2.61% من مساحة أراضي البلاد. يسود في الغابة الاستوائية الرطبة لجزر أندمان وغات الغربية وشمال شرق الهند. غابة معتدلة الكثافة، تتراوح كثافتها بين 40% و70%، وتحتل 9.59% من مساحة أراضي الهند. تسود في الغابات الصنوبرية المعتدلة في جبال الهيمالايا، وغابات الشورية القاسية النفضية الرطبة في شرق الهند، وغابة خشب الساج الجافة المتساقطة في وسط وجنوب الهند. بالإضافة إلى الغابات المفتوحة التي تتراوح كثافتها بين 10% و40%، وتحتل 9.14% من مساحة أراضي الهند، وتهيمن على الغابة الشائكة التي يغلب عليها السنط العربي في هضبة ديكان الوسطى وسهل الغانج الغربي. من بين الأشجار المحلية البارزة في شبه القارة الهندية، نبات النيم الشائع، الذي يستخدم على نطاق واسع في طب الأعشاب الهندي الريفي، ونبات أثأب الهند، والمعروض على أختام موهينجو-دارو القديمة، والذي دُوِّن ضمن شريعة بالي أن بوذا كان قد جلس تحت أحد أشجارها سعيًا للتنوير. انحدرت العديد من الأنواع الهندية من تلك الموجودة في قارة غندوانا العظمى الجنوبية التي انفصلت عنها الهند قبل أكثر من 100 مليون سنة. أدى تصادم الهند اللاحق مع أوراسيا إلى تبادل جماعي للأنواع. ومع ذلك، تسببت البراكين والتغيرات المناخية في وقت لاحق في انقراض العديد من الأشكال الهندية المتوطنة. بعد ذلك، دخلت الثدييات الهند من آسيا من خلال ممرين جغرافيين حيوانيين تحيط بهما جبال الهيمالايا. كان لهذا تأثير في خفض التوطن بين الثدييات في الهند، والتي تبلغ 12.6%، مقابل 45.8% بين الزواحف و55.8% بين البرمائيات المتوطنة البارزة هي ضفدع بيدوم من غاتس الغربية. بالإضافة إلى وجود القرد الضعيف (قرد الورق المغطى).تحتوي الهند على 172 نوعًا من الحيوانات المهددة بالانقراض مصنفة من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أو 2.9% من الأشكال المهددة بالانقراض، وتشمل هذه الببور البنغالية المهددة بالانقراض ودولفين نهر الغانج. تشمل الأنواع المهددة بالانقراض: الجافيال، والتمساح؛ والحبارى الهندي العظيم، والنسر الهندي ذو الردف الأبيض، الذي انقرض تقريبًا بسبب تناول جيف الأبقار المعالجة بالديكلوفيناك. لقد أدى التعدي البشري المنتشر والمدمّر بيئيًا في العقود الأخيرة إلى تعريض الحياة البرية الهندية للخطر. ردًا على ذلك، وُسع نظام الحدائق الوطنية والمناطق المحمية، الذي أنشئ لأول مرة في عام 1935 بشكل كبير. في عام 1972، سنت الهند قانون حماية الحياة البرية ومشروع النمر لحماية الحياة البرية المهمة. سُن قانون الحفاظ على الغابات في عام 1980 وأضيفت تعديلات عليه في عام 1988. تستضيف الهند أكثر من خمسمئة محمية للحياة البرية وثلاثة عشر محمية من المحيط الحيوي، أربعة منها جزء من الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي؛ سُجلت خمسة وعشرين أرضًا رطبة بموجب اتفاقية رامسار. السياسة والحكومة السياسة الهند هي أكبر دول العالم الديمقراطية من حيث عدد السكان. وهي جمهورية برلمانية ذات نظام متعدد الأحزاب، بها ثمانية أحزاب وطنية معترف بها، بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني الهندي وحزب بهاراتيا جاناتا (بي جاي بّي)، وأكثر من 40 حزبًا إقليميًا. يعد حزب المؤتمر الوطني الهندي من يسار الوسط في الثقافة السياسية الهندية، ويعدّ حزب بهاراتيا جاناتا حزبًا يمينيًا. خلال معظم الفترة بين عام 1950 -عندما أصبحت الهند جمهورية لأول مرة- وأواخر الثمانينيات، كان لحزب المؤتمر أغلبية في البرلمان. منذ ذلك الحين -ومع ذلك- فقد تشارك بشكل متزايد في المسرح السياسي مع حزب بهاراتيا جاناتا، وكذلك مع الأحزاب الإقليمية القوية التي غالبًا ما فرضت تشكيل حكومات ائتلافية متعددة الأحزاب تموقعت ضمن الوسط السياسي. في الانتخابات العامة الثلاثة الأولى لجمهورية الهند، في 1951 و1957 و1962، حقق حزب المؤتمر بقيادة جواهر لال نهرو انتصارات سهلة. عند وفاة نهرو في عام 1964، أصبح لال بهادور شاستري لفترة وجيزة رئيسًا للوزراء؛ خلفته، بعد وفاته غير المتوقعة في عام 1966، ابنة نهرو أنديرا غاندي، التي قادت الكونجرس إلى الانتصارات الانتخابية في عامي 1967 و1971. بعد الاستياء العام من حالة الطوارئ التي أعلنتها في عام 1975، خسر حزب المؤتمر السلطة في عام 1977؛ وفاز حزب جاناتا الجديد آنذاك، الذي عارض حالة الطوارئ، واستمرت حكومته أكثر من عامين بقليل. بعد التصويت على العودة إلى السلطة في عام 1980، شهد حزب المؤتمر تغييرًا في القيادة في عام 1984، عندما اغتيلت أنديرا غاندي؛ وخلفها ابنها راجيف غاندي الذي حقق فوزًا سهلًا في الانتخابات العامة في وقت لاحق من ذلك العام. تم التصويت لحزب المؤتمر مرة أخرى في عام 1989 عندما فاز ائتلاف الجبهة الوطنية، بقيادة جاناتا دال المشكلة حديثًا بالتحالف مع جبهة اليسار، في الانتخابات. أثبتت تلك الحكومة أيضًا أنها لم تدم طويلًا نسبيًا، ولم تدم سوى أقل من عامين. أجريت الانتخابات مرة أخرى في عام 1991؛ لم يفز أي حزب بأغلبية مطلقة. كان المؤتمر، باعتباره أكبر حزب منفرد، قادرًا على تشكيل حكومة أقلية بقيادة بي في ناراسيمها راو.أعقبت الانتخابات العامة عام 1996 فترة عامين من الاضطرابات السياسية. وتقاسمت عدة تحالفات قصيرة العمر السلطة في المركز. شكل حزب بهاراتيا جاناتا حكومة لفترة وجيزة في عام 1996؛ تلاه تحالفان طويلا الأمد نسبيًا للجبهة المتحدة، كان اعتماده الأكبر على الدعم الخارجي. في عام 1998، تمكن حزب بهاراتيا جاناتا من تشكيل ائتلاف ناجح، التحالف الوطني الديمقراطي (إن دي أيه). بقيادة أتال بيهاري فاجبايي، أصبح التجمع الوطني الديمقراطي أول حكومة ائتلافية غير تابعة لحزب المؤتمر تكمل ولاية مدتها خمس سنوات. مرة أخرى في الانتخابات العامة الهندية عام 2004، لم يفز أي حزب بأغلبية مطلقة، لكن المؤتمر ظهر كأكبر حزب منفرد، وشكل ائتلافًا ناجحًا آخر: التحالف التقدمي المتحد (يو بّي أيه). وقد حظي بدعم الأحزاب اليسارية والنواب المعارضين لحزب بهاراتيا جاناتا. عاد التحالف التقدمي المتحد إلى السلطة في الانتخابات العامة لعام 2009 بأعداد متزايدة، ولم يعد يتطلب دعمًا خارجيًا من الأحزاب الشيوعية في الهند. في ذلك العام، أصبح مانموهان سينغ أول رئيس وزراء منذ جواهر لال نهرو في عام 1957 وعام 1962 يُعاد انتخابه لولاية مدتها خمس سنوات متتالية. في الانتخابات العامة لعام 2014، أصبح حزب بهاراتيا جاناتا أول حزب سياسي منذ عام 1984 يفوز بأغلبية ويحكم دون دعم من أحزاب أخرى. رئيس الوزراء الحالي هو ناريندرا مودي، رئيس وزراء ولاية غوجارات السابق. في 20 يوليو 2017، انتُخب رام نات كوفيند الرئيس الرابع عشر للهند وأدى اليمين الدستورية في 25 يوليو عام 2017. الحكومة الهند هي اتحاد فيدرالي بنظام برلماني يحكمه دستور الهند - الوثيقة القانونية العليا في البلاد. إنها جمهورية دستورية وديمقراطية تمثيلية، إذ يتم تعديل حكم الأغلبية من خلال حقوق الأقليات التي يحميها ويكفلها القانون. تحدد الفيدرالية في الهند توزيع السلطة بين الاتحاد والولايات. نص دستور الهند، الذي دخل حيز التنفيذ في 26 يناير عام 1950، في الأصل على أن الهند جمهورية ديمقراطية وذات سيادة. عُدلت هذا التوصيف في عام 1971 إلى جمهورية ذات سيادة، اشتراكية، علمانية، ديمقراطية. شكلت الحكومة في الهند، التي توصف تقليديًا بأنها شبه فيدرالية مع مركز قوي وولايات ضعيفة، نمت الفيدرالية بشكل متزايد منذ أواخر التسعينيات نتيجة للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تتألف حكومة الهند من ثلاثة أفرع: السلطة التنفيذية: رئيس الهند هو رأس الدولة الشرفي، المنتخب بشكل غير مباشر لمدة خمس سنوات من قبل مجمع انتخابي يضم أعضاء المجالس التشريعية الوطنية والخاصة بالولايات. رئيس وزراء الهند هو رئيس الحكومة ويمارس معظم السلطات التنفيذية. يُعين رئيس الوزراء من قبل الرئيس، بموجب اتفاقية يدعمها الحزب أو التحالف السياسي الذي يتمتع بأغلبية المقاعد في مجلس النواب. تتكون السلطة التنفيذية للحكومة الهندية من الرئيس ونائب الرئيس ومجلس وزراء الاتحاد -مع كون مجلس الوزراء لجنته التنفيذية- برئاسة رئيس الوزراء. أي وزير يتولى حقيبة يجب أن يكون عضوًا في أحد مجلسي البرلمان. في النظام البرلماني الهندي، تخضع السلطة التنفيذية للسلطة التشريعية؛ رئيس الوزراء ومجلسهم مسؤولون مباشرة أمام مجلس النواب في البرلمان. يعمل الموظفون المدنيون مسؤولين تنفيذيين دائمين وتنفذ جميع قرارات السلطة التنفيذية بواسطتهم. السلطة التشريعية: الهيئة التشريعية في الهند هي برلمان من مجلسين. تعمل في ظل نظام برلماني على غرار وستمنستر، وتتألف من مجلس أعلى يسمى الراجيا سابها (مجلس الولايات) ومجلس أدنى يسمى اللوك سابها (مجلس الشعب). راجيا سابها هي هيئة دائمة تتكون من 245 عضوًا يخدمون لفترات متعاقبة مدتها ست سنوات. ينتخب معظمهم بشكل غير مباشر من قبل الهيئات التشريعية الإقليمية والخاصة بالولايات المؤلّفة للاتحاد بأعداد تتناسب مع حصة دولتهم من السكان الوطنيين. ينتخب جميع أعضاء لوك سابها البالغ عددهم 545، باستثناء اثنين، عن طريق التصويت الشعبي؛ يمثلون دوائر انتخابية ذات عضو واحد لمدة خمس سنوات. يرشح العضوين المتبقيين من قبل الرئيس من بين الجالية الأنجلو-هندية، في حالة ما إذا قرر الرئيس أنهما غير ممثلين بشكل كافٍ. السلطة القضائية: يوجد في الهند نظام قضائي موحد مستقل من ثلاث مستويات يضم المحكمة العليا برئاسة رئيس القضاة في الهند، و25 محكمة عليا، وعددًا كبيرًا من محاكم الموضوع. للمحكمة العليا اختصاص أصلي على القضايا المتعلقة بالحقوق الأساسية والنزاعات بين الدول والمركز ولها سلطة استئناف على المحاكم العليا. وله سلطة إلغاء قوانين الاتحاد أو قوانين الولاية التي تتعارض مع الدستور، وإبطال أي إجراء حكومي تعتبره غير دستوري. التقسيمات الإدارية تتكون الهند من ثماني وعشرين ولاية وثمانية أقاليم اتحادية. جميع الولايات وثلاثة من الأقاليم الاتحادية هما بودوتشيري وإقليم العاصمة الوطني دلهي وجامو وكشمير ينتخبون الهيئات التشريعية والحكومات على غرار نموذج وستمنستر. أما الأقاليم الاتحادية الخمسة الباقية فهي تحت الحكم المركزي المباشر من خلال مدراء معينيين.في عام 1956، في إطار حركة إعادة التنظيم الخاصة بالولايات. تم تشكيل الولايات بناءً على أساس لغوي. ومنذ ذلك الحين، ظل هذا الهيكل إلى حد كبير بدون تغيير. تم تقسيم كل ولاية أو إقليم اتحادي إلى مقاطعات إدارية. وتم تقسيم المقاطعات بدورها إلى تعلقة وتحصيل وأخيراً إلى قرى. الأقاليم الاتحادية جزر أندمان ونيكوبار شانديغار دادرا ونغر هاويلي ودامان وديو جامو وكشمير لداخ لكشديب إقليم العاصمة الوطني دلهي بونديتشيري أندرا برديش أروناجل برديش آسام بهار تشاتيسغار غوا غوجارات هاريانا هيماجل برديش جهارخاند كارناتاكا كيرلا مدهيا برديش ماهاراشترا مانيبور ميغالايا ميزورام ناجالاند أوديشا راجستان سيكيم تاميل نادو تيلانغانا ترايبورا أتر برديش أوتاراخند البنغال الغربية البنجاب العلاقات الخارجية والاقتصادية والاستراتيجية دعمت الهند بشدة إنهاء الاستعمار في أفريقيا وآسيا في الخمسينيات من القرن الماضي ولعبت دورًا رائدًا في حركة عدم الانحياز. بعد العلاقات الودية في البداية مع الصين المجاورة، دخلت الهند في حرب مع الصين في عام 1962، وكان يُعتقد على نطاق واسع أنها تعرضت للإذلال. تمتلك الهند علاقات متوترة مع جارتها باكستان، إذ خاضت الدولتان الحرب أربع مرات: في عام 1947، وعام 1965، وعام 1971، وعام 1999. وخاضت ثلاث من هذه الحروب على إقليم كشمير المتنازع عليه، في حين أن الحرب الرابعة -حرب 1971- أعقبت دعم الهند لاستقلال بنغلاديش. في أواخر الثمانينيات، تدخل الجيش الهندي مرتين في الخارج بدعوة من البلد المضيف: عملية حفظ سلام في سريلانكا بين عامي 1987 و1990؛ والتدخل المسلح من أجل منع محاولة الانقلاب في جزر المالديف عام 1988. بعد حرب عام 1965 مع باكستان، بدأت الهند في متابعة علاقات عسكرية واقتصادية وثيقة مع الاتحاد السوفييتي. بحلول أواخر الستينيات، كان الاتحاد السوفيتي أكبر مورد للأسلحة للهند. بصرف النظر عن علاقتها الخاصة المستمرة مع روسيا، تتمتع الهند بعلاقات دفاعية واسعة النطاق مع إسرائيل وفرنسا. في السنوات الأخيرة، لعبت أدوارًا رئيسية في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي ومنظمة التجارة العالمية. قدمت الأمة 100,000 من أفراد القوات المسلحة والشرطة للخدمة في 35 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة عبر أربع قارات. وتشارك في قمة شرق آسيا ومجموعة الثماني +5 وتجمعات أخرى متعددة الأطراف. تتمتع الهند بعلاقات اقتصادية وثيقة مع دول في أمريكا الجنوبية، وآسيا وأفريقيا. وهي تنتهج سياسة النظر شرقًا التي تسعى إلى تعزيز الشراكات مع دول مجموعة أسيان واليابان وكوريا الجنوبية التي تدور حول العديد من القضايا، وخاصة تلك التي تنطوي على الاستثمار الاقتصادي والأمن الإقليمي.أقنعت تجربة الصين النووية في عام 1964، فضلًا عن تهديداتها المتكررة بالتدخل لدعم باكستان في حرب عام 1965 الهند بتطوير أسلحة نووية. أجرت الهند أول تجربة للأسلحة النووية في عام 1974 وأجرت تجارب إضافية تحت الأرض في عام 1998. وعلى الرغم من الانتقادات والعقوبات العسكرية، لم توقع الهند لا معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ولا معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، معتبرة كلتا المعاهدتين ظالمتين وفيها نوع من التمييز. تحتفظ الهند بسياسة عدم الاستخدام الأول للسلاح النووي وتقوم بتطوير قدرة ثلاثية نووية كجزء من عقيدة الحد الأدنى من الردع الموثوق به. وهي تطور درع دفاع صاروخي باليستي وطائرة مقاتلة من الجيل الخامس. تتضمن المشاريع العسكرية المحلية الأخرى تصميم وتنفيذ حاملات طائرات من طراز فيكرانت وغواصات نووية من فئة أيرهانت. منذ نهاية الحرب الباردة، زادت الهند من تعاونها الاقتصادي والاستراتيجي والعسكري مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. في عام 2008، وقعت اتفاقية نووية مدنية بين الهند والولايات المتحدة. على الرغم من امتلاك الهند أسلحة نووية في ذلك الوقت ولم تكن طرفًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها تلقت إعفاءات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة الموردين النوويين، ما أنهى القيود السابقة على التكنولوجيا والتجارة النووية الهندية. نتيجة لذلك، أصبحت الهند بحكم الأمر الواقع الدولة السادسة التي تمتلك أسلحة نووية. وقعت الهند بعد ذلك اتفاقيات تعاون تتعلق بالطاقة النووية المدنية مع روسيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وكندا. رئيس الهند هو القائد الأعلى للقوات المسلحة للأمة. مع 1.395 مليون جندي نشط، فإنهم يشكلون ثاني أكبر جيش في العالم. وهو يتألف من الجيش الهندي والبحرية الهندية والقوات الجوية الهندية وخفر السواحل الهندي. بلغت ميزانية الدفاع الهندية الرسمية لعام 2011 36.03 مليار دولار أمريكي، أو 1.83% من الناتج المحلي الإجمالي. بالنسبة للسنة المالية الممتدة من 2012 إلى 2013، جرى تخصيص 40.44 مليار دولار أمريكي في الميزانية. وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (إس آي بّي آر آي) لعام 2008، بلغ الإنفاق العسكري السنوي للهند من حيث القوة الشرائية 72.7 مليار دولار أمريكي. في عام 2011، زادت ميزانية الدفاع السنوية بنسبة 11.6%، على الرغم من أن هذا لا يشمل الأموال التي تصل إلى الجيش من خلال الفروع الحكومية الأخرى. اعتبارًا من عام 2012، تعد الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم؛ بين عامي 2007 و2011، مثلت 10% من الأموال التي أنفقت على مشتريات الأسلحة الدولية. تركز جزء كبير من الإنفاق العسكري على الدفاع ضد باكستان ومواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المحيط الهندي. في مايو 2017، أطلقت منظمة البحوث الفضائية الهندية قمر جنوب آسيا، هدية من الهند إلى دول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي المجاورة لها. في أكتوبر 2018، وقعت الهند اتفاقية بقيمة 5.43 مليار دولار أمريكي (أكثر من 400 مليار) مع روسيا لشراء أربعة أنظمة دفاع صاروخي أرض-جو من طراز إس-400 تريومف، وهو نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى الأكثر تقدمًا في روسيا. الاقتصاد وفقًا لصندوق النقد الدولي، بلغت قيمة الاقتصاد الهندي في عام 2019 2.9 تريليون دولار؛ ويعد خامس أكبر اقتصاد من حيث أسعار الصرف في السوق، وتبلغ حوالي 11 تريليون دولار، وهو ثالث أكبر اقتصاد من حيث تعادل القوة الشرائية. مع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي الذي بلغ 5.8% خلال العقدين الماضيين، ووصل إلى 6.1% خلال الفترة 2011-2012، تعد الهند واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم. ومع ذلك، تحتل البلاد المرتبة 139 في العالم في الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للفرد و118 في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وفقًا لتعادل القوة الشرائية. حتى عام 1991، اتبعت جميع الحكومات الهندية سياسات حمائية التي تأثرت بالاقتصاد الاشتراكي. أدى تدخل الدولة واسع النطاق والتنظيم إلى عزل الاقتصاد عن العالم الخارجي. أجبرت أزمة ميزان المدفوعات الحادة في عام 1991 الدولة على تحرير اقتصادها؛ ومنذ ذلك الحين تحركت ببطء نحو نظام السوق الحرة من خلال التأكيد على كل من التجارة الخارجية وتدفقات الاستثمار المباشر. الهند عضو في منظمة التجارة العالمية منذ 1 يناير عام 1995. القوة العاملة الهندية التي يبلغ تعدادها 513.7 مليون عامل هي ثاني أكبر قوة عاملة في العالم، اعتبارًا من عام 2016. يشكل قطاع الخدمات 55.6% من الناتج المحلي الإجمالي، والقطاع الصناعي 26.3%، والقطاع الزراعي 18.1%. بلغت تحويلات الهند من العملات الأجنبية 70 مليار دولار أمريكي في عام 2014، وهي الأكبر في العالم، وقد ساهمت في اقتصادها 25 مليون هندي يعملون في دول أجنبية. تشمل المنتجات الزراعية الرئيسية: الأرز والقمح والبذور الزيتية والقطن والجوت والشاي وقصب السكر والبطاطس. تشمل الصناعات الرئيسية: المنسوجات، والاتصالات، والكيماويات، والأدوية، والتكنولوجيا الحيوية، وتجهيز الأغذية، والصلب، ومعدات النقل، والأسمنت، والتعدين، والبترول، والآلات والبرمجيات. في عام 2006، بلغت حصة التجارة الخارجية في الناتج المحلي الإجمالي للهند 24% ارتفاعًا من 6% في عام 1985. في عام 2008، كانت حصة الهند من التجارة العالمية 1.68%؛ في عام 2011، كانت الهند عاشر أكبر مستورد في العالم وتاسع عشر أكبر مصدّر. تشمل الصادرات الرئيسية: المنتجات البترولية، والسلع النسيجية، والمجوهرات، والبرمجيات، والسلع الهندسية، والمواد الكيميائية، والسلع الجلدية المصنعة. تشمل الواردات الرئيسية: النفط الخام والآلات والأحجار الكريمة والأسمدة والمواد الكيميائية. بين عامي 2001 و2011، نمت مساهمة البتروكيماويات والسلع الهندسية في إجمالي الصادرات من 14% إلى 42%. كانت الهند ثاني أكبر مصدر للمنسوجات في العالم بعد الصين في السنة التقويمية 2013. بمتوسط معدل نمو اقتصادي بلغ 7.5% لعدة سنوات قبل 2007، ضاعفت الهند معدلات الأجور في الساعة بأكثر من الضعف خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لقد ترك حوالي 431 مليون هندي الفقر منذ عام 1985؛ من المتوقع أن يصل عدد الطبقات المتوسطة في الهند إلى نحو 580 مليون بحلول عام 2030. على الرغم من احتلال الهند المرتبة 51 في القدرة التنافسية العالمية، اعتبارًا من عام 2010، تحتل الهند المرتبة 17 في تطور السوق المالية، والمرتبة 24 في القطاع المصرفي، والمرتبة 44 في تطور الأعمال، والمرتبة 39 في الابتكار، قبل العديد من الاقتصادات المتقدمة. مع وجود سبع من أكبر 15 شركة تعهيد لتكنولوجيا المعلومات في العالم مقرها الهند، اعتبارًا من عام 2009، يُنظر إلى البلاد على أنها ثاني أفضل وجهة للاستعانة بمصادر خارجية بعد الولايات المتحدة. من المتوقع أن يصبح السوق الاستهلاكي في الهند، وهو السوق الحادي عشر في العالم، خامس أكبر سوق بحلول عام 2030. كانت زيادة الوصول إلى الكهرباء والطهي النظيف من أولويات الطاقة في الهند: يعد الفحم في البلاد سببًا رئيسيًا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من قبل الهند، لكن الطاقة المتجددة في البلاد تتنافس بقوة. مدفوعة بالنمو، ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للهند بشكل مطرد من 329 دولارًا أمريكيًا في عام 1991، عندما بدأ التحرير الاقتصادي، إلى 1,265 دولارًا أمريكيًا في عام 2010، إلى ما يقدر بـ 1723 دولارًا أمريكيًا في عام 2016. ومن المتوقع أن ينمو إلى 2,358 دولارًا أمريكيًا بحلول عام 2020. ومع ذلك، فقد بقي أقل من البلدان النامية الآسيوية الأخرى مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسريلانكا وتايلاند، ومن المتوقع أن يظل كذلك في المستقبل القريب. نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أعلى من باكستان ونيبال وأفغانستان وغيرها.وفقًا لتقرير برايس ووتر هاوس كوبرز (بّي دبليو سي) لعام 2011، يمكن أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للهند عند تعادل القوة الشرائية مثيلتها في الولايات المتحدة بحلول عام 2045. خلال العقود الأربعة القادمة، من المتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي الهندي بمتوسط سنوي يبلغ 8%، ما يجعل من المحتمل أن يكون الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموًا في العالم حتى عام 2050. يسلط التقرير الضوء على عوامل النمو الرئيسية: التزايد السريع لعدد الشباب في سن العمل; بالإضافة إلى النمو في قطاع التصنيع بسبب ارتفاع مستويات التعليم والمهارات الهندسية؛ والنمو المستدام للسوق الاستهلاكية مدفوعًا بنمو سريع من الطبقة المتوسطة. يحذر البنك الدولي من أنه من أجل تحقيق الهند إمكاناتها الاقتصادية، يتوجب عليها الاستمرار في التركيز على إصلاح القطاع العام، والبنية التحتية للنقل، والتنمية الزراعية والريفية، وإزالة لوائح العمل، والتعليم، وأمن الطاقة، والصحة العامة والتغذية. وفقًا لتقرير تكلفة المعيشة العالمية لعام 2017 الصادر عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية التي أُنشئت من خلال مقارنة سعر أكثر من 400 سلعة فردية عبر 160 منتجًا وخدمة، كانت أربع من أرخص المدن موجودة في الهند: بنغالور (الثالثة)، مومباي وتشيناي (المركز الخامس) ونيودلهي (الثامنة). الصناعات أضافت صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الهند -الأسرع نموًا في العالم- 227 مليون مشترك خلال الفترة 2010-2011، وبعد الربع الثالث من عام 2017، تجاوزت الهند الولايات المتحدة لتصبح ثاني أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم بعد الصين. زادت صناعة السيارات الهندية، وهي ثاني أسرع صناعات السيارات نموًا في العالم، المبيعات المحلية بنسبة 26% خلال الفترة 2009-2010، والصادرات بنسبة 36% خلال الفترة 2008-2009. تبلغ قدرة الهند على توليد الطاقة الكهربائية 300 جيجا-واط، منها 42 جيجا-واط قابلة للتجديد. في نهاية عام 2011، وظفت صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية 2.8 مليون محترف، وحققت إيرادات تقترب من 100 مليار دولار أمريكي تعادل 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي الهندي، وساهمت بنسبة 26% من صادرات البضائع الهندية. تعد الصناعة الدوائية في الهند من بين الأسواق الناشئة المهمة لصناعة الأدوية العالمية. كان من المتوقع أن يصل سوق الأدوية الهندي إلى 48.5 مليار دولار بحلول عام 2020. ويشكل إنفاق الهند على البحث والتطوير 60% من صناعة المستحضرات الدوائية الحيوية. الهند من بين أفضل 12 وجهة للتكنولوجيا الحيوية في العالم. نمت صناعة التكنولوجيا الحيوية الهندية بنسبة 15.1% في 2012-2013، ما أدى إلى زيادة إيراداتها من ₹ 204.4 مليار (روبية هندية) إلى 235.24 مليار روبية (3.94 مليار دولار أمريكي في أسعار الصرف في يونيو 2013). التحديات الاجتماعية والاقتصادية على الرغم من النمو الاقتصادي خلال العقود الأخيرة، ما تزال الهند في مواجهة تحديات اجتماعية واقتصادية. في عام 2006، احتوت الهند على أكبر عدد من الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الدولي للبنك الدولي والبالغ 1.25 دولار أمريكي في اليوم. انخفضت النسبة من 60% عام 1981 إلى 42% عام 2005. تحت خط الفقر المعدل لاحقًا للبنك الدولي، كان 21% في عام 2011. يعاني 30.7% من أطفال الهند دون سن الخامسة من نقص الوزن. وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة لعام 2015، يعاني 15% من السكان من سوء التغذية. يحاول مشروع وجبة الظهيرة خفض هذه المعدلات. وفقًا لتقرير مؤسسة ووك-فري لعام 2016، كان هناك ما يقدر بنحو 18.3 مليون شخص في الهند، أو 1.4% من السكان، يعيشون في أشكال العبودية الحديثة، مثل السخرة، وعمالة الأطفال، والاتجار بالبشر، والتسول القسري، من بين أمور أخرى. وفقًا لتعداد عام 2011، كان هناك 10.1 مليون طفل عامل في البلاد، بانخفاض قدره 2.6 مليون من 12.6 مليون في عام 2001. منذ عام 1991، نما التفاوت الاقتصادي بين ولايات الهند باستمرار: بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الصافي للولايات الأغنى 3.2 ضعف نصيب الفرد من أفقر الولايات في عام 2007. يُعتقد أن الفساد في الهند قد انخفض. وفقًا لمؤشر مدركات الفساد، احتلت الهند المرتبة 78 من أصل 180 دولة في عام 2018 بدرجة 41 من 100، وهو تحسن من المرتبة 85 في عام 2014. السياحة تشكل السياحة في الهند 4.6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. على عكس القطاعات الأخرى، لا تعد السياحة قطاعًا ذا أولوية بالنسبة لحكومة الهند. صنفت مجلة فوربس الهند على أنها سابع أجمل دولة في تصنيفات "أجمل 50 دولة في العالم". حسب المجلس العالمي للسفر والسياحة أن السياحة ولدت ₹ 13.2 مليون كرور (170 مليار دولار أمريكي) أو 5.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي للهند ودعمت 32.1 مليون وظيفة في عام 2021. على الرغم من أن هذه الأرقام كانت أقل مما كانت عليه قبل الوباء الأرقام؛ شهد اقتصاد البلاد نمواً ملحوظاً في عام 2021 بعد الانكماش الكبير خلال عام 2020، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل سنوي قدره 7.8٪ إلى 33.8 كرور روبية (420 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2031 (7.2% من الناتج المحلي الإجمالي).  في أكتوبر 2015،قدرت قيمة قطاع السياحة الطبية في الهند بنحو 3 مليارات دولار أمريكي ، ومن المتوقع أن تنمو إلى 7-8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020. في عام 2014، سافر 184,298 مريضًا أجنبيًا إلى الهند للحصول على العلاج العلاج الطبي. وفقًا لوزارة السياحة، وصل أكثر من 6.19 مليون و1.52 مليون سائح أجنبي إلى الهند في عامي 2022 و2021 على التوالي مقارنة بـ 10.93 مليون في عام 2019، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة -44٪.  تتمتع الهند بعدد أكبر من السياح المحليين، لذا فهي لا تعتمد على السائحين الأجانب كثيرًا. وهذا يجعل الهند الدولة رقم 22 الأكثر زيارة في العالم والثامنة في آسيا والمحيط الهادئ . بلغ عدد الزيارات السياحية المحلية لجميع الولايات والأقاليم الاتحادية 1,036.35 مليون في عام 2012، بزيادة قدرها 16.5% عن عام 2011. التركيبة السكانية مع وجود 1,210,193,422 مقيم مبلغ عنه في تقرير التعداد المؤقت لعام 2011، تعد الهند أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. نما عدد سكانها بنسبة 17.64% من عام 2001 إلى عام 2011، مقارنة بنسبة نمو بلغت 21.54% في العقد السابق (1991-2001). نسبة الجنس البشري، حسب تعداد 2011، هي 940 أنثى لكل 1000 ذكر. كان متوسط العمر 27.6 اعتبارًا من عام 2016. أول إحصاء سكاني بعد الاستعمار، أجري في عام 1951، أحصى 361 مليون شخص. أدى التقدم الطبي المحرز في الخمسين عامًا الماضية بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية الزراعية التي أحدثتها الثورة الخضراء إلى نمو سكان الهند بسرعة. يبلغ متوسط العمر المتوقع في الهند 68 عامًا - 69.6 عامًا للنساء و67.3 عامًا للرجال. يوجد نحو 50 طبيبًا لكل 100,000 هندي. كانت الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية ديناميكية مهمة في تاريخ الهند الحديث. ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية بنسبة 31.2% بين عامي 1991 و2001. ومع ذلك، في عام 2001، كان هناك أكثر من 70% يعيشون في المناطق الريفية. ارتفع مستوى التحضر أكثر من 27.81% في تعداد عام 2001 إلى 31.16% في تعداد 2011. يرجع تباطؤ معدل النمو السكاني الإجمالي إلى الانخفاض الحاد في معدل النمو في المناطق الريفية منذ عام 1991. وفقًا لتعداد عام 2011، هناك أكثر من 53 مليون تجمع حضري في الهند؛ من بينها مومباي ودلهي وكلكتا وتشيناي وبنغالور وحيدر أباد وأحمد أباد، بترتيب تنازلي حسب عدد السكان. بلغ معدل معرفة القراءة والكتابة في عام 2011 74.04%: 65.46% بين الإناث و82.14% بين الذكور. وانخفضت فجوة معرفة القراءة والكتابة بين الريف والحضر، والتي كانت 21.2% في عام 2001، إلى 16.1% في عام 2011. وكان التحسن في معدل معرفة القراءة والكتابة في الريف ضعف مثيله في المناطق الحضرية. ولاية كيرالا هي الولاية الأكثر معرفة بالقراءة والكتابة بنسبة 93.91%. بينما ولاية بيهار الأقل بنسبة 63.82%. اللغة الهند هي موطن لعائلتين لغويتين رئيسيتين: الهندوآرية (يتحدث بها نحو 74% من السكان) والدرافيدية (يتحدث بها 24% من السكان). اللغات الأخرى الرائجة في الهند تأتي من العائلتين الأسترو آسيوية والصينية التبتية. الهند ليس لديها لغة وطنية. اللغة الهندية، التي لها أكبر عدد من المتحدثين، هي اللغة الرسمية للحكومة. تُستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في الأعمال والإدارة وتتمتع بوضع لغة رسمية فرعية؛ وهي مهمة في التعليم، خاصة كوسيلة للتعليم العالي. لكل ولاية ومنطقة اتحادية لغة رسمية واحدة أو أكثر، ويعترف الدستور على وجه الخصوص بـ 22 لغة مقررة. الدين أفاد تعداد 2011 أن الدين في الهند توزع أكبر عدد من أتباع الأديان بتصدر الهندوسية (79.80% من السكان)، يليها الإسلام (14.23%)؛ الباقي هم المسيحية (2.30%)، السيخية (1.72%)، البوذية (0.70%)، الجاينية (0.36%) وغيرهم (0.9%). الهند لديها ثالث أكبر عدد من السكان المسلمين - وهي الأكبر بالنسبة لدولة ذات أغلبية غير مسلمة. الثقافة يمتد التاريخ الثقافي الهندي لأكثر من 4500 عام. خلال الفترة الفيدية (نحو 1700 - نحو 500 قبل الميلاد)، وضعت أسس الفلسفة الهندوسية والأساطير واللاهوت والأدب، والعديد من المعتقدات والممارسات التي ما تزال موجودة حتى اليوم، مثل الدارما، والكارما، واليوجا، والموكشا، تشتهر الهند بتنوعها الديني، مع أهمية الهندوسية والبوذية والسيخية والإسلام والمسيحية والجاينية باعتبارها الأديان الرئيسية في البلاد. شكلت الديانة السائدة الهندوسية، من خلال مدارس فكرية تاريخية مختلفة، بما في ذلك مدارس الأبانيشاد، واليوجا سوترا، وحركة البهاكتي، والفلسفة البوذية. الفنون المرئية تتمتع جنوب آسيا بتقاليد قديمة في الفن، والتي تبادلت التأثيرات مع أجزاء من أوراسيا. عثر على أختام من الألفية الثالثة قبل الميلاد حضارة وادي السند في باكستان وشمال الهند، وكانت أغلبها منحوتة على أشكال الحيوانات، ولكن رمز القليل منها إلى شخصيات بشرية. يعد ختم باشوباتي، الذي جرى التنقيب عنه في موهينجو دارو، باكستان في 1928-1929 أشهرها. بعد ذلك، هناك فترة طويلة من عدم وجود أي شيء تقريبًا. بشكل عام، يعد كل الفن الهندي القديم الباقي تقريبًا بعد ذلك هو في أشكال مختلفة من النحت الديني بمواد متينة أو عملات معدنية. ربما كان هناك في الأصل الكثير من الخشب المفقود. يعدّ فن الإمبراطورية الماورية في شمال الهند أول حركة إمبراطورية. انتشر الفن البوذي مع الديانات الهندية إلى وسط وشرق وجنوب شرق آسيا في الألفية الأولى بعد الميلاد، مع تأثر جنوب آسيا بشكل كبير بالفن الهندوسي. على مدى القرون التالية، لوحظ تطور أسلوب هندي مميز في نحت الشكل البشري، مع اهتمام أقل بتوضيح التشريح الدقيق من النحت اليوناني القديم، ولكنه أظهر أشكالًا متدفقة بسلاسة معبرة عن البرانا (التنفس أو قوة الحياة). غالبًا ما يكون هذا معقدًا بسبب الحاجة إلى إعطاء الأشكال عدة أذرع أو رؤوس، أو تمثيل أجناس مختلفة على يسار ويمين الأشكال، مثلما هو الحال مع شكل أردهاناريشفارا من شيفا وبارفاتي. معظم أقدم المنحوتات الكبيرة هي بوذية، إما قد نقب عنها من الستوبات بوذية مثل سانشي وسارناث وأمارافاتي، أو نقوش منحوتة في الصخور في مواقع مثل أجانتا وإلورا وكارلا. تظهر المواقع الهندوسية والجاينية في وقت لاحق. على الرغم من هذا المزيج المعقد من التقاليد الدينية -بشكل عام- فإن الأسلوب الفني السائد في أي وقت ومكان كانت مشتركة بين المجموعات الدينية الرئيسية، وربما كان النحاتون يخدمون جميع المجتمعات. غالبًا ما يُنظر إلى فن غوبتا، في ذروته بين حوالي 300 م و500 م، على أنه فترة كلاسيكية استمر تأثيرها لعدة قرون بعد ذلك. شهدت هيمنة جديدة للنحت الهندوسي، مثلما في كهوف إليفانتا. عبر الشمال، أصبح هذا متصلبًا نوعا ما بعد 800 م تقريبًا، على الرغم من ثرائه بالتفاصيل المنحوتة بدقة في محيط التماثيل. أما في الجنوب، تحت حكم سلالتي بالافا وتشولا، كان للنحت من الحجر والبرونز فترة مستدامة من الإنجازات الهامة؛ أصبحت البرونزيات الكبيرة مع شيفا مثل ناتاراجا رمزًا أيقونيًا للهند. لم تنج اللوحة القديمة إلا في عدد قليل من المواقع، منها المشاهد المزدحمة لحياة البلاط في كهوف أجانتا وهي الأكثر أهمية إلى حد بعيد، ولكن من الواضح أنها كانت متطورة للغاية، وقد ذكرت على أنها إنجاز قضائي في عهد سلالة غوبتا. بقيت المخطوطات المرسومة للنصوص الدينية من شرق الهند حوالي القرن العاشر وما بعده، وكان معظم أقدمها بوذيًا، ولاحقًا جاينيًا. لا شك في أن أسلوب هذه كان يستخدم في لوحات أكبر. لوحة ديكان المشتقة من اللغة الفارسية، والتي بدأت قبل المنمنمة المغولية مباشرة، تقدم بينهما أول مجموعة كبيرة من اللوحات العلمانية، مع التركيز على الصور الشخصية، وتسجيل ملذات الأمراء والحروب. امتد الأسلوب إلى المحاكم الهندوسية، خاصة بين الراجبوت، وطور مجموعة متنوعة من الأساليب، حيث غالبًا ما كانت المحاكم الأصغر هي الأكثر ابتكارًا، مع شخصيات مثل نهال شاند ونيانسوخ. نظرًا لتطور السوق بين المقيمين الأوروبيين، جرى توفيره من خلال لوحة فنية لفنانين هنود مع تأثير غربي كبير. في القرن التاسع عشر، كانت لوحات كاليغات الرخيصة للآلهة والحياة اليومية، على الورق، عبارة عن فن شعبي حضري من كلكتا، والتي شهدت فيما بعد مدرسة البنغال للفنون، ما يعكس الكليات الفنية التي أسسها البريطانيون، وهي أول حركة في الرسم الهندي الحديث. العمارة والأدب تمزج الكثير من العمارة الهندية -بما في ذلك تاج محل- وأعمال أخرى من عمارة مغول الهند، وعمارة جنوب الهند، بين التقاليد المحلية القديمة والأساليب المستوردة. العمارة العامية هي أيضًا إقليمية في نكهاتها. يستكشف فاستو شاسترا، حرفيًا (علم البناء) أو العمارة، المنسوب إلى ماموني مايان، كيف تؤثر قوانين الطبيعة على المساكن البشرية تستخدم هندسة دقيقة ومحاذاة اتجاهية لتعكس البنى الكونية المتصورة. مثلما هو مطبق في عمارة المعابد الهندوسية، فهي متأثرة بشيلبا شاسترا، وهي سلسلة من النصوص التأسيسية التي شكلها الأسطوري الأساسي هو فاستو بوروشا ماندالا، وهو مربع يجسد المطلق. وصف تاج محل، الذي بني في أغرة بين عامي 1631 و1648 بأوامر من الإمبراطور شاهجهان تخليدًا لذكرى زوجته، في قائمة التراث العالمي لليونسكو بأنه جوهرة الفن الإسلامي في الهند وإحدى روائع الفن الإسلامي التي تحظى بإعجاب عالمي، تراث العالم. اعتمدت إحياء العمارة الهندية-الساراكينوسية، التي طورها البريطانيون في أواخر القرن التاسع عشر، على العمارة الهندية الإسلامية. كان أقدم الأدب في الهند، الذي تألف بين 1500 قبل الميلاد و1200، باللغة السنسكريتية. تشمل الأعمال الرئيسية في الأدب السنسكريتي ريجفدا (نحو 1500 قبل الميلاد - 1200 قبل الميلاد)، والملاحم: الماهاباراتا (نحو 400 قبل الميلاد - 400 م) ورامايانا (حوالي 300 قبل الميلاد وما بعده)؛ مسرحية التعرف على ساكونتالا، وغيرها من الأعمال الدرامية لكاليداسا (القرن الخامس الميلادي) وشعر ماهايكايفا. تعد فترة الأدب السنغمي في تاريخ الأدب التاميلي المؤلفة من 2381 قصيدة، التي نظمها 473 شاعرًا، أقدم عمل شعري. من القرن الرابع عشر إلى القرن الثامن عشر، مرت التقاليد الأدبية في الهند بفترة تغيير جذري بسبب ظهور الشعراء التعبديين مثل كابير وتولسيداس والغورو ناناك. تميزت هذه الفترة بمجموعة متنوعة وواسعة من الفكر والتعبير؛ ونتيجة لذلك، اختلفت الأعمال الأدبية الهندية في العصور الوسطى اختلافًا كبيرًا عن التقاليد الكلاسيكية. اهتمام جديد بالأسئلة الاجتماعية والأوصاف النفسية: تأثر الأدب الهندي في القرن العشرين بأعمال الشاعر والمؤلف والفيلسوف البنغالي روبندرونات طاغور، الحائز على جائزة نوبل في الأدب. الفنون الاستعراضية ومتعددة الوسائط تختلف الموسيقى الهندية على مختلف التقاليد والأنماط الإقليمية. تشمل الموسيقى الكلاسيكية نوعين وفروعهما الشعبية المتنوعة: المدرسة الهندوستانية الشمالية والمدرسة الكارناتيكية الجنوبية. تشمل الأشكال الشعبية الإقليمية الموسيقى الموسيقى الفلكلورية والفيلمية. التقليد التوفيقي للباول هو شكل معروف من هذا الأخير. يتميز الرقص الهندي أيضًا بأشكال شعبية وكلاسيكية متنوعة. من بين الرقصات الشعبية الأكثر شهرة: بنجرا البنجابي، وبيهو من آسام، وجومير وتشاو من جهارخاند، وأوديشا والبنغال الغربية، وغاربا ودانديا في غوجارات، وغومار من راجاستان، ولافاني ماهاراشترا. شكلت ثمانية أشكال للرقص، العديد منها بأشكال سرد وعناصر أسطورية، حالة الرقص الكلاسيكي من قبل الأكاديمية الوطنية الهندية للموسيقى والرقص والدراما. هؤلاء هم: بهاراتاناتيام بولاية تاميل نادو، وكاثاك من أوتار براديش، وكاثاكالي ومهنياتام من ولاية كيرالا، وكوتشيبودي بولاية أندرا براديش، ومانيبوري من مانيبور، وأوديسي من أوديشا، وساتريا من آسام. يمزج المسرح في الهند بين الموسيقى والرقص والحوار المرتجل أو الكتابي. غالبًا ما يعتمد على الأساطير الهندوسية، ولكن أيضًا مستعيرًا من رومانسيات العصور الوسطى أو الأحداث الاجتماعية والسياسية، يشمل المسرح الهندي: بهافاي في ولاية غوجارات، والجاترا غرب البنغال، والنوتانكي والرامليلا في شمال الهند، والتاماشا في ولاية ماهاراشترا، والبوراكاتا في ولاية أندرا براديش، والتيروكوتو من تاميل نادو والياكشاغانا من كارناتاكا. الهند لديها معهد تدريب مسرحي المدرسة الوطنية للدراما (إن إس دي) التي تقع في نيودلهي وهي منظمة مستقلة تحت إشراف وزارة الثقافة، حكومة الهند. تنتج صناعة الأفلام الهندية السينما الأكثر مشاهدة في العالم. توجد تقاليد سينمائية إقليمية راسخة في اللغات الآسامية، والبنغالية، والبوجبورية، والهندية، والكانادا، والمالايالامية، والبنجابية، والغوجاراتية، والماراثية، والأوديا، والتاميلية، والتيلوجو. صناعة السينما الهندية (بوليوود) هي أكبر قطاع يمثل 43% من إيرادات شباك التذاكر، تليها صناعات أفلام جنوب الهند التيلجو والتاميلية التي تمثل 36% مجتمعة. بدأ البث التلفزيوني في الهند في عام 1959 كوسيلة اتصال تديرها الدولة وتوسعت ببطء لأكثر من عقدين. انتهى احتكار الدولة للبث التلفزيوني في التسعينيات. منذ ذلك الحين، شكلت القنوات الفضائية بشكل متزايد الثقافة الشعبية للمجتمع الهندي. اليوم، يعد التلفزيون أكثر وسائل الإعلام انتشارًا في الهند؛ تشير تقديرات الصناعة إلى أنه اعتبارًا من عام 2012، يوجد أكثر من 554 مليون مستهلك للتلفزيون، 462 مليونًا لديهم اتصالات فضائية أو كبلية مقارنة بأشكال أخرى من وسائل الإعلام مثل الصحافة (350 مليون)، الراديو (156 مليون) أو الإنترنت (37 مليون). المجتمع يعرف المجتمع الهندي التقليدي أحيانًا بالتسلسل الهرمي الاجتماعي. يجسد نظام الطبقات الهندي الكثير من التقسيم الطبقي الاجتماعي والعديد من القيود الاجتماعية الموجودة في شبه القارة الهندية. تعرف الطبقات الاجتماعية من قبل الآلاف من المجموعات الوراثية المتزاوجة داخليًا، وغالبًا ما يطلق عليها جاتيس، التي تعني: الطبقات. أعلنت الهند أن حظر المساس غير قانوني في عام 1947، وسنت منذ ذلك الحين قوانين أخرى مناهضة للتمييز ومبادرات للرعاية الاجتماعية. تعد القيم العائلية مهمة في التقاليد الهندية، وكانت العائلات الأبوية المشتركة متعددة الأجيال هي القاعدة في الهند، على الرغم من أنها أصبحت شائعة في المناطق الحضرية. ترتب زيجات الغالبية العظمى من الهنود -بموافقتهم- من قبل والديهم أو غيرهم من كبار السن في الأسرة. يُعتقد أن الزواج لمدى الحياة، ومعدل الطلاق منخفض للغاية، مع انتهاء زواج واحد من كل ألف بالطلاق. إن زواج الأطفال شائع، لا سيما في المناطق الريفية؛ تزوجت العديد من النساء قبل بلوغ سن 18، وهو سن الزواج القانوني. أدى وأد الإناث في الهند، ومقتل الأجنة الأنثوية مؤخرًا، إلى إحداث انحراف في النسب بين الجنسين؛ تضاعف عدد النساء المفقودات في البلاد أربع مرات من 15 مليونًا إلى 63 مليونًا في فترة الخمسين عامًا المنتهية في 2014، وهو أسرع من النمو السكاني خلال نفس الفترة، ويشكلن 20% من النساء الناخبات في الهند. وفقًا لدراسة أجرتها الحكومة الهندية، توجد 21 مليون فتاة إضافية غير مرغوبات ولا يتلقين رعاية كافية. على الرغم من الحظر الحكومي على قتل الأجنة الانتقائي بسبب جنس الجنين، لكن هذه الممارسة ما تزال شائعة في الهند، نتيجة لتفضيل الذكور في المجتمع الأبوي. دفع المهر، رغم أنه غير قانوني، ما يزال واسع الانتشار عبر الخطوط الطبقية. الوفيات الناجمة عن المهور، ومعظمها من حرق العروس، آخذة في الازدياد، على الرغم من قوانين مكافحة المهر الصارمة. العديد من المهرجانات الهندية دينية في الأصل. أشهرها: ديوالي، وغانيش تشاتورثي، وتاي بونجال، وهولي، ودورجا بوجا، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الميلاد، وفيساكي. التعليم في تعداد عام 2011، كان نحو 73% من السكان يعرفون القراءة والكتابة، بواقع 81% بين الرجال و65% بين النساء. هذا بالمقارنة مع عام 1981 عندما كانت المعدلات المعنية 41% و53% و29%. في عام 1951 كانت المعدلات 18% و27% و9%. في عام 1921 كانت المعدلات 7% و12% و2%. في عام 1891 كانوا 5% و9% و1%، وفقًا لاتيكا تشودري، في عام 1911 كان هناك أقل من ثلاث مدارس ابتدائية لكل عشر قرى. إحصائيًا، أدى المزيد من التنوع الطبقي والديني إلى خفض الإنفاق الخاص. قامت المدارس الابتدائية بتعليم محو الأمية، لذلك حد التنوع المحلي من نموها. في عام 2019، كان لدى الهند أكثر من 900 جامعة و40 ألف كلية. في نظام التعليم العالي في الهند، يحجز عدد كبير من المقاعد بموجب سياسات العمل الإيجابي للمحرومين تاريخيًا. في العقود الأخيرة، غالبًا ما يُستشهد بنظام التعليم المحسن في الهند باعتباره أحد المساهمين الرئيسيين في تنميتها الاقتصادية. الملابس كان الزي التقليدي الأكثر ارتداءً في الهند، لكل من النساء والرجال، من العصور القديمة حتى ظهور العصر الحديث. بالنسبة للنساء، اتخذت شكل الساري، قطعة واحدة طويلة من القماش، يشتهر بطولها ستة ياردات، وعرضها يمتد على الجزء السفلي من الجسم. الساري مربوط حول الخصر ومُعقد من أحد طرفيه، ملفوفًا حول الجزء السفلي من الجسم، ثم فوق الكتف: في شكله الأكثر حداثة، استخدم لتغطية الرأس، وأحيانًا الوجه، كغطاء. دمج مع تنورة داخلية، أو بيتيكوت هندي، ومثبت في حزام الخصر لإبزيم أكثر أمانًا، كما يتم ارتداؤه بشكل شائع مع بلوزة هندية، أو (تشويل)، والتي تعد بمثابة الثوب الأساسي للجزء العلوي من الجسم، وهو طرف الساري-الممدود على طرف الكتف- لإخفاء معالم الجزء العلوي من الجسم وتغطية الحجاب الحاجز. بالنسبة للرجال، فإن قطعة قماش مماثلة ولكنها أقصر، وهي الدوتي، كانت بمثابة ثوب أسفل الجسم. وهي مربوطة حول الخصر وملفوفة. في جنوب الهند، عادة ما تلف حول الجزء السفلي من الجسم، والطرف العلوي مطوي في حزام الخصر، والجزء السفلي الأيسر حر. بالإضافة إلى ذلك، في شمال الهند، تلف أيضًا مرة واحدة حول كل ساق قبل رفعها من خلال الساقين لتثبيتها في الخلف. الأشكال الأخرى من الملابس التقليدية التي لا تتضمن خياطة أو خياطة هي الشادور (شال يرتديه كلا الجنسين لتغطية الجزء العلوي من الجسم أثناء الطقس البارد، أو حجاب كبير ترتديه النساء لتأطير الرأس، أو تغطيته) والباغري (عمامة أو وشاح يلبس حول الرأس كجزء من التقاليد، أو للابتعاد عن الشمس أو البرد). حتى بداية الألفية الأولى للميلاد، كان اللباس العادي للناس في الهند غير مخيط بالكامل. وصول الكوشانيين من آسيا الوسطى، نحو 48 م، انتشر الملابس المقطوعة والمُخيَّطة بأسلوب آسيا الوسطى الذي تفضله النخبة في شمال الهند. ومع ذلك، لم يحدث حتى تأسيس الحكم الإسلامي، أولًا مع سلطنة دلهي ثم سلطنة مغول الهند، حيث نمت مجموعة الملابس المخيطة في الهند وأصبح استخدامها أكثر انتشارًا بشكل ملحوظ. من بين الملابس المختلفة التي أثبتت نفسها تدريجيًا في شمال الهند خلال العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث والتي يتم ارتداؤها الآن بشكل شائع: الشالوار والمنامة كلاهما شكل من أشكال البنطلونات، وكذلك القرطق والكاميز. ومع ذلك، في جنوب الهند، شهدت الملابس التقليدية الرايات استخدامًا مستمرًا لفترة أطول. الشالوار عريض بشكل غير معتاد عند الخصر ولكنه ضيق إلى قاع مكبل. يثبت بواسطة رباط أو حزام مطاطي، ما يجعله مطوي حول الخصر. يمكن أن يكون البنطال واسعًا وفضفاضًا، أو يمكن قصه ضيقًا جدًا، على أساس التحيز، وفي هذه الحالة يطلق عليه اسم شوريدار. القميص قميص طويل أو تونيك. تُترك الدرزات الجانبية مفتوحة أسفل خط الخصر، ما يمنح مرتديها حرية أكبر في الحركة. عادة ما يتم قطع الكاميز بشكل مستقيم ومسطح؛ يستخدم الكاميز الأقدم التخفيضات التقليدية؛ من المرجح أن تكون القمصان الحديثة منه ذات أكمام مستوحاة من الطراز الأوروبي. قد يكون أيضًا ذو ياقة أوروبية، أو ياقة ماندرين، أو قد يكون بلا ياقة؛ في الحالة الأخيرة، يشبه تصميمه كملابس نسائية القرطق. في البداية كانت المرأة المسلمة ترتديها، انتشر استخدام الشالوار كاميز تدريجيًا، ما جعلها نمطًا إقليميًا، خاصة في منطقة البنجاب. تطورت الكورتة، التي تعود جذورها إلى الستر البدوي في آسيا الوسطى، بشكل أسلوبي في الهند كملابس للارتداء اليومي وكذلك للمناسبات الرسمية. وهي مصنوعة تقليديًا من القطن أو الحرير. يلبس عادي أو مزخرف بزخارف مطرزة، مثل شيكان؛ ويمكن أن يكون فضفاضًا أو ضيقًا في الجذع، وعادة ما يكون إما أعلى أو أسفل ركبتي مرتديها. تقع أكمام الكورتا التقليدية على الرسغ دون تضييق، وتطوق النهايات ولكنها غير مكبلة؛ يمكن ارتداء الكورتة من قبل كل من الرجال والنساء؛ يوجد تقليديًا بدون ياقة، على الرغم من أن الياقات الدائمة تحظى بشعبية متزايدة؛ ويمكن ارتداؤها فوق البيجامات العادية أو الشالوار الفضفاض أو الشوريدار أو فوق الجينز التقليدي. في الخمسين عامًا الماضية، تغيرت الموضة كثيرًا في الهند. على نحو متزايد، في المناطق الحضرية في شمال الهند، لم يعد الساري الملابس اليومية، بل تحول بدلًا من ذلك إلى ملابس للمناسبات الرسمية. نادرًا ما ترتدي الشالوار كاميز الشابات اللاتي يفضلن الجينز أو الجينز. عادة ما تقع الكورتات التي يرتديها الشباب على السيقان ونادرًا ما تكون بسيطة. في مكتب ذوي الياقات البيضاء، يسمح تكييف الهواء في كل مكان للرجال بارتداء السترات الرياضية على مدار العام. في حفلات الزفاف والمناسبات الرسمية، غالبًا ما يرتدي الرجال في الطبقات الوسطى والعليا باندجالا، أو سترات نهرو قصيرة، مع بنطلون، مع العريس وإشبينيه يرتدون الشروانية والشيريدار. الدهوتي، وهو الثوب العالمي الهندوسي، والذي سمح لبسه في شكل خادي المنسوج يدويًا والمنسوج يدويًا لغاندي بجلب القومية الهندية إلى الملايين، نادرًا ما يُرى في المدن، وقد قلل الآن، مع حدود مزركشة، إلى الملابس الليتورجية للكهنة الهندوس. المطبخ الهندي يتكون المطبخ الهندي من مجموعة متنوعة من المأكولات الإقليمية والتقليدية. نظرًا لنطاق التنوع في نوع التربة والمناخ والثقافة والمجموعات العرقية والمهن، تختلف هذه المأكولات اختلافًا كبيرًا عن بعضها البعض، باستخدام التوابل والأعشاب والخضروات والفاكهة المتوفرة محليًا. تأثرت طرق الطعام الهندية بالدين، ولا سيما الخيارات والتقاليد الثقافية الهندوسية. وقد شكلت أيضًا من خلال الحكم الإسلامي، وخاصة حكم سلطنة مغول الهند، ووصول البرتغاليين إلى الشواطئ الجنوبية الغربية للهند، والحكم البريطاني. تنعكس هذه التأثيرات الثلاثة، على التوالي، في أطباق بيلاف َبرياني؛ فيندالو والتيفين وكاري لحم الضأن. في وقت سابق، جلب التبادل الكولومبي البطاطا، والطماطم، والذرة، والفول السوداني، والكاجو، والأناناس، والجوافة، وعلى الأخص الفلفل الحار، إلى الهند. أصبح كل منها عنصرًا أساسيًا في الاستخدام. في المقابل، كانت تجارة التوابل بين الهند وأوروبا حافزًا لعصر الاستكشاف في أوروبا. تتوافق الحبوب المزروعة في الهند، واختيارها، وأوقاتها، ومناطق زراعتها، بقوة مع توقيت الرياح الموسمية في الهند، والاختلاف عبر المناطق في هطول الأمطار المرتبطة بها. بشكل عام، كان التقسيم الواسع لمناطق الحبوب في الهند، وفقًا لاعتمادها على المطر، راسخًا في مكانه قبل وصول الري الصناعي. يُزرع الأرز، الذي يتطلب الكثير من المياه، تقليديًا في المناطق ذات الأمطار الغزيرة في الشمال الشرقي والساحل الغربي، والقمح في المناطق ذات الأمطار المعتدلة، مثل السهول الشمالية للهند، والدخان في المناطق ذات الأمطار المنخفضة، مثل في هضبة ديكان وراجستان. أساس الوجبة الهندية النموذجية هو الحبوب المطبوخة بطريقة عادية، وتكملها الأطباق اللذيذة. يشمل الأخير العدس والبقول والخضروات المتبلة عادةً بالزنجبيل والثوم، ولكن أيضًا بشكل أكثر وضوحًا بمزيج من التوابل التي قد تشمل الكزبرة والكمون والكركم والقرفة والهال وغيرها وفقًا لاتفاقيات الطهي. في الوجبة الفعلية، يأخذ هذا التمثيل العقلي شكل طبق، أو ثالي، مع مكان مركزي للحبوب المطبوخة، والأطراف المحيطية، غالبًا في أوعية صغيرة، للمرافق اللذيذة، والابتلاع المتزامن، وليس الجزئي، الاثنان في كل فعل من الأكل، سواء عن طريق الخلط الفعلي - على سبيل المثال الأرز والعدس - أو في طي أحدهما -مثل الخبز- حول الآخر، مثل الخضار المطبوخة. من السمات البارزة للطعام الهندي وجود عدد من المأكولات النباتية المميزة، كل منها سمة من سمات التاريخ الجغرافي والثقافي لأتباعها. يُعتقد أن ظهور الأهيمسا، أو تجنب العنف تجاه جميع أشكال الحياة في العديد من الأنظمة الدينية في وقت مبكر من التاريخ الهندي، وخاصة الهندوسية الأبانيشادية والبوذية والجاينية، كان عاملًا بارزًا في انتشار النباتية بين شريحة من الهند. السكان الهندوس، وخاصة في جنوب الهند، وجوغارات، والحزام الناطق بالهندية في شمال وسط الهند، وكذلك بين الجاينيين. من بين هذه المجموعات، هناك شعور شديد بعدم الراحة عند التفكير في تناول اللحوم، ويساهم في انخفاض الاستهلاك النسبي للحم في النظام الغذائي العام في الهند. على عكس الصين، التي زادت نصيب الفرد من استهلاك اللحوم بشكل كبير في سنوات نموها الاقتصادي المتزايد، ساهمت التقاليد الغذائية القوية في الهند في منتجات الألبان، بدلًا من اللحوم، لتصبح الشكل المفضل لاستهلاك البروتين الحيواني المصاحب لزيادة النمو الاقتصادي. في الألفية الماضية، حدث أهم استيراد لتقنيات الطهي في الهند خلال عهد سلطنة مغول الهند. كانت زراعة الأرز قد انتشرت قبل ذلك بكثير من الهند إلى وسط وغرب آسيا. ومع ذلك، خلال حكم المغول، تطورت الأطباق، مثل بيلاف، في الفترة الانتقالية خلال عهد الخلافة العباسية، وانتشرت تقنيات الطهي مثل تتبيل اللحوم في اللبن، إلى شمال الهند من المناطق إلى مناطقها. شمال غربي. إلى تتبيلة الزبادي البسيطة في بلاد فارس، بدأ في الهند إضافة البصل والثوم واللوز والتوابل. الأرز المزروع إلى الجنوب الغربي من العاصمة المغولية، أغرة، والذي اشتهر في العالم الإسلامي بحبوبه الجيدة، قد طهي جزئيًا ووضع في طبقات بالتناوب مع اللحم المقلي، وكان القدر مغلقًا بإحكام، وطهي ببطء وفقًا لتقنية طبخ فارسية أخرى، لإنتاج ما أصبح اليوم البرياني الهندي، سمة من سمات الطعام الاحتفالي في أجزاء كثيرة من الهند. في الطعام المقدم في المطاعم في المناطق الحضرية بشمال الهند، وعلى المستوى الدولي، أخفي تنوع الطعام الهندي جزئيًا بسبب هيمنة المطبخ البنجابي. كان سبب هذا في جزء كبير منه هو استجابة تنظيم المشاريع بين الناس من منطقة البنجاب الذين نزحوا بسبب تقسيم الهند عام 1947، ووصلوا إلى الهند كلاجئين. يعود تحديد المطبخ الهندي مع دجاج التندوري - المطبوخ في فرن التنور، والذي كان يستخدم تقليديًا لخبز الخبز في منطقة البنجاب الريفية ودلهي، خاصة بين المسلمين، ولكنه أصلًا من آسيا الوسطى - إلى هذه الفترة. الرياضة والترفيه تعد الكريكيت الرياضة الأكثر شعبية في الهند. تشتمل المنافسات المحلية الرئيسية على الدوري الهندي الممتاز وهو دوري الكريكيت الأكثر مشاهدة في العالم ويحتل المرتبة السادسة بين جميع البطولات الرياضية. ما تزال العديد من الرياضات التقليدية الأصلية تحظى بشعبية كبيرة، مثل الكابادي وهوكي الحقل والبيهلواني. نشأت بعض أقدم أشكال فنون القتال الآسيوية، مثل الكالاريباياتو والموستي يودا والسيلامبام، في الهند. الشطرنج، الذي يُعتقد أنه نشأ في الهند باسم شطورانجا، يستمد شعبيته على نطاق واسع بسبب ارتفاع عدد الأساتذة الكبار الهنود. أدت النتائج الجيدة التي حصل عليها منتخب الهند لكأس ديفيز وغيره من لاعبي التنس الهنود في أوائل عام 2010 إلى زيادة شعبية التنس في البلاد. تتمتع الهند بحضور قوي نسبيًا في رياضة الرماية، وقد فازت بالعديد من الميداليات في الألعاب الأولمبية وبطولة العالم للرماية وألعاب الكومنولث. الرياضات الأخرى التي نجح فيها الهنود دوليًا تضم كرة الريشة (ساينا نيهوال وبي في سيندو هما من أفضل لاعبات تنس الريشة في العالم) والملاكمة والمصارعة. تحظى كرة القدم بشعبية في ولاية البنغال الغربية وغوا وتاميل نادو وكيرالا والولايات الشمالية الشرقية. استضافت الهند أو شاركت في استضافة العديد من الأحداث الرياضية الدولية: دورة الألعاب الآسيوية 1951 و1982؛ بطولات كأس العالم للكريكيت 1987 و1996 و2011؛ دورة الألعاب الأفريقية الآسيوية لعام 2003؛ وكأس أبطال (آي سي سي) لعام 2006؛ كأس العالم للهوكي 2010؛ دورة ألعاب الكومنولث 2010؛ وكأس العالم تحت 17 سنة 2017. تشمل الأحداث الرياضية الدولية الرئيسية التي تقام سنويًا في الهند بطولة تشيناي المفتوحة وماراثون مومباي وماراثون دلهي ونصف الماراثون الهندي. ظهر أول سباق الجائزة الكبرى الهندي للفورمولا 1 في أواخر عام 2011 قبل أن يُستبعد من تقويم موسم الفورمولا 1 منذ عام 2014. كانت الهند تقليديًا الدولة المهيمنة في ألعاب جنوب آسيا. مثال على هذه الهيمنة هو مسابقة كرة السلة إذ فاز الفريق الهندي بثلاث بطولات من أصل أربع حتى الآن. انظر أيضًا رؤساء الهند رؤساء وزراء الهند ملاحظات مصادر مراجع Robinson, Francis, ed. The Cambridge Encyclopedia of India, Pakistan, Bangladesh, Sri Lanka, Nepal, Bhutan and the Maldives (1989) Etymology History Geography Biodiversity Politics Foreign relations and military Pandit, R. (27 July 2009), "N-Submarine to Give India Crucial Third Leg of Nuke Triad ", The Times of India، اطلع عليه بتاريخ 10 مارس 2010 Economy Demographics Art Blurton, T. Richard, Hindu Art, 1994, British Museum Press, Craven, Roy C., Indian Art: A Concise History, 1987, Thames & Hudson (Praeger in USA), Harle, J.C., The Art and Architecture of the Indian Subcontinent, 2nd edn. 1994, Yale University Press Pelican History of Art, Michell, George (2000), Hindu Art and Architecture, 2000, Thames & Hudson, Rowland, Benjamin, The Art and Architecture of India: Buddhist, Hindu, Jain, 1967 (3rd edn.), Pelican History of Art, Penguin, Culture وصلات خارجية الموقع الرسمي لحكومة الهند قاموس الهند الصادر عن حكومة الهند الهند. كتاب حقائق العالم. وكالة المخابرات المركزية. الهند - بي بي سي نيوز موقع ماسح قرى ومقاطعات الهند مؤشرات التنمية الأساسية الخاصة بالهند بريكس بلدان وأقاليم متحدثة بالهندوستانية بلدان وأقاليم ناطقة بالإنجليزية تأسيسات سنة 1947 في آسيا دول آسيا دول اشتراكية دول أعضاء في الأمم المتحدة دول جنوب آسيا دول مجموعة العشرين دول وأقاليم أسست في 1947 قائمة أعضاء دول الكومنولث مجموعة ال 15 مستعمرات ومحميات بريطانية سابقة في آسيا
2924
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%B3
بروميثيوس
بروميثيوس هو عملاق حارب في صف اللآلهة الأولمبية ضد العمالقة في الحرب العظمى، وقد كان ذو حنكة ودهاء ومحبب للبشر دونا عن الآلهة. قصته من أهم القصص في الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وترمز القصة لمضامين ودلالات هائلة في الفكر والتاريخ الغربي. قصته عنه كان بروميثيوس واحداً من حكماء التايتن. كان أسمه يعنى بعيد النظر وقد كان يملك المقدرة على التنبؤ بالمستقبل.هو ابن لابيتس وكليمينه، وأخو أطلس. عندما قامت الحرب بين كرونوس والتايتن من جهة وزيوس وأخوته من جهة أخرى، انضم بروميثيوس إلى جبهة زيوس، ولذلك عندما أرسل زيوس المنتصر التايتن إلى تارتاروس لعقابهم، عفى عن بروميثيوس والتايتن الموالون له وجعل زيوس من بروميثيوس مستشاراً له لبعد نظره وحكمته. أسطورة خلق البشر عهد زيوس إلى بروميثيوس وأخيه ابيمثيوس تشكيل الحيوانات والبشر.قام ابيمثيوس بتشكيل الحيوانات بينما شكل بروميثيوس البشر، أنهى ابيمثيوس الحيوانات بسرعه بينما استغرق بروميثيوس الكثير من الوقت بالرغم من رغبة بروميثوس اتقان تشكيل البشر إلا أن بطئه الشديد جعل أخيه يستهلك كل الموارد المتاحه في تشكيل الحيوانات : السرعة في العدو، الرؤية عن بعد، السمع عن مسافات بعيدة كما أعطاهم رداء من الفراء ليدفئهم من البرد، ومختلف الأسلحة للدفاع عن نفسها مثل القرون والأنياب ولم يبق شئ للأنسان. أشفق بروميثيوس على البشر ولجأ إلى زيوس طالباً مساعدته فقد هام بروميثوس حباً بالبشر أكثر مما توقع زيوس الذي لم يشاركه في حبه للبشر، بل كان يريدهم أن يكونوا ضعفاء خائفين حتى لا يمتلكوا القوة التي تمكنهم من تحديه في أحد الأيام.كان زيوس يرى أن المعرفة والمهارات والمواهب لن تجلب الا الشقاء للبشر الفانين، ولكن بروميثيوس كان له رأى أخر وفضل البشر على ملكه المجنون بالسلطة والعظمة، أعطى بروميثيوس البشر العديد من العطايا والهبات التي سرقها من آلهة الأوليمب هيفاستوس وأثينا وغيرهم فأعطاهم فنون العمارة والبناء، النجارة، أستخراج المعادن، علم الفلك، تحديد الفصول، الأرقام والحروف الهجائيه، كما علمهم كيفية أستئناس حيوانات ابيمثيوس وركوبها والأبحار بالسفن، كما أعطاهم موهبة التداوى والشفاء. غضب زيوس من بروميثيوس غضباً شديداً ورأي أنّه بالغ في شأن البشر ولكنه لم يعاقبه واكتفى بتحذيره. لم يكتفى بروميثيوس بتشكيل البشر بكل تلك الهبات بل قام بسرقة النار من جبل الأوليمب وأعطاء قبس منها للبشر فقد حزن بروميثيوس لرؤية البشر في برد الشتاء محرومون من الدفء والأمن فقرر أن يحضر لهم النيران التي تدفئهم وتؤنسهم بنورها، ذهب بروميثيوس إلى هيفاستوس في جبل الأوليمب سراً حتى لا يفتضح أمره لزيوس، أخذ يبحث بين الكهوف والمغارات عن مقر هيفاستوس وفجأة شق الظلام شراره من النار ووجد برميثيوس نفسه أمام البوابة الضخمة لمقر إله الحدادة هيفاستوس (المكلف بصناعة الأسلحة والدروع للآلهه وفوق ذلك صنع صواعق زيوس). وبينما هيفاستوس منشغل بعمله استطاع بروميثيوس أن يسرق أحد صواعق زيوس وأخفاها داخل عصا مجوفه صنعها من النباتات ثم اعطي قبس منها للبشر، تعلم البشر كيف يقتلوا الحيوانات ويطهون لحومها، تصاعدت رائحة الشواء إلى الأوليمب وعلم زيوس بخيانة بروميثيوس وسرقته للنار ورأي ان البشر لن يدينون له الولاء المناسب إذا غرقوا في النعم فقدم بروميثيوس له عرضاً دليل على الولاء، عرض عليه أن يقاسم البشر لحومهم الشهيه مقابل أن يسمح لهم الأحتفاظ بالنار.قام بروميثيوس المشهور بالدهاء والمكر بتقديم قربانبن إلى زيوس وآلهة الأوليمب. مكر القربان كان القربانين أحداهم عباره عن قطع من اللحم الطازجه هي عباره عن كل ما يؤكل في الثور مخبأه داخل الامعاء (شئ طاهر زكي في صوره كريهه)، والقربان الأخر كان عباره عن عظام ثور ملفوفه في دهن وشحم براق (شئ كريه في صوره مبهره).خدع زيوس وأختار القربان الثانى للآلهه وبذلك أستطاع البشر الأحتفاظ باللحم لنفسهم وحرق العظام بعد كسيها بالدهن كقربان للآلهه. بالمستقبل و مع ظهور النار بدأ سيل من الأختراعات والتقدم البشرى. وفي وقت قصير كان الفن والحضارة والثقافة تغزو الأرض المحيطة بالأوليمب.و مع هذا التغير اختلفت نظرة الأوليمب إلى البشر الفانين وزاد أعجابهم بهم، فهم ليسوا مجرد حيوانات همجيه، بل هم عاقلون ولهم القدرة على الأبداع والأبتكار.غضب زيوس لذلك غضباً شديداً أهتز له جبل الأوليمب، وقرر عقاب بروميثيوس على الأثم الذي أرتكبه في حق سادة الأوليمب.أستدعى هيفاستوس وطلب منه أن يصنع سلاسل قويه حتى يقيد بها بروميثيوس على صخره في جبال القوقاز. وكان كل صباح يأتيه نسر عملاق يدعى اثون ينهش كبده، الذي يعود لينمو من جديد في المساء ليستمر عقاب بروميثيوس الأبدى.كان بروميثيوس يتلقى عقابه متماسكاً سعيداً لأن البشر يعيشون حياه سعيده، ولكونه بعيد النظر وقادر على التنبؤ، فقد كان يعلم أنه سيأتى أحد الأبطال من أبناء الآلهة ويخلصه من عذابه. وكان يرى أيضاً أنه سيأتى من نسل زيوس من يقتله ويتولى الحكم من بعده، لتكون نهاية زيوس المتجبر. عرض زيوس على بروميثيوس حريته مقابل أخباره بالنبوءة التي تتعلق بأقصاءه عن العرش، ولكن بروميثيوس رفض ذلك.لم يخفف هذا العقاب من غضب زيوس، بل قرر عقاب البشر جميعاً. قرر أعطاء البشر هبه أخرى من شأنها تغيير كل الخير الذي جلبته هبات بروميثيوس الأخرى.كانت هذه الهبة هي المرأة.أمر زيوس هيفاستوس أن يشكل مرأه جميله من نيران مرجلهاعطاها هيفاستوس جسدها النارى وصوتها أعطتها أثينا قوة التحمل والقدرة على الأبداع أعطتها أفروديت ألهة الحب سحراً جذاباً حول رأسها وأعطاها هيرميس عقل صغير والسطحيه في التفكير. ثم سميت هذه المخلوقه الحسناء باندورا (التي منحت كل شئ).أرسل زيوس باندورا إلى إبيمثيوس شقيق بروميثيوس حامله صندوق مغلق مكتوب عليه «لا تفتحه». كان إبيمثيوس حكيماً ولم يكن ليقبل هديه من الأوليمب وخاصه من زيوس، ولكن ما أن رأى باندورا حتى خلبت لبه وأصبح عاجزاً أمامها، لم يملك القدرة على مقاومة سحرها وتقبلها طائعاً راضياً وتزوجها.لكن إبيمثيوس رفض أن يفتح صندوق باندورا، لكن زوجته الحسناء أخذت تلح عليه أن يفعل من يدرى أية كنوز تختفى داخله.لقد صارت حياة باندورا جحيماً وهي تجلس طوال الليل إلى جانب الصندوق تتخيل ما فيه. كان الفضول يقتلها، وفي النهاية انتهزت باندورا فرصة غياب زوجها وفتحت الصندوق. وفجأه أظلم العالم وخرجت أرواح شريره (الفقر، النفاق، المرض والجوع) من الصندوق، راحت المسكينه تدور حول نفسها في ذعر محاوله اغلاق الصندوق فلم تستطع.في النهاية أغلقته ولكن بعد فوات الأوان، لقد ملأت الشرور العالم وتحولت جنة الأرض إلى جحيم البشر، ولم يتبق من الأرواح حبيساً الا ضوء ساطع يقال انه الأمل ولكن حقيقة وجوده بصندوق الشرور قد يعني انه الأمل الزائف. لذلك كان الأمل في قلوب البشر ليخفف عنهم الشرور والأثام التي تحيط بهم. بينما بروميثيوس معلقاً من قيوده على صخور جبل القوقاز، بعد ثلاثة عشر جيلاً، أتى البطل هرقل ابن زيوس متسلقاً الجبل، ويقتل النسر ويحرر بروميثيوس من قيوده. سأل هرقل بروميثيوس عن وسيلة أسترداد حريته، قال بروميثيوس أنه يجب أن يحل محله خالد آخر في تارتاروس، بمعنى أخر يجب على أحد الخالدين أن يتنازل عن خلوده ويموت.كان شيرون القنطور الحكيم ابن كرونوس (أخ غير شقيق لزيوس) لذلك كان خالداً، ولكنه كان مصاب بجرح لا شفاء منه لدرجة أنه تمنى الموت.و عندما عرض عليه هرقل الأمر وافق أن يحل محل بروميثيوس ويتنازل عن خلوده خلاصاً من عذابه الأبدى، ورداً لذلك الفعل النبيل أصبح شيرون من أبراج السماء (برج القوس).انزعج زيوس لرؤية بروميثيوس يفلت من عقاب تلو الأخر، فقرر أغراق البشر جميعاً وأهلاكهم بطوفان كبير.تنبأ بروميثيوس الحكيم بالطوفان وحذر أحد البشر الطاهرين وهو ديوكاليون وزوجته بيرها أبنة أخيه إبيمثيوس وباندورا.بعد انتهاء الطوفان ونجاة ديوكاليون وبيرها زوجته على جبل برناسوس أحسا بالوحشة والوحدة ذهبا إلى العرافة ثيميس، وبناء على مشورتها قام ديوكاليون وبيرها بألقاء الحجارة وراء ظهورهم.من الحجارة التي رماها ديوكاليون تولد الرجال ومن الحجارة التي رمتها فيريا تولدت النساء.انجب ديوكاليون وبيرها ولداً اسمياه هيلين والذي نسب اليه اليونانيين (الهيلانيين).و في النهاية رضى زيوس أن يمنح بروميثيوس حريته ولكنه أراد أن يحمل بروميثيوس دائماً ذكرى عقابه، فأمره بصنع خاتم حديدى من السلاسل التي كان مقيداً بها. ومن ذلك اليوم والبشر يصنعون الخواتم أحتفالاً ببروميثيوس وتقديره لصنيعه. مراجع آلهة الحكمة آلهة الخداع آلهة يونانية أساطير تيتان أساطير هرقل أطفال هيرا شخصيات أسطورية إغريقية عمالقة لصوص محترفون خياليون نار
2925
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9%20%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9
شبكة شخصية
الشبكة الشخصية هي شبكة حاسوب تستخدم لنقل البيانات بين عدّة طرفيات مثل الحاسب الشخصية أو اللوحية أو الهواتف الذكية أو المساعدات الرقمية. يمكن أن تتصل الشبكة الشخصية مع شبكة الإنترنت، حيث تلعب إحدى العقد فيها دور البوابة التي تربطها مع العالم الخارجي. يمكن أن تكون الشبكة الشخصية سلكيّة أو لاسلكيّة. شبكة المنطقة الشخصية الشبكات الشخصية PAN هي شبكات الكمبيوتر المستخدمة للتواصل بين أجهزة الكمبيوتر القريبة من المستخدم (و يتضمن هذا أجهزة الهاتف والمساعدات الرقمية (PDA)) يمكن استخدام هذه الشبكات لتكوين اتصال بين حواسيب بعضها ببعض أو لاتصال بمستوى شبكة أعلى ويمكن استخدامها لنقل الملفات بما في ذلك البريد الإلكتروني ومواعيد التقويم والصور الرقمية والموسيقى. شبكات المنطقة الشخصية عموما تغطي مجموعة واسعة من أقل من 10 أمتار (حوالي 30 قدما). يمكن أن توصل عن طريق الـ يو إس بي أو السلك الناري وهناك أيضاً الشبكات الشخصية اللاسلكية عن طريق الأشعة تحت الحمراء irda أو البلوتوث بلوتوث بلوتوث شبكة المنطقة الشخصية يدعى أيضاً بـ a piconet وعدد الأجهزة التي يمكنها التواصل مع بعضها حوالي 8 أجهزة نشطة وتكون العلاقة فيما بينها هي master-slave، بحيث أول جهاز بلوتوث في piconet يدعى master والأجهزة الباقية اسمها slave وجميعها يتواصل مع master. تكنولوجيا - الجديد في التكنولوجيا الذي أنشأته أبحاث شركة آي بي إم في الشبكة الشخصية هو أنه يمكن استخدام الشحنات الكهربائية الموجودة في الجسم البشري لنقل البيانات الالكترونية وذلك باستخدام جهاز إرسال صغير(تقريبا حجم مجموعة من البطاقات) المزود بشريحة ويكون الجهاز المتلقي بحجم أكبر قليلاً، هذا النموذج يسمح للبيانات إلى أن تنتقل من المرسل إلى المتلقي من خلال ما يصل إلى أربع هيئات لمس. - سمحت مؤخراً أجهزة piconet لتتجاوز إلى حد كبير للمجموعة التي كانت مصممة أصلا، في DEF CON 12، قامت مجموعة من قراصنة الكمبيوتر المعروفة باسم "Flexilis" بنجاح توصيل اثنين من أجهزة البلوتوث على مدى أكثر من نصف ميل (800 متر). شبكة المنطقة الشخصية اللاسلكية وهي شبكة لربط أجهزة تتمحور حول مساحة عمل الشخص والتي هي وصلات لاسلكية. عادة، شبكة المنطقة الشخصية اللاسلكية تستخدم بعض التكنولوجيا التي تسمح للاتصالات في مساحة لا تزيد عن 10 مترا وتعتبر هذه المساحة التي تغطيها صغيرة جداً، ومن هذه التكنولوجيا هو البلوتوث، والتي تم استخدامها كأساس لوضع معيار جديد IEEE 802.15. إن هذه الشبكة يمكن أن تستخدم لربط جميع الحاسبات العادية وأجهزة الاتصال ويمكن أن تخدم غرضاً متخصصاً كثيراً مثل السماح للجراح وغيره من أعضاء الفريق على التواصل خلال عملية ما. المفهوم الرئيسي للـ WPAN أنه عندما يعمل اثنين من الأجهزة والتي تبعد بينهما مسافة قريبة (في غضون عدة أمتار عن بعضها البعض أو في غضون بضعة كيلومترات من خادم مركزي) يمكنهم التواصل كما لو كانوا متصلين بواسطة كبل. ميزة أخرى هامة هي قدرة كل جهاز على التواصل مع الأجهزة الأخرى بشكل انتقائي، ومنع الدخول غير المصرح به للمعلومات. إن تقنية الشبكة الشخصية اللاسلكية ما زالت ببدايتها وتخضع الآن للتطور السريع، ترددات التشغيل المقترحة هي حوالي 2.4 غيغاهرتز في وسائط رقمية والهدف من ذلك هو تسهيل تماس العملية بين الأجهزة المنزلية أو الأعمال التجارية والأنظمة. وكل جهاز في WPAN سوف يكون قادرعلى سد العجز في أي جهاز آخر في WPAN نفسه، شريطة أن تكون في حدود النطاق المادي لبعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، سوف تكونWPANs مترابطة في جميع أنحاء العالم. مراجع وصلات خارجية مقدمة إلى الشبكات المنزلية بلوتوث شبكة لاسلكية
2926
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9%20%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9
شبكة محلية
الشبكة المحلية أو شبكة المنطقة المحلية (LAN) هي شبكة حاسوب تربط أجهزة الكمبيوتر ضمن منطقة محدودة مثل السكن أو المدرسة أو المختبر أو الحرم الجامعي أو مبنى المكاتب. على النقيض من ذلك، لا تغطي الشبكة الواسعة (WAN) مسافة جغرافية أكبر فحسب، بل تشمل أيضًا بشكل عام دوائر اتصالات مؤجرة. تعد إيثرنت وواي فاي أكثر التقنيات شيوعًا المستخدمة لشبكات المنطقة المحلية. تتضمن تقنيات الشبكات التاريخية ARCNET والحلقة المرمزة و AppleTalk. فوائد الشبكات المحلية تسهيل تبادل الملفات بين الاجهزة في نفس الشبكة المحلية لأجل توفير الوقت المستغرق لنقل الملفات، فتعتبر الشبكة المحلية عامل توفير اقتصادي في الشبكات حيث لا تحتاج في كل مكتب إلى جهاز طابعة ومن الممكن توصيل كل الاجهزة الحاسوب في الشركة أو المكتب إلى طابعة واحدة أو ماسحة ضوئية واحدة أو غيرها من الآلات والأجهزة الحاسوبية. وسائط لاسلكية في الشبكة المحلية اللاسلكية، يتمتع المستخدمون بحركة غير مقيدة داخل منطقة التغطية. أصبحت الشبكات اللاسلكية شائعة في المساكن والشركات الصغيرة ، بسبب سهولة تركيبها. تستخدم معظم الشبكات المحلية اللاسلكية شبكة واي فاي لأنها مدمجة في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والحواسيب المحمولة. غالبًا ما يُتاح للضيوف الوصول إلى الإنترنت عبر خدمة نقطة الاتصال. الجوانب الفنية يصف هيكل الشبكة تخطيط الترابط بين الأجهزة وقطاعات الشبكة. في طبقة ربط البيانات والطبقة المادية، تم استخدام مجموعة متنوعة من هياكل LAN، بما في ذلك الحلقية والخطية والمتداخلة والنجمية. تتكون الشبكات المحلية البسيطة بشكل عام من الكابلات ومبدل واحد أو أكثر. يمكن توصيل المحول بجهاز توجيه أو مضمان كبلي أو مودم ADSL للوصول إلى الإنترنت. يمكن أن تتضمن شبكة LAN مجموعة متنوعة من أجهزة الشبكة الأخرى مثل جدران الحماية وموازن التحميل واكتشاف اختراق الشبكة. تتميز الشبكات المحلية المتقدمة باستخدامها للروابط الزائدة مع المحولات باستخدام بروتوكول الشجرة المتفرعة لمنع الحلقات، وقدرتها على إدارة أنواع حركة المرور المختلفة عبر جودة الخدمة (QoS)، وقدرتها على فصل حركة المرور مع شبكات VLAN. في طبقات الشبكة العليا، كانت البروتوكولات مثل NetBIOS و IPX / SPX و AppleTalk وغيرها شائعة، ولكن سادت حزمة بروتوكولات الإنترنت (TCP / IP) كمعيار مفضل. يمكن للشبكات المحلية الحفاظ على الاتصالات مع الشبكات المحلية الأخرى عبر الخطوط المؤجرة أو الخدمات المؤجرة أو عبر الإنترنت باستخدام تقنيات الشبكة الخاصة الافتراضية. اعتمادًا على كيفية إنشاء الاتصالات وتأمينها والمسافة المعنية، يمكن أيضًا تصنيف شبكات LAN المرتبطة كشبكة مدينية (MAN) أو شبكة واسعة (WAN). انظر أيضًا بطاقة الشبكة المراجع أدوات مكتبية شبكات الحاسوب
2927
https://ar.wikipedia.org/wiki/22%20%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1
22 نوفمبر
22 نوفمبر أو 22 تشرين الثاني أو يوم 22 \ 11 (اليوم الثاني والعشرين من الشهر الحادي عشر) هو اليوم السادس والعشرين بعد الثلاثمائة (326) من السنة، أو السابع والعشرين بعد الثلاثمائة (327) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 39 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1574 ـ اكتشاف جزر خوان فرنانديث قبالة سواحل تشيلي. 1914 – سقوط مدينة البصرة العراقية بيد البريطانيين خلال الحرب العالمية الأولى، وقد دخلوها بقصد حماية أنابيب النفط. 1924 - توجيه إنذار بريطاني إلى حكومة سعد زغلول عقب مقتل سردار الجيش المصري وحاكم السودان السير لي ستاك بوجوب إعلان الاعتذار وتقديم التعويض اللازم وسحب القوات المصرية من السودان، وقد وافقت الحكومة المصرية على هذه المطالب فيما عدا ما يتعلق بالسودان، ولما أصر البريطانيون على مطالبهم استقال سعد زغلول احتجاجًا على ذلك. 1943 - لبنان يحصل على استقلاله من فرنسا، وبشارة الخوري يتولى رئاسته. 1963 - اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي قنصاً وذلك أثناء زيارته لمدينة دالاس. 1967 - صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بعد حرب 1967، وقد نص القرار على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها نتيجة هذه الحرب واحترام سيادة دول المنطقة على أراضيها وحرية الملاحة في الممرات الدولية وحل مشكلة اللاجئين وإنشاء مناطق منزوعة السلاح. 1975 - تنصيب خوان كارلوس ملكًا على إسبانيا بعد وفاة الديكتاتور فرانثيسكو فرانكو وبناء على وصيته، وبذلك أعيد النظام الملكي إلى إسبانيا. 1989 - اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية رينيه معوض بسيارة مفخخة في أحد شوارع بيروت. 1990 - رئيسة وزراء المملكة المتحدة مارغريت ثاتشر والملقبة بالمرأة الحديدية تقدم استقالتها من منصبها إلى الملكة إليزابيث الثانية. الرئيس الأمريكي جورج بوش يزور القوات الأمريكية المرابطة في السعودية استعدادًا لحرب الخليج الثانية. 2003 - معارضون للرئيس الجورجي إدوارد شيفردنادزه يقتحمون البرلمان مطالبين باستقالته. 2004 - بدء الثورة البرتقالية في أوكرانيا على إثر نتائج الانتخابات الرئاسية المشكوك بصدقيتها. 2005 - انتخاب أنغيلا ميركل مستشارة لألمانيا، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب. 2010 - الكنيست يقر مشروع قانون يلزم الحكومات الإسرائيلية بأن تطرح للاستفتاء الشعبي أي انسحاب تريد الإقدام عليه كجزء من اتفاق سلام من القدس الشرقية وهضبة الجولان المحتلين، والسلطة الوطنية الفلسطينية تعتبر هذا القانون بمثابة استهزاء بالقانون الدولي. الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يفتتح الدورة العشرين لبطولة كأس الخليج لكرة القدم المقامة في مدينة عدن والتي تستضيفها اليمن للمرة الأولى. 2011 - افتتاح أعمال المجلس الوطني التأسيسي في تونس المخول بوضع دستور جديد للبلاد، وفي الجلسة الافتتاحية تم انتخاب مصطفى بن جعفر رئيسًا للمجلس. المشير محمد حسين طنطاوي يعلن عن قبول المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم لاستقالة حكومة عصام شرف وتكليفها بتسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. 2012 - الرئيس المصري محمد مرسي يصدر إعلانًا دستوريًا جديدًا حصن فيه جميع قرارات الرئيس منذ توليه الرئاسة، كما أصدر قرارًا بمنع حل مجلس الشورى بأمر قضائي، كما حصن الجمعية التأسيسية للدستور من أي قرار بحلها بحكم قضائي، كما أصدر قرارًا بتعيين النائب العام بحيث يعين لمدة أربع سنوات. 2013 - النرويجي ماغنوس كارلسن يصبح البطل العشرين في بطولة العالم للشطرنج بعد فوزه أمام بطل نسخة 2012 الهندي فيشفاناثان اناند في إطار بطولة العالم للشطرنج 2013 المنعقدة في مدينة تشيناي في الهند. 2016 - اندلاع أكثر من 200 حريق في أماكن متفرقة بغابات إسرائيل. 2017 - رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري يعود إلى لبنان ويعلن تريُثه في تقديم استقالته بعد أن تقدَّم بها قبل 18 يومًا. 2022 - فوز تاريخي للمنتخب السعودي على الأرجنتين في كأس العالم 2022. مواليد 1643 - روبير دو لا سال، مستكشف فرنسي. 1808 - توماس كوك، رجل أعمال بريطاني. 1819 - جورج إليوت، روائية إنجليزية. 1852 - بول دو كونستنت، سياسي فرنسي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1909. 1869 - أندريه جيد، كاتب فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1947. 1877 - خوان غامبر، رجل أعمال ولاعب كرة قدم سويسري. 1881 - أنور باشا، قائد عسكري عثماني 1890 - شارل ديغول، رئيس فرنسا. 1901 - خواكين رودريغو، موسيقي إسباني. 1904 - لوي نيل، عالم فيزياء فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1970. 1909 - ميخائيل ميل، صانع طائرات روسي. 1912 - الشيخ عبد العزيز بن باز، عالم دين سعودي. 1913 - فطين عبد الوهاب، مخرج مصري. 1917 - السير أندرو هكسلي، عالم فيزيولوجيا وفيزياء حيوية بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1963. 1919 - سالم حنا خميس، عالم رياضيات فلسطيني. 1926 - جيرالدين بيج، ممثلة أمريكية. 1930 - فيكتور نورينبيرغ، لاعب كرة قدم لوكسمبورغي. حسب الله الكفراوي، سياسي مصري ووزير أسبق للإسكان. 1934 - أحمد سيف الإسلام، محامي مصري. 1944 - علي الكوراني، رجل دين شيعي لبناني. 1948 - رادومير أنتيتش، لاعب ومدرب كرة قدم صربي. 1967 - مارك رافالو، ممثل أمريكي. بورس بيكر، لاعب كرة مضرب ألماني. 1968 - عزة بهاء، ممثلة مصرية. صبري فواز، ممثل مصري. 1969 - برناديت حديب، ممثلة لبنانية. بننو يلدرملار، ممثلة تركية. 1970 - ياسر المصري، ممثل أردني. 1971 - أمجد طعمة، ممثل سوري. 1973 - عبد الفتاح بوعكاز، إعلامي وشاعر جزائري. 1975 - جونكو ميناغاوا، ممثلة أداء صوتي يابانية. 1976 - وائل جسار، مغني لبناني. تورستن فرينجز، لاعب كرة قدم ألماني. 1980 - ياسر الدوسري، قارئ قرآن سعودي. 1981 - سيفيرين غانتسارتسيك، لاعب كرة قدم بولندي. 1982 - ياكوبو إيغبيني، لاعب كرة قدم نيجيري. عبد الله الطليحي، لاعب كيك بوكسينغ ومذيع وممثل كويتي. عمرو سلامة، مخرج مصري. 1983 - بيتر راماج، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1984 - إبراهيم هزازي، لاعب كرة قدم سعودي. سكارليت جوهانسون، ممثلة أمريكية. 1985 - أسامواه جيان، لاعب كرة قدم غاني. 1986 - أيتن عامر، ممثلة مصرية. 1987 - مروان فيلايني، لاعب كرة قدم بلجيكي. 1989 - كريس سمولينغ، لاعب كرة قدم إنجليزي. وفيات 1207 - أبو عمران الميرتلي، متصوف وشاعر ومفسر ومحدث موحّدي أندلسي. 1617 - السلطان أحمد الأول، السلطان العثماني الرابع عشر. 1718 - إدوارد تيش، قرصان إنجليزي معروف باسم «اللحية السوداء». 1916 - جاك لندن، كاتب أمريكي. 1941 - فيرنر مولديرز، عسكري ألماني. 1944 - السير آرثر ستانلي إدنغتون، عالم إنجليزي في علم الفلك والفيزياء. 1963 - جون كينيدي، رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون. ألدوس هكسلي، كاتب إنجليزي. كليف لويس، أديب ايرلندي. 1981 - هانس كريبس، عالم كيمياء حيوية بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1953. 1986 - سكاتمان كروذرس، ممثل أمريكي. 1989 - رينيه معوض، رئيس الجمهورية اللبنانية التاسع. 2010 - مصطفى السلاب، سياسي ورجل أعمال مصري. 2011 - سفيتلانا ستالين، ابنة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في لبنان. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية نوفمبر
2928
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9
شبكات واسعة
الشبكات الواسعة وهي الشبكات التي تغطي مناطق جغرافية واسعة. أفضل مثال عن الشبكات الواسعة هو شبكة الإنترنت. تستخدم الشبكات الواسعة لوصل الشبكات المحلية مع بعضها، حيث يستطيع المستخدمين في منطقة ما التواصل مع المستخدمين في منطقة أخرى. شبكات الحاسوب
2929
https://ar.wikipedia.org/wiki/22%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
22 فبراير
22 فبراير أو 22 شُباط أو يوم 22 \ 2 (اليوم الثاني والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم الثالث والخمسون (53) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 312 يومًا لانتهاء السنة، أو 313 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 1958 - الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة باتحاد بين سوريا ومصر وذلك بعد تنازل شكري القوتلي عن الحكم لجمال عبد الناصر. 1972 - الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني يتولى مقاليد الحكم في دولة قطر بعد قيامة بانقلاب أبيض على ابن عمه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني. 1973 - تأسيس جامعة قطر. 1974 - انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور في باكستان. 1986 - وزارة الداخلية الإسبانية ترخص لحزب الديمقراطيين المليليين ليصبح حزبًا مشروعًا يمارس نشاطه داخل مدينتي سبتة ومليلية. 1987 - تأسيس جمهورية إثيوبيا الشعبية الديمقراطية 1990 - ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء الغربية جوهانس مانز يقوم بزيارة الصحراء للإطلاع على الوضع بالمنطقة. 1991 - العراق يقبل بالمقترح السوفييتي لوقف إطلاق النار، والولايات المتحدة ترفض هذا المقترح لكنها تعد العراق بأنها لن تهاجم القوات العراقية التي ستنسحب من الكويت في غضون 24 ساعة. 2006 - تفجير في ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري يؤدي إلى تدمير القبة بالكامل. 2008 - افتتاح شارع المعز في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية ليكون أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية. 2009 - انفجار بحي الحسين في القاهرة يؤدي إلى مقتل سائحة فرنسية وإصابة 10 آخرين. 2011 – زلزال في نيوزيلندا يعد الأكثر دموية يضرب كرايستشيرش، مما أسفر عن مقتل 185 شخصًا. 2012 – مقتل 51 شخصًا وإصابة 700 آخرين في حادث قطار في بوينس آيرس بالأرجنتين. 2014 - رئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش يعزل من قبل المجلس الأعلى الأوكراني بتصويت 328-0، محققًا هدفًا رئيسيًا لتمرد الميدان الأوروبي. 2015 – انقلاب عبارة تقل 100 راكب في نهر بادما ، مما أسفر عن مقتل 70 شخصًا. 2017 - علماء الفلك يعلنون أن النجم ترابيست-1 يضم سبعة كواكب خارج المجموعة الشمسية، بعضها يدور في نطاقه الصالح للحياة. 2018 – رجل يلقي قنبلة يدوية على سفارة الولايات المتحدة في بودغوريتشا بالجبل الأسود، ويُقتل في مكان الحادث إثر انفجار ثان ولم يصب أحد غيره. 2018 – إنهاء عمل لجنة الأمم المتحدة للتعويضات التي كانت تشرف على استقطاع تعويضات من حكومة العراق نتيجة لغزوها واحتلالها للكويت. 2023 - مقتل 11 فلسطينيًّا وإصابة 102 بالرصاص الحي إثر اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس. مواليد 1732 - جورج واشنطن، رئيس الولايات المتحدة الأول. 1788 - آرثر شوبنهاور، فيلسوف ألماني. 1857 - هاينريش هيرتز، عالم فيزياء ألماني. 1886 - هوغو بال، شاعر وأديب ألماني. 1914 - ريناتو دولبيكو، عالم فيروسات إيطالي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1975. 1919 - تحية كاريوكا، راقصة شرقية وممثلة مصرية. المهدي بنونة، صحفي وسياسي ودبلوماسي مغربي. 1936 - جون مايكل بيشوب، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1989. 1938 - نادية عزت، ممثلة مصرية. طه ياسين رمضان، سياسي عراقي. 1943 - هورست كولر، رئيس ألمانيا. 1946 - فرد هاليداي، مؤرخ أيرلندي. 1947 - عبد الستار البصري، ممثل عراقي. 1950 - خالد زكي، ممثل مصري. 1958 - قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية. 1963 - كارمن لبس، ممثلة لبنانية. 1969 - بريان لاودروب، لاعب كرة قدم دنماركي. توماس جين، ممثل أمريكي. 1974 - جيمس بلانت، مغني إنجليزي. 1975 - درو باريمور، ممثلة أمريكية. 1977 - هاكان ياكين، لاعب كرة قدم سويسري. 1979 - بريت إيمرتون، لاعب كرة قدم أسترالي. 1983 - بهاء الكافي، مغنية وممثلة تونسية. 1985 - عامر بوعزة، لاعب كرة قدم جزائري. جورجيوس برينتيزيس لاعب كرة سلة أمركي 1987 - طلال العامر، لاعب كرة قدم كويتي. 1988 - ريهام نبيل، ممثلة مصرية. وفيات 1512 - أمريكو فسبوتشي، بحار ومستكشف إيطالي. 1938 - ماكس فيين، فيزيائي ألماني. 1944 - إدوارد أوسكار أولريش، إحاثي أمريكي. 1958 - أبو الكلام آزاد، سياسي وخطيب هندي. 1988 - ميخائيل نعيمة، أديب وكاتب لبناني. 1991 - صالح جغام، إذاعي وأعلامي تونسي. 1992 - أحمد راتب النفاخ، عالم ومحقق ومدقق ثراث سوري. 1999 - عقيلة راتب، ممثلة مصرية. 2000 - حسام الدين مصطفى، مخرج مصري. 2006 - أطوار بهجت، إعلامية عراقية. 2008 - مجد البرغوثي، داعية إسلامي فلسطيني. 2011 - نسيب البيطار، إعلامي إماراتي من أصول أردنية. 2021 - أنيس نقاش، محلل وسياسي لبناني أعياد ومناسبات اليوم الوطني في سانت لوسيا. يوم التأسيس في السعودية. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2930
https://ar.wikipedia.org/wiki/14%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
14 ديسمبر
14 ديسمبر أو 14 كانون الأوَّل أو يوم 14 \ 12 (اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الثامن والأربعين بعد الثلاثمائة (348) من السنة، أو التاسع والأربعين بعد الثلاثمائة (349) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 17 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 557 - القسطنطينية تتعرض لدمار شديد من جراء زلزال. 1751 - تأسيس «أكاديمية ثريشيان العسكرية» كأول أكاديمية عسكرية في العالم. 1825 - اندلاع ثورة الديسمبريين في الإمبراطورية الروسية ضد القيصر نقولا الأول. 1865 - انطلاق رحلة السفير المغربي محمد بنسعيد السلاوي إلى فرنسا. 1900 - ماكس بلانك يقدم اشتقاق نظري لقانون إشعاع الجسم الأسود في ميكانيكا الكم. 1901 - العالم غولييلمو ماركوني يجري أول اتصال لاسلكي. 1911 - المستكشف النرويجي روال أموندسن يصل مع أربعة من زملائه إلى نقطة القطب الجنوبي للمرة الأولى. 1939 - إقصاء الاتحاد السوفيتي من عصبة الأمم وذلك بعد مهاجمته فنلندا فيما سمي بحرب الشتاء. 1947 - إفتتاح ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد. 1950 - الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على إنشاء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والتي كان الهدف من إنشائها توفير المساعدات الإنسانية وحماية اللاجئين وحل مشكلاتهم في مختلف أنحاء العالم. 1955 - إنضمام 16 دولة إلى الأمم المتحدة منها الأردن وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال. 1957 - تأسيس الهلال الأحمر المغربي. 1967 - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصدر بلاغها العسكري الأول. 1981 - إسرائيل تصدر قراراً بضم هضبة الجولان السوري المحتل، وفرض قانونها عليه، والمجتمع الدولي يقابل القرار بالرفض. 1987 - الإعلان الرسمي عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية / حماس كمنظمة وطنية جهادية تهدف إلى استرداد فلسطين الوطن التاريخي القومي للفلسطينين وعاصمته القدس، أسس الحركة أحمد ياسين. 1988 - الولايات المتحدة توافق للمرة الأولى على إجراء مباحثات مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية وذلك منذ اعتراف الأمم المتحدة بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ومنحها عضوية الأمم المتحدة بصفة مراقب. 2003 - رئيس باكستان برويز مشرف ينجو من محاولة اغتيال هي الثالثة منذ توليه السلطة. 2004 - كوبا وفنزويلا تؤسسان التحالف من أجل الأمريكتين. افتتاح جسر ميلو رسميًا كأطول جسر في العالم حتى ذلك التاريخ. 2008 - الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يزور العراق ويوقع فيه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية، وقد تعرض الرئيس الأمريكي أثناء مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي إلى قذفه بفردتي حذاء من قبل مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي. 2009 - قادة دول مجلس التعاون الخليجي يطلقون من الكويت مشروع الربط الكهربائي بين دولهم. 2010 - تفجيران انتحاريان في مدينة جابهار الإيرانية في موكب حداد شيعي مزدحم ما أسفرا عن مقتل 32 وجرح 95 شخصا. 2013 - مركبة تشانج آه-3 الصينيَّة تهبط على سطح القمر حاملةً مسبار «يوتو»، لتُصبح بذلك أوَّل مركبة تفعل ذلك مُنذ سنة 1976م. 2017 - شركة والت ديزني تعلن عن استحواذها على معظم أصول شركة «تونتي فرست سينتشوري فوكس» مقابل 52.4 مليار دولار. هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية تصوّت على مقترح يلغي حزمة قوانين أوباما الخاصة بحيادية الإنترنت في البلاد ما سيمنح شركات الاتصال صلاحيات قانونية للتلاعب بسرعات المواقع وفرض رقابة على محتوى الويب. 2021 - اليونسكو تدرج الخط العربي على قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي في 16 دولة عربية. مواليد 1503 - نوستراداموس، طبيب ومنجم فرنسي. 1824 - بيير سيسيل بوفيس دي شافان، رسام فرنسي. 1861 - جرجي زيدان، أديب ومؤرخ لبناني. 1883 - موريهيه أويشيبا، مؤسس الأيكيدو. 1895 - جورج السادس، ملك المملكة المتحدة. بول إيلوار، شاعر فرنسي. 1896 ـ العزيز الجلولي، سياسي ورجل أعمال تونسي. 1909 - إدوارد تاتوم، عالم أحياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1958. 1918 - نور الدين الخياشي، رسام تونسي. 1922 - نيقولاي باسوف، عالم فيزياء روسي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1964. 1924 - جوهر جاسباريان، مغنية أوبرا أرمنية مصرية. 1936 - ثريا الشاوي، كابتن طيار مغربية. 1942 - بوي تونج فونج، باحث فيتنامي وأحد رواد الرسوميات الحاسوبية. 1946 - سليمة خضير، ممثلة عراقية. 1947 - ديلما روسيف، رئيسة البرازيل السادسة والثلاثين. 1956 - سلمان العودة، عالم مسلم سعودي. 1960 - كريس وادل، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. 1965 - تيد رايمي، ممثل أمريكي. سليمان بوغيث، الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة. 1968 - محمد سعد، ممثل مصري. 1970 - آنا ماريا جوبيك مغنية بولندية. 1976 - سانتياغو أزكويرو، لاعب كرة قدم إسباني. شريف فتحي المشد معتقل مصري في غوانتانامو. 1978 - باتي شنايدر، لاعبة كرة مضرب سويسرية. 1979 - مايكل أوين، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1980 - ديديه زوكورا، لاعب كرة قدم إيفواري. 1981 - ليام لورينس، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1982 - ستيف سيدويل، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1985 - ياكوب بلاشتشيكوفسكي، لاعب كرة قدم بولندي. 1988 - فانيسا هادجنز، ممثلة ومغنية أمريكية. 1989 - بيدرو بوتيلهو، لاعب كرة قدم برازيلي. أونيو، مغني كوري جنوبي. وفيات 1542 - جيمس الخامس، ملك اسكتلندا. 1788 - كارلوس الثالث، ملك إسبانيا. 1799 - جورج واشنطن، رئيس الولايات المتحدة الأول. 1860 - جورج هاملتون غوردون، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1861 - الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا. 1890 - محمد فيضي الزهاوي، فقيه وعالم مسلم عراقي. 1933 - محمد حسين الجباوي، فقيه مسلم وشاعر عراقي. 1923 - محمد حسن سميسم شاعر عراقي. 1947 - ستانلي بلدوين، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1956 - يوهو كوستي بآسيكيفي، رئيس فنلندا السابع. 1972 - أنخيل كاراليتشيف كاتب بلغاري متخصص في أدب الأطفال. 1984 - بيثنتي أليكساندري، أديب إسباني حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1977. 1984 - عادل أبو ربيعة، عسكري لبناني. 1989 - أندريه ساخاروف، عالم نووي سوفيتي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1975. 2001 - وينفرد جورج سيبالد، كاتب ألماني. 2009 - رفعت جبريل، رئيس المخابرات العامة المصرية وهيئة الأمن القومي. 2013 - بيتر أوتول، ممثل إيرلندي اشتهر بدوره في فيلم لورنس العرب. 2014 - عبد العزيز دقماق، شاعر ومحامي سوري. 2016 - أحمد راتب، ممثل مصري. 2020 - جيرار هولييه، مدرب كرة قدم فرنسي. أعياد ومناسبات يوم القطب الجنوبي. يوم المعلم في فلسطين. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
2931
https://ar.wikipedia.org/wiki/26%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
26 ديسمبر
26 ديسمبر أو 26 كانون الأوَّل أو يوم 26 \ 12 (اليوم السادس والعشرون من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الستون بعد الثلاثمائة (360) من السنة، أو الحادي والستون بعد الثلاثمائة (361) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 5 أيَّام على انتهاء السنة. أحداث 1898 - ماري كوري وزوجها بيار كوري يكتشفان مادة الراديوم المشعة. 1941 - رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. 1957 - عقد مؤتمر التعاون الأفريقي / الآسيوي في القاهرة. 1990 - الزعيم الديني الإيراني علي خامنئي يعلن تأييده لفتوى أصدرها سلفه الخميني بإهدار دم سلمان رشدي. 1991 - حل الاتحاد السوفيتي. الجبهة الإسلامية للإنقاذ بزعامة عباسي مدني تفوز في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي أجريت على أساس التعددية الحزبية في الجزائر. 1992 - وزير المالية ووزير التخطيط الكويتي ناصر الروضان يقوم بإعادة افتتاح أبراج الكويت بعد أن تعرضت للتخريب والسلب والدمار خلال الغزو العراقي للكويت. 1994 – أربعة خاطفين مسلحين من يسيطرون على طائرة للخطوط الجوية الفرنسية رحلة رقم 8969، وعندما هبطت الطائرة في مرسيليا قامت القوات الفرنسية بقتل الجناة. 2003 - زلزال مدمر يضرب مدينة بم الإيرانية ويخلف عددًا كبيرًا من القتلى. 2004 - زلزال في المحيط الهندي يؤدي إلى نشوء تسونامي، أسفر عن مقتل ما يقرب من 230.000 شخص في أحد عشر بلدا. إجراء الإعادة النهائية للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا وذلك تحت رقابة دولية مشددة بعد اندلاع ما يسمى بالثورة البرتقالية. 2017 - انتخاب لاعب كرة القدم السابق جورج ويا رئيسا لجمهورية ليبيريا بعد تفوقه في الجولة الثانية من الانتخابات على منافسه جوزيف بواكاي. مواليد 1194 - الإمبراطور فريدريك الثاني، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. 1872 - السير نورمان إنجيل، سياسي وأديب إنجليزي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1933. 1891 - هنري ميلر، كاتب أمريكي. 1893 - ماو تسي تونغ، زعيم الحزب الشيوعي الصيني. 1909 - أولدريتش نييدلي، لاعب كرة قدم تشيكوسلوفاكي. 1921 - كمال الشناوي، ممثل مصري. 1924 - إيلي كوهين، جاسوس إسرائيلي. 1928 - مارتن كوبر، مخترع أمريكي وصاحب أول مكالمة هاتفية عبر الهاتف النقال. 1934 - بدر الدين جمجوم، ممثل مصري. 1937 - جون هورتون كونواي، عالم رياضيات بريطاني. 1940 - د. إدوارد بريسكوت، اقتصادي أمريكي حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 2004. 1945 - أحمد يوسف داود، شاعر وروائي سوري. 1947 - عاطف الطيب، مخرج مصري. 1949 - خوزيه راموس هورتا، رئيس تيمور الشرقية الثانى حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1996. 1950 - راجه برويز أشرف، رئيس وزراء باكستان. 1953 - سعاد نصر، ممثلة مصرية. توماس هندريك إلفيس، رئيس إستونيا الرابع. 1961 - فادية عبد الغني، ممثلة مصرية. 1963 - لارس ألريك، عازف درمز دنماركي وعضو فرقة ميتاليكا. 1975 - بدر الجمعة، حارس مرمى كرة قدم كويتي. مارسيلو ريوس، لاعب كرة مضرب من تشيلي. أسعد الزهراني، ممثل سعودي. 1976 - براد سوايل، ممثل كندي. 1979 - كريس دوتري، مغني وعازف أمريكي. فابيان كاريني، لاعب كرة قدم أوروغواني. غادة رجب، مغنية وممثلة مصرية. 1989 - سفيان فيغولي، لاعب كرة قدم جزائري. 1990 - آرون رامزي، لاعب كرة قدم ويلزي. وفيات 1530 - ظهير الدين بابر، مؤسس سلطنة مغول الهند وأول سلاطينها. 1869 - جان لويس ماري بوازوي، طبيب وعالم فيزياء وظائف الأعضاء فرنسي. 1933 - ماري آن بيفان. 1958 - عباس أبو الطوس، شاعر عراقي. 1972 - هاري ترومان، رئيس الولايات المتحدة الثالث والثلاثون. 1974 - فريد الأطرش، مغني سوري مصري 1978 - لؤي كيالي، رسام سوري متأثراً بإصابته بعد شهرين من احتراق مرسمه في ⁧حلب⁩. 1978 - مصطفى إسماعيل قارئ بإذاعة القرآن الكريم في مصر 1979 - كاظم الهجري، فقيه وشاعر سعودي. 1988 - أوتو زدانسكي، عالم نمساوي. 2000 - جيسون روباردس، ممثل أمريكي. 2003 - يوشيو شيراي، ملاكم ياباني. 2006 - جيرالد فورد، رئيس الولايات المتحدة الثامن والثلاثون. 2021 - ديزموند توتو، أسقف وناشط حقوقي جنوب أفريقي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1984. كارولوس بابولياس، رئيس الجمورية اليونانية (2005 - 2015). 2022 - منيرة القبيسي، داعية إسلامية سورية. أعياد ومناسبات يوم الصناديق في المملكة المتحدة ودول الكومنولث. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
2932
https://ar.wikipedia.org/wiki/14%20%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88
14 يوليو
14 يوليو أو 14 تمُّوز أو 14 يوليه أو يوم 14 \ 7 (اليوم الرابع عشر من الشهر السابع) هو اليوم الخامس والتسعون بعد المئة (195) من السنوات البسيطة، أو اليوم السادس والتسعون بعد المئة (196) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 170 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1789 - سقوط سجن الباستيل في فرنسا ويعد من أهم احداث الثورة الفرنسية . 1937 - التوقيع على معاهدة الحدود المشتركة بين العراق وإيران. 1958 - انقلاب عسكري في العراق يطيح بالنظام الملكي، ومقتل الملك فيصل الثاني وأفراد أسرته. 1963 - القوات الإسرائيلية تشن هجومًا على الحدود الأردنية بعد سلسلة من العمليات العسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية انطلاقًا من الأراضي الأردنية. 1969- اندلاع حرب كرة القدم بين الهندوراس و السلفادور 1978 - محكمة سوفيتية تصدر حكمًا بإدانه المنشق ناتان شارنسكي بتهمة الخيانة والتجسس لصالح الولايات المتحدة. 2002 - نجاة الرئيس الفرنسي جاك شيراك من محاولة اغتيال أثناء إستعراض 14 يوليو العسكري. 2007 - محادثات بين الأفرقاء اللبنانيين بمستوى الصف الثاني بمشاركة من ممثلين المجتمع المدني تعقد في «سان كلو» بفرنسا وذلك لحل الخلافات بين السياسيين اللبنانيين برعاية فرنسية رسمية ممثلة بوزير الخارجية برنار كوشنار، واستمرت المحادثات ليومين ولم تؤدي إلى نتيجة ملموسة. 2008 - المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو يصدر مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير وذلك لارتكابه جرائم حرب في إقليم دارفور. 2011 - بدء احتجاجات الإسكان في إسرائيل والتي تطورت لتصبح أكبر حركة احتجاجات شعبية في تاريخها. 2015 - التوصل إلى اتفاق شامل وتاريخي بشأن البرنامج النووي الإيراني بين مجموعة 5+1 وإيران. 2016 - وقوع حادث دهس متعمد بشاحنة بمدينة نيس الفرنسية يسفر عن مقتل 84 شخصا وإصابة 202 آخرين. 2017 - الشُرطة الإسرائيليَّة تُغلق المسجد الأقصى أمام المُصلين يوم الجُمُعة، لِتكون هذه أوَّل مرَّة مُنذُ سنة 1969 عقب مُحاولة مايكل دينس روهن إحراق المسجد، وذلك بعد عملية إطلاق نار وقعت صباحًا في بيت المقدس أدَّت إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشُرطة الإسرائيليَّة. مواليد 1454 - أنجلو بوليزيانو، شاعر وكاتب مسرحي إيطالي. 1602 - جول مازاران، كاردينال ورجل دولة فرنسي. 1862 - غوستاف كليمت، رسام نمساوي. 1868 - جيرترود بيل، باحثة ومستكشفة بريطانية. 1874 - الخديوي عباس حلمي الثاني، خديوي مصر. 1910 - ويليام هانا، منتج ورسام رسوم متحركة أمريكي. 1913 - جيرالد فورد، رئيس الولايات المتحدة الثامن والثلاثون. 1918 - زكي ناصيف، ملحن ومغني لبناني. إنغمار برغمان، مخرج سويدي. 1921 - جوفري ولكنسون، عالم كيمياء إنجليزي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1973. 1935 - ميلان دولينسكي، لاعب كرة قدم تشيكوسلوفاكي. أي إيتشي نيجيشي، عالم كيمياء عضوية ياباني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2010. 1937 - يوشيرو موري، رئيس وزراء اليابان. 1942 - خابيير سولانا، سياسي إسباني. 1945 - سميرة محسن، ممثلة مصرية. محمد سعيد، رجل دين جزائري. 1955 - ساندور بوهل، حكم كرة قدم هنغاري. 1960 - جين لنتش، ممثل أمريكي. 1966 - ماثيو فوكس، ممثل أمريكي. 1971 - هاوارد ويب، حكم كرة قدم إنجليزي. 1977 - الأميرة فيكتوريا، ولية العهد في السويد. 1981 - خالد عزيز، لاعب كرة قدم سعودي. 1984 - نيلمار، لاعب كرة قدم برازيلي. 1987 - آدم جونسون، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1988 - جايمس فاغان، لاعب كرة قدم إنجليزي. وفيات 1200 - ابن البراق الأندلسي، عالم مسلم وشاعر أندلسي. 1223 - الملك فيليب الثاني، ملك فرنسا. 1742 - ريتشارد بنتلي، ثيولوجي إنجليزي. 1827 - أوغستان-جان فرينل، عالم فيزياء فرنسي. 1881 - هنري مكارتي، أمريكي خارج عن القانون. 1944 - أسمهان، مغنية سورية. 1954 - خاسينتو بينابنتي، أديب إسباني حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1922. 1955 - نقولا مخايل غصن، سياسي لبناني. 1958 - الملك فيصل الثاني، ملك العراق. 1990 - عمر أبو ريشة، شاعر سوري. 2007 - إبراهيم الأسود بنحمادي، قصاص ومثقف تونسي معاصر. خالد نصرة، شاعر وصحفي فلسطيني. 2012 - محمد البساطي، أديب مصري. 2021 - ممنون حسين، رئيس باكستان. كورت فيسترجارد، رسَّام كاريكاتيري دنماركي. 2022 - كمال عيد، مخرج مسرحي مصري. أعياد ومناسبات اليوم الوطني في فرنسا، والاحتفال بسقوط سجن الباستيل رمز الظلم أثناء العهد الملكي والقيام بإستعراض 14 يوليو العسكري. عيد الجمهورية في العراق. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية يوليو
2933
https://ar.wikipedia.org/wiki/1%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
1 أكتوبر
1 أكتوبر أو 1 تشرين الأوَّل أو يوم 1 \ 10 (اليوم الأوَّل من الشهر العاشر) هو اليوم الرابع والسبعين بعد المئتين (274) من السنوات البسيطة، أو الخامس والسبعين بعد المئتين (275) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 91 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1791 - الجمعية الوطنية الفرنسية تعقد أولى جلساتها، وهي أول برلمان لفرنسا بعد الثورة. 1891 - افتتاح جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا. 1898 - إمبراطور روسيا نيقولا الثاني يطرد اليهود من كبرى المدن الروسية. 1917 - تولي الإمام الأكبر محمد أبو الفضل الجيزاوي مشيخة الجامع الأزهر. 1918 - دخول القوات العربية بقيادة الشريف ناصر والقوات البريطانية دمشق بعد انسحاب الجيش العثماني، وتأسيس أول حكومة وطنية في سوريا. 1927 - توقيع معاهدة عدم اعتداء بين الاتحاد السوفيتي وفارس. 1932 - أحمد بلافريج يؤسس مدرسة محمد جسوس. 1936 - الجنرال فرانسيسكو فرانكو يتولى رئاسة الحكومة الوطنية الإسبانية. 1940 - القوات الألمانية تغرق السفينة «أمبريس أوف بريتن» التي كانت تنقل أطفالًا بريطانيين إلى كندا أثناء الحرب العالمية الثانية. 1946 - محكمة نورنبيرغ تصدر أحكام بالإعدام على 12 من زعماء النازيين، وبالسجن المؤبد على ثلاثة آخرين. 1948- لجنة التحقيق في النشاطات المعادية للولايات المتحدة تتهم الممثل تشارلي تشابلن بالتجسس لحساب الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية. 1949 - تأسيس جمهورية الصين الشعبية من قبل ماو تسي تونغ، وتعين شو إن لاي على رأس الحكومة. 1958 - انضمام تونس والمغرب إلى جامعة الدول العربية. حل اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية وتحويل أصولها والعاملين فيها إلى ناسا. 1960 - حصلت نيجيريا على استقلالها عن الاحتلال البريطاني. 1963 - تم تأسيس جمهورية نيجيريا. 1965 - نفذ الكولونيل أنتونج والكولونيل لطيف وستة جنرالات من كبار قادة الجيش الإندونيسي محاولة انقلاب فاشلة ضد حكم الرئيس الإندونيسي في ذلك الوقت أحمد سوكارنو. 1969 - طائرة الكونكورد تحقق سرعة طيران تفوق سرعة الصوت وذلك للمرة الأولى في تاريخ الطيران المدني. 1970 - تشييع جنازة الرئيس المصري جمال عبد الناصر. 1971 - افتتاح منتجع والت ديزني العالمي بالقرب من أورلاندو، فلوريدا، الولايات المتحدة. أول أشعة مقطعية للمخ باستخدام الأشعة المقطعية، تمت في مستشفى أتكنسون في ويمبلدون، لندن. 1977 - صدور إعلان أمريكي / سوفيتي يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويطالب من إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967. 1982 - انتخاب هلموت كول مستشارًا لألمانيا الاتحادية. سوني تصدر أول مشغل أقراص مضغوطة (CD) للمستهلك طراز (CDP-101). 1985 - سلاح الطيران الإسرائيلي يقصف مدينة حمام الشط التونسية بهدف ضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وأدى ذلك إلى سقوط 68 قتيلًا. 1988 - انتخاب ميخائيل غورباتشوف رئيسًا للاتحاد السوفيتي. 1991 - مدينة لينينغراد تستعيد اسمها السابق سانت بطرسبرغ. انقلاب في هايتي يطيح بالرئيس المنتخب قبل تسعة أشهر جان برتران أريستيد. الأمم المتحدة تعقد مؤتمراً لقضايا المسنين وتعلن أن عام 2001م عاماً لهم. 1998 - الرئيس التركي سليمان ديميريل يوجه تهديداً لسوريا بسبب دعمها لحزب العمال الكردستاني، وفي وقت لاحق أعلن رئيس الأركان التركي أن تركيا في حال حرب غير معلنة مع سوريا. 2010 - الرئيس الإكوادوري رفاييل كوريا يعلن عن فشل الانقلاب الذي تعرض له بعد قيام وحدات موالية له من الجيش باقتحام المستشفى الذي كان يحتجز فيه وتخليصه من قبضة المتمردين. 2010 - الشبكة الإخبارية الإمريكية «سي إن إن» تنهي خدمات مقدم البرامج الشهير ريك سانشيز بعد انتقاده اليهود. 2013 - الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة وبعد عدم الموافقة على الموازنة في مجلس النواب، تقرر وقف كل خدماتها غير الضرورية، وتُعتَبر هذه الحادثة الأولى منذ 17 سنة. 2014 - تفجيران أحدهما انتحاري أمام مدرسة عكرمة المخزومي في مدينة حمص، يؤديان إلى مقتل 45 مدنياً غالبيتهم العظمى من الأطفال، وجرح 74 آخرين. 2015 - إعصار خواكين يُعيثُ خرابًا في جُزر الباهاماس وسواحل جنوب شرق الولايات المُتحدة مُتسببًا في عدَّة فيضانات ومقتل حوالي 40 شخصًا انهيالٌ في قرية إيلكامبري دوس شرق مدينة غواتيمالا يودي بِحياة 107 أشخاص على الأقل. 2017 - مقتل 58 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 515 في حادثة إطلاق نار في لاس فيغاس في الولايات المتحدة. حكومة إقليم كتالونيا تجري استفتاء استقلال وانفصال الإقليم وسط رفض الحكومة المركزية الإسبانية ووقوع اشتباكات بين الشرطة ومُتظاهرين مؤيدين للاستقلال تسفر عن إصابة 844 شخصًا بجروح متفاوتة. 2018 - القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية تستهدف مقرات مزعومة لقوات داعش بستة صواريخ بالیستیة أرض - أرض وسبع طائرات قتالية من دون طيار قرب مدينة البوكمال شرقي الفرات بسوريا انتقامًا لهجوم الأهواز الذي اتهم النظام الإيراني أعضاء النظيم بتنفيذه. عالما المناعة الأمريكي جيمس أليسون والياباني تاسوكو هونجو يفوزان بجائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء لبحثهما في علاج السرطان. 2019 - خروج مظاهرات في بغداد وعدة مدن عراقية تندد بالفساد والبطالة نتجت عنها اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين أدت إلى ما لا يقل عن 100 قتيل وأكثر من 4000 مصاب. 2020 - بدأ الاحتفال السنوي بالعيد الوطني العراقي. 2021 - حكومة تونسية جديدة برئاسة نجلاء بودن تؤدي اليمين الدستورية، وهي أول حكومة تترأسها امرأة في الوطن العربي. 2022 - مقتل أزيد من 125 شخصًا في تدافُعٍ بملعب كانجوروهان في إندونيسيا. مواليد 208 - ألكسندر سيفيروس، إمبراطور روماني. 1207 - الملك هنري الثالث، ملك إنجلترا. 1507 - ياكوبو باروتسي دا فينيولا، معماري إيطالي. 1542 - جودا باي زوجة الملك جلال الدين اكبر، سلطان سلطنة مغول الهند 1685 - شارل السادس، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. 1754 - الإمبراطور بافل الأول، إمبراطور الإمبراطورية الروسية. 1789 - الإمام حمزة بك الهوتسالي، أحد الأئمة الداغستانيين. 1781 - جيمس لورانس، شخصية عسكرية أمريكية. 1800 - لارس ليفي لايستاديوس، قس لوثري وعالم في علم النبات سويدي. 1912 - محمد الكحلاوي، مغني مصري. 1915 - جيروم برونر، عالم أمريكي في علم النفس. 1920 - والتر ماثو، ممثل أمريكي. 1924 - جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002. 1925 - أمين الهنيدي، ممثل مصري. 1930 - ريتشارد هاريس، ممثل أيرلندي. 1933 - محمد عبد القادر السائحي، شاعر وكاتب قصصي جزائري. 1935 - جولي آندروز، ممثلة بريطانية. 1940 - رؤوف مصطفى، ممثل مصري. 1942 - هند أبي اللمع، ممثلة لبنانية. 1953 - هلال العامري، شاعر عماني. 1958 - أندريه غييم، عالم فيزياء هولندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2010. 1964 - كرستوفر تيتوس، ممثل أمريكي. 1966 - جورج ويا، سياسي ولاعب كرة قدم ليبيري. 1967 - حسام الدين التائب، إعلامي ليبي. 1968 - سليم وردة، سياسي واقتصادي لبناني. 1970 - سعد الصغير، مغني وممثل مصري. 1972 - ليلى حاتمي، ممثلة إيرانية. بهاء سلطان، مغني مصري. 1976 - ديانا حداد، مغنية لبنانية. 1981 - وعد البحري، مغنية سورية. جوليو بابتيستا، لاعب كرة قدم برازيلي. 1982 - أحمد العيدان، لاعب كرة قدم كويتي. 1983 - ميركو فوتشينيتش، لاعب كرة قدم من الجبل الأسود. 1985 - ماجد محمد، لاعب كرة قدم قطري. 1986 - ريكاردو فاز تي، لاعب كرة قدم برتغالي. 1990 - إلهام عبد البديع، ممثلة مصرية. هازل كايا، ممثلة تركية. 1994 - محمود تريزيجيه، لاعب كرة قدم مصري. 1996 - ميلاني ستوك، لاعبة كرة مضرب نرويجية. وفيات 686 - الإمبراطور الياباني تيمو. 717 - سليمان بن عبد الملك، خليفة أموي. 1040 - آلان الثالث، دوق بريتاني. 1404 - بونيفاس التاسع، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1499 - مارسيليو فيسينو، فيلسوف إيطالي. 1901 - عبد الرحمن خان، أمير أفغانستان. 1944 - سليمان بن عطية، فقيه حنبلي وشاعر سعودي. 1957 - عبد الخالق ريندا، سياسي وموظف حكومي تركي. 1959 - إنريكو دي نيكولا، صحفي ومحامي وسياسي إيطالي، وأول رئيس جمهورية إيطالي. 1971 - مهرنوش إبراهيمي، بارتيزانة شيوعية إيرانية. 1992 - بترا كيلي، ناشطة سياسية ألمانية. 2012 - إريك هوبسباوم، مؤرخ بريطاني. 2013 - أرنولد أولا بيرنز، محام أمريكي. توم كلانسي، مؤلف أميركي. 2017 - رؤوف مصطفى، ممثل مصري. 2018 - سعيد بن علي بن وهف القحطاني، عالم مسلم وكاتب سعودي ومؤلف كتاب حصن المسلم. شارل أزنافور، مغني وكاتب أغاني وممثل فرنسي أرمني. أعياد ومناسبات اليوم العالمي للمسنين. اليوم العالمي للقهوة. العيد الوطني في جمهورية الصين الشعبية. عيد الاستقلال في قبرص. عيد الاستقلال في نيجيريا. عيد الاستقلال في توفالو. عيد الطفولة في سنغافورة. يوم المعلم في أرمينيا وأوزبكستان. اليوم العالمي للنباتيين. مراجع وصلات خارجية وكالة الأنباء الأردنية: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2935
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%B5%20%D9%85%D8%B1%D9%86
قرص مرن
القرص المرن أو القُرَيص هو وسيط لتخزين البيانات، يتألف من قطعة دائرية رفيعة مرنة (من هنا جاء الاسم) من مادة مغناطيسية مغلفة ضمن حافظة بلاستيكية مربعة أو دائرية. تتم قراءة وكتابة البيانات إلى القرص المرن باستخدام سواقة أقراص مرنة. كانت الأقراص المرنة شائعة الاستخدام في الثمانينات والتسعينات، خاصة مع الحواسيب المنزلية، كـ ابل 2، وماكنتوش وكومودور 64 وحواسيب اي بي ام المنزلية، لتوزيع البرامج وتبادل البيانات وأخذ النسخ الاحتياطية. قبل اختراع الأقراص الصلبة، كانت الأقراص المرنة تستخدم لتخزين نظام تشغيل وبرامج الحاسوب المنزلي أيضا، حيث أن نواة العديد من أنظمة التشغيل في ذلك الوقت كانت تخزن على ذاكرة القراءة فقط ( ROM ) ، أما نظام التعامل مع الأقراص فيخزن على أقراص مرنة، كنظام التشغيل دوس. في بدايات التسعينات، ونتيجة لتزايد حجم البرامج، كانت الكثير من البرامج توزع على مجموعة من الأقراص المرنة، حتى نهاية التسعينات حيث بدأ منتجو البرامج باستخدام الأقراص الليزرية. كما أن انتشار الإنترنت بشكل واسع أدى إلى استخدام أجهزة تخزين ونقل بيانات أخرى ذات سعات أكبر، كايثرنت وسواقات اليو إس بي. مما أدى إلى تضاؤل استخدام الأقراص المرنة. على الرغم من ذلك، تابع مصنعو الحواسيب الإبقاء على سواقات الأقراص المرنة في الحواسيب التي يبيعونها، للمحافظة على التوافقية مع الأجهزة القديمة، ولانه من المضمون أن تعمل سواقة الأقراص المرنة دون الحاجة لبرنامج قيادة. تصنف الأقراص المرنة دائما بوحدة الإنش، حتى في البلاد التي تستخدم نظام الواحدات القياسي. مبدأ العمل البنية للأقراص المرنة نفس بنية الأقراص الصلبة. يتميز القرص المرن بتكونه من قرص واحد (بوجه واحد أو وجهين). مقسم إلى مجموعة من الدوائر بنفس المركز متباعدة بمسافة متساوية تسمى مسارات. ترقيم المسارات يبدأ من مركز القرص إلى حوافه، يختلف عددها من قرص مرن لأخر. كل مسار مقسم بدوره إلى مقاطع بنفس السعة، قد يكون عددها متساويا (مثل ما هو الحال مع سواقات PC وبسعة 512 بايت) أو متغيرا حسب طول المسار (مثل ما هو الحال مع سواقات Macintosh) لرفع طاقة تخزينها. ويمثل المقطع أصغر جزء يمكن قرأته من القرص. لحساب سعة قرص مرن، نقوم بالعملية التالية:سعة القرص = عدد الأوجه × عدد المسارات × عدد المقاطع بمسار واحد × سعة المقطع''' ميزات الأقراص المرنة التنظيم المنطقي مقطع الإقلاع (Boot): وهو أول مقطع من المسار الأول (المسار رقم 0) من الوجه الأول، ويحتوي هذا المقطع على بيانات عن نوع الوسيط (ميديا)، رقمه التسلسلي، عدد المقاطع في المسار الواحد، خلفية تاريخية البدايات، القرص المرن 8 اعطت شركة أي بي ام قسم تطوير التخزين مهمة تطوير جهاز لتخزين البيانات على ان يكون رخيص الثمن في عام 1967، وذلك لاستخدامه في تحميل البرامج إلى مزوداتها ذات الرقم 370، حيث ان تلك المزودات كانت أول مزودات تستخدم ذاكرة انصاف النواقل التي تتطلب إعادة تحميل البيانات بعد قطع التيار الكهربائي واعادته، تضمنت تلك المزودات سواقات اشرطة، الا انها كانت بطيئة وكبيرة. كما أن أي بي ام احتاجت لوسيلة لارسال التحديثات للزبائن دون أن تكلف أكثر من 5 دولارات. أول النتائج كان قرص مرن بقياس 8" للقراءة فقط، بسعة 80 كيلوبايت، في البدية، استخدم القرص وحده، ولكن وبعد أن أصبح الغبار مشكلة عند التعامل مع القرص، تم تغليفه بمادة بلاستيكية. وأصبح الجهاز الجديد جزءا قياسيا من المزود 370 في عام 1971. في العام 1973، اطلقت أي بي ام اصدارا جديدا من القرص المرن، وذلك ضمن نظام المعلومات 3740، استخدم النظام الجديد القرص نفسه لتخزين 256 كيلوبايت بهيئة أخرى، وكان قابلا للقراءة والكتابة. أصبحت هذه الأجهزة شائعة الاستخدام، وخاصة في نقل حجوم صغيرة من البيانات. عند ظهور الحواسيب الشخصية، وجدت الأقراص المرنة 8" مكانا مناسبا لها، كوسيلة سريعة لتخزين البيانات في ذلك الوقت. لاحقا في عام 1973 تم تطوير نظام اقراص مرنة قادر على تخزين 800 كيلوبايت. القرص المرن 5.25 كانت مشكلة الأقراص 8«انها كبيرة جدا للاستخدام مع أجهزة تحرير النصوص، نتيجة لذلك تم تطوير قرص مرن بقياس 5.25»، وكان قادرا على تخزين 110 كيلوبايت. تميزت الأقراص 5.25«بكونها ارخص من اقراص 8»، فبدأت بالظهور مع الحواسيب. في عام 1978 كان هناك 10 مصنعين للاقراص المرنة 5.25«، وتمكنت هذه الأقراص من الحلول مكان الأقراص 8». في البداية، كانت السواقات قادرة على الكتابة على جهة واحدة من القرص، وكان من الممكن استخدام الوجه الآخر عن طريق قلب القرص، إلى ان ظهرت السواقات القادرة على استخدام الوجهين عام 1978، مما أدى إلى مضاعفة السعة التخزينية. في السبعينات والثمانينات كانت هذه الأقراص الوسيلة الرئيسية للتخزين في الحواسيب الشخصية التي لم تحتو على قرص صلب، وكان نظام التشغيل يحمل من قرص مرن. في الثمانينات، تطورت سعة التخزين من 360 إلى 720 كيلوبايت، ومن ثم إلى 1.2 ميغابايت. في ذلك الوقت كان سعة الأقراص الصلبة تتراوح بين 10 و 20 ميغابايت، فاعتبرت الأقراص المرنة ذات سعة كبيرة جدا. في اخر الثمانينات، أصبحت اقراص 3.5" أكثر انتشارا من اقراص 5.25"، إلى ان حلت مكانها تماما في منتصف التسعينات، لتصبح اقراص 3.5" هي المسيطرة. انظر أيضاً وسائط متعددة قابلة للإزالة مراجع التقانة في 1971 اختراعات أمريكية استحداثات متعلقة بالحواسيب في 1971 علم الحاسوب في 1971 وسائط تخزين حاسوبية اختراعات القرن 20
2940
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%84%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3
كارل ماركس
كارل هانريش ماركس ، (ولد في ترير في 5 مايو 1818 - وتوفي في لندن في 14 مارس 1883)؛ فيلسوف وناقد للاقتصاد السياسي ومؤرخ وعالم اجتماع ومنظر سياسي وصحفي وثوري اشتراكي ألماني؛ درس القانون والفلسفة في جامعتي بون وبرلين، تزوج عام 1843 من الناقدة المسرحية والناشطة السياسية الألمانية جيني فون ويستفالين. بسبب منشوراته السياسية فقد نُزعت الجنسية عنه وأصبح عديماً لها لعقود أثناء عيشه في لندن مع زوجته وأطفاله، خلال حياته طوّر أفكاره بالتعاون مع صديقه فريدرك إنجلز. كتاباته الأشهر هي البيان الشيوعي ورأس المال بأجزائه الثلاثة. كان لفكره السياسي والفلسفي تأثير هائل على التاريخ الفكري والاقتصادي العالمي واستُخدم اسمه للتعبير عن مدرسةٍ فكرية كثيرة التطورات وهي المدرسة الماركسية. نظريات ماركس والمعروفة بأنّها التفسيرات الماركسية؛ ترى بأن المجتمعات البشرية تتطوّر من خلال الصراع الطبقي ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي، وهذا الصراع يتجلّى بين الطبقات البرجوازية الحاكمة والمالكة لوسائل الإنتاج من جهة والطبقات العاملة المعروفة باسم البروليتاريا وهي الطبقات التي تبيع قوّة عملها من خلال عائد الأجور وتمكين وسائل الإنتاج. استخدم ماركس منهج المادية التاريخية النقدي ليتنبأ بأن الرأسمالية ستُنتج توترات داخلية في النظم الاجتماعية والاقتصادية ما سيؤدي لتدميرها ذاتياً واستبدالها بنظام يُعرف بنمط الانتاج الاشتراكي، حيث رآى أنّها تفرز أزمات نتيجة عدم استقرارها الجزئي وهذا من شأنهِ أنّ يؤدي لوصول الطبقة العاملة لمرحلة الوعي الطبقي ما يدفعها للاستلاء على السلطة السياسية وإنشاء المجتمع الشيوعي في نهاية المطاف وهو مجتمع لا طبقي مكوّنٌ من الارتباط الحر بين المنتجين. ناضل ماركس من أجل تنفيذ مبادئه بحجة أنّ الطبقة العاملة يجب أن تقوم بعمل ثوري لإسقاط الرأسمالية وتحقيق التحرر الاجتماعي والاقتصادي. وُصف ماركس بأنّه أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ البشرية وتعرضت أعماله للمدح والانتقاد. مهّد عمله في رأس المال لنظرياتٍ عديدة حول علاقة العمل برأس المال. عديد النقابات العمالية والفنانين والأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم تأثروا بأفكاره وعملوا على تطويرها أو تكييفها مع مجتمعاتهم، يُستشهد بماركس باعتباره أحد المهندسين المعماريين الرئيسين في علم الاجتماع الحديث. السيرة الشخصية مرحلة الطفولة والتعليم المبكر: 1818-1836 ولد كارل هانريش ماركس في 5 مايو 1818 في مدينة ترير التابعة لمملكة بروسيا؛ لعائلةٍ يهودية لكن أبوه كان قد اعتنق المسيحية اللوثرية قبل ولادته بسنة واستبدل اسم هرشل ماركس ليفي ليُصبح هنريش ماركس. ماركس هو الطفل الثاني لعائلةٍ تكوّنت من ثمانية أطفال، والدُه كان مُحامياً منحدراً من عائلةِ حاخاماتٍ يهود وهو نسبٌ مُشابه لأقربائه من أمهِ فهم كانوا حاخامات يهود أيضاً. مدينة ترير التي وُلد فيها كارل ماركس كانت جزءاً من مقاطعة نهر الراين السفلي التابع للملكة بروسيا، والد ماركس هو أول من تلقى تعليماً علمانياً في العائلة وأصبح محامياً يتمتع بدخل مُريح واعتُبر أنّ العائلة من الطبقة العُليا حيث إضافة لدخل الوالد من المحاماة كانت العائلة تمتلك عدداً من المزارع قرب نهر موزيل وتُنتج من خلالها النبيذ عالي الجودة. لم يكن والده متديناً بل كان من رجال عصر النهضة واهتم بأفكار إيمانويل كانط وفوليتير؛ انتهج الليبرالية الكلاسيكية ودفع باتجاه تطبيق إصلاحاتٍ دستورية في بروسيا المُتمتعة آنذاك بنظامِ حكمٍ ملكيٍ مُطلق. بعد عمله في المحاماة بأربع سنين انتقل للعيش مع عائلته في عقارٍ مكونٍ من عشر غرف بالقرب من ، زوجته هنرييت برسبرغ كانت يهودية هولندية من عائلة تمتلك تجارة مزدهرة؛ وأسَّست لاحقاً شركة فيليبس، أما أختها صوفي برسبرغ فتزوجت من ليون فيليبس وكانت جدّة لكل من جيرارد وأنطون وفريتس فيليبس. شركة ليون فيليبس كانت تُنتج التبغ الهولندي الفاخر وقد اعتمد ماركس وزوجته عليها في وقت لاحق للحصول على قروض أثناء إقامتهما في لندن. ماركس لم يكن يهودياً في الدين بل في العرق وحسب، اهتم بالأفكار الفلسفية الهيجلية بشكلٍ خاص عندما كان طالباً في جامعة بون وبعدها في جامعة برلين. بحلول عام 1836 كان ماركس قد نضج نوعاً ما وأصبح يُناقش والده في الأدب والسياسة والقانون وقد أثنى والده عليه وكتب له في إحدى الرسائل من ذات العام كان ماركس قد التقى بجيني فون ويستفالين في العام نفسه وبدأ في تبادل رسائل الغرام معها. كتب ماركس مقالات لعدّة صحف لعلّ أبرزها صحيفة لاغازيت دو كولونيا. الهيغلية والصحافة المبكرة: 1836-1843 قضى ماركس صيف وخريف عام 1836 في ترير وخلال هذه الفترة أصبح أكثر جدية اتجاه دراسته وفي الفترة نفسها قابل جيني فون ويستفالين وهي فتاة متعلمة من الطبقة الحاكمة في بروسيا، كانت جيني على علاقة بشاب أرِستُقراطي لكنها قطعت علاقتها به لأجل الارتباط بماركس ليخلُقا علاقةً مثيرةً للجدل بسبب الاختلاف العرقي والطبقي بينهما ورغم هذه الفوارق إلاّ أنّ ماركس استطاع إنشاء صداقة مع والدها لودفيج فون ويستفالين. برغم حصول ماركس على قبول لدراسة القانون في برلين إلاّ أنّه كان مفتوناً بالفلسفة ومُقتنعاً بأنّ لا شيء يُمكن أن يُنجز بدونها. زاد اهتمام ماركس بالفيلسوف المُتوفي حديثا هيغل والذي نوقشت أفكاره بشكل واسع حينها من خلال الندوات الثقافية وخلال فترة نقاهة قضاها في ستارلا انضم لنادي الأطباء وهي مجموعة من الطلاب الذين ناقشوا الأفكار الهيغلية، من خلال هذه المجموعة انخرط بتنظيم راديكالي عُرف باسم الهيغليين الشباب واللذين كانوا يجتمعون حول لودفيغ فيورباخ برونو باور. كان الهيغليون الشباب متفقين مع ماركس حيث انتقدوا الفرضيات الميتافيزيقية الهيغلية لكنهم تبنوا الأسلوب الجدلي لتوجيه النقد الاجتماعي والسياسي والديني من وجهة نظر يسارية. في عام 1838 توفي والد ماركس وهو ما أثر على ماركس الذي بقي يعتز بذكرى والده طوال حياته. أنهى ماركس كتابة قصته العقرب وفيليكس عام 1837 وهي القصة الوحيدة التي كتبها كما أنهى مسرحية شعرية بعنوان دراما ألينم إضافة لبعض قصائد الحب التي كتبها لجيني؛ هذه الأعمال الأدبية لم تُنشر أثناء حياته، لاحقا تخلّى عن اهتمامته الأدبية لأجل أهدافٍ أُخرى من بينها تعلم الإنكليزية والإيطالية ودراسة تاريخ الفن وترجمة الأعمال الكلاسيكسة اللاتينية إضافة لانشغاله بالعمل على أطروحة الدكتوراه الفرق بين الفلسفتين الديموقريطية والأبيقورية عن الطبيعة والتي وُصفت بأنّها عمل جريء يُوضح أنّ اللاهوت يجب أن يخضع للحكمة المُتعالية للفلسفة. أثارت الأطروحة الجدل خصوصاً بين الأساتذة المُحافظين في جامعة برلين ما دفع ماركس لإرسال الأطروحة لجامعة جينا الأكثر ليبرالية والتي وافقت على مناقشتها ومنحته عليها درجة الدكتوراه في أبريل 1841. بدأ التعاون بين ماركس وبرونو باور على تعديل الفلسفة الهيغلية عام 1840 وفي عام 1841 بدأ بالتخطيط لإنشاء مجلة تحت عنوان أرشيفات إلحادية لكن المجلة لم تصل مرحلة النضج أبداً. حاول ماركس أن يُراعي اهتمامه الأكاديمي لكن حظر هذه الأعمال كان يتزايد حيث عارضت حكومة بروسيا بشكل متزايد الليبرالية الكلاسيكية والهيغليين الشباب، ما دفعه للانتقال إلى كولونيا عام 1842 ليعمل كاتب في صحيفة راديكالية هي ولاحقاً أصبح رئيس تحريرها وزاد تعبيره عن آرائه الاشتراكية كما وضَحَ اهتمامه بعلم الاقتصاد، وانتقد اليميمنية الأوربية في حكومة بروسيا وبعض الشخصيات الليبرالية والاشتراكية واعتقد أنّهم يأتون بنتائج عكسية. هذه الآراء دفعت الحكومة البروسية لرقابة الصحيفة وإزالة محتويات من الأعداد قبل الطباعة لضمان خلوها من المواد «المثيرة للفتنة» وقد علق ماركس . حُظرت الصحيفة عام 1843 بعد طلب من الإمبراطور الخامس عشر لروسيا نيكولاي الأول وذلك بعد نشرها مقالاً ينتقد بشدة الملكية في بروسيا. باريس: 1843-1845 في 11 أكتوبر 1843 وبعد زواجه من جيني وصل معها إلى باريس التي كانت عاصمة العالم الفكرية؛ وأصبح مُحرراً في صحيفة الحولية الألمانية الفرنسية وهي صحيفة يسارية أنشأها الاشتراكي الألماني أرنولد روج للتقريب بين الراديكاليين الألمان والفرنسيين. بعد وصوله سكن ماركس مع زوجته في سكنٍ جامعي بشارع فانو، إلاّ أنّ ظروف الحياة أجبرتهم على تغيير مكان السكن بعد ولادة ابنتهم جيني. رغم محاولة الصحيفة جلب كتّاب مختلفي الجنسيات الأوروبية إلاّ أنّ الألمان هيمنوا عليها ولم تحوي إلاّ كاتب وحيد غير ألماني هو الشيوعي الروسي ميخائيل باكونين. شارك ماركس بمقالين هُما نقد فلسفة الحق عند هيغل وحول المسألة اليهودية، وقد قدم في مقاله الثاني أرائه حول الطبقة العُمالية وشرح قوتهم الثورية ووضّح اعتناقه للشيوعية، رغم نشر مقال واحد فقط إلاّ أنّ ذلك يُعد نجاحاً نسبياً وفي الغالب فقد نُشر المقال بسبب تضمينه قصيدة غنائية لهاينرش هاينه يسخر فيها من لودفيج ملك بافارايا وهو ما دفع الولايات البروسية إلى حظر الصحيفة ومصاردة النسخ المستوردة، لكن وبسبب عدم توفر المقالات الفرنسية فإن الصحيفة تتعرض للفشل حتّى اسمها لم يعد صحيحاً «الحوليات الفرنسية-الألمانية» ما يدفع أرنولد روج للتأخر في دفع رواتب ماركس وصولاً لعدم تمويل النسخ المستقبلية من الصحيفة ما أدى لانهيار علاقة الصداقة بينه وبين ماركس. بعد انهيار الصحيفة بدأ ماركس بالكتابة للصحيفة الألمانية الراديكالية اليسارية إلى الأمام وهي الصحيفة الوحيدة التي لم تكن تخضع للرقابة ولها علاقات مع رابطة العدالة المكونة من الاشتراكيين المثاليين؛ حضر ماركس بعض لقاءاتها لكنه لم يشارك، شكل عمله في الصحيفة أساساً لصقل وجهات نظرة حول الاشتراكية المبنية على أفكار الديالكتيكية المادية لهيغل وفيورباخ وفي نفس الوقت أنتقد الليبراليين والاشتراكيين الأخرين الموجودين في أوروبا. في 28 أغسطس 1844 التقى ماركس لأول مرة بفريدرك إنجلز والذي سيصبح صديقه المُقرب لاحقاً، كان إنجلز بروسياً أيضاً ومُحباً لفلسفة هيجل وكان من عائلةٍ غنية. اللقاء كان في مقهى لاريجونس وعرض إنجلز على ماركس عمله حديث النشر ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا في عام 1844 وتحدث معه عن الطبقة العاملة التي ستكون وفق رؤية إنجلز فاعل وأداة آخر ثورة بالتاريخ؛ بعدها قررا كتابة نقدٍ حولَ الأفكار الفلسفية لصديق ماركس السابق برونو باور ونُشر العمل عام 1845 تحت عنوان العائلة المقدسة. على الرغم من انتقاد ماركس لباور إلاّ أنّه تأثر بشكل متزايد بأفكار الشباب الهيغليين ماكس شتيرنر ولودفيغ فويرباخ، لكن في النهاية تخلّى ماركس وصديقه عن مادية فويرباخ. خلال فترة معيشته في المنزل 38 بشارع ريو فانيو في باريس؛ انكبّ ماركس بدارسةٍ مُكثفةٍ للاقتصاد السياسي فقرأ آدم سميث وديفيد ريكاردو وجيمس مل وآخرون إضافة لقراءة أعمال الاشتراكيين الفرنسيين خصوصاً هنري دو سان سيمون وشارل فورييه وقراءة التاريخ الفرنسي. دراسة الاقتصاد السياسي هي التي سيُتابعها ماركس طوال حياته ويُنتج منها أهم أعماله وهو كتاب رأس المال بمجلداته الثلاثة. استندت الماركسية بشكل عام على ثلاث دعائم هي جدلية هيغل والاشتراكية الطوباوية الفرنسية والاقتصاد الإنكليزي، ومع دراسته السابقة لجدلية هيغل كانت دعائم الماركسية الثلاث قد تكوّنت خلال إقامته في باريس مع حلول خريف 1844. كان ماركس يضطر غالباً لإهمال دارسته في الاقتصاد السياسي ليس فقط بسبب مطالب الحياة اليومية بل وأيضاً لكونه صحفياً في صحيفة مُتطرفة إضافة لتوجيهه لجهود حزب سياسي خلال سنوات الانتفاضات الثوريّة المُحتمل حدوثها، لكنه بقي مُنجذباً بشكلٍ كبير لفهم العوامل الداخلية للرأسمالية. أثنى ماركس على أفكار فيورباخ وانطلق منه في تحليله «للعمل المُغتَرَب» ؛ وبعدها حلّل مفهوم الاغتراب، ما يُشير إلى أنّ مخطط الماركسية تكوّن بذهنه في أواخر 1844 أو أوائل 1845 حيث وضع العديد من السّمات الأساسية للرؤية الماركسية لكنه احتاج لتدوين كل تفصيلة لتوضيح نقده الجديد للاقتصاد السياسي. وعليه فقد كتب الكثير من المخطوطات الاقتصادية والفلسفية. دراسة ماركس المستمرة للاقتصاد السياسي والرأسمالية دفعه لإدراك ضرورة أن يُبنى منهجه الجديد على أساس مادي متطوّر. كُتبت غالبية المخطوطات الاقتصادية والفلسفية بين أبريل وأغسطس من العام 1844، لكن ماركس أدرك سريعاً أنّها تأثرت ببعض أفكار فيورباخ غير المُتشقة ما دفعه للانفصال عن مادية فيورباخ لصالح المادية التاريخية. هذا الانفصال دفع ماركس بعد انتقاله لبروكسل لكتابة أُطروحاته الحادية عشر حول فيورباخ واشتهرت باسم والتي تنص على أن الفلاسفة فسروا العالم بطرق مختلفة، لكن الهدف هو تغيره. انتقد ماركس في عمله الفلسفات السابقة بشكل عام فهي تقوم بوصف العالم المجرد فقط، المادية عند فيورباخ بشكل خاص بوصفها مادية تأملية وانتقد المثالية على اعتبارها تختزل الممارسة والنظرية، وهذه كانت الإشارة الأولى للمادية التاريخية حيث قدم ماركس حجّة مفادها أن العالم لا يتغير بالأفكار ولكن من خلال الممارسة والنشاط الفعلي والمادي. في عام 1845 استجابت الحكومة الفرنسية لبرقية الملك البروسي الطالبة بإغلاق صحيفة إلى الأمام وطُرد ماركس من فرنسا لينتقل للعيش في بروكسل. بروكسل 1845-1848 مع عدم القدرة على البقاء في فرنسا واستحالة العودة إلى ألمانيا غادر ماركس إلى بروكسل عام 1845 رفقة زوجته جيني التي كانت حاملاً وابنته المريضة جينين؛ فُرض على ماركس مثل كل المهاجرين التوقف عن العمل بالسياسة لذلك كان مُطالب بالبحث عن وظيفة لكنّه كان يمقت هذا التصرف وقرر الاعتماد على كتاباته لكسب عيشه وفي انتظار الفرصة للكتابة استطاع أن يحصل على منزل فسيحاً في بروكسل. وتحوّل إلى قيادي شيوعي بارز وأنشأ علاقات مع الاشتراكيين المنفيين من جميع أنحاء أوروبا مثل موزس هس وكارل هاينزن و. انضم إنجلز لهم في أبريل 1845 بعد مغادرته ألمانيا وأصبح ماركس وإنجلز أعضاء في وكُلفوا بكتابة البرنامج السياسي لرابطة والذي سيُعرف لاحقا بالبيان الشيوعي. انضمت صديقة إنجلز ماري بيرنز لهم بعد مغادرتها لندن. في منتصف يوليو من العام 1845 يغادر ماركس وإنجلز إلى لندن للقاء قادة حركة الميثاقية وهي من أولى الحركات البريطانية التي أُنشئت لدعم الطبقة العاملة. هذه الرحلة كانت الأولى لماركس إلى إنجلترا وقد كان إنجلز دليله فيها حيث أمضى عامين في مانشستر من نوفمبر 1842 حتّى أغسطس 1844. إضافة لإتقانه للغة الإنكليزية فقد أنشأ إنجلز العديد من العلاقات مع قادة الجركة الميثاقية وعمل مراسلاً للصحف الاشتراكية الإنكليزية، استغل ماركس الرحلة للنظر في الموارد الاقتصادية المُتاحة للدراسة في مكتباتٍ مختلفة في لندن ومانشستر. مُتعاوناً مع إنجلز بدأ ماركس في كتابة الأيديولوجيا الألمانية كُتب العمل -الذي سيُنظر إليه على أنّه مُقدمة أفضل معالجة لمفهوم المادية التاريخية- في 1846. من خلال هذا الكتاب انفصل ماركس عن فيورباخ وبرونو باور وماكس شتينر والهيغلين الشباب إضافة لانفصاله عن كارل غرون وحركة الاشتراكيين الحقيقيين واللذين كانوا يعتمدون على المثالية في فلسفتهم بينما قدم ماركس وإنجلز في الكتاب المادية بوصفها المُحرك الوحيد لحركة التاريخ. ورغم الكتابة بالأسلوب الساخر إلاّ أن الرقابة على أعمال ماركس حالت دون نشر الكتاب الذي لم يُنشر بشكل رسمي حتّى عام 1932. بعد انتهائه من كتابة الأيديولوجيا الألمانية شَرَعَ ماركس في كتابة نصٍ لتوضيحِ موقفه من نشاطات الحركات الثورية بوجهةِ نظر «فلسفية علمية»، وعنون نصّه الجديد بعنوانٍ مُتهكم هو بؤس الفلسفة للحيلولة دون وقفه في الرقابة. الهدف من العمل الجديد كان التمييز بين الاشتراكيين الخياليين وفلسفته الاشتراكية؛ ففي حين كان هدف الخياليين إقناع شخص واحد في كلّ مرّة بالانضمام لهم فإن ماركس رأى أنّ الأشخاص يميلون في غالبية المناسبات للتصرغ وفق مقتضاياتهم ووفق مصالحهم الخاصة وبالتالي لا يوجد فائدة من إقناع شخص واحد في كلِّ مرّة والأفضل هو توجيه الخطاب لطبقة كاملة من المجتمع -الطبقة العاملة في هذه الحالة- وبذلك يُمكن إحداث تغيير جذري في المجتمع. العمل قُدِّم عام 1847 ليكون رداً على «الفلسفة البرجوازية الصغيرة» للاشتراكي اللاسلطوي الفرنسي بيير جوزيف برودون الذي عبر عن أفكاره في كتابه فلسفة الفقرة عام 1840. أدت الحركات العمالية التي اندلعت في أوروبا عامي 1846 و 1847 للضغط على ماركس من قبل رابطة العدل لكتابة بيان الحركة؛ لكن ماركس أجلّ العمل على البيان بسبب انشغاله بكتابة مقالين مهمين أولهما ناقش موضوع التبادل الحُر والثاني اهتم بالاستغلال وعُرَِف فيما بعد بالعمل المأجور ورأس المال. شكلّ هذين العمليين مُنعطفاً في تفكير ماركس وأسّسوا مع أعماله السابقة القواعد الأساسية للعمل الأكثر شهرة والذي سيُعرف باسم البيان الشيوعي. بقي ماركس مُرتبطاً برابطة العدل واعتقد أنّها تنظيم راديكالي مطلوب لتحفيز الطبقة العاملة في أوروبا للبدء بحراك جماهيري يوصلها إلى السلطة. لكن لتنظيم الحراك العُمالي كان على الحركة أن تكف عن توجهها السري وتُعلن عن نفسها باعتبارها حزب سياسي وقد أدرك أعضاء الحركة هذه الحقيقة وأعلنوا في يونيو 1847 تنظيم الحركة لتكون مجتمعاً سياسياً علنياً يستقطب الطبقات العاملة مباشرة، هذا التنظيم الجديد كان يُسمى العصبة الشيوعية، وقد شارك ماركس وإنجلز في كتابة المبادئ الأساسية للحركة الجديدة. بدأ ماركس مع إنجلز بكتابة البيان الشيوعي في ديسمبر 1847 وحتّى يناير 1848 ونُشر لأول مرة في 21 فبراير 1848. البيان حوّل العصبة الشيوعية من السريّة للعلنيّة ووضح أهدافا ونواياها لعامة الناس. السطور الأولى للبيان حدّدت الأساس الرئيس للماركسية يشرح ماركس عبر فصول البيان صراعات المصالح بين الطبقة البرجوازية والطبقة العمالية ويُقدم البيان حجته لإثبات اختلاف العمل بين العصبة الشيوعية وباقي الأحزاب الاشتراكية والليبرالية حيث عملت وحدها لتحقيق مصالح العُمال والإطاحة بالمجتمع الرأسمالي واستبداله بالاشتراكية. في نفس العام شهدت أوروبا العديد من الاحتجاجات والتي عُرفت لاحقاً باسم ثورات 1848 أو الربيع الأوروبي. في فرنسا أدت الاحتجاجات لإسقاط النظام الملكي وإنشاء الجمهورية الفرنسية الثانية وقد كان ماركس داعماً لمثلِ هذه التمردات خصوصاً بعد حصوله على ميراث والده قرابة 6000 فرنكاً (1700 تالر)؛ الميرات منذ 1838 لكن عمه حجبه عنه، وادعى أنّه استهلك ثلثها لأجل تسليح عمال بلجيكيين كانوا يخططون لنشاطٍ ثوري، وبرغم الجدل حول صحة ادعاءات عمّه إلاّ أنّ وزارة العدل البلجيكية اتهمت ماركس بذلك واعتقلته لاحقاً ما أجبره على الفرار إلى فرنسا ظنّا منه بأن الأمان سيكون مع السلطة الجديدة. كولونيا 1848-1849 بقي ماركس لفترةٍ قصيرةٍ في باريس ونقل مركز العصبة الشيوعية إلى المدينة وأنشأ مع عدد من الاشتراكيين البروسيين نادي في فرنسا على أملِ انتقال الثورة إلى بروسيا. علم 1848 عاد إلى كولونيا وبدأ بإصدار كُتيب يدوي بعنوان مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا، ودافع مع خلال كُتيبه على أربع نقاط فقط من بيانه الشيوعي مُعتبراً أنّ على البرجوازية البروسية أن تُطيح بالملكية الإقطاعية والأرستقراطية قبل أن تتمكن الطبقة العاملة من الإطاحة بالبرجوازية. في الأول من يونيو بدأ بنشر صحيفة وقد ساعده في تمويلها حصوله على ورثت والده المُتبقية؛ الصحيفة صُممّت لنشر جميع أخبار أوروبا وفق رؤية كارل ماركس وتفسيره للأحداث، ورغم مساعدة زملائه في العصبة الشيوعية إلاّ أنّ التأثير المُهيمن كان لماركس في التحرير ووفق إنجلز فقد ظلّت الصحيفة . خلال تحريره للمقالات الصحفية كان يتعرض مع الاشتراكيين للمضايقات من قبل الشرطة وقد قُدم للمحاكة عدّة مرات ووُجهت له تُهم مختلفة مثل إهانة رئيس النيابة العامة وارتكاب جُنحة صحفية والتشجيع على التمرد المُسلح؛ ورغم هذه التُهم إلاّ أنّه كان يُبرأ في كلِّ مرّة. في تلك الأثناء كان البرلمان البروسي ينهار وقدم الملك فريدرش فيلهلم الرابع حكومة جديدة مؤيدة للرجعية نفذت إجراءات لطرد اليسار والحركات الثورية من البلاد. ونتيجة لذلك أُغلقت صحيفة الراين الجديدة وأُمر ماركس بمغادرة البلاد في 16 يوليو وعاد إلى باريس التي كانت تشهد ثورة مضادة حيث طُرد لاعتباره تهديداً سياسياً، مع اقتراب ولادة طفله الرابع وعدم قدرة زوجته على العودة لبلجيكا أو بروسيا فقد لجأ إلى لندن في أعسطس 1849. الحياة في لندن 1850-1883 في أغسطس 1847 وصل ماركس إلى لندن حيث سيبقى فيها لآخر حياته؛ وانتقل مقر العصبة الشيوعية لنفس المدينة أيضاً لكن وجود العصبة في لندن تحت إدارة ماركس لم يمنعها من الانقسام حيث بدأ فصيل داخلها بقيادة و في التحريض على انتفاضة فورية إذ اعتقدوا أنّ بداية الانتفاضة في العصبة الشيوعية ستؤدي لتحريض الطبقة العاملة بأكملها في جميع أنحاء أوروبا وستنضم تلقائياً لهم. ماركس وإنجلز احتجوا على ذلك معتبرين أن مثل هذه الانتفاضة غير المنظمة ستكون مغامرة وربّما ستكون انتحاراً للعصبة الشيوعية. انتفاضة بهذا الشكل ستُسحق بسهولة من قبل الشرطة والقوات المسلحة للحكومات الرجعية في أوروبا، وقد أكدّ ماركس أن هذا من شأنّه أن يُهدد العصبة الشيوعية بأكملها فالتغيرات لا تتحقق بين ليلة وضحاها من خلال جهود بعض من الرجال. بدلاً من ذلك يجب أن تكون التغيرات من خلال التحليل العلمي للظروف الاقتصادية للمجتمع ومن خلال التحرك نحو الثورة عبر مراحل مختلفة من التنمية الاجتماعية. شعر ماركس بعد فشل الانتفاضات التي انطلقت في أوروبا عام 1848 بأنّ الطبقة العاملة يجب أن تُشَجَع على الاتحاد مع العناصر التقدمية من البرجوزاية بهدف هزيمة الأرستقراطية الإقطاعية، بعبارة أخرى يجب على الطبقة العاملة أن تنضم إلى القوى البرجوازية والديمقراطية لتحقيق خاتمة ناجحة للثورة البرجوازية قبل التأكيد على أجندتها. بعد الصراع الذي هدد وجود العصبة الشيوعية عاد رأي ماركس ليسود وغادرت مجموعة ويليس/شاير العصبة وخلال تلك الفترة انخرط ماركس بشدة في جمعية . عقدت الجمعية أولى اجتماعاتها في شارع جريت ويندمل وسط لندن، وأيضاً عانت من انقسامات حيث مال بعض أعضائها لفصيل ويليس/شاير ولنفس الأسباب التي أدت لانقسام العصبة الشيوعية، لكن ماركس خسر المعركة واستقال في 17 سبتمبر 1850. الكتابة لصحيفة نيويورك تريبيون في الفترة الأولى في لندن كان ماركس ملتزماً بشكلٍ كبير بدراساته لدرجة أنّه وعائلته عاشوا في فقرٍ مدقع كما أنّه كان منبوذاً بسبب نشاطه الثوري، وكان يعتمد في دخله الأساسي على صديقه إنجلز المالك لمصدر دخل كبير من والده الصناعي. دفع الفقر الشديد ماركس لترك الغرفة التي استأجرها في شارع سيلشي بعد أن طُرد منها للانتقال لكوخ صغير في أسوأ الأحياء صيتاً في المدينة وهو حي سوهو والذي لقبه كاتب سيرة جيني بشارع الموت. في هذه الأثناء كان لماركس صحيفته في بروسيا وكان مساهماً للمتحالفين معه أيديولوجياً إضافة لسهولة الوصول للطبقة العاملة في لندن وبذلك تحوَّل مع إنجلز للصحافة الدولية حيث نُشرت أعمالهم في إحدى المرات في ست صحف في إنجلترا والولايات المتحدة وبروسيا والنمسا وجنوب أفريقيا. كانت أرباح ماركس الرئيسية تأتي من مقالاته المكتوبة باللغة الإنكليزية لجريدة نيويورك تريبيون إضافة لبعض الصحف البرجوازية وقد تُرجمت مقالاته للألمانية بواسطة فيلهلم بيبير. صحيفة نيويورك ديلي تريبيون كانت قد تأسست في أبريل من العالم 1841 على يد هوراس غريلي وضمت هيئة تحرير من البرجوازيين التقدميين منهم جورج ريبلي ورئيس التحرير تشارلز دانا والذي كان فوريوري الاعتقاد الاقتصادي وناشطاً لأجل التحرر من العبودية إضافة لكونه صلّة الوصل مع ماركس. العمل الجديد كان وسيلة استغلها ماركس للوصول إلى جمهور وراء الأطلسي وإظهار لحربه الخفية مع هنري تشارلز كاري. الصحيفة والتي كانت تُباع بسنتين كان لها شعبية واسعة بين أفراد الطبقة العاملة وبأكثر من 50000 نسخة لكل إصدار فقد كانت الصحيفة الأكثر توزيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث كانت الصحيفة تحمل خطاب تقدمي يعكس موقف مؤسسها. مقال ماركس الأول نُشر في 21 أغسطس 1852 وكان حوّل الانتخابات البرلمانية البريطانية. في الفترة من ديسمبر 1851 وحتّى ماركس 1852 عمل ماركس على كُتيب نظري عن الثورة الفرنسية 1848 بعنوان الثامن عشر من برومير لويس نابليون واستكشف فيه مقاهيم المادية التاريخية والصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا وانتصار البروليتاريا على الدولة البرجوازية. في أبريل 1857 دعا دانا ماركس لكتابة مقالات بشكل أساسي عن التاريخ العسكري وتقديمها لـ وهي فكرة صديقه جورج ريبلي وهو المحرر الأدبي في صجيفة تريبيون. نُشر في الصحيفة 67 مقال لماركس وإنجلز أغلبها كتبها إنجلز وماركس أجرى بعض الأبحاث عنها. مع أواخر خمسينات القرن التاسع عشر تضاءل الاهتمام الأمريكي بالشؤون الأوروبية وتحولت مقالات ماركس لموضوعات تتركز حول أزمة العبودية والحرب الأهلية الأمريكية 1861. دفع الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة دانا لتعديل طريقة عمل ماركس وأخبره في 21 مارس 1857 أنّه سيدفع له أجار مقال واحد اسبوعياً سواء نُشر أم لم يُنشر وسيُدفع مقابل المقالات الأُخرى إذا نُشرت فقط. في شهر أكتوبر من نفس العام أوقفت الصحيفة تعاملها مع جميع مراسلي أوروبا باسثناء ماركس وتايلور واختزلت أعمال ماركس لمقالة واحد في الأسبوع، وبين سبتمتبر وأكتوبر 1860 كانت قد نشرت خمس مقالات فقط ولم يستأنف ماركس نشاطه فيها إلاّ في سبتمبر 1861 وحتّى مارس 1862 عندما كتب له دانا لإبلاغه عدم وجود شواغر لنشر التقارير والمقالات القادمة من لندن بسبب الشؤون الداخلية الأمريكية. في عام 1868 أنشأ دانا صحيفة ثانية وهي شمس نيويورك وكان هو رئيس تحريرها. يمكن القول بأن فترة الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر حددّت فلسفياً ماركس الهيغلي الشاب وماركس صاحب الأيديولوجية العلمية الأكثر نضجاً والمرتبطة بالماركسية البنيوية رغم أنّ الكثير من الفلاسفة والمؤرخين لا يقبلون بهذا الطرح. بالنسبة لماركس وإنجلز فقد كانت ثورات 1848 و 1849 أساسية في تطوير نظريتهما في الاقتصاد والتقدم التاريخي، وبعد فشل هذه الثورات ظهر الزخم الثوري مُستهلكاً ولن يتجدد دون أزمة اقتصادية. مشأ الخلاف بين ماركس وزملائه في العصبة الشيوعية اللذين وصفهم بأنّهم «مغامرون» اذ اعتقدوا أنّ قوة الإرادة يمكن أن تكون كافية لخلق الظروف الثورية في حين رآى ماركس أن الظروف الاقتصادية هي الشرط الأساسي. الركود الاقتصادي الذي بدأ في الولايات المتحدة عام 1852 بعث الأمل بالنشاط الثوري لدى ماركس وإنجلز ومع ذلك فقد نُظر للاقتصاد بأنّه غير ناضج لتحقيق الثورة المطلوبة، لكن أي أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة لن تؤدي إلى عدوى ثورية تنتقل لاقتصادات أوروبا فقد كانت أنظمة مُغلقة، ومع انتشار حالة الذعر 1857 في أمريكا؛ تحطمت كل النماذج الاقتصادية وعُرِّفت أول أزمة مالية عالمية حقيقية. الأممية الأولى ورأس المال بعد الإخفاقات التي منيت بها الثورات في أوروبا سعى ماركس لفهم أكبر لنمط الإنتاج الرأسمالي وذلك لتقديمٍ نقدٍ مناسب، ولتحقيق ذلك قضى أوقاتاً طويلة يدرس في المتحف البريطاني ومع حلول عام 1857 كان قد دوّن أكثر 800 صفحة من الملاحظات حول رأس المال وملكية الأرض والعمل المأجور والدولة والتجارة الخارجية والسوق العالمي. هذه الملاحظات المُجمعة لم تظهر حتّى عام 1939 حيث نُشرت تحت عنوان أسس نقد الاقتصاد السياسي. نشر ماركس مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي عام 1859، وهو أو عمل وّجه فيه نقداً جاداً للاقتصاد؛ الهدف من الكتاب أن يكون معاينة لكتابه الذي سينشر لاحقاً وهو رأس المال. في عمله هذا توّسع ماركس في شرح نظريات قيمة العمل التي دعا إليها ديفيد ريكاردو. استُقبل العمل بحماس وبيعت نسخه بسرعة. المبيعات الناجحة لكتاب مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي حفزت ماركس في أوائل الستينات لإنهاء عمل رأس المال والذي سيكون عمله الرئيس خلال حياته حيث ناقش رأس المال ونظريات فائض القيمة وانتقد منظري الاقتصاد السياسي لا سيما آدم سميث وديفيد ريكاردو. يُشار دائماً لنظرية فائض القيمة باعتبارها المجلد الرابع لرأس المال وهي واحدة من الأطرحات الأولى الشاملة لتاريخ الفكر الاقتصادي. استمر ماركس بكتابة المقالات الصحفية لنيويروك ديلي تربيون فقد كان مُتأكداً بأن السياسة التحريرية تقدمية، لكن رحيل تشارلز دانا عن رئاسة التحرير في أواخر 1861 أدى لتغيير السياسة القديمة في النشر. لم تعد الصحيفة تتخذ موقفاً قوياً في سبيل إلغاء عقوبة الإعدام ودّعمت سلاماً فورياً للاتحاد بين الولايات مع بقاء العبودية ضمن الكونفدرالية الجديدة، كان ماركس مُختلفاً بشدّة مع هذا الموقف ما دفعه للانسحاب من الصحيفة في 1863. انضم ماركس عام 1864 لرابطة العمال الدولية والتي عُرفت بالأممّية الأولى وانتُخب في مجلسها العام مع أوائل انطلاقاتها وشارك في النضال ضد الجناح اللاسلطوي المتمركز حوّل ميخائيل باكونين (1814-1876)، وعلى الرغم من نجاح ماركسفي مواجهة باكونين إلاّ أنّه أيّد نقل مركز عمل الرابطة من لندن إلى نيويورك عام 1872 ما أدى لتدهور الأممّية الأولى. الحدث السياسي الأهم للأممية الأولى كان كومونة باريس (1871) عندما تمرد مواطنو باريس على حكومتهم واستولوا على المدينة لمدة شهرين، ورداً على القمع الدموي لهذا التمرد كتب ماركس أحد أشهر كتيباته الحرب الأهلية في فرنسا دفاعاً عن الكومونة. عام 1867 نُشر المجلد الأول من رأس المال وهو عمل حُللّت فيه عملية الإنتاج الرأسمالية. وضع ماركس في هذا العمل نظريته الخاصة بالقيمة والمتأثرة وقد أقر ماركس بالعمل الرائع لهودجسكين في الدفاع عن العمالة ضد مطالبات رأس المال ، وقد دافع هودجسكين عن عمله في أكثر من نقطةٍ وجهت له في رأس المال. اقتبس ماركس من هودجسكين الاعتراف بتغريب العمل في ظل الإنتاج الرأسمالي في المجلد الأول من رأس المال أوضح ماركس مفهومه لفائض القيمة والاستغلال وقال أنّه يؤدي في النهاية لانخفاض معدل الربح وانهيار الرأسمالية الصناعية. مجلدا رأس المال الثاني والثالث بقيا مخطوطات عمل عليهم ماركس حتّى نهاية حياته ونُشرا بواسطة إنجلز بعد وفاته، نُشر المجلد الثاني عام 1893 تحت عنوان رأس المال: المجلد الثاني؛ عملية تداول رأس المال ونُشر المجلد الثالث بعد عام تحت عنوان رأس المال: المجلد الثالث؛ عملية تداول رأس المال ككل. تظرية فائض القيمة مُشتقة من المخطوطات الاقتصادية المُترامية والتي كتبها ماركس بين 1861-1863 وتُعتبر مسودة ثانية لرأس المال، وتمتد هذه المخطوطات من الجزء الأخير للمجيد الثلاثين حتّى النصف الأول من المجلد الثاني والثلاثين ضمن الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز. بينما تمتد المخطوطات الاقتصادية الأكبر المكتوبة بين عامي 1861-1863 من بداية المجلد الثلاثين وحتّى لمجلد الرابع والثلاثين؛ الجزء الأخير من المجلد الرابع والثلاثين يتكون من المخطوطات المكتوبة في 1863-1864 والتي مثلّت مسودة ثالثة لرأس المال وجزء كبير منها ليكون ملحقاً في طبعة المجلد الأول. في عامي 1905 و 1910 نُشرت طبعات مختصرة لفائض القيمة وتُرجمت للإنكليزية ونُشرت في لندن عام 1951، لكن نسخةً كاملةً نُشرت في موسكو عامي 1963 و 1971 باعتبارها المجلد الرابع لرأس المال. تدهورت صحة ماركس خلال العشر سنوات الأخيرة ولم يكن قادراً على بذل نفس الجهد السابق. خلال حياته تمكن من التعليق بشكل كبير على السياسات التي عاصرته لا سيما في بروسيا وروسيا وقد قدم نقداً لبرنامج جوتا عارض فيه ميل أتباعه إلى التسوية مع اشتراكية الدولة الذي قدمه فرديناند لاسال عن طريق حزب اشتراكي موحد. وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الشعار الذي روّجه ماركس من كل حسب قدرته إلى كل حسب حاجته. في 8 مارس 1881 أرسل ماركس إلى فيرا زاسوليتش متحدثاً عن فكرة تجاوز روسيا لمرحلة التطوّر الرأسمالي وبناء الشيوعية على أساس الملكية المشتركة للأرض والمميزة للمجتمع الريفي الروسي أو اختصاراً واعترف ماركس بأن المشاعية الريفية في روسيا هي نقطة الارتكاز للتجديد الاجتماعي في روسيا إضافة إلى أنّه حذر من أنّ الانتقال إلى الاشتراكية في روسيا دون المرور بمرحلة رأسمالية للقضاء على التأثيرات الضارة التي تهاجمها الجماعات الريفية من كل الجهات، فإذا ما قضي على هذه التأثيرات ستُخلق الظروف الطبيعية للتطوّر العفوي في المجتمع الريفي. وأشار في نفس الرسالة إلى أنّ جوهر النظام الرأسمالي يكمن في الفصل التام بين المنتج ووسائل الإنتاج. في المسودة الأولى للرسالة يكشف ماركس عن شغفه بعلم الإنسان بدافع إيمانه بأن الشيوعية المستقبلية ستكون عودة لمستوى أعلى من شيوعية ما قبل التاريخ وكتب مُضيفاً . قبل وفاته، طلب ماركس من إنجلز كتابة هذه الأفكار التي نُشرت عام 1884 تحت عنوان أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة. الحياة الشخصية العائلة أنجب ماركس وزوجته ويستفالن سبعة أطفال لكن وبسبب الظروف الصعبة التي عانوها في لندن لم يبلغ منهم إلا ثلاثة أطفال فقط والأطفال هم: (1844-1883)، لورا ماركس (1845-1911)، إدغار (1847-1855)، هنري إداورد (1849-1850) جيني إيفلين فرانسيس (1851-1852)، إليانور ماركس (1855-1898) إضافة لطفل توفي قبل تسميته عام 1857 وبحسب بول لافارج زوج لورا ماركس فإن والدها كان أباً مُحباً. زعمت بعض الأقاويل عام 1862 أن ماركس ملك طفلاً من علاقة خارج إطار الزواج واسمه فريدي وقد أنجبه من هيلين ديموت وهي مديرة منزله لكن هذه الأقاويل محل خلاف بسبب عدم وجود أدلة واضحة تؤكدها. استخدم ماركس الأسماء المُستعارة بشكلٍ كبير عند البحث عن استئجار منزلٍ أو شقة وذلك غالباً لجعل تعقبه من السُلطات أمراً صعباً؛ فأثناء وجوده في باريس استخدم "السيد رامبوز" وفي فترة تواجده في لندن كان يُوّقع خطاباته باسم أ.ويليامز، وكان أصدقاءه يُشيرون عليه باسم "المستنقع" وذلك بسبب شعره الأسود المُجعد وبشرته الداكنة بينما شجعه أطفالة على استخدام اسم "السجين القديم و"تشارلي" كما مُنح أصدقائه وأفراد عائلته أيضاً أسماء مُستعارة فأُشير لفريدرك إنجلز باسم "عام" ولهيلين مديرة المنزل باسم "لينيش أو نيم" وأخذت إحدى بناته اسم "كوي كوي إمبراطورة الصين" وأُشير للورا باسم "كاكادو أو خويخوئيون". الصحة على الرغم من أنّ ماركس كان يشرب الكحول إلاّ أنّه أصبح يُكثر من الشرب بعد انضمامه لنادي ترير للشرب غالباً في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وبقي يشرب بكثرة طوال حياته. عانى ماركس من مشاكل صحيةٍ كثيرةٍ، وقد وصفها هو بأنّها «بؤس الوجود». الكثير من المؤلفين وكتاب سيرته الشخصية حاولوا تفسير حالته وقد أرجع كاتب سيرته فيلنر بلومنبرغ حالته إلى مشاكل الكبد والمرارة المرافقة لماركس منذ العام 1849، وقد تفاقمت المشاكل بسبب أسلوب الحياة غير المناسب وتصاحبت النوبات المرضية بصداع والتهاب في العين وآلام عصبية في الرأس وآلام روماتيزمية؛ في عام 1877 ظهرت عليه أعراض اضطراب عصبي خطير تسببّ له في الأرق وقد حاربه ماركس بتعاطي المخدرات، وتفاقم الاضطراب بسبب العمل الليلي المُفرط ونظام الغذاء غير الصحي. ماركس كان مُحباً للتوابل وللأسماك المُدخنة والكافيار والخيار المُخلل وهي وجبات غير ملائمة لمرضى الكبد إضافةً إلى ذلك فماركس لم ينقطع عن الشرب، وكان مُدخناً شرهاً وبسبب سوء وضعه المادي فقد اضطر لاستهلاك السجائر ذات النوعية الرديئة. اشتكى ماركس كثيراً من الدمامل وهي مُصاحبة لأمراض الكبد وقد تكون عائدة لنفس الأسباب وبسببها عانى من صعوبة بالجلوس أو العمل واقفاً، وحسب قول بلومنبرغ فغالباً ما أتته حالات تهيجية بسبب مشاكل الكبد: وفقاً للمؤرخ برينستون فإنّ ماركس أُصيب بالتهاب رئوي وهو في سن المُراهقة أو التهاب الجنبة ما أدى لإعفائه من الخدمة العسكرية البروسية، وفي وقت لاحق وأثناء عمله على رأس المال (الذي لم ينته) عانى من ثلاث مِحن وهي: تفاقم مرض الكبد الذي قد يكون وراثياً، والإرهاق الناتج من السهر والنظام الغذائي السيء وهو ما نتج عنه إلتهاب العين نتيجة كثرة العمل الليلي، أمّا البلاء الثالث فهو انفجار الدمامل والتي قد تكون نتجت بسبب جميع المماراسات غير الصحية التي ميّزت أسلوب حياة ماركس وكثيراً ما كان إنجلز يحث ماركس على الإقلاع عن هذه العادات الخطيرة. اطروحة البروفيسور بريستون رجحّت أن السببّ وراء هذه العادات الخطيرة هي تضحية عقابية بسبب الشعور بالذنب والأنانية التي زرعها والده به. عام 2007 أجرى طبيب الجلدية سام شوستر من جامعة نيوكسل تشخيصاً بأثر رجعي للمرض الجلدي الذي أصاب ماركس، وبحسب شوستر فإنّ ماركس لم يكن يُعاني من مشاكل في الكبد بل من التهاب الغدد العرقية القيحي وهي حالة مُعدية تنشأ من انسداد القنوات المُفرزة لجريبات الشعر. هذه الحالة لم تُعرف في الأبحاث الطبية الإنجليزية حتّى عام 1933 ما يعني أنّها كانت مجهولة بالنسبة لأطباء ماركس وهي حالة قد تُسبب آلاماً في المفاصل (قد تُشخص على أنّها التهاب روماتزمي) وآلاماً في العين، ولأجل هذا التشخيص الرجعي فقد نظر شوستر في المادة الأولية وهي مراسلات ماركس/إنجلز المُجمعة والمنشورة في خمسين مُجلداً؛ وعليه فقد رآى شوستر «على الرغم من أنّ ماركس وزوجته والأطباء كانوا يطلقون على الآفات الجلدية (الدمامل) أسماء عدة، إلاّ أنّها كانت متكررة ومؤلمة وثابتة المواقع ما سهل تشخيصها لاحقاً» وقد لوحظت هذه «الدمامل» في الإبطين والأربية حول الشرج والأعضاء التناسلية (القضيب وكيس الصفن) والمناطق فوق العانة والجانب الداخلي من الفخذين وهي المواقع الشائعة للتهاب الغدة العرقية القيحي. زعم البرفيسور شوستر أن هذا التشخيص هو الأقرب للواقع. شوستر حاول دراسة الآثار الاجتماعية والنفسية المُحتملة للمرض وأشار إلى أنّ الجلد هو أحد أعضاء التواصل وأن التهاب الغدد العرقية القيحي ينتج عنه ضيق نفس حاد يترافق مع الكراهية والاشمئزاز والاكتئاب من الصورة الذاتية وهي مشاعر رآى شوستر الكثير من الأدلة التي تؤكدها من خلال مراسلات ماركس وأنجلز، ومضى أيضاً في السؤال عمّا إذا كانت هذه الآثار النفسية والاجتماعية كانت عقلية أيضاً وساهمت في تطوير نظرية ماركس عن الاغتراب. أفكاره التأثيرات تأثر ماركس بالعديد من المُفكرين قبله ويتضح هذا التأثر من خلال أعماله؛ لعلّ أبز ما تأثر: فلسفة جورج فيلهلم فريدريش هيغل الاقتصاد السياسي الكلاسيكي لآدم سميث وديفيد ريكاردو، وكذلك نقد جان تشارلز ليونارد دي سيسموندي لاقتصاد عدم التدخل وتحليل حالة البروليتاريا غير المستقرة اليسار الفرنسي، ولا سيما فكر جان جاك روسو وهنري دي سان سيمون وبيير جوزيف برودون وتشارلز فورييه المادية الفلسفية الألمانية السابقة بين الهيغليين الشباب، ولا سيما تلك الخاصة بلودفيج فيورباخ وبرونو باور، بالإضافة إلى المادية الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر بما في ذلك دنيس ديدرو، وكلود أدريان هلفتيوس وبارون دي هولباخ تحليل الطبقة العاملة لفريدريك إنجلز بالإضافة إلى الأوصاف المبكرة للطبقة التي قدمها الليبراليون الفرنسيون مثل فرانسوا جيزو وأوغستين تيري حُددّ إرث ماركس اليهودي على أنه تكويني لكل من نظرته الأخلاقية وفلسفته المادية. تُظهر رؤية ماركس للتاريخ والتي سُميت لاحقاً بالمادية التاريخية تأثير دعوة هيغل للنظر إلى الواقع والتاريخ بشكل جدلي (كُييّفتْ رؤية ماركس بشكلٍ مُثيرٍ للجدل على يد إنجلز ولينين لتكون ماديةً جدلية). إلاّ أنّ هيغل فكر بالمثالية ووضع الأفكار بالمقدمة بينما قلَبَ ماركس الفلسفة الهيغلية مُدافعاً عن أسبقية المادة على الفكرة، جيث رآى هيغل أن الروح هي الدافع للتاريخ واعتبر ماركس أن هذا اللغز غير ضروري إذا أنّه يحجب الحقيقة الإنسانية وأفعالها المادية التي تشكل العالم. واعتبر أنّ الهيغلية يجب أن تُقلب رأساً على عقب، وبرغم كره ماركس للمصطلحات المثالية عند هيغل إلاّ أنّه استخدمها في العديد من أعماله ففي البيان الشيوعي كتب ووضف رأس المال بأنّه . رغم أنّ ماركس استوحى أفكاراً من الاشتراكيين وعلماء الاجتماع الفرنسيين إلاّ أنّه انتقد الاشتراكيين الخياليين واعتبر أن مجتمعاتهم الصغيرة ستكون مُهمشة ومليئة بالفقر فالتغيير يجب أن يكون على نطاق واسع في النطاق الاقتصادي لكي يُحدث تغييراً. اسهامات ماركس الهامة في مراجعته للهيغلية جاءت من قراءة كتاب إنجلز حالة الطبقة العاملة في إنجلترا عام 1844 وهو الكتاب الذي أدى إلى تصوّر الجدل التاريخي من حيث الصراع الطبقي ورؤية الطبقة العاملة الحديثة على أنّها الأكثر تقدماً اتجاه الثورة، إضافة لكتاب إنجلز فقد ساهم فريدريش ويلهلم شولتز من خلال كتاباته بوصف حركة الإنتاج بأنّها تنبع من التناقض بين قوى الإنتاج ونمط الإنتاج. ماركس اعتقد أنّه يستطيع دراسة التاريخ والمجتمع علمياً إضافة لتمييز اتجاهات التاريخ الناتجة من الصراعات الطبقية في المجتمع، لذلك فإن بعض أتباعه يعتقدون بأنّ الثورة الشيوعية ستحدث حتماً رغم أنّ ماركس أكدّ في اطروحته الحادية عشر حوّل فيورباخ أن الفلاسفة فسروا العالم فقط بطرق مختلفة؛ لكن الهدف هو تغييره ومن الواضح أنّه كرّس نفسه لمحاولة تغيير العالم. الفلسفة والفكر الاجتماعي من خلال النقد الذي وجهه ماركس فقد جادل الكثير من المفكرين ولذلك اعتُبر أول مستخدم للطريقة النقدية في العلوم الاجتماعية فانتقد الفلسفة التأملية وساوى بين فوق الطبيعية والأيديولوجيا. ومن خلال هذا النهج حاول ماركس فصل النتائج الرئيسية عن التحيزات الأيديولوجية، وهذا ما ميزه عن عديد معاصريه. الطبيعة البشرية شابه ماركس توكفيل الذي وصف الاستبداد البيروقراطي بأنّه مجهول الهوية لا يملك طاغية محدد حيث انفصل ماركس عن المفكريين الكلاسيكيين اللذين ناقشوا طبيعة المستبد الوحيد، وبدلاً من ذلك بدأ في تحليل استبداد رأس المال. افتراضه الأساسي كان مبني على أنّ التاريخ البشري يتضمن تحويل الطبيعة البشرية والتي تشمل كل من البشر والأشياء المادية حيث يُدرك البشر أنّهم يمتلكون الذات الفعلية والمحتملة. بالنسبة إلى ماركس وهيغل فإن تطوير الذات يبدأ بتجرية الاغتراب الداخلي يليه ادراك أنّ الذات الفعلية تجعل نظيرتها المحتملة موضوعاً يجب إدراكه، يرى ماركس بأن قولبة الطبيعة بالطرق المرغوبة يجعل الموضوع خاصاً بالفرد وبالتالي يسمح له برؤية نفسه البشرية، بشكلٍ عام فإن الطبيعة البشرية بالنسبة لماركس موجدة بوصفها وظيفة للعمل البشري. من الأمور الأساسية أيضاً للعمل الهادف هي الافتراض بأن تصالح الشخص مع موضوعة المُنسلب يتطلب منه ممارسة تأثير على الأشياء المادية والحرفية في عالم الذات، يعترف ماركس بأن هيغل أدرك طبيعة العمل والإنسان الموضوعي نتيجة لعمله الواقعي، لكن وبنفس الوقت يصف التطوّر الذاتي الهيغلي بأنّه «روحي» وتجريدي بشكل مُفرط. وهنا ينحرف عن هيغل بإصراره على أن وبالتالي فإن ماركس يُرجع العمل الهيغلي لتفسيره على أنّه مادي وفي سياق القدرة البشرية على تحويل الطبيعية لقوة عمل. الأيدي العاملة وصراع الطبقات والوعي الزائف اهتمام ماركس المُكثف كان بطريقة ارتباط الناس بقوى العمل الخاصة بهم وأعطى هذا الاهتمام الكثير أثناء كتابته عن مشكلة الاغتراب، وبنفس طريقته مع الجدل فقد بدأ ماركس بصياغة مفهوم الاغتراب انطلاقاً من مفهوم هيغل وقراءته بشكلٍ مادي حيث خلص إلى أن الرأسمالية تتوسط علاقات الإنتاج بين العمال والرأسماليين من خلال السِلع التي تُشترى وتُباع في السوق، بالنسبة لماركس فإن اجتمال تخلي المرء عن ملكية العمل الخاص به -قدرة المرء على التغيير- هو بمثابة اغتراب عن طبيعة الفرد إضافة لكونه خسارة روحية. هذه الخساوة وصفها على أنّها تقديس السلع حيث تبدو الأشياء التي ينتجها الناس مالكة للحياة والحركة بالنسبة لهم ويتكيف معها البشر من خلال سلوكهم. إن تقديس السِلع يُعد مثالاً على ما اسماه إنجلز بالوعي الزائف والمُرتبطة بشكل وثيق مع الأيديولوجيا، ماركس وإنجلز قصدا «بالأيديولوجيا» الأفكار التي تُمثل مصالح طبقة مُعينة في فترة تاريخية ما. وجهة نظر ماركس كانت تعتير أن هذه المعتقدات الأيديولوجية بأحسن الأحوال هي أنصاف حقائق فهي تؤدي وظيفة سياسية مهمة، بعبارة أوضح فإن السيطرة التي تمارسها فئة واحدة على وسائل الإنتاج لا تشمل الطعام والسلع فقط بل تمتد لإنتاج الأفكار (وهنا قد نرى تفسيراً مُحتملاً لامتلاك أعضاء طبقة تابعة لأفكار تتعارض مع مصالحهم الخاصة). هذا النوع من التحليل نجد له مثالاً في فهم ماركس للدين والذي قدمه في نقد فلسفة الحق عند هيغل: جادل ماركس في إحدى مداخلاته المُقدمة بأن الدين كان هدفه الأساسي تعزيز التضامن الاجتماعي وهنا تكمن وظيفته من أجل الحفاظ على الوضع السياسي والاقتصادي الموجود والحاوي على عدم المساواة. عارض ماركس عمالة الأطفال واعتبر أن الصناعات البريطانية لا يمكنها أن تعيش عن طريق مص دماء العمال ودماء الأطفال أيضاً، كما اعتبر أن رأس المال الأمريكي مُوِّل من خلال دماء الأطفال. الاقتصاد والتاريخ والمجتمع ارتبطت أفكار إعادة إنتاج رأس المال عند ماركس بالعلاقات الاجتماعية التي تُحدد ماض المجتمع وحضره ومستقبله؛ وهذا ما أُطلق عليه الحتمية الاقتصادية بحيث يكون العمل هو الشرط المسبق لإعادة إنتاج رأس المال وتراكمه ويشكل الاثنان النظام الاجتماعي. بالنسبة لماركس فإن التغيير الاجتماعي يُدفع من خلال الصراع بين المصالح المُتعارضة الموجودة في نمط إنتاجي تاريخي مُعين، هذه الفكرة أصبحت مصدر الإلهام لما عُرّف بنظرية الصراع. في نموذج التطور التاريخي الي طرحه ماركس جادل بأنّ التاريخ البشري بدأ بأنشطة حُرّة ومنتجة وإبداعية لكنها تحوّلت مع مرور الوقت لقسريّة وغير إنسانية وهذا الاتجاه الأكثر وضوحاً في ظل الرأسمالية، وقد أشار ماركس على أنّ هذا التطوّر لم يكن مقصوداً فحدوثه كان بسبب المنطق الجوهري لنمط الإنتاج الرأسمالي الذي يتطلب المزيد من للعمل البشري (العمل المجرد)، الذي سيساهم في إعادة إنتاج العلاقات الرأسمالية. تنظيم المجتمع يعتمد على وسائل الإنتاج فهي المُساهمة الوحيدة لإنتاج السِلع المادية مثل الأرض والتكنولوجيا وليس العمل البشري، أمّا علاقات الإنتاج فهي العلاقات الاجتماعية التي يدخل بها الناس عندما يكتسبون ويستخدمون وسائل الإنتاج فيشكلون طريقة الإنتاج، وقد ميزّ ماركس العصور التاريخية من حيث أنماط الإنتاج ففرق بين البنية التحتية (القاعدة) والبنسة الفوقية حيث تُشكل القاعدة النظام الاقتصادي وتُمثل البنية الفوقية النظام الثقافي والسياسي وبهذا التفسير فإن عدم التوافق بين البنيتين هو مصدر الاضطراب الاجتماعي والصراعات. برغم تركيز ماركس على نقد الرأسمالية ومناقشة المجتمع الشيوعي الجديد الذي يجب أن يحل محله إلاّ أنّ نقده الصريح محمي لأنه رآى المجتمع الرأسمالي مُحسن مقارنة بالمجتمعات السابقة (العبودية والإقطاعية). لم يناقش ماركس أبدًا قضايا الأخلاق والعدالة بوضوح، لكن يتفق العلماء على أن عمله احتوى على مناقشة ضمنية لتلك المفاهيم. اتسمت وجهة نظر ماركس عن الرأسمالية بوجهين؛ فمن ناحية قدم أعمق نقد للرأسمالية بوصفه نظاماً يتميز بالاغتراب والاستغلال والكساد الدوري المتكرر المؤدي للبطالة الجماعية، ومن ناحية أُخرى فالرأسمالية هي ثورية، وتصنيع، وتعميم صفات التنمية والنمو والتقدم حيث قصد ماركس التحضر والتقدم التكنولوجي والعقلانية والثورة العلمية المسؤولة عن التقدم على عكس الأشكال السابقة للمجتمعات. اعتبر ماركس أن الطبقة الرأسمالية هي واحدة من أكثر الطبقات ثورية في التاريخ لأنها حسنت باستمرار وسائل الإنتاج أكثر من أي طبقة أخرى في التاريخ وكانت مسؤولة عن الإطاحة بالنظام الإقطاعي. يمكن للرأسمالية أن تحفز نمواً كبيراً لأن الرأسمالي لديه حافز لإعادة استثمار الأرباح في التقنيات الجديدة ومعدات رأس المال. بحسب ماركس فإن الرأسماليون يستفيدون من الاختلاف بين سوق العمل والسوق العادي لأي سلعة حيث لاحظ في كلّ الصناعات الناجحة تقريباً تكون تكلفة الوحدة أقل من متوسط سعرها وقد أطلق على هذا الفرق فائض القيمة وجادل بأنّه يعتمد على العمالة الفائضة والفرق بين تكلفة إبقاء العمال على قيد الحياة وما يمكنهم إنتاجه. ماركس وصف الرأسماليين بأنّهم مصاصوا دماء عمالهم لكنه أشار أيضاً إلى أنّ جني الأرباح لا يُعد بأي حال من الأحوال ظُلماً ذلك لأن ماركس ووفقاً لألين وود يستبعد أي وجهة نظر يمكن من خلالها التعليق على هذه الأخلاقيات الخاصة، كما أنّه أشار إلى عجز الرأسماليين أنفسهم عن معارضة النظام الاجتماعي القائم حيث أن المشكلة تكمن في الخلية السرطانية لرأس المال التي تُفهم على أنّها مُلكية ومعدات لكنها في الواقع علاقات اجتماعية بين العمال والمالكين وبالتالي تُشكل نظام مجتمعي أو نمط إنتاج بشكل عام. أكد ماركس على عدم استقرار الرأسمالية وتعرضها للأزمات الدورية واعتقد بأن الرأسماليون سيستثمرون أكثر بالتقنيات الحديثة ويستغنون عن العمالة، وخلص إلى أنّ معدل الربح سينخفض مع نمو الاقتصاد، واعتقد أن الأزمات الشديدة سوف تُخلخل دورة النمو إضافة إلى ذلك فإن هذه الدورة على المدى الطويل ستُساهم في إثراء الطبقة الرأسمالية وتزيد إفقار طبقة العمال، وقد وصف في الجزء الأول من البيان الشيوعي الدور الذي تلعبه التناقضات الاجتماعية في العملية التاريخية: هذه التناقضات داخل المنطومة الرأسمالية هي ما سيًتيح المجال لمجتمع ما بعد الرأسمالية بالظهور بفضل التطوّرات التي تُسببها الرأسمالية فإن الطبقة العاملة تنمو وتطوّر وعيها الطبقي وتُدرك في الوقت المناسب استطاعتها لتغيير النظام، اعتقد ماركس أنّ سيطرة الطبقة العاملة على وسائل الإنتاج ستدفع بالعلاقات الاجتماعية نحو المساواة وستُلغي الطبقة المُستغلة وتُدخل نظام أقل عرضة للأزمات الدورية. في الأيديولوجيا الألمانية قدَّم ماركس جداله بأنّ الإجراءات المنظمة للطبقة العاملة الدولية ستقضي على الرأسمالية في المجتمع الجديد لن يكون هناك اغتراب وسيصبح البشر أحراراً في التصرف دون قيود تفرض عليهم بيع قوّة عملهم؛ سيحق للجميع التصويت ضمن مجتمع ديمقراطي جديد، وفي ظل هذا المجتمع الفاضل فلا حاجة للدولة التي كانت تهدف لفرض الاغتراب على الأفراد. وفق ماركس فإنّ الانتقال من الرأسمالية للشيوعية ستتخللّه فترة دكتاتورية الطبقة العاملة حيث تستولي الأخيرة على السلطة بالقوة وتستملك وسائل الإنتاج لكن ماركس اعتقد بإمكانية أن يكون هذا التحول سلمياً في بعض الدول التي تملك هياكل مؤسسية ديمقراطية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وهولندا أمّا في البلدان التي لا يستطيع العمال فيها تحقيق أهدافهم فلا بدّ لقيام الثورة. مواقف دولية اعتقد ماركس أن التهديد الرئيسي على الثورات الأوربية آت من الإمبراطورية الروسية وقد دعم العثمانين وحلفائهم في حرب القرم، بشكلٍ عام فقد عارض السلافية واعتبرها أداةً تستخدمها الإمبراطورية الروسية في سياستها الخارجية. باستثناء البولنديين فقد اعتبر أن جميع السلافيين مُعاديين للثورة وبدا ذلك واضحا في مقال نشره عام 1849 بالاشتراك مع إنجلز في في ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر تعاطف ماركس وإنجلز مع النارودنكي؛ وأعرب ماركس بعد اغتيال الإمبراطور ألكسندر الثاني عن أمله في أن يُسهم هذا الاغتيال بتشكيل بلدية روسية، أيضاً فقد كان ماركس داعماً للانتفاضات البولندية ضد الإمبراطورية الروسية، وتحدث في لندن 1867: ماركس وإنجلز أيدا استقلال جزيرة أيرلندا عن المملكة المتحدة وقد أوضح إنجلز أنّه اعتقد أن فصلهما سابقاً كان مستحيلاً لكنه أصبح أمراً لا مفر منه فرد الفعل الإنجليزي اتجاه أيرلندا كان في إخضاعها فقط. بعد احتلال فرنسا الجزائر وتحويلها لمستعمرة أُتيحت لماركس الفرصة للذهاب إليها ومراقبة طريقة الحياة في شمال أفريقيا، وقد كتب عن نظام العدالة الاستعماري وهو نظام يستخدم أشكال التعذيب بشكل منتظم وقد استخدمته فرنسا في سبيل انتزاع الاعترافات من العرب؛ بطبيعة الحال فهو نظام كان مستخدماً في إنجلترا وفي مستعمراتها حيث يُحاكِم القانون بالنسبة للجرائم الأكثر خطورة عن طريق عرض المتهم على هيئة عادية من المجتمع فإذا أقرت بتهمة الشخص يُعرّض على هيئة عليا من القضاة لكن حينما يتعلق الأمر بالغطرسة تجاه السلات الأقل تصبح المحاكمات شكلية. وفقاً لموسوعة ستانفورد للفلسفة فإن تحليل ماركس للاستعمار بوصفه قوّة تقدمية تجلب التحديث للمجتمعات الإقطاعية يمثل تبريراً شفافاً للهيمنة الأجنبية رغم أنّ حديثه عن الهيمنة البريطانية حوى على معاداة شبيهة بمعاداته للرأسمالية. ماركس أدرك المعاناة الهائلة التي حدثت خلال الانتقال من نمط الإنتاج الإقطاعي إلى المجتمع البرجوازي مع الإصرار على ضرورة هذا الانتقال لأنّه تقدمي، وجادل بأن وصول التجارة العالمية للهند سيؤدي لثورةٍ اجتماعية هناك. ناقش ماركس الحكم الاستعماري في الهند البريطانية عام 1853 في صحيفة نيويورك هيرالد تريبيون وبعد أربع سنوات أي في عام 1857 أيد ماركس الحرب من أجل الاستقلال التي نُظمت من قِبل الرابطة الثوريّة بهدف طرد البريطانيين معتبراً أنّ الاستعمار البريطاني في الهند أُنشئ على أساس مبدأ تدمير الوطنية. وفاته بقيت صحة ماركس مُتدهورة في الخمسة عشر شهراً الأخيرة من حياته حيث أصيب بالتهاب القناة التنفسية بعد وفاة زوجته جيني في ديسمبر من العام 1881، تسببت التهاب القناة التنفسية بالتهاب القصبات والالتهاب الجنبي الذي قتله في لندن يوم 14 مارس 1883 عن عمر قارب 64 سنة. دفن ماركس من قبل عائلته وأصدقائه في مقبرة هايغيت الحاوية على مكان مخصص للملحدين (جورج إليوت دُفنت في نفس المقبرة). وفقاً لفرنسين ووين فإن جنازة ماركس مشى بها إحدى عشر شخصاً إلاّ أن المصادر المعاصرة تٌشير إلى ثلاثة عشر مشيعاً مشو خلف جنازته هم: فريدريك إنجلز، إليانور ماركس، إدوارد أفلينج، بول لافارج، تشارلز لونجيه، هيلين ديموث، فلهلم ليبكنخت، جوتليب ليمكي، فريدريك ليسنر، جي لوشنر، السير راي لانكستر، كارل شورليمير وإرنست رادفورد. بعض المصادر أشارت أيضاً إلى أن قرابة 25 شخصاً من الأقارب والأصدقاء حضروا الجنازة، أحد كُتاب صحيفة اعتبر أنّ إعلان الوفاة بعد الدفن بيومين كان خطأً فادحاً العديد من أصدقاء ماركس تحدثوا في جنازته بمن فيهم ليبكنخت وإنجلز، تضمنت كلمة أنجلز: إضافة لخطاب أنجلز فقد تكّون برنامج الجنازة الخاصة بماركس ببيانٍ قصير أدلته حركة الطبقة العاملة إضافة لبرقيتين من أحزابٍ عمالية في إسبانيا وفرنسا، وكان من بين غير الأقارب هناك ثلاث رفاق اشتراكيين لماركس هم فريدرك ليسنر الذي سُجن لمدة ثلاث سنوات بعد محاكمة كولونيا الشيوعية عام 1852، ولشنر الذي وصفه أنجلز بأنّه عضو قديم بالعصبة الشيوعية و أستاذ الكيمياء في جامعة مانشستر وعضو في الجمعية الملكية وناشط شيوعي شارك في عام 1848. إضافة لراي لانكستر الذي أصبح لاحقاً أكاديمياً بارزاً. كانت تركت ماركس بعد وفاته هي 250 جنيهاً استرلينياً (أي ما يعادل 25365 جنيه استرليني بأرقام عام 2019) وعند وفاة فريدرك أنجلز فقد ترك لابنتي ماركس الباقيتين جزءً كبيراً من أملاكه (أملاك بقيمة 4.8 مليون دولار أمريكي بأرقام عام 2011). نُقلت رفاة كارل ماركس وعائلته لمقبرةٍ جديدية كُشف النقاب عنها عام 1956 ونُحت على القبر عبارة وهي عبارة السطر الأخير من البيان الشيوعي إضافة لعبارة من أُطروحة ماركس عن فيرورباخ كما حررها أنجلز . وضع الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى (CPGB) نصباً تذكارياً على القبر مُكون من تمثال نصفي لكارل ماركس نحته وقبل ذلك كان القبر مُزيناً بشكلٍ متواضعٍ فقط. في وقتٍ لاحق دُفنت قرب ماركس كلوديا جونز زعيمة الحقوق المدنية والناطقة باسم الحزب الشيوعي في بريطانيا العُظمى. المؤرخ الماركسي إريك هوبسباوم رفض اعتبار جياة ماركس بالفاشلة لأنّه لم يكسب الكثير من الأتباع في بريطانيا العُظمى فعلى الرغم من ذلك إلاّ أنّ كتاباته بدأت بالتأثير على الحركات اليسارية في ألمانيا وروسيا خلال 25 عاماً بعد وفاته، وقد كانت الأحزاب الاشتراكية الموجودة ضمن أنظمة ديمقراطية تكسب ما بين 15 حتّى 47% في الإنتخابات التمثيلية. الإرث أفكار ماركس أثرت بشكلٍ كبير على النشاط الفكري العالمي ونُوقشت طريقة تفسير أفكاره وتطبيقها على العالم الحديث بشكلٍ مُكثف بين أتباعه، إن إرث ماركس الفكري هو محل نزاع بين اتجاهات عديدة كلٌّ منها يرى في منهجه الطريقة الأكثر صواب؛ سياسياً شملت هذه الاتجاهات مدارس مثل اللينينية والماركسية اللينينة والتروتسكية والماوية واللكسمبورغية والماركسة التحررية والماركسية المنفتحة، وأكاديمياً ظهرت الماركسية البنيوية والماكسية التاريخية والماركسية الظاهراتية والماركسية التحليلية والماركسية الهيغلية. أكاديمياً فإن كارل ماركس هو مساهم في ولادة علم الاجتماع الحديث وهو أحد المهندسين المعماريين الثلاثة للعلوم الاجتماعية الحديثة مع إميل دوركهايم وماكس فيبر، واستُشهد به باعتباره أحد أساتذة القرن التاسع عشر الثلاثة في تأويلات الشك مع فريدرك نيتشه وسيغموند فرويد. وبعكس الفلاسفة الآخرين فقد قدّم ماركس نظريات يمكن اختبارها بالمنهج العلمي وشرع مع أوغست كونت في تطوير أيديولوجيات مُبررّة علمياً في أعقاب العلمنة الأوربية والتطوّرات المُتتابعة في فلسفة التاريخ والعلوم، من خلال منهجه الهيغلي رفض ماركس المدرسة الوضعية في العلوم الاجتماعية. اعتبر كلاً من ماركس وسورين كيركغور أعظم خلفاء هيغل. في علم الاجتماع الحديث فإن علم الإجتماع الماركسي يُعرّف بأنّه أحد وجهات النظر الكلاسيكية الرئيسية. يعتبر أشعيا برلين أنّ كارل ماركس هو المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع الحديث. إضافة لتأثيره في علم الاجتماع فقد كان لماركس أثر في الفلسفة والأدب والفنون والعلوم الإنسانية. إضافة لتأثيره على حركات موسيقية وسينمائية ومسرحية. منظري علم الاجتماع في القرن العشرين والواحد والعشرين استجابوا لماركس بطريقتين رئيسيتين؛ إحداهما اختزال الماركسية في جوهرها عن طريق الماركسية التحليلية حيث كانت الخطوّة الأولى هي التخفيف من الادعاءات التفسيرية لنظرية ماركس والتأكيد على الاستقلالية النسبية للحياة الاجتماعية والاقتصادية غير المرتبطة بسرد ماركس الأساسي عن تطوّر علاقات الإنتاج وتعاقب أنماطه. كان هذا هو التنظير الماركسي الجديد الذي تبناه المؤرخون المُتأثرون بنظرية ماركس الاجتماعية مثل إدوارد بالمر تومبسون وإريك هوبسباوم، أيضاً فقد سعى مُفكرون ونُشطاء مثل أنطونيو جرامشي إلى فهم الفرص والصعوبات المنطوية على الممارسة السياسية في ضوء نظرية ماركس الاجتماعية. سياسياً فقد اتسم فكر ماركس بالتعقيد؛ فطوال القرن العشرين انطلقت العديد من الثورات وأطلقت على نفسها اسم الماركسية لعل أهمها الثورة البلشفية في الإمبراطورية الروسية والتي أدت لولادة الاتحاد السوفيتي، إضافة لذلك فقد استشهد عديد قادة العالم بماركس بمن فيهم فلاديمير لينين، ماو تسي تونغ، فيدل كاسترو، سلفادور أليندي، جوزيب بروز تيتو، كوامي نكروما، جواهر لال نهرو، نيلسون مانديلا، جان كلود يونكر، شي جين بينغ، وتوماس سانكارا. بعيداً عن الثورات فإن أفكار ماركس أثرت بالأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم وبعض السياسيين يلقون اللوم على ماركس في جرائم كبيرة مثل عمليات التصفية التي نفذها جوزيف ستالين بحق منافسيه إضافة لعلميات التطهير في الاتحاد السوفيتي التي أشرف عليها؛ وإلى الآن فإن إخلاص مؤيدي ستالين للأفكار الماركسية محل خلاف كبير وأمر مرفوض بالنسبة لكثير من الأحزاب الماركسية أو المُفكرين الماركسيين، ومن الشائع اليوم التمييز بين تأثير ماركس وبين تأثير أولئك اللذين فسروا أفكاره وفقاً لأغراضهم السياسية. وصف آرثر ليبو ماركس وإنجلز بأنّهما «مؤسسا الاشتراكية الديمقراطية الثورية الحديثة». عُرض في عام 2017 فيلم روائي بعنوان الشاب كارل ماركس حيث ظهر فيه ماركس مع زوجته جيني وصديقه إنجلز رفقة مثقفين آخرين قبل ثوارت 1848 وقد قدّم الفيلم مُراجعات جيدة ودقيقة تاريخياً إضافة لصورة عن حياة ماركس الفكرية، أيضاً فقد عُرض فيلم المأخوذ من رواية بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لولادة ماركس، ورغم وصف العمل بأنّه مُضحك ومُحير وغير محترم إلاّ أنّه ووفقاً للفيلسوف ألقى ضوءً غير متوقع على فكر ماركس. عام 2018 وأيضاً بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد ماركس كُشف عن تمثال بطول أربع أمتار ونصف نحتهُ الصيني وتبرعت به الحكومة الصينية لمسقط رأس كارل ماركس في ترير، حينها دافع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن ذكرى ماركس قائلاً أعمال مختارة غير مترجمة الفرق بين الفلسفتين الديموقريطية والأبيقورية عن الطبيعة (أطروحة دكتوراه) [1841] البيان الفلسفي لمدرسة القانون التاريخي [1842] مترجمة انظر أيضًا ماركسية اشتراكية شيوعية برجوازية فلسفة ماركسية المراجع باللغة العربية المعلومات الكاملة للمراجع بلغات أجنبية المعلومات الكاملة للمراجع السير الذاتية Barnett, Vincent. Marx (Routledge, 2009) Berlin, Isaiah. Karl Marx: His Life and Environment (Oxford University Press, 1963) Gemkow, Heinrich. Karl Marx: A Biography. Dresden: Verlag Zeit im Bild. 1968. Liedman, Sven-Eric. A World to Win: The Life and Works of Karl Marx. [2015] Jeffrey N. Skinner, trans. London: Verso, 2018. McLellan, David. Karl Marx: his Life and Thought Harper & Row, 1973 Mehring, Franz. Karl Marx: The Story of His Life (Routledge, 2003) McLellan, David. Marx before Marxism (1980), Macmillan, Rubel, Maximilien. Marx Without Myth: A Chronological Study of his Life and Work (Blackwell, 1975) Segrillo, Angelo. Two Centuries of Karl Marx Biographies: An Overview (LEA Working Paper Series, nº 4, March 2019). Sperber, Jonathan. Karl Marx: A Nineteenth-Century Life. New York: W.W. Norton & Company, 2013. Stedman Jones, Gareth. Karl Marx: Greatness and Illusion (Allen Lane, 2016). . Walker, Frank Thomas. Karl Marx: a Bibliographic and Political Biography. (bj.publications), 2009. Wheen, Francis. Karl Marx: A Life, (Fourth Estate, 1999), تعليقات على ماركس Althusser, Louis. For Marx. London: Verso, 2005. Althusser, Louis and Balibar, Étienne. Reading Capital. London: Verso, 2009. Attali, Jacques. Karl Marx or the thought of the world. 2005 Avineri, Shlomo. The Social and Political Thought of Karl Marx (Cambridge University Press, 1968) Avineri, Shlomo. Karl Marx: Philosophy and Revolution (Yale University Press, 2019) Axelos, Kostas. Alienation, Praxis, and Techne in the Thought of Karl Marx (translated by Ronald Bruzina, University of Texas Press, 1976). Blackledge, Paul. Reflections on the Marxist Theory of History (Manchester University Press, 2006) Blackledge, Paul. Marxism and Ethics (SUNY Press, 2012) Bottomore, Tom, ed. A Dictionary of Marxist Thought. Oxford: Blackwell, 1998. Cleaver, Harry. Reading Capital Politically (AK Press, 2000) G.A. Cohen. Karl Marx's Theory of History: A Defence (Princeton University Press, 1978) Collier, Andrew. Marx (Oneworld, 2004) Draper, Hal, Karl Marx's Theory of Revolution (4 volumes) Monthly Review Press Duncan, Ronald and Wilson, Colin. (editors) Marx Refuted, (Bath, UK, 1987) Eagleton, Terry. Why Marx Was Right (New Haven & London: Yale University Press, 2011). Fine, Ben. Marx's Capital. 5th ed. London: Pluto, 2010. Foster, John Bellamy. Marx's Ecology: Materialism and Nature. New York: Monthly Review Press, 2000. Gould, Stephen Jay. A Darwinian Gentleman at Marx's Funeral – E. Ray Lankester, p. 1, Find Articles.com (1999) Harvey, David. A Companion to Marx's Capital. London: Verso, 2010. Harvey, David. The Limits of Capital. London: Verso, 2006. Henry, Michel. Marx I and Marx II. 1976 Holt, Justin P. The Social Thought of Karl Marx. Sage, 2015. Iggers, Georg G. "Historiography: From Scientific Objectivity to the Postmodern Challenge."(Wesleyan University Press, 1997, 2005) Kołakowski, Leszek. Main Currents of Marxism Oxford: Clarendon Press, OUP, 1978 Little, Daniel. The Scientific Marx, (University of Minnesota Press, 1986) Mandel, Ernest. Marxist Economic Theory. New York: Monthly Review Press, 1970. Mandel, Ernest. The Formation of the Economic Thought of Karl Marx. New York: Monthly Review Press, 1977. Mészáros, István. Marx's Theory of Alienation (The Merlin Press, 1970) Miller, Richard W. Analyzing Marx: Morality, Power, and History. Princeton, N.J: Princeton University Press, 1984. Postone, Moishe. Time, Labour, and Social Domination: A Reinterpretation of Marx's Critical Theory. Cambridge [England]: Cambridge University Press, 1993. Rothbard, Murray. An Austrian Perspective on the History of Economic Thought Volume II: Classical Economics (Edward Elgar Publishing Ltd., 1995) Saad-Filho, Alfredo. The Value of Marx: Political Economy for Contemporary Capitalism. London: Routledge, 2002. Schmidt, Alfred. The Concept of Nature in Marx. London: NLB, 1971. Seigel, Jerrold. Marx's fate: the shape of a life (Princeton University Press, 1978) Strathern, Paul. "Marx in 90 Minutes", (Ivan R. Dee, 2001) Thomas, Paul. Karl Marx and the Anarchists. London: Routledge & Kegan Paul, 1980. Uno, Kozo. Principles of Political Economy. Theory of a Purely Capitalist Society, Brighton, Sussex: Harvester; Atlantic Highlands, N.J.: Humanities, 1980. Vianello, F. [1989], «Effective Demand and the Rate of Profits: Some Thoughts on Marx, Kalecki and بييرو سرافا», in: Sebastiani, M. (ed.), Kalecki's Relevance Today, London, Macmillan, . Wendling, Amy. Karl Marx on Technology and Alienation (Palgrave Macmillan, 2009) Wheen, Francis. Marx's Das Kapital, (Atlantic Books, 2006) Wilson, Edmund. To the Finland Station: A Study in the Writing and Acting of History, Garden City, NY: Doubleday, 1940 أعمال الخيال Barker, Jason. Marx Returns, Winchester, UK: Zero Books, 2018, . مقالات طبية وصلات خارجية أشخاص من ترير أشخاص من لندن أعضاء جمعية الشغيلة العالمية أعضاء في الجمعية الملكية للفنون ألمان مغتربون في المملكة المتحدة ألمان مغتربون في بلجيكا ألمان مغتربون في فرنسا ألمان من أصل يهودي هولندي ألمان مهاجرون إلى إنجلترا أنطولوجيون اشتراكيون ألمان اشتراكيون يهود اشتراكية اقتصاديون ألمان اقتصاديون اشتراكيون اقتصاديون في القرن 19 اقتصاديون ماركسيون بدون تاريخ الأفكار تاريخ التعليم تاريخ الفلسفة تاريخ المنهج العلمي ثوريون ثوريون ألمان خريجو جامعة بون خريجو جامعة هومبولت في برلين خريجو جامعة يينا زملاء الجمعية الملكية في الفنون شيوعيون ألمان صحفيو رأي صحفيو رأي ألمان صحفيون صحفيون ألمان في القرن 19 صحفيون في القرن 19 صحفيون ماركسيون طبقات اجتماعية علم الإنسان الفلسفي علماء اجتماع ألمان فلاسفة أخلاق فلاسفة ألمان فلاسفة ألمان في القرن 19 فلاسفة الأديان فلاسفة التاريخ فلاسفة الثقافة فلاسفة العقل فلاسفة القرن 19 فلاسفة تعليم فلاسفة تقنية (تكنولوجيا) فلاسفة سياسيون فلاسفة سياسيون ألمان فلاسفة علم الاجتماع فلاسفة علوم فلاسفة الاقتصاد فلاسفة قاريون فلاسفة قانون فلاسفة كتبوا حول النشاط والتغيير الاجتماعي فلاسفة ملحدون فلاسفة نظرية المعرفة فلاسفة يهود كتاب ذكور ألمان في القرن 19 كتاب شيوعيون كتاب عن الدين والعلم كتاب عن العولمة كتاب غير روائيين ألمان في القرن 19 كتاب غير روائيين ذكور ألمان كتاب ماركسيون ماديون ماركسيون ألمان ماركسية مدفونون في مقبرة هايغيت معاداة الإمبريالية ملحدون في القرن 19 ملحدون يهود منظرون على الحضارة الغربية منظرون ماركسيون مواليد 1818 مواليد في ترير ميتافيزيقيون مؤرخو الفكر الاقتصادي مؤرخو القرن 19 مؤرخون ألمان مؤرخون ألمان في القرن 19 مؤرخون اقتصاديون مؤرخون ماركسيون ناشطو الإلحاد ناشطو إلحاد ألمان ناشطون ضد العولمة ناشطون في مكافحة الفقر نظرية ماركسية نقاد اجتماعيون نقاد الأديان نقاد الاقتصاد السياسي نقاد ثقافيون وفيات 1883 وفيات بسبب الأمراض في إنجلترا وفيات بسبب التهاب القصبات وفيات في لندن يهود تحولوا إلى المسيحية أعلام بروسي في القرن 19
2941
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D9%88%D8%B3
زيوس
زيوس، أو زَوْس (باليونانية القديمة: Ζεύς. باليونانية الحديثة: Δίας). يُلقَّب عند الإغريق بـ «أب الآلهة والبشر» أو كما في اليونانية القديمة: πατὴρ ἀνδρῶν τε θεῶν τε, patḕr andrōn te theōn te. في معتقدات الإغريق الدينية هو أب الآلهة والبشر. فهو الذي يحكُم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوريث. زيوس هو إله السماء والصاعقة في الميثولوجيا الإغريقية. نظيره الروماني هو جوبيتر، ونظيره في الميثولوجيا الهندوسية هو إندرا وفي الإتروسكانية الإله تينيا. تكمن قوة زيوس في حكمه لقوى الطبيعة الرهيبة التي كان الإغريق يخشونها كالبرق والرعد والسماء الواسعة. زيوس في الميثولوجيا مولده قام كرونوس بابتلاع أطفاله الخمسة الذين أنجبهم من زوجته ريا: هستيا، ديميترا، هيرا، هاديس وبوسيدون وذلك لخوفه من أن ينتزعوا السلطة منه مثلما فعل هو مع أبيه أورانوس. وعندما أنجبت ريا طفلها زيوس قامت بإخفائه في جزيرة كريت وأعطت زوجها حجراً ملفوفًا بملابس وابتلعه. وفي كهف في جبل إِدا في جزيرة كريت نشأ زيوس. تتعدد الروايات حول طفولته فتقول رواية أن غايا قامت برعايته، ورواية أخرى تقول أن العنزة أمالثيا كانت ترضعه مع الحوريتين إديا وأدراستيا ورواية أخرى مع صحبة بعض الكوريت الذين كانوا يرقصون ويحدثون ضجة حتى لا يُسمع بكاء الطفل، وروايات أخرى كل منها تقول بأن الحوريات كانوا يرعونه مثل الحوريات آدامنثيا وسينوسورا وأدارستيا وميليسا التي كانت تجلب العسل للطفل، وتقول إحدى الروايات أنه نشأ عند عائلة من رعاة غنم وحصلوا على وعد بألا تتعرض الذئاب لأغنامهم. حياته عندما شبّ زيوس، قام بإجبار أبيه كرونوس على استفراغ إخوته من بطنه. تختلف الروايات في كيفية قيامه بذلك، تقول رواية أن ميتيس أعطت زيوس شراباً قدمه لكرونوس وبدأ في إخراج أبنائه، وتقول رواية أن زيوس شقّ بطن كرونوس وأخرج إخوته. وقام بتحرير إخوة كرونوس والسايكلوبيين وذوي المئة ذراع والعمالقة من تارتاروس (الجحيم) وقتل كامبي الذي كان يقوم على حمايتهم والحفاظ على حياتهم. السلطة في ثيساليا دارت المعركة بين كرونوس مع بعض المردة الذين انضموا له مثل أوقيانوس وابنته ستيكس مع أولادها زيلوس (الحماسة)، نيكه (النصر) وبيا (القوة) والأوليمبيين بقيادة زيوس الذي انضم إليه السايكلوبيون وقدموا له الصواعق لأنه حررهم واستخدم زيوس الصواعق في رمي المردة حتى أصبحت الصواعق سلاحه المشهور، وانضم اليه ذوو المائة عين وكانوا يقومون بخلع الأحجار الضخمة من الجبال ويقذفونها على المردة. ظلت المعركة لعشر سنوات حتى انتصر الأولمبيون وأرسل زيوس كرونوس وحلفائه إلى تارتاروس. بعد المعركة وتربع زيوس على عرش الأوليمب، تقاسم السلطة مع أخويه الكبيرين، فحصل زيوس على السماء والهواء، بوسيدون على المياه، وهاديس على عالم الموتى. غضبت إلهة الأرض غايا من استحواذ زيوس على السلطة وما فعله بأبنائها المردة فتزوجت من تارتاروس وأنجبت منه وحشًا ضخمًا يُدعى تايفون يملك مئة رأس وأرسلته لمهاجمة زيوس، ودارت معركة ضخمة بينهما إلى أن أحرق زيوس رؤوسه المئة بالصواعق وأرسله إلى جبل أثينا وقد تزوج نصف امرأة ونصف أفعى تُسمى إيشيدنا. وتقول رواية أخرى أن زيوس أرسله إلى جبل أثينا. زوجاته وعشيقاته هناك الكثير من الأساطير حول النساء اللاتي قام زيوس بمعاشرتهن، سواء كانوا زوجات شرعيات أو عشيقات، آلهة أو بشر. زاد عدد عشيقاته على 115 عشيقة أنجب منهن أكثر من 140 مولودًا ، كثير منهم آلهة وأبطال كان لهم دور كبير في أحداث الأساطير مثل أفروديت وإلهات الحسن وهيرميز وآريز وإلهات الإلهام وهرقل. أولى زوجاته الشرعيات كانت ميتيس ثم تيميس والثالثة منيموسين ثم هيرا أشهرهن والتي لم يتزوج بعدها. بعد أن خرجت هيرا من أحشاء من كرونوس قام رييا والدتها بنقلها إلى مكان بعيد وجعلت ثيتس تقوم برعايتها إلى أن جاء أخوها زيوس وأحبها وخطفها من ثيتس وتزوجها، وأصبحت هيرا تتمتع بسلطة كبيرة في الأوليمب، فهي تحكم مثل زيوس بالرعود والصواعق وبإشارة من يدها تثير العواصف، ويحترمها الآلهة وكذلك زيوس إلا أنه في بعض الأحيان قد تحدث بعض الخلافات ويتوعدها زيوس بالعقوبات. وفي إحدى المرات قامت هيرا بتدبير انقلاب ضد زيوس إلا أنه تصدى لها وعاقب هيرا وقام بتعليقها على الأرض وربط إلى رجليها سندانين وعرضها للجلد. من أشهر عشيقاته أوروبا التي سميت قارة أوروبا باسمها ، وهي امرأة فينيقية قام زيوس بإغوائها بتحوله إلى ثور أبيض جميل اندسّ في قطيع والدها عندما كانت تتمشى على شاطئ البحر وعندما شاهدت الثور بالغ الجمال قاموا بمداعبته والتربيت عليه وجلست أوروبا على ظهره، فأسرع زيوس وركض نحو البحر وسبح إلى جزيرة كريت وكشف عن هويته وأخبرها أنه يحبها وأصبحت أوروبا أول ملكة لجزيرة كريت. زيوس في الفن قبل العصر القديم في اليونان، كانت هناك تصورات كثيرة لزيوس إلا أنها لم تتشكل في نمط إلا في بدايات العصر القديم، وكانت تصوره يحمل الصاعقة بيده أو أحيانًا يوقف نسرًا على يده. وفي العصر الكلاسيكي نجده يحمل صولجانًا وجالسًا على مقعد، ويعتبر تمثال زيوس في الأوليمب الضخم والذي يبلغ ارتفاعه 13 متر من العاج والذي قام به النحات اليوناني المعروف فيدياس نموذجًا لتصور زيوس في الفن في تلك الفترة والذي ظل موجودًا حتى العصر الهيلينستي. وظهر بعد ذلك بكثرة في لوحات الفنانين الأوربيين لا سيما في عصر النهضة التي تعتبر فترة الشغف بالميثولوجيا اليونانية. الذرية الإلهية علم أنساب الأولمبيين المراجع آلهة الرياح آلهة الرعد آلهة السماء والجو آلهة الشمس آلهة العدالة آلهة تنبؤ آلهة مثلية وخنثوية أرباب المشتري أولمبيون اغتصاب بيرسيفون بعل تغيير الشكل شخصيات أسطورية إغريقية شخصيات الأوديسة ملوك في الأساطير الإغريقية
2945
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AE%D9%8A%D9%84
آخيل
آخيل أو آخيليس أحد الأبطال الأسطوريين في الميثولوجيا الإغريقية. هو ابن بيليوس ملك فثيا من حورية البحر ثيتس حفيدة التيتانية تيثيس ابنة أورانوس وغايا. كان له دور كبير في حرب طروادة التي دارت أحداثها بين الإغريق وأهل طرواده. وهو البطل المركزي في إلياذة هوميروس. الأسطورة حسب الأسطورة، فإن أخيل هو الابن الوحيد لذيتيس، وهي امرأة عشقت الإله الأعظم زيوس في العصور القديمة. قامت ذيتيس بغمر ابنها في مياه نهر ستيكس، الذي كان يعتقد أنه سيجعله يصبح خالدًا، لكنه تمت الإشارة إلى عدم غمر كعب قدمه اليسرى، الأمر الذي تسبب في وفاته فيما بعد. أجاممنون، ملك هيلاس، قرر شن حرب على طروادة بسبب خطف بريام، ابن ملك طروادة، لزوجة منلاوس ابن ملك هيلاس. دعت الآلهة أجاممنون إلى طلب مساعدة أخيل، الذي كان معروفًا بشجاعته وفطنته العسكرية. قدم أخيل للمشاركة في الحرب، لكنه تركها بعد خلافه مع أجاممنون بشأن فتاة تدعى بريسيز. وفي هذه الحرب، كان لأخيل صديق حميم يدعى بتروكلوس الذي حاول إقناع أخيل بالعودة للحرب، لكن أخيل رفض ذلك. بعد وفاة بتروكلوس على يد هكتور، انضم أخيل مرة أخرى للحرب وتمكن من الانتقام من هكتور. ثم أرسل الهيلانيين حصان خشبي عملاق لطروادة، والذي حمل بداخله أشجع محاربيهم، الذين تمكنوا من فتح أبواب طروادة وتدميرها. وفي نهاية المطاف، نجح باريس، ابن ملك طروادة، في قتل أخيل بسهمه، طاله في المكان الذي لم يغمره ماء النهر، وهذا ما أدى إلى وفاته. ولكن على الرغم من مصيره المأساوي، فإن أخيل ظل يُحتفى به كواحد من أكثر الأبطال شهرة في الأساطير اليونانية. حرب طروادة قامت الحرب بين أهل طروادة والإغريق، وفشل اليونانيون أول الأمر في أخذ المدينة، ولما علموا بأن آخيل هو الذي سيحقق لهم النصر، حسب نبوءة أحد الكهنة، قاموا بالبحث عنه حتى وجدوه. واستطاع الداهية أوديسيوس أن يعثر على آخيل وعرض عليه الأسلحة والخيول فتحركت نفس آخيل لها، وانضم إلى جيش الإغريق. استطاع آخيل أن يحقق انتصارات باهرة لجيش أجاممنون طوال تسع سنوات من الحرب الضروس. وبعد إحدى المعارك، وجد رجال آخيل بنت ملك طروادة بريسيس فاعطوها إلى آخيل ولكن آخيل أحبها وهي أحبته ثم وضع أجاممنون يده على برسيس بنت ملك طروادة، ورفض أن يعيدها لوالدها. احتدم الخلاف بينه وبين آخيل، فقام آخيل باعتزال الحرب، ثم بدأت الهزائم تتوالى على جيش الإغريق. عندما رأى باتروكلوس هزائم قومه، حاول أن يدفع آخيل للقتال مرة أخرى، ولكن آخيل رفض ذلك، فقام باتروكلوس بارتداء خوذة آخيل ودرعه وذهب مع المقاتلين ظنًا منهم أنه آخيل. وفي المعركة قام هيكتور ابن ملك طروادة بقتل باتروكلوس ظانًا أنه قتل آخيل نفسه. ولما علم آخيل بقتل اِبن عمه صمم على الانتقام من هيكتور. استطاع أن يُلحق الهزيمة بالطرواديين وأن يقتل هيكتور، واستطاع أن يقتل أجاممنون الذي كان يحول قتل بريسيس، إلا أنه وفي النهاية قام بارس أخو هيكتور بتصويب سهمه نحو وتر آخيل فمزقه فسقط أرضًا، ثم تمكن بارس من أن يُجهز عليه. انظر أيضًا وتر أخيل عقب أخيل مواقع خارجية تاريخ الطب المصادر أشخاص من حرب طروادة أمراء في الأساطير اليونانية شخصيات الأوديسة شخصيات أسطورية إغريقية شخصيات مثليون خياليون في الأدب قادة آخايا ملوك المرميديون
2947
https://ar.wikipedia.org/wiki/21%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
21 فبراير
21 فبراير أو 21 شُباط أو يوم 21 \ 2 (اليوم الحادي والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم الثاني والخمسون (52) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 313 يومًا لانتهاء السنة، أو 314 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 1848 - كارل ماركس وفريدريك إنجلز ينشران الإعلان الشيوعي. 1921 - انقلاب عسكري في إيران بقيادة رضا بهلوي. 1922 - المملكة المتحدة تنهي حمايتها التي فرضتها على مصر عام 1914. 1946 - اللجنة العامة للعمال والطلبة المصريين تدعو إلى إضراب عام ضد سلطات الاحتلال البريطاني ردًا على حادثة كوبري عباس التي وقعت يوم 9 فبراير. 1952 - طلاب بنغال يموتون في مظاهرات ضد إعتماد الأردية كلغة رسمية وليس البنغالية، ويسمي أهل بنغلاديش هذا اليوم بعيد شهداء اللغة. 1965 - اغتيال مالكوم إكس أو الحاج مالك شباز رئيس اتحاد الأفارقة الأمريكان والمتحدث الرسمي لحركة أمة الإسلام أثناء وجوده في قاعة المؤتمرات في مدينة نيويورك. فيدل كاسترو يؤمم جميع الأعمال في كوبا. 1972 - الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يزور جمهورية الصين الشعبية. 1973 - مقاتلات إسرائيلية تسقط طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة رقم 114 فوق سيناء، وأدى الحادث إلى مقتل 108 من الركاب. 1991 - الجيش العراقي يفجر عدد من أبار النفط في الكويت إبان حرب الخليج الثانية. 2012 - اليمنيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسًا خلفًا لعلي عبد الله صالح وذلك وفقًا للمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن. 2014 - البرلمان الأوكراني يوافق بالتصويت على إطلاق سراح رئيسة الوزراء السابقة والمعارضة يوليا تيموشينكو وكذلك يعزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ويقر انتخابات مبكرة في 25 مايو من السنة المذكورة. 2015 - الجيشُ التُركيّ ينقل ضريح سليمان شاه جد السُلالة العُثمانيَّة من شمال حلب إلى منطقة أشمة السوريَّة على مسافة 200 متر من الحُدود التُركيَّة، بعد أن كان تنظيم داعش قد هدد بنسفه. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يتمكن من الفرار إلى عدن بعد الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء. 2016 - إعصار وينستون أقوى إعصار استوائي تم تسجيله يضرب جزيرة فيجي ويقتل على الاقل 20 شخصًا على الأقل. 2021 - نوفاك دجوكوفيتش ونعومي أوساكا يفوزان في بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب لعام 2021. مواليد 1484 - يواكيم الأول، أمير ناخب لمرغريفية براندنبورغ. 1703 - شاه ولي الله الدهلوي، مصلح وداعية إسلامي هندي. 1721 - جون مكينلي، سياسي أمريكي. 1728 - القيصر بيتر الثالث، إمبراطور روسيا الحادى عشر في الإمبراطورية الروسية. 1794 - أنطونيو لوبيز دي سانتا أنا، رئيس المكسيك. 1895 - هنريك دام، عالم فيزيولوجيا وكيمياء حيوية دنماركي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1943. 1904 - أليكسي كوسيغين، سياسي ورجل دولة سوفيتي. 1907 - ويستن هيو أودن، شاعر إنجليزي. 1914 - مصطفى أمين، صحافي وكاتب مصري. 1921 - جون رولس، فيلسوف أمريكي. 1924 - روبرت موجابي، رئيس زيمبابوي. 1930 - رمضان عبد التواب، عالم لغويات مصري. 1933 - نينا سيمون، مغنية أمريكية. 1937 - هارالد الخامس، ملك نرويجي. 1946 - آلان ريكمان، ممثل إنجليزي. 1950 - المنتصر بالله، ممثل مصري. 1958 - جاك كولمان، ممثل أمريكي. 1959 - خوسيه ماريا كانو، موسيقي إسباني. 1962 - تشاك بولانيك، كاتب أمريكي. 1963 - ويليام بالدوين، ممثل أمريكي. 1964 - عابد فهد، ممثل سوري. 1974 - إيفان كامبو، لاعب كرة قدم إسباني. 1977 - سيرين عبد النور، مغنية لبنانية. إحسان شواهنة، مجاهد فلسطيني. كيفين روز، رجل أعمال ومذيع أمريكي. 1978 - تمارة محمود، ممثلة عراقية. 1979 - جينيفر لوف هيويت، ممثلة أمريكية. باسكال تشيمبوندا، لاعب كرة قدم فرنسي. 1980 - إيناس طالب، ممثلة عراقية. جيغمه خيسار نمجيل وانغشاك، ملك بوتان. 1984 - ديفيد أودونكور، لاعب كرة قدم ألماني. 1985 - جيورجيوس ساماراس، لاعب كرة قدم يوناني. 1987 - إلين بيج، ممثلة كندية. 1989 - كوربن بلو، ممثل ومغني أمريكي. جوش والكر، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1992 - فيل جونز، لاعب كرة قدم إنجليزي. رياض محرز، لاعب كرة قدم جزائري. وفيات 1437 - الملك جيمس الأول، ملك اسكتلندا. 1513 - البابا يوليوس الثاني، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1677 - باروخ سبينوزا، فيلسوف هولندي. 1794 - أنطونيو لوبيز دي سانتا أنا، رئيس المكسيك الثامن. 1916 - محمد علي النخجواني، فقيه مسلم أذربيجاني - عراقي. 1926 - هايك كامرلينغ أونس، عالم فيزياء هولندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1913. 1941 - فردريك بانتنغ، طبيب كندي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1923. عمران السليم، فقيه سعودي. 1963 - بشر فارس، كاتب مسرحي ومؤرخ وشاعر لبناني مصري. 1965 - مالكوم إكس، المتحدث الرسمي لحركة أمة الإسلام. 1968 - هوارد فلوري، طبيب أسترالي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1945. 1973 - سلوى حجازي، مذيعة مصرية. 1980 - نجيب صالحة، رجل أعمال وسياسي لبناني. 1984 - ميخائيل شولوخوف، أديب روسي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1965. 1985 - محمود شكوكو، ممثل ومونولوجيست مصري. 1995 - محمد رضا، ممثل مصري. 1999 - جرترود إليون عالمة كيمياء حيوية وأدوية أمريكية، حصلت على جائزة نوبل في الطب سنة 1988. 2003 - نيللي مظلوم، ممثلة مصرية. 2004 - وليد الأعظمي، شاعر وخطاط ومؤرخ عراقي. 2012 - طارق عبد الحكيم، موسيقي سعودي. 2018 - سهام فتحي، ممثلة مصرية. أعياد ومناسبات اليوم العالمي للغة الأم. يوم الطالب العالمي. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2948
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86
اليونان
اليُونَان، أو رسمياً الجُمهُورِيَّة الهِيلِينِيَّة والمعروفة أيضًا منذ العصور القديمة باسم هِيلاس هي دولة تقع في جنوب شرق أوروبا. وفقا لتعداد عام 2019، بلغ عدد سكان اليونان حوالي 10,750,000 نسمة. أثينا هي عاصمة البلاد وأكبر مدينة، تليها سالونيك. التراث الثقافي الفريد لليونان وصناعة السياحة الكبيرة وقطاع الشحن البارز والأهمية الجيواستراتيجية تصنفها كقوة متوسطة. وينعكس الإرث التاريخي الغني لليونان بانتساب 18 موقعاً موجوداً بها لقائمة اليونسكو للتراث العالمي. تحتل اليونان موقعاً استراتيجياً على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. وتقع على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان، وتشترك في الحدود البرية مع ألبانيا إلى الشمال الغربي، ومقدونيا الشمالية وبلغاريا إلى الشمال وتركيا إلى الشمال الشرقي. تتكون اليونان من تسع مناطق جغرافية وهي: مقدونيا، ووسط اليونان، والبيلوبونيز، وثيساليا، وإبيروس، وجزر بحر إيجة (بما في ذلك دوديكانيسيا)، وتراقيا، وكريت، وجزر البحر الأيوني. يقع بحر إيجة إلى الشرق من البر والبحر الأيوني إلى الغرب، والبحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب. لدى اليونان أطول خط ساحلي في حوض البحر الأبيض المتوسط والحادي عشرة في العالم بطول 13676 كم (8498 ميل)، ويضم عدداً كبيراً من الجزر، منها 227 مأهولة بالسكان . ثمانون في المئة من اليونان جبلية، و يعد جبل أوليمبوس أعلى قمة بارتفاع 2918 مترا (9573 قدما). التاريخ اليوناني هو واحد من أطول تواريخ البلدان. وتعتبر البلاد مهد الحضارة الغربية، بعد أن كانت مهد الديمقراطية، والفلسفة الغربية، ودورة الألعاب الأولمبية، والأدب الغربي، والتأريخ، والعلوم السياسية، والمبادئ العلمية، والرياضيات، والدراما الغربية، بما في ذلك كل من التراجيديا والكوميديا. تم توحيد الإغريق أولاً تحت فيليب المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد. غزا ابنه الإسكندر الأكبر بسرعة كثيراً من مناطق العالم القديم، ونشر الثقافة اليونانية والعلوم من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى نهر السند. ضمتها روما في القرن الثاني قبل الميلاد، وأصبحت اليونان جزءاً لا يتجزأ من الإمبراطورية الرومانية وخليفتها، والإمبراطورية البيزنطية. شهد القرن الأول الميلادي تأسيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، والتي شكّلت الهوية اليونانية الحديثة، ونقلت التقاليد اليونانية إلى العالم الأرثوذكسي على نطاق أوسع. وقعت البلاد تحت الهيمنة العثمانية في منتصف القرن الخامس عشر، وظهرت الدولة الحديثة في اليونان في عام 1830 بعد حرب الاستقلال. اليونان هي جمهورية برلمانية موحدة ودولة متقدمة مع اقتصاد متطور مرتفع الدخل، وتعد نوعية الحياة ومستوى المعيشة فيها مرتفع للغاية. اقتصادها هو الأكبر في البلقان، حيث أنها مستثمر إقليمي مهم. تعتبر اليونان، العضو المؤسس في الأمم المتحدة، والعضو العاشر الذي ينضم إلى المجتمعات الأوروبية (سلف الاتحاد الأوروبي) وكانت جزءاً من منطقة اليورو منذ عام 2001. كما أنها عضو في العديد من المؤسسات الدولية الأخرى، بما في ذلك مجلس أوروبا، ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة التجارة العالمية، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية. أصل التسمية تختلف أسماء أمة اليونان والشعب اليوناني عن الأسماء المستخدمة في لغات أخرى، والمواقع والثقافات. على الرغم من أن الإغريق أطلقوا على البلاد هيلاس أو إلادا (اليونانية: Ἑλλάς أو Ελλάδα) واسمها الرسمي هو جمهورية اليونان، باللغة الإنجليزية أنه يشار إلى اليونان، والتي تأتي من مصطلح اللاتينية اليونان العظمى كما يستخدمه الرومان، والتي تعني حرفيا «أرض الإغريق»، ومشتق من الاسم اليوناني Γραικός. تعود تسمية اليونان نسبةً لقبيلة الإيوانيين (اليونانية: Ἴωνες) وهم من أهم القبائل الإغريقية من سكان منطقة إيونية في غرب الأناضول. وتسمية هذه القبيلة تتبع لیاوان بن یافث (حسب سفر التكوين) أو الشخصية الاسطورية إيون. وكانت الإمبراطورية الأخمينية أول من أطلق تسمية (Yauna) على الشعب اليوناني، بينما أطلق عليهم المصريون القدماء تسمية ((j-w-n(-n)، الآشوريون (Iawanu)، والبابليون (Yaman أو Yamanaya). التاريخ ما قبل التاريخ يعود أقدم دليل موثَّق على وجود أجداد البشر في جنوب شبه جزيرة البلقان إلى حوالي عام 270,000 ق.م في كهف بترالونا الواقع بمنطقة مقدونيا. وقد عُثر على أدلة أثرية على فترات العصر الحجري الثلاثة (القديم والمتوسط والحديث) مثل تلك التي عثر عليها في كهف فرانتشثي. التاريخ القديم ولقد عرفت شواطئ بحر إيجة ظهور أولى الحضارات في الضفة الشمالية للبحر المتوسط، عرفت أولى الحضارتين باسم المينوية والميسينية. تلت الفترة الأولى، عصر مظلم استمر حتى حوالي 800 قبل الميلاد. عرفت البلاد عهداً جديداً مع ظهور الحضارة اليُونانية. كانت بلاد اليُونان عبارة عن تجمع من المدن المستقلة وهي أسبرطة العسكرية وأثينا المدنيٌة والديمقراطية وغيرهما من المدن، قامت هذه المدن بإنشاء مستعمرات تجارية على طول البحر الأبيض المتوسط، كما قاومت محاولات توسع الفرس في المنطقة، وانقذت أوروبا من غزاة أباطرة الفرس خصوصا في معركة ماراثون البرية ومعركة سالاميس البحرية عام 480 ق م. شكلت ثقافة هذه المنطقة المنبع الرئيس للحضارة الهيلينية، انتشرت هذه الحضارة في أرجاء واسعة من العالم بعد قيام إمبراطورية الإسكندر الأكبر الـمقدوني. فترة القرون الوسطى (القرن الرابع - الخامس عشر) كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية، بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، تُعرف تقليديًا باسم الإمبراطورية البيزنطية (ولكنها كانت تسمى ببساطة «مملكة الرومان» في وقتها) واستمرت حتى عام 1453. مع رأس المال في القسطنطينية، كانت لغتها وثقافتها اليونانية وكان دينها في الغالب المسيحية الشرقية الأرثوذكسية. منذ القرن الرابع، عانت أراضي البلقان التابعة للإمبراطورية، بما في ذلك اليونان، من تفكك بسبب الغزوات البربرية. أدت الغارات والدمار الذي تعرض له القوط والهون في القرنين الرابع والخامس والغزو السلافي لليونان في القرن السابع إلى انهيار كبير في السلطة الإمبراطورية في شبه الجزيرة اليونانية. بعد الغزو السلافي، احتفظت الحكومة الإمبراطورية بالسيطرة الرسمية على الجزر والمناطق الساحلية فقط، ولا سيما المدن ذات الأسوار المكتظة بالسكان مثل أثينا وكورنثوس وسالونيك، بينما صمدت بعض المناطق الجبلية في الداخل من تلقاء نفسها واستمرت في الاعتراف بالسلطة الإمبراطورية. خارج هذه المناطق، يُعتقد عمومًا أن قدرًا محدودًا من الاستيطان السلافي قد حدث، وإن كان على نطاق أصغر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. ومع ذلك، فإن وجهة النظر القائلة بأن اليونان في العصور القديمة المتأخرة قد مرت بأزمة تدهور وتجزئة وهجرة سكانية تُعتبر الآن عفا عليها الزمن، حيث تظهر المدن اليونانية درجة عالية من الاستمرارية والازدهار المؤسسي بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد (وربما لاحقًا أيضًا). في أوائل القرن السادس، كان لدى اليونان ما يقرب من 80 مدينة وفقًا لتاريخ سيناكديموس، وتُعتبر الفترة من القرن الرابع إلى القرن السابع الميلادي واحدة من الازدهار العالي ليس فقط في اليونان ولكن في شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله. حتى القرن الثامن، كانت جميع اليونان الحديثة تقريبًا تحت سلطة الكرسي الرسولي لروما وفقًا لنظام البطريركيات الخمس. نقل الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث حدود بطريركية القسطنطينية غربًا وشمالًا في القرن الثامن. بدأ الانتعاش البيزنطي للمقاطعات المفقودة في نهاية القرن الثامن وأصبحت معظم شبه الجزيرة اليونانية تحت السيطرة الإمبراطورية مرة أخرى، على مراحل، خلال القرن التاسع. تم تسهيل هذه العملية من خلال التدفق الكبير لليونانيين من صقلية وآسيا الصغرى إلى شبه الجزيرة اليونانية، بينما في نفس الوقت تم القبض على العديد من السلاف وإعادة توطينهم في آسيا الصغرى وتم استيعاب البقية القليلة. خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، أدت عودة الاستقرار إلى استفادة شبه الجزيرة اليونانية من نمو اقتصادي قوي - أقوى بكثير من نمو أراضي الأناضول في الإمبراطورية. خلال ذلك الوقت، كان للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية دور فعال في انتشار الأفكار اليونانية إلى العالم الأرثوذكسي الأوسع. بعد الحملة الصليبية الرابعة وسقوط القسطنطينية في يد «اللاتين» في عام 1204، انقسمت اليونان القارية بين ديسبوتية إبيروس اليونانية (الدولة الخلف البيزنطية) والحكم الفرنسي (المعروف باسم فرانكوكراتيا)، في حين أن بعض الجزر أصبحت تحت حكم البندقية. ترافق إعادة إنشاء رأس المال الإمبراطوري البيزنطي في القسطنطينية في عام 1261 استعادة الإمبراطورية من شبه الجزيرة اليونانية، على الرغم من أن إمارة أخايا الفرنجية في بيلوبونيز وديسبوتية إبيروس اليونانية المنافسة في الشمال بقيت قوى إقليمية مهمة في القرن الرابع عشر، بينما ظلت الجزر إلى حد كبير تحت سيطرة جنوة والبندقية. خلال عهد سلالة باليولوج (1261–1453) ظهرت حقبة جديدة من الوطنية اليونانية مصحوبة بالعودة إلى اليونان القديمة. كما اقترحت الشخصيات البارزة في ذلك الوقت أيضًا تغيير اللقب الإمبراطوري إلى «إمبراطور اليونان»، وفي أواخر القرن الرابع عشر، كان يُشار إلى الإمبراطور كثيرًا باسم «إمبراطور اليونان». وبالمثل، في العديد من المعاهدات الدولية في ذلك الوقت، أطلق على الإمبراطور البيزنطي لقب «إمبراطور الإغريق» (Imperator Graecorum). في القرن الرابع عشر، فقدت الإمبراطورية البيزنطية جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة اليونانية في البداية على يد الصرب ثم العثمانيين. بحلول بداية القرن الخامس عشر، كان التقدم العثماني يعني أن الأراضي البيزنطية في اليونان كانت مقتصرة بشكل أساسي على أكبر مدنها آنذاك، سالونيك، وبيلوبونيز (ديسبوتية المورة). بعد سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين عام 1453، كانت المورة واحدة من آخر بقايا الإمبراطورية البيزنطية التي صمدت ضد العثمانيين. ومع ذلك، فقد سقطت أيضًا في يد العثمانيين في عام 1460، استكمالًا للغزو العثماني للبر الرئيسي لليونان. مع الغزو العثماني، هرب العديد من العلماء اليونانيين البيزنطيين، الذين كانوا حتى ذلك الحين مسؤولين إلى حد كبير عن الحفاظ على المعرفة اليونانية الكلاسيكية، إلى الغرب، آخذين معهم مجموعة كبيرة من الأدب وبالتالي ساهموا بشكل كبير في عصر النهضة. الحكم التركي العثماني سيطر الأتراك العثمانيون على اليُونان في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية البيزنطية، ومُقسمة إلى دويلات صغيرة. واحتل العثمانيون العاصمة البيزنطية، أي القسطنطينية (الآن إسطنبول) عام 1453م، وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية، ومنح العثمانيون اليُونانيين النصارى حرية العبادة، بالإضافة إلى منحهم الحكم الذاتي المحلي. قَويت رغبة اليُونانيين للاستقلال عن طريق العمل الجاد والتعليم. وازدادت طبقة التجار عدداً وثراءً فتوسعوا في الصناعة، والتجارة، وطوّروا أسطولاً تجارياً ضخماً، وبنوا عدداً كبيرًا من المدارس، وتعلّّم كثير من اليُونانيين في الدول المتقدمة. وفي عام 1814م، قام تاجر يوناني يسكن أوديسا في روسيا، بإنشاء جمعية الصداقة، التي أسهمت في تنظيم حركة ضد العثمانيين أدّت إلى قيام الثورة اليُونانية. الاستقلال بدأت حرب الاستقلال اليُونانيّة عام 1821م، وتغلب اليُونانيون على الأتراك العثمانيين، وسيطروا على مناطق متعددة في اليُونان. وفي عام 1825م، وبمساعدة الأسطول المصري اقتحم الأتراك اليُونان من الشمال، وأعادوا السيطرة على المناطق التي حررها اليونانيون، ولكن ذلك لم يوقف الثورة. وفي عام 1827م اتفقت فرنسا وروسيا وبريطانيا على استعمال القوة لإنهاء المعارك، وقام أسطول بحري للدول الثلاث بتدمير الأسطول العثماني والمصري في معركة نافارينو، ثم أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1828م، فانسحب الأتراك من اليونان لمحاربة الروس. وبعد انسحاب المصريين أصبحت اليُونان دولة مستقلة عام 1829م. عُقدت اتفاقية لندن عام 1830م، واعترفت كل من فرنسا وروسيا وبريطانيا باليُونان دولة مُستقلة، وتعهدوا بحمايتها. وفي عام 1832م نودي بالأمير أوتو ليكون أول ملك لليونان، وتم تثبيت الحدود السياسية للدولة. وبلغ سكان المملكة اليُونانية الجديدة نحو 800,000 نسمة، وكانت أراضيها نصف مساحة اليُونان الحالية. وكان يوجد نحو ثلاثة ملايين يُوناني في الأراضي التي ظلت بيد الأتراك و200,000 يُونانيّ في الجزر الواقعة تحت السيطرة البريطانية. وأصبح ضمّ تلك المناطق لليُونان الهدف الكبير لليُونانيين. أوتو الأول أصبح أول ملك لليُونان في عام 1832م. ونظرًا لعدم وجود دستور بالبلاد تمتّع الملك ومستشاروه بسلطة غير محدودة، ولم يوجد نفوذ للشعب أو للأفراد أو القادة على الحكومة. وفي عام 1843م قامت ثورة سلمية، وأجبر الملك على قبول الدستور. وبذلك أصبحت اليُونان دولة ملكية دستورية في عام 1844م. وأجبرت ثورة 1862م أوتو على التخلي عن العرش، وعُين مكانه الأمير جورج الأول عام 1863م. اليونان في القرن التاسع عشر جورج الأول منح اليُونانيّين حرية أكثر من أوتو، فصدر في عام 1864م تشريع جديد حدّد سلطة الملك، وأعطى سلطة أكبر للبرلمان. وفي العام نفسه، أعادت بريطانيا الجزر الأيونية لليُونان، وبالمقابل وعد جورج بعدم تشجيع اليُونانيّين على الثورة ضد الأتراك. حصلت اليُونان على إقليم ثيسالي ومنطقة أرتا جنوبي إبيروس من الدولة العثمانية عام 1881م. وفي عام 1897م، وخلال ثورة كريت ضد الأتراك، اشتعلت حرب بين اليُونان والدولة العثمانية. وبعد خسارة اليونان للحرب، نظمت الدُّول الأوروبية اتفاق سلام منحت بموجبه كريت حكمًا ذاتياً في عام 1898م. قامت مجموعة من ضباط القوات المسلحة بثورة سلمية عام 1909م، تزعمها إليفثيريوس فينيزيلوس، الذي وافق البرلمان على تنصيبه رئيسًا للوزراء عام 1910م. وقام فنيزلوس بإجراء تغييرات كبيرة في الاقتصاد والقوات المسلحة والخدمة المدنية في اليونان، وظل رئيسًا للوزراء حتى عام 1933م. وفي عام 1913م قُتل الملك جورج، وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الأول. الحرب العالمية الأولى بدأت عام 1914م، وطالب فنيزلوس بمحاربة ألمانيا مع دول التحالف، ولكن الملك قسطنطين جعل اليُونان محايدة، فأنشأ فنيزلوس حركة ثورية دعمها الحلفاء، الذين أقاموا قواعد عسكرية لهم في سالونيك لمهاجمة بلغاريا. وفي عام 1917م أُجبِر الملك قسطنطين على التخليّ عن العرش لابنه ألكسندر الأول، ودخلت اليُونان الحرب بجانب الحلفاء في 2 يوليو 1917م. وفي سبتمبر 1918م، تحرّك جيش الحلفاء شمالاً، وهزم البلغاريين الذين وقَّعوا معاهدة الاستسلام في سالونيك، وانتهت الحرب في 11 نوفمبر. أعطت معاهدة السلام التي تلت الحرب العالمية الأولى اليُونانيين الأراضي التي حلموا بها، فحصلت من الأتراك على منطقة شرق تراقيا، وبعض الجزر الإيجية، وسيطرت مؤقتًا على إقليم أزمير، وحصلت اليُونان من بلغاريا على منطقة غربي إقليم تراقيا. توفي الملك ألكسندر عام 1920م، وعاد قسطنطين الأول للعرش، وفي عام 1921م جدَّد قسطنطين الحرب ضد الأتراك، وكانت النتيجة هزيمة ساحقة لليُونانيّين عام 1922م، أدت إلى قيام ثورة عسكرية أجبرت قسطنطين على التخليّ عن العرش، وخلفه ابنه جورج الثاني. وانهارت الدولة العثمانية بثورة عام 1922م، وأعلنت الجمهورية التركية في السنة التالية. وفي عام 1923م نالت اليُونان بموجب معاهدة لوزان الأراضي التركية التي استولت عليها بعد الحرب العالمية الأولى. وأوصت المعاهدة بإنهاء الخلاف بين تركيا واليُونان، وتطَّلب ذلك تهجير 1,250,000 يُونانيّ من تركيا، و400,000 تركي من اليُونان. وبعد الهجرة اليُونانيّة الكبيرة بقي بعض اليُونانيّين تحت السيطرة الأجنبية في شمالي أبيروس في ألبانيا، وفي قبرص التي كانت واقعة تحت سيطرة بريطانيا، وفي جزر دوديكانيز التي كانت واقعة تحت السيطرة الإيطالية. بين الحربين العالميتين أدت ثورة عام 1923م إلى تنحية جورج الثاني عن العرش، وفي السنة التالية أُعلنت اليُونان جمهورية. واستمرت الجمهورية حتى عام 1935م، حيث انقسم الشعب اليُونانيّ ما بين مؤيد لها ومؤيد لرجوع الملك، وضَعُف الاقتصاد اليُونانيّ، لعدم مواكبته للنمو السكاني المرتفع، بسبب زيادة عدد المهاجرين من تركيا، وارتفاع معدّل المواليد. عادت الملكية لليُونان على إثر انتخابات عام 1933م، وفشلت ثورتان للجمهوريين في عامي 1933م و1935م، وأعادت الحكومة جورج الثاني إلى العرش عام 1935م. وفي انتخابات 1936م، كادت مقاعد الجمهوريين تتساوى مع مقاعد الملكيين، وبذلك أصبح تحقيق التوازن بيد الشيوعيين، الذين حصلوا على 15 مقعدًا من أصل 300 مقعد في البرلمان. ونتيجة لذلك سمح الملك جورج للجنرال جونس ميتاكساس بتكوين حكومة عسكرية استبدادية. وحل الملك البرلمان في 4 أغسطس 1936م، ولم يُعلن تاريخًا لإجراء انتخابات جديدة. واستمرت دكتاتورية ميتاكساس حتى موته عام 1941م. الحرب العالمية الثانية بدأت هذه الحرب عام 1939م، وأعلنت اليُونان حيادها. وفي 28 أكتوبر 1940م، هاجمت إيطاليا اليُونان، فدحرها اليُونانيّون إلى داخل ألبانيا. وبمساعدة ألمانيا للجيش الإيطالي هُزمت اليُونان في 6 أبريل 1941م، فاحتل الألمان وحلفاؤهم اليُونان، ودمروا اقتصادها. وأنشأ اليُونانيّون حركات مقاومة سرية، كانت الأفضل على مستوى أوروبا. وبدأ الألمان الانسحاب من اليُونان عام 1944م، حيث دخلتها القوات البريطانية في أكتوبر. واندلعت الحرب الأهلية في أثينا في ديسمبر، ودامت حتى عام 1945م. وقد انتهت الحرب العالمية الثانية في مايو 1945م، وكانت اليُونان من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة. أُجريت الانتخابات في مارس 1946م، وتكونت حكومة ملكية، وعاد جورج الثاني إلى العرش في سبتمبر. وفي نهاية عام 1946م حدث تمرد شيوعي ضد الحكومة، سبَّب اندلاع حرب أهلية استمرت حتى عام 1949م. وانهزم المتمردون بسبب المساعدات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي تلقتها اليُونان من الولايات المتحدة الأمريكية. وتوفي الملك جورج عام 1947م وخلفه على العرش أخوه بول الأول. وفي العام نفسه استعادت اليُونان جزر دوديكانس بعد إبرام معاهدة سلام مع إيطاليا. وساد في الخمسينيات استقرار سياسي ونمو اقتصادي، وانضمت اليُونان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952م. وفي عام 1953م سُمح للولايات المتحدة بإنشاء قواعد عسكرية في اليُونان. وحدثت أزمة بين اليُونان وتركيا بسبب جزيرة قبرص، حيث طالب اليُونانيّون القبارصة بالانضمام إلى اليُونان، ونظموا حركة ثورية دعمتها الحكومة اليُونانيّة. وواجه ذلك معارضة من بريطانيا وتركيا. وتم الاتفاق بين اليُونان وتركيا وبريطانيا على منح قبرص استقلالها عام 1960م. في عام 1952م صدر قانون يعطي المرأة حق الانتخاب، وشَغْل مناصب سياسية في اليُونان. وفي خمسينيات القرن العشرين، في عهد كارمانليس، حدث تطور كبير في الاقتصاد اليُونانيّ بسبب المساعدات من الولايات المتحدة. واستقال كارمانليس في عام 1963م. ثورة 1967 أصبح جورج باباندريو من حزب الاتحاد المركزي رئيسًا للوزراء في نوفمبر عام 1963م. وتوفي الملك بول عام 1964م وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الثاني، ثم وَقَعت مجابهة بين قسطنطين وباباندريو على سلطة الملك السياسية والسيطرة على الجيش، وقام قسطنطين بعزل باباندريو في 1965م، مما أضعف الحكومة. وللوصول إلى استقرار في الحكومة، تم حل البرلمان في 14 أبريل 1967م، ولم تُجْرَ انتخابات، رغم تحديد 28 مايو موعداً لها. وفي 21 أبريل 1967م حاصر الجيش قصر الملك، ومكاتب الحكومة، والزعماء، ومحطة الإذاعة. وشكلت لجنة مكونة من ثلاثة عسكريين حكومة مستبدة. وقد تكونت اللجنة من الكولونيل جورج بابا دوبولوس قائداً، والعميد ستيليانس باتاكوس، والكولونيل نكولوس ماكريزوس. وقامت اللجنة بتقييد الحريات، ومنع أي نشاط سياسي، وأجرت اعتقالات واسعة، وفرضت رقابة شديدة على الصحف، وألغت مئات المنظمات الخاصة التي لم تؤيّدها. وبقي قسطنطين ملكاً بدون سلطة، فحاول في 13 ديسمبر 1967م عزل اللجنة العسكرية، ولكنه فشل، فهرب مع عائلته إلى إيطاليا. وعيَّنت اللجنة وصياً على العرش مكان الملك، وأعلن بابادوبولوس نفسه رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع. وللحصول على تأييد الشعب، قام بإطلاق سراح السجناء، عدا 200 سجين أغلبهم من الشيوعيين، وقلل الرقابة على الصحافة، وألغى ديون الفلاحين للبنوك. وفي عام 1968 أعلن عن دستور جديد أعطى سلطة أكبر لرئيس الوزراء، وعلق حرية الصحافة والانتخابات النيابية، وكثيراَ من الحقوق الفردية. إعادة الديمقراطية. فشل انقلاب قام به ضباط من الجيش في مايو 1973م، واتُّهمت حكومة الملك قسطنطين بتدبير الانقلاب. وفي يونيو 1973م أعلن بابادوبولس نهاية الملكية وبداية عهد الجمهورية، وأصبح رئيسًا لليُونان في أغسطس، وبدأ يحضّر للانتخابات البرلمانية. وفي 25 نوفمبر قامت مجموعة عسكرية بانقلاب، فعُزلت الحكومة وعُين الفريق فيدون جيزكس رئيسًا. تجدَّد النزاع بين تركيا واليُونان على قبرص عام 1974م، وتم الاتفاق على هدنة؛ لمنع توسع الحرب بين الدولتين، فأثر ذلك في الحكومة، وأدّى إلى انهيارها، فاستدعى القادة العسكريون قسطنطين كارمانليس، ليصبح رئيساً للوزراء في 24 يوليو 1974م. وفي نوفمبر، أُجريت أول انتخابات منذ عشر سنوات، وفاز فيها حزب الديمقراطية الجديد بزعامة كارمانليس. وفي ديسمبر، اقترع الشعب لجعل الدولة جمهورية، ووضع دستور جديد للدولة عام 1975م. وفي انتخابات 1977م فاز حزب الديمقراطية الجديد. وفي عام 1980م استقال كارمانليس، وخلفه جورج راليس رئيساً للوزراء. وانتخب كارمانليس رئيساً مرة أخرى عام 1990م. وفي عام 1981م أصبحت اليُونان عضواً في المجموعة الأوروبية (الآن الاتحاد الأوروبي). تطورات حديثة في انتخابات 1981م سيطر حزب الحركة الاشتراكية اليُونانيّة على البرلمان، فتشكلت أول حكومة اشتراكية في اليُونان، وأصبح زعيم الحزب أندرياس باباندريو ابن رئيس الوزراء السابق جورج باباندريو رئيسًا للوزراء. ووسَّعت الحكومة برامج الرعاية الاجتماعية، وزادت الدخل الفرديّ، وخططت لتخفيف التضخُّم والبطالة. وكسب الحزب الانتخابات مرّةً أُخرى في عام 1985م، وبقي باباندريو رئيساً للوزراء لفترة ثانية. وخسر حزب الحركة الاشتراكية الانتخابات في عام 1989م، وتشكلت حكومة ائتلافية ضعيفة، ما لبثت أن انهارت في بداية 1990م. وفاز حزب الديمقراطية الجديد في انتخابات نيسان 1990م، وأصبح قسطنطين متسوتاكس رئيساً للوزراء. وعاد حزب باباندريو للحكم إثر انتخابات عام1994م. وفي يناير 1996م، قدم باباندريو استقالته إثر إصابته بمرض عضال وانتخب ممثلو حزب الحركة الاشتراكية اليُونانية في البرلمان وزير الصناعة الأسبق كوستاس سميتس خليفة له. وفي يونيو 1996م، رحل باباندريو وأقيم عليه حداد رسمي. وفي أكتوبر فاز حزب الحركة الاشتراكية اليُونانية في الانتخابات، وظل سميتس رئيساً للوزراء. الجغرافيا المساحة تبلغ مساحة اليُونان حوالي 130 ألف كيلومترا مربع، مقارنة مع الدول العربية، فمساحتها تعادل مساحة كل من الأردن وفلسطين مجتمعة. تشكل الجزر اليُونانية حوالي ربع هذه المساحة، حيث يبلغ عددها الإجمالي حوالي 9841 جزيرة. جزيرة كريت هي أكبرهم، حيث تبلغ مساحتها حوالي 8260 كم². الموقع تقع اليُونان في الجزء الجنوبي من البلقان، تفصل قناة كورينث شبه جزيرة بيلوبونيسوس عن أراضي اليابسة اليونانية الشمالية. يبلغ مجمل طول الساحل اليُوناني حوالي 15,000 كم ومجمل حدود برية تبلغ 1,160 كم. ما يقارب من 80% مساحة البلاد هي عبارة عن مرتفعات جبلية، جاعلة من اليُونان من أكثر بلاد أوروبا ارتفاعا عن مستوى سطح البحر. يحتوي غرب اليُونان على بحيرات عدة. الجبال سلسة الجبال الرئيسية تدعى بيندوس، يبلغ ارتفاع أعلى قممها 2,636 متر. تعتبر هذه السلسة امتدادا لسلسلة جبال الألب الدينارية، حيث تنحدر جنوبا لتصل في النهاية إلى جزيرة كريت. في الواقع، فإن الجزر الواقعة على امتداد هذا الخط كانت يوما ما عبارة عن قمم لهذه السلسلة الجبلية إلى أن تم تغطيتها بمياه البحر المتوسط، جبل أوليمبيا أو أوليمبوس هو أعلى جبال البلاد، حيث تبلغ ارتفاع قمته 2,925 متر فوق سطح البحر. تقع سلسلة رودوفه (Rhodope) الجبلية في شمال البلاد، تغطيها الغابات بشكل كثيف. تتواجد السهول في شرق اليُونان وفي الشمال أيضاً. كما أن حوالي نصف مساحة البلاد تغطيها الغابات. المناخ مناخ اليُونان ينقسم إلى ثلاثة أنواع: مناخ البحر المتوسط، المناخ الألبي (نسبة إلى جبال الألب) والمناخ المعتدل. المناخ الأول يتميز بحرارته صيفا واعتداله شتاء. تتمع اليُونان بمعدل درجات حرارة ثابتة ومعتدلة بشكل عام. تسقط الثلوج في فصل الشتاء على المرتفعات وحتى على أثينا وعلى جزيرة كريت أحيانا. السكان مجموعة العرقية إلى جانب أغلبية السكان اليُونانية، هناك أقليات عدة، أهمها: الألبانية الأرمنية: حوالي 100,000 في وسط اليونان البلغارية: حوالي 30,000 في شمال شرق اليونان السلافية: معظمهم في شمال البلاد التركية: حوالي 150,000، معظمهم في تراقيا الجاليات بسبب قرب اليُونان من قارتي أفريقيا وآسيا، فهناك العديد من الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد، يشكل المهاجرون معظمهم. أهم هذه الجاليات: الألبان، البوسنيون، العرب (السوريون، العراقيون، المصريون) وغيرهم. يستغل بعض المهاجرون غير القانونيون اليُونان كمحطة عبور إلى بلدان أوروبية أخرى. اللغة اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية واللغة الأولى في البلاد، الذي يعود تاريخها منذ حوالي 3,500 عام. اللغة المتداولة الآن في اليُونان هي اليُونانية الحديثة منها. يبلغ عدد متحدثيها في العالم حوالي 15 مليون نسمة، معظمهم في اليُونان نفسها. الديانة معظم سكان يدينون بالديانة المسيحية الأرثوذكسية حيث 98% من السكان مسيحيون أرثوذكس. رسميًا يضمن الدستور اليُوناني حرية الأديان ولا يحدد دينا رسميا للبلاد، ولكن يشير إلى مركز الأرثوذكسية المهم في المجتمع اليُوناني. بالنسبة للمسلمين فهم يشكلون ما نسبته 1.3% من السكان، معظمهم من أصل تركي أو بلغاري، وهم مقيمون في تراقيا (شمال شرق البلاد). بالإضافة إلى نحو مليون عامل عربي يقيمون في اليُونان بصفة شرعية وغير شرعية لأسباب اقتصادية. ولا يوجد أي مسجد في العاصمة أثينا، وترفض الحكومة التصريح بإقامة مساجد في العاصمة . الموقف قد يكون ناشئا من العداوة التاريخية مع تركيا، هناك أيضا أقليات مسيحية أخرى كالكاثوليك والبروتستانت. الأعياد والعطلات الرسمية تبدأ السنة الميلادية في اليُونان كباقي الدول الأوروبية بعيد رأس السنة في 01-01 ويسمى (Πρωτοχρονιά-prothxronia) 06-01 عيد الغطاس وهو عيد يقوم به القديسين في الكنائس برمي صليب في الماء البارد وعلى أحد أبناء المنطقة أيجاده 08-01 عيد النساء ويتم فيه ببعض المناطق تبادل الأدوار بين النساء والرجال من 31-01 إلى 22-02 أعياد الكرنفلات وأشهرها كرنفال باتراس في مدينة باترا 25-03 عيد البشارة عيد الفصح عيد القديس جورج في 23-04 عيد العذراء في 15 آب عيد الميلاد المجيد 25-12 السياسة النظام السياسي ضمن الدستور اليُوناني المعدل عام 1974م الحقوق المدنية للمواطنين، كما حدد صلاحيات رئيس الجمهورية، الذي أصبح من الآن وصاعداً يتم انتخابه بشكل غير مباشر من الشعب، أي يتم تزكيته من مجلس الجمهورية. يتكون الأخير من رئيس الوزراء ورؤساء جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان، إضافة إلى جميع رؤساء الوزراء السابقين الذين منحوا الثقة من البرلمان لمرة واحدة على الأقل. تزكية المجلس هي ليست إلزامية. السلطة التنفيذية يلعب رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الدور التنفيذي الرئيسي في النظام السياسي اليُوناني. يناط رئيس الجمهورية في المقابل ببعض المهام الإدارية والفخرية، الذي يتم انتخابه كل خمس سنوات من قبل البرلمان. يسمح بإعادة انتخابه مرة واحدة فقط. الانتخابات البرلمان اليُوناني (باليُونانية: the Vouli ton Ellinon) يتكون من مجلس واحد به 300 عضو منتخب لفترة نيابة تبلغ أربعة سنوات. تطبق اليُونان نظام انتخابي معقد يعتمد على القوائم، يؤهل الأحزاب الكبيرة من السيطرة على البرلمان ويهمل الأحزاب الصغيرة. يجب على أي حزب يريد تمثيل نفسه في البرلمان الحصول على 3% من نسبة نتائج الانتخابات العامة. البرلمان اليُوناني يعتمد النظام البرلماني اليُوناني على مبدأ ديدلوميني (باليونانية: dedilomeni) الذي يعني بالعربية «الثقة المعلنة»، التي يتم منحها من البرلمان لرئيس الوزراء وطاقمه الوزاري. يتم منح هذه الثقة إذا حصل الفريق الوزاري على أغلبية أصوات نواب البرلمان، أي أصوات 151 عضواً، كما يتم تجديدها أو حجبها كل عام مع تقديم الطاقم الوزاري لتقرير ميزانية الدولة. الأحزاب أهم الأحزاب السياسية اليُونانية هي: حزب اليسار وحركة البيئة - SYN (يساري متشدد) المنظمة الشيوعية اليونانية - ΚΟΕ (شيوعي يساري) الحزب الشيوعي اليوناني - KKE (شيوعي) الحركة الديمقراطية الاجتماعية - DI.K.KI (اشتراكيون اجتماعيون) حزب اليونان البيئي - EG (بيئي) حزب الخضر - OP (بيئي) الجبهة الهلنية - Elliniko Metopo (يميني متشدد) الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني اليوناني - M-L KKE (حزب ماوي (شيوعي صيني) الديمقراطية الجديدة - ND (يميني محافظ) الحركة الاشتراكية اليونانية - PA.SO.K (اشتراكي) الإنذار الأرثوذكسي الشعبي - LA.O.S. (يميني متشدد) جبهة اليسار الراديكالية - MERA (يساري متشدد) حزب قوس قزح - OT (RP) (حزب إقليمي يدعم حقوق الأقلية المقدونية مقدوني سلافي حزب أقلية) حزب العمال - SEK (يساري ثوري) اتحاد الوسطيين - EK (UC) (وسط) التقسيمات الادارية تقسم اليُونان إلى 13 إقليم رئيسي (يدعى باليُونانية nomoi، مفردها nomos)، والتي بدورها تنقسم إلى 51 تقسيما إداريا (مقاطعة) و147 تقسيما فرعيا تسمى قضاء. أهم المدن أثينا (730 ألف نسمة/تقدير 2005) هي عاصمة اليونان وأكبر مدنها. سالونيك (355 ألف نسمة/تقدير 2005). بيرايوس (172 ألف نسمة/تقدير 2005). باتراي (163 ألف نسمة/تقدير 2005). بيريستيريون (137 ألف نسمة/تقدير 2005). ايراكليون (137 ألف نسمة/تقدير 2005). الأقاليم الرئيسية أتيكا وسط اليونان مقدونيا الوسطى كريت مقدونيا الشرقية وتراقيا إبيروس الجزر الأيونية شمال إيجة بيلوبونيز جنوب إيجة ثيساليا غرب اليونان مقدونيا الغربية المقاطعات السياسة الخارجية لعبت العلاقات اليُونانية مع كل من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، تركيا والدول العربية دورا مهما في تحديد توجه السياسة الخارجية على مدى السنين السابقة. فكان لانضمام اليُونان إلى الاتحاد الأوروبي عام 1981 أثراً إيجابياً على الاقتصاد اليُوناني وداعما للسياسة اليُونانية الخارجية مع دول أخرى وخاصة مع تركيا، التي تربطها مع اليُونان علاقات مهمة، يشوبها التوتر في معظم الأحيان. تركيا هي الجارة الكبرى لليُونان والمنافس الرئيسي لها في منطقة جنوب البلقان وشرق المتوسط وفي حلف الناتو. ترجع أسباب توتر هذه العلاقة إلى مئات السنين إلى الوراء وخاصة منذ بداية الاحتلال العثماني لليُونان وحتى الاستقلال في 1821. تزايدت خاصة مع تزايد النزاعات الحدودية وبعد التدخل العسكري التركي عام 1974 في جزيرة قبرص، التي يجمعها مع اليُونان اللغة، الثقافة والدين. اتبعت الحكومات اليُونانية السابقة، التي غلب عليها الطابع الاشتراكي، سياسة داعمة للحقوق العربية في الصراع العربي الإسرائيلي، نبع هذا الموقف كتحالف استراتيجي غير معلن بين الدول العربية واليُونان، ضد التهديد التركي ودعمها من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. اليوم تسعى اليُونان إلى تركيز علاقاتها الخارجية ضمن اطار العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي. القوات المسلحة الاقتصاد والبنية التحتية السياحة تتبع اليُونان سياسة اقتصادية شبه رأس مالية مع وجود قطاع عام كبير ومساهمته بحوالي نصف الناتج القومي الإجمالي للجمهورية. كما وتلعب السياحة دورا مهما في جلب العائدات. كذلك تعد اليُونان بلدا رائدا في النقل البحري، حيث تعد الأولى عالميا في امتلاك الحاويات، والثالثة من حيث امتلاك السفن التي تحمل علمها. يساهم الاتحاد الأوروبي بحوالي 2,4% من الناتج القومي اليُوناني. العملة تحسن أداء الاقتصاد اليُوناني بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. قامت الحكومة اليُونانية في التسعينات من القرن الماضي بإتباع سياسة اقتصادية شديدة كي تستطيع اليُونان اللحاق بتطبيق العملة الأوروبية الموحدة اليورو في عام 2001. اتضح فيما بعد بأن الحكومة اليُونانية في هذه الفترة، قدمت معلومات غير صحيحة عن أداء الاقتصاد اليُوناني للاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تأهلها إلى تطبيق تداول اليورو. بعد اكتشاف الأمر في 2004، قرر الاتحاد الأوروبي منح اليُونان مهلة عامان 2005 و2006 لتصحيح أداء الاقتصاد وخفض الميزانية لكي يكون أقل من 3% من الميزانية حسب بنود ميثاق الاستقرار الخاص باليورو. قدر الدخل العام بالنسبة للفرد في عام 2004 بحوالي 22,000 دولار أمريكي. لدى اليُونان قطاع اتصالات وخدمات كبير. يوجد في اليُونان عمالة أجنبية كبيرة، يأتي معظمهم من دول أوروبا الشرقية، الشرق الأوسط، باكستان وأفريقيا، الذين يشكل مجموعهم حوالي 10% من مجموع تعداد السكان. المصارف كان مصرف اليُونان (أو المصرف اليوناني المركزي) هو الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الدراخما (العملة اليُونانية السابقة) وتحديد سعر صرفها. الآن أصبح المصرف أحد هيئات البنك المركزي الأوروبي. الصناعات أهم الصناعات اليُونانية هي التبغ، والمواد الغذائية، والكيماويات، والمنتجات المعدنية والتعدين، وتكرير النفط. الزراعة أهم المحاصيل الزراعية المنتجة في اليُونان هي القمح، الذرة، الشعير، الشمندر السكري، الزيتون، العنب، التبغ، البطاطس، إلى جانب المنتجات الحيوانية كالألبان. أهم الصادرات اليُونانية: المنتجات الزراعية، المواد الغذائية المصنعة، الأجهزة الكهربائية وبرامج الحاسوب والوقود المكرر. أكبر الشركاء التجاريين لليُونان هم إيطاليا، ألمانيا، فرنسا والمملكة المتحدة. السكك الحديدية يبلغ مجموع طول السكة الحديدية اليُونانية حوالي 2500 كم ومجموع الطرق حوالي 117 ألف، منها حوالي 107 ألف معبدة. الموانى توجد موانئ بحرية في معظم المدن الساحلية الكبيرة، أهم هذه الموانئ موجودة في باريوس piraeus-ثيسالونيكي، هيراكليون (كريت) وباتراس. المطارات كما توجد عدد كبير من المطارات الدولية في اليُونان أهمها في العاصمة أثينا، يرجع سبب كثرتها لتغطية حركة السياحة الكبيرة في البلاد. القطارات لدى أثينا شبكة قطارات تحت الأَرض (مترو)، تم افتتاحها قبل بدء الألعاب الأوليمبية التي أقيمت فيها عام 2004. التعليم في اليونان الجامعات والمعاهد هناك ثلاث أنواع رئيسية للتعليم العالي في اليُونان: المعهد التعليمي التقني الجامعة الأكاديمية البوليتكنيو (البوليتكنيك) أشهر معاهد البوليتكنيك اليونانية هي جامعة أثينا الوطنية التقنية، التي عرفت بانتفاضة الطلاب عام 1973. الثقافة اليُونان ليست ملتقي جغرافياً مع العالم العربي والقارة الأوروبية فقط، بل أيضاً ملتقي الطرق من الأفكار والعادات واللغات والمعرفة منذ العصور القديمة. ومن خلال الثقافة التي توصف بأنها أقدر العناصر لتكوين ملمح، أو صورة حول ذلك المركب. يمكن وصف التراث الثقافي اليُوناني بأنها تستند بشكل مميز على إعادة تشكيل ماهر من عناصر الخيال اليُوناني القديم، امجاد الإمبراطورية اليونانية والحداثة الأوروبية التي تكون ملامح عالمية من الحضارة الإغريقية الحديثة. وإذا جاز وصف الحضارة بإنها المجموع الكلي للإنجازات لمجموعة من الناس. وفي السياق التاريخي للتطور الفكري للبشر الذي تطور على مدى الآف السنين، أثرت الحضارة اليُونانية بشكل كبير ومتنوع مسيرة البناء المعرفي الإنساني، عبر العلوم، والفلسفة، والأساطير، والآداب، والعمارة، والفن، والمهرجانات، والمسرح، وغيرها. وتعود أولى النصوص اليُونانية المكتشفة إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، واليُونانية اليوم هي اللغة الأم لحوالي 12 مليون شخص. وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتحدثون اليونانية كلغة أولى أو ثانية حوالي 25 مليون نسمة. الثقافة والتقاليد اليُونانية المعاصرة غنية جداً، وموطن ثروة من الموارد الثقافية. وقد تم تعيين ثلاث مدن يُونانية كعواصم للثقافة الأوروبية، وكانت أثينا هي أول حاملة للقب عام 1985، تلتها سالونيك عام 1997، فباتراس 2006. توصف اليونان أنها من أجمل الدول الأوروبية، كما تتصدر قوائم السياحة حسب احصائيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي جميع البلاد تم إنشاء العديد من المتاحف المتخصصة التي تقدم صورة من الحضارات في اليُونان وإنجازاتهم في الفنون والتكنولوجيا من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. الفنون من أشهر الفنون التي اشتهر بها اليونانيون هما الفسيفساء والرسم. سينما بدأت السينما اليونانية في القرن العشرين بعدد قليل من الأفلام ولكنها أزدهرت في فترة ما بين 1960 إلى عام 1973 وكانت هذه الفترة فترة أكبر أزهار للسينما اليونانية وأزدهرت بقوة مجددا في عام 2009 وتستمر بالأزدهار حتى الآن حيث حصد أكثر من 30 فلما جوائز عالمية مرموقة في المهرجانات الدولية. المطبخ المطبخ اليُوناني تماماً كمطابخ منطقة البحر المتوسط، يشتهر باستعمال البهارات، والزعتر البري، والروزماري، والزعتر، والثوم، وعصير الليمون والميرامية. هناك أكلات مشتركة كثيرة مع الدول المجاورة وخاصة تركيا ويوغسلافيا السابقة. تشتهر اليُونان أيضا بجبنة الفيتا المصنوعة أساساً من حليب الماعز، وسلطة التساسيكي أو سلطة الخيار باللبن والثوم. تستعمل اللحوم بكثرة في تحضير الأكلات وخاصة لحم البقر والخنزير. يتناول اليُونانيون المشروبات الكحولية في معظم المناسبات اليُونانية، مشروب الأوزو هو المشروب الوطني. اقرأ في هذا السياق: مطبخ يوناني. الأعياد والعطلات الرسمية وفقا للقانون اليوناني، كل يوم من السنة هو يوم عطلة رسمية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أربعة إلزامية الرسمية العطل الرسمية: 25 مارس (عيد الاستقلال اليونانية)، عيد الفصح الاثنين 15 أغسطس (افتراض أو رقاد السيدة العذراء)، و25 كانون الأول (عيد الميلاد). 1 مايو (عيد العمال) و28 أكتوبر (يوم العمانية العالمية القابضة) التي ينظمها القانون بأنها اختياري ولكن من المعتاد بالنسبة للموظفين أن يعطى يوم عطلة. هناك، ومع ذلك، احتفلت العطل أكثر العامة في اليونان من يتم الإعلان عنها من قبل وزارة العمل كل عام إما واجبة أو اختياري. قائمة هذه الأعياد غير ثابتة وطنية نادرا ما يتغير ولن يتغير في العقود الأخيرة، أي ما مجموعه أحد عشر الأعياد الوطنية كل عام. بالإضافة إلى الأعياد الوطنية، وهناك أيام العطل الرسمية التي لا يتم الاحتفال على الصعيد الوطني، ولكن فقط من قبل مجموعة مهنية محددة أو المجتمع المحلي. على سبيل المثال، العديد من البلديات لديها «شفيع» بالتوازي مع «يوم الاسم»، أو «يوم التحرير». في مثل هذه الأيام فمن المعتاد للمدارس لتأخذ يوم عطلة. وتشمل المهرجانات البارزة باتراس كرنفال، مهرجان أثينا ومختلف المهرجانات النبيذ المحلية. مدينة سالونيك هي أيضا موطن لعدد من المهرجانات والفعاليات. مهرجان سالونيك السينمائي الدولي هو واحد من المهرجانات السينمائية الأكثر أهمية في جنوب أوروبا. [266] المراجع مزيد من القراءة "Minorities in Greece – Historical Issues and New Perspectives". History and Culture of South Eastern Europe. An Annual Journal. München (Slavica) 2003. , 257 pp. . , 376 pp. , 219 pp. The impact of European Union membership on Greek politics, economics, and society. . . انظر أيضًا إبيروس الشمالية جمهورية إبيروس الشمالية سياسة اليونان سانتوريني وصلات خارجية الحكومة موقع رئاسة الجمهورية موقع حكومي عن اليونان موقع رئيس الوزراء موقع البرلمان اليوناني معلومات عامة . . . . . .  – Everything about Greece. History of Greece: Primary Documents The London Protocol of 3 February 1830 The Greek Heritage التجارة ملخص إحصائيات التجارة اليونانية من البنك الدولي أماكن في العهد الجديد بلدان أوروبية جنوبية بلدان عابرة للقارات بلدان مرتبطة بطريق الحرير بلدان مطلة على البحر الأبيض المتوسط تأسيسات سنة 1821 في أوروبا جمهوريات دول أعضاء في الأمم المتحدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي دول أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط دول أعضاء في الفرانكوفونية دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي دول أعضاء في مجلس أوروبا دول أوروبا دول مسيحية دول وأقاليم أسست في 1821 ديمقراطيات ليبرالية
2955
https://ar.wikipedia.org/wiki/22%20%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88
22 يوليو
22 يوليو أو 22 تمُّوز أو 22 يوليه أو يوم 22 \ 7 (اليوم الثاني والعشرون من الشهر السابع) هو اليوم الثالث بعد المئتين (203) من السنوات البسيطة، أو اليوم الرابع بعد المئتين (204) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 162 يومًا لانتهاء السنة. أحداث 1598 - مسرحية تاجر البندقية للأديب ويليام شكسبير تدخل السجل الملكي بأمر من الملكة إليزابيث. 1896 - صدور العدد الأول من «صحيفة الشام» في دمشق، وقد ظلت الصحيفة تصدر حتى عام 1908 عندما توقفت عن الصدور. 1906 - تتويج هاكون السابع ملكًا على النرويج. 1913 - إنشاء فيديك (الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية) 1921 - جمهورية الريف في المغرب تهزم الجنود الإسبان في معركة أنوال. 1933 - الطيار الأمريكي ويلي بوست يهبط في نيويورك بعد أن طار وحدة حول العالم في سبعة أيام. 1944 - استقلال بولندا وإعلان الجمهورية فيها. 1946 - منظمة الإرجون تقصف فندق الملك داود في مدينة القدس مما أدى إلى مقتل 91 شخصًا وإصابة 46 آخرين. 1952 - تشكيل حكومة جديدة في مصر برئاسة أحمد نجيب الهلالي، واستمرت بعملها لمدة ساعات فقط وذلك بسبب قيام ثورة 23 يوليو في تلك الليلة، وكانت بذلك أقصر الحكومات عمرًا في مصر. 1987 - إطلاق النار على رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي بوجهه في لندن. 1990 - المجلس الوطني العراقي يصدر توصية بأن يظل صدام حسين رئيسًا للعراق مدى الحياة. إسرائيل تضع حجر أساس لبناء أول مستعمرة في جنوب لبنان. 2003 - معركة مخبأ عدي وقصي في الموصل بين 200 جندي أمريكي وعدي وقصي ومصطفى أبناء الرئيس السابق صدام حسين. 2006 - افتتاح ملعب الإمارات، الملعب الحالي لنادي أرسنال لكرة القدم. 2015 - جامعة برمنغهام تُعلن عُثورها على مخطوطةٍ قُرآنيَّةٍ ترجع إلى العصر النبوي، بعد أن كانت قد دُمجت بالخطأ مع مخطوطةٍ أُخرى طيلة سنوات. 2020 - عدد الإصابات المؤكدة بجائحة كورونا يتخطّى حاجز 15 مليون شخص حول العالم، من بينهم أكثر من 617 ألف حالة وفاة وحوالي ثمانية ملايين ونصف المليون حالة تماثلت للشفاء. مواليد 1478 - الملك فيليب الأول، ملك مملكة قشتالة. 1510 - ألساندرو دي ميديشي، حاكم فلورنسا. 1849 - إيما لازاروس، شاعرة أمريكية. 1887 - غوستاف هرتس، عالم فيزياء تجريبية ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1925. 1888 - سلمان واكسمان، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1952. 1925 - عايدة هلال، ممثلة لبنانية / مصرية. 1939 - نبيل المشيني، ممثل أردني. وردة، مغنية جزائرية. 1946 - داني غلوفر، ممثل أمريكي. ميريي ماتيو، مغنية فرنسية. جونسون توريبيونج، رئيس بالاو. 1949 - هياتم، ممثلة وراقصة شرقية مصرية. 1953 - ريني فان در يكن، لاعب كرة قدم بلجيكي. 1955 - ويليم دافو، ممثل أمريكي. 1962 - سعيد سالم، ممثل إماراتي. 1963 - إيميليو بوتراغينيو، لاعب كرة قدم إسباني. 1964 - جون ليجويزامو، ممثل كولومبي. 1965 - شون مايكلز، مصارع أمريكي. 1977 - غوستافو نيري، لاعب كرة قدم برازيلي. 1978 - دينيس روميدال، لاعب كرة قدم دنماركي. 1980 - ديرك كويت، لاعب كرة قدم هولندي. كيت ريان، مغنية بلجيكية. 1984 - ستيوارت داونينغ، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1992 - سيلينا غوميز، مغنية و ممثلة أمريكية. 1998 - ماديسن بتيس، ممثلة أمريكية. 2013 - جورج أمير كامبريدج، الثالث ترتيبًا على العرش البريطاني. وفيات 1908 - ويليام راندال كريمر، سياسي بريطاني حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1903. 1936 - أحمد عزة الأعظمي، كاتب وصحفي ومؤرخ عراقي. 1979 - ساندور كوشيتش، لاعب كرة قدم هنغاري. 2003 - عدي صدام حسين، سياسي عراقي. قصي صدام حسين، عسكري وسياسي عراقي. مصطفى قصي صدام حسين. 2008 - فواز بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة مكة المكرمة. 2018 - فاطمة عبد المحمود، سياسية سودانية وأول امرأة تؤسس حزباً سياسياً في السودان. خديجة محمدوفيتش، ناشطة حقوقية بوسنية ومُؤسسة جمعية أمهات سربرنيتسا. 2019 - صابرين بورشيد، ممثلة بحرينية. أعياد ومناسبات يوم العدد ط. اليوم الوطني لغرس الأشجار في جمهورية أفريقيا الوسطى. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية يوليو
2956
https://ar.wikipedia.org/wiki/26%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
26 أكتوبر
26 أكتوبر أو 26 تشرين الأوَّل أو يوم 26 \ 10 (اليوم السادس والعشرين من الشهر العاشر) هو اليوم التاسع والتسعين بعد المئتين (299) من السنة، أو الثلاثمائة (300) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 66 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1905 - استقلال النرويج عن السويد. 1945 - ظهور منظمة الأمم المتحدة بعد تصديق دستورها من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن. 1954 - الرئيس المصري جمال عبد الناصر يتعرض لمحاولة اغتيال أثناء إلقائه لخطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية، وهي الحادثة المعروفة باسم حادثة المنشية. 1967 - محمد رضا بهلوي يتوج نفسه إمبراطورًا على إيران. 1973 - زامبيا وغامبيا يقطعان علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل. 1978 - التوقيع في بغداد على ما سمّي ميثاق العمل القومي المشترك بين العراق وسوريا، جاء ذلك خلال زيارة الرئيس السوري حافظ الأسد للعراق واجتماعه بنظيره أحمد حسن البكر. 1979 - رئيس المخابرات الكوري الجنوبي «كم جاي غيو» يطلق الرصاص على الرئيس «باك تشونغ هي» ويرديه قتيلًا. 1994 - توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المعروفة باسم «اتفاقية وادي عربة». 1995 - اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا أثناء عودته من ليبيا من قِبل الموساد الإسرائيلي. 2002 - انتهاء أزمة احتجاز 800 رهينة روسي داخل أحد مسارح موسكو من قبل المتمردين الشيشان وذلك بعد اقتحام القوات الخاصة الروسية للمسرح مستخدمة الغازات المخدرة مما أدى إلى مصرع 50 شيشاني و150 مدني. 2003 -اندلاع ، ثاني أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا، مما تسبب بقتل 15 شخص وتدمير 2200 منزل وحرق 250,000 فدان ( 1,000 كم2). 2009 - الإعلان عن فوز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية لفترة رئاسية خامسة بعد حصوله على 89.62% من الأصوات. 2014 - إجراء الانتخابات التشريعية التونسية الأولى بعد الدستور الجديد والثانية بعد الثورة لانتخاب مجلس نواب الشعب. 2015 - زلزال عنيف مركزه شرق أفغانستان وتتأثر به باكستان والهند مقداره 7.5 درجة على مقياس رختر. 2017 - منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تُصدر تقريرها النهائي بخُصوص الهجوم الكيميائي على خان شيخون الذي وقع يوم 4 نيسان (أبريل) 2017، وتُحمِّل الدولة السورية رسميًّا المسؤوليَّة. 2022 - مقتل 15 شخصًا وإصابة 40 آخرين في هجوم مسلح على مسجد شاه جراغ في شيراز بإيران، وتنظيم داعش يُعلن مسؤوليّته عن الحادث. مواليد 1685 - دومينيكو سكارلاتي، موسيقي إيطالي. 1800 - هيلموت فون مولتكه، عسكري بروسي. 1900 - إبراهيم عبود، رئيس السودان. 1911 - ماهاليا جاكسون، مغنية أمريكية. 1912 - متري نعمان، شاعر وكاتب مسرحي لبناني. 1916 - فرنسوا ميتيران، رئيس فرنسا. 1919 - محمد رضا بهلوي، شاه إيران. 1942 - محمد خان، مخرج مصري. 1947 - هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية والسيدة الأولى السابقة في الولايات المتحدة وزوجة الرئيس الأمريكي الثاني والأربعون بيل كلينتون. 1952 - عباس الموسوي، رجل دين شيعي وثاني أمين عام لحزب الله اللبناني. 1959 - إيفو مورالس، رئيس بوليفيا. 1963 - وائل الإبراشي، صحفي و إعلامي مصري. 1964 - هاني رمزي، ممثل مصري. 1972 - حنان فوزي المسعودي، روائية وشاعرة عراقية. 1977 - لجين عمران، إعلامية سعودية. شيماء سبت، ممثلة بحرينية. 1978 - إيفا كايلي، سياسية يونانية. 1980 - كريستيان تشيفو، لاعب كرة قدم روماني. 1981 - صقر خضير، لاعب كرة قدم كويتي. 1983 - دميتري سيتشيف، لاعب كرة قدم روسي. 1984 - أدريانو كوريا، لاعب كرة قدم برازيلي. جيفرسون فارفان، لاعب كرة قدم بيروفي. 1985 - أسين، ممثلة هندية. 1987 - زيزي عادل، مغنية مصرية. 1988 - أمينة خليل، ممثلة مصرية. 1991 - سمر الزاكي، ممثلة بحرينية. وفيات 899 - ألفريد العظيم، ملك ويسكس. 1235 - الملك أندرو الثاني، ملك المجر. 1580 - الملكة آنا، زوجة فيليب الثاني ملك إسبانيا. 1890 - كارلو كولودي، كاتب إيطالي. 1909 - إيتو هيروبومي، رئيس وزراء اليابان. 1916 - جواد الحلي، شاعر عراقي. 1952 - هاتي ماكدانيال، ممثلة أمريكية. 1957 - جرتي كوري، عالمة كيمياء حيوية أمريكية حاصلة على جائزة نوبل في الطب عام 1947. نيكوس كازانتزاكيس، كاتب يوناني. 1958 - جميل المدفعي، عسكري وسياسي عراقي. 1979 - بارك تشونغ هي ، الرئيس السابق لـ كوريا الجنوبية منذ 1962 حتى 1979. 1989 - تشارلز بيدرسن، عالم كيمياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1987. 1995 - فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. 2002 - صالح ديلاليتش، لاعب كرة قدم بوسني. 2005 - جورج سويندن، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. 2007 - آرثر كورنبرغ، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1959. 2012 - منصف الورغي، مقاتلٌ تونسي. 2015 - ليو كادانوف، فيزيائي وأكاديمي أمريكي. 2017 - علي أشرف درويشيان، روائي وكاتب قصة قصيرة إيراني. 2019 - أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش. 2020 - عزة الدوري، نائب رئيس جمهورية العراق والرجل البعثي الثاني إبان حكم صدام حسين. خيري أبو الجبين، سياسي فلسطيني. 2021 - أديب الجرف، طيار حربي سوري. نواف مصالحة، سياسي إسرائيلي من عرب الداخل. روو تاي وو، رئيس كوريا الجنوبية. أعياد ومناسبات اليوم الوطني في النمسا. وصلات خارجية BBC: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2957
https://ar.wikipedia.org/wiki/27%20%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88
27 يوليو
27 يوليو أو 27 تمُّوز أو 27 يوليه أو يوم 27 \ 7 (اليوم السابع والعشرون من الشهر السابع) هو اليوم الثامن بعد المئتين (208) من السنوات البسيطة، أو اليوم التاسع بعد المئتين (209) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 157 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1291 - فتح المسلمون مدينة بيروت التي كانت في قبضة الصليبيين. 1694 - تأسيس بنك إنجلترا. 1898 - الإعلان عن سوء الحالة الصحية للزعيم الألماني أوتو فون بسمارك. 1953 - انتهاء الحرب الكورية. 1954 - التوقيع بالأحرف الأولى عن اتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر. هدنة تفصل فيتنام إلى دولتين شمالية وجنوبية. 1955 - بلغاريا تُسقط طائرة متجهة إلى إسرائيل، ومقتل 58 شخصاً كانوا على متنها. 1956 - القيادة العسكرية الإنجليزية تضع «الخطة 700» للهجوم على مصر وذلك بعد قيام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. 1982 - رئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي تبدأ أول زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية يقوم بها رئيس وزراء هندي منذ أحد عشر عاماً. 1983 - منظمة سرية أرمنية تهاجم السفارة التركية في لشبونة البرتغال ومقتل سبعة أشخاص في هجوم هو الثالث من نوعه خلال شهر واحد. 1988 - مدينة بوسطن الأمريكية تشهد أسوأ زحام مروري في ثلاثين عاماً. 1989 - مجموعة إسرائيلية تخطف الشيخ عبد الكريم عبيد أحد قادة حزب الله من لبنان. 1997 - انفجار قنبلة أنبوبية على هامش فعاليات دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا الولايات المتحدة الأمريكية يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 110 آخرين بجراح. 2010 - جرافات إسرائيلية تهدم قرية العراقيب التي تقع شمال مدينة بئر السبع في النقب بالكامل. 2012 - افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة في لندن. 2013 - وقوع أحداث طريق النصر في القاهرة بين مؤيدين لمحمد مرسي والقوَّات المُسلَّحة المصريَّة، عقب ما سُمي بـ"التفويض"، الأمر الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. 2018 - حدوث أطول خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين حتى التاريخ المذكور. مواليد 1452 - لودوفيكو سفورزا، دوق دوقية ميلانو. 1667 - يوهان بيرنولي، عالم رياضيات سويسري. 1835 - جوزويه كاردوتشي، شاعر إيطالي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1906. 1881 - هانس فيشر، عالم كيمياء عضوية ألماني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1930. 1921 - الشيخ حسين محمد شلبي، رجل دين مصري. 1929 - جان بودريار، فيلسوف فرنسي. 1937 - أنسي الحاج، شاعر لبناني. 1941 - أسامة أنور عكاشة، كاتب مصري. 1944 - بشير الديك، كاتب مصري. 1961 - طلال شقدار، ممثل سعودي. 1965 - خوسيه لويس تشيلافيرت، لاعب كرة قدم باراغواياني. 1969 - تربل إتش، مصارع أمريكي. راشد الماجد، مغني سعودي. 1972 - هالة إبراهيم، ممثلة مصرية. 1973 - هويدا أبو هيف، مذيعة مصرية. 1975 - أحمد الدمرداش، ممثل مصري. ألساندرو بيستوني، لاعب كرة قدم إيطالي. 1977 - سلاف فواخرجي، ممثلة سورية. نظلي الرواس، ممثلة سورية. 1979 - سيدني غوفو، لاعب كرة قدم فرنسي. 1980 - ماجد مطرب، ممثل سعودي. 1983 - غوران بانديف، لاعب كرة قدم مقدوني. 1985 - حسين الغريب، لاعب كرة قدم كويتي. 1988 - عبد الرحمن بن شعثان، شاعر نبطي سعودي. 1990 - تغريد الهويش، إعلامية سعودية. 1995 - ربى السعدي، ممثلة سورية. وفيات 1841 - ميخائيل ليرمنتوف، شاعر روسي. 1844 - جون دالتون، عالم كيمياء إنجليزي. 1916 - دانيال بليس، مبشر أمريكي ومؤسس الجامعة الأميركية في بيروت. 1917 - تيودور كوخر، طبيب جراح سويسري حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1909. 1946 - جيرترود شتاين، كاتبة أمريكية. 1970 - أنطونيو سالازار، رئيس وزراء البرتغال. 1980 - محمد رضا بهلوي، شاه إيران. رشدي أباظة، ممثل مصري. 1994 - كيفين كارتر، مصور صحفي. 1998 - فريد شوقي، ممثل مصري. 2003 - الشيخ حسين محمد شلبي، رجل دين مصري. 2006 - نقولا زيادة، مؤرخ لبناني من أصل فلسطيني. 2008 - يوسف شاهين، مخرج سينمائي مصري. محمود جبر، ممثل سوري. 2015 - أبو بكر زين العابدين عبد الكلام، رئيس الهند الأسبق. 2017 - عبد المجيد الظلمي، لاعب كرة قدم مغربي دولي سابق. 2018 - عوشة بنت خليفة السويدي، شاعرة إماراتية، عُرفت بلقب فتاة العرب. هياتم، ممثلة وراقصة شرقية مصرية. محمد شرف، ممثل مصري. 2020 صباح الهلالي، شاعر عراقي. هارون هاشم رشيد، شاعر فلسطيني. غاوي غاوي، فنان وموسيقي فلسطيني. 2021 - صادق جواد سليمان، كاتب ومُفكر ودُبلوماسي عُماني. 2022 - عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود، محافظ الخرج سابقاً. 2023 - متعب بن محروت الهذال ، شيخ عشيرة عراقي. أعياد ومناسبات يوم خوسيه باربوسا في بورتوريكو. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية يوليو
2958
https://ar.wikipedia.org/wiki/13%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
13 أكتوبر
13 أكتوبر أو 13 تشرين الأوَّل أو يوم 13 \ 10 (اليوم الثالث عشر من الشهر العاشر) هو اليوم السادس والثمانين بعد المئتين (286) من السنوات البسيطة، أو السابع والثمانين بعد المئتين (287) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 79 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 54 - نيرون يتولى عرش الإمبراطورية الرومانية. 1307 - اعتقال جميع فرسان الهيكل بفرنسا بأمر من الملك فيليب الرابع بتنسيق مع كليمنت الخامس. 1792 - وضع حجر الأساس لمبنى البيت الأبيض في الولايات المتحدة ليكون مقرًا دائمًا لإقامة الرئيس الأمريكي. 1812 - وقوع معركة مرتفعات كوينزتون، أولى المعارك الكبرى في حرب 1812 بين قوات الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وقوات الإمبراطورية البريطانية من جهة أخرى، وانتهت بانتصار الجيش البريطاني. 1837 - القوات الفرنسية تتمكن من دخول مدينة قسنطينة الجزائرية بعد مرور أكثر من سبع سنوات على بداية الغزو الفرنسي. 1881 - إحياء اللغة العبرية عندما وافق «اليعازر بن يهودا» وأصدقاؤه على استعمالها حصريًا في محادثاتهم. 1909 - تنفيذ الحكم بالإعدام على اللاسلطوي فرانسيسك فيرير في برشلونة بعد أحداث الأسبوع المأساوي. 1911 - القوات الإيطالية تبدأ بالنزول إلى الشاطئ الليبي في بداية الحملة البرية الرامية إلى احتلال ليبيا. 1923 - نقل العاصمة التركية إلى مدينة أنقرة وذلك بدلًا من إسطنبول العاصمة التاريخية للعثمانيين. 1944 - ريغا عاصمة لاتفيا تسقط بيد الجيش الأحمر. 1954 - الإعلان عن تأسيس هيئة الاتحاد الوطني في البحرين، وهي حركة وطنية تحررية قاومت الاستعمار البريطاني والرجعية القبلية. 1970 - تشكيل وزارة صائب سلام في لبنان، وهي الحكومة الأولى في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة. 1972 - سقوط طائرة الرحلة 571 لسلاح الجو الأوروغوياني في جبال الأنديز. 1977 - أربعة فلسطينيون يختطفون طائرة لوفتهانزا رحلة 181 إلى الصومال ويطلبون الإفراج عن 11 عضوًا من جماعة الجيش الأحمر. 1988 - الإعلان عن فوز الأديب المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب. 1990 - عملية عسكرية لبنانية / سورية ضد قائد الجيش اللبناني رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون المتحصن في قصر بعبدا الرئاسي والذي اعتبر متمردًا، أدت العملية إلى خروج عون من القصر الرئاسي ومقتل واعتقال العديد من مناصريه. افتتاح أعمال المؤتمر الشعبي الكويتي المنعقد في مدينة جدة السعودية تحت رعاية أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وذلك للتباحث حول احتلال العراق للكويت. 1998 - الحكومة اليوغسلافية توافق على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بمنح إقليم كوسوفو ذو الأغلبية الألبانية الحكم الذاتي. 2012 - إصابة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بإطلاق نار تم على إثره نقله إلى المستشفى العسكري بنواكشوط ثم إلى فرنسا للعلاج. 2016 - الإعلان عن فوز بوب ديلان بجائزة نوبل في الأدب لعام 2016. اختيار رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو غوتيريش أميناً عاما جديداً للأمم المتحدة خلفاً لبان كي مون. 2019 - فوز الحقوقي التونسي قيس سعيِّد في الانتخابات الرئاسية التونسية بنسبة 72.71%، مقابل حصول منافسه نبيل القروي على 27.29%، بنسبة مشاركة بلغت 55%، وتقرر تسلُّم سعيّد الرئاسة في 23 أكتوبر 2019. نشوب أكثر من مائة حريق في غابات ثلاث محافظات سورية، استطاعت قوات الدفاع المدني السوري السيطرة على معظمها في ظرف ثلاثة أيام من نشوبها. تواصل سلسلة من حرائق الغابات في لبنان، ورئيس الوزراء سعد الدين الحريري يطلب مساعدات دولية لاحتوائها. 2020 - إعلان حكومة دولة الكويت عن تعليق مشروع ميناء مبارك الكبير، لإجراء مزيد من دراسات الجدوى. 2021 - مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم في كونجسبرج، النرويج. 2022 - مجلس النواب العراقي ينتخب مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني عبد اللطيف جمال رشيد رئيسًا للجمهورية، وتكليف مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة. مواليد 1895 - جمال جورسيل، رابع رؤساء تركيا. 1899 - فؤاد شفيق، ممثل مصري. 1925 - مارغريت ثاتشر، رئيسة وزراء المملكة المتحدة. 1931 - ريموند كوبا، لاعب كرة قدم فرنسي. 1934 - جاك كولفين، ممثل أمريكي. 1938 - ناهدة الرماح، ممثلة عراقية. 1943 - سيغفيرد كيرستشين، حكم كرة قدم ألماني. 1945 - ديزي بوترس، رئيس سورينام. 1948 - نصرت فتح علي خان، مغني وموسيقي باكستاني. 1949 - حمادي الجبالي، رئيس وزراء تونسي. 1958 - جمال خاشقجي، صحفي وإعلامي سعودي. 1964 - هدى الخطيب، ممثلة إماراتية. ماسايا أونوساكا، ممثل أداء صوتي ياباني. 1967 - كايت والش، ممثلة أمريكية. 1969 - عمر تيترادزه، لاعب كرة قدم روسي. محمد جميل أحمد، نائب رئيس المالديف الرابع. 1971 - ساشا بارون كوهين، ممثل إنجليزي. 1972 - فؤاد أنور، لاعب كرة قدم سعودي. 1979 - ويس براون، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1980 - آشانتي، مغنية أمريكية. سكوت باركر، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1986 - غابرييل أغبونلاهور، لاعب كرة قدم إنجليزي، 1988 - سكوت جيمسون، لاعب كرة قدم أسترالي. 1992 - آرون ديسميوك، ممثل أداء صوتي أمريكي. 1995 - بارك جيمين، مغني كوري جنوبي.، وفيات 54 - كلوديوس، إمبراطور روماني. 1812 - إسحق بروك، ميجر جنرال في جيش الامبراطورية البريطانية. 1825 - ماكسيمليان جوزف الأول، ملك ألمانيا. 1919 - كارل غيلوروب، شاعر دنماركي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1917. 1926 - شوريدة الشيرازي، شاعر إيراني. 1940 - داود أبو شقرا، ضابط شرطة لبناني. 1950 - محمد طاهر السماوي، فقيه ومؤرخ أدبي وشاعر عراقي. 1968 - بي بيناديرت، ممثلة أمريكية. 1973 - ألبرت ماندلر، عسكري إسرائيلي. كامل سلطان الخفاجي، نقيب طيار عراقي. 1984 - فؤاد نقولا غصن، سياسي لبناني. 1987 - والتر براتين، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1956. 1990 - لي دوك ثو، سياسي وعسكري فيتنامي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1973. 1995 - علي فايق زغلول، إعلامي مصري. 2003 - برترام بروكهاوس، عالم فيزياء كندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1994. 2007 - فاطمة موسى، أكاديمية وناقدة ومترجمة مصرية. 2016 - بوميبول أدولياديج، ملك تايلاند الثالث والخمسون. أعياد ومناسبات عيد القديس إدوارد المعترف في الكاثوليكية. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2959
https://ar.wikipedia.org/wiki/29%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
29 مارس
29 مارس أو 29 آذار أو يوم 29 \ 3 (اليوم التاسع والعشرون من الشهر الثالث) هو اليوم الثامن والثمانون (88) من السنة البسيطة، أو اليوم التاسع والثمانون (89) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 277 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1461 - نشوب معركة توتون ضمن حرب الوردتين، حيث هزم إدوارد اليوركي الملكة مارغريت أنجو ليصبح ملكًا على عرش إنجلترا باسم إدوارد الرابع. 1530 - تشيزري بورجا يمنح لقب النقيب العام من قبل والده إسكندر السادس المعروف باسم رودريغو بورجيا بعد عودته من غزواته في رومانيا. 1430 – الجيش العثماني بقيادة مراد الثاني يقتحم مدينة سالونيك. 1549 - تأسيس مدينة سالفادور، باهيا، لتكون أول عاصمة للبرازيل. 1632 - توقيع معاهدة سان جيرمان التي أعادت كيبك إلى السيطرة الفرنسية بعد أن سيطر عليها الإنجليز في سنة 1629م. 1638 - المستعمرون السويديون يؤسسون أول مستوطنة أوروبية في ولاية ديلاوير، وسموها السويد الجديدة. 1792 - مقتل ملك السويد غوستاف الثالث بعد إصابته برصاصة في ظهره في حفلة تنكرية في منتصف الليل في دار الأوبرا الملكية في ستوكهولم، ويخلفه غوستاف الرابع أدولف. 1830 - ملك إسبانيا فيرناندو السابع يصدر قانونًا يسمح فيه للنساء بوراثة العرش. 1921 - سعد زغلول ورفاقه يعودون من المنفى إلى القاهرة. 1945 - الجيش الأمريكي يستولي على مدينة فرانكفورت وذلك خلال تقدمة إلى الشرق خلال الحرب العالمية الثانية. 1964 - العلماء المسلمون في السعودية يصدرون فتوى تبيح أن يقوم ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز بتصريف جميع أمور المملكة الداخلية والخارجية بوجود الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في البلاد أو غيابه عنها، وأبناء الملك عبد العزيز وكبار أمراء آل سعود يصدرون قرارًا موقع منهم يؤيدون فيه فتوى العلماء ويطالبون الأمير فيصل بكونه وليًا للعهد ورئيسًا للوزراء في الإسراع بتنفيذ الفتوى. 1967 - فرنسا تدشن أول غواصة نووية لها. 1973 - الولايات المتحدة تنسحب من فيتنام بعد أن فقدت نحو 50000 من جنودها. 1974 - مسبار ناسا مارينر 10 يصبح أول مسبار فضائي يحلق فوق كوكب عطارد. 1984 - انهيار الدرج المؤدي إلى مدخل «المجلس الإسلامي الأعلى» في فلسطين، حيث اكتشفت ثغرة تؤدي إلى نفق طويل شقته دائرة الآثار الإسرائيلية بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الأقصى وتمتد من باب المغاربة حتى باب المجلس مما هدد عمارة المجلس بالسقوط. 1998 - اغتيال القائد القسامي الفلسطيني محيي الدين الشريف. 2002 - الفتاة الفلسطينية آيات الأخرس تفجر نفسها في متجر بالقدس الغربية. 2003 - تعرض مجمع سوق شرق التجاري في مدينة الكويت لاعتداء صاروخي عراقي وذلك أثناء حرب الخليج الثالثة، ولم يؤدي الحادث إلى وقوع ضحايا واقتصرت الأضرار على الماديات فقط. 2008 - انعقاد القمة العربية الدورية في دمشق وسط تخفيض 9 دول لمستوى تمثيلها بالقمة ومقاطعة لبنان. 2010 - هجومين انتحاريين في قطاري أنفاق في موسكو يؤديان إلى مقتل 38 شخصًا على الأقل. 2012 - عقد القمة العربية في بغداد. 2015 - تنظيم مسيرة دولية لمناهضة الإرهاب في تونس العاصمة بمشاركة حوالي 30 من قادة العالم وذلك بعد هجوم متحف باردو. سقوط مدينة إدلب السورية بيد جيش الفتح. 2016 - اختطاف طائرة تابعة لمصر للطيران وهبوطها في قبرص. 2017 - تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا تطالب البدء بتنفيذ انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وذلك استناداً إلى المادة 50 من معاهدة لشبونة في رسالة إلى دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي. انطلاق أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن بمشاركة معظم القادة العرب. 2021 - عودة الملاحة الدولية في قناة السويس بعد أن نجحت هيئة قناة السويس بإعادة تعويم سفينة الحاويات إيفرغيفن التي جنحت في القناة يوم 25 مارس الماضي. 2023 - مرسوم أميري بتعيين خالد بن محمد بن زايد آل نهيان وليًّا للعهد لإمارة أبو ظبي. مواليد 1790 - جون تايلر، رئيس الولايات المتحدة العاشر. 1799 - إدوارد سميث ستانلي، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1889 - وارنر باكستر، ممثل أمريكي. 1891 - إيفان جول، شاعر ألماني / فرنسي. 1898 - محمد أبو زهرة، عالم مسلم مصري. 1899 - لافرينتي بيريا، رئيس المخابرات السوفيتية. 1902 - حسن شاكر شعاعي، شاعر إيراني. 1916 - يوجين مكارثي، سياسي أمريكي. 1927 - جون روبرت فين، عالم أدوية إنجليزي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1982. 1929 - محمد بن صالح العثيمين، عالم مسلم سعودي. 1941 - جوزيف تيلور، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1993. 1942 - كينيتشي أوغاتا، ممثل أداء صوتي ياباني. 1943 - جون ميجور، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1955 - برندان غليسون، ممثل أيرلندي. 1957 - كرستوفر لامبيرت، ممثل فرنسي. 1958 - أحمد جوهر، ممثل كويتي. 1968 - يوسكي كورودا، كاتب نصوص أنمي ياباني. 1972 - روي كوستا، لاعب كرة قدم برتغالي. جونيتشي سوابي، ممثل أداء صوتي ياباني. 1973 - مارك أوفرمارس، لاعب كرة قدم هولندي. سيباستيانو سيفيليا، لاعب كرة قدم إيطالي. 1974 - يومي ماتسوزاوا، مغنية يابانية. 1980 - حمزة بن الحسين، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية السابق. 1984 - محمد البوعزيزي، شاب تونسي أشعل الثورة ضد حكم الرئيس زين العابدين بن علي. 1986 - سيلفان إبانكس بليك، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1989 - جايمس تومكنز، لاعب كرة قدم إنجليزي. وفيات 1792 - غوستاف الثالث، ملك السويد. 1892 - ويليام بومان، طبيب إنجليزي. 1935 - أحمد تقي الدين، شاعر وقاضي لبناني. محمد حسن نائل المرصفي، عالِم أدبي ولغوي وصحفي مصري. 1979 - بكري الحلبي، عالم مسلم ومتصوف وشاعر سوري. 1982 - كارل أورف، موسيقي ألماني. 1998 - محيي الدين الشريف، قائد ومهندس ومجاهد فلسطيني. 2003 - كارلو أورباني، طبيب إيطالي اكتشف الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس) ومات به. 2004 - أحمد آل خليفة، شاعر بحريني. 2009 - موريس جار، موسيقي فرنسي. 2017 - عادل صادق، مخرج مصري. 2020 - سليمان الياسين، ممثل كويتي. 2021 - عبير الخضر، ممثلة كويتية. أعياد ومناسبات عيد الشباب في تايوان. وصلات خارجية النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2962
https://ar.wikipedia.org/wiki/23%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
23 ديسمبر
23 ديسمبر أو 23 كانون الأوَّل أو يوم 23 \ 12 (اليوم الثالث والعشرون من الشهر الثاني عشر) هو اليوم السابع والخمسون بعد الثلاثمائة (357) من السنة، أو الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة (358) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 8 أيَّام على انتهاء السنة. أحداث 962 - القوات البيزنطية تقتحم مدينة حلب خلال الحروب العربية البيزنطية تحت قيادة نقفور فوقاس، الذي صار إمبراطورًا فيما بعد. 1847 - استسلام الأمير عبد القادر الجزائري للفرنسيين. 1876 - الدولة العثمانية تعلن دستورها الأول. 1881 - دعوة أول مجلس نيابي مصري للإنعقاد. 1912 - تدشين سد أسوان في مصر. 1913 - تأسيس البنك المركزي الأمريكي. 1919 - الولايات المتحدة تطلق سفينة للإسعاف الطبي والتي تعتبر أول سفينة بالعالم بهذا المجال تحت اسم «ريليف». 1920 - ملك المملكة المتحدة جورج الخامس يوقع مرسوم استقلال أيرلندا التي تؤلف جزء من بريطانيا، ونص المرسوم على تقسيمها إلى شطرين شمالي وجنوبي. 1921 - السلطات الإنجليزية تعتقل سعد زغلول ورفاقه وتنفيهم إلى جزيرة سيشيل. 1922 - راديو BBC يبدأ البث للمرة الأولى. 1940 - شيانج كاي شيك يحل كل المنظمات الشيوعية في الصين. 1941 - القوات اليابانية تستولي على هونغ كونغ وحاكمها يستسلم لهم بعد يومين. 1953 - إعدام رئيس الاستخبارات السوفيتية لافرينتي بيريا والذي كان قد أقيل من منصبه في 10 يوليو 1953. 1955 - سوريا تطلب طرد إسرائيل من الأمم المتحدة. 1956 - إتمام انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من قناة السويس. 1958 تدشين برج طوكيو، وهو أعلى برج حديدي في العالم. 1961 - الرئيس المصري جمال عبد الناصر يعلن تأميم كل ممتلكات الأجانب ويمنع دخول الفرنسيين إلى مصر بعد اعتقال أربعة منهم بتهمة التجسس والتآمر عليه. 1963 - جمال عبد الناصر يدعو لمؤتمر قمة عربي طارئ لمواجهة خطر تحويل إسرائيل لمياه نهر الأردن. 1968 - كوريا الشمالية تفرج عن 28 أمريكي من طاقم السفينة الأمريكية «يوبيلو» وذلك بعد أحد عشر شهر من احتجازهم بتهمة التجسس. 1973 - اجتماع منظمة الأقطار المصدرة للنفط / أوبك في طهران يقرر رفع أسعار البترول 400%. 1990 - إجراء استفتاء في سلوفينيا من أجل الاستقلال عن يوغوسلافيا، وكانت النتيجة موافقة 88% من السكان على الاستقلال. 1991 - القمة الإسلامية في دكار بالسنغال تسقط بند الجهاد من جدول أعمالها. 1995 - 540 قتيل بينهم 170 طفل بسبب حريق شب في مكان احتفال بالقرب من مدرسة ببلدة دابوالي الهندية. 2005 - تشاد تعلن الحرب على السودان بعد اتهامها بأحداث مدينة آدري التي ذهب ضحيتها 100 قتيل. 2008 - الجيش الغيني يعلن حل الحكومة ووقف العمل بالدستور، ويعلن تشكيل مجلس استشاري يضم عسكريين ومدنيين لإدارة شؤون الدولة وذلك بعد وفاة الرئيس لانسانا كونتي. رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني يستقيل من منصبة بعد ضغوط قام بها نواب في البرلمان طالبوا بإقالته على خلفية عدم قدرته على ضبط جلسات البرلمان. 2019 - النيابة العامة السعودية تعلن صدور أحكام أولية بالقتل قصاصاً على 5 متهمين وسجن 3 آخرين في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وبراءة أحمد عسيري وسعود القحطاني. وفاة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري الفريق أحمد قايد صالح بنوبة قلبية عن عمر ناهز 80 عامًا، وتعيين قائد القوات البرية اللواء السعيد شنقريحة خلفًا له بالنيابة. مواليد 245 - زنوبيا، ملكة مملكة تدمر. 1777 - الإمبراطور ألكسندر الأول، إمبراطور الإمبراطورية الروسية الرابع عشر. 1790 - جان فرانسوا شامبليون، عالم فرنسي قام بفك رموز الهيروغليفية. 1870 - عبد العزيز فهمي، قانوني وسياسي وشاعر مصري. 1896 - جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا، كاتب إيطالي. 1907 - إبراهام شتيرن، مؤسس منظمة شتيرن الصهيونية. 1908 - يوسف كرش، مصور فوتوغرافي كندي. 1910 - كورت ماير، عسكري ألماني. 1911 - نيلس يرني، عالم دنماركي في علم المناعة حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1984. 1918 - هلموت شميت، مستشار ألمانيا. 1925 - محمد مزالي، سياسي تونسي. 1930 - كوثر شفيق، ممثلة مصرية. 1933 - الإمبراطور أكيهيتو، إمبراطور اليابان ال125. 1943 - الملكة سيلفيا، زوجة ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف. 1950 - فسينتي ديل بوسكي، لاعب ومدرب كرة قدم إسباني. 1961 - عزت القمحاوي، روائي مصري. جورج وسوف، مغني ومطرب سوري. 1967 - كارلا بروني، مغنية إيطالية وزوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. 1974 - أوغستين ديلغادو، لاعب كرة قدم إكوادوري. 1975 - الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم. 1979 - كيني ميلار، لاعب كرة قدم اسكتلندي. 1980 - عمرو يوسف، مذيع وممثل مصري. 1984 - ريفان كنعان، ممثلة لبنانية مقيمة في السعودية. 1988 - إيري كامي، مغنية يابانية. 1992 - جيفيري شلاب، لاعب كرة قدم غاني 2002 - فين ولفهارد، ممثل كندي وفيات 668 - مار كبرئيل، قديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. 918 - الملك كونراد الأول، ملك مملكة ألمانيا. 1800 - أحمد العطار، فقيه مسلم وشاعر عربي عراقي. 1834 - توماس مالتوس، اقتصادي إنجليزي. 1937 - عثمان نوري هادزيتش، كاتب بوسني. 1948 - هيديكي توجو، رئيس وزراء اليابان. 1961 - كورت ماير، عسكري ألماني. 1953 - لافرينتي بيريا، رئيس المخابرات السوفيتية. 1962 - محمد السعيد الخلصي، شاعر تونسي. 1968 - ساطع الحصري، مفكر سوري وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي. 1982 - ملك الجمل، ممثلة مصرية. 1985 - فرحات عباس، رئيس وزراء الجزائر. 1997 - عمر عبد الله الجاوي، كاتب وأديب يمني. 2001 - حمود يوسف النصف، سياسي كويتي. 2005 - لايوس باروتي، لاعب ومدرب كرة قدم هنغاري. إيميت ليث، فيزيائي أمريكي. 2008 - عبد القادر لطفي، ممثل مغربي. 2011 - محمود حافظ، عالم مصري في علم الحشرات. 2013 - يوسف لطيف، عازف جاز أمريكي. ميخائيل كلاشنيكوف، مخترع السلاح الآلي AK-47 والذي يُعرف باسمه: «كلاشينكوف». 2019 - أحمد قايد صالح، قائد عسكري جزائري. 2020 - عبد الرحيم ملوح، سياسي فلسطيني وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين عامي 1991 و2018. أعياد ومناسبات عيد ميلاد إمبراطور اليابان. عيد ميلاد الملكة سيلفيا في السويد. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
2964
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9
طاوية
الطَّاوِيَّة (بالصينية: 道教) هي تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم المدارس الفلسفية الصينية. ومعناها في الطاوية هو المبدأ الذي هو مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة. تختلف الطاوية عن الكونفوشيوسية في عدم التشديد على الطقوس الجامدة والنظام الاجتماعي، ولكنها تتشابه في أن فيها كامل الانضباطات والسلوكيات التي تحقق «الكمال» من خلال أن يندمج الفرد مع إيقاعات الكون غير المخطط لها والتي تسمى «الطريق» أو «داو». تختلف الأخلاق الطاوية ضمن المدارس المختلفة داخلها، ولكن بشكل عام تميل إلى التأكيد على الوو وي wu wei (والذي يعني العمل بدون نية أو غرض مسبق)، والطبيعية، والبساطة، والعفوية، بالإضافة للكنوز الثلاثة: الرحمة، والتقشف، والتواضع. تعود جذور الطاوية إلى القرن الرابع قبل الميلاد على الأقل. رسمت الطاوية المبكرة مفاهيمها الكونية من مدرسة ين يانج (الطبيعيين أو علماء الطبيعة)، وتأثرت بعمق بأحد أقدم نصوص الثقافة الصينية «أي تشينج»، الذي يعرض نظامًا فلسفيًا حول كيفية الحفاظ على السلوك البشري بالتزامن مع الدورات المتغيرة الطبيعة. قد يكون للقانوني شين بوهاي (حوالي 400 - 337 قبل الميلاد) تأثيرًا كبيرًا أيضًا، مما يفسر السياسة الواقعية الخاصة بالوو وي. ويعتبر كتاب «طاو تي تشينغ» -كتابا مدمجا يحتوي على تعاليم تُنسب إلى الفيلسوف والحكيم "لاو تسي"- ركن أساسي للتقليد الطاوي، جنبا إلى جنب مع كتابات جوانغ زي الأخيرة. تغلغلت مصادر الطاوية المختلفة في عهد أسرة هان (206 ق.م. - 220 م) في تقليد متماسك من المنظمات والطقوس الدينية في ولاية شو (سيتشوان حالياً). كان يعتقد في الصين القديمة في وقت سابق أن الطاويين هم النساك أو يعزل الذين لم يشاركوا في الحياة السياسية. كان جوانغ زي أشهر هؤلاء، ومن الجدير بالذكر أنه عاش في الجنوب حيث أصبح جزءًا من التقاليد الشامانية الصينية المحلية. لعبت الشامانات الإناث دورا هاما في هذا التقليد الذي كان قوياً بشكل خاص في ولاية تشو الجنوبية. طورت الحركات الطاوية المبكرة مؤسساتها الخاصة على النقيض من الشامانية، لكنها استوعبت العناصر الشامانية الأساسية بداخلها. استمر الشامانات في نشر النصوص الأساسية للطاوية منذ العصور الأولى حتى القرن العشرين على الأقل. تطورت المباديء الأساسية للطاوية عبر حقب مختلفة، وتم تجميعها في الأزمنة الحديثة في فرعين رئيسيين هما: طاوية كوانزي، وطاوية تشينجي. نمت أدبيات الطاوية بشكل مطرد بعد لاو تسي وجوانج زي، وتم تجميعها في شكل قانون – داو زانج - والذي تم نشره بناء على طلب من الإمبراطور. تم ترشيح الطاوية عدة مرات خلال التاريخ الصيني كدين للدولة، ولكنها فقدت هذه الأفضلية بعد القرن السابع عشر. كان للطاوية تأثير عميق على الثقافة الصينية عبر التاريخ، حيث يٌنسب لقب الطاوية تقليديًا فقط إلى رجال الدين وليس إلى أتباعهم العاديين (العلمانيين)، عادة ما نحرص على ملاحظة التمييز بين تقاليدهم الدينية وممارسات الدين الشعبي الصيني وأوامر الطقوس الدينية غير الطاوية، والتي غالباً ما يتم وصفها بالخطأ على أنها طاوية. اليوم، التقليد الطاوي هو واحد من المذاهب الدينية الخمسة المعترف بها رسميا في جمهورية الصين الشعبية (PRC) فضلا عن جمهورية الصين (ROC)، وتنظم الحكومة أنشطتها من خلال جمعية الطاوية الصينية؛ وعلى الرغم من أن الطاوية ليست منتشرة بعيداً عن جذورها في شرق آسيا، فإنها تدعي أن لها أتباعاً في عدد من المجتمعات المختلفة، مثل هونغ كونغ وماكاو وفي جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص. التاريخ يعتبر لاو تسي أحد مؤسسي الطاوية ويرتبط في هذا السياق ارتباطًا وثيقًا بما يعرف بالطاوية «الأصلية» أو «البدائية». لا تزال هناك خلافات حول ما إذا كان شخصية حقيقة أم لا؛ ومع ذلك، يرجع تاريخ العمل المنسوب إليه -طاو تي تشينغ Tao Te Ching- إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. تستمد الطاوية أسسها الكونية من مدرسة الطبيعيين (في شكل عناصرها الرئيسية - يين ويانغ والمراحل الخمس)، والتي تطورت خلال فترة الدول المتحاربة (القرن الرابع - القرن الثالث قبل الميلاد).; يحدد روبينيت أربعة عناصر شكلت الطاوية عند نشأتها: الطاوية الفلسفية، أي الطاو تي تشينغ وغوانج زي تقنيات تحقيق النشوة ممارسات لتحقيق الخلود أو العمر الطويل طرد الارواح الشريرة يمكن إرجاع بعض عناصر الطاوية إلى الديانات الشعبية في عصور ما قبل التاريخ في الصين والتي تجمعت فيما بعد لتصبح تقليداً طاوياً. استمدت العديد من الممارسات الطاوية على وجه الخصوص من فترة عهد الممالك المتحاربة، وخاصة من الوو wu (المرتبطة بالثقافة الشامانية في شمال الصين) والفانجشي fangshi (ربما اشتق هذا المصطلح من جملة «العرافين المسئولين عن حفظ الوثائق في العصور القديمة، والذين يفترض أن "لاو تسي" نفسه كان واحداً منهم)، على الرغم من أن الطاويين أصروا في وقت لاحق على أن هذا لم يكن الأمر صحيحاً. تم استخدام كل من هذين المصطلحين لاحقاً لوصف الأفراد المكرسين بالكامل للسحر، والطب، والعرافة، وطرق إطالة العمر والوصول للنشوة»، بالإضافة لطرد الارواح الشريرة. في حالة الوو، غالباً ما تستخدم لفظة «الشامان» أو «السحرة» كترجمة. كانت الفانجشي قريبة فلسفياً من مدرسة الطبيعيين، واعتمد كثيرا على التنجيم الفلكي والتكهنات التقويمية في أنشطتهم. أول نموذج منظم من الطاوية هي مدرسة تيانشي Tianshi (الأسياد السماويين)، التي عرفت فيما بعد باسم مدرسة تشنجي Zhengyi، وتطورت نتيجة لحركة مكاييل الأرز الخمسة في نهاية القرن الثاني الميلادي. أسس الأخيرة زانج داولينج، الذي ادعى أن لاو تسي ظهر له في عام 142. تم الاعتراف رسميا بمدرسة تيانشي من قبل الحاكم تساو تساو في 215، وهو ما أضفي الشرعية على صعود تساو تساو إلى السلطة في المقابل. حصل لاو تسي على اعتراف إمبراطوري باعتباره شخصية إلهية في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد. اكتسبت الطاوية في شكل مدرسة شانغتشينغ Shangqing مكانة رسمية في الصين مرة أخرى خلال سلالة تانغ (618-907)، التي زعم أباطرتها أن لاو تسي يقرب لهم من حيث النسب. ومع ذلك، فإن حركة شانغتشينغ قد تطورت في وقت مبكر في القرن الرابع على أساس سلسلة من الكشوفات عن طريق الآلهة والأرواح إلى يانغ شي في السنوات بين 364 و370. جمع "جي تشاوفو" سلسلة من الكتب المقدسة بين عامي 397 و402 التي أصبحت فيما بعد أساس لمدرسة لينج باو Lingbao، والتي كشفت عن أكبر تأثير لها خلال عهد أسرة سونج (960-1279). نشط العديد من أباطرة سونج -وأبرزهم هويزونج- في تشجيع الطاوية، حيث جمعوا النصوص الطاوية ونشروا طبعات من داو زانغ. تأسست مدرسة "كوان زين Quanzhen" في شاندونغ في القرن الثاني عشر. حيث ازدهرت خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر، وأصبحت أكبر وأهم مدرسة طاوية في شمال الصين خلال عهد أسرة يوان. التقى المعلم الأكثر تميزًا في المدرس، تشيو تشوجي مع جنكيز خان في عام 1222 ونجح في التأثير على الخان بدفعه نحو ممارسة المزيد من ضبط النفس خلال غزواته الوحشية. وكانت المدرسة أيضا معفاة من الضرائب بموجب مرسوم الخان. تم تجميع جوانب الكونفوشيوسية والطاوية والبوذية في المدرسة النيو كونفوشيوسية، والتي أصبحت في نهاية المطاف عقيدة الإمبراطورية لأغراض بيروقراطية حكومية تحت حكم مينغ (1368-1644). إلا أنه خلال فترة أسرة تشينغ (1644–1912)، ونتيجة لإحباطات عديدة تجاه الحكومة، فضل العديد من الناس الكونفوشيوسية والبوذية التقليديين على الأعمال الطاوية. تم إنشاء المكتبة الإمبراطورية خلال القرن الثامن عشر، ولكنها استبعدت جميع الكتب الطاوية منها. وبحلول بداية القرن العشرين، مرت الطاوية بالعديد من الأحداث الكارثية (ونتيجة لذلك، بقيت نسخة واحدة كاملة فقط من داوسانغ، محفوظة في دير وايت كلاود في بكين). واليوم تمارس الطاوية بحرية في تايوان، حيث تدعي أنه لها الملايين من الأتباع. اللاهوت يمكن تعريف الطاوية بأنها واحدية، بالنظر إلى تركيزها الفلسفي على عدم وجود شكل محدد للتاو، وصدارة مفهوم «الطريق» بدلاً من المفاهيم البشرية المجسمة للإله. وهذا هو أحد المعتقدات الأساسية التي تشترك فيها جميع الطوائف تقريبًا. عادة ما تقدم الأوامر الطاوية بشكل يكون فيه المعلمون الثلاثة الأنقياء في الجزء العلوي من مجموعة الآلهة، وهو في شكل تسلسل هرمي منبثق من الطاو. يعتبر لا وتسى تجسيداً لأحد المعلمين الثلاثة الأنقياء وكان يعبد ككونه الجد الأعلى للعقيدة الفلسفية. غالباً ما يكون للفروع المختلفة من الطاوية مجموعة آلهة أقل، حيث تعكس هذه الآلهة مفاهيم مختلفة لعلم الكونيات. الآلهة الأصغر قد يتم ترقيتها أو خفضها تبعاً لنشاطها. بعض فرق الديانة الصينية الشعبية تضم الإمبراطور جايد الذي يلي المعلمين الثلاثة الأنقياء في الرتبة كممثل للإله الأعلى. يبجل الأشخاص الذين ساهموا تاريخ الطاوية، والأشخاص الذين يعتبروا قد أصبحوا خالدين (xian) من قبل رجال الدين والناس العاديين حالياً. على الرغم من هذه التراتبية الآلهية، لا ينبغي الخلط بين المفاهيم التقليدية لتاو مع الديانات الغربية. فلا يعني الاتحاد مع الطاو بالضرورة الاتحاد بروح أبدية، بالمعنى الهندوسي على سبيل المثال. النصوص طاو تي تشينغ يعتبر الطاو تي تشينغ أو الداوديجنغ أكثر النصوص الطاوية تأثيرًا على نطاق واسع. تمت كتابة الكتابة عن طريق لاو تسي وفقا للأسطورة. ومع ذلك، لا يزال التأليف، والتاريخ الدقيق للمنشأ، وحتى وحدة النص موضع نقاش، وربما لن يُعرفوا أبداً على وجه اليقين. يرجع تاريخ أقدم نصوص طاو تي تشينغ التي تم التنقيب عنها (والمكتوبة على أقراص الخيزران) إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. استخدم طاو تي تشينغ كنص طقسي على مدار تاريخ الطاوية الدينية. الكلمات الافتتاحية الشهيرة للكتاب هي: لطاو الذي يمكن أن يُقال ليس هو الطاو الأبدي الاسم الذي يمكن تسميته ليس هو الاسم الأبدي هناك جدل كبير، وحاد في بعض الأحيان، حول الترجمة الإنجليزية الأفضل للكتاب، وأي منهجية ترجمة معينة هي الأفضل. تدور الموضوعات الرئيسية حول طبيعة الطاو وكيفية تحقيقها، وإن الطاو هو شيء فوق الوصف، وكيفية إنجاز أشياء عظيمة عن طريق وسائل صغيرة. التعليقات القديمة على الكتاب هي نصوص مهمة في حد ذاتها. ربما كان أقدمها وهو تعليق هي تشانج جونج، مكتوبًا على الأرجح في القرن الثاني الميلادي. من التعليقات الهامة الأخرى تعليق وانغ بي وتعليق تشانج ير. الرموز والصور للتاجيتو (المعروف باسم رمز يين ويانغ أو يين يانغ ببساطة) والباكوا (الرسومات الثلاثية) أهمية كبيرة في الرمزية الطاوية. وفقاً لعلم الكونيات الطاوي، يخلق الكون نفسه من فوضى أولية من الطاقة المادية المنظمة في دورات يين ويانغ والمشكلة على هيئة أشياء وحيوات. يين هو المستقبل، ويانغ هو العامل النشط، تتم ملاحظتهم في جميع أشكال التغير والاختلاف مثل دورات الموسم السنوية، والمناظر الطبيعية، والاقتران الجنسي، وتشكيل الرجال والنساء كشخصيات، والتاريخ الاجتماعي السياسي. في حين أن جميع المنظمات الطاوية تقريبا تستخدم هذه الرموز، يمكن أن ينظر إليها أيضاً على أنها رموز كونفوشيوسية أو كونفوشيوسية جديدة أو صينية شعبوية. يمكن أن يرى هذا الرمز كعنصر زخرفي على الأعلام التنظيمية الطاوية والشعارات، وأرضيات المعابد، أو مخيط في أردية الكهنة. وقد نشأت هذه الرموز في حوالي القرن العاشر الميلادي وفقا لمصادر أسرة سونغ. كان يرمز لليين واليانغ سابقاً بشكل نمر وتنين معاً. قد يوجد في المعابد الطاوية أعلام مربعة أو مثلثية. وهي عادة ما تتميز بوجود كتابة مخططات روحانية عليها، وتهدف إلى تحقيق وظائف مختلفة من ضمنها توفير التوجيه لأرواح الموتى، وجلب الحظ السعيد، وزيادة العمر الافتراضي. كما قد يكون هناك أعلام ولافتات أخرى للآلهة أو الخالدين. يتم عرض متعرج مع سبعة نجوم في بعض الأحيان، ويمثل مجموعة بنات نعش الكبرى (أو بوشل، المكافئ الصيني لها). كان الفكر الصيني يعتبر مجموعة بنات نعش الكبرى كمعبود في عهد أسرة شانغ في الألفية الثاني قبل الميلاد، بينما كان يعتبر مسار تشي للإله الدائري تايي خلال عهد أسرة هان. قد يتم تحديد المعابد الطاوية في جنوب الصين وتايوان في كثير من الأحيان من خلال أسطحها، والتي تتميز بمجسمات تنانين وطيور الفينيق مصنوعة من بلاط السيراميك متعدد الألوان. كما أن بها تناغم بين يين ويانغ (حيث يمثل طائر الفينيق اليين). رمز آخر ذو صلة هو اللآلئ المشتعلة، والتي يمكن رؤيتها على الأسطح بين مجسمين لتنانين، وكذلك على دبوس شعر المعلم السماوي. تفتقر العمارة الصينية الطاوية على العموم إلى السمات العامة التي تميزها عن المباني الأخرى. الطقوس في العصور القديمة قبل تأسيس الطاوية، كان الطعام يوضع كتضحية لأرواح الموتى أو الآلهة. يشمل ذلك الحيوانات المذبوحة، مثل الخنازير والبط، أو الفاكهة. لكن رفض السيد السماوي الطاوي تشانغ داو لينج التضحية بالطعام والحيوانات إلى الآلهة. حيث دمر المعابد التي طالبت بالتضحية الحيوانية، وطرد الكهنة منها. لا تزال معابد الطاوية في الوقت الحاضر غير مسموح لها باستخدام التضحيات الحيوانية. شكل آخر من أشكال التضحية هو حرق ورق الجوس، أو مال الجحيم، بافتراض أن الصور التي تحترق ستظهر مرة أخرى -ولكن ليس كصورة مجردة، بل كعنصر حقيقي- في عالم الأرواح، مما يجعل الأجداد والأحباء الذين غادروا متاحين مجدداً. تقام عروض الشوارع أيضًا في أيام العطلات الخاصة. هذه العروض الحيوية تشمل دائماً الألعاب النارية والعوامات المغطاة بالزهور التي تبث الموسيقى التقليدية. كما أنها تشمل أيضا رقصة الأسد ورقصة التنين، ودمى مشغولة بشرياً (غالباً من للرب السابع والرب الثامن)، وممارسة الكونغ فو، ومحفات تحمل صور الإله. لا يعتبر المشاركون المختلفون مجرد مؤديين، بل تتملكهم الآلهة والأرواح المعنية. كان التنجيم، مثل التنجيم الفلكي، والاي تشينغ، يعتبر منذ زمن طويل مسعى طاوياً تقليدياً. الوساطة الروحية أيضاً منتشرة على نطاق واسع في بعض الطوائف. العلاقات مع الأديان والفلسفات الأخرى يعتقد العديد من العلماء أن الطاوية نشأت كحركة مضادة للكونفوشيوسية. إن المصطلحات الفلسفية «داو» و «دي» مشتركة بالفعل بين الطاوية والكونفوشيوسية، كما يُعتقد أن لاو تسي كان مدرسًا لكونفوشيوس. انتقد جوانغ زي صراحة المعتقدات الكونفوشيوسية والمبادئ الموهية في كتاباته. ترفض الطاوية بشكل عام التشديد الكونفوشيوسي في الطقوس، والنظام الاجتماعي الهرمي، والأخلاق التقليدية، وتفضل الطبيعية، والعفوية، والفردية بدلاً من ذلك. تميز دخول البوذية إلى الصين بتفاعل كبير وتوافق مع الطاوية. ينظر إلى البوذية في الأصل على أنها طاوية أجنبية بصورة ما، حيث تمت ترجمة الكتب البوذية إلى اللغة الصينية باستخدام المفردات الطاوية. عرف ممثلو البوذية الصينية المبكرة، مثل "سن جا وو" و"تاو تشين" نصوص الطاوية الأساسية وتأثروا بها بشدة. شكلت الطاوية بشكل خاص تطور البوذية التشانزية (زين)، حيث قدمت عناصر مثل مفهوم الطبيعة، وعدم الثقة في الكتاب المقدس والنص، والتركيز على احتضان هذه الحياة والعيش في كل لحظة. من ناحية أخرى، أدرجت الطاوية عناصر بوذية خلال سلالة تانغ، مثل الأديرة، والنباتية، وحظر الكحول، وعقيدة الفراغ، وجمع الكتاب المقدس في منظومة ثلاثية. كان المتنافسون الأيديولوجيون والسياسيون لقرون هم الطاوية، والكونفوشيوسية، والبوذية، وقد أثروا بعمق على بعضهم البعض. فقد كان وانغ بي على سبيل المثال وهو أحد أكثر المعلقين الفلسفيين نفوذاً على لاو تسي (بالإضافة لييجينغ) كونفوشيوسيًا. كما يتقاسم الخصوم الثلاثة بعض القيم المتماثلة، حيث يتبنى الثلاثة فلسفة إنسانية تؤكد على السلوك الأخلاقي والكمال البشري. في وقت معين، كان أغلب الصينيين يجمعون بين الديانات الثلاثة في الوقت نفسه. أصبح هذا مؤسسيًا عندما تم تجميع جوانب من المدارس الثلاث في مدرسة الكونفوشيوسية الجديدة. قام بعض المؤلفين بعمل دراسات مقارنة بين الطاوية والمسيحية. كان هذا الاهتمام منصباً من قبل طلاب تاريخ الدين مثل "جي ام ام" و"دي غروت". كما تم إجراء مقارنة بين تعاليم لاو تسي ويسوع الناصري من قبل العديد من المؤلفين مثل مارتن أرونسون، وتوروفوف وهانسن (2002)، الذين يعتقدون أن لديهم العديد من التشابهات التي لا ينبغي تجاهلها. ويرى "ج. إيسامو ياماموتو" أن الاختلاف الرئيسي هو أن المسيحية تبشر بإله شخصي بينما لا تفعل الطاوية ذلك. ومع ذلك، فقد جادل عدد من المؤلفين مثل "لين يوتانغ" بأن بعض المعتقدات الأخلاقية والأدبية لهذه الأديان متشابهة بشكل كبير. أظهرت القيم الطاوية في فيتنام المجاورة أنها قابلة للتكيف مع الأعراف الاجتماعية، كما شكلت معتقدات اجتماعية وثقافية ناشئة جنباً إلى جنب مع الكونفوشيوسية. انظر أيضًا ديانة صينية فلسفة شرقية اليانية الكونفوشيوسية الزرادشتية الشنتو المانوية تشي كونغ المراجع وصلات خارجية كتاب لاوتسو النص بالفرنسي. كتاب لاوتسو بشروح بسيطة النص بالفرنسي. كتاب لاوتسو من ويكي الإنجليزية النص بالإنغليزي. كتاب لاوتسو بلغات عدة النص بالإنغليزي. فلسفة Chuang Tzu النص بالإنجليزي. فلسفة Xunzi من أعظم فلاسفة العالم، النص بالإنجليزي. أبراج صينية أديان شرق آسيا تقاليد فلسفية ديانة صينية لاوتزه مثنوية
2965
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B4%D9%8A%D9%87%20%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86
موشيه ديان
موشيه ديان (العبرية משה דיין؛ ولد في 20 مايو 1915 في كيبوتس دغانيا – توفي في تل أبيب في 16 أكتوبر 1981)، هو عسكري وسياسي إسرائيلي. يُترجم اسمه بالعبرية «القاضي موسى»، ويعتبر من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تأثيرًا على إسرائيل في الثلاثين سنة الأولى من وجودها، مثّل بشخصيته الإسرائيلي الجديد (التسابار- الذي ولد في إسرائيل)، وهو الذي يحمل السلاح بيد والمعول بيد أخرى، رؤيته العسكرية ساهمت في بلورة منهجية قوة الردع للجيش الاسرائيلي كجيش هجومي ومبادر. تولّى مناصب رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي ووزارة الزراعة والدفاع والخارجية. لعب أدوار أساسية في حروب إسرائيل الأولى، اعتبر بطل النصر في إسرائيل في حرب 1967، وتم تحميله مسؤولية الفشل في حرب أكتوبر 1973، ضمن منصبه كوزير للخارجية ساهم في بلورة اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر. تعتبر شخصية دايان من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تنوعًا وتركيبًا وإثارة للجدل، فإلى جانب دهائه وقدرته العسكرية والسياسية والعملية الهائلة التي جعلته محط الأنظار، تميّز بنمط الحياة المتطرف، الفضائح الشخصية والعاطفية، شغفه باقتناء وسرقة الآثار القديمة من المناطق المحتلة، وتوجّهه المستهين بالقواعد والنظم وعلاقته المتوترة بأسرته. نشأته وُلد موشيه شموئيل دايان في كيبوتس «دغانيا» على ضفاف بحيرة طبريا بفلسطين عام 1915 لأبوين يهوديين هاجرا من أوكرانيا واستقر بهما المقام في فلسطين عندما كانت تحت الحكم العثماني وبعد أقل من سنتين قامت الثورة العربية الكبرى في الحجاز وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. تلقى دايان تعليمه الابتدائي في مستوطنة «نهلال» التي انتقلت أسرته إليها بعد أن ضاقت بالعيش على أسلوب الحياة الاشتراكية كيبوتس دغانيا، التحق بعدها بمدرسة الزراعة للبنات التي أُنشئت خصيصا لتعليم المهاجرات الزراعة، فكان بذلك أول صبي يلتحق بتلك المدرسة، وعندما بلغ 14 عاماً، التحق دايان بمنظمة الهاجاناه العسكرية والبالماخ في بداية تكوينها قبيل الحرب العالمية الثانية. تعرّف في المدرسة الزراعية إلى روت شفارتس ابنة أحد المحامين الأغنياء في القدس، وتزوجا عام 1935. وبعد إنهائه الدراسة استمر بممارسة الزراعة في نهلال. انضمامه للهاجاناه مع بداية الثورة الفلسطينية عام 1936، سمحت سلطات الانتداب البريطاني بإنشاء قوة الشرطة للمستوطنات اليهودية، التي تتألف من أعضاء من الهاجاناه، تُسمّى «نوتريم»، وبعد أن خدم دايان لفترة وجيزة كدليل في الجيش البريطاني، تجند في شرطة الاستيطان اليهودي. وفي ديسمبر 1937 التحق بدورة لقادة الأقسام تحت إشراف إسحاق ساديه، من مؤسسي الهاجاناه والبلماح، وكان من بين المتدربين تحت إمرته إيغال آلون من قيادات البلماح وقيادات إسرائيل لاحقَا. في 1938-1939 كان عضوا في «الوحدات الميدانية» بقيادة ساديه والدوريات الليلية الخاصة بقيادة ضابط المخابرات الإنجليزي أورد وينجت والتي تميزت بخفة الحركة والانقضاض السريع على المراكز العربية ليلاً، في هذه الأُطر تعلم العقيدة القتالية الهجومية، التي استخدمها خلال حياته العسكرية. ابتدع ديان في هذه الفترة طريقة أطلق عليها «السور والبرج»، لإقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة بشكل خاطف، وتحت أنف الإنجليز، إذ تستولي مجموعة مسلحة على قطعة من الأرض ليلاً وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق وتحيطها بالأسلاك الشائكة، أقامت الهاجناه 53 مستوطنة من هذا النوع بين الأعوام 1936 و 1939. في بداية الحرب العالمية الثانية حظرت بريطانيا النشاط العسكري، إلّا أن دايان اُُسِر مع مجموعة من 43 متدرب لديه عند محاولتهم الهرب بعد كشف معسكر تدريبهم، حيث داهمتهم قوة عربية وفيما بعد تم اعتقالهم وتحويلهم للمحاكمة، حُكم عليهم بـ 10 سنوات سجن في قلعة عكا القديمة، إلّا أنهم خرجوا لاحقا بعد تدخل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان في فبراير عام 1941. الحرب العالمية الثانية وفقدانه لعينه عند إطلاق سراح دايان من السجن، كانت بريطانيا وفرنسا الحرة، قد قررتا تحرير لبنان وسوريا من قوات حكومة فيشي بالتعاون مع بعض القوات اليهودية، وبدأ إسحاق ساديه بتنظيم قوة قتالية التي من شأنها أن تساعد في عمليات الاستطلاع البريطانية، قوة شكّلت نواة منظمة البلماح لاحقًا. في يونيو 1941 انضم دايان إلى الكتيبة الإسترالية السابعة في مهمة ضد قوات جيش فيشي في سوريا، تم كشف هذه العملية ونشأ عنها تبادل لإطلاق النار، خلال هذه المناوشات ضرب قناص فرنسي عين منظار دايان، مما أدّى إلى إصابته المباشرة، وفقدانه لعينه بشكل كامل نتيجة لشظايا الزجاج، ومنذ ذلك الحين بدأ بارتداء غطاء العين الأسود والذي عُرفت شخصيته به، بعد هذه المشاركة في قتال قوات المحور قلّدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية. عاد دايان بعد إصابته إلى مزرعته في نهلال وواصل أنشطته كجزء من الهاجاناه. في عام 1945 انتقل إلى تل أبيب، وفي ديسمبر 1946 سافر إلى مدينة بازل لإشغال عضوية الكونغرس الصهيوني، بين الأعوام 1939 - 1945، أنجب أولاده الثلاثة، ياعيل (أصبحت كاتبة وعضو كنيست)، إيهود (أودي) فنان تشكيلي، واساف (اسي) مخرج وممثل إسرائيلي كبير. في فبراير 1947 تم استدعائه لإشغال مهمة ضابط لشؤون العرب، من قبل يعقوب دوري، قائد أركان الهاجاناه وأول قائد أركان للجيش الاسرائيلي لاحقاً، وقد أصبح باديًا أن الحرب باتت وشيكة. حرب 1948 شغل دايان العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948، ففي العام 1947 تمت ترقيتة ليكون واحدا من هيئة أركان الهاجاناه وكان مختصا بتجنيد ومتابعة العملاء المكلفين بجمع معلومات عن القوات العربية غير النظامية في فلسطين، وينسب إليه البدء بعقد تحالف بين إسرائيل والطائفة الدرزية، بعد مقتل أخيه زوريك أثناء أحد الاشتباكات مع محاربين دروز في جيش الإنقاذ في 14 إبريل 1948. نال دايان إعجاب دافيد بن غوريون وقرّبه اليه، وفي 18 مايو 1948 تم تعيينه قائدا لقطاع نهر الأردن وتولّى المهمات الدفاعية في هذا القطاع الحيوي، وشارك في معركة دغانيا لصد القوات الاردنية والسورية هناك، في أعقاب هذه المعركة وفي يوليو 1948 أصبح دايان أول قائد للكتيبة 89 التابعة للواء الثامن المدرع. شنَّ ديان في 11 يوليو 1948 هجوم مكثف على مدينة اللد، ضمن «عملية داني» والتي تعتبر من أكبر العمليات العسكرية التي قامت بها قوات “البلماح” ، “هرئل” و”يفتاح” واشتركت في هذه العملية قوات من سلاح المدرعات وسلاح المشاة وسلاح المدفعية والسلاح الجوي. انتهت العملية باحتلال مدينة اللد، وانسحاب القوات العربية المرابطة هناك، حيث قامت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بالهجوم على المدينة بعد تطويقها وإسقاط القرى المجاورة، حيث نجحوا في احتلال تحصينات المدينة في الجهة الشرقية الجنوبية والوصول إلى أطراف المدينة وإلى بعض بيوتها موقعين ضحايا كثيرة من الأهالي معظمهم من الرجال المسنين والنساء والأطفال، ومنهم مجموعة كبيرة من أهالي قرية دهمش اللذين لجأوا إلى المسجد خوفا من انتقام الجنود، حيث اقتحم الجنود الجامع وأوقع ما يزيد عن 176 ضحية. لم يتطرّق الإعلام الصهيوني لهذه المجزرة إلّا أنه رافق احتلال اللد جدل وتنافس على دور البطولة في هذه المعركة بين إيغال آلون وديان. في 1 أغسطس 1948، حصل دايان على منصب قائد لواء عتسيوني وتم ترقيته إلى رتبة مقدم، بعد عملية اللد، تم نقل كتيبة دايان إلى الجبهة الجنوبية وحارب ضد القوات المصرية، وفي هذه الفترة عين قائدا للواء القدس، وخلال توليه مهام قيادة لواء القدس، ورغم أن العمليات بدأت بالهدوء، إلّا أنه قرر شن غارة جديدة واحتلال تلة في منطقة جبل المكبر كانت تحت سيطرة القوات الاردنية، بهدف منع إطلاق النار على المستوطنات اليهودية تلبيوت وارمون هنتسيف، هذه العملية غير المدروسة وضعت قوات لواء عتسيوني في مأرب للقوات الأردنية وكانت خسائرها فادحة للجانب الإسرائيلي، وعرفت هذه العملية كبقعة سوداء في سجل دايان في حرب 1948. وفي إطار هذا المنصب أجرى مفاوضات مع الملك عبد الله ومندوبيه ومنهم عبد الله التل، حيث وصل كلاهما إلى اتفاق في ديسمبر 1948 يقضي بوقف إطلاق النار، وإبقاء حيازة إسرائيل لمنطقة جبل سكوبس (المشارف) كجزيرة داخل المناطق التابعة للسيطرة الأردنية وتمكين المرور من واليها. حيث أنهى هذا الاتفاق القتال على هذه الجبهة. في 3 أبريل 1949 مثّل ديان إسرائيل في وفد المفاوضين لمحادثات الهدنة مع الأردن في رودس، والتي أعقبتها توقيع اتفاقية رودس بين إسرائيل والأردن. في ال 25 من أكتوبر 1949 تم ترقية دايان إلى رتبة لواء وتم تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية وسط معارضة شديدة من جنرالات الجيش الإسرائيلي. انتقل في العام 1951 إلى إنجلترا للمشاركة في دورة تدريبية في إحدى كليات الجيش البريطاني، وفي مايو عام 1952 تم تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية، منصب شغله لمدة ستة أشهر. في ديسمبر 1952 عُيّن رئيس فرع العمليات في الجيش وهو يعتبر ثاني أعلى منصب في بعد منصب رئيس هيئة الأركان العامة، مما أظهر النية بتعيينه لاحقًا لمنصب رئيس الأركان، وضمن هذا المنصب قام بتعيين أرئيل شارون قائدأ لكتيبة 101، التي ارتكبت مجزرة قبية بعد وقت قصير من عام 1953، وقد مثّل دايان إسرائيل في نقاشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في قضية المجزرة، ومع عودته تم تعيينه قائد لأركان الجيش في 6 ديسمبر 1953. قائد أركان الجيش 1953-1958 شغل هذا المنصب بين ديسمبر 1953 ويناير 1958 فضيحة لافون بعد يوم واحد من تعيينه، وفي 7 ديسمبر 1953 أعلن بن غوريون عن انسحابه من رئاسة الوزراء، تعيين دايان كان من قراراته الأخيرة، وأوكل منصب رئاسة الوزراء لموشيه شارت ومنصب وزارة الدفاع لبنحاس لافون، حيث لم تكن لدايان علاقات وطيدة بهم ووقعوا في خلافات متعددة حول سلم الصلاحيات في الجيش، وفي رؤيتهم العسكرية. في يوليو 1954 اندلعت فضيحة لافون، حيث كشف عن خلية إرهابية يهودية مصرية، جندتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية بهدف إجراء عمليات تخريبية ضد مصالح بريطانية وأمريكية في مصر، والإيعاز أن العمليات نفذت من قبل خلية مصرية، من أجل عرقلة انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس ومصر، أدّت الفضيحة إلى استقالة لافون الذي ادعى أن قيادات الجيش حاكت له مكيدة، ومن بينهم شمعون بيريز وموشيه دايان واللواء بنيامين جيبلي، لم يثبت من أعطى الأوامر لهذه العملية ولكن ثارت الشكوك حول وجود يد لدايان بها. عودة بن غوريون 1955 بعد استقالة لافون عاد بن غوريون من عزلته لتولي منصب وزير الدفاع ومن ثم فاز مرة أخرى برئاسة الوزراء، ووجد التوافق في الرؤية العسكرية مع دايان على خلاف رئيس الوزراء السابق موشيه شاريت، فقد كان ديان يؤمن أن إسرائيل يجب أن تعمل على قوة الردع والعمليات الاستباقية، وأن بإمكانها خوض حرب جديدة بسهولة، فيما كان شاريت متردد، ويسعى لإيجاد طرق للحوار مع الدول العربية. أفرزت هذه السياسة المشتركة لدى دايان وبن غوريون قبيل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، سلسلة من الأعمال الإنتقامية دبرها ديان ضد مصر وسوريا والأردن ولبنان عام 1955، والتي راح ضحية هذه الغارات المئات من المدنيين مجزرة كفر قاسم في اليوم الأول من العدوان الثلاثي على مصر، ارتكبت فرق حرس الحدود الاسرائيلية مجزرة بحق أهالي قرية كفر قاسم على الحدود الأردنية والإسرائيلية في المثلث الجنوبي، حيث افترضت القيادات الإسرائيلية اشتعال الجبهة الشرقية مع الأردن مما يلزم إلى اتخاذ إجراءات حاسمة هناك، أدّى كشف أمر المجزرة التي تمت بدم بارد إلى تقديم مجندون وقيادات في الجيش للمحاكمة، شهادات ووثائق متأخرة أثبتت وجود خطة مبيتة لارتكاب المجازر من أجل ترويع الفلسطينيين وحملهم على النزوح، المحكامة الصورية التي تمت للجنود، منعت المسؤولية من الوصول إلى القيادات العليا مثل بن غوريون ودايان، وأبقت القضية في الدرجات الدنيا لسلسلة انتقال الأوامر. العدوان الثلاثي على مصر كان دايان من مؤيدي الهجوم الواسع على الجبهة الجنوبية، وكان يؤمن أنّ جولة ثانية بعد حرب 1948 حتمية، ولم يرد الاكتفاء بالغارات الانتقامية عبر الحدود، حيث كان قد نجح ومعه شمعون بيريز بإجراء صفقات أسلحة كبيرة مع فرنسا في تلك الفترة، وقاد بنفسه الاتصالات التي تمت بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا وكان الموجّه الفعلي لها خاصة في النواحي العسكرية. وتولّى قيادة القوات الإسرائيلية المهاجمة لسيناء في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقد كانت هذه الحرب بداية لشهرته الواسعة في العالم العربي والعالم. الاستقالة من قيادة الاركان انتهت الحرب بانسحاب القوات البريطانية والفرنسية، وانسحاب إسرائيل عام 1957 من المناطق التي احتلتها، ومن قطاع غزة كذلك، إضافة إلى وضع قوات طوارئ دولية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل، دايان كان من بين المعارضين لانسحاب اسرائيل من المناطق التي احتلتها، لكنه اضطر لقبول قرار الحكومة، وبعد إتمام الانسحاب الإسرائيلي، خرج في إجازة طويلة قضاها متنقلاً بين دول كثيرة، وفي 29 يناير 1958 أنهى مهامه في قيادة أركان الجيش، حل محله في المنصب حاييم لسكوف. بعد خروجه للحياة المدنية، التحق بكلية القانون والاقتصاد في تل أبيب لدراسة الاقتصاد، ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس حيث كانت ابنته ياعيل تدرس. من أقواله «إن عمر إسرائيل محدود وعلينا أن نطيله أطول مدة ممكنة». رجل السياسة في عام 1959، وبعد عام من تقاعد دايان من السلك العسكري، انضم إلى حزب «مباي» السياسي اليساري الحاكم، وتولّى دافيد بن غوريون حضانته سياسياً فانتخب للكنيست الإسرائيلي عام 1959 عن حزب مباى، وأُسندت إليه وزارة الزراعة التي شغلها حتى عام 1964. في العام 1963 قدم بن غوريون استقالته، بقي دايان وزيرًا للزراعة بعدها وقت قصير، إذ قدم استقالته إثر نشوب خلاف بينه وبين ليفى أشكول، وما لبث أن انشق عن حزب مباى مقتفياً خطى بن غوريون لتكوين حزب رافي الجديد. في فترته كوزير للزراعة أتم مشروع المياه القطري، مشروع إنشائي ضخم ساهم بنقل المياه من بحيرة طبريا ونهر الأردن إلى النقب، مشروع رفع نسبة مساحات الزراعة في إسرائيل بشكل كبير. في العام 1965 وبعد أن ابتعد عن السياسة، قَبِل بشكل مفاجئ اقتراح صحيفة معاريف الإسرائيلية بالسفر إلى فيتنام لتغطية الحرب، مما سبّب له انتقادات بعدم احترام هيبة الجيش، من جهته برّر هذه الرحلة كجولة للدراسة الحربية. وزيراً للدفاع 1967- 1973 حرب 1967- النكسة عَيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي أشكول موشيه دايان وزيراً للدفاع إبان إعداد إسرائيل لشن حرب حزيران/يونيو 1967، رغم عدم محبّة أشكول له. حيث ظهرت الحرب في الأفق مع إغلاق مصر لمضائق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، ودخول الجيش المصري إلى سيناء، حيث رضخ رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول لمطالب الجيش وقطاعات واسعة من الرأي العام الإسرائيلي الذين طالبوا باختيار موشيه دايان وزيرا للدفاع، في 1 يونيو 1967، ولم تمضِ أيام قليلة على تولّيه المنصب حتى كان العدوان قد بدأ. انتهت الحرب والتي تعرف بالنكسة باحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، ووصول إسرائيل إلى قناة السويس، احتلال هضبة الجولان على الحدود السورية واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد هذه الحرب وصل دايان إلى أقصى درجات الشعبية والنجومية والتأثير السياسي، وتُوِّج كبطل حرب. جنى دايان ثمار الانتصار رغم أن الاستعدادات العسكرية كانت مكتملة قبل توليه الوزارة، حيث لم يكن لدايان دور يذكر للتخطيط والإعداد لحرب 1967، كان دوره الأساسي بتحديد الأهداف، إضافة إلى قراره بالوصول إلى قناة السويس، واحتلال القدس الشرقية. حرب 1973 بتسلم جولدا مائير السلطة في عام 1969، كان دايان وزيراً للدفاع. ورفض دايان شنّ هجوم احترازي على كل من مصر وسوريا لقناعته بقدرة الجيش الإسرائيلي لصد أي هجوم عربي على إسرائيل وللحيلولة من تصوير إسرائيل أن تكون البادئة بالهجوم. وبتعاقب الهزائم الإسرائيلية في بداية حرب أكتوبر، كان دايان على استعداد للإعلان عن هزيمة إسرائيل لولا منعه من قبل مائير من الإدلاء بهكذا تصريح. وتكلّم دايان بدون توريه عن استعمال إسرائيل لإسلحة الدمار الشامل في حال احتياج إسرائيل لمثل هذه الأسلحة لدحر الهجوم العربي. وبعد الحرب، قامت اللجنة المسؤولة بإعداد تقرير حرب 1973 لامَ الكادر العسكري وقام بإعفاء الكادر السياسي الإسرائيلي من المسؤولية في تكبّد الخسائر في الأيام الأولى من الحرب إلا أن الغضب والاحتجاج الشعبي الإسرائيلي أدّى إلى استقالة كل من دايان وجولدا مائير. وزيراً للخارجية 1977-1979 بعد فشله في حرب أكتوبر 1973، لم يتم إشماله في التشكيلة الوزارية الجديدة بقيادة إسحاق رابين، وهي الحكومة التي شُكِّلت في 1974 بعد استقالة غولدا مائير، انتخب دايان لعضوية الكنيست عن المعراخ في انتخابات عام 1977 التي فشل بها المعراج (مباي سابقًا) مقابل الليكود بقيادة مناحم بيغن، إلّا أنه انشق بعد انتخابات 1977 عن حزب العمل، وانضم لحزب صغير يُدعى «تيلم»، وقبل إشغال وزارة الخارجية في حكومة مناحم بيغن، وبعد عام واحد من توليه المنصب الجديد دخل في مفاوضات مباشرة مع إدارة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في كامب ديفد انتهت بالتوقيع على أول اتفاقية للسلام بين إسرائيل ودولة عربية عام 1979. قدّم استقالته في أكتوبر 1979 في أعقاب خلافات إستراتيجية مع بيغن حول مصير المناطق المحتلة وتطبيق الاتفاق مع مصر، حيث لم يكن دايان معنيًا بسيادة إسرائيل على المناطق المحتلة. في الانتخابات العاشرة للكنيست عام 1981، فازت القائمة بمقعدين فقط، وتوفي ديان بعد فترة قصيرة من دخوله الكنيست. مماته في 16 أكتوبر 1981، مات دايان متأثراً بسرطان القولون في مدينة تل أبيب ودُفِن في «نهلال» حيث نشأ. انظر ايضاً عوزي عيلام صفحة موشيه ديان على موقع الكنيست الرسمي مراجع روابط خارجية سياسيو معراخ أسرى في السجون العسكرية البريطانية أشخاص حوكموا عسكريا أشخاص من المنطقة الشمالية (إسرائيل) أعضاء الكنيست التاسعة (1977–81) أعضاء الكنيست الثامنة (1974–77) أعضاء الكنيست الخامسة (1961–65) أعضاء الكنيست الرابعة (1959–61) أعضاء الكنيست السابعة (1969–74) أعضاء الكنيست السادسة (1965–69) أعضاء الكنيست العاشرة (1981–84) أعضاء في هاجاناه أفراد عسكريون إسرائيليون في القرن 20 إرهابيون إسرائيليون إسرائيليون شاركوا في حرب 1948 إسرائيليون شاركوا في حرب أكتوبر إسرائيليون من أصل أوكراني إسرائيليون من أصل يهودي أوكراني جنرالات إسرائيليون حاصلون على وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط عظيم رؤساء أركان حرب الجيش الإسرائيلي سياسيون ذوو إعاقات جسدية شخصيات العدوان الثلاثي عائلة ديان عسكريون يهود قادة أحزاب سياسية إسرائيليون ملحدون إسرائيليون ملحدون في القرن 20 ملحدون يهود مواليد 1915 مواليد في دغانيا ألف وزراء حكومة إسرائيل وزراء خارجية إسرائيل وزراء دفاع إسرائيليون وزراء زراعة إسرائيل وفيات 1981 وفيات السرطان في إسرائيل وفيات بسبب توقف القلب وفيات بسبب سرطان القولون وفيات بسبب نوبة قلبية وفيات في تل أبيب يهود أشكناز إسرائيليون يهود أشكناز في فلسطين الانتدابية يهود إسرائيليون يهود إسرائيليون سياسيون يهود في فلسطين الانتدابية
2968
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%20%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85
عز الدين سليم
عز الدين سليم (1943- 17 مايو 2004)، رئيس سابق لمجلس الحكم العراقي الانتقالي. ولادته ولد عبد الزهراء عثمان محمد في يوم 23 مارس/آذار عام 1943م السابع عشر من ربيع الأول 1362هـ. وكانت ولادته في قرية (الهوير) التابعة إدارياً إلى مدينة البصرة الواقعة في جنوب العراق. كان عبد الزهراء عثمان محمد الولد البكر لوالده. دراسته دخل بين الرابعة والخامسة من عمره في الكتّاب لتعليم القرآن، حيث لم يكن في منطقة (الهوير) وما حولها من القرى القريبة مدرسة ابتدائية، ولا غيرها، وكانت الأمية متفشية جداً في هذه المناطق وغيرها من مناطق العراق، وفي المنطقة الجنوبية على نحو الخصوص، ولولا الكتاتيب القليلة، لانعدمت القراءة والكتابة. وفي عام 1952م أسست الحكومة «مدرسة الهوير الابتدائية» ودخل فيها في الصف الأول الابتدائي، وبعد إكمال دراسته الابتدائية انتقل إلى مدينة القرنة التي تبعد حوالي 30 كم عن محل سكنه. أكمل الدراسة في قضاء القرنة، وحصل على شهادة المتوسطة. ولم يكن في البصرة يوم ذاك جامعة، وإنما على الطالب البصري إذا أراد أن يكمل دراسته الجامعية أن يذهب إلى بغداد، مما اضطره إلى الدراسة في دار المعلمين. أنهى دراسته الأكاديمية عام 1964م ومارس مهنة التدريس في العراق والكويت في عام 1965م إلى عام 1980م، حيث درّس العربية والتاريخ والاجتماعيات في المدارس وعلى مراحل مختلفة. مؤلفاته اهتم بالتأليف والتثقيف، وكتابة المقالات العلمية منذ عام 1967م، حتى صدر له أول كتاب عام 1969م، بعد مشاركته في مسابقة التأليف العالمية عن سيرة الصديقة فاطمة بنت الرسول، حيث فاز كتابه الزهراء فاطمة بنت محمد بالجائزة الثانية. ثم واصل الكتابة الفكرية والعلمية، حيث صدرت له عشرات الكتب في السيرة، العقيدة، التاريخ، السياسة، والثقافة العامة منها: 1ـ محمد رسول الله (ص) عرض ميسر لسيرته الطاهرة. 2ـ أمير المؤمنين عرض ميسر لسيرته الطاهرة. 3ـ فاطمة بنت محمد. 4 ـ الصديقة الزهراء بين المحنة والمقاومة. 5 ـ سيرة الإمام الحسن. 6ـ سيرة الإمام الحسين. 7ـ خلفيات ثورة الحسين. 8ـ ثورة الحسين قراءة جديدة. 9ـ الإمام علي بن الحسين. 10ـ سيرة الإمام الباقر. 11ـ الحركة التغييرية عند الإمام الصادق. 12ـ هكذا تحدث الرضا. 13ـ الإمام الجواد مكانته الدينية، ظروفه السياسية. 14ـ المعارضة السياسية في تجربة أمير المؤمنين. 15ـ الإمامة في الرسالة الإسلامية. 16ـ التعددية وأخلاقية الحوار في الإسلام. 17ـ التعددية والحوار. 18ـ الشهيد الصدر رائد حركة التغيير في العراق. 19ـ هكذا نقرأ التاريخ. 20ـ مكانة الإنسان في الإسلام. 21ـ دور المساجد في حياة المسلمين. 22ـ أبحاث في شؤون النهضة. 23ـ الحجاب الإسلامي. 24ـ المرأة ودورها المغيب. 25ـ المرأة في ظل المجتمع الإسلامي. 26ـ أم المؤمنين خديجة بنت خويّلد سلام الله عليها. 27ـ أبو طالب الصحابي المفترى عليه. 28ـ معالم على الطريق. 29ـ من حصاد التجربة. 30ـ حديث الغدير: رواته ـ ظروفه ـ معطياته الحضارية (الكتاب الذي فاز بالجائزة الثانية في مسابقة التأليف العالمية للكتابة عن الغدير، بمناسبة مرور أربعة عشر قرناً عليه). 31ـ شاه عبد العظيم الحسني: سيرته ومسنده. 32ـ التربية الإسلامية: عرض للمباديء العامة. 33ـ الإسلام ورسالته الخالدة (الكتاب الذي كان يطبع باسم محمد أبو المجد). 34ـ آية التطهيـر: دراسـة في المداليـل والأهـداف. 35ـ سيرة الأئمـة محاولـة لتقويـم المنهـج. 36ـ العقـدة القرشيـة في حركـة أحداث التاريـخ. 37ـ قضايا وأبحاث سياسية. 38ـ الفقر دراسة وعلاج. 39ـ تلخيص كتاب التوحيد للشيخ الصدوق. 40 ـ تحقيق كتاب الملهوف على قتلى الطفــوف. 41ـ الشباب مشاكل وحلول. 42 ـ القيمة الحضارية للشريعة الإسلامية. 43 ـ تفسير سورة القدر. 44ـ تفسير سورة التوحيد. 45ـ تفسير سورة التكاثر. 46ـ تفسير سورة الكوثر. 47ـ مكانة الصحابة عند المسلمين. 48ـ هل يحتاج القرآن إلى قيم. 49ـ الاختلاف المركزي بين السنة والشيعة. 50ـ من بنود منهاج الأئمة في البناء والتغيير. 51ـ المفاصل الرئيسية لقضية الإمامة من خلال حديث الإمام الصادق. 52ـ المرأة التي زَوّجَهَا الله. 53ـ حول تشكيل العقل السليم. 54ـ الثورة الإسلامية في إيران من منظور حضاري. 55ـ ضوء على خط السير. 56ـ لماذا الصوم؟. 57ـ وصية الإمام علي لولده محمد بن الحنفيـة. 58ـ بين المسـاواة والمرونـة. 59ـ الهدف والأسلوب. 60ـ صفحات من أيامي الكتاب الذي أوصى بطبعه بعد وفاته. 61ـ حوارات في الحركة الإسلامية المعاصرة الكتاب الذي أوصى بطبعه بعد وفاته. 62ـ التحرك الإسلامي في مدينة البصرة. 63ـ نهج البلاغة ـ النصوص الكاملة. 64ـ الإسلام مباديء وتطبيقات. 65ـ تاريخ الشيعة المعاصر. وهناك مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات والكراسات التي سوف تنشر ضمن سلسلة (هذا بلاغ للناس) في مؤسسة الشهيد عز الدين سليم الثقافية، منها: 1ـ الإنفاق في الشريعة الإسلامية. 2ـ التبشير. 3ـ الأصالـة والتجديـد. 4ـ قضية النبوة من خلال المنطق العلمي. 5ـ الإمامة لماذا وإلى أين؟ 6ـ دعوة محمد (ص): دراسة في الوسائل. 7ـ الحج. 8ـ على طريـق النهضـة. 9ـ حـول مفهـوم الانغـلاق علـى الـذّات. 10ـ صلح الإمام الحسن. 11ـ نظرة قرآنية للعمل الاجتماعي. 12ـ موقفنا من المصطلحات الحديثة. 13ـ هوامش على دفتر التاريـخ. 14ـ التاريخ يعيد نفسه. 15ـ النية: المعيار الإسلامي لتقييم العمل. 16ـ حول عبد الله بن سبأ. 17ـ تعدد الرسالات. 18ـ العبادة في الإسلام: الأبعاد والمضامين. العمل الثقافي والإعلامي منذ الستينيات عرف عز الدين سليم في الصحف والمجلات الثقافية في العراق والكويت ولبنان، نذكر منها: 1ـ مجلة التضامن الإسلامي ـ النجف. 2ـ مجلة رسالة الإسلام ـ بغداد. 3ـ مجلة المنطلق ـ بيروت. 4ـ مجلة الجهاد ـ طهران. 5ـ مجلة رسالة التقريب ـ طهران. 6ـ مجلة رسالة الثقلين ـ طهران. 7ـ أشرف على إصدار صحيفة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الصادرة في طهران اثنتي عشر عاماً اعتباراً من عام 1983م. 8ـ كان عضواً في هيئة تحرير مجلة التقريب بين المذاهب الإسلامية لعدة سنوات ثم رئيساً لها في طهران. 9ـ كان أحد المؤسسين لدار التوحيد في الكويت والذي تغير اسمه بدار البلاغ في طهران فيما بعد، وله العشرات من المؤلفات في ذلك المركز الثقافي. 10ـ ساهم في كتابة كثير من الصحف والمجلات السياسية، والثقافية، والدينية وله مئات الأبحاث المنشورة في تلك المنابر. 11ـ كان أحد المشرفين على المركز الإسلامي للدراسات السياسية الذي أسس في طهران منذ عام 1981م، بواسطة عدد من المثقفين العراقيين المهاجرين، وكانت له عشرات الأبحاث السياسية التقرير السياسيn الذي كان يصدره المركز لعدة سنوات. 12ـ أشرف على كتابة رسائل علمية في مرحلة الماجستير والدكتورا. 13ـ أسس المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية في مدينة البصرة بعد سقوط النظام البعثي عام 2003م. 14ـ له المئات من المحاضرات المسجلة التي ألقاها على الكادر الإسلامي في مجال العقيدة، والسيرة، والتاريخ، والفقه، والسياسية. استمر سليم في ممارسة مهام عمله كرئيس دوري لمجلس الحكم الانتقالي إلى أن تم اغتياله في 17 مايو 2004 بتفجير سيارة مفخخة تزامنت مع مرور موكبه في حي الحارثية قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة العراقية وقد تبنى تنظيم القاعدة عملية الاغتيال. العمل السياسي • انتمى في أثناء دراسته الأكاديمية إلى الحركة الإسلامية، إذ مارس العمل السياسي التنظيمي منذ بدايات شبابه، وسجن مرات عديدة أيام حكم حزب البعث للعراق، حتى صدر عليه حكم الإعدام، مما اضطره إلى مغادرة الوطن وممارسة نشاطه العلمي والسياسي خارج العراق بأسماء مستعارة، كمحمد أبو المجد وفرج الله منتظر وعبد الله سعيد العبادي ومحمد مزهر وأشهرها عز الدين سليم. • وفي عام 1961م، عمل عز الدين سليم ضمن تنظيم (الدعوة الإسلامية) في العراق الذي عرف إعلامياً بحزب الدعوة فيما بعد وتدرج في التنظيم حتى أصبح أحد قيادييه. في عـام 1975م اعتقل في محـافظة البصـرة ونقـل إلى مديريـة أمن الديوانية بتهمة انتمائه للتنظيم المذكور ثم أطلـق سراحه بأعجوبة بعد عدم التعرف على شخصيته، وطُورد في نهاية نفـس العام مرة ثانية، ممـا اضطره إلى الهجرة خارج العراق. • غادر العراق إلى الكويت سراً وعاش فيها خمس سنوات وباشر العمل ضد النظام العراقي آنذاك مع عدد من الناشطين العراقيين منهم السيد هاشم الموسوي، وبعد انكشاف عملهم غادر إلى إيران في بداية عام 1980م. • في عام 1980م ظهرت اختلافات في قيادة الدعوة، فشكّل عز الدين سليم ومجموعة من العاملين (حركة الدعوة الإسلامية). • عمل عضواً في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ تأسيسه عام 1983م. • ثم تسلم مسؤولية الإشراف على إعلام المجلس الأعلى لأكثر من خمسة عشر عاماً. • كان عضواً في الشورى المركزية للمجلس الأعلى أكثر من عشر سنوات، ومسؤولاً للجنة الثقافية المركزية في المجلس. • ترك العمل في المجلس الأعلى عام 2001م. • كان عز الدين سليم أحد المؤسسين لاتحاد القوى الإسلامية العراقية الذي تأسس في طهران، ثم صار أميناً عام للاتحاد. • شارك في فعّاليات المعارضة الوطنية في المهجر، حيث كان عضواً في مؤتمر صلاح الدين عام 1992م، وكان عضواً في مجلسه التنفيذي، وشارك في اجتماعات السليمانية التداولية. • ثم شارك في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن الذي عقد قبل سقوط نظام صدام حسين، وتمّ اختياره عضواً في لجنة المتابعة والتنسيق التي انبثقت من مؤتمر لندن وحضر اجتماعها الأول في أربيل قبل سقوط نظام صدام حسين بأسابيع. • عاد إلى العراق في 17/5/2003م وقد استقبل استقبالاً حاشداً من قبل الجماهير. • كان عز الدين سليم عضواً في مجلس الحكم العراقي منذ تأسيسه حتى اغتياله. • كان أحد المؤسسين للبيت الإسلامي الذي تأسس في بغداد بعد سقوط النظام العراقي. • تسلم رئاسة مجلس الحكم العراقي في 1/5/2004م، أثر تصويت أكثرية أعضاء المجلس لرئاسته. إغتياله اغتيل عز الدين سليم في صباح يوم الاثنين المصادف 17/5/2004م من قبل جماعة التوحيد والجهاد المرتبطة بالقاعدة، في نفس التاريخ الذي دخل فيه العراق قبل عام، ومعه رفيق دربه وصديقه المقرب طالب قاسم الحجامي (أبو محمد العامري)، وابن أخيه ابن أسعد عبد الإمام عثمان، وأربعة من الحماية الشخصية هم: نزار حسين، حسين نعمه خلف، صادق جعفر، علي صبار. المراجع وصلات خارجية عزالدين سليم من موقع قناة الجزيرة. أشخاص من البصرة أعضاء مجلس الحكم سياسيو حزب الدعوة الإسلامية سياسيون عراقيون مغتالون شيعة عراقيون ضحايا إرهاب عراقيون ضحايا إرهاب منسوب للمسلمين مواليد 1943 مواليد في البصرة وفيات 1425 هـ وفيات 2004 وفيات بسبب الإرهاب في العراق وفيات بسيارة مفخخة في العراق وفيات في بغداد
2969
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%88%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A9
كونفوشية
الكونفوشية أو الكُنفُوشِيَّة (بالصينية:儒家): هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية، طُورت عن طريق تعاليم كونفيشيوس (孔夫子) وأتباعه، تتمحور في مجملها حول الأخلاق والآداب، طريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية. أثرت الكونفشيوسية في منهج حياة الصينيين، حددت لهم أنماط الحياة وسُلم القِيم الاجتماعية، كما وفرت المبادئ الأساسية التي قامت عليها النظريات والمؤسسات السياسية في الصين. انطلاقا من الصين، انتشرت هذه المدرسة إلى كوريا، ثم إلى اليابان وفيتنام، أصبحت ركيزة ثابتة في ثقافة شعوب شرق آسيا. عندما تم ادخالها إلى المجتمعات الغربية، جلبت الكونفشيوسية انتباه العديد من الفلاسفة الغربيين. مقدمة رغم أن الكونفشيوسية أصبحت المذهب الرسمي للدولة الصينية القديمة، لم تشق هذه طريقها حتى تصبح ديانة بالمعنى المعروف، كان يعوزها وجود هياكل أساسية، وطبقة من الكهنوتية (رجال الدين). حظيَّ كونفيشيوس (孔夫子) بمكانة رفيعة لدى رجال أهل العلم في الصين، كانوا يطلقون عليه ألقاب الـ«معلِم» والـ«حكيم»، إلا أن تبجيلهم إياه لم يرق أبدا إلى درجة التأليه (من الألوهية). يبدو أن بعض المؤرخين في الغرب أساء فهم هذا التصور، نظرا لملازمة مفهوم عبادة الأسلاف للديانة الصينية. لم يكن كونفيشيوس (孔夫子) نفسه يدعي أنه إله. عكس الديانات الأخرى، لم تكن المعابد التي شُيدت على شرف كونفيشيوس أماكن لتجميع طوائفَ من الأتباع المنتمين، ولكن مبانٍ عمومية مخصصة لمراسيم سنوية وبالأخص يوم عيد ميلاد كونفيشيوس. بسبب الطبيعية الأساسية الدُنيوية (لادينية) لهذه الفلسفة، فشلت كل المحاولات التي كانت تهدف لأن تجعل من الكونفيشيوسية عقيدة دينية. العقائد النظرية واللاهوت تدور الكونفوشية حول السعي إلى وحدة الذات الفردية وإله السماء (تيان)، أو مثلما يُقال، حول العلاقة بين الإنسانية والسماء. مبدأ السماء (لي وداو)، تنظيم الخلق ومصدر السلطة الإلهية، أحادي في بنيته. قد يدرك الأفراد إنسانيتهم، ويتحدون مع السماء من خلال التأمل في مثل هذا النظام. يمتد هذا التحول في الذات ليشمل الأسرة والمجتمع لخلق مجتمع ائتماني متناغم. درس جويل ثورفال الكونفوشية كدين مدني منتشر في الصين المعاصرة، فخلص إلى أنها تعبر عن نفسها في العبادة الواسعة الانتشار لخمسة كيانات كونية: السماء والأرض (دي)، والسيادية أو الحكومة (جون)، والأسلاف (سين)، والأسياد (شي). السماء ليست بعضًا من الوجود المسبق في العالم الزمني. وفقًا للباحث ستيفان فويكتونغ، في علم الكونيات الصينية، وهو ليس كونفوشوسيًا فحسب، بل تشترك فيه جميع الأديان الصينية، «يخلق الكون نفسه من فوضى أولية من الطاقة المادية» (هاندون وسي)، وينظم من خلال قطبية يين ويانغ الذي يميز أي شيء والحياة. بالتالي فالخلق هو تنظيم مستمر، فهو ليس خلق من لا شيء. يين ويانغ هما الخفي والمرئي، المتقبل والنشط، وعديم الشكل والمشكّل؛ ويميزان الدورة السنوية (الشتاء والصيف)، والمشهد (المظلل والمشرق)، والجنسين (الإناث والذكور)، بل وحتى التاريخ الاجتماعي السياسي (الفوضى والنظام). تهتم الكونفوشية بإيجاد «طرق وسط» بين اليين واليانغ في كل شكل جديد للعالم. توفق الكونفوشية بين كل من القطبين الداخلي والخارجي للتهذيب الروحي، أي تهذيب الذات والخلاص في العالم، التي جُمعت في المثل العليا «خشنة من الداخل طيبة من الخارج». تُترجم الرن إلى «الإنسانية» أو الجوهر السليم للإنسان، وهي رمز العقل الرحيم، إنها الفضيلة الممنوحة من السماء وفي الوقت نفسه الوسائل التي يمكن للإنسان أن يحقق بها وحدانية مع السماء بفهمه لأصله وبالتالي الجوهر الإلهي.  تُعرف في داتونغ شو أنها «تشكيل جسد واحد مع كل الأشياء» و «عندما لا تفصل الذات عن الآخرين... يُثار التعاطف والتراحم». تيان والآلهة يشير تيان، وهو مفهوم رئيسي في الاعتقاد الصيني، إلى «إله السماء»، القطب الشمالي في السماء ونجومها المغزلية، والطبيعة الأرضية وقوانينها التي تأتي من السماء، إلى «السماء والأرض» (أي، «كل الأشياء»)، وإلى القوى المذهلة خارج سيطرة الإنسان. هناك مثل هذا العدد من الاستخدامات في الاعتقاد الصيني إذ لا يمكن إعطاء ترجمة واحدة في الإنجليزية. استخدم كونفوشيوس المصطلح بطريقة باطنية. وكتب في كتاب تعاليم كونفوشيوس (7.23) أن تيان أعطاه الحياة، وأن تيان يراقبه ويحكم عليه (6.28، 9.12). يقول كونفوشيوس في 9.5، إن الشخص قد يعرف حركات تيان، وهذا يعطي شعوراً بأن يكون له مكان خاص في الكون. يقول كونفوشيوس في 17.19، إن تيان تحدث معه، ولكن ليس بالكلمات. يحذر العالم روني ليتلجون من أن تيان لم يفسر على أنه شخصية إلهية تشبه إله الأديان الإبراهيمية، بمعنى خالق متعالٍ أو آخروي. إنه بالأحرى يشبه ما يعنيه الطاويون من قبل داو: «الطريقة التي تكون بها الأشياء» أو «انتظام العالم»، والتي يساويها ستيفان فويكتونغ مع المفهوم اليوناني القديم المتمثل في «الطبيعة» مثل توليد الأشياء، وتجديدها، والنظام الأخلاقي. يمكن مقارنة تيان أيضًا بتقاليد براهمان الهندوسية وكتاب فيدا المقدس. أوضح الباحث بروميس هسو، في أعقاب روبرت بي. لودين، 17:19 («ماذا يقول تيان أبدًا؟ ومع ذلك، هناك أربعة فصول تتعاقب وهناك المئات من الأشياء قادمة إلى الوجود. ماذا يقول تيان؟») مما يعني أنه على الرغم من أن تيان ليس «شخصًا يتحدث»، لكنه «يفعل» باستمرار من خلال إيقاعات الطبيعة، ويُبلغ «كيف يجب أن يعيش ويتصرف البشر»، على الأقل لأولئك الذين تعلموا أن ينصتوا إليه بعناية. قال زينغونغ، تلميذ كونفوشيوس، إن تيان وضع السيد على الطريق ليصبح رجلًا حكيمًا (9.6). يقول كونفوشيوس في 7.23، إنه لم يعد لديه أدنى شك في أن تيان أعطاه الحياة، ومنه طوّر فضيلة الحق (دا). يقول في 8.19، إن حياة الحكماء تتشابك مع تيان. يقول كونفوشيوس في كتاب تعاليم كونفوشيوس فيما يتعلق بشخصية الآلهة التي تحيي الطبيعة (شِن، الطاقات تنبع وتستنسخ من تيان)، إنه من المناسب (يي) للناس أن يعبدوهم (جينغ)، وإن كان ذلك من خلال الشعائر المناسبة (لي)، التي تعني احترام المواقع وحسن التقدير. كان كونفوشيوس نفسه سيد الطقوس والقرابين. ردًا على تلميذ سأل عما إذا كان من الأفضل التضحية لإله الموقد أو لإله الأسرة (مقولة شائعة)، يقول كونفوشيوس في 3.13، يجب على الفرد أولًا أن يعرف ويحترم السماء، لكي يصلي للآلهة بشكل مناسب. يوضح في 3.12 أن الطقوس الدينية تنتج تجارب ذات معنى، وعلى المرء أن يقدم تضحيات شخصية، ويؤثر في الوجود، وإلا «فهو مثل عدم التضحية على الإطلاق». للشعائر والتضحيات للآلهة أهمية أخلاقية: فهي تخلق حياة طيبة، لأن المشاركة فيها تؤدي إلى التغلب على الذات. يخبرنا كتاب تعاليم كونفوشيوس في 10.11 أن كونفوشيوس أخذ دائمًا جزءًا صغيرًا من طعامه ووضعه في أوعية القرابين كقربان لأسلافه. طورت الحركات الأخرى، مثل الموهية التي امتصت لاحقًا من الطاوية، فكرة أكثر ألوهية عن السماء. يشرح فويكتونغ أن الاختلاف بين الكونفوشية والطاوية يكمن في المقام الأول في حقيقة أن الأولى تركز على تحقيق نظام السماء المليء بالنجوم في المجتمع البشري، في حين أن الأخيرة تركز على التأمل في داو الذي ينشأ بصورة عفوية في الطبيعة. الأخلاق الاجتماعية والأخلاقيات ومثلما وضح ستيفان فويكتونغ، فالنظام القادم من السماء يحفظ العالم، ويتعين على الإنسانية أن تتبعه في إيجاد «طريق وسط» بين قوى اليين واليانغ في كل شكل جديد للعالم. يُعرف الوئام الاجتماعي أو الأخلاق على أنه النظام الأبوي، والذي يُعبر عنه في عبادة الأسلاف، والأسلاف المؤلهين في خط الذكور، في أضرحة الأسلاف. توصف القوانين الأخلاقية الكونفوشيوسية بأنها إنسانية. قد يمارسها جميع أفراد المجتمع. تتسم الأخلاق الكونفوشيوسية بتشجيع الفضائل، التي تشتمل عليها الثوابت الخمس، والتي صاغها علماء الكونفوشيوسية من التقاليد الموروثة خلال عهد سلالة هان الحاكمة. الثوابت الخمسة هي: الرن (الإحسان، الإنسانية). يي (الحق، العدالة). لي (الشعائر المناسبة). شي (المعرفة). سين (النزاهة). وترافق هذه مع سيزي الكلاسيكية، التي تُفرد أربع فضائل، أحدها مدرج ضمن الثوابت الخمسة: شون (الإخلاص) سيا (بر الوالدين). سييه (العارض السماوي). يي (الحق). ما تزال هناك عناصر أخرى كثيرة، مثل تشاون (الصدق)، شو (الرحمة والمغفرة)، ليان (الصدق والنقاء)، شي (العار، والقضاء، وحس الصواب والخطأ)، يونغ (الشجاعة)، وين (اللطيف والطيب)، لانغ (الخير، طيب القلب)، غونغ (المحترم، الموقر)، سيين (المقتصد)، ران (التواضع، تحقيق الذات). الكتابات وتدوين التعاليم دُونت مبادئ المدرسة الكونفشيوسية في تسع من الكتابات الصينية القديمة والتي تم توارثها عن كونفشيوس وأتباعه، تمت كتابتها أثناء فترة حكم سلالة «تشو» (周朝)، عرفت تلك الفترة نشاطا مكثفا للمدارس الفلسفية. يمكن تقسيم هذه الكتابات إلى قسمين رئيسين: الكتابات الخمس التقليدية (وو-جينغ)؛ الكتابات الأربع (سيشو). تم تَنَاقل تعاليم كونفشيوس بالطريقة الشفوية، لاحقا تم تدوين هذه التعاليم في مؤلَف الـ«لون-يو». يبدو المُعلِم (كونفشيوس) كما لو أنه يريد أن يُظهر نفسه بمظهر الأخلاقيّ (الذي يكتب في الأخلاقيات) المحافظ، في وقت عرفت فيه البلاد اضطرابات كبرى ميزها حالة الانفلات السياسية، والتحولات الاجتماعية التي تلت انحلال مملكة «تشو» إلى ممالك اقطاعية متحاربة. حملت حالة الهيجان التي عرفتها البلاد كونفشيوس ومفكريين آخرين، على تَدبُر الطريقة المثلى لاسترجاع وحدة المملكة، أصبحوا ورغما عنهم فلاسفة ومبدعين (من باب أنهم أوجدو أو سَنُوا أفكارا جديدة) في آن واحد. نادى كونفوشبوس بمبدأ سيادة الشعب. فهو يقول أن الأمة هي صاحبة السيادة ومصدر السلطة. وعلى الرغم من اعتناقه للمذهب التيوقراطي واعترافه بالحق الإلهي للأباطرة. لم يرتب على هذه الفكرو نتائجها الطبيعية إذ حارب السلطان المطلق للأباطرة. وعدّ سلطة الملك غير مشروعه مالم تقترن برضى الشعب حتى انه حبذ الثورة على الحاكم الذي يستبد بالسلطة أو يسيء استخدامها. و تميزت فلسفته باتجاهات اشتراكيه واضحه. وجعل من أهداف الحكومة التي يسميها «الهيئة العادله المستقيمه» العناية بالإنتاج القومي حتى توفر للشعب الحاجات الضروريه. كما دعى إلى اقامة عداله اجتماعية واعانة المرضى والعاجزين عن العمل. كما دعا إلى اتحاد شعوب العالم جميعا في «جمهورية عالمية واحده» مفهوم الـ«لي» يرى كونفشيوس أن النظامين السياسي والاجتماعي يشكلان وحدة متكاملة. الفضائل والمناقب الشخصية للحكام ورجال البلاط (الأرسطقراطيين) وحدهما كفيلان بأن يضمنا عافية الدولة. يتم استتباب النظام عن طريق نشر شعائر الـ«لي» (禮) والموسيقى، كانت الموسيقى الصينية المعاصرة للفترة من أهم العناصر في الشعائر والممارسات الدينية. أقرَ «كونفشيوس» بتفوق الموسيقى، عند استعمالها بوظيفتها الروحانية وسلطانها على أفئدة الناس. كان كونفشيوس يستحب القصائد الصينية القديمة، والتي كانت تنظم عادة في صيغة موسيقية، كان يشيد بقيمتها الحضارية. كان يرى أن الدولة التي تمتلك موسيقى وشعائر خاصة بها، يتم اختيارهم من بين الأعراف والتقاليد الموجودة، يمكن أن تنتج مواطنين سعداء ويتمتعون بقدر كاف من الفضيلة، يجعل الدولة في غنى عن تشريع القوانين حتى تضمن حسن انضباطهم. سيعم البلاد الأمان وتصبح القوانين بلا فائدة. جاب كونفشيوس بلاد الصين بحثا عن الحاكم المثالي الذي يريد (ويستطيع) تبني هذه التعاليم، ولكنه كان يحاول عبثا. مفهوم الـ«رن» تتمحور الفكرة العامة للأخلاقيات الكونفشيوسية في مفهوم الـ«رن» (仁)، والتي يمكن ترجمتها بـ«إنسانية» أو«طِيبَةُ القَلْب». «رن» هي الفضيلة السامية والتي تمثل أفضل ما في النفس البشرية. في عصر كونفشيوس كان مفهوم الـ«رن» مقرونا برجال الطبقة الحاكمة، مع الزمن تحول مدلوله وأصبح يعني طبقة «النبلاء»، على أن هذا المفهوم أصبح أشمل فيما بعد. في العلاقات الإنسانية على غرار تلك التي تجمع بين شخصين، يتجلى الـ«رن» (仁) عبر عدد من المفاهيم الأخرى: الـ«تشونغ» (忠)، أو الإخلاص تجاه الذات وتجاه الآخرين، الـ«شياو» (孝)، أو «الإيثار» (إيثار الغير على النفس)، والذي يعبر عنه كونفشيوس في قاعدته الذهبية:«لا تفعل بالآخرين مالاتحب أن يفعله الآخرون بك». الـ«جونتسه» (君子)، يمكن ترجمتها بالرجل الشريف (بفضائله وليس بنسبه)، ويطلق على الشخص الذي تجتمع فيه عدة فضائل، على غرار الاستقامة، اللباقة، التأدب، النزاهة بالإضافة إلى التقوى والورع. سياسيا كان كونفشيوس يدعو إلى حكومة أَبَوية (تسلطية) يقودها حاكم يحظى بالاحترام ومطاع بين رعيته. يجب على الحاكم أن ينمي أخلاقه لتبلغ الكمال، حتى يكون مثالا يحتذي به شعبه. في الميدان التربوي كانت لـ«كونفشيوس» آراء تقدمية، كان يدعو إلى تعميم التعليم بين كل أبناء الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية. انظر أيضًا فلسفة الإصلاح الزراعي تشي كونغ المراجع الكونفوشيوسية - موسوعة المورد، منير البعلبكي، 1991 الدين في الصين أخلاق دينية أديان شرق آسيا أيديولوجيات سياسية حركات في فلسفة صينية قديمة فلسفة شرقية فلسفة صينية مسميات الأيديولوجيات السياسية نظريات أخلاقية
2973
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A8
أدب
الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر. يرتبط الأدب ارتباطاً وثيقاً باللغة ، فالنتاج الحقيقي للغة المدونة والثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظاً ضمن أشكال الأدب وتجلياته والتي تتنوع باختلاف المناطق والعصور وتشهد دومًا تنوعات وتطورات مع مر العصور والأزمنة، وثمة العديد من الأقوال التي تناولت الأدب ومنها ما قاله وليم هازلت (إن أدب أي أمة هو الصورة الصادقة التي تنعكس عليها أفكارها). تعريف الأدب الكلمة مختلفٌة في أصولها وتطورها، قيل إنها من الأدب بمعنى الدعوة إلى الولائم، أو مفرد الآداب -جمع دأب- بعد قلبها إلى آداب، وتدل على رياضة النفس على ما يستحسن من سيرة وخلق، وعلى التعليم برواية الشعر والقصص والأخبار والأنساب، وعلى الكلام الجيد من النظم والنثر وما اتصل بهما ليفسرهما وينقدهما. فكانت العلوم اللغوية تندرج تحت الاسم، ثم أخذت تستقل بنضج كل منها. فابن الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء يترجم للنحاة وللغويين والشعراء والكتاب. وأطلق بعضهم الأدب على التأليف عامة، فترجم ياقوت الحموي في معجم الأدباء للمؤلفين في جميع أنواع المعرفة. وأطلقه بعضهم على النظم والثقافات الضرورية لفئة من المجتمع، كما في كتب أدب الكتاب والوزراء والقضاة وغيرها، وأدخل بعضهم فيه المهارات الخاصة، كالبراعة في اللعب بالشطرنج والعزف على العود. وللأدب الآن معنيان: عام يدل على الإنتاج العقلي عامة مدونًا في كتب، وخاص يدل على الكلام الجيد الذي يحدث لمتلقيه لذة فنية، إلى جانب المعنى الخلقي. وكان الأدب شفويًا في الجاهلية شعرًا، وخطبًا، وانضم إليهما في أواخر العصر الأموي الكتابة الفنية. وكان القدماء يصنفون الشعر، تبعًا لموضوعاته، إلى فخر، وغزل، ومدح، وهجاء، وغيرها. والكتابة إلى رسائل ديوانية، وإخوانية، ومقامات. واختلفوا في القصص. وخضعت هذه التقسيمات كلها لتغيرات كبيرة، تبعًا للاتصال العربي بالأدب الغربي، واتخاذ المفاهيم الغربية أساسًا للتصنيف. فن القول فن القول أو فنُّ التعبير بالكلمة الساحرة. وثمرتُهُ آثارٌ نثرية أو شعرية تتميز بجمال الشكل وتنطوي، غالبًا، على مضمون ذي بُعْد إنساني يُضفي عليها قيمةً باقية. ويُطلق لفظ الأدب أيضًا على مجموع هذه الآثار المُنْتَجة في بلد ما، أو لغة ما، كالأدب العربي، والأدب الإنكليزي، والأدب الفرنسي، أو على مجموع الآثار المنتجة في عهد معيّن كالأدب الأموي، والأدب العباسي، والأدب الأليصاباتي (نسبةً إلى الملكة أليصابات أو أليزابيث الأولى). وعُدَّة الأديب: موهبةٌ أصيلة، وثقافة رفيعة، وتفكير حصيف، وحسّ مرهف، وخيال مبدع، ولغة سليمة، وعبارة رشيقة، وأسلوب طليّ. وهنا ينشأ السؤال: لماذا نقرأ الأدب؟ إننا نقرأ الأدب للمتعة في المقام الأول. والمتعة قد تتخذ أشكالًا مختلفة. فمن الناس من يقرأ الأدب لتزجية أوقات الفراغ، ومنهم من يُقبل عليه ابتغاءَ الفرار من عالمه الذاتي وولوج عوالم الآخرين. ثم إننا كثيرًا ما نقرأ الأدب طلبًا للمعرفة والاطِّلاع؛ فنحن نجد متعة في التعرف إلى حياة الناس في بلد معيّن أو منطقة معينة؛ وما أكثرَ ما نجد الحلول لمشاكلنا الشخصية حين نلتقي على صفحات الكتب أناسًا تشبه مشاكلهم مشاكلنا إلى حد قريب أو بعيد، وما أكثرَ ما يساعدنا الأدب على فهم مواقفَ عَجزْنا عن فهمها في الحياة الواقعية. ولكن لماذا ينشئ الأديب أدبه؟ إن من الأدباء من يفعل ذلك لمجرد التعبير عن عواطفه وأفكاره أو لمجرد الرغبة في إنتاج أثر فني، ولكن كثرة الأدباء اليوم تتخذ من الأدب وسيلةً لتحليل النفس البشرية أو منبرًا للنقد الاجتماعي والدعوة إلى الإصلاح أو الثورة. يُقسم الأدب، تقليديًا، إلى «نثر» و«شعر» والنقاد الغربيون يقسمونه إلى تخييل أو أدب تخييليّ fiction، و لاتخييل أو أدب لا تخييليّ nonfiction. ويشمل الأدبُ التخييليّ الروايةَ novel، والأقصوصة أو القصة القصيرة short story، والأدب المسرحي/ دراما drama، والشعر poetry. ويشمل الأدب اللاتخييليّ المقالةَ essay، والسِّيرة biography، والسِّيرة الذاتية autobiography، والنقد الأدبي literary criticism، وغيرها. التعريف العربي في العصر الجاهلي: لا يكاد الباحث يجد أي نص في العصر الجاهلي يستخدم كلمة «أدب»، وكل ما يجده هو لفظة «آدِِب» بمعنى الداعي إلى الطعام، قال طرفة: بعد الإسلام: يرد فعل «أدّب» بمعنى «هذَّب»، في حديث النبي محمد «أَدّبني ربي فأحسن تأديبي»، ويرى بعضهم أن معنىً تهذيبيًا خلقيًا كهذا ربما كان شائعًا في العصر الجاهلي، ولكن ليس ثمة نصوص تؤيد هذا الرأي. ويبدو أن المجاز قد ساعد في انتقال دلالة الكلمة من المعنى الحسي وهو الدعوة إلى الطعام إلى المعنى الذهني وهو الدعوة إلى المكارم. ويُداخل الكلمة في العصر الأموي، معنى جديد، إلى جانب معناها التهذيبي الخلقي هو المعنى التعليمي، فتستخدم في الإشارة إلى «المؤدِّبين» وهم نفر من المعلمين كانوا يلقنون أولاد الخلفاء الشعر والخُطب واللغة وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في الجاهلية والإسلام. وقد استمر الجمع بين معنيي التهذيب والتعليم في العصر العباسي كما يلاحظ في كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع. و«باب الأدب» من «ديوان الحماسة» لأبي تمام، و«كتاب الأدب» لابن المعتز. بوجه عام يمكن القول إن الكلمة كانت تطلق في القرنين الثاني والثالث الهجريين وما تلاهما من قرون على معرفة أشعار العرب وأخبارهم، وكان المؤلفون العرب يصنفون كتبًا ينعتونها بأنها كتب أدب مثل «البيان والتبيين» للجاحظ (ت255هـ)، و«عيون الأخبار» لابن قتيبة (ت276هـ)، و«الكامل في اللغة والأدب» للمبرِّد (ت285هـ)، و«العقد الفريد» لابن عبد ربه (ت328هـ)، و«زهر الآداب» للحصري (ت453هـ). الواقع أنه «لم تقف الكلمة عند هذا المعنى التعليمي الخاص بصناعتي النظم والنثر وما يتصل بهما من الملح والنوادر، فقد اتسعت أحيانًا لتشمل كل المعارف غير الدينية التي ترقى بالإنسان من جانبيه الاجتماعي والثقافي». بهذا المعنى الواسع يجدها الباحث لدى إخوان الصفا في القرن الرابع الهجري عندما استخدموها في رسائلهم للدلالة على علوم السحر والكيمياء والحساب والمعاملات والتجارة فضلًا عن علوم القرآن والبيان والتاريخ والأخبار. ويبدو أن هذا المعنى الواسع كان الأساس الذي استند إليه ابن خلدون (ت808هـ) في إطلاق لفظة الأدب على جميع المعارف سواء أكانت دينية أم دنيوية، فالأدب فيما يراه «لا موضوع له ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها، وإنما المقصود به عند أهل اللسان ثمرته، وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم. ثم إنهم إذا أراد أحد هذا الفن قالوا الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها، والأخذ من كل علم بطرف». مما يجدر ذكره أن الكلمة استخدمت منذ القرن الثالث الهجري، إلى جانب دلالتها على المعاني التي تقدمت الإشارة إليها، للدلالة على السنن التي يجب أن تراعى عند فئة اجتماعية معينة كالكتّاب أو الندماء أو الوزراء أو القضاة وغير ذلك، ويمكن للمرء أن يشير في هذا الموضع إلى كتاب «أدب الكاتب» لابن قتيبة و«أدب النديم» لكشاجم (نحو عام 350هـ)، وسواهما من الكتب التي تناولت أدب القاضي وأدب الوزير وأدب الحديث وأدب الطعام وآداب السفر وغيرها. منذ بداية التلاقي بين العرب والأوربيين بُعيد الحملة الفرنسية على مصر، أصبحت الكلمة تُستخدم في العربية الحديثة للدلالة على ما يقابل كلمة «literature « الإنكليزية، و«Littérature» وهي تشير اليوم إلى «الأدب» بوصفه واحدًا من الفنون الجميلة الستة أو السبعة، على اختلاف التعريفات ووجهات النظر والتوكيدات التي يلاحظها المرء لدى النقاد العرب ومؤرخي الأدب ودارسيه من العرب المحدثين. التعريف الغربي استخدمت كلمة «Litteratura» «ليتراتورا» اللاتينية المشتقة من كلمة «Littera» «الحرف» أول ما استخدمت ترجمة لكلمة «grammatiké» «غرامّتيكي» اليونانية، وهي معرفة القراءة والكتابة. وما لبثت أن استخدمت بعدها للدلالة على التبحر والثقافة الأدبية. فشيشرون ينعت قيصر بهما عندما يذكر أن لديه أدبًا وحسًا جيدًا وذاكرة وتأملًا ودأبًا. وفي القرن الثاني للميلاد استخدمت الكلمة للدلالة على «مجموع من الكتابة»، إذ يجد المرء كلًا من تيرتوليان وكاسيان Cassian يقابل بين الكتابة الزمنية الوثنية litteratura والكتاب المقدس Scriptura. ويبدو أن الكلمة في العصور القديمة كانت تستخدم عامة للدلالة على مجموع الأدب اليوناني وتاريخ الأدب ودراسته وما يتصل بذلك من معارف. تختفي الكلمة بهذا المعنى في العصور الوسطى ليقتصر استخدام كلمة «ليتراتوس» «litteratus» على من يعرف القراءة والكتابة. يلحق الشعر بالنحو والبلاغة بوصفهما يؤلفان - مع المنطق - ما يعرف بالفنون الحرة الثلاثة. ولكن الكلمة لا تلبث أن تعود مع عصر النهضة إلى الظهور. يلاحظ استخدام كلمة «لتراي - litterae» «آداب» مقترنة غالبًا بالصفة انساني«humanae» تمييزًا لها من الكتابات المقدسة، أو بالصفة «bonac» نعت مديح لها. وترد بهذا المعنى في جميع كتابات إراسموس Erasmus، ورابليه Rabelais، ودي بيليه Du Bellay، ومونتيني Montaigne، وآخرين في حين يستخدم درايدن Dryden الكلمة للحديث عن «الآداب الجيدة» good letters. وفي القرن السابع عشر ينبثق مصطلح «Belles Lettres» «الأدب بوصفه فنًا جميلًا»، فيقترح شارل بيرو Charles Perrault على كولبير Colbert إنشاء أكاديمية تضم قسمًا خاصًا لـ «Belles Lettres» يشمل النحو والفصاحة والشعر. ويبدو أن هذا المصطلح كان مطابقًا في دلالته لمصطلح «الآداب الإنسانية» letters humanies كما يرد في معجم تريفو Dictionnaire de Trevoux الذي يعود إلى عام 1704م، ولا ينطوي على أي من الدلالات غير المستحبة التي تتضمنها صفة «belletistic» التي تستخدم اليوم للدلالة على المغالاة في تذوق الأدب لذاته استنادًا إلى ذاتية المتلقي من دون أخذ المعايير النقدية أو الأغراض الأخلاقية أو القيم الجمالية والفنية بالحسبان. وسرعان ما انتشر المصطلح الفرنسي خارج فرنسة، إذ استخدمه توماس رايمر Thomas Rymer في إنكلترة عام 1692، ويغدو هيو بلير Hugh Blair عام 1762 أول أستاذ للبلاغة والأدب بوصفه فنًا جميلًا Belles Lettres في جامعة أدنبره. ويطالع المرء في الحقيقة مصطلح «الأدب» بمعنى الثقافة الأدبية أو التبحر أو ببساطة معرفة اللغات الكلاسيكية منذ العقود الأولى للقرن الثامن عشر. فعلى سبيل المثال يعرف الأدب في طبعة عام 1721 لمعجم تريفو بأنه «مذهب، معرفة معمقة للآداب»، وثمة في «الموسوعة العظيمة» مقالة بتوقيع J.D أي Jaucourt Le chevalier تعرف الأدب بأنه مصطلح «يعني التبحر ومعرفة الأدب بوصفه فنًا جميلًا. وقد استخدمت الإنكليزية المصطلح بالطريقة نفسها فجون سيلدن John Selden عالم الآثار يوصف بأنه «شخص ذو أدب لا حدود له»، وبوزويل Boswell يصف الإيطالي جوسيبي باريتي Giuseppe Baretti بأنه «إيطالي ذو أدب مرموق». وظل هذا الاستعمال سائدًا حتى القرن التاسع عشر. فجون بثرام John Pethram يؤلف عام1840م كتابًا بعنوان «تخطيط لتقدم الأدب الأنكلوـ سكسوني في وضعه الحاضر في إنكلترة» يستخدم فيه كلمة الأدب بمعنى دراسة الأدب أو معرفته. وهكذا يتبين للمرء أن مصطلح «الأدب» قد استخدم منذ مطلع القرن الثامن عشر في أوربة للدلالة على «مجموع من الكتابة» body of writing على الرغم من أنه يصعب أحيانًا إيجاد تفريق واضح في الاستخدام المتزامن بين كل من «الثقافة الأدبية» و«التبحر». وقد شاع هذا الاستخدام في كل من اللغات الفرنسية والإيطالية والألمانية والإنكليزية، وثمة أمثلة عديدة في كل منها لمؤلفات تستخدم المصطلح بهذا المعنى، وجميعها يشير إلى «أنواع الكتابة كلها بما فيها تلك الأنواع المتسمة بطبيعة التبحر كالتاريخ، واللاهوت، والفلسفة، وحتى العلوم الطبيعية». ولم تُضَيّقْ دلالة المصطلح لتشير إلى ما ندعوه اليوم بالأدب الخيالي imaginative literature (القصيدة، الحكاية، المسرحية) بوجه خاص، إلا ببطء شديد. وباختصار يمكن القول إن مصطلح «الأدب» «literature» أو «الآداب» « letters» قد فهم في العصور القديمة وفي عصر النهضة على أنه يشمل جميع الكتابات النوعية التي يمكن أن تدعي الخلود. ولم ينبثق، إلا ببطء شديد المفكحة أيضًا في القرن الثامن عشر، الرأي القائل بأن هناك فنًا للأدب يضم الشعر والنثر بمقدار كونه «تلفيقًا خياليًا» imaginative fiction، ويستبعد المعلومات أو حتى الإقناع البلاغي، والمحاجة التعليمية، أو السرد التاريخي. وقد عززت هذا المفهوم المناقشات المتصلة بفكرة الذوق ودور المتذوق، واختراع بومغارتن Baumgarten لمصطلح علم الجمال aesthetics وجهوده مع «كنت» ولا سيما في كتابه الأخير «نقد الحكم»، في التمييز ما بين الجميل، والجيد، والحقيقي، والمفيد فضلًا عن النهوض البطيء لمكانة الرواية في المجتمع الأوربي، وقاد كل ذلك في نهاية المطاف إلى ظهور مفهوم للأدب مواز لمفهومي الفنون التشكيلية والموسيقى وغيرهما من الفنون الجميلة المعروفة، وغدا الأدب واحدًا منها يتبوأ بين أقرانه الستة مكانة بارزة. النثر يتكون النثر من الكتابة التي لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو هو كتابة غير شعرية.النثر هو الكتابة ببساطة عن شيء دون المحاولة بالضرورة أن يكون ذلك بطريقة جميلة، أو باستخدام الكلمات الجميلة. كتابة النثر يمكن بالطبع أن تتخذ شكلًا جميلًا ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي، الجناس) ولكن بدلا من ذلك استخدام النمط، والتنسيب، أو إدراج الرسومات. هناك منطقة واحدة من التداخل هي «شعر النثر» والذي يحاول أن ينقل المعلومة والفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر. الآداب العربية النثر الخطب المقامات قصة قصة قصيرة رواية الرواية العربية أدب رعب أدب خيالي أدب طبي رواية قوطية المقالة الشعر الموزون الشعر العمودي قصيدة النثر القصيدة العامية مدارس الشعر: شعر جاهلي شعر العصر الإسلامي شعر أموي شعر عباسي شعر أندلسي قائمة الشعراء العرب آداب اللغة العربية حسب العصور: آداب اللغة العربية قبل الإسلام آداب اللغة العربية بعد الإسلام آداب اللغة العربية في العصرالأموي آداب اللغة العربية في العصرالعباسي آداب اللغة العربية في عصر المماليك آداب اللغة العربية في العصر العثماني آداب اللغة العربية في العصر الحديث آداب اللغة العربية في العصر المعاصر مواقع للاطلاع على المزيد: الأدب الآداب الغربية أدب ألماني أدب أوكراني أدب فرنسي أدب إنجليزي أدب أمريكي أدب روسي أدب إسباني شعراء من إسبانيا ليوبولدو ماريا بانيرو أدب ياباني أدب أمريكا اللاتينية أدباء من أمريكا اللاتينية أدب البلدان أدب عربي أدب أفريقي أدب أمريكي أدب نورمان إنجليزي أدب أنجلوسكسوني أدب ويلزي أدب بريطاني أدب صيني أدب تاميلي أدب فرنسي أدب دانماركي أدب هولندي أدب كرواتي أدب تشيكي (بوهيمي) أدب إنجليزي أدب إسبيرانتو أدب فلندي أدب فرانكوفوني أدب فريسي أدب ياباني أدب ألماني أدب يوناني أدب تركي أدب هندي أدب فارسي أدب روسي أدب سنسكريتي أدب إسكتلندي أدب برازيلي أدب كولومبي انظر أيضًا المرأة الأديبة مراجع وصلات خارجية مواقع للاطلاع على المزيد: موقع ادب - الموسوعة العالمية للشعر العربي موسوعة الأدب العربي جوال أدب مشروع فهرس الإنترنت المفتوح Open Directory Project : الأدب الأدب العالمي أرشيف النصوص الإلكترونية مجلات الكترونية الكتابة على النت مصادر الكتاب المكتبات الرقمية التصنيف والأرشفة التعلم عن بعد قاموس تاريخ الأفكار: الكلاسيكية في الأدب المكتبة العالمية,لكارنيجي ميلون مكتبة مشروع غوتنبرغ على الإنترنت - مشروع غوتنبرغ Abacci - مشروع نصوص غوتينرغ مع مراجعات امازون صفحة كتب الإنترنت محرك بحث خاص للكتب على الإنترنت. قائمة الكتب الإنترنتية - مشابهة قاعدة بيانات الأفلام. فن الأدب: مقالة من موسوعة ريتانيكا لكينيث ريكسروث. الأدب الأكثر مجدا, الكتب مصنفة حسب الجوائز. ببليوغرافيا حول النظرية الأدبية والنقد والفيلولوجيا Univers Litteraire دليل جون هوبكنز إلى النظرية الأدبية والنقد إشارات اليد إيماءات تدل على الاحترام
2974
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%AB%D8%B1%20%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
نثر عربي
النثر العربي هو كل نثر أدبي مكتوب باللغة العربية، وهو يعد بالإضافة إلى الشعر العربي من الأشكال الأدبية للكتابة قد يكون فيه سمات جمالية كالطباق والسجع وغيرها، وتعتبر معظم الأعمال الأدبية نثرا. يتكون النثر من الكتابة التي لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو هو كتابة غير شعرية. النثر هو الكتابة ببساطة عن شيء دون المحاولة بالضرورة أن يكون ذلك بطريقة جميلة، أو باستخدام الكلمات الجميلة. كتابة النثر يمكن بالطبع أن تتخذ شكلاً جميلاً ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي، الجناس ) ولكن بدلا من ذلك استخدام النمط، والتنسيب، أو إدراج الرسومات. هناك منطقة واحدة من التداخل هي «شعر النثر» والذي يحاول أن ينقل المعلومة و الفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر. تاريخ النثر العربي لم يصل إلينا من النثر الجاهلي ـ على كثرته ـ إلا ما علق في أذهان الرواة من نفائس الخطب والأمثال، وشيءٌ من سجع الكهان. ومن الواضح أن النثر أسبق من الشعر في الوجود؛ وذلك لأن النثر ليس إلا ترقيماً لما يتبادل بين الناس من كلام. إذاً لا نستطيع أن نرضخ بسهولة لقول القائل: إن العرب لم يعرفوا النثر الفني قبل الإسلام، ولابد أنه كانت هناك استعمالات واسعة للنثر، ككتابة العقود، وتبادل الرسائل بين القبائل. ومن خصائص النثر الجاهلي الذي وصلنا أنه خالٍ من التأنق والتعقيد، جارٍ مع الطبع البدوي الساذج، قويّ اللفظ، متين التركيب، قصير الجملة، موجز الأسلوب. وهذا ما حدا بالدكتور شوقي ضيف أن يسمّي هذا النوع من الكتابة بمذهب الصنعة. ولما ظهر الإسلام ظهرت صفحة جديدة في النثر العربي. اتسعت الخطابة في العصر الإسلامي اتساعاً شديداً، متأثرةً بالحوادث الدينيّة والسياسية التي كانت قد طرأت على العالم العربي آنذاك. كما كثر استعمال الكتابة الفنّية في هذا العصر، وأخذت ترقى وتنضج، وامتزاج العرب مع غيرهم من الأمم. ولكن مع كل هذه التحولات ظل مذهب الصنعة مسيطراً على النثر العربي، ولم يتحلَّل من قيوده، ولم تختلف خصائصه كثيراً عن خصائص النثر الجاهلي. وفي العصر العباسي برزت طائفة من الكتاب تعنى بالمؤلَّفات الطويلة المفصَّلة؛ إما ترجمةً، كابن المقفع؛ وإما تأليفاً، كسهل بن هارون، والجاحظ، وقد التزم هؤلاء مذهب الصنعة أيضاً. ولكننا عندما ننتقل إلى كتّاب الدواوين في هذا العصر نجدهم قد أبدعوا أسلوباً جديداً في الكتابة يعنى عناية بالغة بالزخرف والتأنق، وأطلق الدكتورشوقي ضيف على هذا النوع من الكتابة مذهب التصنيع؛ لاعتماده بشكل كبير على السجع والبديع والمحسنات اللفظيّة. واستحدث هذا المذهب ابن الحميد، وتبعه جماعة من الكتّاب؛ لموافقته ذوق العصر العباسي الذي يتّسم بالدعة والترف. ومن هؤلاء الكتّاب ابن العميد، الذي تمّ هذا النوع من الكتابة عل يده وفي أواخر القرن الرابع؛ وفقاً لما وصلت إليه الحضارة العربيّة من رقيّ وتعقيد، ظهر مذهب جديد في النثر العربي، يقوم على تصعيب طرق الأداء والتعبير وتعقيدها، حتى صار هذا النوع من الكتابة عند بعض الأدباء غاية تقصد لذاتها. ظهرت طلائع هذا المذهب، الذي سماه شوقي ضيف بمذهب التصنُّع، في كتابات الخوارزمي، وبديع الزمان؛ وبلغ أوجه في مؤلَّفات أبي العلاء المعري. وظل مذهب التصنع يحتكر صناعة النثر في البلاد العربيّة والإسلاميّة، ولم يظهر إلى الوجود مذهب بعده، بل كل من جاء بعد أبي العلاء من الكتّاب لم يكن إلاّ مقلّداً لمن سبقوه، وخمدت جذوة الإبداع عند أدباء العرب، واستمرّ النثر ينتقل من أديب مقلِّد إلى آخر أسوأ منه، حتى وصل إلى الحضيض في العصر العثماني. وبالرغم من ذلك ظهر في عصر الانحطاط كتاب خرجوا على الأطوار السائدة، وألَّفوا كتباً مرسلةً خالية من التعقيد والصناعات اللفظية، بل كانوا دعاةً لتجديد النثر. ومن هؤلاء الكتّاب ابن خلدون، ومقدمته كلها تشهد له بالبيان والوضوح. ومن ثورته على هذا النثر المعقّد ما جاء في مقدمته: «وقد استعمل المتأخرون أساليب الشعر وموازينه في المنثور، من كثرة الأسجاع، والتزام التقفية، وتقديم النسيب بين يدي الأغراض. والمنثورُ إذا تأملْته من باب الشعر وفنّه، ولم يفترقا إلا في الوزن. واستمر المتأخِّرون من الكتّاب على هذه الطريقة، واستعملوها في المخاطبات السلطانيّة، وقصروا الاستعمال في هذا المنثور كله على هذا الفنّ الذي ارتضوه، وخلطوا الأساليب فيه، وهجروا المرسل وتناسوه، وخصوصاً أهل المشرق. وصارت المخاطباتُ السُّلطانيَةُ لهذا العهد عند الكتّاب الغُفلِ جارية على هذا الأسلوب". ومن هؤلاء الثوار على النثر المصنوع القلقشندي، صاحب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا». فقد تجنّب الأسجاع والترصيع والولوع بالبديع، وتخلّى عن التعقيد، إلاّ نادراً. فكتابه «صبح الأعشى» أكثره مرسل، إلا النادر القليل، كمقدمة الكتاب التي جاءت مسجعة. نثر تفصيلي لما اتسعت رقعة الدولة العربية الإسلامية ، ظهرت كتابة الرسائل والعهود في أول أمرها على أساس الإيجاز، ثم أصبحت تفصيلية تجري علية الإدارة وأمور الجيوش والخراج . فبرزت مؤسسات إدارية مثل : ديوان الخراج، ديوان الخاتم لتسجيل رسائل الخليفة وختمها حتى لا يطلع عليها أحد سوى المرسل إليه، وديوان الرسائل لكتابة رسائل الخليفة. ولكن أول من حضر تفوقه في صناعة الكتابة التفصيلية هو ( أبو العلاء سالم مولى هشام بن عبد الملك ) الذي كان يجيد العربية واليونانية ، ثم تلميذهُ ( عبد الحميد بن يحيى ) الذي نقل تقاليد الفرس إلى الكتابة العربية، وصار إمام في هذه الصناعة حتى لقِّب «بالكاتب» تعضيما لشأنه . هذا من أعلام أدب النثر العربي الحديث طه حسين مصطفى المنفلوطي مصطفى صادق الرافعي مواضيع متعلقة شعر عربي قصيدة النثر المراجع
2975
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B9%D8%B1%20%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
شعر عربي
الشعر العربي وله تعريفات عدة وتختلف تبعا لزمانها وقديما فقد عرّف الشعر بـ (منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً)، (ابن منظور: لسان العرب)، وعرّف أيضا بـ (هو: النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزوناً، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده، فكأنه لم يشعر به"، وعلى هذا فإن الشعر يشترط فيه أربعة أركان، المعنى والوزن والقافية والقصد)(الفيومي)، وقال الجرجاني (إن الشعر علمٌ من علوم العرب يشترك فيه الطبعُ والرّواية والذكاء). وعرّفه الشريف الجرجاني (في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: «الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك» فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر، لأن الإتيان به موزوناً ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.)(كتاب التعريفات) فالوزن شرط لازم في جميع أنواع الشعر، القديم، وقيل في فضله (فيه الحق والصدق والحكمة وفصل الخطاب، وأنه مجنى ثمر العقول والألباب، ومجتمع فرق الآداب، والذي قيد على الناس المعاني الشريفة، وأفادهم الفوائد الجليلة، وترسل بين الماضي والغابر، ينقل مكارم الأخلاق إلى الولد من الوالد، ويؤدي ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد، حتى ترى به آثار الماضيين مخلدة في الباقين، وعقول الأولين مردودة في الآخرين، وترى لكل من رام الادب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول والفعل منارا مرفوعا، وعلما منصوبا، وهاديا مرشدا، ومعلما مسددا، وتجد فيه للنائي عن طلب المآثر والزاهد في اكتساب المحامد داعِياً ومُحَرِّضاً، وَلاعِثاً وَمُحَضِّضاً، وَمُذَكِّراً وَمُعَرِّفاً، وَواعِظاً وَمُثَقِّفاً) دلائل الإعجاز، أما القافية فهي لازمة في معظم أنواع الشعر القديم وهي (هي الحرف الأخير من البيت، وقيل: هي الكلمة الأخيرة منه)(كتاب التعريفات)، لكن الشعر الحديث أخذ يقلص من دور القافية الخارجية، فاستعمل الشعر المرسل، أي الشعر دون تقفية خارجية، وإن كان قد سعى، في الواقع، إلى تعويضها بنوع من التقفية الداخلية، التي لايمكن الاستغناء عنها، بالنسبة لأي نوع من أنواع الشعر، وفي أي فترة من فترات الشعر العربي، شعر ما قبل الإسلام ويشير بعضهم إليهبالعصر الجاهلي، أو إسلامي أو أموي أو عباسي أو أندلسي أو حديث. وكان الشعر العربي، قبل الإسلام، ديوان العرب، وعلمهم الذي لم يكن لهم علم أصح منه. واستمر بعد تلك الحقبة فنا أدبيا بارزا إلا أنه نوفس من قبل العديد من الفنون الأخرى مثل الخطابة والرسائل وغيرها. ما يميز الشعر العربي أنه قد التزم بالوزن والقافية، في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، وإن جاءت بعض المحاولات المعاصرة خالية من الوزن والقافية، مثل قصيدة النثر(ظهر مصطلح قصيدة النثر في الأدب العربي في مجلة شعر سنة 1960 للدلالة على شكل تعبيري جديد انتهت إليه الكثير من الأشكال التجريبية التي جربها جيل النصف الأول من القرن العشرين، كالنثر الشعري والشعر المنثور والشعر الحر. ويعد في مرحلته بمثابة الثورة الأخيرة على عمود الشعر العربي في بعده الإيقاعي خاصة). كان الشعر في عصر ما قبل الإسلام وسيلة عربية، وكانت العرب تقيم الأفراح إن برز من أبنائها شاعر مبدع، فالشعر عند العرب قديما كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى. وكان الشعر، في صدر الإسلام، وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام ضد مشركي قريش. كما كان الشعر، في عهد بني أمية، وفي عصر العباسيين، وسيلة من وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة، قصد تبليغ آرائها، والدفاع عن مبادئها، في مواجهة خصومها. وهكذا كان للشعر العربي دور بارز في الحياة الأدبية والفكرية والسياسية، والشعر يتطور حسب تطور الشعوب العربية والإسلامية، وحسب علاقاتها بالشعوب الأخرى، من فرس وروم وبربر وغيرها. وبرزت في الشعر فنون جديدة متطورة، من حيث المضمون، ومن حيث الأسلوب واللغة، ومن حيث الأوزان والقوافي، وما إليها، حيث ظهر إلى جانب شعر الوصف، وشعر الأطلال، شعر الغزل العذري، والشعر السياسي، والشعر الصوفي، والشعر الاجتماعي والوطني، وشعر الموشحات، والشعر المعاصر الحديث. رواية الشعر ورواته بسبب عدم شيوع التدوين عند العرب كحال كل الأمم آنذاك لم تدون أشعار الشعراء العرب قبل الإسلام، وإنما كان رواتهم، وهم عادة من ناشئة الشعراء، يتولون مهمة حفظ ذلك الشعر وإشاعته بين الناس. وهؤلاء الرواة الذين هم من ناشئة الشعراء قد قويت قرائحهم بعد ذلك، فأصبحوا أو أصبح بعضهم من الشعراء المشاهير. فقد روت المصادر أن زهيرا ابن أبي سلمى كان راوية لأوس بن حجر، وروى عن زهير ابنه كعب والحطيئة، كما روى شعر الحطيئة هدبة بن خشرم، ثم روى جميل بن معمر شعر هدبة بن خشرم، وروى كثير عزة شِعْرَ جميل وهكذا دواليك. الشعر العربي قبل الإسلام على الرغم من أن معظم الشعر في تلك الحقبة لم يتم الحفاظ عليه، فإن ما تبقى يعتبر من أرقى الشعر العربي المقروء حتى الآن. بالإضافة إلى بلاغتة وقيمتة الفنية، الشعر العربي في عصر ما قبل الإسلام، يشكل مصدرا رئيسيا للغة العربية الفصحى سواء في قواعد اللغة والمفردات، وبوصفه يمثل سجلا تاريخيا موثوقا للحياة السياسية والثقافية في ذلك الوقت. امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي (520 م - 565 م) كان شاعرا عربيا عاش قبل الإسلاما عالي الطبقة من قبيلة كندة، يُعد رأس شعراء العرب وأعظم شعراء العرب قبل الإسلام يُعرف في كتب التراث العربية باسم «الملك الضليل» و«ذي القروح». إحتل الشعر مكانة هامة في المجتمع العربي قبل الإسلام حيث الشاعر كان يقوم بدور المؤرخ، وبدور العراف والمادح بالكلمات في مدح القبيلة ويسخر من تشويه سمعة القبائل الأخرى ويعتبر ( الهجاء ) وهو بعض أشكال الشعر الأكثر شعبية في وقت مبكر. والشاعر يمثل هيبة القبيلة وأهميتها في شبه الجزيرة العربية، ونشأت معارك وهمية في الشعر أو الزجل التي تمثل بديلا عن الحروب الحقيقية مثل «عكاظ»، وسوق المدينة، بينما مكة سوف تستضيف مهرجان الشعر العادي حيث ستظهر عروضها الحرفية من الشعر كان الشاعر، غالبا مع تلميذ له الذي يلقى الأبيات ويطلق عليه الراوي أو القارئ. وكانت وظيفة الراوي هي حفظ القصائد عن ظهر قلب، ثم يقوم بقراءة الشعر مع تفسيرات وربما في كثير من الأحيان بالزخارف اللفظية. هذا التقليد يسمح للانتقال من هذه الأعمال الشعرية واعتمد الممارسة في وقت لاحق من قبل حفاظ القرآن لتحفيظهم القرآن. في بعض الفترات كانت هناك سلاسل متصلة من الشعراء المشهورين، كل يقوم بتدريب الراوي باعتباره شاعرا لتعزيز قدراته الشعرية، على سبيل المثال، طفيل يقوم بتدريب أوس بن حجر الذي درب زهير بن أبي سلمى، وقام زهير بتدريب ابنه كعب بن زهير، وقام كعب بتدريب الحطيئة، الحطيئة درب جميل بثينة وجميل درب كثير عزة. بين الشعراء الأكثر شهرة في العصر الأدبي قبل الإسلام أمثال امرؤ القيس، السموأل، النابغة الذبياني، طرفة بن العبد، زهير، وعنترة. «كان معروفا بعروة بن الورد، و» شعراء آخرين، مثل آل الشنفرى، أو الشعراء المتشردون، والكثير من أعمالهم إلى تألفت من الهجمات على قسوة الحياة القبلية والثناء حول العزلة. وكان من المفترض أن بعض هذه الهجمات على قيم العشيرة والقبيلة قصد بها السخرية، وإغاظة المستمعين، ومن ثم أخيرا إلى تأييد جمهورا بهدف إعلاء قيمهم المجتمعية وطريقة حياتهم. في حين تم تحديد هؤلاء الشعراء بشكل وثيق مع قبائلهم، والبعض الآخر، مثل الأعشى، وكان معروفا بولعه بالبحث عن عمل لكل من يحتاج الشعر. الأفضل من هذه القصائد التي جمعت في وقت مبكر من القرن الثامن باسم المعلقات تعني «قصائد معلقة»، وقد اختلف الدارسون حول معنى المعلقة، ومن الآراء الشائعة، أنها كانت معلقة على الكعبة أو جدرانها، بينما قال آخرون لأنها علقت أو تعلق بأذهان الناس، ومفضليات تعني المفضل أو المختار. يهدف من المعلقات أيضا أن تكون المصدر النهائي للإنتاج في تلك الحقبة مع توافر مثالا واحدا لعمل كل واحد من ما يسمى ب «السبع المعلقات الشهيرة»، على الرغم من أن إصدارات مختلفة تختلف فيها «تلك الشهيرة» التي تم اختيارها.و المفضليات من ناحية أخرى تحوي بالأحرى مجموعة عشوائية. هناك العديد من الخصائص التي تميز الشعر العربي قبل الإسلام عن الشعر من أوقات لاحقة. واحدة من هذه الخصائص هي التي تركز على المزيد من الاهتمام في ذلك الشعر إلى بلاغة وصياغة الفقرة من القصيدة ككل. وأدى ذلك إلى القصائد التي تتميز بمفردات قوية وأفكارا قصيرة ولكن مع شعر مرتبط ارتباطا فضفاضا. والسمة الثانية هي المقدمة الرومانسية أو الحنين الذي يميز بدايات قصائد ما قبل الإسلام في كثير من الأحيان. في هذه المقدمات، وهي وحدة موضوعية تسمى نسيب، فإن الشاعر يتذكر حبيبته ولها هجر المنزل وأنقاضه. ويشار إلى هذا المفهوم في الشعر العربي باسم المقدمة الطللية، وهي ذكر الوقوف على الأطلال (الوقوف على الأطلال / وقوفه إلى جانب على ما تبقى من آثار منازل ومكان سكنى من يحبهم) لأن الشاعر غالبا ما يبدأ قصيدته بالقول انه يقف على أطلال حبيبته. بل هو نوع من الحنين إلى الماضى والحسرة على ما فات. بعض اشهر الشعراء العرب فيما قبل الإسلام: عدي بن ربيعة الزير أبو ليلى المهلهل عنترة بن شداد امرؤ القيس الخنساء الأعشى زهير بن أبي سلمى عمرو بن كلثوم الحارث بن حلزة اليشكري لبيد بن ربيعة طرفة بن العبد النابغة الذبياني هند بنت عتبة التراث مدارس العصر الحديث المدرسة الاتباعية وتعرف باسم مدرسة البعث والإحياء الكلاسيكية. من أهم روادها: البارودي، أحمد شوقي، أحمد محرم، حافظ إبراهيم، عبد العزيز مصلوح، شفيق جبري، أحمد السقاف مع فروق فردية بين هؤلاء الشعراء تتوقف على ثقافتهم واستعدادهم ومدى حظهم من التجديد. ملامحها تعدد المجالات (السياسي – الاجتماعي – المجال الادبي الوجداني المتعدد والفردي كالرثاء والمدح) ظهور المسرحية الشعرية على يد أحمد شوقي. لا زال القديم والتقليد يغلبان على افكارها. نسق الأفكار مرتب. وحملت كذلك سمات الإقناع الوجداني. ظهور شخصية الشعراء مع اختلاف في مدى ذلك بين شاعر وشاعر. تتميز الصور غالبا في الخيال الجزئي التفسيري الحسي. تعني في تعبيرها بالجزالة ومتانة السبك، والصحة اللغوية مع شيء من الموسيقى الظاهرة المتمثله بالمحسنات دون تكلف. عدم اكتمال الوحدة العضوية في هذه المدرسة فالبيت لايزال يمثل وحده مستقلة في القصيدة. محافظتها التامة على وحدة الوزن والقافية. مدرسة الابتداع «الرومانسية» وهي ثمرة اتصال العرب بالعالم الغربي، وظهرت لتكون تعبيرا صادقا عن الذاتية، والوجدان، والشخصية الفنية المستقله، ورفضها للنهج التقليدي السائد في مدرسة الأحياء الكلاسيكية. من روادها: خليل مطران، أبو القاسم الشابي، إيليا أبو ماضي، عمر أبو ريشة، فهد العسكر. ملامحها الفرار من الواقع، واللجوء للطبيعة ومناجاتها والتفاعل معها واستشراف عالم مثالي. تمتاز الأفكار لدى شعراءها بالاصالة والتجديد والتحليق في عالم الفلسفة والعمق الوجداني. ظهور ذاتية الشاعر. يجنحون إلى الخيال إلى حد بعيد فالشعر عندهم لغة العاطفة والوجدان والخيال المحلق وخيالهم الجزئي فيه ابداع وطرافه. تمتاز هذه المدرسة بالصور الشعرية الممتدة. التعبير يمتاز بالظلال والإيحاء ولفظه حيه نابضه فيها رقه وعذوبه، كما يبدو التساهل اللغوي عند بعض شعراءهم وبخاصة شعراء المهجر. الوحدة العضوية بارزة في القصيدة، حيث تسود وحدة المقطع لا وحدة البيت ووحدة الجو النفسي للقصيدة متناسقة مع مواقفها. لا يلتزم كثير من شعراءها بوحدة الوزن والقافية، فقد تتنوع القافية بتنوع المقاطع وقد يلتزمون بنوع التفعيلة دون الالتزام بوحدة عددها. مدرسة الشعر الجديد (الواقعية) وهي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر، وقضاياه، ونزوعاته، وطموحه، وآماله، وقد ظهرت لعوامل متعدده منها الرد على المدرسة الابتداعية «الرومانسية» الممعنه في الهروب من الواقع إلى الطبيعة وإلى عوالم مثالية.من روادها: صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، محمد الفيتوري، أدونيس، بدر شاكر السياب ومن منتسبي هذه المدرسة مهنا أبو غنيمة. ملامحها الإنسان فيها جوهر التجربة، والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية. الجنوح إلى الأسطورة، والرمز، والتراث الشعبي، والإشارات التاريخية. تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية «رومانسية». تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف. الوحدة العضوية مكتملة، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل. قد يسير على وتيرة واحدة في الوزن والقافية، أو على نظام المقطوعات وشعر التفعيلة، أو قد لايسير على أي نمط محدد. ينقسم لقسمين: شعر واضح: يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من للغة التخاطب اليومي. شعر سريالي«غير واضح»: ويتميز بالغموض، والإغراق بالإبهام والرمز والأسطورة ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا المألوفه المراجع كتاب الادب والنصوص تأليف: د. إبراهيم عبد الرحمن محمد – إبراهيم عابدين – أبو العينين محمد أبو العينين – محمد علي حسين. انظر أيضًا ترخيم المعلقات العشر أعلام الشعر الأموي مصادر خارجية ثقافة عربية شعر حسب اللغة
2983
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%85%20%D8%A5%D9%83%D8%B3
مالكوم إكس
مالكوم إكس (19 مايو 1925 - 21 فبراير 1965)، واسمه عند مولده: مالكوم ليتل، ويُعرف أيضاً باسم الحاج مالك الشباز، هو داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكي من أصل إفريقي (إفريقي أمريكي)، صحَّح مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا بعد أن انحرفت بقوَّة عن العقيدة الإسلامية، ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى اغتيل بسبب دعوته ودفاعه عنها. بالنسبة لمحبيه: كان مالكوم إكس رجلاً شجاعاً يدافع عن حقوق السود، ويوجِّه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم قد ارتكبوا أفظعَ الجرائم بحق الأمريكيين السود. وأما أعداؤه ومبغضوه فيتهمونه بأنه داعيةٌ للعنصرية وسيادة السود والعنف. وقد وُصف مالكوم إكس بأنه واحدٌ من أعظم الإفريقيين الأمريكيين وأكثرهم تأثيراً على مر التاريخ. قُتل والده على يد مجموعة من العنصريين البيض عندما كان مالكوم إكس صغيراً، كما أن واحداً على الأقل من أعمامه قد أُعدم دون محاكمة، وأما أمه فقد وضعت في مستشفى للأمراض العقلية عندما كان في الثالثة عشر من عمره، فنُقل مالكوم إكس إلى دار للرعاية. وفي عام 1946م، أي عندما كان عمره عشرين سنة، سُجن بتهمة السطو والسرقة. في السجن، انضم مالكوم إكس إلى حركة أمة الإسلام، وعندما أُطلق سراحه عام 1952م ذاع صيته واشتهر بسرعة، حتى صار واحداً من قادة الحركة. وبعد عقد من الزمان تقريباً، صار مالكوم إكس المتحدث الإعلامي لهذه الحركة. ولكن بسبب وقوع خلاف بينه وبين رئيس الحركة إلايجا محمد، ترك مالكوم إكس الحركة في مارس 1964م. سافر مالكوم إكس بعد ذلك في رحلة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، أدى خلالها مناسك الحج، ثم عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فأنشأ منظمة المسجد الإسلامي ومنظمة الوحدة الإفريقية الأمريكية. وفي شهر فبراير سنة 1965م، أي بعد أقل من سنة من تركه لحركة أمة الإسلام، قام ثلاثةٌ من أعضاء الحركة باغتياله. تحولت أفكار مالكوم إكس ومعتقداته تحولاً جذرياً خلال حياته، فعندما كان متحدثاً باسم حركة أمة الإسلام كان ينشر أفكار التفرقة بين الأمريكيين البيض والسود، ويُحرض السود على البيض ويغذي أفكار العنصرية لديهم، وأما بعدما ترك الحركة عام 1964م، فإنه يقول في ذلك: «لقد قمتُ بالعديد من الأمور التي آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصاً متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه». تحول مالكوم إكس إلى المذهب السني، فابتعد عن العنصرية والتفرقة، وأعرب عن رغبته بالعمل مع دعاة الحقوق المدنية، مع أنه كان لا يزال يُشدد على ضرورة إعطاء السود حق تقرير المصير والدفاع عن النفس. النشأة الأسرة ولد مالكوم في 19 مايو 1925 في مدينة اوماها في ولاية نبراسكا وكان الرابع بين ثمانية أبناء. والدا مالكوم هما إيرل ليتل ولويز ليتل. كان والده من أتباع ماركوس غارفي الذي أنشأ جمعية بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده في أفريقيا. أما أمه فكانت من جزر الهند الغربية لكن لم تكن لها لهجة الزنوج، وضعته وعمرها ثمانية وعشرون عاماً، كانت العنصرية في ذلك الوقت في الولايات المتحدة ما زالت على أشدها، وكان الزنجي الناجح في المدينة التي يعيشون فيها هو ماسح الأحذية أو البواب. كان أبوه إيرل ليتل قسيساً معمدانياً وناشطاً سياسياً في أكبر منظمة للسود آنذاك وهي الرابطة العالمية لتنمية الزنوج وعصبة المجتمعات الأفريقية. كانت حياة عائلة مالكوم سلسلة من النكبات فقد شهد الأب مقتل أربعة من إخوته الستة على يد العنصريين البيض، وتعرض لمضايقات وتهديدات من قبل العنصرين البيض بسبب نشاطاته السياسية، فرحل إلى مدينة لانسنغ في ولاية ميشيغان في العام 1928م. وبعد عدة شهور أحرقت منظمة كوكلوكس كلان العنصرية منزل العائلة فرحلت العائلة من جديد إلى ضواحي مدينة لانسنغ، وفي العام 1931 قُتل والد مالكوم بصورة وحشية على يد العنصريين البيض ولكن السلطات ادعت أنه مات دهساً، فقامت أمه بتربية أطفالها الثمانية دون مورد للرزق لا سيما أن السلطات حجبت عنها كل الإعانات أو الحقوق المالية، وفي عام 1939 أصيبت أمه بانهيار عصبي فأدخلت مصحة للأمراض العقلية. والده كان والد مالكوم إكس حريصاً على اصطحاب ابنه معه إلى الكنيسة في مدينة لانسينغ حيث كانت تعيش أسرته على ما يجمعه الأب من الكنائس، كان مالكوم يحضر مع أبيه اجتماعاته السياسية في الجمعية العالمية لتقدم الزنوج التي تكثر خلالها الشعارات المعادية للبيض وكان الأب يختم هذه الاجتماعات بقوله: كان الأب يحب ابنه للون بشرته الفاتح قليلاً عنه أما أمه فكانت تقسو عليه لذات السبب وتقول له: في عام 1931 عندما بلغ مالكوم سن السادسة قامت جماعة عنصرية بيضاء بقتل والده وهشمت رأسه، ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهسته حتى فارق الحياة، وتم الادعاء لاحقاً أنه مات منتحرًا، فكانت صدمة كبيرة للأسرة وبخاصة الأم التي أصبحت أرملة وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها وتعول ثمانية أطفال، فترك بعض الأبناء دراستهم وعملت الأم خادمة في بعض بيوت البيض لكنها كانت تُطرد بعد فترة قصيرة لأسباب عنصرية. لم يفقد مالكوم والده فقط على يد العنصريين البيض بل فقد أربعة من أعمامه أيضاً على يد أولئك العنصريين. والدته بدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة مادياً ومعنوياً وباتوا يعيشون على المساعدات الاجتماعية من البيض الذين كانوا يماطلون في إعطائها. حاولت الأم أن تحصل على أي معونة اجتماعية لكي تستطيع أن تستمر في تربية الأولاد لكن لم توافق الهيئات الاجتماعية على إعطائها أي معونة، وكانت الأم تأبى أن تأخذ الصدقات حتى تحافظ على الشيء الوحيد الذي يمتلكونه وهو كرامتهم، غير أن قسوة الفقر سنة 1934 جعلت مكتب المساعدة يتدخل في حياتهم، وقبلها كان الموظف الأبيض فيه يحرض الأبناء على أمهم، وأصبح الأطفال السود أطفال الدولة البيضاء، وتحكم الأبيض في الأسود بمقتضى القانون. مع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه نصف حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخوته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معاً، وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة، بعد أن أودعت الأم في المستشفى سنة 1939 أنفصل مالكوم وأشقائه وأرسلوا إلى منازل تبني مختلفة، بقيت الأم في مستشفى الأمراض العقلية حتى قام مالكوم وإخوته بإخراجها بعد 26 سنة. المدرسة التحق مالكوم بالمدرسة وهو في الخامسة من عمره والتي كانت تبعد عن مدينته ثمانية أميال، كان هو وعائلته الزنوج الوحيدين بالمدينة؛ لذا كان البيض يطلقون عليه الزنجي أو الأسود، حتى ظن مالكوم أن هذه الصفات جزء من اسمه، كان الفتى الصغير عندما يعود من مدرسته يصرخ مطالباً بالطعام ويصرخ ليحصل على ما يريد ويقول في ذلك: تردت أخلاق مالكوم وعاش حياة التسكع والتطفل والسرقة فتم طرده من المدرسة وهو في السادسة عشرة من العمر وأودع سجن الأحداث، واستكمل تعليمه الثانوي وهو في السجن، كان مالكوم في تلك الفترة شاباً يافعاً قوي البنية وكانت نظرات البيض المعجبة بقوته تشعره بأنه ليس إنساناً بل حيوان لا شعور له ولا إدراك، كان بعض البيض يعاملونه معاملة حسنة، غير أن ذلك لم يكن كافياً للقضاء على بذور الكراهية والعنصرية في نفس الشاب الصغير؛ لذلك يقول: تردد مالكوم على المدرسة الثانوية وهو في سجن الإصلاح، أما صفة الزنجي فكانت تلاحقه كظله، شارك مالكوم في الأنشطة الثقافية والرياضية بالمدرسة، وكانت صيحات الجمهور في الملعب له: يا زنجي يا صدئ تلاحقه في الأنشطة المختلفة، كما أظهر مالكوم الشاب تفوقاً في التاريخ واللغة الإنجليزية. المحاماة وستراوسكي كان مالكوم إكس ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً والسخرية منه، فقد تخرج من الثانوية بتفوق وحصل على أعلى الدرجات بين زملائه وكان يطمح أن يصبح محامياً غير أنه لم يكمل تعليمه وترك الدراسة بعد أن أخبره أحد المدرسين الذين كان يربطه به علاقة احترام وتقدير متبادل أن حلمه بالذهاب إلى كلية الحقوق بعيد كل البعد عن الواقع كونه زنجياً، ونصحه ألا يفكر في المحاماة لأنه زنجي وألا يحلم بالمستحيل لأن المحاماة مهنة غير واقعية له وأن عليه أن يعمل نجاراً، كانت كلمات الأستاذ ذات مرارة وقسوة على وجدان الشاب لأن الأستاذ شجع جميع الطلاب على ما تمنوه إلا صاحب اللون الأسود لأنه في نظره لم يكن مؤهلاً لما يريد، فكانت هذه هي نقطة التحول في حياته، فترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة التي لا تخص الزنوج. إلى بوسطن ونيويورك وبعد خروجه من الثانوية وبعد معاناته المتكررة قبلها في العديد من منازل التبني وبعد خروجه من سجن الأحداث في عام 1940 انتقل مالكوم إلى بوسطن للعيش مع أخته غير الشقيقة إيلا ليتل كولينز وعمل وقتها كماسح أحذية وفيها أخذته الحياة في مجرى جديد، وأصيب بنوع من الانبهار في المدينة الجميلة، وهناك انغمس في حياة اللهو والمجون، وسعى للتخلص من مظهره القوي، وتحمل آلام تغيير تسريحة شعره حتى يصبح ناعماً. ثم انتقل إلى نيويورك للعمل بها في السكك الحديدية، وكان عمره واحداً وعشرين عاماً وكانت نيويورك بالنسبة له جنة، لعيشه في حي هارلم تحديداً، ومارس هناك شتى أنواع الإجرام من سرقة وقوادة وتجارة المخدرات بل وتظاهر بالجنون ليتجنب التجنيد الإجباري إبان الحرب العالمية الثانية. وتعرف على مجتمعات السود ورأى أحوالهم الجيدة نسبياً هناك وبعد عودته إلى بوسطن لاحظ الجميع التغير الذي طرأ عليه. العمل ترك مالكوم المدرسة بعد أن أحبطه معلمه المقرب - معلم التاريخ - فتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي كان يعمل بها الزنوج من نادل في مطعم فعامل في قطار إلى ماسح أحذية ثم في المراقص حتى أصبح راقصاً مشهوراً، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ شُرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة. ففي عام 1941 رحل مالكوم إلي مدينة بوسطن في ولاية ماساشوسيتس حيث عمل في مسح الأحذية هناك وغسل الصحون، ثم عمل في السكة الحديد، وانخرط في عالم الإجرام. ثم انتقل في العام 1943 إلى نيويورك للعمل بها في السكك الحديدية أيضاً وكان عمره واحداً وعشرين عاماً. وعمل في بيع السندوتشات لكنه فُصل من عمله بسبب تعاطيه الكحول والمخدرات فعاد إلي بوسطن عام 1945، وفي السنة التالية اعتقل عدة مرات بتهمة حمل السلاح والسرقة. بعد هذا تنقل بين عدة أعمال فعمل بائعاً متجولاً، وتعلم البند الأول في هذه المهنة وهو ألا يثق بأحد إلا بعد التأكد الشديد منه. وعاش فترة الحرب العالمية الثانية وشاهد ما خَلَّفته الحرب من خراب ودمار ووقع في جرائم مختلفة، وعاش خمس سنوات في غفلة شديدة، وفي أثناء تلك الفترة أُعفي من الخدمة العسكرية لأنه صرح من قبيل الخديعة أنه يريد إنشاء جيش زنجي. فاتُّهِمَ بالجنون. وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة وصدر بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن للبيض خمس سنوات لإشراكه فتاتين من البيض في عملياته، ولأنه كان صديقاً لفتاة بيضاء وهي جريمة منكرة في ذلك الوقت من تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية. السجن بعد ما ألقت الشرطة القبض على مالكوم وحكمت عليه سنة 1946 بالسجن عشر سنوات، زجَّ به إلى سجن تشارلز تاون العتيق، وقد كان عنيداً يسب حراسه حتى يحبس حبساً انفرادياً، وتعلم من الحبس الانفرادي أن يكون ذا إرادة قوية يستطيع من خلالها التخلي عن كثير من عاداته، وفي عام 1947 تأثر بأحد السجناء ويدعى بيمبي الذي كان يتكلم عن الدين والعدل فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس مالكوم، وكان بيمبي يقول للسجناء: وفي عام 1948 انتقل مالكوم إلى سجن كونكورد وكتب إليه أخوه فيلبيرت أنه اهتدى إلى الدين الطبيعي للرجل الأسود، ونصحه ألا يدخن وألا يأكل لحم الخنزير، وامتثل مالكوم لنصح أخيه ثم علم أن إخوته جميعاً في دترويت وشيكاغو قد اعتنقوا الإسلام، وأنهم يتمنون أن يُسلم مثلهم، وقد اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد إلايجا محمد فسعوا لإقناع مالكوم بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل، وأرسلوا إليه الرسائل التي تقول إحداها أن في الإسلام ليس للرجل الأبيض أن يستعبد الأسود فكلهم خلقوا سواسية، فتأمل الرسالة وأعلن إسلامه، فتحسنت أخلاقه وسمت شخصيته وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام. ثم انتقل مالكوم إلى سجن ينورفولك الذي تميز بأنه مخفف في عقوباته، والذي يقع في الريف ويحاضر فيه بعض أساتذة الجامعة من هارفارد وبوسطن وبه مكتبة ضخمة تحوي عشرة آلاف مجلد قديم ونادر، وفيه زاره أخوه ويجالند الذي انضم إلى حركة أمة الإسلام هو الآخر. بالرغم مما تنطوي عليه حياة السجون عادة من مظاهر للفساد إلا أنها ربما أتاحت له أن يراجع موقفه لا سيما وقد فقد حريته، من هذا المنطلق جعل مالكوم حياته داخل السجن امتداداً لحياته خارجه من تعاطي للمخدرات وممارسة للرهانات إلا أن بعضاً من المناقشات بين السجناء بدأت تلفت انتباهه، ثم ما لبث أن وصله عدة رسائل من إخوته يبلغونه فيها اعتناقهم لدين جديد دين للسود قادر على إنقاذهم وعلى إنهاء عصر سيطرة الشيطان الأبيض، لم يكن هذا الدين سوى أجزاء مبعثرة من دين الإسلام قام رجل ادعى النبوة يدعى إليجاه محمد بالدعوة إليه مؤسساً بذلك جماعة أطلق عليها أمة الإسلام في أمريكا حيث كان مبنياً بالأساس للجنس الأسود من البشر معتبراً أن البيض ليسوا إلا شياطين تحكم الأرض وأن الله هو إله للسود وحسب، فقد كانت تلك الحركة تنادي بأفكار عنصرية منها أن الإسلام دين للسود، وأن الشيطان أبيض والملاك أسود، وأن المسيحية هي دين للبيض، وأن الزنجي تعلم من المسيحية أن يكره نفسه لأنه تعلم منها أن يكره كل ما هو أسود. فكان لديها مفاهيم مغلوطة وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار، فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة وقيمه، أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره . ورغم ما حوته هذه الدعوة من انحرافات وشذوذ إلا أنه وجد فيها الدعوة التي جاءت لإنقاذ السود وهو أحدهم وقد عانى ما عانى في حياته من فقدٍ لأبويه وضياعٍ لإخوته وبني جنسه. القراءة أسلم مالكوم على أفكار حركة أمة الإسلام واتجه في سجنه إلى القراءة الشديدة والمتعمقة فقرأ مواضيع كثيرة خاصة في تاريخ الرجل الأسود، وبعض الأمور التي كونت تفكيره مثل القراءة عن الجينات وكيف أن الرجل الأسود قد يُنتج أبيضًا ولا يمكن لرجل أبيض أن ينتج أسودًا، وزاد قاموسه من الكلمات الإنجليزية أكثر من استطاعة أي رجل عادي، وانقطعت شهيته عن الطعام والشراب وحاول أن يصل إلى الحقيقة وكان سبيله الأول هو الاعتراف بالذنب، ورأى أنه على قدر زلته تكون توبته، فلم يقاطع المراسلة مع إليجاه محمد طوال فترة إسلامه في السجن إلى أن خرج. نصحه بيمبي -زميله في السجن- بأن يتعلم، فتردد مالكوم على مكتبة السجن وتعلم اللغة اللاتينية، كما انقطع عن التدخين وأكل لحم الخنزير وعكف على القراءة والإطلاع فقرأ آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة، فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته. فبدأ يحاكي صديقه بيمبي المثقف والمتعلم في تثقيف نفسه، ثم حفظ المعجم فتحسنت ثقافته، حيث شرع بنسخ كلمات القاموس كلمة إثر كلمة، فبدا السجن له كأنه مرحلة اعتكاف علمي وانفتحت بصيرته على عالم جديد فكان يقرأ في اليوم خمس عشرة ساعة، وعندما تطفأ أنوار السجن في العاشرة مساء كان يقرأ على ضوء المصباح الذي في الممر حتى الصباح. وقرأ قصة الحضارة وتاريخ العالم، وما كتبه النمساوي مندل في علم الوراثة، وتأثر بكلامه في أن أصل لون الإنسان كان أسود، وقرأ عن معاناة السود والعبيد والهنود الحمر من الرجل الأبيض وتجارة الرقيق، وقرأ أيضاً لمعظم فلاسفة الشرق والغرب، وأعجب بسبينوزا لأنه فيلسوف أسود، فغيرت القراءة مجرى حياته، وكان هدفه منها أن يحيا فكرياً لأنه أدرك أن الأسود في أمريكا يعيش أصم أبكم أعمى بسبب بعده عن القراءة أو التعلم، ودخل في السجن في مناظرات أكسبته خبرة في مخاطبة الجماهير والقدرة على الجدل، وبدأ يدعو غيره من السجناء السود إلى حركة أمة الإسلام فاشتهر أمره بين السجناء، فأكسبته هذه المناظرات العديدة قوة الحجة وفصاحة اللسان. حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة داخل السجن، فصدر بحقه عفو وأطلق سراحه، فالحكم عليه كان بالسجن لمدة 10 سنوات إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد أن قضى بالسجن 7 سنوات فقط. فخرج من السجن بآراء تتفق مع آراء إليجاه محمد في أن البيض عاملوا غيرهم من الشعوب معاملة الشيطان، فعمل في صفوف أمة الإسلام يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة وشخصيته القوية. انضمامه إلى أمة الإسلام منظمة أمة الإسلام ظهرت في أوائل القرن العشرين حركة بين السود في أمريكا تبنت الإسلام بمفاهيم خاصة غلبت عليها الروح العنصرية عرفت باسم «أمة الإسلام»، على يد رجل أسود غامض الأصل اسمه والاس فارد ظهر فجأة في ولاية ديترويت داعيًا إلى مذهبه بين السود، اختفى بصورة غامضة بعد ذلك بأربع سنوات، فحمل لواء الدعوة بعده إليجا محمد وصار رئيسًا لأمة الإسلام. معتقداتها كانت هذه الحركة تدعو إلى تفوق الجنس الأسود وسيادته على الأبيض، ووصف البيض بأنهم شياطين وأن الملاك أسود والشيطان أبيض، فكانت عقيدة منحرفة باطلة أشبه بالحركات الباطنية، فقد أعلن زعيم الحركة إليجا محمد بأنه رسول من الله، وأن الإله ليس شيئاً غيبياً بل يجب أن يكون متجسدًا في شخص وهذا الشخص هو «فارد» الذي حل فيه الإله وهو جدير بالدعاء والعبادة، لذلك فالصلاة عندهم هي قراءة الفاتحة مع دعاء مأثور والتوجه نحو مكة واستحضار صورة «فارد» في الأذهان. كان إليجا محمد لا يؤمن إلا بما يخضع للحس، لذلك فهو لا يؤمن بالملائكة والغيبيات والبعث عنده عقليًا للسود الأمريكيين فقط، والصوم عندهم في شهر ديسمبر من كل عام مع إلزام كل عضو بالحركة أن يدفع عشر دخله لصالح الحركة، ويمكن القول أن هذه الحركة كانت تنظر للإسلام على أنه إرث روحي فقط سوف ينقذ السود من سيطرة البيض عليهم. بعد الخروج من السجن راسل مالكوم إليجا محمد وتأثر بأفكارهِ وبدأ يراسل كل أصدقائه القدامى في الإجرام وهو في السجن ليدعوهم إلى الإسلام، خرج مالكوم من السجن سنة 1952 وهو ينوي أن يعمق معرفته بإليجا محمد، فذهب إلى أخيه في دترويت وهناك تعلم قراءة الفاتحة، واشترى لنفسه حقيبة وساعة يد ونظارة بعد إطلاق سراحه من السجن مباشرة، وقال عمل بعدها مع أخيه في دترويت في محل لبيع الأثاث، وبعد عدة أشهر حضر أحد نشاطات حركة أمة الإسلام حيث خطب إليجا محمد، انضم بعدها رسمياً إلى منظمته، وتحول إلى حياة الزهد والتعلم. عند ذهابه إلى المسجد، تأثر مالكوم بأخلاق المسلمين، واسترعت انتباهه عبارتان: بدأ مالكوم بعدها يدعو الشباب السود في البارات إلى هذه الحركة فتأثر به كثيرون، لخطابه المفوه ذي الحماس الشديد، فذاع صيته حتى أصبح في فترة وجيزة إماماً ثابتاً في مسجد دترويت بعد أن كان مساعد إمام، فتفرغ تماماً للدعوة فكان وقته كله مسخر لها. صعوده في المنظمة نظراً لقدرات مالكوم التنظيمية والقيادية والخطابية فقد تدرج مالكوم شيئاً فشيئاً ضمن الجماعة إلى أن أصبح الداعية الأول خلف مؤسس الجماعة في أمة الإسلام يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة وشخصيته القوية حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة. اعتلا مالكوم أعلى المناصب في المنظمة إلى أن تقلد منصب المتحدث الرسمي للحركة، كما يرجع الفضل لمالكوم لازدياد أتباع المنظمة من 500 شخص في عام 1952 إلى 30.000 شخص في عام 1963. ففي العام 1953 أصبح مالكوم مساعداً لإمام مسجد رقم 1 في ديترويت فأماماً لمسجد رقم 88 في بوسطن، ثم تنقل للعمل في عدة مساجد في مدن أميركية مختلفة، وفي العام 1959 ذهب في رحلة طويلة إلى مصر والسعودية وإيران وسوريا وغانا، والتقي بالرئيس جمال عبد الناصر، وكان من المفروض أن يزور مكة ولكنه اضطر إلى العودة بسبب مرضه. تغيير الاسم غير مالكوم اسمه من مالكوم ليتل إلى مالكوم إكس - حرف الإنجليزية X - وكان هذا إجراء معهوداً من قبل المنضوين في تلك المنظمة وهو يرمز إلى الاسم الأخير الذي سلب منهم جراء استعبادهم علي يد البيض، فقد فسر مالكوم الاسم الذي اختاره لنفسه بقوله: وبما أن السود في أمريكا منفصلون عن أصولهم وجذورهم، فقد فضل مالكوم استخدام إكس على اللقب الذي مُنح لأجداده من قِبل مالكيهم بعد جلبهم من أفريقيا إلى أمريكا كعبيد بدلاً من «ليتل» نظراً لضياع اسم العائلة الحقيقي أثناء فترات العبودية السابقة التي عانى منها أجداده، ولنفس الأسباب قام العديد من أعضاء حركة أمة الإسلام بتغيير ألقابهم إلى إكس لاقتناعهم بآراء مالكوم، كان مالكوم من الأتباع المخلصين لأمة الإسلام وكان على قناعة أن العبودية الأمريكية للزنوج أضاعت الكنى الأصلية للمواطنين السود بعد أن سمّاهم البيض بأسماء مسيحية وقام مالكوم على هذا الأساس بتغيير كنيته، كناية عن ضياع كنيته الأصلية. الحالة الأسرية تزوج مالكوم في هذه المرحلة من إحدى فتيات أمة الإسلام بيتي شباز - بيتي سانرس سابقاً - وكان له منها أربع فتيات، وقد سمى الأولى أتيلا، على اسم القائد «أتيلا الهوني» الذي نهب روما. النشاط الإعلامي في نهاية عام 1959 بدأ ظهور مالكوم في وسائل الإعلام الأمريكية كمتحدث باسم حركة أمة الإسلام، فظهر في برنامج بعنوان: الكراهية التي ولدتها الكراهية وأصبح نجماً إعلامياً انهالت عليه المكالمات الهاتفية وكتبت عنه الصحافة وشارك في كثير من المناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية فبدأت السلطات الأمنية تراقبه خاصة بعد عام 1961، بل راقبه مكتب المباحث الفدرالي عن كثب وتنصت على مكالماته التلفونية وزرع الجواسيس في الحركة. بدأت في تلك الفترة موجة تعلم اللغة العربية بين أمة الإسلام لأنها اللغة الأصلية للرجل الأسود - كما يقولون - وكانت دعوة مالكوم في تلك الفترة تنادي على أساس أن للإنسان الأسود حقوقاً إنسانية قبل حقوقه المدنية، وأن الأسود يريد أن يُكرم كبني آدم، وألا يُعزل في أحياء حقيرة كالحيوانات وألا يعيش متخفياً بين الناس. اغتيال جون كينيدي في عام 1962 عُين مالكوم إماماً قومياً في منظمة أمة الإسلام. وفي العام التالي وعقِب اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي أصدر إليجاه محمد أوامر لجميع الأئمة بعدم التعليق على مقتله، لكن مالكوم خالف هذا الأمر وصرح بأن «سلاح كينيدي قد ارتد إلى نحره وحصد ما زرعه وبأسرع مما توقع هو نفسه»، فعمد إليجا محمد إلى تجميد عضوية مالكوم في المنظمة، وكانت الخلافات قد نشبت بينهما قبل ذلك بعدة أشهر فقدم مالكوم استقالته من المنظمة وذهب في رحلة قام خلالها بأداء فريضة الحج. مالكوم وإليجاه محمد بالقدر الذي كان مالكوم إكس منهمكاً فيه بالدعوة لأمة الإسلام بالقدر الذي بدأت تثار حول مؤسس الجماعة إليجاه محمد الأقاويل والشائعات، فقد قيل أنه على علاقة وثيقة بكل السكرتيرات اللواتي خدمن في مكتبه، لكن سبب الانفصال التام بين مالكوم وبين أمة الإسلام كان تصريحًا له عقب اغتيال الرئيس الأمريكي كيندي، خصوصاً أن الرئيس الراحل كان محبوباً من قبل السود لتعاطفه معهم. وفي مطلع ستينيات القرن العشرين اختلطت الأمور على مالكوم نتيجة الشائعات القائلة أن الأب الروحي لأمة الإسلام إليجا محمد منغمس بعلاقات جنسية غير شرعية ولبعد الأمة عن حركة الحقوق المدنية، وبالرغم من تبني أمة الإسلام لموقف معاد للبيض، إلا أن الحركة لم تمارس أي من النشاطات في الجنوب الأمريكي حيث العنصرية على أوجها تجاه السود. ومن ثم جاء انفصاله عن أمة الإسلام فعلياً وتكوينه لمنظمته الخاصة المنشقة عن أمة الإسلام وأسماها مؤسسة المسجد الإسلامي في عام 1964. مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ عاش كلا من مالكوم ولوثر في نفس الفترة، كان كل واحد منهما خطيبًا ملهمًا لا تنقصه الشجاعة ولا الحجة والفصاحة، كانا متقاربين في السن يراوحان على نفس المدن ويحفهما أتباع كُثر ومخاطر أكثر، وقد اغتيلا في النهاية في فترة متقاربة. كانت الخطابة هي ما رسمت نقاطاً مفصلية للسود في تاريخهم، فقد كانت رفيقة درب للسود الأميركيين في نضالهم، في تلك الفترة كان مالكوم صاحب كاريزما خطابية أكثر إثارة، فحرارته واندفاعه كانتا خير ترجمان لغضب السود وحنقهم، وإن كان لوثر قد قرأ خطبة الحلم - خطبة القرن في أميركا - من ورقة وبكلمات هادئة متقطعة فإن مالكوم لم يقرأ خطبه من ورقة قط ولم تكن كلماته أبداً متقطعة بل كانت كالرصاص لا يهادن. إن الاختلاف الرئيسي بين الاثنين كان في مسألة اختيار الطريق، لقد كان هدف لوثر واضحاً ومحدداً وهو أن يدرك الجنس الأبيض أن الكيان الأسود هو قطعة أصيلة في موزاين هذا المجتمع وأن يتساوى الجميع في حقوقهم تحت ظل مجتمع واحد، أما مالكوم فكان هدفه وهدف أليجا محمد مِن قبله هو القطيعة الكاملة مع البيض وانتظار أحد أمرين إما قارعة إلهية تهلك البيض جميعاً أو العودة بالسود إلى أفريقيا أرضهم الأم، هاجم مالكوم مارتن لوثر مراراً واتهمه مع أتباعه بالجبن والمهادنة والركون إلى الشيطان الأبيض، وكان لوثر دائماً في موقع المدافع كان يحاول شرح وجهة نظره وإيصال خطته النضالية من غير زوائد، وفي لقاء تلفزيوني قال عنه مالكوم: الحج بدأ مالكوم في طور جديد من حياته عندما قرأ كتاباً في تعاليم الإسلام وعن فريضة الحج فأدى الحج في سنة 1379 هـ الموافق عام 1964، وزار العالم الإسلامي ورأى أن الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج بها ألوان مختلفة من الحجيج، فعلِمَ أن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط - كما كان يعتقد - بل هو دين لكل البشرية، قضى بمكة اثنى عشر يوماً ورأى فيها المسلمين بيض وسود كلهم على قلب رجل واحد وبينهم المساواة والمحبة، ولم يكن بينهم أي تمييز. فرأى الإسلام الصحيح عن كثب وتعرف على حقيقته وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه، كما تعلم هناك الصلاة الصحيحة التي كان يجهلها تمامًا. تأثر مالكوم تأثراً شديداً بمشهد الكعبة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين ويقول في ذلك: ورأى الحجيج بعضهم شديدي البياض زرق العيون، لكنهم مسلمون ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيداً عن سرطان العنصرية. الاسم والفكر الجديد التقى مالكوم في رحلة الحج بعدد من الشخصيات الإسلامية البارزة منها الدكتور عبد الرحمن عزام صهر الملك فيصل ومستشاره، وبعد هذه الرحلة غير مالكوم اسمه إلى الحاج مالك شباز، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاماً، وخرج بمعادلة هي: فتلك الصورة التي رآها في الحج غيرت مفاهيمه بإنشاء أمة مسلمة تتكون من السود والبيض معاً - وهو عكس دعوة جماعة أمة الإسلام - فعاد برسالة جديدة يدعو فيها جميع الأعراق والأجناس إلى التعايش بسلام، وعاد باسم جديد كذلك هو الحاج مالك شباز الذي يشير إلى أصوله الأفريقية ليتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا ناشراً فهمه الصحيح للإسلام، فالإسلام كما يذكر مالكوم: يقصد بذلك المسيحية التي حملها المستعمر في حملاته الصليبية على العالم، لقد أصبحت بذلك دعوة مالكوم عالمية فزار العديد من بلاد العالم وخصوصاً في القارة السمراء مؤسساً بذلك منظمة الوحدة الأفروأمريكية. زياراته الخارجية التقى مالكوم الملك فيصل بن عبد العزيز بعد انتهائه من الحج غادر مالكوم جدة في إبريل 1964 والتقى بأحمد بن بلة في الجزائر وجمال عبد الناصر وكثير من رؤوساء الدول الأفريقية، وفي زيارته قابل العديد من العلماء بالسعودية ودخل مصر والسودان والحجاز وتهامة والتقى مع علمائها وقابل شيخ الأزهر ومفتي مصر حسنين مخلوف، وكانت الزيارة بمثابة حياة جديدة وبعث جديد له، فأعلن إسلامه من جديد وعاد لأمريكا ليبدأ مرحلة جديدة وخطيرة من حياته. الدعوة إلى الإسلام تخلص مالكوم من عنصريته الأمريكية في مكة المكرمة نهائياً، ذلك الأمريكي الأسود الذي أسلم على يد جماعة عانت اضطهاد البيض - حركة أمة الإسلام - فقادتها العنصرية البيضاء إلى عنصرية سوداء ورغم أن الإسلام جعل من مالكوم قائداً ينافس مارتن لوثر كينغ شعبية وتأثيراً إلا أنه ظل حاقداً على كل ما هو أبيض فعجزت أمريكا عن اقتلاع عنصريته ومعاناته بل كرستها، أما في مكة فتلاشت عنصريته حين رأى الأبيض والأسود يأكلون من الطبق الذي يأكل منه، ويلبسون الملابس التي يلبسها، ويتوجهون للواحد الأحد عندها كتب من مكة المكرمة عن إسلام بلا فوارق أو ألوان. عاد مالك الشباز لأمريكا سنة 1380 هـ وأعلن براءته من مبادئ حركة أمة الإسلام العنصرية وحاول إقناع زعيمها إليجاه محمد بأخطائه بل ودعاه لزيارة الكعبة ولكنه غضب بشدة واعتبره منشقًا عن الحركة وطرده منها فشكل مالك جماعة جديدة سماها «جماعة أهل السنة» وبدأ يدعو للدين الإسلامي الحق بصورته الصحيحة، وبنفس الحماس السابق المعهود عنه أخذ مالكوم في دعوة المسلمين السود وغيرهم للإسلام وكثر أتباعه خاصة من السود، واشتعلت الفتنة بينه وبين إليجا بعد اتهام مالكوم إليجاه بالزنى. لم تعجب هذه الأفعال زعيم أمة الإسلام إليجا محمد فهدد مالك شباز وأمره أن يكف عن دعوته الحقة وشن عليه حملة إعلامية شديدة لصد الناس عنه ولم تكن هذه الأمور والتهديدات تزيد مالكوم إلا إصرارًا ومواصلة للدعوة بين الناس. وفي 14 فبراير بعد صدور أوامر من أمة الإسلام بقتله أضرموا النار في بيته لكنه نجى، وأخذت الصحف الأمريكية في شن حرب ضده ووصفه بأنه يريد أن يدمر أمريكا ويثير ثورة بين السود، والعجيب أن مالكوم عندما كان يدعو لدعوة أمة الإسلام ذات الطابع العنصري مجدته الصحف وفتح التلفاز له أبوابه، وعندما بدأ يدعو للإسلام الصحيح والسنة الصحيحة هاجموه وحاربوه. لقد كان خروج مالكوم من جماعة أمة الإسلام بمثابة ولادة ثانية له عقب الأولى داخل السجن، فقد بدأ يبصر الأشياء على حقيقتها، وتحرر من أغلال ذاك التنظيم ليبرز زعيماً لا منافس له بين السود الأمريكيين منافحاً عن حقوقهم لكن هذه المرة بعيداً عن ذاك التعصب الأعمى، متأثرةً في هذه المرحلة من حياته برحلة الحجٍ التي تعرف من خلالها على العالم الإسلامي وعلى دين الله الصحيح، فوجد فيه رسالةً لتحرير الإنسان كل الإنسان مهما كان لونه وعرقه من أغلال العبودية والاستغلال، رسالةً كانت أمريكا في ذاك الوقت في أمس الحاجة لفهمها لأن الإسلام كما ذكر مالكوم أثناء حجه: وليس أبلغ من كلمات لوصف هذه الرحلة من ما ذكره مالكوم بنفسه حيث قال: وقد أضحى أعلى صوتاً وأقوى حجة فثار الحقد والضغينة في قلوب جماعة أمة الإسلام ومؤسسها، وقد بدأ رصيدها في الانحدار لتتخذ القرار بإسكاته عن طريق التهديد المتواصل أو قتله إذا اقتضى الأمر، وهذا كله يجري تحت نظر وسمع وكالة المخابرات الأمريكية. زاد مالكوم من نشاطه رغم التهديدات بقتله، فقد قال مالكوم لأحد الصحفيين: قبل وبعد اغتياله محاولة توحيد الصف هناك في الحج بعدما تعرف مالكوم على الإسلام - وكيف ينادي بالمساواة بين الأعراق - تخلى عن اعتقاده بأن البيض شياطين، وعقب ذلك أسس منظمة أسماها مؤسسة المسجد الإسلامي وأخرى حملت اسم منظمة اتحاد الأفارقة الأميركيين، وأخذ يتجه بأفكاره نحو الاشتراكية محاولاً في هذه المنظمة الأخيرة أن يجد أرضية مشتركة للنضال تضم جميع المناضلين السود، وعلى الرغم من سعيه إلى الابتعاد عن النزاع مع منظمة أمة الإسلام إلا أن خصاماً علنياً نشب بين الطرفين فيما بعد، وأمرته المنظمة بإخلاء بيته لأنه ملك لها، نذر مالكوم نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي وحاول تصحيح مفاهيم جماعة أمة الإسلام الضالة، فقوبل بالعداء والكراهية منهم وبدءوا بمضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة يدعو إلى الإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية، إلى الإسلام اللاعنصري - كما أسماه - ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون ودعا إلى التعايش بين البيض والسود - وهو أحد أسباب العداء مع أمة الإسلام - وأحجمت الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد، واتهموه بتحريض السود على العصيان فرد قائلاً: اغتياله بتنامي الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، قامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، ومباشرةً وفي 14 شباط / فبراير 1965 قامت مجموعة بإضرام النيران في بيته إلا أنه نجا وعائلته من النيران، وفي الحادي والعشرين من نفس الشهر الموافق 18 شوال 1384 هـ صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، وخلال المحاضرة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها، وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره، وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلاً، أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسده ليلقى مصرعه على الفور. تم القبض على القتلة الذين تبين أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر من إليجا محمد بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم فلم يُدَن إليجا محمد بشيء. بعد الاغتيال كانت وفاة مالكوم إكس نقطة تحول في سير حركة أمة الإسلام حيث تركها الكثيرون والتحقوا بجماعة أهل السنة وعرفوا دينهم الحق، وتغيرت كثير من أفكار الجماعة خاصة بعد رحيل إليجا محمد وتولية ابنه «والاس محمد» الذي تسمى بـ «وارث الدين محمد» فصحح أفكار الجماعة وغير اسمها إلى البلاليين نسبة إلى الصحابي بلال بن رباح، وجعل المسلمين السود الأمريكيين أقرب ما يكونوا إلى تيار الإسلام الوسطي وكان كل ذلك صدى لأفكار ودعوة مالكوم إكس. وبعد شهر واحد من اغتيال مالكوم إكس أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوماً قانونياً ينص على حقوق التصويت للسود وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو - كلمة إنكليزية تعني الزنجي وتعتبر إهانة في الغالب - التي كانت تطلق على السود في أمريكا. القاتل قامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكب الجريمة - توماس هاجان - وثارت عدة نظريات تقول بأن اغتيال مالكوم إكس كان مؤامرة وقف وراءها مروجو المخدرات أو الإف بي آي أو السي آي ايه، لكن من الراجح أن هذه العملية كانت من عمل منظمة أكبر من منظمة أمة الإسلام، فمالكوم إكس قد تدرج في منظمة أمة الإسلام وهو يعرف مقدرتها وهذا كان أكبر من قدراتها، علق أليكس هيلي كاتب سيرة مالكوم بأن: في أبريل عام 2010 أطلقت السلطات الأمريكية سراح توماس هاجان - قاتل مالكوم إكس - من سجن نيويورك بموجب عفو بعد 45 عاماً من حادثة الاغتيال، وكان توماس هاجان - 69 عاماً - هو الشخص الوحيد الذي اعترف بدوره في اغتيال مالكوم، اعترف هاجان بأنه أطلق النار على مالكوم إكس أثناء إلقائه خطبة في حي هارلم عام 1965 لكنه أصر على أن الرجلين الآخرين المدانين معه في نفس المحاكمة لا علاقة لهما بالأمر وتمسك الرجلان الآخران بأنهما بريئان، فأطلق سراحهما بموجب عفو في الثمانينات من القرن الماضي. وتقدم هاجان - الذي أبدى الندم على فعلته مراراً - بستة عشر طلباً للعفو خلال سنوات سجنه لكن لم يستجب لطلبه إلا في شهر مارس 2010، يذكر أن السلطات الأمريكية قد سمحت لهاجان بقضاء خمس ليال في الأسبوع في منزله خلال السنوات الاثنتين والعشرين الأخيرة من فترة سجنه. الإرث الثقافي تعد مأساة استعباد الأفارقة السود على يد المستوطنين الأمريكيين طوال 400 عام أحد أشد فصول التاريخ عنفاً ووحشيةً في المقابل نشأت فصول من المقاومة والنضال قام بها الأفارقة السود منذ الأيام الأولى لاستعبادهم وإلى يومنا هذا، مشكلة ملحمة من البطولة والنضال تكاد لا توازيها تجربة أخرى في العالم من حيث تنوعها وعمقها التاريخي وآثارها على التاريخ الإنساني، ويعد مالكوم إكس من أهم قادة الحركة التحريرية رغم أن فترة نشاطه السياسي لا تتجاوز العقد من الزمان. تنبع أهمية حقبة مالكوم من عدة أسباب، فقد ظهر في فترة كان التيار السائد فيها هو تيار اللاعنف في حين كان مالكوم ينادى بأن على السود الأخذ بأسباب القوة وبالدفاع عن النفس بكل الوسائل الضرورية فكان أن جذب عدداً كبيراً من الناس إلى المقاومة العنيفة التي شكلت - مع التيارات التحريرية الأخرى - ضغطاً على الحكومة الأمريكية دفعها إلى إجراء تغييرات جذرية في القوانين المجحفة بحق السود. كذلك طور مالكوم الكثير من الأفكار والمبادرات التي غيرت من مسار نضال السود في أميركا ومهدت السبل لظهور عدة منظمات وأفكار على الساحة السياسية بعد غيابه مثل حزب الفهود السود وفكرة قوة السود، فشكلت أفكاره مكوناً أساسياً لا غني عنه من مكونات نضال السود في أمريكا. كتابه أمضى مالكوم إكس السنوات الأخيرة من حياته وهو مشغول في أغلب وقته بتفريغ على الأقل ساعة أو ساعتين يوميًا في نهاية اليوم وهو منهك ولا يتركها أبدًا، إلا في حالة سفر، وقد تكون على الهاتف، وهو يقابل أليكس هيلي ويخبره بقصة حياته. وقد استمر الوضع هكذا حتى توفي مالكوم عام 1965، فأكمل أليكس هيلي القصة بذكر طريقة وفاته وبتفصيل كبير ومن مصادر كثيرة. وقد أصدر الكتاب عام 1965 ويعتبر الكتاب من الكتب المؤثرة كثيرًا - كما كان مالكوم إكس نفسه مؤثرًا - في تاريخ الأمريكي الأسود. بعنوان السيرة الذاتية لمالكوم إكس كما أخبرها لأليكس هايلي. ممتلكاته اكتُشِفت وثائق ومستندات حول الجريمة التي اتهم بها مالكوم إكس وتسببت في حبسه في الأربعينيات. وكانت من بين ألف غرض استخرج مؤخراً واشتراه أحد محبي جمع التحف الإفريقية الأمريكية بالاشتراك مع مؤسسة مالكوم إكس الحقوقية، تعود تلك الوثائق والممتلكات للموسيقي الراحل مالكوم شورتي، الذي أمضى فترة سجنه مع مالكوم إكس وكان أحد أقرب أصدقائه، استقبلت المؤسسة الواقعة في نيبراسكا تلك الممتلكات وعرضتها مناصفة مع متحف موبايل للتاريخ الإفريقي، الذي يقع في ديترويت مكان ولادة الإسلام في أمريكا. وقال رئيس مؤسسة مالكوم إكس الحقوقية إنه من حق الجميع رؤية تلك المجموعة. الفيلم السينمائي تم إنتاج فيلم مالكوم إكس عام 1992 وأخرجه المخرج سبايك لي، يدور حول سيرة حياة مالكوم إكس، كان هذا الفيلم هو أول فيلم غربي يقوم بتصوير بعض المشاهد في مكة المكرمة، بإذن من الهيئة الشرعية، وقد تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في كل من الولايات المتحدة ومصر وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية. تلقى الفيلم ترشيحين لجائزة الأوسكار عام 1993 عن فئة أفضل ممثل في دور رئيسي - دنزل واشنطن وعن فئة تصميم الأزياء - روث كارتر - وترشيح واحد لجوائز الجولدن جلوب عن فئة أفضل ممثل في فيلم درامي، تم عرض الفيلم أول مرة في مهرجان برلين السينمائي، حيث فاز واشنطن بجائزة أفضل ممثل. يوم مالكوم إكس يوم مالكوم إكس هو يوم عطلة رسمي في ذكرى ميلاده في كل من ولاية كالفورنيا وفي ولاية جورجيا وفي العاصمة واشنطن، تخليداً وتكريماً لمسيرته، تم اختيار تاريخ 19 مايو من كل عام ليكون مخصصاً لهذه العطلة السنوية، وأحياناً تكون في يوم الأحد من الأسبوع الثالث في شهر مايو. مسجد رقم 7 مسجد رقم 7 في حي هارلم في نيويورك، هو أحد المعالم المهمة في ذلك الحي، وهو أول مسجد مارس فيه مالكوم إكس الدعوة إلى الإسلام - وفق أفكار حركة أمة الإسلام - حتى استقالته منها عام 1964. المسجد الذي تأسس في عام 1946 تصر وسائل الإعلام على تسميته معبد بدلاً من المصطلح الإسلامي لمكان العبادة مسجد، في عام 1965 وتحديداً بعد اغتيال مالكوم إكس تم تفجير المسجد وتدميره تماماً ما حدا بجماعة أمة الإسلام بنقل اسم المسجد إلى مكان آخر تمارس به الأنشطة بهدوء ونظام بعد أن تم تغيير اسمه إلى مسجد محمد رقم 7 من قبل الحركة. تم ترميم بقايا المسجد المتحطم وإعادة بنائه من قبل بعض المسلمين في الحي، كما تم تصميم هندسة شكل المسجد الجديد من المهندس شباث براون وتم إطلاق اسم مالك الشباز عليه من قبل المساهمين في إعادة بنائه تكريماً وتخليداً لجهود مالكوم إكس. مدرسة مالكوم إكس في عام 1972 تم إطلاق اسم مالكوم إكس على مدرسة للتعليم الثانوي في ولاية نيو جيرسي تكريماً وتخليداً لسيرته وجهوده، المدرسة التي تأسست في عام 1914 تضم في الأقصى 60 معلماً وتستوعب ما بين 600 إلى 831 طالباً، وتُقدم وجبة الغداء مجاناً لجميع طلابها. كلية مالكوم إكس كلية مالكوم إكس هي جزء من مدينة شيكاغو الجامعية بنظام دراسي من عامين - دبلوم - أسست عام 1911 وكانت أول الكليات افتتاحاً بين كليات المدينة الجامعية، من المفارقة التاريخية أن هذه الكلية أطلق عليها رسمياً من قبل حكومة الولاية اسم كلية ثيودور هرتزل من عام 1934 إلى عام 1969 وهو الأمين العام للحركة الصهيونية ومنشئها وربيبها، وفي عام 1969 تم تغيير اسمها إلى كلية مالكوم إكس تكريماً لجهوده ونضاله في سبيل العدالة الاجتماعية وحقوق السود في التعليم والتجارة والمساواة والكرامة، تخصص الكلية علومها في الطب المساعد إضافة إلى 18 تخصص مختلف في علوم التمريض والعناية بالصحة. انظر أيضًا دو بويز فريدريك دوغلاس روزا باركس مارتن لوثر كينغ أمير بركة المصادر المراجع السيرة الذاتية لمالكوم إكس كما أخبر أليكس هايلي. الصادرة عام 1965. روابط خارجية مالكوم إكس يرويها طارق السويدان. يرويها أيمن الظواهري. موقع مالكوم إكس الموقع غير الرسمي - من متطوعين. موقع مالكوم إكس العربي الموقع غير الرسمي - من متطوعين. من إخراج سبايك لي المعنونة باسم «بأي وسيلة ممكنه». بعد عودته من الحج. الإسلام هو الدين الأمثل لأمريكا. الله هو إله اليهود والنصارى والمسلمين. يظهر فيه ماهية وفاة مالكوم إكس. إضافة إلى خاتمة من إعداد المخرج سبايك لي. الفلم الوثائقي مالكوم إكس عن قرب اشتراكيون أمريكيون اشتراكيون مسلمون العنصرية في الولايات المتحدة أشخاص اشتهروا لكونهم موضوع صور محددة أشخاص قتلوا في مدينة نيويورك أشخاص كافحوا ضد العنصرية والكراهية أشخاص من كوينز أعضاء سابقون في حركة أمة الإسلام أفارقة أمريكيون قتلوا أفارقة أمريكيون مسلمون سنة أمريكيون أدينوا بالسطو أمريكيون أعضاء في رجال دين أدينوا بجرائم أمريكيون أفارقة مسيحيون سابقون أمريكيون بروتستانت سابقون أمريكيون مغتالون أمريكيون من أصل إسكتلندي أمريكيون من أصل غرينادي أمريكيون ناشطون بحقوق الإنسان أهداف الكوينتيليبرو إسلاميون أمريكيون بروتستانت دخلوا في الإسلام تاريخ إفريقي أمريكي في أوماها (نبراسكا) تاريخ إفريقي أمريكي في بوسطن تاريخ إفريقي أمريكي في مدينة نيويورك ثوريون أمريكيون جرائم قتل في الولايات المتحدة 1965 رجال دين من أوماها (نبراسكا) رجال دين من بوسطن رجال دين من مدينة نيويورك سجناء ومعتقلون في ماساتشوستس شهداء مسلمون ضحايا قتل ذكور قادة دينيون مغتالون كتاب أمريكيون في القرن 20 كتاب سيرة ذاتية أمريكيون كتاب غير روائيين أفارقة أمريكيون كتاب غير روائيين أمريكيون كتاب غير روائيين أمريكيون في القرن 20 كتاب غير روائيين ذكور أمريكيون كتاب قتلوا كتاب مذكرات أمريكيون كتاب مذكرات أمريكيون في القرن 20 كتاب مذكرات في القرن 20 كتاب مسلمون كتاب من أوماها (نبراسكا) كتاب من بوسطن كتاب من كوينز (نيويورك) كتاب من مدينة نيويورك كتاب وكاتبات أمريكيون في القرن 20 مسلمون في القرن 20 معاداة السامية في الولايات المتحدة معارضون أمريكيون مواليد 1340 هـ مواليد 1343 هـ مواليد 1925 مواليد في أوماها (نبراسكا) ناشطو حركة الحقوق المدنية ناشطو حقوق مدنية أمريكيون ناشطو حقوق مدنية أمريكيون مغتالون ناشطون أفارقة أمريكيون في القرن 20 ناشطون أمريكيون أفارقة ناشطون مسلمون أمريكيون ناشطون من ولاية نيويورك وفيات 1381 هـ وفيات 1384 هـ وفيات 1965 وفيات بإطلاق النار في مانهاتن وفيات بإطلاق النار في مدينة نيويورك وفيات على خشبة المسرح وفيات في نيويورك نقاد أمريكيون في المسيحية
2987
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84
تفاضل
حساب التفاضل هو فرع من فروع الرياضيات يندرج تحت حساب التفاضل والتكامل (Calculus)، يختص بدراسة معدل تغير دالة ما (y = ƒ(x بالنسبة للمتغير المستقل (x). أول المسائل التي يعنى هذا الفرع الرياضي بدراستها هو الاشتقاق. مشتقة الدالة (y = ƒ(x عند نقطة ما تصف السلوك الرياضي والهندسي للدالة عند هذه النقطة أوعند النقاط القريبة جدًا منها، والمشتقة الأولى للدالة عند نقطة معينة تساوي قيمة ميل المماس للدالة عند هذه النقطة، وبصفة عامة فإن المشتقة الأولى للدالة عند نقطة معينة تمثل أفضل "تقريب خطي" للدالة عند هذه النقطة. عملية إيجاد المشتقات تسمى "التفاضل"، والنظرية الأساسية لحساب التفاضل والتكامل تنص على أن التفاضل هو العملية العكسية للتكامل، تماماً كما تعد عمليتا القسمة والطرح عمليتين عكسيتين للضرب والجمع على التوالي. للتفاضل تطبيقات متعددة، ففي الفيزياء مثلا: المعدل الزمني للتغير في إزاحة جسيم متحرك هي سرعة الجسيم والمعدل الزمني للتغير في الإزاحة هو تفاضلها بالنسبة للزمن، أما تفاضل السرعة بالنسبة للزمن فيعطي العجلة، وللتفاضل أهمية أيضًا في قوانين نيوتن فالقانون الثاني ينص على أن القوة هي المعدل الزمني للتغير في كمية التحرك (أي تفاضل كمية التحرك بالنسبة للزمن)، كذلك من تطبيقاته إيجاد معدل التفاعل لتفاعل كيميائي، وفي بحوث العمليات تحدد المشتقات أوالتفاضلات الطرق المثلى لتصميم المصانع ونقل المواد أو الخامات أو المنتجات. تستخدم المشتقات في إيجاد القيم العظمى والصغرى للدالة. المعادلات التي تتضمن تفاضلات (مشتقات) تسمى المعادلات التفاضلية، وهي من المعادلات الأساسية والهامة في توصيف الظواهر الطبيعية. تظهر المشتقات في العديد من مجالات الرياضيات كالتحليل العقدي، والتحليل الدالي، والهندسة التفاضلية، ونظرية القياس، والجبر المجرد. المبدأ يعتمد التفاضل على إيجاد معادلة لإيجاد الميل عند نقطة معينة عن طريق تقليل الفرق بين التغير في قيم س إلى صفر تقريبا وهذا هو الاشتقاق إذ أن قاعدة الميل هي: Δص\Δس () إذن Δس تؤول إلى صفر () أي أن س2-س1---->صفر () أي أن س2---->س1 () وبما أن Δس لا تساوي صفر ولكن تقترب منها فإن القيمة لا تصبح غير معرفة () أي أن : Δس---->صفر () = : س2---->س1 () = : س2---->س1 () ومن هنا نستنتج أن الاشتقاق هو ميل مماس نقطة معينة في المنحنى، ونستنتج أيضا أن المماس ليس مارا بنقطة واحدة، وإنما بنقطتين البعد السيني بينهما قريب جدا من الصفر أي أنه يؤول إلى الصفر وتكتب صيغة الإشتقاق كالآتي: طريقة الحل نقوم بالاشتقاق معتمدين على حساب النهايات وفرض متغيرات مختلفة، فمثلًا: كمتغيرات: Δس = س2 - س1 س1 = س2 - Δس س2 = Δس + س1 ونفرض Δس = هـ أو يمكننا فرض س2 = ج ونقوم بدلًا من كتابة ص بكتابة ق(س) أي أن المعادلة النهائية هي: ق(س2) - ق(س1)\س2 - س1 : س2---->س1 = ق(س + هـ) - ق(س)\هـ : هـ----> صفر = ق(ج) - ق(س)\ج - س : ج----> س1 مثال أوجد مشتقة س2 وحسب القانون : ق(س+هـ)-ق(س)\هـ : هـ ----> صفر ونعوض في المعادلة س²+2س هـ+هـ²-س²\هـ : هـ---->صفر نحل المعادلة س²-س²+هـ(2س+هـ)\هـ : هـ---->صفر = هـ(2س+هـ)\هـ : هـ---->صفر = 2س+هـ : هـ---->صفر = 2س وفعلا مشتقة س² = 2س وكقاعدة عامة، فإن مشتقة أي كثير حدود درجته أكبر من صفر هي: ق(س) = أسع+ب س(ع-1)+...+ج قَ(س) = (أ×ع)س(ع-1)+(ب(ع-1))س(ع-2)+...+0 الاشتقاق الضمني هذا الاشتقاق يعمد إلى إيجاد ميول المماسات في الاقترانات التي ليست اقترانات، حيث يعجز الاشتقاق العادي عنها. فتمثيل الاشتقاق يكون ب (دص\دس) تمثيلا لكتابة ص بواسطة س، أي أن ص = أسع+وسك+... أي أن قيمة ص تحدد بقيمة س وإذا أخذنا الاشتقاق (دس\دص) فإننا وقتها نعتبر قيمة س تتغير وفقا ل ص أي أن س = أصع+وصك+... إذن دص\دس تعبر عن ق(س) وكذلك دس\دص يعبر عن ق(ص) ودائما يتغير المتغير الذي في الأعلى ويبقى الذي في الأسفل ثابتا. .. مثال إذا أردنا إيجاد دص\دس في الاقتران ق(س) = س³+3س²-2س+4 ( ) قَ(س) = 3س²+6س-2 () وهذا وفقا لتعميم والحل بالطريقة الجديدة قَ(س) = 3س²(دس\دص)+6س(دس\دص)-2(دس\دص) وبما أن دس\دص= 1 فإنها لا تؤثر على النتيجة ويكون الجواب النهائي : قَ(س) = 3س²+6س-2 النهايات إن المبدأ الأساسي لحساب التفاضل وكذلك لحساب التكامل المحدد يعتمد اعتمادا كبيرا على فكرة النهايات ولقد ابتدع كل من إسحاق نيوتن وجوتفريد ليبنتز العلاقة بين التفاضل والتكامل ومن ثم فإليهما يرجع الأساس في اكتشاف علم التفاضل والتكامل وتجدر الإشارة إلى أن جهودهما كانتا منفصلتان كل عن الآخر لذلك فقد ساهم كل منهما مساهمة كبيرة في اكتشاف وتطور هذا العلم. مراجع ملاحظات إذا كانت دص\دس = 1 فليس صحيحا أن دص = دس فهو رمز رياضي يعبر عن الاشتقاق ويعبر عن الميل وعن التعبير عن ص بواسطة س في المعادلة. اشتقاق (رياضيات) أقرأ أيضا تفاضل كامل التفاضل والتكامل حساب التفاضل والتكامل حساب تفاضلي
2990
https://ar.wikipedia.org/wiki/23%20%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1
23 فبراير
23 فبراير أو 23 شُباط أو يوم 23 \ 2 (اليوم الثالث والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم الرابع والخمسون (54) من السنة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 311 يومًا لانتهاء السنة، أو 312 يومًا في السنوات الكبيسة. أحداث 1660 - الملك كارل الحادي عشر يتولى عرش السويد. 1797 - القوات الفرنسية تشن هجوماً فاشلاً على المملكة المتحدة. 1883 - ولاية ألاباما الأمريكية تسن أول قانون لمنع الاحتكار. 1887 - زلزال يضرب الريفييرا الفرنسية ويخلف ألفي قتيل. 1893 - رودولف ديزل يحصل على براءة اختراع محركات الديزل. 1903 - الولايات المتحدة تستأجر خليج جوانتانامو من كوبا إلى الأبد. 1904 - الولايات المتحدة تحصل على حقوق التحكم بمضيق بنما مقابل عشرة ملايين دولار. 1905 - المحامي بول هاريس وثلاثة آخرون من رجال الأعمال يشكلون في شيكاغو أول نادي للروتاري في العالم. 1919 - بينيتو موسوليني يؤسس الحزب الفاشي في إيطاليا. 1934 - الملك ليوبولد الثالث يتولى عرش بلجيكا. 1941 - لأول مرة يتم عزل وإنتاج البلوتونيوم. 1944 - قيام الاتحاد السوفياتي بتهجير قسري للشيشان. 1953 - احتجاب مجلة الرسالة عن الصدور بعد أن ظلت عشرين عامًا المجلة الأدبية الأولى في الوطن العربي والتي اشترك في تحريرها كبار الكتاب في مصر والوطن العربي، وكان يرأس تحريرها الأديب أحمد حسن الزيات. 1966 - اللجنة العسكرية في حزب البعث بقيادة صلاح جديد تنقلب على القيادة القومية في الحزب ومن بينهم مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ. 1980 - تفجير أمام مبنى وزارة الخارجية في لبنان يودي بحياة الطفلة مايا ابنة القيادي في القوات اللبنانية بشير الجميل مع ثلاثة من مرافقيها. 1981 - عسكريون يستولون على البرلمان الإسباني ويحتجزون جميع أعضائه، عُرفت هذه المحاولة النقلابية الفاشلة ب 23-ف. 1991 - قوات التحالف تدخل العراق مؤذنة ببداية المعارك البرية في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت. 1999 - محكمة تركية تدين الزعيم الكردي عبد الله أوجلان بالخيانة. 2005 - الشرطة الإسرائيلية تطلب الحصول على 61 مليون شيكل وهو ما يعادل 13.2 مليون دولار أمريكي بهدف القيام بإجراءات أمنية داخل المسجد الأقصى بحجة حمايته. 2014 - رئيس وزراء إستونيا أندروس أنسيب يقدم استقالته بعد تسع سنوات من توليه منصبه. 2015 - إعلان فوز فيلم الرجل الطائر كأفضل فيلم - إيدي ريدماين كأفضل ممثل - جوليان مور كأفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والثمانين. 2017 - قُوَّات من الجيش السوري الحر تسترجع مدينة الباب في شمال سوريا من تنظيم داعش. 2018 - عشرات الجرحى والقتلى في تفجير سيارة مفخخة أمام مسجد بمدينة بنغازي شرقي ليبيا. النيابة العسكرية المصرية توقف سامي عنان رئيس الأركان السابق بعد إعلان ترشحه للرئاسة. مواليد 1646 - توكوغاوا تسونايوشي، شوغون ياباني. 1685 - جورج فريدريك هاندل، موسيقي ألماني. 1751 - هنري ديربورن، طبيب وميجر جنرال في القوات البرية للولايات المتحدة وخامس وزير حرب (وزير دفاع حالياً) للولايات المتحدة الأمريكية. 1784 - أبو بكر الملا الأحسائي، وفقيه حنفي وشاعر وكاتب سعودي. 1867 - محمد أبو عز الدين، قاضي وكاتب لبناني. 1879 - كازيمير ماليفيتش، فنان روسي. 1929 - بدر نوفل، ممثل مصري. 1930 - حسام مهيب، رائد الرسوم المتحركة والخدع السينمائية والإعلانات، مصري. 1934 - نعمة، مغنية تونسية. 1946 - أناتولي بانيشفسكي، لاعب ومدرب كرة قدم سوفيتي. 1954 - فيكتور يوشتشينكو، رئيس أوكرانيا. 1955 - ناجية الربيع، ممثلة سعودية. 1960 - الأمير ناروهيتو، ولي العهد في اليابان. 1967 - حسن عسيري، ممثل سعودي. 1968 - بيتو أورتيز، كاتب بيروفي. 1971 - أتسشي كيسايتشي، ممثل أداء صوتي ياباني. 1979 - حلا شيحة، ممثلة مصرية. حنان مطاوع، ممثلة مصرية. 1981 - غاريث باري، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1983 - أسامة عبد السلام، لاعب كرة قدم ليبي. أحمد حسام، لاعب كرة قدم مصري. إيميلي بلنت، ممثلة إنجليزية. 1985 - أحمد مبارك، لاعب كرة قدم عُماني. 1994 - داكوتا فانينغ، ممثلة أمريكية. 2012 - الأميرة أستل، الابنة الأولى لولية العهد السويدية. وفيات 715 - الوليد بن عبد الملك، خليفة أموي. 1821 - جون كيتس، شاعر إنجليزي. 1848 - جون كوينسي آدامز، رئيس الولايات المتحدة السادس. 1855 - كارل فريدريش جاوس، عالم رياضيات وفيزياء ألماني. 1921 - الشيخ سالم المبارك الصباح، حاكم الكويت التاسع. 1944 - ليو بيكلاند، عالم كيمياء أمريكي. 1956 - عبد الكريم الممتن، فقيه مسلم وشاعر سعودي. 1965 - ستان لوريل، ممثل إنجليزي. 1966 - ثريا فخري، ممثلة مصرية. 1969 - الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، ثاني ملوك المملكة العربية السعودية. 1973 - ديكنسون ريتشاردس، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1956. 1974 - فوزي الجزايرلي، ممثل مصري. 1976 - علي الهاشمي، شاعر وكاتب وخطيب العراقي. 1981 - ناصر العصيمي، نائب في مجلس الأمة الكويتي. 1996 - حسين كامل حسن، وزير التصنيع العسكري العراقي وصهر الرئيس الراحل صدام حسين. 1997 - هنري بركات، مخرج مصري. 2000 - ستانلي ماثيوس، لاعب ومدرب كرة قدم إنجليزي. عوفرة حازة، مغنية إسرائيلية. 2002 - يوسف المطرف، مغني كويتي. أعياد ومناسبات اليوم الوطني في بروناي. عيد الجمهورية في غيانا. يوم المدافع عن أرض الآباء في روسيا. يوم القصبة في الجزائر وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية فبراير
2991
https://ar.wikipedia.org/wiki/9%20%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
9 أكتوبر
9 أكتوبر أو 9 تشرين الأوَّل أو يوم 9 \ 10 (اليوم التاسع من الشهر العاشر) هو اليوم الثاني والثمانين بعد المئتين (282) من السنوات البسيطة، أو الثالث والثمانين بعد المئتين (283) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 83 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 768 ـ تتويج كارلومان الأول وشارلمان ملكين على الفرنجة. 1238 - خايمي الأول ملك أراغون يغزو بلنسية ويضمها إلى مملكته. 1264 - بعد ثورة المدجنين، التي ساندها المغاربة ومملكة غرناطة، ورغم نجاحها في عدة مدن، استطاع ألفونسو العاشر ملك القشتاليين بحصار واحتلال مدينة شريش وطرد كل المسلمين. القوات البحرية لإمارة العزفيين، تحت قيادة أبو القاسم العزفي، تدخل مدينة أصيلا وتضمها. 1446 - نشر أبجدية هانغول في كوريا. 1514 - زواج الملك لويس الثاني عشر ملك فرنسا بالملكة ماري تيودور. 1558 - تأسيس مدينة ماردة في فنزويلا. 1595 - الجيش الإسباني يستولي على مدينة كامبراي الفرنسية. 1760 - الإمبراطورية الروسية تستولي على مدينة برلين إبان حرب السنوات السبع. 1804 - تأسيس مدينة هوبارت عاصمة تسمانيا. 1806 - بروسيا تعلن الحرب على فرنسا. 1812 - اشتباك في بحيرة إري بين قطع بحرية أمريكية وبريطانية ينجم عنه استيلاء الأمريكيين على سفينتين بريطانيتين وذلك أثناء حرب 1812. 1820 - غواياكيل تعلن استقلالها عن إسبانيا. 1824 - إلغاء العبودية في كوستاريكا. 1888 - افتتاح نصب واشنطن رسميًا للجمهور. 1911 - صلح دعان بأن اليمن ولاية تابعة للسلطنة العثمانية. 1917 - الأمير فؤاد يصبح سلطانًا على مصر وذلك بعد وفاة أخيه السلطان حسين كامل. 1962 - الإعلان عن استقلال أوغندا. 1967 - إعدام الثائر الأرجنتيني تشي جيفارا في بوليفيا وذلك بعد يوم واحد من اعتقاله ومحاكمته في محاكمة ميدانية سريعة. 1973 - إسرائيل تعلن عن فقدها السيطرة على خط بارليف الدفاعي على شاطئ قناة السويس واستيلاء القوات المصرية عليه بالكامل وذلك بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب العربية ضدها. 2001 - مجلس الأمن الدولي يؤيد بالإجماع الضربات الأمريكية على أفغانستان باعتبارها عملًا مشروعًا بسبب رفض حكومة طالبان في أفغانستان تسليم أسامة بن لادن المتهم الأول في هجمات 11 سبتمبر. 2009 - منح جائزة نوبل للسلام لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وذلك نظير مجهوداته في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب. 2011 - وقوع أحداث ماسبيرو في العاصمة المصرية القاهرة والتي أدت لسقوط 27 قتيلًا. 2013 - جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 2013 منحت لكل من مارتين كاربلوس ومايكل لويت وأريه وارشيل. 2014 - الروائي الفرنسي باتريك موديانو يفوز بجائزة نوبل في الأدب لسنة 2014. 2015 - جائزة نوبل للسلام تمنح للرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي. 2017 - الأمريكي ريتشارد ثالر يحصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لمساهماته في الاقتصاد السلوكي. 2018 - سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي لدى الأمم المتحدة تُعلن أنها ستستقيل من منصبها في نهاية سنة 2018. 2019 - تركيا تعلن الشروع في عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا باسم نبع السلام ضد المناطق الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية. 2020 - منح جائزة نوبل للسلام لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. مواليد 1581 - كلود غاسبارد باشي دي ميزيرياك، عالم رياضيات فرنسي. 1757 - الملك شارل العاشر، ملك فرنسا. 1852 - هيرمان إميل فيشر، عالم كيمياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1902. 1873 - شوارتز شيلد، عالم كيمياء وفلكي ألماني. 1879 - ماكس فون لاوه، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1914. 1888 - نيكولاي بوخارين، سياسي سوفيتي. 1892 - إيفو أندريتش، أديب صربي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1961. مارينا تسفيتايفا، شاعرة روسية. 1898 - توفيق الحكيم، أديب وروائي مصري. 1906 - سيد قطب، كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري. ليوبولد سنغور، رئيس السنغال الأول. 1907 - جاك تاتي، مخرج وممثل فرنسي. 1920 - يوسف لطيف، فنان جاز أمريكي. 1933 - بيتر مانسفيلد، عالم فيزياء بريطاني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2003. 1938 - هاينز فيشر، رئيس جمهورية نمساوي. 1940 - جون لينون، مغني وشاعر وعازف إنجليزي في فرقة البيتلز. 1942 - شكري غانم، سياسي واقتصادي ليبي. 1946 - تانسو تشيلر، سياسية واقتصادية تركية. 1950 - صفاء أبو السعود، ممثلة ومذيعة مصرية. جودي ويليامز، أكاديمية أمريكية حاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1997. فاسيلي إيورداتش، مدرب ولاعب كرة قدم روماني. 1952 - شارون أوزبورن، مذيعة وكاتبة أغاني إنجليزية. 1953 - هيلموت رولدر، لاعب كرة قدم ألماني. توني شلهوب، ممثل أمريكي من أصل لبناني. 1954 - عبد الوهاب حسين، سياسي معارض بحريني. 1961 - نهال عنبر، ممثلة مصرية. 1964 - وفاء سالم، ممثلة سورية. 1966 - خالد الحربي، ممثل سعودي. ديفيد كاميرون، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1967 - إدي غوريرو، مصارع مكسيكي. 1972 - كوكي مياتا، ممثل أداء صوتي ياباني. حمزة إدريس، لاعب كرة قدم سعودي. 1973 - عبد الله الباروني، ممثل كويتي. كارلوس بافون، لاعب كرة قدم هندوراسي. 1974 - رانيا فريد شوقي، ممثلة مصرية. 1975 - مارك فيدوكا، لاعب كرة قدم أسترالي. 1976 - سام ريغل، مؤدي أصوات أمريكي. 1977 - إيمانويلي بيلاردي، لاعب كرة قدم إيطالي. مشعل المطيري، ممثل سعودي. 1979 - براندون روث، ممثل أمريكي. 1980 - نرمين ماهر، ممثلة مصرية. إبراهيم فضيل، لاعب كرة قدم مالديفي. 1982 - أنتونيو مندونكا، لاعب كرة قدم أنغولي. فهيد بن خلف الله، لاعب كرة قدم تونسي فرنسا. فايز السبيعي، حارس مرمى سعودي. 1984 - حسين فاضل، لاعب كرة قدم كويتي. جمال مصباح، لاعب كرة قدم جزائري. 1994 - جوديل فيرلاند، ممثلة كندية. 1996 - بيلا حديد، عارضة أزياء أمريكية من أصل فلسطيني. وفيات 1917 - السلطان حسين كامل، سلطان مصر. 1918 - جوزيف فون كاراباسك، مستشرق نمساوي. 1934 - أبو القاسم الشابي، شاعر تونسي. 1943 - بيتر زيمن، عالم فيزياء هولندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1902. 1959 - كامل كيلاني، كاتب وأديب مصري ، رائد أدب الطفل في العالم العربي. 1967 - تشي جيفارا، ثائر أرجنتيني. 1982 - آنا فرويد، محللة نفسية، ابنة سيغموند فرويد. تعد من أوائل مؤسسي التحليل النفسي للطفل. 1987 - وليم مورفي، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1934. 1995 - أليك دوغلاس هوم، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1998 - محمد علي الحمامي، فقيه جعفري عراقي. 2010 - موريس آلياس، اقتصادي فرنسي حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1988. 2021 - أبو الحسن بني صدر، سياسي إيراني كان أوَّل رؤساء جمهورية بلاده. أعياد ومناسبات اليوم العالمي للبريد. عيد الاستقلال في أوغندا. عيد استقلال غواياكيل في الإكوادور. يوم الهانغول في كوريا الجنوبية. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. أرشيف مصر: حدث في مثل هذا اليوم BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أكتوبر أيام ميلادية
2993
https://ar.wikipedia.org/wiki/10%20%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3
10 مارس
10 مارس أو 10 آذار أو يوم 10 \ 3 (اليوم العاشر من الشهر الثالث) هو اليوم التاسع والستون (69) من السنة البسيطة، أو اليوم السبعون (70) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 296 يوما لانتهاء السنة. أحداث 1220 - سقوط مدينة بخارى أمام قوات المغول بقيادة جنكيز خان بعد حصار دام ثلاثة أيام، وقام المغول بطرد أهل بخارى، وقتلوا من بقي بداخل المدينة وأنهوا عملهم الوحشي بإحراق المدينة. 1814 - إرغام نابليون بونابرت على الانسحاب من «معركة لاون» في فرنسا. 1906 - بريطانيا تنزل البارجة المدرعة البحرية الحربية إلى البحر في ميناء بورتسموث، وهي البارجة التي كانت أول سفينة في العالم في ذلك الوقت مزودة بمحركات توربينية، كما كانت في ذلك الوقت أكبر سفينة في العالم حيث كان وزنها حوالي 18 ألف طن. 1910 - إلغاء الرق في الصين. 1983 - إلقاء القبض على مجموعة يهودية متطرفة حاولت اقتحام المسجد الأقصى في الليل من طرفه الجنوبي والاستيطان فيه، وكان بعض أفراد المجموعة مدججين بالسلاح ويرتدون الزي العسكري الإسرائيلي ويحملون معاول وأكياس مليئة بالمتفجرات، وقد ذكر أن هؤلاء من مستوطني كريات أربع وطلاب مدرستها الدينية وهم أعضاء في حركة كاخ التي يتزعمها مائير كاهانا. 1996 - أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح ورئيس فنلندا مارتي أهتيسآري يفتتحان برج التحرير في مدينة الكويت. 2004 - مجلس النواب الفرنسي يوافق على مشروع قرار يحظر ارتداء الحجاب أو أي رموز دينية أخرى في المدارس والمؤسسات الحكومية. 2016 - اختيار أحمد أبو الغيط أمينًا عامًّا جديدًا لجامعة الدول العربية خلفاً لنبيل العربي اعتبارًا من أول يوليو. 2017 - تونس تعلن عن عثورها على لمخطوطة نادرة من التوراة تعود للقرن الخامس عشر. المحكمة الدستوريَّة في كوريا الجنوبيَّة تؤيد عزل رئيسة البلاد باك غن هي، ويتسلم الرئاسة بالإنابة رئيس الوزراء هوانغ غيو أن إلى حين إجراء انتخابات جديدة. 2019 - سُقُوط طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية الرحلة 302 بُعيد إقلاعها بِوقتٍ قصيرٍ من مطار أديس أبابا بولي الدولي ومقتل جميع الرُكَّاب على متنها، وعددهم 157 راكبًا. 2021 - وفاة حامد باكايوكو رئيس وزراء ساحل العاج إثر إصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 56 عامًا. وتعيين باتريك أتشي قائمًا بأعمال رئيس الوزراء. 2023 - انهيار بنك وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وهو أكبر فشل مصرفي منذ الأزمة المالية عام 2008. مجلس الشعب الصيني يُعيد انتخاب شي جين بينغ رئيسًا للصين للمرة الثالثة. مواليد 1452 - فرناندو الثاني، ملك أرغون. 1503 - فرديناند الأول، إمبراطور الرومانية المقدسة. 1854 - ألكسندر الثالث، إمبراطور روسيا السابع عشر. 1923 - فال فيتش، عالم فيزياء أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1980. 1924 - هاجر حمدي، ممثلة مصرية. 1933 - عبد الحميد كشك، داعية وعالم مسلم وقارئ مصري. 1936 - جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم - فيفا. 1938 - يوسف داود، ممثل مصري. 1940 - تشاك نوريس، ممثل أمريكي. 1947 - كيم كامبل، رئيسة وزراء كندا. 1952 - مورغان تسفانغيراي، رئيس وزراء زيمبابوي. 1953 - إيناس الدغيدي، مخرجة مصرية. 1954 - رياض الصالح الحسين، شاعر سوري 1955 - يسرا، ممثلة مصرية. 1957 - أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. 1958 - شارون ستون، ممثلة أمريكية. 1964 - إدوارد إيرل وسكس، ابن ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية. 1972 - رانيا محمود ياسين، ممثلة مصرية. 1973 - كريس سوتون، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1976 - هيفاء وهبي، مغنية وممثلة لبنانية. 1977 - بيتر إنكلمان، لاعب كرة قدم فنلندي. 1981 - صامويل إيتو، لاعب كرة قدم كاميروني. ستيفن ريد، لاعب كرة قدم أيرلندي. 1984 - أوليفيا وايلد، ممثلة أمريكية. 1985 - لاسانا ديارا، لاعب كرة قدم فرنسي. 1988 - إيفان راكيتيتش، لاعب كرة قدم كرواتي. 1991 لويزينهو، لاعب كرة قدم برازيلي. بهاء الفرا، منافس ألعاب قوى فلسطيني 1992 - إميلي أوسمنت، ممثلة ومغنية أمريكية. وفيات 1598 - شمس الدين الداودي المقدسي، عالم مسلم ومدرس وشاعر شامي. 1792 - جون ستيوارت، رئيس وزراء المملكة المتحدة. 1940 - ميخائيل بولغاكوف، روائي مسرحي روسي. 1942 - وليم هنري براغ، عالم فيزياء إنجليزي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1915. 1948 - جان مازاريك، سياسي ودبلوماسي تشيكوسلوفاكي. 1951 - كيجيورو شيديهارا، رئيس وزراء اليابان. 1962 - جوان مارش، مصرفي ورجل أعمال ومهرب إسباني. 1966 - فريتس زيرنيكه، عالم فيزياء هولندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1953. 1970 - محمد يوسف الشريقي، حقوقي وسياسي وشاعر سوري أردني. 1973 - أنطون قازان، محامي وشاعر لبناني. 1989 - محمد علي الصالح، شاعر وسياسي وصحفي فلسطيني. 1994 - عبد القادر علولة، كاتب مسرحي جزائري. 2004 - زكي ناصيف، ملحن ومغني لبناني. 2005 - شوقي ضيف، أديب وعالم لغوي مصري. وليد قنباز، شاعر وكاتب سوري. 2010 - محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر. 2013 - محمد بن زارع العمري، معمر سعودي. 2021 - علي مهدي محمد، سياسي صومالي، شغل منصب رئيس الصومال الرابع. حامد باكايوكو، سياسي عاجي، شغل منصب رئيس وزراء ساحل العاج. 2022 - لؤي حسين، كاتب وسياسي سوري. أعياد ومناسبات يوم الانتفاضة التبتية في التبت. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية مارس
2995
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
كردستان
كُردِستَان أو بِلَادِ الكُردِ هي منطقة جغرافية ثقافيّة في الشرق الأوسط، تمتد من جبال زاغروس إلى الجزيرة الفراتية، وهي اليوم مكونة من جنوب شرق تركيا، وشمال العراق، وشمال غرب إيران، وأجزاء من شمال سوريا. وتمتد بحسب بعض التعاريف إلى أجزاء من جنوب القوقاز. شهدت المنطقة العديد من السلالات والإمارات والمشيخات الكرديّة عبر التاريخ. بدأت القضية الكردية في العصر الحديث بالظهور حين قُسمت كردستان لأول مرة بين دولتين بعد معركة جالديران التي اندلعت في عام 1514 بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والصفويين بقيادة إسماعيل الصفوي. لتبرم الدولتان في عام 1555 معاهدة أماسيا التي نصت على تعيين الحدود، والتي تم بموجبها تقسيم كردستان رسمياً. وتبعتها معاهدة زهاب في عام 1639 ومعاهدة أرضروم الأولى في عام 1823 ومعاهدة أرضروم الثانية في عام 1847 واتفاقية طهران في عام 1911 واتفاقية تخطيط الحدود في عام 1913. وعقب الحرب العالمية الأولى وتبعاتها من سقوط الدولة العثمانية، قُسمت أراضيها بين أربع دول هم تركيا والعراق وسوريا وإيران. وعلى الرغم من أنه كانت من ضمن أحكام معاهدة سيفر التي رسمت حدود الشرق الأوسط، قيام دولة كردستان المستقلة في جنوب شرق الأناضول، إلى جانب إجراء استفتاء في آب / أغسطس عام 1922 في المناطق الكردية الواقعة ضمن ولاية الموصل، لضمها إلى دولة كردستان المقترحة. ومع ذلك أخضعت المنطقة لتركيا بموجب معاهدة لوزان بين تركيا وبريطانيا وفرنسا. وقررت عصبة الأمم في جمعيتها السابعة والثلاثين في 16 ديسمبر عام 1924 في جنيف، ضم جميع الأراضي الواقعة تحت "خط بروكسل" إلى المملكة العراقية لتلحق مناطق ولاية الموصل بالمملكة في عام 1925. شهد القرن العشرون العديد من الثورات الكردية وقيام كيانات كردية مختلفة مثل الدولة الكردية (1918-1919)، ومملكة كردستان، وكردستان الحمراء وجمهورية أرارات وجمهورية مهاباد. يتضمن التاريخ الحديث للكرد أعمال عنف وإبادة وتمردات إلى جانب النزاعات المسلحة المستمرة. اكتسبت كردستان العراق لأول مرة وضع الحكم الذاتي في اتفاقية عام 1970 مع الحكومة العراقية بعد سنوات من القتال، وتمكن كرد سوريا الذين شاركوا في الحرب الأهلية السورية من إنشاء مناطق تتمتع بالحكم الذاتي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. بينما تواصل الحركات الكردية السعي إلى مزيد من الحقوق الثقافية والحكم الذاتي أو الاستقلال في جميع أنحاء كردستان. التاريخ التاريخ القديم عاشت في كردستان في العصور القديمة مجموعات مختلفة، من بينها شعوب أسلاف الكرد مثل الجوتيون والحوريون والمانيون أو أخرى مثل الأرمن. كان موطن المانيين الأصلي يقع شرق وجنوب بحيرة أرومية، تقريبًا حول مهاباد الحديثة. خضعت المنطقة للحكم الفارسي في عهد كورش الكبير وداريوس الأول. كانت مملكة كوردوين، التي انبثقت عن الإمبراطورية السلوقية المتدهورة، تقع في الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة وان بين بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين وحكمت شمال بلاد ما بين النهرين وجنوب شرق الأناضول من 189 قبل الميلاد إلى 384 بعد الميلاد باعتبارها تابعة الإمبراطورية الفرثية أو الإمبراطورية الرومانية المتنافستين. أصبحت كوردوين مقاطعة تابعة للجمهورية الرومانية في عام 66 قبل الميلاد وظلت متحالفة مع الرومان حتى عام 384. بعد عام 66 قبل الميلاد، مرت خمس مرات أخرى بين روما وبلاد فارس. كانت كوردوين تقع إلى الشرق من تيغرانوسيرتا، أي إلى الشرق والجنوب من آمد (ديار بكر الحالية) في جنوب شرق الأناضول. ربط بعض المؤرخين علاقة كوردوين بالاسم الحديث لكردستان؛ تم التأكيد على ارتباط مشترك في «موسوعة كولومبيا». كردستان في الدليل العثماني ورد ذكر كردستان في خطاب سليمان القانوني عاشر السلاطين العثمانيين وخليفة المسلمين الثمانين، الذي أرسله إلى ملك فرنسا قائلًا معاهدة لوزان وكردستان معاهدة لوزان وتعرف أحيانا باسم «معاهدة لوزان الثانية» (تم توقيعها في 24 يوليو/تموز 1923) كانت معاهدة للسلام وقعت في لوزان، سويسرا تم على إثرها تسوية وضع الأناضول وتراقيا الشرقية (القسم الأوروبي من تركيا حاليا) في الدولة العثمانية وذلك بإبطال معاهدة سيفر التي وقعتها الدولة العثمانية كنتيجة لحرب الاستقلال التركية بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى والجمعية الوطنية العليا في تركيا (الحركة القومية التركية) بقيادة مصطفى كمال أتاتورك. قادت المعاهدة إلى اعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت الإمبراطورية العثمانية. حددت المعاهدة حدود عدة بلدان مثل اليونان وبلغاريا وتركيا والمشرق العربي. تنازلت فيها تركيا عن مطالبها بجزر دوديكانيسيا وقبرص ومصر والسودان والعراق وسوريا، كما تنازلت تركيا عن امتيازاتها في ليبيا التي حددت في الفقرة 10 من معاهدة أوشي بين الدولة العثمانية ومملكة إيطاليا في 1912 (كامل الفقرة 22 في معاهدة لوزان 1923). في المقابل، أعيد ترسيم الحدود مع سوريا بما يشمل ضم أراض سورية واسعة إلى تركيا، وتضم من الغرب إلى الشرق مدن ومناطق مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة وعنتاب وكِلِّس ومرعش واورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر. عرفت هذه المناطق باسم الأقاليم السورية الشمالية. وجدير بالذكر أن معاهدة لوزان نصت على أن تتعهد أنقرة بمنح معظم سكان تركيا الحماية التامة والكاملة، ومنح الحريات دون تمييز، من غير أن ترد أية إشارة للكرد فيها، كما لم تجر الإشارة إلى معاهدة سيفر، وعدّ الكرد هذه المعاهدة خيبة أمل للقوميين الكرد نتيجة لعدم تنفيذ طموحهم في إنشاء دولة خاصة بهم في شرق الأناضول. التسمية تسمية «كردستان» والتي تُترجم إلى «بلاد الكرد»، تم توثيقها لأول مرة في السجلات السلجوقية في القرن الحادي عشر. «كردستان» كانت تهجئًا لـ Curdistan سابقًا. أحد الأسماء القديمة لكردستان هو كوردوين. كانت إيالة كردستان في القرن التاسع عشر هي المرة الأولى التي استخدمت فيها الدولة العثمانية مصطلح «كردستان» للإشارة إلى وحدة إدارية بدلاً من منطقة جغرافية. وفقًا للعالم الكردي والإيراني غارنيك اساتريان: وفقاً للكاتب فرهاد بيربال، في كتابه دراسات في تاريخ الكرد، ص 37 إلى 43، لم توجد وحدة إدارية ولا في خارطة سياسية، باسم «كردستان» في فترة الحكم الإسلامي إلى نهاية الدولة العباسية سنة 1258م، بل كان يقال للمناطق الكردية، عراق العجم، عراق العرب، وأرمينيا والجبال، وكان أول ظهور لغوي عُثر عليه لكلمة «كردستان» بوصفها إقليماً أو ولاية إدارية مستقلة في عهد السلطان سنجر السلجوقي في القرن الثاني عشر الميلادي، ومنذئذٍ بدأ استعمال كردستان في مصطلحات الجغرافية. تندرج اللغة الكردية ضمن مجموعة اللغات الآريّّة التي تضم اللغات الكردية والارمنية والشيشانية والالبانية والإنكليزية والألمانية والفرنسية والفارسية والبشتونية والطاجيكية ولغات أخرى عديدة، والتي تمثل فرعاً من أسرة اللغات الهندوأوروبية المنحدرة من اللغة السنسكريتية الآرية، وكلمة كردستان مؤلفة من جزئين، الأول منها هو «كرد» نسبة إلى الشعب الكردي، والجزء الثاني منها هو «ستان» وتعني موطن أو مكان. لقد عرفت المنطقة منذ زمن بعيد بأرض الكرد، ففي عصر حضارات ما بين النهرين عُرفت المنطقة بتسميات متعددة ولكنها ذات دلالة واحدة ومعنى واحد، كان السومريون يسمون المنطقة كورا قوتيوم وتعني أرض كاردا، أما الأشوريون فكانوا يسمونها كورتي كما في الالواح المسمارية، والبابليون كانوا يسمونها قاردو، والإغريق سمُّوها قاردوتشوي، والرومان كوردرين، وكان العرب المسلمون يسمونها ''إقليم الجبال أو . التوزيع الجغرافي يطلق اسم كردستان حيث تركز الكرد تاريخيا، وحيث تشكلت الثقافة واللغة والهوية القومية تاريخيا. ظهرت كلمة كردستان كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقي سنجر القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق عليها اسم كردستان. كانت هذه الولاية تشتمل على الأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان وهي مناطق (سنا، دينور، همدان وكرمنشاه، إضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاجروس، مثل (شاره زور وكويئ سه نجق). تتوزع كردستان بصورة رئيسية في العراق وإيران وتركيا، كما ينتشر الكرد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق. وتشكل كردستان ما يقارب مساحة العراق الحديث. تختلف التقديرات بشأن تعداد الكرد بما بين 36 إلى 45 مليون، يتوزعون بنسبة 25% في تركيا (20 مليون)، %17.5 في إيران (12 مليون)، %27 في العراق (8.5 مليون)، %15 في سوريا (3.6 مليون)، وفي الدول الأوروبية (1.5 مليون)، وفي الاتحاد السوفيتي السابق بنسبة (0.5 مليون). تركيا يتركز الكرد في 21 محافظة تركية البالغ عددها 81، تقع في شرقي تركيا وجنوبها الشرقي، وهي: أرزنجان، وأرضروم وقارص وملطية وتونجيلي وإيلازيغ وبينكل وموش وأغري ـ باتمان وآدي يمان وديار بكر وسيرت وبتليس ووان وشانلي عُرفة وماردين ـوهكاري وشرناق وغازي عنتاب ومرعش. إيران يتركز الكرد في غرب إيران في محافظات: محافظة أذربيجان الغربية إلى الغرب من بحيرة أورمية، مناطق (ماكو، قطور، شاه بور)، وفي جنوب البحيرة في منطقة مهاباد.بوکان، سردشت. محافظة كردستان، وعاصمتها سِنّا أو سنندج.سقز، بانە، دهگلان، بیجار، مریوان محافظة كرمنشاه وقصر شيرين روانسر، جوانرود، باوە. محافظة إیلام ومركزها إیلام. کرند غرب، دهلران، سنقر. أما الكرد اللوريين فيسكنون محافظات: لرستان وتشهار محال بختياري وبوير أحمد. وهناك مناطق كردية معزولة في محافظات: خراسان وفارس وكرمان وقم وطهران. العراق يتركز الكرد في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية وكالآتي: محافظة السليمانية ومحافظة أربيل ومحافظة كركوك ومحافظة دهوك ومناطق سنجار وعقرة من محافظة نينوى. وكذلك في منطقتَي (خانقين ومندلي) من محافظة ديالى حيث يجاورون كرد إيران إلى الغرب من جبال زاغروس، وكذلك في منطقتي (بدرة وجصان) من محافظة واسط (لورستان الصغرى)، كذلك ينتشر اللر في مدينتي العمارة والكوت. سوريا يقطن الكرد في الشمال والشمال الشرقي، حيث يجاورون الأكراد في تركيا في إقليم الجزيرة الفراتية (محافظة الحسكة) حيث ينتشرون في مناطق: الحسكة والقامشلي والمالكية ورأس العين وعامودا والدرباسية ومعبدة وعلوانكي) وعين العرب (كوباني) وعفرين وميدان أكبس (جبل حلب) في (محافظة حلب). أرمينيا حول العاصمة يريفان، ونخجوان. أذربيجان في منطقة قرا باغ. بقية العالم كما يعيش الكرد خارج الدول المذكورة، إذ توجد تجمعات كردية في دول الإتحاد السوفيتي السابق مثل روسيا وطاجيكستان وجورجيا ويتواجدون أيضاً في باكستان وأفغانستان وبلوشستان ولبنان والأردن، وفي عدد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد ودول أخرى متعددة. الأديان والمذاهب في كُردستان كان الأكراد القدماء يدينون بالمعتقدات الآرية القديمة (المثرائية)، ثم تحولوا إلى دين زردشت الذي خرج من بينهم ونشر تعاليمه في مختلف أنحاء البلاد الأيرانية، أستمر الأكراد بأتباع الديانة الزرادشتية طيلة حكم الميديين ثم الساسانيين، وحتى الفتح الإسلامي لمناطق الدولة الساسانية، حينئذ انتشر الإسلام بينهم فقد كانت الأتفاقية المنعقدة بين الجيوش الإسلامية الفاتحة من جهة وبين «المزربان» والى الأمبراطورية الساسانية على المناطق الكردية من جهة أخرى تقضي بأحتفاظ الأكراد بأرواحهم وأموالهم ومعتقدهم الديني مقابل التبعية للدولة الإسلامية الجديدة ودفع الجزية، كما كانت قلة من الأكراد الخاضعين للحكم الروماني قد تحولوا للدين المسيحي نتيجة «لقمع» الرومان وأضهادهم لأتباع الديانات الأخرى، وما زال يوجد في أنحاء كردستان من هم متمسكون ببعض المعتقدات الزرادشتية ومنهم الأيزيديين. أصبح الدين الإسلامي هو دين الأغلبية الكردية، والكرد في غالبيتهم من أهل السنة ويتبعون المذهب الشافعي، ومنهم نسبة قليلة من الشيعة يتركزون في جنوب كردستان، وكان للأكراد دور فعال ومؤثر خلال التاريخ الإسلامي الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا، تنتشر بين الكرد الطرق الصوفية التي تختلف عن بعضها اختلافاً بسيطاً، وأكثر الطرق شيوعاً هي الطريقة القادرية والطريقة النقشبندية. لقد لعب علماء الدين الإسلامي الذين يدعون (ملا) في كردستان، دوراً بارزاً وإ يجابياً في الحركة الوطنية التحريرية الكردية من حيث الولاء لها والانخراط فيها وقيادتها. ومن الأكراد من يعتنق أديان أخرى كالمسيحية واليهودية والأيزيدية، واليارسانية. أما اليهود في كردستان العراق فقد هاجروا إلى إسرائيل والولايات المتحدة بداية عام 1948 مع بقية يهود العراق، وهم معروفون الآن كجالية كردية يهودية في إسرائيل. الجغرافيا والطبيعة كردستان منطقة جبلية ذات حدود طبيعية، تقع بين درجتَي العرض 34° و 39° ودرجتَي الطول 37° و 46°. تحدها من الغرب جبال طوروس والهضبة العليا لما بين النهرين، الجزيرة وجبال ماردين السفلى. أما في شرقيها فتقع سلسلة جبال كردستان في الرقعة المحصورة بين بحيرتَي أورمية وبحيرة وان. وفي الجنوب الشرقي تقع جبال زاغروس. وتبدأ حدود هذا الأقليم الجبلي الواقع جنوبي جبال آغري (أرارات) من منتصف المسافة ما بين جنوب غرب بحر قزوين وجنوب شرق البحر الأسود، ممتدة داخل آذربيجان الإيرانية وجمهورية أرمينيا، وقسم كبير من شرقي الأناضول التركي. وتنحدر جنوباً حتى مشارف الجزيرة الفراتية العليا في شمال سورية والعراق (دون أن تصل إلى سورية) وشمال شرق العراق فوسط القسم الغربي من إيران. وتنتهي في الجنوب بخط وهمي يمتد من مندلي العراقية إلى كرمنشاه الإيرانية. تُقدَّر المساحة الكلية لكردستان بنحو 409,650 كم2. يقع منها 194,400 كم2 في تركيا، و 124950 كم2 في إيران، و 72 ألف كم2 في العراق. ويبلغ طول كردستان إذا قيست من الشمال إلى الجنوب ألف كم. أما معدل العرض فهو 200 كم في الجزء الجنوبي ثم يتزايد شمالاً حتى يبلغ 750 كم. إن أعلى جبال كردستان هو جبل آغري الكبير (أرارات الكبير)، حيث يبلغ ارتفاعه 5,258 م عن سطح البحر، ثم جبل رَشكو في منطفة جيلو ـ داغ، ويبلغ ارتفاعه 4168 م، ثم جبل آغري الصغير (أرارات الصغير) وارتفاعه 3,925 م. إن كردستان برمّتها مرتفعة ارتفاعاً ملحوظا، إذ يتراوح ارتفاعها بين ألف و 1500 م فوق مستوى سطح البحر، بل هناك مدن تقع على ارتفاع كبير مثل (بيجار) التي تعلو 1920 م، وفي المقابل ثمة مدن تقع على ارتفاع أقلّ مثل (أربيل) والبالغ ارتفاعها 430 م فوق سطح البحر، وتقع على تخوم الصحراء العراقية. المناخ يسود سهول كردستان مناخ شبه استوائي. ومعدل الأمطار يتراوح سنوياً بين 200 و400مم. أما الأراضي المنخفضة المنحصرة بين سلاسل الجبال فيتراوح معدل الأمطار السنوي فيها بين 700 وألفي مم، وقد يصل أحياناً إلى ثلاثة آلاف مم. وهذه الأراضي تغطيها الغابات عادة ويجري خلالها عدد من الأنهار والجداول. أما المناخ في وديان كردستان الوسطى فهو قارّي إلى حدّ ما، وقد يكون قاحلاً، إذ يتراوح المعدل السنوي للمطر بين 300 و500مم. ويبلغ الفرق بين درجتَي الحرارة الدنيا والقصوى 80 ْمئوية، إذ تنخفض الحرارة في قرا كوسه الواقعة في شمالي كردستان إلى 30° ـ 35° تحت الصفر. وترتفع درجة الحرارة في الصيف في كردستان الجنوبية إلى 35° ـ 45° في كرمنشاه، وإلى 40° ـ 45° في خانقين. الأنهار ينبع من جبال كردستان أربعة أنهار كبيرة: نهر آراس: يجري في إقليم بينجول في تركيا ويصب في بحر قزوين. ويبلغ طوله 920 كم. نهر دجلة: ينبع من بحيرة جولجوك (Golcuk) في أواسط طوروس الجنوبية الشرقية شمال مدينة ديار بكر في تركيا ويصب في الخليج العربي. نهر الفرات: وينبع فرعه المسمى قرا صو، من دوملو تبه شمال أرضروم. وينبع فرعه المسمى نهر مراد من آلا داغ الواقعة بين بحيرة وان وجبال آغري في تركيا. ويلتقي الفرعان في شمالي غربي مدينة ألازيغ ليكوِّنا نهر الفرات الذي يخترق الأراضي السورية والعراقية ليصب في الخليج العربي. نهر قيزيل أوزان: ينبع من جنوب غرب مدينة ديوان دَرَه في إيران. ويجري في إقليمَي زنجان وميانه ثم في جنوب مدينة رَشت حيث يسمى سفيد رود، ليصب في بحر قزوين. ومن أنهار كردستان كذلك الزاب الكبير الذي يجري في تركيا والعراق، والزاب الصغير، وكلاهما يصب في نهر دجلة. وعموماً فإن المناطق الكردية تمتلك مصادر وفيرة للمياه. إن أكثر الأنهار والمياه تنبع من المرتفعات الشمالية كالفرات وفرعَيه، ودجلة وروافده. وهناك نهيرات عديدة يصب بعضها في بحيرة وان، وبعضها الآخر في بحيرة أورمية الواقعة في إيران شرق البحيرة الأولى. البحيرات تقع في الجزء الشمالي الغربي من إقليم كردستان بحيرتان هما: وان، ومساحتها 3765 كم2 وهي شديدة الملوحة، وأورمية ومساحتها ستة آلاف كم2. وتوجد بحيرة خامزار جولجوك (Golcuk) شمال دياربكر عند منبع دجلة. وبحيرة زيفار في منطقة سِـنّا، قرب مه ريوان في إيران. الزراعة تحيط بكردستان الجبال الشامخة من كل الجهات سوى القسم الجنوبي الغربي. وأكثر الجهات صلاحاً للزراعة هو القسم الجنوبي والجنوب الشرقي، حيث حوضي نهر دجلة ونهر الفرات وروافدهما مثل الزاب الكبير والزاب الصغير ونهر الخابور. وأعلى الجبال في كردستان هي تلك الواقعة في الشمال الشرقي. وهي مكسوّة بالغابات الكثيفة ومحاطة بأودية خصيبة. ولذا فهي آهلة بالسكان صيفاً وشتاءً، وحافلة بالقرى والمدن، بخلاف سلسلة الجبال الفاصلة بين الحدود التركية والإيرانية، فإنها جرداء لا غابات فيها ولا كلأ، إذ تتكون من صخور بركانية صلدة ذات أخاديد وهُوىً سحقية، مما يجعل اقتحامها مستحيلاً على أشد الجيوش بأساً. معرض صور المراجع وصلات خارجية إسلام اونلاين موسوعة المقاتل حركة استقلال كردستان دول مقترحة غرب آسيا مصطلحات سياسية مناطق تاريخية مناطق مقسمة مناطق نفوذ ثقافي
3003
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%20%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%8A
منطق ضبابي
المنطق الضبابي أو العائم أو الغيمي ، هو توسيع وامتداد لمفهوم المنطق القديم. تعريف وبدايات منطق الغموض هو أحد أشكال المنطق، يستخدم في بعض الأنظمة الخبيرة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، نشأ هذا المنطق عام 1965 على يد العالم الأذربيجاني الأصل «لطفي زادة» من جامعة كاليفورنيا حيث طوّره ليستخدمه كطريقة أفضل لمعالجة البيانات، لكن نظريته لم تلق اهتماماً حتى عام 1974 حيث استخدم منطق الغموض في تنظيم محرك بخاري، ثم تطورت تطبيقاته حتى وصلت لتصنيع شريحة منطق ضبابي والتي استعملت في العديد من المنتجات كآلات التصوير.هناك العديد من الدوافع التي دفعت العلماء إلى تطوير علم المنطق الضبابي فمع تطور الحاسوب والبرمجيات نشأت الرغبة في اختراع أو برمجة أنظمة يمكنها التعامل مع المعلومات الغير الدقيقة على غرار الإنسان لكن هذا ولد مشكلة حيث أن الحاسوب لا يمكنه التعامل إلا مع معطيات دقيقة ومحددة. وقد نتج عن هذا التوجه ما يعرف بالأنظمة الخبيرة أو الذكاء الاصطناعي ويعتبر علم المنطق الضبابي أحد النظريات التي يمكن من خلالها بناء مثل هذه الأنظمة. المفهوم العام منطق الضباب بالمعنى الواسع هو منظومة منطقية تقوم على تعميم للمنطق التقليدي ثنائي القيم، وذلك للاستدلال في ظروف غير مؤكدة. وبالمعنى الضيق فهو نظريات وتقنيات تستخدم المجموعات الضبابية التي هي مجموعات بلا حدود قاطعة. يمثل هذا المنطق طريقة سهلة لتوصيف وتمثيل الخبرة البشرية، كما أنه يقدم الحلول العملية للمشاكل الواقعية، وهي حلول بتكلفة فعالة ومعقولة، بالمقارنة مع الحلول الأخرى التي تقدم التقنيات الأخرى. المفاهيم والمفردات الأساسية في علم المنطق الضبابي المجموعة التقليدية والمجموعة الضبابية المجموعة التقليدية في المجموعة الكلاسيكية أو التقليدية يمكن لعنصر ما إما أن ينتمي للمجموعة وإما أنه لا ينتمي لها بتاتا. فلنعتبر مثلا المجموعة A ومجموعة U. إذا قمنا بتعريف الدالة التي تعطي لكل عنصر من عناصر المجموعة U درجة انتمائه إلى المجموعة A ، وذلك عبر إعطائها الرقم 1 في صورة انتماء العنصر للمجموعة أي إذا كان عنصر المجموعة U أي العنصر x ينتمي للمجموعة A. أما إذا كان العنصر x لا ينتمي لـ A فإن الدالة تعطيه الرقم 0 أي وعلى ذلك فإنه يمكن التعبير عالي الدالة كالآتي: المجموعة الضبابية في المجموعة الضبابية يمكن لعنصر ما أن يكون منتمي إلى حد معين للمجموعة. لنأخذ مثالا: لنعتبر المجموعة A مجموعة درجات الحرارة التي تصنف كباردة (باردة بالنسبة للإنسان) ولنعتبر المجموعة U هي كل درجات الحرارة التي يمكن أن توجد في الكون مثلا ولنأخذ من المجموعة U العنصر x=-100 هذه درجة حرارة باردة جدا ولذلك فهي تنتمي تماما للمجموعة A أي أما إذا أخذنا درجة x=+500 فإن هذه الدرجة من الحرارة حارة جدا ولذلك العنصر x لا ينتمي أبدا إلى A. إلى الآن لم نخرج عن استعمالات المنطق الكلاسيكي أو التقليدي كما هو مبين أعلاه ولكن لنأخذ الآن درجة الحرارة 12 درجة أي x=12. في المنطق التقليدي ليس لدينا إلا احتمالين إما أن x ينتمي أو أنه لا ينتمي ل A. في المنطق الضبابي يمكن أن نقول أن x ينتمي مثلا إلى درجة 50% إلى A أي أن درجة حرارة 12 درجة هي نصف باردة نصف معتدلة مثلا أي وهنا نرى الاختلاف في تعريف الدالة حيث تعرف رياضيا كالآتي: حيث يمكن للدالة أن تعطي نتائج بين 0 و1 على عكس الأمر في المنطق الكلاسيكي حيث لا تعطي الدالة إلا رقم 1 أو رقم صفر العمليات على المجموعات الضبابية هناك العديد من العمليات التي يمكن إجرائها على المجموعات الكلاسيكية منها: التقاطع ويرمز للعملية ب أو الدمج ويرمز للعملية ب أو العكس ويرمز للعملية ب أو في المجموعات الضبابية أو المنطق الضبابي يمكن استعمال هذه العمليات أيضا ولكن دعنا ندرس كيفية القيام بهذه العمليات في المنطق الكلاسيكي ونقارنها بالعملية في المنطق الضبابي. العكس لنأخذ مثلا عملية العكس أي أو حيث A هي مجموعة الدرجات المعتدلة وB هي أي درجات الحرارة الغير معتدلة فماهي العلاقة بين دالة الانتماء و العلاقة موضحة في الصورة أسفله حيث في المنطق الكلاسيكي يجب مثلا على درجة حراة معتدلة أن تنتمي كليا لـ A وفي نفس الوقت لا تنتمي بتاتا ل B أي مثلا درجة الحرارة المعتدلة 20 يجب أن تكون تخضع للعلاقة وفي نفس الوقت وهذا تجسيد للمنطق الكلاسيكي حيث درجة الحراة 20 إما أن تحسب على المجموعة المعتدلة أو غير المعتدلة وليس من الممكن أن تكون 20 درجة في نفس الوقت معتدلة وغير معتدلة. هذا يمكن تحقيقه إذا كانت دالة الانتماء وتكون كما هي مبيتة في الرسم أعلاه. يجدر الإشارة إلى أن هذه ليست إلا إمكانية تحقيق فكرة العكس في المنطق ويمكن طبعا استعمال عمليات أخرى عوض عملية الطرح إذا كانت تؤدي نفس المعنى إلا أن استعمال عملية الطرح للقيام بالعكس هي الأكثر شيوعا ويمكن استعمال عملية الطرح في المنطق الضبابي أيضا. التقاطع يمكن تعريف عملية التقاطع في المنطق الضبابي وفي المنطق الكلاسيكي على حد السواء كما هو الحال لعملية العكس أي باستعمال عمليات رياضية على دالات الانتماء ولكن في التقاطع عوض استعمال عملية الطرح عادة ما تستعمل عملية min الدمج يمكن تعريف عملية الدمج في المنطق الضبابي وفي المنطق الكلاسيكي على حد السواء كما هو الحال لعملية العكس أي باستعمال عمليات رياضية على دالات الانتماء ولكن في الدمج عوض استعمال عملية الطرح عادة ما تستعمل عملية max تطبيقات الذكاء الاصطناعي يستخدم المنطق الضبابى في تصميم وتحليل بعض الشبكات العصبية الاصطناعية. تحكم عملياتى التحكم العملياتى هو في الإنجليزية process control ويتعلق أيضا بالتحكم الآلى automatic control. وتتضمن معظم التطبيقات التحكم في المتغيرات الحركية (الميكانيكية) للآلة بناء على المدخلات الآتية من المستشعرات البيئية. بعض التطبيقات كما يلى: آلات تصوير الفيديو: استشعار حركة الأشياء التي تقوم الكاميرا بتصويرها وأيضا أي اهتزاز من قبل الكاميرا. السيارات: توفير إمكانية التحكم في السرعة cruise control حيث تقوم دائرة المنطق الضبابى بحساب التسارع والتحكم في أثر حقن المزيد من الوقود أو تشغيل الفرامل. تكييف الهواء: القيام بتخفيض الحرارة تدريجيا حتى الوصول إلى المستوى المراد. غلايات السفن: مراقبة درجة الحرارة والضغط والمحتوى الكميائي للمحافظة على الاستقرار. الغسالات: مراقبة الحِمل نوعية الأنسجة وكمية المنظف لتحقيق الأمثلية optimize the cycle في دورة الغسل. مبدأ المنطق الضبابي القاعدة الأساسية: المنطق الضبابي هو أحد أشكال الغموض والذي حير العلماء ولكن ليس من الضروري الآن الشرح الكامل للمنطق الضبابي وإنما نكتفي بتعريفه وتبيين استعمالاته في عام 1965 اكتشف لطفي زادة المنطق الضبابي عندما كان يعمل في جامعة كاليفورنيا حيث لاحظ أن الصح والخطأ لا تكفي من أجل تمثيل كافة الأشكال المنطقية وخاصة المشاكل التي تواجهنا حاليا. فالمنطق الكلاسيكي يعتمد على 0 أو 1 فقط وهذا ما يعتمد عليه الكثير من العلاقات في حين توجد علاقات أخرى يكون فيها الموضع الذي فيها يمكن اعتباره صحيح جزئيا أو خاطئ جزئيا في نفس الوقت. وبشكل عام نقول أن: (n) =1 fѕ عندما n Є S، (n) = 0 fѕ عندما xلا تنتمي إلى S. و هذا ما هو موضح بالشكل حيث أن تغير صغير في قيمة X تجعلها تتغير من set1 إلى set 2 بينما المنطق الضبابي يصف لنا علاقة التابع بشكل أشمل وأعم من ذلك حيث أن الحالة يمكن أن تكون حالة وسط بين الحالتين المألوفتين كما في العلاقة التالية: ففي المنطق الضبابي يكون الانتقال بين الوضعين بشكل تدريجي لذلك يمكن في هذه المرحلة أن نعتبر الوضع يأخذ كلا الحالتين معا حيث أن تغير صغير في قيمة الدخل يسبب زيادة في التغير وليس تغيرا تاماً. المعالجة إن نظام معالجة المنطق الضبابي يدمج داخل ما يسمى وحدة استنتاج ضبابية FIU (fuzzy inferencing unit) تضم هذه الوحدة ثلاث وحدات أساسية للمعالجة هي: الوحدة الأولى: تضم نظام الإدخال والإخراج. الوحدة الثانية: التزويد من قبل المستخدمين. الوحدة الثالثة: تقوم بمعالجة القاعدة المعطاة. طريقة المعالجة يوجد الكثير من التوابع في المنطق الضبابي ونذكر مثالا عليها الشكل التالي: العمليات على المجموعات الضبابية هناك العديد من العمليات التي يمكن إجرائها على المجموعات الكلاسيكية منها: • التقاطع ويرمز للعملية ب أو • الدمج ويرمز للعملية ب أو • العكس ويرمز للعملية ب تطبيقات المنطق الضبابي الذكاء الاصطناعي يستخدم المنطق الضبابى في تصميم وتحليل بعض الشبكات العصبية الاصطناعية. التحكم العملياتي التحكم العملياتي ويتعلق أيضا بالتحكم الآلي automatic control. وتتضمن معظم التطبيفات التحكم في المتغيرات الحركية (الميكانيكية) للآلة بناء على المدخلات الآتية من المستشعرات البيئية. بعض التطبيقات كما يلى: • آلات تصوير الفيديو: استشعار حركة الأشياء التي تقوم الكاميرا بتصويرها وأيضا أي اهتزاز من قبل الكاميرا. • السيارات: توفير إمكانية التحكم في السرعة cruise control حيث تقوم دائرة المنطق الضبابى بحساب التسارع والتحكم في أثر حقن المزيد من الوقود أو تشغيل الفرامل. • تكييف الهواء: القيام بتخفيض الحرارة تدريجيا حتى الوصول إلى المستوى المراد. • غلايات السفن: مراقبة درجة الحرارة والضغط والمحتوى الكميائي للمحافظة على الاستقرار • الغسالات: مراقبة الحِمل نوعية الأنسجة وكمية المنظف لتحقيق الأمثلية optimize the cycle في دورة الغسل. مراجع اختراعات أذربيجانية اختراعات إيرانية تأويلات الاحتمال حوسبة ذكاء اصطناعي منطق في علم الحاسوب
3006
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86
البايات الحسينيون
البايات الحسينيون أو آل الحسين بن علي: سلالة من البايات حكمت في إيالة تونس سنوات 1705-1957 م. وتنحدر أصولها من كريت كان مؤسس السلالة الحسين بن علي (1705 - 1735م) قائدا على فرقة الخيالة في الجيش العثماني. بعد اضطراب الأوضاع السياسية في إيالة تونس، استولى على الحكم على حساب المراديين ثم أخذ يستقل بالأمر حتى أصبحت دولته كيانا قائما بذاته (على حساب الأتراك العثمانيين). أدت الحروب العائلية التي عرفتها دولة الحسينيين في تونس في عهد ابن أخ المؤسس علي باشا (1735-1756 م) إلى غزو البلاد سنة 1756 م، ثم قيام وصاية على الإيالة من طرف إيالة الجزائر (الدايات). استعادت الدولة عافيتها أثناء عهد علي باي بن حسين (1759-1782 م) ثم حمودة باشا بن علي (1782 - 1814 م). سميت هذه الفترة بالفترة الذهبية. بعد أن احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830م، أصبحت تونس تحت رحمة القوى الأوروبية، كما أصبح اقتصادها مرتبطا بها أكثر. حاول أحمد باي (1837-1855 م) ثم محمد الصادق بن حسين (1859-1882 م) القيام بإصلاحات على الطريقة الأوروبية. ابتداء من سنة 1869 م أصبحت الدول الأوروبية تتدخل مباشرة في تدبير الشؤون المالية الدول (الخزينة) كما تم تعطيل الأصلاحات السابقة. سنة 1881 م وبموجب معاهدة باردو، صارت البلاد التونسية تحت الحماية الفرنسية. تأرجحت سياسة البايات بين الإملاءات الفرنسية ورغبتهم في دعم المطلب الشعبي والمتمثل في الاستقلال، كان الحزب الحر الدستورى يتزعم القوى الشعبية. قام الفرنسيون سنة 1943 م بخلع الباي منصف باي بن الناصر باي بعد أن أبدى نزعة وطنية. مع قيام الجمهورية سنة 1957 م، قام الحبيب بورقيبة بدوره بخلع آخر البايات الحسينيين الأمين باي بن محمد الحبيب (1943-1957م). قائمة البايات رؤساء البيت الملكي منذ استبدال نظام البايات في تونس، بقيت توجد عائلة ملكية إلى يومنا هذا ويرأسها أكبر أولياء العهد حتى موته، وهذه قائمة رؤساء البيت الملكي في تونس: المراجع وصلات خارجية موقع الحكام: الحسينيون في تونس. العائلات المالكة والحاكمة في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأمريكا: تونس - السلالة الحسينية. موقع مجلة حقائق: تونس في عهد أول البايات الحفصيين، السلالة الحسينية ونساؤها. موقع مكتبة جامعة كورنال: السلالة الحسينية في تونس. الملكية في تونس انحلالات سنة 1957 في الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية تأسيسات سنة 1705 في إفريقيا تأسيسات سنة 1705 في الدولة العثمانية سلالات حاكمة مسلمة سلالات حاكمة مسلمة سنية عائلات ملكية إفريقية عائلات يونانية سلالات حاكمة عربية
3007
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D8%B4%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9
الدولة الإخشيدية
الدَّولةُ الإِخشِيدِيَّةُ أو الإِمَارَةُ الإِخشِيدِيَّةُ أو دَوْلَةُ بَنُو الإِخشِيد، وتُعرفُ اختصارًا وفي الخِطاب الشعبي باسم الإِخشِيدِيُّون، هي إمارة إسلاميَّة أسَّسها مُحمَّد بن طُغج الإخشيد في مصر، وامتدَّت لاحقًا باتجاه الشَّام والحجاز، وذلك بعد مضيّ ثلاثين سنة من عودة الديار المصريَّة والشَّاميَّة إلى كنف الدولة العبَّاسيَّة، بعد انهيار الإمارة الطولونيَّة التي استقلَّت بِحُكم الديار سالِفة الذِكر وفصلتها عن الخِلافة العبَّاسيَّة طيلة 37 سنة. كان مُؤسس هذه الدولة مُحمَّد بن طُغج مملوكًا تُركيًا، عيَّنهُ الخليفة العبَّاسي أبو العبَّاس مُحمَّد الراضي بالله واليًا على مصر، فأقرَّ فيها الأمن والأمان وقضى على المُتمردين على الدولة العبَّاسيَّة، وتمكَّن من الحد من الأطماع الفاطميَّة بِمصر. فلمَّا تمكَّن من ذلك منحهُ الخليفة لقبًا تشريفيًا فارسيًا هو «الإخشيد» تكريمًا لهُ ومُكافأةً على عمله. وما لبث الإخشيد أن سار على طريق أحمد بن طولون مُؤسس الإمارة السابقة لِإمارته، فاستقلَّ بِمصر عن الدولة العبَّاسيَّة، واستولى على أغلب أجناد الشَّام: فلسطين ودمشق وحمص والأُردُن عدا حلب التي تركها لِلحمدانيين. ثُمَّ ضمَّ الحِجاز إلى دولته، وكان ابن طولون قد حاول أن يضُمَّها إليه فلم ينجح. وكان الإخشيد واليًا حازمًا يقظًا خبيرًا بِالحرب، شديد الحذر والحيطة على نفسه، فاعتمد على جُنده وحرسه وخدمه. وبعد وفاة الإخشيد، تولَّى أبو المسك كافور شُؤون الحُكم، نيابةً عن ولديّ الإخشيد: أُنوجور وعليّ. وكان كافور مملوكًا حبشيًا اشتراه الإخشيد بِثمانية عشر دينارًا كما يُقال، وجعلهُ خادمه الخاص. ولمَّا مات عليّ انفرد كافور بالحُكم، ونشط إلى توسيع رقعة إمارته مُستفيدًا من تضعضُع الدولة الحمدانيَّة، ورضى الخِلافة العبَّاسيَّة عنه. وقد استطاع كافور أن يصمد أمام هجمات الفاطميين القادمين من إفريقية. وأمضى كافور في الحُكم، نيابةً وأصالةً، اثنين وعشرين سنة، من أصل 34 سنة من حياة الدولة الإخشيديَّة كُلَّها. واعتُبر من الشخصيَّات التاريخيَّة النادرة بحيثُ يُعتبرُ بُلُوغه قمَّة الحُكم وهو الخادمُ المملوك، أوَّل حادثةٍ من نوعها في التاريخ الإسلامي، وإن كانت قد تكررت فيما بعد. وقد استغلَّ كافور الظُروف السياسيَّة التي كانت قائمةً في أيَّامه لِمصلحته، فاستفاد من ضُعف الخِلافة في بغداد، ومن الخلاف الناشب بين أُمراء الدُويلات المُجاورة، وحافظ على التوازن في الصراع القائم بين الدولة العبَّاسيَّة المُتداعية في بغداد والدولة الفاطميَّة النامية في إفريقية. وبِموت كافور، ضاع التوازن السياسي الذي كان يُحافظ عليه. فقد خلفه أبو الفوارس أحمد، حفيد الإخشيد، وكان عمره أحد عشر سنة، ولم يستطع أن يُقاوم القُوَّات الفاطميَّة التي استولت على مصر، وأسقطت الدولة الإخشيديَّة. وبدأ في مصر والشَّام عهدٌ جديد هو العهدُ الفاطميّ. أصل الإخشيديين ينتسب الإخشيديُّون إلى «الإخشيد»، وهو لقبٌ فارسيّ قديم منحهُ الخليفة العبَّاسي أبو العبَّاس مُحمَّد الراضي بِالله لِأبي بكر مُحمَّد بن طُغج بن جُف في شهر رمضان من سنة 327هـ المُوافق فيه شهر تمُّوز (يوليو) سنة 939م بناءً على طلبه، وإنَّما لقَّبهُ بِذلك لِأنَّهُ لقب مُلُوك فرغانة وهو من نسلهم، والمعروف أنَّهُ كان يُسيطر على هذا الإقليم كبار المُلَّاك الإقطاعيين والفُرسان، وأميرُهم هو أكبرهم من حيثُ السعة الإقطاعيَّة ويُسمَّى «دهقان» ولقبه «إخشيد»، ويعني «الذكي» أو «النبيه». ومُحمَّد بن طُغج هذا هو مُؤسس الدولة الإخشيديَّة، والرَّاجح أنَّهُ عندما ترقَّى في المناصب القياديَّة ووصل إلى منصب الولاية أراد أن يصل نسبه بِمُلوك فرغانة إعلاءً لِشأن أُسرته، ولِذلك لقَّبهُ الخليفة الرَّاضي بِهذا اللقب عندما أضحى صاحب الديار المصريَّة والشَّاميَّة لِأنَّهُ كان فرغانيًا. ومهما يكن من أمر، فقد قدم جُف بن يلتكين، جد مُحمَّد، إلى الخليفة العبَّاسي أبو إسحٰق مُحمَّد المُعتصم بالله مع طائفةٍ من الضُبَّاط التُرك، والمعروف أنَّ التدخُّل التُركي في شؤون الخِلافة بدا واضحًا في عهد هذا الخليفة الذي بويع في ظل صراعٍ عنيفٍ بين العرب من ناحية وبين الفُرس من ناحيةٍ أُخرى، واختلالٍ في التَّوازُن بين العصبيَّات القوميَّة التي تكوَّنت منها الدولة العبَّاسيَّة، وقد فقد ثقته بِالعرب والفُرس ما دفعهُ إلى تقريب العُنصر التُركي، وخصَّ التُرك بِالنُفوذ والسُلطان، وقلَّدهم قيادة الجُيُوش، ومكَّن لهم في الأرض، وأقطعهم قطائع في سامرَّاء. وظلَّت قطائع جُف تُنسب إليه حتَّى بعد زمن ابن خلِّكان المُتوفَّى سنة 681هـ المُوافقة لِسنة 1282م. انتقل جُف بعد وفاة المُعتصم إلى خدمة ابنه الخليفة أبو جعفر هٰرون الواثق بالله، وعندما تُوفي هذا في سنة 232هـ المُوافقة لِسنة 847م، دخل في خدمة أخيه أبو الفضل جعفر المُتوكِّل على الله، وظلَّ في عداد حاشيته إلى أن تُوفي بِبغداد في الليلة التي قُتل فيها المُتوكِّل، أي ليلة 3 شوَّال 247هـ المُوافق فيه 10 كانون الأوَّل (ديسمبر) 861م، والتحق ابنُه «طُغج»، بعد وفاته، بِخدمة أحمد بن طولون، ويبدو أنَّهُ انضمَّ بعد ذلك إلى إسحٰق بن كنداج والي الموصل وخصم ابن طولون، وما جرى بعد ذلك من التفاهم بين خُمارويه بن أحمد بن طولون وبين إسحٰق بن كنداج، أن عاد طُغج بن جُف إلى العمل تحت إمرة الطولونيين، فعيَّنهُ خُمارويه واليًا على دمشق وطبريَّة، وأرسلهُ في سنة 281هـ المُوافقة لِسنة 894م لِغزو البيزنطيين، فخرج من طرسوس على رأس الجيش وتوغَّل في آسيا الصُغرى، وهزم البيزنطيين في مواقع عدَّة عند أبواب قيليقية وفي غربها، وأدَّى انتصاره هذا إلى أن يزحف إلى عُمق الأراضي البيزنطيَّة على امتداد الساحل، وأن يتوغَّل في جوف الأناضول حتَّى طرابزون على البحر الأسود، ثُمَّ عاد إلى دمشق مُحمَّلًا بِالغنائم. ويبدو أنَّ خُمارويه غضب على طُغج بن جُف بعد هذه الحملة لِأنَّهُ كان قد طلب منهُ القبض على راغب مولى المُوفَّق بالله أبو أحمد طلحة وليَّ العهد العبَّاسي، والمعروف أنَّ راغب هذا كان قد نزل بِطرسوس لِلجهاد ضدَّ الروم، ثُمَّ غلب على هذا الثغر بعد أحمد بن طغَّان العُجيفي، لكنَّ الاستقبال الودي الذي لقيه طُغج منه جعلهُ يأنس إليه ويُبقي على حياته وبِخاصَّةً بعد تدخُّل أهل طرسوس الذين ارتاحوا في ظل حُكمه، واشترك الرجلان في غزو البيزنطيين. وعندما عاد طُغج بن جُف إلى خُمارويه، راح يتلمَّس الأعذار لِتصرُّفه وامتناعه عن التخلُّص من راغب، ويبدو أنَّ خُمارويه لم يقتنع بِتبريراته وقرَّر التخلُّص منه، غير أنَّهُ قُتل قبل أن يُحقق ذلك. وعندما تولَّى هٰرون بن خُمارويه حُكم مصر، كان طُغج بن جُف يحكم الشَّام مُستقلًا عن مصر إلى حدٍ ما، فكتب إليه القائدان الطولونيَّان بدر الحمامي والحُسين بن أحمد الماذارئي لاستقطابه، لا سيَّما وأنَّ هٰرون بن خُمارويه كان صغيرًا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عُمره وكان قادة الجُند يُسيرون شؤون الدولة وفق أهوائهم ومصالحهم الخاصَّة، وبعد مُفاوضاتٍ جرت بين الطرفين نجح القائدان الطولونيَّان في الوُصول إلى تفاهُمٍ معه يقضي بِعودة الشَّام إلى حظيرة الدولة الطولونيَّة وإقرار طُغج بن جُف على حُكمها. وتصدَّى طُغج بن جُف في سنة 289هـ المُوافقة لِسنة 902م لِجُمُوع القرامطة الذين تقدموا باتجاه الشَّام هربًا من مُطاردة الجُيُوش العبَّاسيَّة، فعاثوا فيها فسادًا، لكنَّهُ هُزم أمامهم وعاد إلى دمشق، وجدَّد قتاله لهم في العام التالي، إلَّا أنَّهُ هُزم أيضًا. وكان طُغج بن جُف من بين القادة الذين لم يرضوا عن قتل هٰرون بن خُمارويه، ولم يعترفوا بِخلفه شيبان بن أحمد بن طولون، وانضمُّوا إلى الجيش العبَّاسي الزاحف إلى مصر بِقيادة مُحمَّد بن سُليمان الكاتب لِلقضاء على حُكم الطولونيين. وكافأه الوالي العبَّاسي بِأن عيَّنهُ واليًا على قنسرين، لكنَّهُ لم يستمر طويلًا في منصبه، فقد اصطحبه مُحمَّد بن سُليمان الكاتب معهُ إلى بغداد هو وابنه وأخاه، وهُناك دبَّ الخلاف بينهُ وبين العبَّاس بن الحسن وزير الخليفة أبو مُحمَّد علي المُكتفي بِالله، فدسَّ لهُ عند الخليفة الذي زجَّه في السجن مع ابنه مُحمَّد، وتُوفي في سجنه في سنة 294هـ المُوافقة لِسنة 907م، وأطلق الخليفة مُحمَّد بن طُغج من السجن، فلازم الوزير العبَّاسي إلى أن قضى عليه الحُسين بن حمدان التغلبي - أوَّل أمُراء الحمدانيين - واشترك مُحمَّد بن طُغج وأخوه عُبيد الله معهُ في التخلُّص منه أخذًا بِثأر والدهُما، وهرب مُحمَّد إلى الشَّام، وفرَّ أخوه عُبيد الله إلى شيراز. خلفيَّة تاريخيَّة ضعف الدولة العبَّاسيَّة كانت الدولة العبَّاسيَّة قد ضعُفت وقلَّت هيبة الخِلافة في نُفوس وُلاة الأقاليم البعيدة وأهلها لِأسبابٍ مُختلفة، من أبرزها بُروز «الشُّعوبيَّة»، وهي نزعةٌ ترمي إلى تفضيل «الشُعوب» الأعجميَّة على «القبائل» العربيَّة. وقد ظهرت هذه النزعة في الدولة العبَّاسيَّة لِأسبابٍ كثيرة أبرزها التنوع العرقي في الدولة العبَّاسيَّة مُتناثرة الأطراف، واستخدام الخُلفاء العبَّاسيين للعجم في قُصورهم وفي أجهزة الدولة. فقد اعتمد العبَّاسيُّون في تأسيس دولتهم على الفُرس النَّاقمين على الأُمويين، بعد أن كان الأُمويّون يعتمدون على العُنصر العربي في إدارة دولتهم وقيادة جُيوشهم. وبعد فترةٍ اعتمدوا على التُرك بعد أن ضعُفت ثقتهم بِالعرب والفُرس كما أُسلف. وقد ازداد نُفوذ التُرك في الدولة العبَّاسيَّة حتَّى سيطروا على مُقدرات الدولة، وهيمنوا على الخِلافة بعد انقضاء عهد الخليفة أبو جعفر هٰرون الواثق بالله، فسيطروا على كافَّة الأقاليم وأنابوا فيها عُمَّالًا عنهم، وقد شكَّل هذا التدبير خُطوةً سياسيَّةً على طريق انفصال الولايات عن الإدارة المركزيَّة، إذ طمع الوكلاء بِولاياتهم، واستقلَّوا بها مُنتهزين فُرصة ضعف السُلطة المركزيَّة، وعدم معرفة الخليفة بما يجري في الولايات لاطمئنانه إلى من ولَّاهم من التُرك. ومن العوامل الدَّاخليَّة التي شجَّعت على انتشار الحركات الانفصاليَّة، اتساع رقعة الدولة العبَّاسيَّة، حتَّى غدت إمبراطوريَّة تبسطُ جناحيها على كافَّة أنحاء المنطقة المُمتدَّة من حُدود الصين وُصولًا إلى المغرب الأوسط في شمال أفريقيا. ولكن هذا الاتساع في المساحة، بدلًا من أن يكون عامل قُوَّةٍ في كيان الدولة، انقلب إلى عامل ضعفٍ فساعد على تفسُّخها وتفكُّكها، ذلك أنَّ بُعد المسافة بين أجزاء الدولة وبين عاصمتها، وصُعوبة المُواصلات في ذلك الزمن، جعلا الوالي في البلاد النائية يتجاوزون سُلطاتهم ويستقلُّون بِشُؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجُيوش القادمة من عاصمة الخِلافة لِإخماد حركاتهم الانفصاليَّة، والتي لم تكن تصل إلَّا بعد فوات الأوان. قيام الدولة الطولونيَّة جاء قيام الدولة الطولونيَّة كإحدى النتائج الحتميَّة لِتنامي الفكر الشُعُوبي وظاهرة استقلال الوُلاة بِولاياتهم عن الدولة العبَّاسيَّة. وكان مُؤسس هذه السُلالة، وهو أحمد بن طولون، قد عُيِّن نائبًا على مصر من قِبل الوالي بايكباك التُركي في سنة 254هـ المُوافقة لِسنة 868م. ومُنذُ أن قدم ابن طولون مصر، عمل على ترسيخ حُكمه فيها. وكان يتخلَّص من سُلطة الوالي الأصيل بِإغرائه بالمال والهدايا التي كان يُرسلها إليه. وعندما طلب إليه الخليفة أبو إسحٰق مُحمَّد المُهتدي بالله أن يتولَّى إخضاع عامل فلسطين المُتمرِّد على الدولة، سنحت لهُ الفُرصة التي كان ينتظرُها، فقد أنشأ ابن طولون جيشًا كبيرًا من المماليك التُرك والرُّوم والزُنوج ودعم حُكمه به. وقد أخذ من الجُند والنَّاس البيعة لِنفسه على أن يُعادوا من عاداه ويُوالوا من والاه. وبِفضل هذا الجيش استطاع أن يقضي على الفتن الداخليَّة التي قامت ضدَّه، واستطاع أن يرفض طلب وليُ عهد الخليفة أبا أحمدٍ طلحة بن جعفر المُوفَّق بالله الذي كان يستعجله إرسال المال لِيستعين به على القضاء على ثورة الزُنج بالبصرة. ومُنذُ ذلك الوقت أصبحت دولة ابن طولون مُستقلَّة سياسيًا عن الخِلافة العبَّاسيَّة. وعندما طلب الخليفة إلى ابن طولون أن يتخلَّى عن منصبه إلى «أماجور» والي الشَّام، رفض ابن طولون ذلك، وتوجَّه إلى الشَّام وضمَّها إلى مصر. وعمد ابن طولون بعد استقلاله بِالديار المصريَّة والشَّاميَّة على إصلاح أحوالها وتعميرها، ولم ينفصل دينيَّا عن الخِلافة، كونها مثَّلت في نظره وفي نظر جمهور المُسلمين ضرورة دينيَّة لاستمرار الوحدة الإسلاميَّة، ولِأنَّها تُشكِّلُ رمزًا يربط أجزاء العالم الإسلامي المُختلفة، فحرص على أن يستمرَّ الدُعاء للخليفة العبَّاسي على منابر المساجد في مصر والشَّام، واعترف بسُلطته الروحيَّة والدينيَّة. وبعد وفاة ابن طولون جاء ابنه خُمارويه الذي لم تُفلح دولة الخِلافة في أن تُزيح حُكمه عن الشَّام، فاضطرَّت إلى أن تعقد معهُ مُعاهدة صُلح ضمنت للدولة الطولونيَّة حُكم مصر والشَّام مُقابل جزية تؤديها. وبعد خُمارويه الذي مات اغتيالًا في دمشق، تولَّى الحُكم ولداه أبو العساكر جيش ثُمَّ هٰرون. ولم يكن هٰرون قادرًا على مُقاومة هجمات القرامطة الذين أخذوا يُغيرون على المُدن الشَّاميَّة، فاضطرَّ الخليفة أبو أحمد علي المُكتفي بِالله إلى أن يُنقذ دمشق من القرامطة بِجُيوشٍ يُرسلها من العراق. وكان انتصار المُكتفي على القرامطة تجربةً ناجحةً دفعتهُ إلى أن يتخلَّص من الحُكم الطولوني العاجز، فوجَّه قُوَّاته البحريَّة والبريَّة إلى مصر، فدخلت الفسطاط وأزالت الحُكم الطولوني الذي دام 37 سنة، وأعادت مصر إلى كنف الدولة العبَّاسيَّة. أوضاع مصر ما بين سُقُوط الدولة الطولونيَّة وقيام الدولة الإخشيديَّة عادت مصر والشَّام إلى أحضان الخِلافة العبَّاسيَّة على أثر سُقُوط الإمارة الطولونيَّة، تحكُمها مُباشرةً بِواسطة وُلاةٍ تُعيِّنُهم من قِبلها. وعندما دخل مُحمَّد بن سُليمان الكاتب مدينة الفسطاط دعا لِلخليفة أبو أحمد علي المُكتفي بِالله على المنابر، وكتب إليه يُبشِّره بِالفتح، ثُمَّ ورد كتاب الخليفة بِولاية أبي موسى عيسى بن مُحمَّد النوشري على مصر، وكان هذا من بين القادة الذين قدموا مع مُحمَّد بن سُليمان الكاتب وشاركوا في القضاء على الإمارة الطولونيَّة، ثُمَّ عاد إلى العراق، ولكنَّهُ لم يكد يصل إلى دمشق حتَّى وافاه كتاب الخليفة بِولايته على مصر، فعاد أدراجه، وكان مُحمَّد بن سُليمان لا يزال فيها، فوصل إليها في 7 جُمادى الآخرة 292هـ المُوافق فيه 16 نيسان (أبريل) 905م، فخلع عليه وطاف به في الفسطاط وعليه الخُلعة، ثُمَّ خرج مع جُنده إلى الشَّام تاركًا مصر تحت حُكم عيسى النوشري. وأجرى الخليفة تعييناتٍ إداريَّةٍ مُساعدةٍ لِعيسى النوشري. فقد عيَّن علي بن حسَّان أعمال الإسكندريَّة، ومُهاجر بن طليق ثغر تنيس ودُمياط، ورجُلًا يُعرف بِالكِندي الأحواف، ومُوسى بن أحمد برقة وما والاها، ومُحمَّد بن ربيعة الصعيد وأسوان، وأبا زنبور الحُسين بن أحمد الماذرائي أعمال الخِراج بِمصر. وكانت فاتحة أعماله هدم ميدان أحمد بن طولون، وقد بيعت أنقاضه بِأبخس الأثمان، ثُمَّ قضى على من تبقَّى من أتباع الطولونيين وشرَّد فئة أُخرى منهم ولاحق الجُند الذين شغبوا عليه فقبض على جماعةٍ منهم وقتلهم ما أحدث اضطراباتٍ داخليَّةٍ عنيفة. وحدث في غُضون ذلك أن ظهر أمر عُبيد الله المهدي، مُؤسس الدولة الفاطميَّة في المغرب، وقد صادفت دعوته نجاحًا كبيرًا في تلك البلاد على يد الدُعاة الذين أرسلهم إليها، وذلك نتيجةً لِلظُروف السياسيَّة والاجتماعيَّة التي كانت تعيش في ظلِّها. وغدا الشيعة الإسماعيليَّة بين سنتيّ 288 و296هـ المُوافقة لِما بين سنتيّ 901 و908م أصحاب السُلطان المُطلق في جميع الجهات إلى الغرب من مدينة القيروان. وبعد نجاح الداعية أبي عبد الله الشيعي في مُهمته الدعويَّة، أرسل الرُسل إلى بلدة سلميَّة في الشَّام مقر الإسماعيليين، وكان عُبيد الله المهدي ما يزال فيها، يدعوه لِلمجيء إلى إفريقية. ولمَّا كان العبَّاسيين يُلاحقون العلويين بِلا هُوادة، خرج عُبيد الله المهدي من سلمية إلى الرملة في شهر رجب سنة 289هـ المُوافق فيه شهر حُزيران (يونيو) سنة 902م، مُتخفيًا بِزي التُجَّار، واصطحب معه ولده مُحمَّد، وبعد مضيّ سنتين يمَّم وجهه صوب مصر وأقام في الفسطاط بعيدًا عن الأنظار لِيتجنَّب رقابة السُلطة ومُلاحقتها، لكن سُرعان ما انكشف أمره وترصَّده الوالي عيسى النوشري حتَّى قبض عليه، ولكنَّهُ سُرعان ما أطلق سراحه مُخالفًا بِذلك أمر الخليفة، ولعلَّهُ تأثَّر بِبعض خاصَّته من الشيعة الإسماعيليين أو أنَّهُ تلقَّى رشوةً منه. وحدث في عهد عيسى النوشري أيضًا أن لجأ أبو مضر زيادة الله الأغلبي، آخر الحُكَّام الأغالبة، إلى مصر هربًا من الفاطميين بعد أن فشل في وقف التمدُّد الشيعي باتجاه بلاده، فنزل أولًا بِالجيزة، ولمَّا أراد الدُخُول إلى الفسطاط منعهُ عيسى النوشري، ثُمَّ سمح لهُ شرط أن يدخُلها وحده من غير جُند. تُوفي عيسى النوشري في 26 شعبان 297هـ المُوافق فيه 10 أيَّار (مايو) 910م، وعُيِّن بعده أبو منصور تكين في 2 ذي الحجَّة 297هـ المُوافق فيه 12 آب (أغسطس) 910م، وفي تلك الفترة كانت شوكة الفاطميين بِالمغرب تقوى شيئًا فشيئًا، وأبدى عُبيد الله المهدي عزم الفاطميين ورغبتهم الأكيدة في سحق العبَّاسيين وتزعُّم العالم الإسلامي روحيًا وسياسيًا، ولمَّا كان الوُصول إلى المشرق وعاصمة الخِلافة بغداد يمُر بِمصر الواقعة تحت السيطرة العبَّاسيَّة، قرَّر عُبيد الله المهدي ضرب الدولة العبَّاسيَّة في هذه الولاية والاستيلاء عليها كخُطوةٍ أولى. وفي سنة 301هـ المُوافقة لِسنة 914م جهَّز عُبيد الله المهدي جيشًا جرَّارًا عهد بِقيادته إلى وليّ عهده أبي القاسم مُحمَّد القائم بِأمر الله ودفعهُ باتجاه مصر لِلسيطرة عليها. سار القائم إلى إلى مصر يوم الخميس 15 ذي الحجَّة 301هـ المُوافق فيه 13 تمُّوز (يوليو) 914م وأسرع قائد مُقدمة الجيش حباسة بن يُوسُف بِمُغادرة برقة ونجح في دُخول الإسكندريَّة في 8 مُحرَّم 302هـ المُوافق فيه 3 آب (أغسطس) 914م. وبعد وُصُول القائم إلى الإسكندريَّة، سار بِجيشه إلى الفسطاط حيثُ اصطدم بِقُوَّات الوالي العبَّاسي على مقرُبةٍ من الجيزة، فاضطرَّ تحت ضغط القتال أن يتراجع إلى الإسكندريَّة مُجددًا. وفي الوقت الذي كان فيه القائم يستريح من عناء القِتال في الإسكندريَّة، أرسل الخليفة العبَّاسي أبو الفضل جعفر المُقتدر بِالله قُوَّةً عسكريَّةً إلى مصر بِقيادة مُؤنس الخادم، وهو من كبار القادة العبَّاسيين، وممَّا لا شكَّ فيه بِأنَّ القائم لم يكن قادرًا على مُواجهة الجيش العبَّاسي وجيش ولاية مصر معًا، وكذلك انتفاضة الأهالي ضدَّه، فاضطرَّ إلى الانسحاب إلى إفريقية. تولَّى بعد ذلك حُكم مصر الوالي زكَّا الأعور في 12 صفر 303هـ المُوافق فيه 27 آب (أغسطس) 915م، فطارد أنصار الفاطميين الذين كاتبوا عُبيد الله المهدي وحثوه على غزو مصر، فقبض على كثيرٍ منهم، فسجن فئة وأعدم فئة فعظُمت هيبته في عُيُون الناس، وعمل على إقرار الأمن وتحصين الإسكندريَّة تحسُبًا لِأي هُجومٍ فاطميٍّ جديد. لكنَّ العلاقة بين الوالي الجديد والسُكَّان ساءت بِسبب تبنّيه رأي المُعتزلة بِشأن خلق القُرآن، كما انقلب عليه الجُند بِسبب تأخُره في دفع رواتبهم. وفي تلك الفترة عاود الفاطميين الكرَّة على مصر، يُرافقهم هذه المرَّة أُسطولٌ بحريّ، فتمكنوا من دُخول الإسكندريَّة مُجددًا، وأخذ الوالي العبَّاسي يعمل على التصدي لهم، ولكنَّ عصيان الجُنود لِأوامره ورفضهم التعاون معه في الدفاع عن الديار المصريَّة جعلهُ يخرج بِمجموعةٍ صغيرةٍ من الجُنود إلى مُعسكره في الجيزة ولكنَّهُ أُصيب بِوعكةٍ صحيَّةٍ مُفاجئة وتوفى على إثرها. وعُيِّن مرَّةً أُخرى أبو منصور تكين على ولاية مصر لِمُواصلة الدفاع عنها ضد هجمات الفاطميين، وحفر خندقًا بِمعُسكر الجيزة بِخلاف الخندق الذي حفره الوالي السَّابق، وجاءت قُوَّات إضافيَّة من بغداد لِلدفاع عن السواحل المصريَّة وبِالفعل تمَّت هزيمة الفاطميين والرُجوع عن نوياهم خوفًا من الدُخول في معركةٍ نتائجها ليست في صالح الدولة الفاطميَّة. وما كاد تكين يرتاح من عناء الضغط الفاطمي حتَّى أقدم مُؤنس الخادم على عزله عن ولاية مصر، ثُمَّ أعاد تعيينه بعد ثلاثة أيَّام بناءً على طلبات المصريين، ثُمَّ أعاد عزله مرَّة أُخرى بعد أربعة أيَّام من إعادته وأبعده عن مصر، وعيَّن بدلًا منه هلال بن بدر ثُمَّ أحمد بن كيغلغ، ثُمَّ أُعيد تولية أبو منصور تكين لِلمرَّة الرابعة، فبقي قائمًا على أُمور مصر إلى أن تُوفي في 16 ربيع الأوَّل 321هـ المُوافق فيه 16 آذار (مارس) 933م. شهدت مصر بعد وفاة تكين صراعًا حادًا على السُلطة بين الوُلاة والجيش العبَّاسي المُرابط في الولاية والقادة الماذرائيين وأنصارهم الذين كانت لهم سُلطة في البلاد مُنذ العهد الطولوني، فساد الاضطراب الداخلي وساءت الإدارة، ولم ترجع الأُمور لِنصابها إلَّا بِتعيين مُحمَّد بن طُغج الإخشيدي واليًا بعد بضعة شُهُور. التاريخ ظُهور مُحمَّد بن طُغج في مصر كان مُحمَّد بن طُغج قد اتصل بعد خُروجه من العراق إلى الشَّام بِأبي العبَّاس أحمد بن بسطام عامل الخِراج فيها، وظلَّ معهُ يخدمهُ في صيده، ويجمع لهُ الجوارح حتَّى عُرف باسم «بازيار بن بسطام»، أي «صاحب الباز بن بسطام»، وهو الذي يحملُ البيزان والصُقُور المُعدَّة لِلصيد. وعندما تقلَّد ابن بسطام خراج مصر سنة 296هـ المُوافقة لِسنة 909م، صحبهُ مُحمَّد بن طُغج إليها، واستمرَّ في خدمته إلى أن تُوفي في السنة التالية، فالتحق بِخدمة ابنه أبي القاسم علي بن أحمد بن بسطام الذي خلفهُ على خِراج مصر، وظلَّ في خدمته حتَّى تمَّ عزله سنة 300هـ (912 - 913م)، فاتصل بِأبي المنصور تكين والي مصر، واشترك مع القُوَّات العبَّاسيَّة في التصدي لِلغزو الفاطمي على مصر، وبِخاصَّةٍ الحملة التي قادها حباسة سنة 302هـ المُوافقة لِسنة 914م، وأبلى فيها بلاءً حسنًا ما لفت نظر تكين، فقرَّبهُ إليه ووثَّق صلته به حتَّى أضحى منهُ بِمثابة الابن. وعندما عُزل تكين عن ولاية مصر وأُسندت إليه ولاية دمشق رافقهُ مُحمَّد بن طُغج، فولَّاهُ تكين عمَّان وجبال الشراة نيابةً عنه، وسنحت لهُ الظُروف أن يُظهر مواهبه العسكريَّة وإخلاصه لِلخلافة عندما أنقذ قافلة حُجَّاج قادمةٍ من العراق والشَّام من غارةٍ نفذها أعرابٌ من لخم وجذام، فشكرهُ الحُجَّاج وأسهبوا في الحديث عن شجاعته في بغداد ما لفت نظر الخليفة، فخلع عليه وزاد في رزقه. وعندما أُعيد تكين إلى ولاية مصر في سنة 307هـ المُوافقة لِسنة 919م، صحبهُ مُحمَّد بن طُغج، فولَّاهُ على الإسكندريَّة، وظلَّ مُقيمًا فيها إلى أن غزاها الفاطميُّون مرَّة ثانية بِقيادة القائم، فأبدى شجاعةً في القتال وأدَّى دورًا فاعلًا في هزيمتهم وإجبارهم على العودة إلى المغرب. استغلَّ مُحمَّد بن طُغج وضعهُ المُتقدِّم فوثَّق علاقته بِكبار رجال الدولة في بغداد ومصر، فأنعم عليه مؤنس الخادم بِأن قلَّدهُ الحوفين الشرقي والغربي بِأمرٍ من الخليفة، كما اتصل بِأفراد الأُسرة الماذرائيَّة في مصر وحصل منهم على معلوماتٍ مُفيدة عن أوضاع مصر الاقتصاديَّة وعن المُمتلكات الماذرائيَّة. وما جرى آنذاك من إقدام مُحمَّد بن طُغج على مُصادرة أموال الناس في مصر واستيلائه على دار القاضي الحُسين بن حرب وعلى تركة أحمد بن صالح حاكم الإسكندريَّة، أن دبَّ الخِلاف بينه وبين تكين الذي أزعجهُ هذا التصرُّف ولم يرضَ عنه. وحدث أن عيَّن مُؤنس الخادم، مُحمَّد بن جعفر القرطي على الحسبة ثُمَّ على الخِراج في مصر، وصرف الماذرائيين عنها وذلك في غُمرة الصراع على السُلطة وحتَّى لا يستأثر هؤلاء بِالمُقدرات الاقتصاديَّة، فتقرَّب إليه مُحمَّد بن طُغج، وتحسَّنت علاقته به، غير أنَّ الماذرائيين لم يتركوا القرطي وشأنه، فاتهموه باختلاس الأموال من خِراج البلاد، فعزله الخليفة أبو الفضل جعفر المُقتدر بِالله، واضطرَّ إلى الاختباء عند مُحمَّد بن طُغج حيثُ تمكَّن بِواسطته من التخلُّص من مُلاحقة الماذرائيين، والوُصول آمنًا إلى بغداد. حفظ القرطي صنيع مُحمَّد بن طُغج، فعمل في بغداد على دعمه وتثبيت مركزه، وحصل لهُ على تقليدٍ من الخليفة بِولاية الرملة في سنة 316هـ المُوافقة لِسنة 928م، وقد اضطرَّ مُحمَّد بن طُغج أن يُغادر مصر بالحيلة خوفًا من غضب الوالي تكين عليه، ممَّا يدُل على الفوضى التي كانت تسود البلاد العبَّاسيَّة في ذلك الوقت. تولَّى مُحمَّد بن طُغج ولاية الرملة حتَّى سنة 318هـ المُوافقة لِسنة 931م، عندما أعاد الخليفة تعينه واليًا على دمشق، والرَّاجح أن صديقه القرطي كان وراء هذا التدبير، فحظي بِتأييده ومُساندة أهل دمشق حيثُ كان محبوبًا عندهم. ونظَّم مُحمَّد بن طُغج وضعهُ الداخلي في دمشق، فشكَّل جيشًا ضمَّ طائفةً كبيرةً من الجُند، كما التفَّ إخوته حوله: عُبيد الله والحسن والحُسين وعليّ، بِالإضافة إلى بني طُغج، فتقوَّى بهم، وكوَّن عِصبةً من الغلمان التصقت به كان أكبرهم بدر الكبير وأصغرهم كافور الذي أضحى خادمه الخاص. والواقع أنَّ مُحمَّد بن طُغج اقتدى بِأحمد بن طولون بعد أن أدرك أنَّ تقليد الخِلافة لهُ يبقى غير ذي قيمة إذا لم يُدعَّم بِالقُوَّة العسكريَّة في ظل الأوضاع السياسيَّة المُضطربة، التي كانت سائدة في عاصمة الخِلافة وفي الأطراف، لِهذا استمرَّ في تجهيز نفسه وإعداد قُوَّاته العسكريَّة بِجمع الأعوان والأنصار حتَّى كثُر رجاله، وعجز عن تموينهم ودفع مُرتباتهم، لِذلك راح يُصادر الأموال لِلإنفاق عليهم وبِخاصَّةٍ أموال الأثرياء واتَّبع مُختلف الوسائل في هذا السبيل. وبعد أن استكمل مُحمَّد بن طُغج استعداداته العسكريَّة، وأنس من نفسه القُوَّة، التفت إلى التمدُّد باتجاه مصر، فراح يُراقب تحرُّكات تكين ويترصَّد أخباره، وهو مُستعد لانتهاز أوَّل فُرصة لِلوُثوب إليها. تولية مُحمَّد بن طُغج على مصر لم يترُك مُحمَّد بن طُغج وسيلةً لِلحُصُول على ولاية مصر، فنهج أُسلُوب أحمد بن طولون في الاعتماد على الأنصار وشراء الناس، وأرسل كاتبه علي بن مُحمَّد بن كلا إلى الخليفة أبو منصور مُحمَّد القاهر بِالله يلتمس منه ولاية هذه الديار بعد وفاة تكين في سنة 321هـ المُوافقة لِسنة 933م، لكنَّ الخليفة لم يُجبه، وقلَّد مُحمَّد بن تكين ولاية مصر خلفًا لِوالده، ولكنَّهُ لم ييأس وتابع مُحاولاته في ظل تردّي الأوضاع الداخليَّة في هذه الولاية وتغيُّر الوُلاة بِسُرعةٍ لافتة. ويبدو أنَّ الخليفة بدَّل رأيه بعد ذلك، فعيَّنهُ واليًا على مصر في 7 رمضان المُوافق فيه 31 آب (أغسطس)، غير أنَّهُ لم يتمكَّن من الذهاب إليها بِسبب اضطراب أوضاعها الداخليَّة، واضطراب الأوضاع في بغداد نفسها بعد خلع الخليفة القاهر بالله، وانتهاج خلفه أبو العبَّاس مُحمَّد الراضي بِالله سياسة أسلافه في الإيقاع بين السُلطات الحاكمة في مصر، فكتب إلى الوالي السَّابق أحمد بن كيغلغ يُقرُّه على ولاية مصر في حين أرسل إلى القائد مُحمَّد الماذرائي يُذكِّره بِأنَّ الأمر له يُقلِّد من يشاء ويصرف من يشاء. ونتيجةً لِلصراع بين مُحمَّد بن تكين، الذي قدم إلى مصر من فلسطين في شهر ربيع الأوَّل 322هـ المُوافق فيه شُباط (فبراير) 934م مُدعيًا أنَّهُ واليها من قِبل الخليفة، وبين الوالي أحمد بن كيغلغ والماذرائيين؛ اضطربت الأُمور أكثر فأكثر، وانقسمت طوائفُ الجُند. دفع هذا الأمر الخليفة الراضي بِالله إلى إرسال الوزير الفضل بن جعفر إلى مصر لاستطلاع أوضاعها وتدبير أُمورها، ومنحهُ صلاحيَّات مُطلقة في التصرُّف، بناءً على طلبه، فقلَّد هذا مُحمَّد بن طُغج ولاية مصر في سنة 323هـ المُوافقة لِسنة 935م، وضُمَّت إليه الشَّام والحجاز، ويبدو أنَّ لِذلك علاقةً بِما جرى من التقارب الأُسري. فقد زوَّج مُحمَّد بن طُغج ابنته من الفضل بن جعفر، فاستغلَّ هذا الزواج لِلحُصول على ولاية مصر، وقد وافق الخليفة الراضي بِالله بعد ذلك على هذا التعيين بعد أن أصبح أمرًا واقعًا وعزل أحمد بن كيغلغ. والواقع أنَّ الخِلافة كانت مُترددة في حسم الموقف في الشَّام ومصر خشيةً من تكرار تجربة الطولونيين، لِذلك جاءت قراراتها مُتسرِّعة وأوامرها مُرتبكة تنُمُّ عن الضُعف الذي حلَّ بها، وقد استغلَّ مُحمَّد بن طُغج ذلك الارتباك بِذكاء واعتمد على الصلاحيَّات الواسعة المُعطاة لِلوزير العبَّاسي لِتنفيذ رغبته، مُدركًا أنها لن تتحقق وتستقر إلَّا بِجُهوده الشخصيَّة وقُوَّته العسكريَّة. دُخُول الإخشيديين إلى مصر كان الدُخول إلى مصر يتطلَّب تخطيطًا سليمًا نظرًا لِصُعوبته بِفعل تمسُّك أحمد بن كيغلغ بِمنصبه وحرص الماذرائيين على المُحافظة على مُكتسباتهم، لِذلك عقد مُحمَّد بن طُغج اجتماعًا سريًا مع الفضل بن جعفر في دمشق اتفقا في نهايته على أن يتم الدُخُول إلى مصر من محورين برّي وبحري، واتخذا الحيطة والحذر كي لا تتسرَّب أخبار اجتماعهما إلى أنصار الماذرائيين الكُثر في دمشق. وحرص مُحمَّد بن طُغج، قبل اللُجوء إلى استعمال القُوَّة المُسلَّحة، إلى الدُخول سلمًا إلى مصر، فكتب إلى مُحمَّد بن علي الماذرائي، صاحب السُلطة الفعليَّة فيها، يطلب منهُ التخلّي عن موقفه العدائي منه ويُخلِّي بينه وبين دُخول مصر مُقابل أن يظلَّ لهُ الإشراف المالي والإداري في البلاد، فرفض الاستجابة لِطلبه مُدركًا أنَّ هذا الوالي الجديد يختلف عن الوُلاة السابقين من حيث القُوَّة والطُموح، وأنَّهُ لن يكون لهُ من النُفوذ كما كان لهُ مع غيره، وبالتالي لا مقام له معه. دفع هذا الرفض مُحمَّد بن طُغج إلى تعبئة قُوَّاته، فحشد القادة والجُنُود الذين رافقوه والذين وفدوا عليه من الشَّام والعراق والبادية، وسار بهم باتجاه مصر. وعندما علم أحمد بن كيغلغ بِزحفه اتخذ التدابير الضروريَّة بِالتعاون مع حليفه مُحمَّد بن علي الماذرائي لِمنعه من الدُخول، بِالإضافة لِعرقلة إجراءات الوزير الفضل بن جعفر الإداريَّة. تقدَّم مُحمَّد بن طُغج على رأس جيشه باتجاه الداخل المصري، وفي المُقابل خرج أحمد بن كيغلغ من الفسطاط على رأس ثلاثين ألف جُندي تُسانده القُوَّة المغربيَّة في مصر، فاصطدم بِمُقدمة جيش مُحمَّد بن طُغج ومُني بِهزيمةٍ فادحة. ونزل مُحمَّد بن طُغج بعد انتصاره في منية الأصبغ شمالي القاهرة المُعاصرة وانتظر وُصول أُسطوله البحري بِقيادة صاعدة بن كلملم، وكان قد استولى على دُمياط وتنيس، واصطدم بِأُسطول ولاية مصر بِقيادة علي بن بدر بِالقُرب من سمنود وانتصر عليه ودمَّره، وتابع إبحاره إلى جزيرة الروضة وهي خط الدفاع عن الفسطاط، ولكنَّ هذا الأُسطول انسحب فجأة وعاد إلى الدلتا، ويبدو أنَّهُ تعرَّض لِضغطٍ عسكريّ بريّ، بِدليل أنَّ أحمد بن كيغلغ والماذرائي أسرعا، بعد انسحابه، إلى شحن الجزيرة بِالرجال والسلاح لِلدفاع عن الفسطاط. أعاد مُحمَّد بن طُغج تنظيم صُفُوف قُوَّاته البحريَّة وجدَّد هُجومه البحري على جزيرة الروضة ونجح في الاستيلاء عليها وأسر من فيها من الجُنُود، لكنَّ هذه القُوَّة البحريَّة لم تتمكَّن من دُخُول الفسطاط بِفعل شدَّة المُقاومة. وما جرى آنذاك من استياء أحمد بن كيغلغ، الذي كره استبداد مُحمَّد بن علي الماذرائي بِالأُمور السياسيَّة والإداريَّة وثقل عليه أمره وأمر أولاده وشعر بِأنَّهُ ليس له معهم أمرٌ ولا نهي، وانضمام كثيرٌ من جُنُوده إلى جيش مُحمَّد بن طُغج؛ أن مال إلى التفاهم مع هذا الأخير، وبِخاصَّةً بعد أن أرسل إليه مُحمَّد بن طُغج كتاب الخليفة الراضي بالله بِتكليفه ولاية مصر، وهدَّده بِالشكاية أمامه. والواقع أنَّ ابن كيغلغ كان قد عزم على الاستسلام إلى مُحمَّد بن طُغج قبل ذلك، إلَّا أنَّهُ اصطدم بِرفض مُحمَّد بن علي الماذرائي. وفعلًا أقدم أحمد بن كيغلغ على تسليم البلاد لِمُحمَّد بن طُغج، واعتذر إليه بِأنَّ زمام الأُمور كان قد أُفلت من يده، وأنَّ المُقاومة التي تعرَّض لها لم تكن بِإرادته. ونتيجةً لِذلك التفاهُم دخل مُحمَّد بن طُغج الفسطاط في 23 رمضان المُوافق فيه 26 آب (أغسطس) فاستقبله أحمد بن كيغلغ مُستسلمًا في حين فرَّ مُحمَّد بن علي الماذرائي، واضطرَّ إلى الاختباء. ونهبت العساكر الداخلة المدينة مُدَّة يومين، ولم تتوقف عن النهب إلَّا بعد أن هددهم مُحمَّد بن طُغج بِالقتل، ثُمَّ هدأت الأوضاع وبدأت الحياة العامَّة تعود إلى طبيعتها، فاطمأنَّ السُكَّان الذين كانوا قد غادروها وعادوا إلى دورهم. القضاء على المُتمردين غادر الفسطاط، على أثر دُخُول مُحمَّد بن طُغج، بعض القادة الذين ناهضوه واشتركوا في قتاله، أمثال حبشي بن أحمد قائد القُوَّة المغربيَّة، وعلي بن بدر قائد أُسطول أحمد بن كيغلغ وتوجهوا نحو الشرقيَّة، ثُمَّ يمَّموا وجههم صوب الفيُّوم، وقد تجنَّبوا الذهاب إلى الحُدود الشرقيَّة باتجاه فلسطين ظنًا منهم أنَّهم لن ينجوا من أعوان مُحمَّد بن طُغج في هذه البلاد، واختاروا الذهاب إلى الفيُّوم بِفعل عاملين: عدم امتداد سُلطان مُحمَّد بن طُغج إلى هذه المنطقة بعد، والطبيعة الجُغرافيَّة لِتلك المنطقة التي تُشكِّلُ حائلًا أمام أي هُجومٍ قد تتعرَّض له. والواقع أنَّ والي مصر الجديد لم يشأ أن يتركهم حتَّى تستفحل حركتهم، وأراد أن يقضي عليها في مهدها، فأرسل إليهم قُوَّة عسكريَّة بحريَّة بِقيادة صاعد بن كلملم. ويبدو أنَّ المراكب لم تستطع أن تُبحر في الترعة الموصلة إلى الفيُّوم، ما أعطى المُتمرِّدين الفُرصة لِلتصدي لها، وتمكَّنوا من الاستيلاء عليها وأسر قائد الحملة وقتله، وأبحروا إلى دار صناعة السُفن في جزيرة الروضة وأحرقوا المراكب الراسية فيها، ثُمَّ واصلوا السير إلى الإسكندريَّة، ومنها رحلوا إلى برقة، وكتبوا إلى الخليفة الفاطمي مُحمَّد بن عُبيد الله القائم بِأمر الله يستأذنوه ويدعونه لِغزو مصر، وهوَّنوا عليه أمرها، ووعدوه بِأخذها، وطلبوا منه مُساندتهم بِقُوَّةٍ عسكريَّة، فاستجاب لهم. كان من الطبيعي أن يتوجَّس مُحمَّد بن طُغج خيفةً من تمادي المُتمردين وبِخاصَّةً بعد اتصالهم بِالفاطميين، فجهَّز حملةً عسكريَّةً كبيرة أسند قيادتها إلى أخيه عُبيد الله، وأمر بِمُطاردتهم والقضاء عليهم، ويبدو أنهم عجزوا عن مُواجهته، واضطرّوا إلى مُغادرة مصر إلى رمادة بين برقة والإسكندريَّة، ومرض حبشي بن أحمد وتُوفي فيها في سنة 324هـ المُوافقة لِسنة 936م قبل وُصوُل المُساعدة الفاطميَّة. وهكذا خلُصت مصر لِمُحمَّد بن طُغج بِفضل جُهُوده الشخصيَّة. فُقدان الشَّام بعد إقرار مُحمَّد بن طُغج الإخشيد على ولاية مصر والشَّام، أخذت الخِلافة العبَّاسيَّة تعمل على إنعاش نفسها وإنقاذ هذا المقام من الهوان والضُعف الذي حلَّ به نتيجة استبداد القادة التُرك بالأمر مُنذُ حوالي رُبع قرن، فأُجريت بضعة تعديلات إداريَّة تناولت مركز الخِلافة والوزارة ووضع القادة التُرك، وانتهت بِظُهور منصب «أمير الأُمراء» الذي سيطر مُتقلِّدُه على مقاليد الحُكم وامتدَّت صلاحيَّاته إلى الضرائب والإدارة، فهيمن على الخِلافة وأزال نُفوذ الوُزراء وتوقَّف الصراع بين الخِلافة والقادة التُرك الذي شغل جانبًا كبيرًا من العصر العبَّاسي الثاني. وكان أوَّل من تقلَّد هذا المنصب هو أمير واسط والبصرة مُحمَّد بن رائق الذي بدا في حينه أقوى شخصيَّة عسكريَّة. لكن لم تمضِ بضعة أشهر على تولِّيه هذا المنصب حتَّى خرج عليه أحد قادته التُرك ويُدعى «بجكم»، وحلَّ محلَّهُ في إمرة الأُمراء بعد أن هزمه، ما دفع مُحمَّد بن رائق إلى التفكير في البحث عن ولايةٍ تخضع له، وقد أدَّى الوزير أبو الفتح بن الفُرات دورًا هامًا في توجيهه إلى الشَّام ومصر لِيُعوِّض بهما عن خسارته. وفي نفس الوقت كانت الخِلافة غير مُطمئنَّة إلى وُجود الإخشيد في أهم ولايتين بِالمشرق، وكانت مصلحة الدولة العبَّاسيَّة العُليا تقوم على التفرقة بين القادة الوُلاة وعدم السماح بِبُروز أيَّة قُوَّة في مصر والشَّام يُمكن أن تستقل بهما وتُهدد مصلحة الدولة ووحدة العالم الإسلامي، تمامًا كما حصل زمن الدولة الطولونيَّة، على الرُغم من الموقف الواضح لِلإخشيد في هاتين الولايتين والتي تخدم مصلحة العباسيين العُليا. لِذلك، أرسل الخليفة مُحمَّد بن رائق إلى الشَّام لِيُنافس الإخشيد ويحُد من أطماعه ويستخدمه ورقة ضغط عند الضرورة ضدَّ أي نشاطٍ مُعادٍ لِسياسته قد يُقدم عليه. وُلِّي مُحمَّد بن رائق على حلب وأعمالها، لكنَّهُ سُرعان ما طمع بالشَّام كُلُّها، فراح يُهدِّد الإخشيد ويُطالبه بِالأموال كجزية عن المُمتلكات الإخشيديَّة في الشَّام ما أدَّى إلى قلقه واستيائه من هذا الوضع، ونصحهُ مُستشاروه باسترضائه بِالأموال حتَّى يتجنَّب أذاه، فاقتنع بِهذه النصيحة وأرسل إليه الحسن بن طاهر بن يحيى العلوي، وكلَّفهُ باسترضائه. والواقع أنَّ مُحمَّد بن رائق اتخذ من المال ذريعةً لِتحقيق تطلُّعاته، ولم يُخف نواياه في التوسُّع على حساب الإخشيديين، فتوغَّل في عُمق الشَّام، فاستولى على حِمص ثُمَّ زحف إلى دمشق، فهزم واليها عُبيد الله بن طُغج واستولى عليها وطرده منها، وعيَّن مُحمَّد بن يزداد الشهرزوري حاكمًا عليها، ثُمَّ سار إلى مدينة الرملة ودخلها في أواخر ذي الحجَّة 327هـ وأوائل مُحرَّم 328هـ المُوافق فيه شهريّ أيلول (سپتمبر) وتشرين الأوَّل (أكتوبر) 939م، وانسحبت منها القُوَّات الإخشيديَّة من دون قتال، وتابع سيره إلى العريش وهو يُريد الديار المصريَّة. النزاع مع ابن رائق كان لِلنجاح الذي حقَّقه مُحمَّد بن رائق في الشَّام أثرٌ على سياق الأحداث في مصر. فقد شعر الإخشيد بِضغط هذا الرجُل والجُهود المُضنية اللازمة لِوقفه عند حدِّه، وعلم بِأنَّهُ قُلِّد ولاية الشَّام، فأراد أن يستطلع رأي الخليفة والقائمين على السُلطة في بغداد، ويتعرَّف على مواقفهم من الأحداث الجارية في الشَّام، فكتب إلى مُمثله في عاصمة الخلافة علي بن أحمد العجمي يطلب منهُ إعلام الخليفة بِنشاط مُحمَّد بن رائق ومطامعه في الشَّام، وأنَّهُ، أي الإخشيد، حاول عبثًا استرضاءه، وسيلتزم بِقرار الخليفة إذا صحَّ أنَّهُ ولَّاه هذه البلاد، كما أنَّهُ على استعداد لِقتاله وصدِّه عن الشَّام إذا كلَّفهُ الخليفة بذلك. فما كان من الخليفة إلَّا أن ترك القرار لِأمير الأُمراء بجكم الذي قال: ، أي أنَّ القرار متروكٌ لِلسيف ومن ينتصر. وما أن علم الإخشيد بِموقف الخليفة وأمير الأُمراء، ثارت ثائرته وانتابته نوبة عصبيَّة وفكَّر في قطع صلته بِالخلافة العبَّاسيَّة والتقرُّب من الفاطميين بِالمغرب. فاستدعى الخطيب عُمر بن الحسن العبَّاسي وأمرهُ بِإسقاط الدُعاء لِلخليفة العبَّاسي مُحمَّد الراضي بِالله والدُعاء لِلخليفة الفاطمي مُحمَّد القائم بِأمر الله، لكنَّ مُستشاريه نصحوه بِالعُدول عن هذه الفكرة، وبيَّنوا له عاقبتها، إذ قد يلجأ الخليفة العبَّاسي إلى تعيين مُحمَّد بن رائق واليًا على مصر ويمُدُّه بِالمُساعدة الماديَّة لِلتصدِّي له، ما يُؤدي إلى نهاية الحُكم الإخشيدي. ويبدو أنَّ الإخشيد اقتنع بِوجهة نظر مُستشاريه مُدركًا أنَّ موقفه مع الدولة الفاطميَّة الفتيَّة سيكون أضعف من مكانته لدى الخِلافة العبَّاسيَّة المُتداعية، وأنَّ مصلحته الخاصَّة تقضي بِالبقاء مع العبَّاسيين، ولِهذا تراجع عن تنفيذ هذه الفكرة، إلَّا أنَّهُ رأى ضرورة استعمال القُوَّة لِلتصدي لِخصمه الطَّامع في أملاكه، فمضى يتجهَّز لِقتاله، وأعدَّ حملتين من أجل ذلك: بحريَّة أرسلها إلى سواحل الشَّام، وبريَّة قادها بِنفسه. فخرج من الفسطاط في شهر مُحرَّم 328هـ المُوافق فيه شهر تشرين الأوَّل (أكتوبر) 939م، وعسكر في الفرما، واستخلف أخاه الحسن بن طُغج على مصر، وأرسل طليعة إلى فلسطين لِلوُقوف على استعداد خصمه. كان مُحمَّد بن رائق آنذاك يتقدَّم باتجاه مصر، وعسكر في الرملة، فاصطدمت طليعته بِالطليعة الإخشيديَّة في مُناوشاتٍ خفيفة، ثُمَّ سعى الحسن بن طاهر بن يحيى العلوي في الصُلح بين الطرفين، فأرسل الإخشيد كاتبه مُحمَّد بن كلا إلى الرملة لِلتفاوض عنه في شُروط الصُلح حيثُ اتفق الطرفان على اقتسام المنطقة، على أن تكون الرملة لِلإخشيد وطبريَّة وما يليها إلى الشمال من نصيب مُحمَّد بن رائق. وعاد الإخشيد إلى مصر. ويبدو أنَّ مُحمدًا بن رائق لم يكن صادقًا، فلم يُحافظ على بُنود الاتفاق مع الإخشيد، إذ ما أن تراجعت القُوَّة الإخشيديَّة باتجاه مصر حتَّى سار على رأس قُوَّة عسكريَّة كبيرة مُتوجهًا إلى الرملة في طريقه إلى مصر. وعندما علم الإخشيد بِزحفه حاول التوصُّل معه إلى اتفاقٍ يحقن دماء المُسلمين إلَّا أنَّهُ لم ينجح في مُحاولته السلميَّة، فقرَّر عندئذٍ التصدِّي له، فخرج على رأس جيشه والتقى بِجيش خصمه في العريش وجرت بينهما رحى معركةٍ ضارية أسفرت عن انهزام الإخشيد، وحتَّى لا يقع في يد خصمه، عزم على الهرب واللحاق بِالإمبراطوريَّة البيزنطيَّة عن طريق البحر أو التوجُّه إلى المغرب لِلاحتماء بِالفاطميين، لكن ما جرى من انهماك قُوَّات مُحمَّد بن رائق بِالسلب والنهب، دفع الإخشيد إلى إعادة تنظيم صُفُوف قُوَّاته، وكرَّ عليها وأخذها على حين غرَّة وهزمها، وقتل وأسر كثيرًا من أفرادها. وتمكَّن مُحمَّد بن رائق من الفرار والنجاة مع سبعين من أنصاره وتوجَّه إلى دمشق، فأرسل الإخشيد أخاه أبا نصر الحُسين من طُغج على رأس قُوَّةٍ عسكريَّة لِمُطاردته، لكنَّ مُحمَّدًا بن رائق باغته في منطقة اللُجون، على بُعد عشرين كيلومترًا من طبريَّة، فتغلَّب عليه وقتله وأسر بعض مُساعديه، وسار بهم إلى دمشق. دفعت هذه التطوُّرات العسكريَّة الطرفين إلى التفاهم مُجددًا، ذلك أنَّ الإخشيد أرسل قُوَّاته بِقيادة كافور إلى شمالي الشَّام، فاستولى على حِمص وحلب، وأسر والي حلب مُحمَّد بن يزداد، وعاث في المدينة والمناطق المُجاورة، كما تعرَّض لِلأهالي بِالأذى، وعاد إلى مصر مُنتصرًا بعد أن عيَّن مساور بن مُحمَّد الرومي واليًا على حلب. لكنَّ الإخشيد رأى، على الرُغم من انتصاره، ضرورة التفاهم مع ابن رائق لِسببين: أنَّ ولاية مصر واقعة بين بلاد الفاطميين من الغرب وسائر الولايات العبَّاسيَّة من الشرق، وكان الأوائل لا يملُّون وهُم يُحاولون انتزاع مصر من الدولة العبَّاسيَّة، ويتربصون شرًا بِالإخشيديين، وفي الوقت نفسه كان العبَّاسيين يعملون على زرع بُذور الشقاق بين وُلاة المشرق ويدعمون الفوضى في الشَّام ومصر كي لا يستقل بهما أحد كما حدث مع الطولونيين، وفي نفس الوقت أدرك مُحمَّد بن رائق أنَّ الموقف السياسي في الشَّام يتطلَّب التعقُّل والتفاهم مع الإخشيد لِمُواجهة دسائس العبَّاسيين. كان مُحمَّد بن رائق السَّبَّاق إلى فتح باب التفاهم، فحنَّط جُثَّة الحُسين بن طُغج وأرسلها في تابوتٍ إلى الإخشيد مع ابنه مُزاحم بن مُحمَّد بن رائق، وحمَّلهُ رسالة اعتذار عن حادثة القتل عارضًا أن يفديه بابنه مُزاحم. كان لِهذا الموقف أثرٌ كبيرٌ في نفس الإخشيد، فامتنع عن الأخذ بِثأر أخيه وأكرم غريمه، ورفع منزلته، وردَّهُ إلى أبيه مُعززًا، وكان ذلك من الأسباب التي أدَّت لِلتقارب بين الطرفين، فتمَّ الصُلح على أن يكون لِلإخشيد جميع البلاد المُمتدَّة من الرملة إلى مصر، ويدفع لابن رائق جزية سنويَّة عن الرملة مقدارها مائة وأربعين ألف دينار، ويحتفظ الأخير بِالبلاد الشَّاميَّة الواقعة شمالي الرملة. وتمتَّن هذا الصُلح بالتقارُب الأُسري، فقد زوَّج الإخشيد ابنته فاطمة من مزاحم بن مُحمَّد بن رائق، وتقرَّر أن يبقى عند الإخشيد مُقابل أن يبقى عُبيد الله بن طُغج عند ابن رائق في دمشق. استعادة الشَّام قُتل مُحمَّد بن رائق في الموصل يوم 21 رجب 330هـ المُوافق فيه 10 نيسان (أبريل) 932م، على يد ناصر الدولة الحمداني، الذي رمى جُثَّتهُ في نهر دجلة، وكتب إلى الخليفة يتَّهم ابن رائق بِالتآمر عليه - أي الخليفة - ولهذا تخلَّص منه. وفي واقع الأمر أنَّ ابن رائق كان قد توجَّه إلى العراق بِطلبٍ من الخليفة لِلحد من الاضطرابات التي نجمت عن صراع الأخير مع القادة التُرك. كان الإخشيد يُراقب تطوُّرات الأحداث في العراق والشَّام آنذاك، وعندما علم بِمقتل ابن رائق خرج من مصر إلى الشَّام لِلسيطرة عليها، وعيَّن أخاه أبا المُظفَّر الحسن بن طُغج نائبًا عنهُ في مصر. وعندما وصل إلى دمشق استقبله نائبها مُحمَّد بن يزداد الشهرزوري وسلَّمهُ مقاليد أُمورها، فأصلح شُؤونها وعاد إلى مصر مُصطحبًا معه مُحمَّد بن يزداد الشهرزوري، فعيَّنهُ على شُرطتها، وعمد في آخر ذي القعدة، المُوفق فيه 5 آب (أغسطس) إلى عقد اجتماع لِكبار قادته وأعوانه، تقرَّر فيه استخلاف ابنه أُنوجور من بعده. وفي 22 رجب 332هـ المُوافق فيه 21 آذار (مارس) 944م، غادر الإخشيد مصر مُتجهًا إلى دمشق، ثُمَّ انطلق منها إلى الرقَّة لِلقاء الخليفة، الذي طلب منه المُساعدة ضدَّ أمير الأُمراء الجديد «توزون»، الذي طغى وتحكَّم بالبِلاد والعباد. ولمَّا اجتمع الرجُلان أظهر الإخشيد الطَّاعة التامَّة لِلخليفة وبالغ في إظهار إجلاله، فأُعجب الخليفة به، فخلع عليه وكنَّاه بِأبي القاسم واستخلفهُ على ولايتيّ مصر والشَّام على مدى ثلاثين سنة، واعترف لهُ بِحق توريثها لِأبنائه من بعده. والواقع أنَّ هذا التقليد لم يكن إلَّا اعترافًا بِالأمر الواقع الذي لم يكن باستطاعة الخليفة أن يغض النظر عنه، إذ إنَّ الإخشيد كان قد أخذ البيعة لابنه من كبار قادته قبل لقاء الخليفة. ولم يحصل أي قتال بين الإخشيد وتوزون، إذ عاد الخليفة لِلتفاهم معه، فغدر به توزون وقبض عليه وسمل عينيه، وبايع أبا القاسم عبد الله بن المُكتفي بِالخلافة ولقَّبه بـ«المُستكفي بِالله»، وعاد الإخشيد إلى مصر بعد أن نظَّم أُمُور الشَّام، فعيَّن الحُسين بن لؤلؤ على دمشق ثُمَّ نقله بعد ستة أشهر إلى حِمص وعيَّن مكانه يانس المُؤنسي، وولَّى أبا الفتح عُثمان بن سعيد الكلابي حلب كما ولَّى أخاه أنطاكية. استمرَّت العلاقة الجيِّدة بين العبَّاسيين والإخشيديين، وقد أقرَّ المُستكفي الإخشيد على ولايتيّ مصر والشَّام، ودعا الأخير لِلأوَّل على المنابر في جميع أنحاء ولايته. وحدث في 22 جُمادى الآخرة 334هـ المُوافق فيه 29 كانون الثاني (يناير) 946م، خُلع الخليفة العبَّاسي المُستكفي على يد مُعز الدولة البُويهي المُستبد بِدولة الخِلافة العبَّاسيَّة، وبايع بدلًا منه أبو القاسم الفضل بن المُقتدر ولقَّبه بـ«المُطيع لِله»، فثبَّت المُطيع الإخشيد على أعماله وزاد عليها الثُغُور والحرمين الشريفين واليمن، وخُطب لهُ على منابرها. والراجح أنَّ هذا التقليد على الحرمين واليمن هو رمزي، إذ إنَّ سُلطان الإخشيد لم يستقر في تلك الأقاليم التي كانت تحت حُكم أُسرات محليَّة رُبما خضع أُمراؤها إسميًا لِلخلافة العبَّاسيَّة، ثُمَّ إنَّ منح الخليفة التقليد على تلك الديار وتنازُله عن سُلطانه ونُفوذه السياسي يُؤكِّد ما وصلت إليه الخِلافة من ضُعف، ويُبرهن على مدى ما وصلت إليه الدولة الإخشيديَّة من الاتساع والقُوَّة. عهد خُلفاء مُحمَّد بن طُغج تُوفي مُحمَّد بن طُغج الإخشيد في دمشق يوم 22 ذي الحجَّة 334هـ المُوافق فيه 25 تمُّوز (يوليو) 946م، ونُقل جُثمانه إلى بيت المقدس ودُفن هُناك. وبعد وفاة الإخشيد اشتدَّ التنافُس على تولَّي الحُكم في مصر، فقد كان الإخشيد قد ولَّى عهده قبل وفاته ابنه الأكبر أبا القاسم أُنوجور، البالغ أربعة عشر سنةً من العُمر، على أن يخلفه بعد وفاته، وعيَّن غُلامه أبا المسك كافور الحبشي وصيًا عليه، بدلًا من أخيه أبي المُظفَّر حسن بن طُغج، الذي يبدو أنَّهُ خشي - على الرُغم من ثقته به - طُموحه في الاستئثار بالحُكم إن عيَّنهُ وصيًا على ابنه أُنوجور، ومن ثُمَّ انتزاع الحُكم من أولاده، ولعلَّ ذلك هو السبب الذي دفعهُ إلى تعيين كافور مُدبرًا لِأُمور ابنه من بعده دون عمِّه غارسًا بِذلك بُذور الانقسام في الأُسرة الإخشيديَّة، ومانحًا كافور الفُرصة لِكي يستبد بِالسُلطة ويتفرَّد بها. وبعد وفاة الإخشيد بِبضعة أيَّام عُقد اجتماعٌ ضمَّ وُجوه النَّاس من الأُمراء والقادة والوُزراء والكُتَّاب والأشراف والقُضاة والشُهُود، لِبحث موضوع خِلافة الإخشيد، واستدعوا أبا بكرٍ مُحمَّد بن علي الماذرائي لاستطلاع رأيه، فاعترض على طرح الموضوع على بِساط البحث لِأنَّهُ محسوم بِفعل أنَّ الإخشيد عقد ولايته لابنه أُنوجور قبل وفاته وأنَّ الخليفة إبراهيم المُتقي لله أذن لِلإخشيد بِذلك، كما أنَّ صِغر سنِّه ليس مُبررًا لِتنحيته، فقد عُقد لِهٰرون بن أبي الجيش بن خُمارويه بِحُكم مصر والشَّام وكان أصغر سنًا من أُنوجور، وأضاف الماذرائي إنَّ اضطراب الأوضاع في الشَّام بعد وفاة الإخشيد يُنذر بِعواقب وخيمة، إذا ضيَّع أهل السُلطة الوقت في الجدال والاختلاف، وبِذلك تمَّ الأمر لِأُنوجور. وما جرى في ذلك الوقت في بغداد من استبداد البُويهيين بِمُقدرات الخِلافة وسعي الوُلاة والأُمراء إلى التقرُّب منهم؛ أرسل أُنوجور الهدايا إلى مُعز الدولة البُويهي سنة 338هـ المُوافقة لِسنة 949م وطلب منه أن يكون أخوه مُشاركًا له في إمرة مصر، ويكون من بعده، فأجابه مُعز الدولة إلى ذلك، وهكذا نال أُنوجور مُوافقة السُلطة المركزيَّة في بغداد على استخلاف أخيه. ولم يكن أُنوجور سوى حاكمٍ صُوريّ، فلم يترك له كافور سوى الاسم والدست، واستبدَّ هو بالسُلطة كونه الوصيّ على الأمير الصغير، ولم يُتح له أي فُرصة لِلظُهور على مسرح الحياة السياسيَّة أو مُمارسة أي عمل سياسي، وازداد نُفوذه عندما صار يُدعى له على المنابر مُنذ سنة 340هـ المُوافقة لِسنة 951م، واكتفى أُنوجور بما خصَّصهُ له من راتب سنوي وقدره أربعمائة ألف دينار، وترك لهُ تدبير الأُمور، واحتوى كافور على الأموال وانفرد بِتدبير الجُيُوش وأخذ الأملاك. وفي تلك الفترة أيضًا كان الأمر قد استتب لِمُعز الدولة البُويهي في بغداد، فأبطل الدُعاء لِلإخشيديين على منابر الحجاز، إلَّا في أحيانٍ قليلةٍ نادرة. وعندما تجاوز أُنوجور سن الرُشد وشعر بِأنَّ من حقِّه أن يتولَّى زمام الأُمور، حاول التمرُّد على حُكم كافور، وشجَّعهُ أنصاره على ذلك، لكنَّ والدته تدخَّلت ومنعته من ذلك بعد أن شعرت أنَّ ابنها لا يستطيع التغلُّب على كافور وخشيت عليه من بطشه، فخوَّفته من عاقبة الفتنة، وأعلمت كافورًا أنَّ ولدها ينوي الرحيل عن مصر، فكتب كافور إلى أُنوجور وصالحه في خُطوةٍ سياسيَّةٍ بارعة مُحافظًا بِذلك على مُكتسباته، واستمرَّ الوضع على حاله إلى أن تُوفي أُنوجور في 8 ذي القعدة 349هـ المُوافق فيه 30 كانون الأوَّل (ديسمبر) 960م. نصَّب كافور بعد وفاة أُنوجور أخاه عليّ أميرًا على مصر بالاتفاق مع أعوانه من قادة الجُند ورجال أبيه الإخشيد، ودُعي لهُ يوم الجُمُعة في 13 ذي القعدة 349هـ المُوافق فيه 4 كانون الثاني (يناير) 961م على المنابر، وأقرَّهُ الخليفة العبَّاسي المُطيع على ولاية الديار المصريَّة والشاميَّة والثُغور والحرمين الشريفين. واستمرَّ كافور على شغفه بِالسُلطة والإمارة، فظلَّ يُباشر الأُمور بِنفسه على الرُغم من أنَّ الوالي الجديد قد ناهز الثالثة والعشرين من عُمره، وعيَّن لهُ المُخصصات نفسها التي كانت لِأخيه من قبل، وقدرُها أربعمائة ألف دينار سنويًا، ثُمَّ كفَّ يده عن الاضطلاع بِشُؤون الحُكم وحرمه من كُل عمل، وشدَّد عليه، ومنع الناس من الاجتماع به باستثناء نُدمائه، فأضحى أسيرًا في قصره لا عمل له إلَّا اللهو أو الصلاة. واستمرَّ الوضع على ذلك حتَّى توفي علي في 19 مُحرَّم 355هـ المُوافق فيه 15 كانون الثاني (يناير) 966م. كان الوارث الشرعي لِولاية مصر والشَّام بعد وفاة علي ولده الصغير أحمد، فحال كافور الطامع بالسُلطة من دون تعيينه بِحُجَّة أنَّهُ غير صالح لِلحُكم لِصغر سنِّه. وبقيت مصر والشَّام بِغير أمير أيَّامًا، وفي 26 مُحرَّم 355هـ المُوافق فيه 22 كانون الثاني (يناير) 966م أخرج كافور كتابًا من الخليفة العبَّاسي بِتقليده أُمور الشَّام ومصر والحرمين، وأظهر الخُلع التي وصلت إليه من عاصمة الخِلافة، فنودي به واليًا على مصر وما يليها من البلاد، فحقَّق بِذلك رغبته في حُكمها، والمُلفت أنَّهُ لم يُغيِّر لقبه وهو «الأُستاذ»، مُتجنبًا صدم أهل البلاد باغتصاب الألقاب إلى جانب اغتصابه السُلطة. عاشت الدولة الإخشيديَّة فترةً مُزدهرةً خِلال حُكم كافور، فقد حرص الأخير على أن يكون بلاطه مُلتقى العُلماء والأُدباء والشُعراء، وعظَّمهم وأجلَّهم، وتمكَّن من التوفيق بين الآراء المُختلفة لِلعُلماء وأصحاب المذاهب المُختلفة في البلاد، وكان قادرًا على استقطاب الناس إلى صفِّه من خِلال أفعاله وأقواله، وخبرته ومعرفته بِطبائع الناس وأساليب مُعاملتهم، كما كان يصطنع الحُلم حينًا ويُظهر الغضب حينًا آخر وفق ما تطلَّبه مصلحة الدولة والمُجتمع. وعُرف عنه دهائه وفطنته، فقد أذعن بالطاعة لِبني العبَّاس بِوصفهم خُلفاء المُسلمين، ودارى الفاطميين بِالمغرب وأظهر ميله إليهم، وأجلَّ أهل البيت وأكرم العلويين أعظم الإكرام. وظلَّ الوضع قائمًا هكذا حتَّى تُوفي كافور في 20 جُمادى الأولى 357هـ المُوافق فيه 22 نيسان (أبريل) 968م. اجتمع أعيان مصر وقادتها بعد وفاة كافور وبايعوا أحمد بن علي بن الإخشيد، وكان صغيرًا في الحادية عشرة من عُمره، ودُعي له على المنابر بِمصر وأعمالها والشَّام والحرمين، ولم يدم حُكمه أكثر من سنة واحدة بسبب شدَّة الاضطرابات التي قامت ضدَّ الإخشيديين، ومن ثُمَّ تمكُّن الفاطميين من الاستيلاء على مصر وضمِّها إلى دولتهم ونقل مركز الحُكم إليها. تضعضُع الإمارة الإخشيديَّة خرج الحسن بن عُبيد الله بن طُغج والي الشَّام على الاجتماع الذي نُصب بِموجبه أحمد بن علي بن الإخشيد واليًا، فأخذ البيعة لِنفسه واستولى على ما كان لِكافور من أموالٍ في الرملة، وعيَّن الوزير أبا الفضل جعفر مسؤولًا عن إدارة الشؤون الماليَّة، وشمول الإخشيدي صاحب الحمَّام بِمصر، على الرجال والعساكر. هذا ولا تُشير روايات المصادر أنَّهُ تلقَّى تقليدًا من الخِلافة بِأعماله، على أنَّهُ من المعروف أنَّه تمَّ الدُعاء له إمَّا بِوصفه وصيًا على أحمد بن علي أو بوصفه خليفةً له، مما يعني أنَّ تفاهُمًا قد حصل بين الطرفين. غارات القرامطة على الشَّام هاجم القرامطة بِقيادة الحسن الأعصم الشَّام في سنة 357هـ المُوافقة لِسنة 968م، فدخلوا دمشق، وساروا إلى الرملة، فتصدَّى لهم الحسن بن عُبيد الله الإخشيدي، غير أنَّهُ انهزم أمامهم، فغادر المدينة التي سقطت في أيديهم بعد مُقاومةٍ من جانب سُكَّانها، فدخلوها واستباحوها لِمُدَّة يومين، وسبوا عشرة آلاف من سُكَّانها، وفرضوا عليهم جزية قدرها مائة وخمسة وعشرين ألف دينار، واضطرَّ الحسن بن عُبيد الله أن يُصالحهم على مبلغٍ من المال قدره ثلاثمائة ألف دينار سنويًا، واعترف بِسُلطتهم ونُفوذهم على الشَّام، وبذلك أصبحت هذه البلاد تحت النُفوذ القُرمُطي في أواخر عهد الدولة الإخشيديَّة وقُبيل الغزو الفاطمي لِمصر، وأضحى النُفوذ الإخشيدي في الشَّام بِحُكم الزَّائل. ثورة أهل طرابُلس الشَّام قامت في طرابُلس الشَّام في سنة 357هـ المُوافقة لِسنة 968م ثورة ضدَّ الحُكم الإخشيدي نتيجة استبداد الوالي أبي الحسن أحمد بن غُرير الأرغلي وظُلمه وقسوته في مُعاملة الأهالي. والمعروف أنَّ طرابُلس كانت تابعة آنذاك لِولاية دمشق، وأنَّ واليها هو الذي يُعيِّنُ حاكم المدينة. وقام الأهالي بِطرد واليهم من المدينة، فتحصَّن بِعرقة وأقام بها، وأضحى سُكَّان طرابُلس بلا والٍ ولا أمير. وحدث في غُضون ذلك أن وصل الإمبراطور البيزنطي نقفور فوقاس الثاني إلى طرابُلس في حملته الكُبرى على الشَّام في مُحاولةٍ لانتزاعها من المُسلمين، وكان قد استولى على شمالي البلاد ومنها عرقة، فقبض على أبي الحسن بن غُرير الأرغلي وأخذ جميع ماله، ثُمَّ نفذ إلى طرابُلس فنزل عليها يوم عيد الأضحى وأقام عليها تلك الليلة، وأحرق ربضها ورجع إلى بُلدان السَّاحل. اضطراب الأوضاع الاقتصاديَّة في مصر أدَّت الحالة الاقتصاديَّة المُتدهورة دورًا آخرًا في تراجُع قُوَّة الإخشيديين. فقد شهدت مصر مُنذ سنة 352هـ المُوافقة لِسنة 963م حالاتٍ من الجفاف استمرَّت تسعة أعوام، سببها نقصٌ في فيضان النيل، ونتج عنها اختفاء القمح واضطراب الأسعار، وتزايدت أثمان الحُبوب والأقوات، واقترن بِذلك وباءٌ عظيم، وهلك الضعيف من النَّاس، وأكلوا الميتة والجيف، وكانوا يسقطون موتى من الجوع، وزاد الوباء وكثُر الموت، ولم يُلحق دفن الموتى، فكان يُحفرُ لهم حُفرًا ويُرمى فيها عدَّة كثيرة، ويُردم عليهم التُراب. وثقُلت وطأة الضرائب على السُكَّان وبِخاصَّةً في تنيش ودُمياط وعلى ساحل النيل. وقد أفقدت المجاعة والأوبئة واضطراب الأمن الحُكومة كُل هيبة واستقرار، ولا سيَّما حين عجزت عن دفع رواتب الجُند، وعن جمع الضرائب، ولم يكن لِلخليفة المُطيع في بغداد من القُوَّة ما يُمكِّنه من تولية على مصر من يشاء من الرجال الأقوياء القادرين على النُهوض بها وحل جميع المشاكل التي ضربتها، فتفاقمت الثورات، وتمنَّى الناس الخلاص ممَّا هُم فيه، فكانت تلك الفُرصة التي انتظرها الفاطميُّون طويلًا لِضم مصر إلى ممالكهم، فأخذ الخليفة الفاطمي أبو تميم معدّ بن المنصور المُعز لِدين الله يعُد العُدَّة لِغزو مصر واستخلاصها من يد العبَّاسيين. الفتح الفاطمي وسُقُوط الإمارة الإخشيديَّة كان الحسن بن عُبيد الله الإخشيدي قد أساء مُعاملة السُكَّان خِلال الأشهر الثلاثة التي استبدَّ فيها بِشُؤون الحُكم بِمصر، فقبض على جماعة من أعيان الدولة والبلد وصادر أموالهم، فهرب كثيرٌ منهم إلى المغرب وعلى رأسهم الكاتب الشهير يعقوب بن كلس، والتحقوا بِخدمة الفاطميين، كما أقدمت جماعة من الأُمراء الإخشيديين الذين لم يرضوا عن حال البلاد والعِباد إلى مُراسلة الخليفة الفاطمي يستدعونه لِيتسلَّم مصر، ووعدوه بِالمُساعدة والمُساندة على أن يملك البلاد بِغير قتال ولا يُرغم أحدًا على التشيُّع. وفي الواقع فإنَّ الدُعاة الفاطميين كانوا قد تمكنوا من اختراق الجبهة الداخليَّة في مصر، واستقطاب بعض المصريين وجذبهم إلى الدعوة الفاطميَّة، وكان الرأي العام في مصر على استعداد لِتقبُّل أي حاكمٍ جديد يُريح البلاد مما تتخبط فيه من مشاكل سياسيَّة واقتصاديَّة، فحمل ذلك أولي الرأي في البلاد على الكتابة إلى المُعز يطلبون منه القُدوم إلى مصر لِإنقاذها من الفوضى التي دبَّت فيها مُنذ أن تُوفي كافور، واستجاب المُعز لِهذا الطلب. استفاد المُعز من تجارب الماضي، فحرص على تجنُّب ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبها آباؤه عندما حاولوا الاستيلاء على مصر، فانتهج أُسلوبًا مُختلفًا، مُعتمدًا على دُعاته فيها الذين هيَّؤوا له الأرضيَّة الداخليَّة، كما كثَّف اتصالاته مع بعض أصحاب النُفوذ فيها الذين لم يُخفوا مشاعر ولائهم لِلفاطميين. وبدأت مُنذ سنة 355هـ المُوافقة لِسنة 966م استعدادات التجهيز، فأرسل قُوَّةً عسكريَّةً استطلاعيَّة إلى مصر في السنة التالية، هاجمت واحة سيوة المصريَّة، ووقف أفرادها على مدى صلاحيَّة الطريق التي ستسلكها الفرق العسكريَّة إلى مصر. ولمَّا كانت مصر بعيدة نسبيًا عن إفريقية، أمر المُعز عامل برقة أفلح الناشب، بِحفر الآبار على الطريق بينها وبين تُونُس، وتمهيدها لِسير الحملات العسكريَّة، وبنى السُفن اللازمة لِلمُشاركة في الحملة، ومُساندة القُوَّات البريَّة، وشهد ميناء المهديَّة نشاطًا كثيفًا. فبنى حُسين بن يعقوب مُتولِّي البحر عشرة صنادل من القارب الكبير، وأجبر سُكَّان بعض المُدن الصقليَّة على تزويد دار الصناعة بِالأخشاب، واتخذ تدابير استثنائيَّة لِتأمين الأموال اللازمة لِلإنفاق على الحملة. وعيَّن الخليفة الفاطمي القائد جوهر الصقلي قائدًا لِلحملة، ثُمَّ جنَّد أعدادًا هائلة من أنصاره من القبائل البربريَّة، وبِخاصَّة كتامة وزويلة بِالإضافة إلى الصقالبة، بلغ تعدادها مائة ألف مُقاتل. انطلقت الحملة من إفريقية يوم السبت 14 ربيع الآخر 358هـ المُوافق فيه 7 آذار (مارس) 969م، فتقدَّم جوهر بِبُطء باتجاه الإسكندريَّة، وسانده أُسطولٌ بحريّ، ولم يصل إلى حُدود الدولة الإخشيديَّة إلَّا بعد ثلاثة أشهر. وعندما نتشر خبر هذا الزحف في الفسطاط، اضطرب الوضع، واستعدَّ أنصارُ الفاطميين لاستقبال ذلك القائد بِنشر المعلومات التي وزعها عليهم الدُعاة، لِيُقيموا الدليل على خُضُوع المصريين الذين يُقاسون من الفوضى والجُوع مُنذ عهدٍ بعيد. ولمَّا لم يُصادف جوهر الصقلي مُقاومةً تُذكر، أمر جُنده بِعدم التعرُّض لِلسُكَّان، واستطاع بِحنكته أن يستقطب أهل الإسكندريَّة، ويتألَّف قُلوبهم بما أجزل لهم من المال. أدرك المسؤولون في مصر، وعلى رأسهم الوزير جعفر بن الفُرات، أنَّهُ لا طاقة لهم بِمُقاومة الجيش الفاطمي الجرَّار، فجمع هذا الوزير وُجوه القوم لِلتداول في الأمر، وكانت رُسُل جوهر الصقلي ترد إليه سرًا. واتفق الجميع على تجنُّب اتخاذ أي موقف عدائي، والميل إلى التفاوض في شُروط التسليم، وطلب الأمان لِأرواح المصريين وأموالهم وأملاكهم، فشكَّلوا وفدًا من أجل هذه الغاية، وخرجوا من الفسطاط يوم الإثنين 18 رجب المُوافق فيه 6 حُزيران (يونيو) وشايعهم كُل قائد وكاتب وعالم وتاجر وشاهد، ما يدُل على أنَّ فكرة المُقاومة من جانب المصريين كانت شبه معدومة، وكان معنى ذلك أنَّ جوهرًا الصقلي كاد يستولي على مصر من دون إراقة دماء، ما يُعدُّ نصرًا مُؤزَّرًا. اجتمع أعضاء الوفد بِجوهر الصقلي في تروجة القريبة من الإسكندريَّة، وجرت بين الطرفين مُباحثات اتفقا بِنتيجتها على كتاب الأمان الذي كتبه جوهر الصقلي وأعلنه لِلمصريين، وجاء فيه تطمين أهالي مصر والشَّام المُتمسكين بالمذهب السُني أنَّ أحدًا لن يُرغمهم على التشيُّع، وأن يقوم الفاطميُّون بِإصلاحٍ دينيٍّ شاملٍ يتضمَّن إصلاح المساجد وبناءها، وتأمين اليهود والنصارى على دياناتهم وأموالهم ودور عباداتهم، وتعهَّد بِتحقيق العدل ونشر السلام والطمأنينة بين الناس، وإعانة المظلومين مع الشفقة والإحسان، والتصدِّي لِخطر القرامطة ودفعهم بعيدًا على الشَّام ومنعهم من التعدي على الحُجَّاج المُسلمين، ومُواجهة الروم البيزنطيين الذين هاجموا شمالي الشَّام واستولوا على كثيرٍ من مُدنها، وتخليص أهل المشرق من الرُعب الذين لحق بهم جرَّاء هذين العدوين، كما تعهَّد بأن يقوم بِإصلاحٍ شاملٍ في إدارة البلاد بِالضرب على أيدي العابثين من قُطَّاع الطُرق، وضبط السكَّة بِعدم غشِّها أو تزييفها. وفي مُقابل منح الأمان لِلمصريين، قيَّد جوهر الصقلي الوفد المصري بِقُيودٍ يستطيع من خلالها أن يدخل حاضرة البلاد مُطمئنًا، فأخذ عليهم العُهُود والمواثيق أن يُذيعوا نُصوص الاتفاق بين الخاص والعام، وأن يضمنوا عُبُور جيشه من الجيزة إلى الفسطاط وذلك بِالخُروج إليه، والسير في رُكابه حتَّى يعبر الجسر وينزل الفسطاط. لكنَّ بعض فئات الجيش الإخشيدي عزَّ عليهم أن يستولي الفاطميُّون على مصر وأن يزول نُفوذهم وهيبتهم، فامتنعوا عن طاعة كُل ما جاء في عهد جوهر الصقلي، فنزلوا جزيرة الروضة، وقطعوا جُسور الجيزة، وانتظروا جوهرًا وجيشه بِمنية شلقان شرقي القناطر الخيريَّة، وهُم على أهبة الاستعداد لِمُقاومة الجيش الفاطمي ومنعه من الدُخول إلى الفسطاط. وأُحيط جوهر الصقلي علمًا بانتفاض الجُند الإخشيديين، فاستحصل على فتوى من قاضي القُضاة أبي طاهر الذُهلي تُجيز قتال المُتمردين، فاصطدم بهم يوم 11 شعبان المُوافق فيه 1 تمُّوز (يوليو) وتغلَّب عليهم، فانسحبوا إلى الشَّام، وفي 17 شعبان المُوافق فيه 7 تمُّوز (يوليو) عبر جوهر الجسر المُقام على النيل بين الجيزة والفسطاط وعسكر شمالي القطائع، ووضع أُسس مدينة القاهرة، ولمَّا كان يوم الجُمُعة 20 شعبان المُوافق فيه 10 تمُّوز (يوليو)، صلَّى جوهر الصقلي في جامع عمرو بن العاص صلاة الجُمُعة، وخطب بالمُصلين هبة الله بن أحمد وقطع الدُعاء لِلعبَّاسيين وقرأ الدُعاء لِلفاطميين. وهكذا زالت الإمارة الإخشيديَّة بعد أن عمَّرت ثلاثة وثلاثين سنة ميلاديَّة، وبدأ العهد الفاطمي في مصر. الثقافة والمظاهر الحضاريَّة سياسيًا وإداريًا كانت الأُمُور بِمصر قُبيل قُدوم الإخشيديين بِيد الأُسرة الماذرائيَّة، وعلى رأسها مُحمَّد بن علي الماذرائي، وكان هؤلاء قادة عسكريُّون ظهر نُفوذهم بالبلاد المصريَّة مُنذ العهد الطولوني، وتحكَّموا بالكثير من جوانب الحياة السياسيَّة مُنذ أن ضعُفت الدولة الطولونيَّة وزالت، وبعد عودة الولاية العبَّاسيَّة المُباشرة على مصر والشَّام. فلمَّا نودي بِمُحمَّد بن طُغج الإخشيد واليًا على مصر، سعى إلى القضاء على نُفوذ هذه الأُسرة واستئصالها شيئًا فشيئًا، مُبرهنًا على بُعد نظر وحنكة سياسيَّة، لأنَّ الماذرائيين مُتجذرون في مصر ولهم أنصارٌ أقوياء، وهو لم يشأ أن يُعاديهم مُباشرةً، بل لعلَّهُ رغب أن يستفيد من خبراتهم في المُستقبل. استعان مُحمَّد بن طُغج بِالوزير العبَّاسي الفضل بن جعفر الذي كان يرغب بالانتقام من الماذرائيين أعداء أُسرته وخُصُوم حليفه ابن طُغج، فانتظره حتَّى أتى مصر ومعه خِلع من الخليفة، وتعاون معهُ لِلقبض على مُحمَّد بن علي الماذرائي، وكان الأخير مُختبئًا في منزل إسحٰق بن نُصير العبادي كاتب خُمارويه، فذهبا إليه وأخرجاه من مخبئه، وأمر الوزير بِمُحاسبته وصادر ضياعه في الشَّام ومصر، كما صادر أموال أولاده وحاشيته، ثُمَّ اعتقله واصطحبه معهُ إلى الشَّام حيثُ توفي في الرملة يوم 8 جُمادى الأولى 327هـ المُوافق فيه 3 آذار (مارس) 939م. ويُعد خُروج مُحمَّد بن علي الماذرائي إيذانًا ببدء عهد جديد في مصر، حيثُ جمع مُحمَّد بن طُغج بين يديه جميع السُلطات، وأسَّس إمارة مُستقلَّة عن الخِلافة العبَّاسيَّة في الشَّام ومصر، وإن ارتبط معها بِروابط روحيَّة، ثُمَّ بدأ بِتنظيم أُمورها، فعيَّن بدر الخرشني نائبًا عنه على دمشق، وولَّى أحمد بن سعيد الكلابي أعمال حلب. حافظ مُحمَّد بن طُغج على ديوان الإنشاء الذي أنشأه أحمد بن طولون، وقلَّد رجال الجيش وظائف الإدارة العُليا بالدولة. ومن الوظائف الإداريَّة الهامَّة التي ظهرت خلال عهد الدولة الإخشيديَّة، وكانت في واقع الأمر امتدادًا لِمنصبٍ ظهر في العهد الطولوني، وظيفة كاتب السر أو الكاتب، وهي وظيفة تشبه وظيفة السكرتير الخاص أو مُدير المكتب الحالية، حيثُ يُدوَّن شاغلها كُل ما يجري في حضرة الحاكم. وحافظ الإخشيديُّون على ولائهم لِلدولة العبَّاسيَّة رُغم استقلالهم الإداري، نظرًا لِلروابط الروحيَّة والدينيَّة، ولأنَّ في ذلك المصلحة العُليا لِلمُسلمين. الاقتصاد التفت مُحمَّد بن طُغج بعد أن تمَّ لهُ الأمر إلى تدعيم أوضاع دولته الاقتصاديَّة، وتؤكِّد النُقود التي ضربها على تحسُّن الأوضاع الاقتصاديَّة في مصر والشَّام. فقد سُكَّ الدينار الإخشيدي بِعيارٍ كاملٍ، وأمر بِإصلاح النُقود التي فسدت بعد العهد الطولوني، والمعروف أنَّ الدنانير الإخشيديَّة ضُربت في الفسطاط والرملة ودمشق. بلغ خِراج مصر في عهد الإخشيد مليونيّ دينار في السنة، واستُخرج من مصر في إحدى عشرة سنة اثنين وعشرين ألف ألف دينار سوى خراج الرملة وطبريَّة ودمشق والسواحل، ما يدُل على الرخاء الاقتصادي الذي تمتعت به مصر والشَّام في ذلك الوقت، على الرُغم من أنها تعرَّضت لِموجة شديدة من الغلاء في سنة 329هـ المُوافقة لِسنة 941م، فاختفت الأقوات من الأسواق، وعزَّ القمح وسائر الحُبُوب، وتبعها تفشّي وباءٌ شديد. أولى الإخشيديُّون كذلك عنايتهم بالزراعة والصناعة والتجارة. أمَّا الزراعة فكانت الحرفة الأساسيَّة لِمُعظم السُّكَّان وتُمثِّل المورد الرئيسي لِدخل الدولة، ولم يكن إيجار الأرض الزراعيَّة مُرتفعًا في العصر الإخشيدي إذ كان يتراوح بين دينارٍ واحد، وبين دينارين ونصف دينار للفدَّان في السنة، حسب جودة الأرض. وقد بذل كافور الإخشيدي جُهده لتنمية الزراعة حتَّى زاد خراج مصر على أربعة ملايين كُل سنة وبلغ خراج الفيُّوم وحدها سنة 356هـ المُوافقة لِسنة 976م في عهد كافور أكثر من 620 ألف دينار. وإلى جانب هذا كانت مصر بلدًا صناعيًا هامًا في العصر الإخشيدي فاشتهرت بصناعة النسيج الرقيق في تنيس ودُمياط وشطا ودبيق، وامتازت بصفة خاصة بالأقمشة ذات الخيوط الذهبية التي كانت تُصدَّر إلى العراق، وقد ظلَّ الخُلفاء العبَّاسيُّون في العصر الإخشيدي يستمدون من مصر أكثر ما يلزمهم من المنسوجات النفيسة المُحلاة بالكتابات الكوفيَّة. كما ظهرت صناعة الورق التي حلَّت محل البردي، وترجع أول وثيقة حُكوميَّة من الورق إلى سنة 912م، كما ترجع آخر وثيقة حكومية من ورق البردي إلى سنة 935م. يُضاف إلى هذا اشتهار مصر حينئذ بصناعة الأسلحة والتُحف الدقيقة المُطعَّمة بالذهب والفضة والجواهر الثمينة. وأنشأ مُحمَّد بن طُغج دارًا لِصناعة السُفن بِالفسطاط سنة 325هـ المُوافقة لِسنة 936م، أمَّا التجارة فقد ارتفع شأنها في العصر الإخشيدي، ذلك أن تجارة الشرق التي كانت تتجه إلى المُحيط الهندي والشرق الأقصى، أخذت تتحول عن طريق الخليج العربي والعراق -أي عن طريق هرمز والبصرة- إلى طريق مصر والبحر الأحمر، ويذكر شمس الدين المقدسي أنَّ ثغر عدن صار في القرن الرابع الهجري المُوافق لِلقرن العاشر الميلادي أهم مركز تجاري، في حين أخذت بغداد تتدهور وتفقد مكانتها. الأوضاع الاجتماعيَّة انقسم الناسُ في العهد الإخشيدي بحسب الثروة إلى فئتين: فئة غنيَّة وفئة فقيرة. وضمَّت الفئة الأولى أفراد الأُسرة الإِخشيديَّة، وبعض التُجَّار الأغنياء والمُلَّاك، وطبقة الأشراف من العبَّاسيين والطالبيِّين والعلويين، الذين كان لهم نصيبٌ في المُدن الكُبرى. وقد عاشت هذه الفئة عيشة كُلها إسراف في الطعام والشراب واللباس، يرتدون الفراء الفاخرة ويتطيَّبون بِالعنبر. وكانت مجالسهم حافلة بالمُغنين والمُغنيات والجواري الحِسان. وكانوا يُبالغون في الإسراف في حفلاتهم، فينثُرون النُقود على الحاضرين، وكانوا يقومون برياضة الصيد وسباق الخيل، ويجمعون الخُيول العربيَّة الأصيلة المُدرَّبة. وكان يُحيط بِأفراد هذه الفئة عددٌ كبيرٌ من المماليك والغلمان والأتباع، كما كان لهم حُجَّاب يحجبونهم عن الناس، وحُرَّاس لحمايتهم. وأكثر ما يشير إلى ترف هذه الطبقة مواكبهم التي كانوا يسيرون فيها. فقد كان الإِخشيد يسير وبين يديه خمسمئة غُلام بالدبابيس، وبين يديه الشمع والمشاعل. أمَّا فئة العامَّة، فلا يكادُ يُسمع عنها شيء. ويبدو أنها كانت تعيش على هامش الحياة، تقبل بما يصل إليها. وكانت هناك صلة بين الفئتين تتمثل فيما يصل من إنعام الفئة الغنيَّة إلى الفئة الأُخرى. فقد كانت كثرة منهم تغدق الخير والإحسان على الفُقراء والمحتاجين. وكان لمُحمَّد بن علي الماذرائي ديوانٌ كبيرٌ يُشرف على نحو ستين ألف مُحتاج تجري عليهم الأرزاق. العمارة تذكر المصادر أنَّ مُحمَّد بن طُغج كان شديد الاهتمام بِتجديد بناء كثير من المساجد، وهو ما سار عليه خُلفاءه من بعده. فقد أنفق الإِخشيديون بسخاء على المساجد من أجل فرشها وإِنارتها، فبنى أبو الحسن علي بن الإِخشيد مسجدًا في الجيزة، وبنى كافور مسجد الفقاعي في سفح جبل المُقطَّم وكان في وسطه محرابٌ من الطوب، وهو أول محراب بُني في مصر، وبنى الوزير جعفر بن الفُرات مسجد موسى في المنطقة نفسها. وإلى جانب المساجد اهتمَّ الإخشيديُّون ببناء وتشييد القُصُور، وعلى رأسها قصر المُختار وقصر البُستان من تشييد الإِخشيد، والبُستان الكافوري ودار الفيل من تشييد كافور. كما اهتموا بِالأبنية العامَّة، فقد أنشأ مُحمَّد بن طُغج قيساريَّات كثيرة، أشهرها قيسارية لبيع المنسوجات، كان دخلها يُحبس على البيمارستان الأسفل. وبنى كافور بيمارستانًا سنة 346هـ المُوافقة لِسنة 957م، وأنشأ الوزير جعفر بن الفُرات سبع سقايات لسُكَّان الفسطاط لِجلب الماء من منطقة جزيرة الروضة. وعلى الرُغم من الاهتمام بِهذا الجانب من التشييد والبناء، إلَّا أنَّ الإخشيديين لم يهتموا بِبناء مدينة جديدة في مصر ترتبط بهم على غرار مدينة الفسطاط التي أسَّسها المُسلمون يوم فتحوا مصر بِقيادة الصحابي عمرو بن العاص، والعسكر التي أسسها الوالي صالح بن علي العبَّاسي، والقطائع التي أسَّسها أحمد بن طولون. الدين كان الإسلام أكثر الديانات انتشارًا في العهد الإخشيدي، واتبع القسم الأكبر من الناس مذاهب أهل السُنَّة والجماعة الأربعة، مع بقاء المذهب الحنفي المذهب الرسمي لِلدولة كونه كان المذهب الرسمي لِدولة الخِلافة العبَّاسيَّة. وإلى جانب مذاهب أهل السُّنَّة، كان هُناك فئة صغيرة من المُسلمين من أتباع المذهب الشيعي الاثنا عشري، وقد تمركز هؤلاء في جبل عامل بالشَّام (جنوب لُبنان المُعاصر)، وكانت هُناك فئة أُخرى تتبع المذهب الإسماعيلي بِفعل تغلغل الدعوة الفاطميَّة في مصر، ومن المعروف أنَّ أبو علي الدَّاعي الذي ساعد عُبيد الله المهدي على الهرب من مصر إلى إفريقية في سنة 291هـ المُوافقة لِسنة 904م، كان قد أسَّس مدرسةً إسماعيليَّة في مصر عُرفت بِإخلاصها لِلفاطميين، وشجَّع تلامذتها الفاطميين على غزو هذا البلد. وبِفضل هؤلاء الدُعاة أضحى في مصر عدد غير قليل من الأنصار الذين شجَّعوا بِدورهم المُعز لِدين الله على غزو مصر والاستيلاء عليها. ويبدو أنَّ بعض المصريين كانوا أكثر استعدادًا لِتقبُّل المذهب الإسماعيلي بِسبب ميلهم إلى آل البيت والإمام علي بن أبي طالب، والتفافهم قديمًا حول واليه مُحمَّد بن أبي بكر. وقد تميَّز عهد الدولة الإخشيديَّة بِظُهور عدد كبير من أعلام الفقه حظوا بِرعايةِ طيِّبةٍ من الأُمراء الإخشيديين، وكان لهم نشاط علمي ملحوظ في الحياة العلميَّة وكان على رأس الفُقهاء الشافعيَّة في هذا العهد أبو بكر مُحمَّد بن جعفر الكناني المصري المعروف بابن الحدَّاد الذي تولَّى القضاء والتدريس بِمصر، وظهر من فُقهاء الشافعيَّة – أيضًا - أبو رجاء محمد بن أحمد بن الربيع الأسواني، وعبدُ الله بن مُحمَّد الخصيبي، وعبدُ الله بن مُحمَّد بن عبد الله بن الناصح. أمَّا فقهاء المالكيَّة فيأتي في مقدمتهم: هٰرون بن مُحمَّد بن هٰرون الأسواني، وعلي بن عبد الله بن أبي مصر الإسكندراني، وأبي بكر أحمد بن عمرو الطحَّان، ومُحمَّد بن أحمد بن أبي يُوسُف الخلَّال، ومُحمَّد بن يحيى بن مهدي بن هٰرون الأسواني، وأحمد بن مُحمَّد بن جعفر الأسواني. ثاني أكثر الديانات انتشارًا في الدولة الإخشيديَّة كانت المسيحيَّة، تليها اليهوديَّة. والواضح من النُصُوص التاريخيَّة أنَّ أهل الذمَّة عاشوا في هُدوءٍ وسلامٍ طوال عصر الأُمراء الإخشيديين، كما كان حالهم في عصر الأُمراء الطولونيين، ولم يُنص عن اضطهاداتٍ أو عُسفٍ نزل بِأهل الذمَّة في ذلك العصر. والحقيقة أنَّ سوء المعاملة التي كان أهلُ الذمَّة يشكون منها في بعض الأحيان لم تكن مُوجهة إليهم بِصفتهم الدينيَّة وإنما كان الأُمراء الإخشيديُّون - وخاصَّةً مُحمَّد بن طُغج الإخشيد - يُصادرون أموالهم أحيانًا، مثلما كانوا يُصادرون أموال المُسلمين، في ذلك العصر على حدٍ سواء. وكان الخِلاف والنِزاع بين صُفوف القِبط في مصر ينتهي أمره أحيانًا إلى الأمير الإخشيدي فيفصل به، وقد ينتهز الأمير الفُرصة لِيستحوذ لِنفسه شيئًا من أموال الكنيسة وكُنوزها. فقد حدث في ولاية مُحمَّد بن طُغج انشقاقٌ بين البطريرك الملكاني سعيد بن البطريق وبين رعاياه من الملكانيين، وانقسموا إلى فريقين: فريقٌ مع البطريرك وفريقٌ عليه يتزعَّمه أُسقف تنيس ابن النخيلي وأُسقف الفرما ابن بليحا، ولمَّا تُوفي ابن النخيلي أُقيم بدله تاوفيلا بن الشقي، وقد حاول الأخير تهدئة النُفوس وإصلاح الأحوال وإعادة الناس إلى طاعة بطريركهم، لكنَّ الخصام استمرَّ بين الفريقين، حتَّى لجأ خُصُوم البطريرك إلى الإخشيد وحرَّضوه عليه، وأرسل الإخشيد أحد قادة جيشه على رأس جماعةٍ من الجُند إلى مدينة تنيس، فختم على الكنائس الملكانيَّة بها، وحجر على جميع ما بها من الآلات والآنية، وملأ بها كثيرًا من الصناديق وحملها إلى سيِّده ابن طُغج. فلمَّا عرف الأُسقُف تاوفيلا بن الشقي بِذلك، طلب من الكُتَّاب القِبط أن يتوسَّطوا لهم لدى الأمير لِتصفية الجو، والعفو عن البطريرك الملكاني، فتمَّ لهُ ما أراد، وأُعيدت إليهم مُمتلكات الكنائس الملكانيَّة، مُقابل دفع خمسة آلاف دينار لِلأمير. ويُلاحظ أنَّ أكثر الأعمال التي اشتغل بها أهلُ الذمَّة في هذا العصر غالبًا كانت أعمالًا ماليَّة، مثل جباية الخِراج وغيرها، والدليل على ذلك ما جاء في الأوراق البرديَّة من الإشارة إلى الجهابذة وعُمَّال الخِراج القِبط، ومنها مثلًا وثيقة تتضمَّن إيصالًا مُؤرخًا من سنة 235هـ المُوافقة لِسنة 942م، ويُشير إلى أنَّ بكام بن دانيال دفع الجزية المُقررة عليه، وقدرُها ثُلث دينار وثُلثا قيراط، في حُضُور أبي الحسن بن عيسى لِعامل الجباية تُيُودور بن خاييل. كان من بين المُوظفين النصارى، الذين أشرفوا على الشؤون الماليَّة في هذا العهد: ابن عيسى بقطر بن شفا، وتذكر بعض الروايات أنَّهُ تولَّى خراج مصر لِلأُمراء الإخشيديين، ومنهم أيضًا إبراهيم بن مروان في عهد أُنوجور، وكذلك جُرير بن الحصان. ويُلاحظ أنَّ استخدام المسيحيين واليهود في أواخر العهد الإخشيدي لم يكن قاصرًا على جباية الخِراج وتحصيل الضرائب وما يرتبط بِذلك من الأعمال الماليَّة. فتذكر الرواية القبطيَّة أنَّ كافور الإخشيدي كان لهُ وزيرٌ من القِبط يُسمَّى أبو اليمن قُزما بن مينا، وتُضيف الرواية القبطيَّة إلى ذلك أنَّهُ وُلِّي خراج مصر ودبَّر أُمورها بعد وفاة كافور، حتَّى استقرَّ الأمر لِلفاطميين، فلمَّا لمسوا في أبي اليمن قُزما بن مينا الثقة والأمانة، أبقوه في مكانه ناظرًا في كورة الفسطاط. كما يُلاحظ في هذا العصر ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ مصر الإسلاميَّة، وهي استخدام اليهود، إلى جانب النصارى، في شُؤون الإدارة وأعمال الحُكومة. إذ كان يعقوب بن كلس اليهودي من مُستشاري كافور، ومن أقرب الناس إليه، وأمسك زمام الدواوين بالشَّام ومصر، وكان جميل المُعاملة وصائنًا لِنفسه، فأصبح مُقرَّبًا من كافور الذي كان يستشيره في كُل أُموره، حتَّى بلغ الأمر أنَّهُ أمر جميع رؤساء الدواوين بِألَّا يُصرف درهم أو دينار إلَّا بِتوقيع ابن كلس. وبلغ من شدَّة إعجاب كافور بابن كلس أنَّهُ رغب بِتوليته الوزارة ولكن حال دون ذلك دينه اليهودي، إذ لا يجوز أن يتولَّى أُمور المُسلمين المعيشيَّة الحسَّاسة إلَّا مُسلم، فلمَّا سمع يعقوب بن كلس بِذلك طمع في الوزارة واعتنق الإسلام، فتضاعف حُب كافور وتقديره له. ولكنَّ يعقوب بن كلس ما لبث أن رحل إلى المغرب والتحق بِخدمة الفاطميين بعد وفاة كافور كما أُسلف. العُلُوم والآداب شهدت مصر والشَّام إبَّان حُكم الإخشيديين نهضة علميَّة وأدبيَّة على مستوًى عالٍ من التقدُّم والازدهار، وكان مركزُ الحركة العلميَّة والأدبيَّة في مصر الإخشيديَّة وقلبها النابض في ذلك العصر جامع عمرو بن العاص، الذي تخطَّى دوره كمركزٍ لِلعبادة والصلاة، فكان دارَ عبادة وإدارة وقضاء، ثُمَّ مدرسة جامعة تُعقَد فيها مجالسُ العلوم والآداب على اختلافها، كغيره من المساجد الجامعة في الأمصار الإسلاميَّة. وكان هذا المسجد مثله في هذا المجال مثل الجامع الأزهر فيما بعدُ، فقد كان مُلتَقى العلماء والفُقَهاء والأئمَّة، وإليه يلجأ الناس للاستفتاء والمُشاورة، وإليه قصَد طُلَّاب العلم لِتلقِّي العلوم التي كانت سائدةً وتُدرس في ذلك الحين، وفيه تخرَّج عددٌ كبير جدًا من خِيرة العلماء والفُقَهاء. وكان هذا المسجد - بِالنسبة لأهل العلم - بِمثابة دار الندوة، يجتمعون فيه من وقتٍ لآخَر، يتداوَلون فيه أُمورَهم الحياتيَّة والدينيَّة والعلميَّة، وكان لهم عيدٌ أسبوعي يجتَمِعون فيه من أجل إقامة المناظرات العلميَّة والمطارحات الأدبيَّة. ومن دلائل وجود تلك المُناقشات والمُناظرات في هذا المسجد أنَّه قد رُوِي أنَّه في سنة 326هـ كان للشافعيَّة في جامع عمرو بن العاص خمس عشرة حلقة، وللمالكيَّة مثلها، ولأصحاب أبي حنيفة ثلاث حلقات، وقد أدَّى شدَّة التنافُس والنِّقاش بين أصحاب هذه المذاهب إلى المُقاتَلة في المسجد. وإلى جانب مسجد عمرو بن العاص وُجدت مساجد أخرى ساعدت على إثراء الحياة الفكريَّة، ومن بين هذه المساجد مسجدُ ابن عمروس، ونظرًا لأهميَّة هذه المساجد ودورها المُهم والفعَّال في الحركة الفكريَّة الإسلاميَّة، فقد اعتنى بها الأمراء الإخشيديُّون عنايةً بالغة، فكانوا يُطلِقون لها النفقات، ويأمُرون بعمارتها، ومدِّها بما تحتاجُه من الحصر والمصابيح وغيرها من الأُمور اللازمة. وإلى جانب المساجد، وُجدت مراكزُ أخرى انتَشرتْ من خِلالها الحضارة والثقافة العلميَّة والأدبيَّة والدينيَّة، وكان من أهمِّ هذه المراكز الأسواق التي كانت موئلًا للدارسين يتجاذَبون فيها أطرافَ الحديث، ويُقِيمون المنافسات والمناظرات العلميَّة. وقد كانت بمدينة الفسطاط في عصر الدولة الإخشيديَّة سوقٌ عظيمة للورَّاقين، وكان سيبويه المصري - أعظم أدباء هذه الدولة - يظهر الكلام والاعتزال في الطرقات والأسواق. وكانت سوق الورَّاقين أيضًا بمثابة مكتبةٍ عامَّة يُتاح فيها للمهتمِّين بالقِراءة والاطِّلاع شراء ما يحتاجونه من الكتب المفيدة لهم، وكانت تُقام في هذه السُّوق مَزادات يُنادَى فيها عن الكُتب الجيِّدة النادرة. وفوق اجتِماعات ومجالس المساجد، وندوات ومُناظرات سُوق الورَّاقين، كانت هناك مجالس أُخرى للعلم والأدب لا يحضرها إلا الخاصَّة؛ مثل مجالس العظماء من أُمراء الدولة، وعلمائها ووزرائها، حيث كانت تجمَعُ بين العلم والأدب، والثقافات العامَّة. ومن مظاهر اهتمام الإخْشيد بمثْل هذه المجالس العلميَّة والأدبيَّة أن جعل دارُه مركزًا لتلك المجالس، وكثْرة اجتماعاته مع سيبويه المصري ومُناقشته إياه بِأُمور الفقه والعلم والفلسفة، وكان يمقت السجالات والشجارات في مجالسه هذه، وقد وصَف ابن سعيد المغربي مجلس الإخشيد بقوله: . وقد اعتنى خُلَفاء الإخْشيد بتلك المجالس، واهتمُّوا بها، فقد عُنِيَ بها ابنُه أُنوجور، كذلك اعتنى بها كافور، وكان يُدنِي الشُعراء ويُجزيهم، وكانت تُقرَأ عنده في كلِّ ليلةٍ السير وأخبار الدولة الأُمويَّة والعبَّاسيَّة، وكان كافور له نظَر في اللُغة العربيَّة والأدب، وكان يحرص على أنْ يكون بلاطُه مجمع العلماء والأدباء، وأنْ يَفُوق في هذا الميدان بلاط الخليفة العبَّاسي وسيف الدولة الحمداني. وإلى جانب العُلوم، ازدهر الأدب في مصر في العصر الإخشيدي، لكن يُلاحظ أن حظ النثر كان أوفر من حظ الشعر، وأن الشعر كانت فيه المسحة العراقيَّة والميل إلى السجع والمُزاوجة مع إطناب في اللفظ وتكرار المعنى وإقبال على الجُمل القصيرة، وكان فارس حلبة النثر الفني في العصر الإخشيدي إبراهيم بن عبد الله بن مُحمَّد النجيرمي، وممن برز من أبناء مصر في الأدب في العصر الإخشيدي سيبويه المصري وهو أبو بكر مُحمَّد بن موسى بن عبدُ العزيز الكِندي الصيرفي. أمَّا الشعر في العهد الإخشيدي فكان هزيلًا نحيلًا ولم يكن هُناك إلَّا قلَّة من الشعراء المصريين من يصل إلى مكانة شُعراء العراق أمثال: أبي تمَّام والبُحتُري وابن الرومي، ومن شُعراء مصر في هذا العصر أحمد بن مُحمَّد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم بن طباطبا، والقاسم بن أحمد الرسي، وسعيد قاضي البقر، وغيرهم. وقد زار مصر في العهد الإخشيدي بعض الشُعراء المشهورين منهم أبو الطيِّب المُتنبي، فأقام بها أربع سنوات عند كافور الإخشيدي يمدحه بغرض الحصول على منصب هام ولكنه لم ينل بغيته؛ فانقلب على كافور يهجوه هجاءً قاسيًا. وممَّا قاله المُتنبي في مدح كافور: ولمَّا لم يُحقق المُتنبي ما كان يطمع فيه من مناصب؛ نظم قصيدته الدالية المشهورة التي هجا فيها كافور، ومما قاله فيها مُستهزءًا بِأُصول كافور الحبشيَّة، مُذكرًا إيَّاه بِأصله كمملوك: أمَّا المُؤرخون في العصر الإخشيدي فكان لهم شأن عظيم منهم الحسن بن القاسم بن جعفر بن دحية أبو علي الدمشقي، والحسن بن إبراهيم بن زولاق ممَّن اهتموا بِتدوين تاريخ مصر وخططها ومن مؤلفاته: كتاب «فضائل مصر»، و«سيرة مُحمَّد بن طغج الإخشيد»، و«أخبار سيبويه المصري»، وغيرها من المُصنَّفات. وكذلك البطريرك سعيد بن البطريق الذي مارس الطب أيضًا فترة من الزمن بالفسطاط، وألَّف كتابه المشهور «التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق» تناول فيه التاريخ منذ بدء الخليقة إلى العصر الذي عاش فيه. ومن الأطبَّاء الذين ظهروا في العهد الإخشيدي أيضًا: نسطاس بن جُريج صاحب كتاب «رسالة إلى يزيد بن رومان النصراني الأندلُسي في البول»، والبالسي الذي كان مُتميزًا في معرفة الأدوية المُفردة وأفعالها، وله من الكُتب كتاب «التكميل في الأدوية المُفردة»، وأبو عبد اللّه مُحمَّد بن أحمد بن سعيد التميمي المقدسي العالم بالنبات وماهياته والكلام فيه، وكان مُتميزًا أيضًا في أعمال الطب والاطلاع على دقائقها، وله خبرة فاضلة في تركيب المعاجين والأدوية المُفردة. الجيش استطاع مُحمَّد بن طُغج أن يدخل مصر ويقضي على المُتمردين بِفضل القُوَّة العسكريَّة التي شكَّلها، واستمرَّ بعد سيطرته على مصر في زيادة عدد قُوَّاته البريَّة والبحريَّة حتَّى أضحى أربعمائة ألف، وقد تألَّفوا من عرقيَّاتٍ عديدةٍ: تُرك وزُنج وبربر، وشكَّل فرقة مماليك خاصَّة لِحراسته. والرَّاجح أنَّ هذا الرقم مُبالغ فيه لِأنَّهُ لا يتناسب مع عدد سُكَّان البلاد في ذلك الوقت ولا مع القُوَّة الضروريَّة لِلدفاع عنها بِالإضافة إلى صُعوبة تموينه وتدبير الثكنات لِإيوائه، إلَّا أنَّهُ كان من أعظم جُيُوش عصره، بِدليل أنَّهُ عندما استدعاه الخليفة المُتقي لِله واقترب من مدينتيّ الرَّقَّة والرافقة المُجاورة لها، أشرف سُكَّانها على النوافذ والأسوار لِيُشاهدوا عِظم العسكر وحُسن عدَّته. وأدَّى هذا الجيش دورًا هامًا مكَّن الإخشيديين من تدعيم حُكمهم في مصر والشَّام وصدّ الأخطار التي هدَّدتهم في الشَّام وثُغورها، وبِخاصَّةً هجمات مُحمَّد بن رائق وسيف الدولة الحمداني. وكان مُحمَّد بن طُغج يخرج على رأس الجيش في مُعظم الأحيان، لِلقتال، وأناب عنه القائد عُمران بن فارس لِقتال مُحمَّد بن رائق في الشَّام، كما أناب عليّ بن مُحمَّد بن كلا. وبعد مقتل هذا الأخير، عيَّن فاتكًا وكافورًا على رأس الجيش الذي أرسله إلى الشَّام في سنة 333هـ المُوافقة لِسنتيّ 944 - 945م، وكان يُرسل إخوته في بعض الأحيان. واهتمَّ مُحمَّد بن طُغج بِبناء الأُسطول، فنقل دار صناعة السُفن من جزيرة الروضة إلى دار خديجة بنت الفتح بن خاقان، زوجة أحمد بن طولون، وكانت هذه الدار بِساحل الفسطاط، وذلك في سنة 325هـ المُوافقة لِسنة 937م بعد أن أحرق المُتمردون أُسطوله من دون أن يتمكَّن من التصدي لهم أو يقوم بِعملٍ حاسمٍ ضدَّهم، وقال في ذلك: . ويبدو أنَّ نقل دار الصناعة لم يقضِ تمامًا على الصناعة في دار الروضة إذ كانت مراكب الأُسطول مع ذلك تنشأ في الجزيرة وفي صناعتها. العلاقة مع دُول الجوار مع الخِلافة العبَّاسيَّة رُغم الاستقلال الإداري الذي تمتَّعت به الدولة الإخشيديَّة، إلَّا أنَّها لم تنفصل تمامًا عن الدولة العبَّاسيَّة، تمامًا كما كان حال الدولة الطولونيَّة قبلها، فاستمرَّ الوُلاة الإخشيديُّون يعترفون بِسُلطة الخليفة الزمانيَّة والمكانيَّة، ويدعون له على المنابر في المساجد، وبقيت الصلة الروحيَّة بين الإخشيديين والعبَّاسيين قائمة طوال عهدهم، واعتمد عليهم الخُلفاء لِتدعيم سُلطتهم عند اللُزوم كما أُسلف. وخطا الإخشيديُّون خُطوةً أُخرى في مجال علاقتهم مع العبَّاسيِّن عندما حاول الإخشيد نقل الخلافة العبَّاسيَّة إلى مصر لِتكون تحت حمايته، وكانت مُحاولة الإخشيد سنة 333هـ المُوافقة لِسنة 944م حينما استبد الأُمراء التُرك بالخليفة العبَّاسي المُتقي لله وتقاعس الحمدانيُّون في حلب عن نجدته فالتقى به الإخشيد في الشَّام وأبدى لهُ بالغ الاحترام والتقدير، ودعاه إلى ترك بغداد والمجيء إلى مصر والإقامة بها وكان مما قاله للخليفة: . ولكنَّ الخليفة فضَّل ألَّا يترك عاصمة مُلكه، ورفض عرض الإخشيد. ولا شك أنَّهُ لو أُتيح لِلإخشيد أن ينجح في جذب الخليفة إلى مصر لتغيَّر - إلى حدٍ ما - مُستقبل الخِلافة ومُستقبل مصر. مع الدولة الحمدانيَّة اتخذت العلاقة بين الحمدانيين والإخشيديين طابع المد والجزر، فكانت عدائيَّةً تارة ومُهادنة نارةً أُخرى. فبعد أن ثبَّت سيف الدولة الحمداني أقدامه في حلب وجوارها، التفت إلى التوسُّع في الشَّام لا سيَّما في الفترة التي ضعف خلالها نُفوذ الإخشيديين واقتصر حُكمُهم على وُلاةٍ ضعاف، وتزامن ذلك مع ضعف الخِلافة العبَّاسيَّة التي كانت عاجزة عن أي تأثيرٍ مُثمر، فاستولى سيف الدولة على قنسرين والثُغُور الشَّاميَّة وأنطاكية وحِمص، واستعدَّ لِلزحف نحو دمشق، فنهض الإخشيد لِلدفاع عن نُفوذه في الشَّام وأرسل جيشًا عرمرميًا بِقيادة كافور ويانس اشتبك مع الحمدانيين وانهزم أمامهم، ثُمَّ تابع زحفه جنوبًا حتَّى دخل دمشق. ولمَّا كان الإخشيد يُريد التفرُّغ لِلخطر الفاطمي القادم من المغرب فقد هادن سيف الدولة وتفاهم معه واقتسما بلاد الشَّام فيما بينهما، على أن يكون لِلحمدانيين الأراضي الواقعة شمالي دمشق ولِلإخشيديين دمشق وما يليها جنوبًا. لكنَّ سيف الدولة رفض العرض وهدَّد الإخشيد بِالزحف إلى مصر، فكان لا بُد من القتال مُجددًا، وفي هذه المرَّة هُزم الحمدانيُّون ودخل الإخشيديُّون حلب وانتقموا من أهلها لِميلهم إلى الحمدانيين. ولمَّا أدرك الإخشيد أنَّ الحرب بين الطرفين ستستمر إلى أن يقضي أحدهما على الآخر، توصَّل إلى عقد اتفاق صُلحٍ مع سيف الدولة تضمَّن اقتسام الشَّام، والتقارب الأُسري بِالزواج، فيتزوَّج سيف الدولة فاطمة ابنة أخي الإخشيد عُبيد الله بن طُغج. وهكذا توقف المد الحمداني باتجاه الجنوب لِفترةٍ من الوقت، تفرَّغ خلالها سيف الدولة إلى جهاد الروم البيزنطيين في الأناضول، والتفت الإخشيد إلى شؤونه الداخليَّة في مصر وإلى التصدي لِلفاطميين، لكنَّ هذا السلام استمرَّ مُتذبذبًا يُخرقُ بين الحين والآخر، إلى أن بتَّ به كافور خِلال ولايته، فكان لِلحمداننين كُل البلاد المُمتدَّة من قرية جوسية إلى حِمص وسائر أعمالها، وأخذ الإخشيديين كُل البلاد المُمتدَّة من دمشق وما بين يدها إلى آخر أعمالها. مع الدولة الفاطميَّة استفاد الإخشيد من مركزه في مصر بين الفاطميين الطامعين في الاستيلاء على ولايته، والعبَّاسيين الضعاف في المشرق، بِتأسيس إمارةٍ وراثيَّةٍ، فأثبت لِلعبَّاسيين صلابةً كافيةً في صد الهجمات الفاطميَّة، الأمر الذي جعل الخِلافة تُقرّه على الولاية. ولمَّا أثبت الإخشيد عزمه وقُوَّته في صد الفاطميين، رأى هؤلاء أنَّهُ من الأفضل لِتحقيق أهدافهم أن يُعيدوا النظر بِسياستهم القائمة على القُوَّة واستبدالُها بِسياسةٍ وديَّةٍ تجاه الإخشيد، إذ إنَّ تدهوُر السُلطة في بغداد مُنذ مقتل الخليفة العبَّاسي المُقتدر، قد ساعد على التقارُب بين الفسطاط والمهديَّة، فأرسل الخليفة الفاطمي القائم بِأمر الله كتابًا قرأه على خاصَّته، وأرفق بهم رقعة بِخطِّه لم يقرأها أمام أحدٍ من مُستشاريه، فكأنَّها رسالة خاصَّة، دعاه فيها إلى الدُخول في طاعته. والواضح أنَّ الإخشيد كان يخشى أن يخرج على الخِلافة العبَّاسيَّة، فقد كان ضعفها يُتيح له بِأن ينعم بِقسطٍ وافرٍ من الاستقلال، وفضلًا عن ذلك فإنَّ من المُحتمل أنَّهُ كان كارهًا التخلِّي عن مذهبه السُني وإلقاء نفسه في أحضان الدولة الفاطميَّة الشيعيَّة. والرَّاجح أنَّ هذا الاحتمال ضعيف الأثر بِدليل أنَّهُ عندما لم تنصُره الحُكومة المركزيَّة في بغداد، في عهد الخليفة الراضي بِالله، ضدَّ مُحمَّد بن رائق، مال إلى التفكير في التقرُّب من الفاطميين والدُعاء لهم في خِطبة الجُمُعة وقطع صلته بِالخليفة العبَّاسي، لولا أن نصحه مُستشاروه بِالعُدول عن ذلك، ودعَّم هذا التقارُب بِمشروع زواج ابنته من إسماعيل بن القائم، وأرسل كتابًا إلى المهديَّة بِهذا المعنى. قبِل الخليفة الفاطمي هذا العرض وبعث بِردِّه الإيجابي إلى الإخشيد، لكنَّهُ لم يُرسل من الهدايا والأموال ما وعد به الإخشيد نفسه، فلمَّا خاب ظنَّه أوقف مشروع المُصاهرة، واتخذ جانب الحياد بين الدولتين العبَّاسيَّة والفاطميَّة، بعد أن أدرك أنَّ البقاء تحت السيادة العبَّاسيَّة يخدم مصلحته، واستمرَّ خُلفائه على نهجه من بعده. مع الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة أسفر النضال الذي جرى في مناطق الثُغُور بين المُسلمين والبيزنطيين قبل العهد الإخشيدي إلى رجحان كفَّة البيزنطيين، وتطلَّب الوضع اتخاذ إجراءات سريعة لِإنقاذه وإعادته إلى توازُنه على الأقل، فبرز الإخشيد الذي أخذ على عاتقه القيام بِهذه المُهمَّة بعد أن وحَّد مصر والشَّام وشكَّل قُوَّةً عسكريَّةً مرهوبة الجانب، كان لها الأثر الأكبر في تغيير موازين القِوى بين المُسلمين والبيزنطيين لِصالح المُسلمين، حيثُ كان لازمًا على البيزنطيين أن يدخلوا في علاقةٍ وديَّةٍ مع الإخشيديين وفتح صفحة جديدة من السلام مع المُسلمين بِعامَّة. والواضح أنَّ خشية الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة من القُوَّة الإخشيديَّة المُتعاظمة كانت إحدى الدوافع لِهذا التحرُّك السلمي، والمعروف أنَّ الإخشيديين الذين نشأوا في الشَّام اكتسبوا خبرة في قتال الروم من واقع اشتراكهم في الحملات الطولونيَّة المُوجَّهة إلى الداخل البيزنطي، كما أنَّهم اتمُّوا بِأوضاع الثُغُور الإسلاميَّة التي تُشكِّلُ خط الدفاع عن الجزيرة الفُراتيَّة والشَّام. واضطرَّ قيصر الروم الإمبراطور رومانوس الثاني إلى مُراسلة الإخشيد مُباشرةً من دون المُرور بِمقام الخِلافة طالبًا مُهادنته وتبادُل الأسرى بين الطرفين، فأرسل إليه سفارةً من أجل ذلك مُؤلَّفة من عُضوين هُما نقولا وإسحٰق، فردَّ عليه الإخشيد بِجوابٍ طويل، ينُم عن ترفُّعه وكبريائه وقوَّته الكبيرة في المنطقة، ويفتخر على الإمبراطور بِاتساع مُلكه الذي يشمل مصر واليمن وأجناد الشَّام ومكَّة والمدينة المُنوَّرة، وحمايته لِلأماكن الدينيَّة المُقدَّسة الإسلاميَّة والمسيحيَّة واليهوديَّة، ويُشير إلى ولائه لِلعبَّاسيين، وذلك لِإحباط أيَّة مُحاولة لِضرب الجبهة الإسلاميَّة والإيقاع بينه وبين الخليفة العبَّاسي، كما استجاب لِطلبه بِتبادل الأسرى، فجهَّز المراكب لِإرسالها إلى الثُغُور لِلفداء بعد أن شحنها بالروم، وأرسل الثياب والطيب والطعام إلى أسرى المُسلمين. والواضح أنَّ الظُروف السياسيَّة التي أحاطت بِالإخشيد دفعتهُ إلى انتهاج سياسة سلميَّة تجاه البيزنطيين، فقد كان يتعرَّض لِضغطٍ فاطميٍّ مُتزايد على جبهتين: خارجيَّةٍ من واقع إرسال الفاطميين حملاتٍ عسكريَّةٍ إلى مصر للاستيلاء عليها، وداخليَّة بِفعل نشاط الدُعاة الفاطميين في مصر الذي أدَّى إلى بعض المُشكلات، وقد تطلَّبت تدخُلًا سريعًا لِحلِّها، بِالإضافة إلى ما كانت تُثيره الخِلافة العبَّاسيَّة من إشكالات من واقع إرسال العناصر إلى الشَّام لِإثارة المتاعب في وجهه. ويبدو أنَّ البيزنطيين لم يكونوا صادقين في تعامُلهم من المُسلمين، فقد أغارت قُوَّاتهم على منطقة حلب وأنزلت فيها الخراب وعادت مُحمَّلة بِخمسة آلاف أسير. وجاء الرَّدُ سريعًا على هذه الغارة، فقد غزا أمير الثُغُور من قِبل الإخشيد بلاد الروم من ناحية طرسوس في سنة 330هـ المُوافقة لِسنة 941م، فقتل وسبى، وامتلأت أيدي عسكره بالغنائم، وأسر عددًا من البطاركة - القادة - البيزنطيين، وعاد من دون أن يستقر في أي منطقة. ومن الأُمُور المُلفتة لِلنظر أنَّهُ على الرُغم من الحرب المُستمرَّة بين الحمدانيين والبيزنطيين في منطقة الجزيرة الفُراتيَّة، جرى التفاهم بين الطرفين في سنة 333هـ المُوافقة لِسنة 945م على تبادل الأسرى على نهر اللامس من ناحية طرسوس، على أنَّ هذا الترتيب جرى في الوقت الذي لم يعد لِسيف الدولة الحمداني سُلطانٌ على إقليم الثُغُور بِفعل انهماكه بِبعض المُشكلات الخاصَّة بِالخِلافة، فقد قدم إلى الإخشيد وهو في دمشق سنة 334هـ المُوافقة لِسنتيّ 945 - 946م أبو عُمير عُدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني ومعهُ رسولٌ من قِبل الإمبراطور البيزنطي لِتنظيم الفداء، والمعروف أنَّ هذا الرجل هو أحد شُيُوخ الثُغُور المشهورين، وأدَّى دور الوسيط بين المُسلمين والبيزنطيين. وقد تُوفي الإخشيد قبل أن يتحقق هذا الفداء، فتابع كافور هذه المسألة، حيثُ أبحر مُصطحبًا أبا عُمير وسفير الإمبراطور من صُور إلى طرسوس، فاجتمعا بِأمير الثُغُور «ثمال»، فأتمَّ الفداء في شهر ربيع الأوَّل 335هـ المُوافق فيه شهر تشرين الأوَّل (أكتوبر) 940م، وكان عدد الأسرى المُسلمين ألفين وأربعمائة وثمانين أسيرًا من ذكرٍ وأُنثى، وفضل لِلروم مع المُسلمين مائتان وثلاثون أسيرًا لِكثرة من معهم من الأسرى. وهكذا لم يُقصِّر الإخشيد في أداء واجبه الدين في الدفاع عن المُسلمين ودفع الخطر عنهم وجهاد المُعتدين عليهم، إلَّا أنَّ الظُرُوف السياسيَّة المُحيطة به وأطماع القوى المُتعددة في مُمتلكاته فرضت عليه أن ينتهج سياسة المُهادنة مع البيزنطيين، ويستجيب لِأيَّة مُبادرة سلميَّة لكي يتفرَّغ لِمُواجهة القوى الطامعة في أملاكه، ويُوجِّه جُهوده لِلنُهوض الاقتصادي فيها. قائمة الأُمراء الإخشيديين المراجع باللُغة العربيَّة بلُغاتٍ أجنبيَّة وصلات خارجيَّة إسلام أون لاين الدولة الإخشيدية.. تاريخ وحضارة. الحجاز تحت الدولة العباسية مصر في القرن 10 مصر في القرن 9 أنظمة ملكية سابقة في إفريقيا تاريخ الدولة العباسية تاريخ الشام تاريخ القاهرة دول تابعة سابقا دول تركية سابقة دول وأقاليم انحلت في عقد 960 دول وأقاليم انحلت في 969 دول وأقاليم أسست في 935 سلالات حاكمة إفريقية سلالات حاكمة تركية سلالات حاكمة شرق أوسطية سلالات حاكمة مسلمة
3008
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9
الدولة الطولونية
الدَّولةُ الطُّولُونِيَّة أو الإِمَارَةُ الطُّولُونِيَّة أو دَوْلَةُ بَنِي طُولُون، وتُعرفُ اختصارًا وفي الخِطاب الشعبي باسم الطولونيُّون، هي إمارة إسلاميَّة أسَّسها أحمد بن طولون التغزغزي التُركي في مصر، وتمدَّدت لاحقًا باتجاه الشَّام، لِتكون بِذلك أول دُويلة تنفصل سياسيًّا عن الدولة العبَّاسيَّة وتتفرَّد سُلالتها بِحُكم الديار المصريَّة والشَّاميَّة. قامت الدولة الطُولونيَّة خِلال زمن تعاظم قُوَّة التُرك في الدولة العبَّاسيَّة وسيطرة الحرس التُركي على مقاليد الأُمور، وهو ذاته العصر الذي كان يشهد نُموًا في النزعة الشُعوبيَّة وتغلُّب نزعة الانفصال على شُعوب ووُلاة الدولة مُترامية الأطراف، فكان قيام الدولة الطولونيَّة إحدى النتائج الحتميَّة لِتنامي هذا الفكر. نشأ مُؤسس هذه السُلالة، أحمد بن طولون، نشأةً عسكريَّةً في سامرَّاء التي كانت حاضرة الخِلافة الإسلاميَّة حينها، ولمَّا عيَّن الخليفة أبو عبد الله المُعتز بالله الأمير بايكباك التُركي واليًا على مصر في سنة 254هـ المُوافقة لِسنة 868م، وقع اختيار بايكباك على ابن زوجته أحمد بن طولون لِيكون نائبًا عنهُ في حُكم الولاية. ومُنذُ أن قدم ابن طولون مصر، عمل على ترسيخ حُكمه فيها. وكان يتخلَّص من سُلطة الوالي الأصيل بِإغرائه بالمال والهدايا التي كان يُرسلها إليه. وعندما طلب إليه الخليفة أبو إسحٰق مُحمَّد المُهتدي بالله أن يتولَّى إخضاع عامل فلسطين المُتمرِّد على الدولة، سنحت لهُ الفُرصة التي كان ينتظرُها، فقد أنشأ ابن طولون جيشًا كبيرًا من المماليك التُرك والرُّوم والزُنوج ودعم حُكمه به. وقد أخذ من الجُند والنَّاس البيعة لِنفسه على أن يُعادوا من عاداه ويُوالوا من والاه. وبِفضل هذا الجيش استطاع أن يقضي على الفتن الداخليَّة التي قامت ضدَّه، واستطاع أن يرفض طلب وليُ عهد الخليفة أبا أحمدٍ طلحة بن جعفر المُوفَّق بالله الذي كان يستعجله إرسال المال لِيستعين به على القضاء على ثورة الزُنج بالبصرة. ومُنذُ ذلك الوقت أصبحت دولة ابن طولون مُستقلَّة سياسيًّا عن الخِلافة العبَّاسيَّة. وعندما طلب الخليفة إلى ابن طولون أن يتخلَّى عن منصبه إلى «أماجور» والي الشَّام، رفض ابن طولون ذلك، وتوجَّه إلى الشَّام وضمَّها إلى مصر. لم يُفكِّر ابن طولون بعد استقلاله السياسي عن الخِلافة، بالانفصال الديني عنها لأنَّ الخِلافة مثَّلت في نظره وفي نظر جمهور المُسلمين ضرورة دينيَّة لاستمرار الوحدة الإسلاميَّة، ولِأنَّها تُشكِّلُ رمزًا يربط أجزاء العالم الإسلامي المُختلفة، فحرص على أن يستمرَّ الدُعاء للخليفة العبَّاسي على منابر المساجد في مصر والشَّام، واعترف بسُلطته الروحيَّة والدينيَّة. وشرع أحمد بن طولون في القيام بِأعمالٍ عُمرانيَّة تُعبِّرُ عن مدى اهتمامه الشديد بِمصر، وتعكس تطلُّعاته إلى إقامة إمارته الخاصَّة، فأسس ضاحيةً لِلفسطاط هي القطائع اتخذها عاصمةً لِإمارته، وبنى فيها مسجده المشهور، وقوَّى الجبهة الدَّاخليَّة من خِلال تنمية موارد الثروة، ومُضاعفة الدخل في ميادين الإنتاج، وأصلح أقنية الري، والسُدود الخرِبة. وبعد وفاة ابن طولون جاء ابنه خُمارويه الذي لم تُفلح دولة الخِلافة في أن تُزيح حُكمه عن الشَّام، فاضطرَّت إلى أن تعقد معهُ مُعاهدة صُلح ضمنت للدولة الطولونيَّة حُكم مصر والشَّام مُقابل جزية تؤديها. وبعد خُمارويه الذي مات اغتيالًا في دمشق، تولَّى الحُكم ولداه أبو العساكر جيش ثُمَّ هٰرون. ولم يكن هٰرون قادرًا على مُقاومة هجمات القرامطة الذين أخذوا يُغيرون على المُدن الشَّاميَّة، فاضطرَّ الخليفة أبو أحمد علي المُكتفي بِالله إلى أن يُنقذ دمشق من القرامطة بِجُيوشٍ يُرسلها من العراق. وكان انتصار المُكتفي على القرامطة تجربةً ناجحةً دفعتهُ إلى أن يتخلَّص من الحُكم الطولوني العاجز، فوجَّه قُوَّاته البحريَّة والبريَّة إلى مصر، فدخلت الفسطاط وأزالت الحُكم الطولوني الذي دام 37 سنة، وأعادت مصر إلى كنف الدولة العبَّاسيَّة. خلفيَّة تاريخيَّة ظُهور الشُعوبيَّة في الدولة العبَّاسيَّة «الشُّعوبيَّة» نزعةٌ ترمي إلى تفضيل «الشُعوب» الأعجميَّة على «القبائل» العربيَّة. ولعلَّ أصل هذه التسمية يعود إلى ما فهمه بعض المُفسرين من الآية القُرآنيَّة: ، فقالوا أنَّ «شُعوبًا» تعني «الشُعوب المُتحضرة». وقد ظهرت هذه النزعة في الدولة العبَّاسيَّة لِأسبابٍ كثيرة أبرزها التنوع العرقي في الدولة العبَّاسيَّة مُتناثرة الأطراف، واستخدام الخُلفاء العبَّاسيين للعجم في قُصورهم وفي أجهزة الدولة. فقد اعتمد العبَّاسيُّون في تأسيس دولتهم على الفُرس النَّاقمين على الأُمويين، بعد أن كان الأُمويّون يعتمدون على العُنصر العربي في إدارة دولتهم وقيادة جُيوشهم. وقد كافأ الخُلفاء العبَّاسيُّون الأولون أنصارهم من الفُرس فجعلوهم وُزراء وقادة. ولكن هؤلاء الخُلفاء لم يلبثوا أن أدركوا أنَّ نُفوذ الوُزراء الفُرس قد فاق نُفوذهم، فتخلَّصوا منهم: هكذا فعل أبو جعفر المنصور عندما قتل وزيره أبا مُسلم الخُراساني، وهكذا فعل هٰرون الرشيد عندما فتك بِوزيره جعفر بن يحيى البرمكي ونكَّل بِأُسرته. وقد غذَّى هذا الصراع السياسي بين الفُرس والعرب في مطلع العهد العبَّاسي نزعةٌ «شُعوبيَّة» ترمي إلى تفضيل الشُعوب غير العربيَّة على العرب، وتقول إنَّ هذه الشُعوب تتفوَّق على العرب في الحضارة، وفي الأدب، والشعر. وقام جدالٌ طويلٌ بين طرفيّ النزاع، وانتصر لِكُلِّ فريقٍ أبناؤه من الشُعراء والمُؤلفين والساسة. وهذا الانشقاق بين رعايا الدولة أدَّى إلى ولادة أولى الحركات الانفصاليَّة عن الدولة العبَّاسيَّة، بِقيادة القائد العسكري طاهر بن الحُسين الذي أنشأ الدولة الطاهريَّة في خُراسان سنة 821م. ومن العوامل الدَّاخليَّة التي شجَّعت على انتشار الحركات الانفصاليَّة، اتساع رقعة الدولة العبَّاسيَّة، حتَّى غدت إمبراطوريَّة تبسطُ جناحيها على كافَّة أنحاء المنطقة المُمتدَّة من حُدود الصين وُصولًا إلى المغرب الأوسط في شمال أفريقيا. ولكن هذا الاتساع في المساحة، بدلًا من أن يكون عامل قُوَّةٍ في كيان الدولة، انقلب إلى عامل ضعفٍ فساعد على تفسُّخها وتفكُّكها، ذلك أنَّ بُعد المسافة بين أجزاء الدولة وبين عاصمتها، وصُعوبة المُواصلات في ذلك الزمن، جعلا الوُلاة في البلاد النائية يتجاوزون سُلطاتهم ويستقلُّون بِشُؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجُيوش القادمة من عاصمة الخِلافة لِإخماد حركاتهم الانفصاليَّة، والتي لم تكن تصل إلَّا بعد فوات الأوان. وساعد ضُعف الخُلفاء العوامل السَّابقة على أن تبرز وتقوى وتعمل عملها في إضعاف الدولة، فاستغلَّ الوُلاة هذا الضعف، وقد بلغ الأمر ببعضهم أن أقاموا في بغداد وأوفدوا نُوَّابًا عنهم لِإدارة ولاياتهم، ولم يلبث هؤلاء النُوَّاب أن تطلَّعوا إلى الاستقلال بِهذه الولايات، وجعلوا مناصبهم وراثيَّة في أبنائهم. وهكذا نشأت دُويلات لا يربطها بالخِلافة العبَّاسيَّة إلَّا تبعيَّة اسميَّة. استخدام التُرك في أجهزة الدولة العبَّاسيَّة كان الأُمويّون أوَّل من استقدم التُرك من بلادهم بعد اعتناقهم الإسلام، واستخدموهم في الجُيوش وأجهزة الدولة. وبعد سُقوط الدولة الأُمويَّة وقيام الدولة العبَّاسيَّة على أنقاضها واستقرار دعائمها في عهد أبي جعفر المنصور، برز عددٌ من الشخصيَّات التُركيَّة الذين كان عددهم يزدادُ شيئًا فشيئًا بِتوافُدهم على دار الخِلافة، فاستخدمهم الخُلفاء العبَّاسيّون في العصر العبَّاسي الأوَّل في قُصورهم وائتمنوهم على أسرارهم، وأسندوا إليهم أمر سلامتهم الشخصيَّة. وكان أبو جعفر المنصور أوَّل خليفةٍ عبَّاسيّ اتخذ التُرك بطانة ومُوظفين، فقرَّب حمَّادًا التُركي ووثق به وجعلهُ من خاصَّته وأُمناء سرِّه. وبلغت ثقته به حدًا أنَّهُ كان لا يأمن أحدًا على أسرار سجلَّات الدولة غيره، وكان يُصرُّ المفتاح في كُمِّ قميصه. ونفر أبو جعفر المنصور من استخدام العرب في قُصوره، ولم يرضَ بأن يعمل في خدمة قصره أو حرمه، أحدٌ من العرب، وفضَّل عليهم عناصر أُخرى كالتُرك. وهو أوَّل من ولَّاهم الحجابة، فاختار حمَّادًا التُركي حاجبًا له بعد أن توطدت دعائم الدولة، كما ولَّاهُ السَّواد. واستخدم أبو عبد الله مُحمَّد المهدي عددًا من التُرك في قُصوره مثل شاكر التُركي، وهو أحد قادة الجيش في فارس، وفرج الخادم الذي برز في عهد هٰرون الرشيد فيما بعد، ويحيى بن داود الخرسي الذي ولَّاه مصر في سنة 162هـ المُوافقة لِسنة 778م. وأدَّى الجُند التُرك في عهده دورًا بارزًا في مُحاربة الخوارج عندما ثاروا بِقيادة عبد السلام اليشكري في سنة 160هـ المُوافقة لِسنة 776م في باجرما. وتوسَّع هٰرون الرشيد في استخدام التُرك في قُصوره ودوائره وجيشه، فكان أبو سليم فرج الخادم التُركي أحد قادة جيشه، وقد طلب منه الخليفة تعمير مدينة طرسوس وإكمال بنائها وذلك في سنة 170هـ المُوافقة لِسنة 786م، ومسرور الخادم الذي يُعدُّ بِحق من أقرب الناس إلى هٰرون الرشيد الذي وثق به ثقة تفوق الوصف، وقد أسند إليه مُهمَّة التخلُّص من أبرز شخصيَّة برمكيَّة في دار الخِلافة العبَّاسيَّة، وأقربها إلى نفس الخليفة، وهو جعفر بن يحيى البرمكي، فنفَّذ مسرور المُهمَّة بِدقَّة. وضمَّت حاشية الرشيد بعض التُرك، واستخدم الجواري من فرغانة وأشروسنة وغيرهما، وأضحى بعضهُنَّ محظيات، مثل ماردة بنت شبيب، أُم المُعتصم، التي تُعد من أحظى النساء لدى الرشيد، وهي تُركيَّة. وتوسَّع أبو جعفر عبدُ الله المأمون في استخدام التُرك في قُصوره وجُيوشه، واستقدمهم من بلاد ما وراء النهر بعد أن دخلوا في الإسلام. وازدحمت وُفودهم على بابه، وكان يُبالغ في إكرام من يردُ بابه من مُلوك التُرك. ووصل بعض هؤلاء التُرك إلى مناصب قياديَّة، منهم طولون، والد أحمد مُؤسس الدولة الطولونيَّة، وكاوس وقد عيَّنهُ المأمون واليًا على أشروسنة، وابنه الأفشين حيدر الذي يُعدُّ من كبار قادة المأمون وأحد الذين قدَّموا خدمات جليلة للدولة بما قاموا به من قمع العديد من الثورات. ولمَّا بُويع للمُعتصم بالخِلافة، كان الصراع بين العرب والفُرس، الذين حظوا بِعطف المأمون خِلال السنوات الأولى من خِلافته، قد بلغ مبلغًا مُرتفعًا، واختلَّت التوازُنات بين العناصر التي تكوَّنت منها الدولة العبَّاسيَّة، وقامت حركاتٌ مُناهضة للدولة ذات خلفيَّات فارسيَّة، فبدأت ثقة المُعتصم بالفُرس تضعُف. ومن جهةٍ أُخرى، لم يركن المُعتصم إلى العُنصر العربي، ولم يثق بالعرب نظرًا لِكثرة تقلُّبهم واضطرابهم وقيامهم ضدَّ الخُلفاء، بالإضافة إلى أنَّهم فقدوا كثيرًا من مُقومات قُوَّتهم السياسيَّة والعسكريَّة فأصبحوا أقل خُطورة وأضعف شأنًا. حملت هذه المُعطيات المُعتصم على أن يُوكِّل أمر سلامته الشخصيَّة إلى فرقةٍ من العُنصر التُركي، لا سيَّما أنَّ طباع هؤلاء النفسيَّة والجسديَّة تتوافق مع مُهتمهم. وأضحى لِهذا العُنصر أثرٌ كبيرٌ في الحياة السياسيَّة والاجتماعيَّة، وأصبح الحرسُ التُركيّ دعامةً من دعائم الخلافة أيَّام حُكمه، من واقع الحِفاظ على دولته والإبقاء على خِلافته في ظل الصراع العربي - الفارسي، فاستخدم التُرك في الجيش على نطاقٍ واسعٍ وجعلهم تحت إمرة قادة منهم، مُسددًا بِذلك ضربة عنيفة لِلقادة والجُند العرب، ولِسياسة أبي جعفر المنصور التقليديَّة التي كانت تستهدف حفظ التوازن في الجيش بين الفرق العربيَّة والفرق الأعجميَّة، وأسكن المُعتصم التُرك مدينة سامرَّاء التي بناها خصيصًا لهم. ازدياد نُفوذ التُرك وأثره على الخِلافة انتقلت عاصمة الخِلافة إلى سامرَّاء التي ظلَّت ما يقرب من خمسين سنة حاضرة دولة الخِلافة العبَّاسيَّة، وأضحت مقرًّا للعصبيَّة التُركيَّة الجديدة. ومُنذُ عهد المُعتصم أخذت تظهر على مسرح الحياة السياسيَّة شخصيَّاتٌ تُركيَّة أدَّت دورًا كبيرًا في الحياة العامَّة، أبرزها الأفشين وأشناس وإيتاخ ووصيف وسيما الدمشقي، وقد خدموا الدولة وساندوها في حُروبها الداخليَّة ضدَّ الحركات المُناهضة التي نشبت في أجزائها المُختلفة، وفي حُروبها الخارجيَّة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة. ومع مُرور الزمن أخذ هؤلاء التُرك يتجهون إلى تكوين كيانٍ خاصٍ بهم سواء في كنف الخِلافة أو مُنفصلًا عنها، كما طمع بعضهم في الاستئثار بِشُؤون الحُكم في العاصمة حين أدركوا أنَّ الخِلافة لا يُمكنها الاستغناء عن خدماتهم. وتُعدُّ خِلافة أبو جعفر هٰرون الواثق بالله مرحلة انتقالٍ بين عهدين: الأوَّل هو عهد سيطرة التُرك على مُقدرات الدولة مع بقاء هيبة الخِلافة، والثاني هو عهد سيطرة التُرك مع زوال هيبة الخِلافة وهُبوط مكانة الخُلفاء. ثبَّت التُرك في عهد الواثق أقدامهم في الحُكم، وحصل رُؤساؤهم على نُفوذٍ كبيرٍ حتَّى اضطرَّ الخليفة أن يخلع على أشناس لقب «السُلطان» مُعترفًا لهُ بِحُقوقٍ تتجاوز نطاق المهام العسكريَّة، فكان بِذلك أوَّل خليفةٍ استخلف سُلطانًا، وأسند إليه أعمال الجزيرة الفُراتيَّة والشَّام ومصر، كما عهد إلى إيتاخ بِولاية خُراسان والسند وكُور دجلة. نتيجةً لِهذا التوسُّع في الصلاحيَّات ازداد نُفوذ التُرك داخل العراق وخارجه، فهيمنوا على دار الخِلافة وأحكموا سيطرتهم الفعليَّة على كافَّة أقاليمها، ثُمَّ خطوا خُطوة أُخرى حين اعتقدوا أنَّهُ لا بُدَّ من السيطرة على شخص الخليفة حتَّى يستمر سُلطانهم بوصفه مصدر هذا السُلطان، فأحاطوا به يُراقبون تحرُّكاته، ويُشاركون في المُناقشات السياسيَّة، ومن أجل ذلك، لم يذهبوا إلى ولاياتهم، وأنابوا فيها عُمَّالًا عنهم. وقد شكَّل هذا التدبير خُطوةً سياسيَّةً على طريق انفصال الولايات عن الإدارة المركزيَّة، إذ طمع الوكلاء بِولاياتهم، واستقلَّوا بها مُنتهزين فُرصة ضعف السُلطة المركزيَّة، وعدم معرفة الخليفة بما يجري في الولايات لاطمئنانه إلى من ولَّاهم من التُرك. وخطا التُرك خُطوةً إضافيَّةً من أجل تشديد قبضتهم على الخِلافة، فأخذوا يتدخلون في اختيار الخُلفاء وتوليتهم، وكان الواثق هو آخر الخُلفاء الذين تمَّت توليتهم على التقليد الذي كان مُتبعًا من قبل، وعندما مات الواثق لم يعهد لِابنه مُحمَّد بِفعل صغر سنِّه، فنشب الصراع بين فئتين رئيسيَّتين بِشأن اختيار الخليفة. تألَّفت الفئة الأولى من كِبار رجال الدولة من أبناء البيت العبَّاسي والوزير مُحمَّد بن عبد الملك الزيَّات وقاضي القُضاة أحمد بن أبي دؤاد، وهُم أهل الحل والعقد في بيعة الخليفة، وقد رشَّحوا مُحمَّد بن الواثق. وتمثَّلت الفئة الثانية بِقُوَّة التُرك النامية، وقد رشَّحت هذه الفئة جعفر بن المُعتصم، ونجحت في فرضه، وتلقَّب «بالمُتوكِّل على الله». شكَّلت هذه الحادثة سابقة خطيرة في تولية الخُلفاء بعد ذلك، إذ أضحى القادة التُرك أهل الحل والعقد، لا تتم الخِلافة إلَّا بِمُوافقتهم ورضاهم، يرفعون الرجل الذي يرتضونه، والعكس صحيح، فأحكموا بذلك قبضتهم على شُؤون الخِلافة، يُصرِّفون الأُمور بِإرادتهم. وكان أن أدرك المُتوكِّل ومن بعده ابنه المُنتصر حقيقة موقف التُرك الضاغط على الخِلافة، وشعرا باستبدادهم بِشؤونها، وقلَّة احترامهم لِشخص الخليفة، فحاول كُلًا منهما التخلُّص منهم وتحجيمهم، فتنبَّه هؤلاء إلى الخطر المُحدق بهم، فتخلَّصوا من الخليفتين وقتلوهما. وهكذا أصبح التُرك سادة الموقف بِحق في عاصمة الخِلافة، ولا يقوى على مُنازعتهم أحد. أوضاع مصر الداخليَّة قُبيل قيام الإمارة الطولونيَّة نشطت الدعوة العلويَّة في مصر مُنذُ أيَّام أبي جعفر المنصور (136 - 158هـ \ 753 - 775م) واستمرَّت طيلة العصر العبَّاسي الأوَّل، وما حدث من اضطهاد العبَّاسيين للعلويين في المشرق الإسلامي، أجبرهم على الفرار إلى الجهات البعيدة عن مقر الخلافة العبَّاسيَّة، ومنها مصر. وسببُ الخلاف الشديد بين العلويين والعبَّاسيين هو بطبيعة الحال أنَّ العلويين اعتقدوا بأنَّ العبَّاسيين مُغتصبين للسُلطة مثل الأُمويين، على الرُغم من أنَّ بني العبَّاس من آل البيت، الذين اعتقد العلويين بِأحقيتهم بالخِلافة. ويبدو أنَّ الخُلفاء العبَّاسيين بعد أبي جعفر لم يتعرَّضوا للعلويين في مصر، ولعلَّ مردُ ذلك يعود إلى إخلادهم إلى الهُدوء من جهة ومُحاولة هؤلاء استقطابهم من جهةٍ أُخرى، وبقي الوضع على ذلك حتَّى اعتلاء المُتوكِّل سُدَّة الخِلافة، وهو الذي أبغض العلويين؛ فأرسل كتابًا إلى والي مصر إسحٰق بن يحيى يأمُره بِإخراج آل عليّ بن أبي طالب منها، فأُخرجوا من الفسطاط في شهر رجب سنة 236هـ المُوافق فيه شهر كانون الثاني (يناير) سنة 851م، إلى العراق ومن هُناك أُبعدوا إلى المدينة المُنوَّرة، واضطرَّ الذين بقوا في مصر إلى الاختفاء بِفعل أنهم أصبحوا غير آمنين على أنفُسهم، واستأصل خلفه يزيد بن عبد الله شأفة هؤلاء وحمل منهم جماعة إلى العراق على أقبح وجه. وأقرَّ الخليفة المُنتصر يزيد بن عبد الله على ولايته بِمصر، وأمرهُ بألَّا يُقبِّل - يلتزم - علويّ ضيعة، ولا يركب فرسًا، ولا يُسافر من الفسطاط إلى طرفٍ من أطرافها، وأن يُمنعوا من اتخاذ العبيد إلَّا العبد الواحد، وإن كانت بينه وبين أحدٍ من الطالبيين خُصومةٌ من سائر الناس، قُبل قول خصمه فيه ولم يُطالب بِبيِّنة. اضطربت أوضاعُ مصر على أثر خلع الخليفة أبو العبَّاس أحمد المُستعين بالله في شهر مُحرَّم سنة 252هـ المُوافق فيه شهر كانون الأوَّل (ديسمبر) سنة 856م، ومُبايعة الخليفة المُعتز وذلك بِفعل اضطراب الوضع في بغداد، وكانت فُرصةً للطامحين لِلقيام ضدَّ الحُكم العبَّاسي. فقد ثار جابر بن الوليد المدلجي في الإسكندريَّة في ربيع الآخر 252هـ المُوافق فيه آذار (مارس) 866م، فاشتدَّ أمره وقويت شوكته وبسط نُفوذه على منطقة واسعة في الدلتا، وجبى خراجها، ولم يستطع والي مصر يزيد بن عبد الله أن يقضي على حركته، فأرسل الخليفة المُعتز قُوَّةً عسكريَّةً بِقيادة مزاحم بن خاقان تمكَّنت من هزيمته، وقبض مزاحم عليه، فكافأهُ الخليفة بأن عيَّنهُ واليًا على مصر بدلًا من يزيد بن عبد الله وذلك في ربيع الأوَّل سنة 253هـ المُوافق فيه آذار (مارس) 867م. وعلى هذا الشكل تتابعت الحركات العلويَّة في مصر مُنذُ عهد الخليفة العبَّاسي المُتوكِّل بِهدف القضاء على الحُكم العبَّاسي فيها وتأسيس دولة علويَّة في رُبوعها، وكان الذي شجَّعهم على الخُروج الأوضاع المُضطربة في المشرق الإسلامي بِعامَّة، حيثُ قامت الإمارات الانفصاليَّة، وفي بغداد بِخاصَّة حيثُ الصراع على النُفوذ بين الخِلافة والتُرك، وظلَّ الوضع على هذا الحال إلى أن جاء أحمد بن طولون إلى مصر وأسس إمارته. التاريخ ظُهور أحمد بن طولون ترجعُ أُصول أحمد بن طولون إلى قبيلة التغزغز التُركيَّة، وتحديدًا إلى أُسرةٍ كانت تُقيمُ في بُخارى. كان والدهُ «طولون» الذي نُسبت إليه الدولة التي أسسها أحمد لاحقًا، كان مملوكًا جيء به إلى نوح بن أسد الساماني عامل بُخارى وخُراسان، فأرسلهُ بِدوره هديَّةً إلى الخليفة المأمون مع من أُرسل من المماليك التُرك في سنة 200هـ المُوافقة لِسنة 816م. أُعجب الخليفة المأمون كثيرًا بهذا المملوك التُركي الذي ظهر عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده، وازدادت مكانته لديه، فأسند إليه وظائف عدَّة نجح في إدارتها بِشكلٍ لافت، فعيَّنهُ رئيسًا للحرس، ولقَّبهُ بِأمير الستر، واستمرَّ مُدَّة عشرين سنة يشغل هذا المنصب الهام. أنجب طولون عددًا من الأبناء من بينهم أحمد الذي يُكنى بِأبي العبَّاس، الذي وُلد في 23 رمضان 220هـ المُوافق فيه 22 آب (أغسطس) 835م في بغداد من جاريةٍ تُدعى «قاسم»، ونشأ في كنف والده ورعايته مُختلفًا عن نشأة أقرانه أولاد العجم، فحرص على الابتعاد عن جو التُرك العابثين والآثمين، وكان يعيبُ عليهم ما يرتكبوه من مُنكرات، فاشتهر بين معارفه بالتقوى والصلاح، وبنفس الوقت بالشدَّة والقُوَّة والبأس نظرًا لِتربيته العسكريَّة. ويبدو أنَّ الحاجة كانت ماسَّة في ذلك الوقت إلى ضابطٍ شابٍ يخدم في ثغر طرسوس، لهُ بأس لِقاء العدو والرغبة في الجهاد، ولهُ من التقوى ما يُناسب الجو الديني الخالص الذي شاع في المدينة، نظرًا لِلأهميَّة الاستراتيجيَّة والعسكريَّة الفريدة لِهذه المدينة الواقعة على الحُدود بين آسيا الصُغرى والشَّام، حيثُ تلتقي بلادُ المُسلمين ببلاد البيزنطيين؛ وفي نفس الوقت كان أحمد بن طولون قد طلب من الوزير عُبيد الله بن يحيى أن يكتب لهُ أرزاقهُ في الثغر سالِف الذِكر، وعرَّفهُ رغبتهُ في المقام به، فوافق على طلبه وكتب لهُ به. بناءً على هذا، خرج أحمد بن طولون إلى ثغر طرسوس وقضى فيه سنوات شبابه بعيدًا عن الوسط التُركي في العراق، وأخذ العلم والحديث والآداب عن كِبار العُلماء الطرسوسيين، كما تزوَّج وأنجب، وتطلَّع إلى الاشتراك في الصوائف التي كانت تغزو الروم، كما تعرَّف عن قُرب على الشَّام وما كانت تمتاز به من الأهميَّة العسكريَّة، ورُبما كانت أيَّامهُ الأولى فيها فاتحة طُموحه في تولِّيها مع مصر. خطا أحمد بن طولون خُطواته الأولى نحو الشُهرة عندما تُوفي والده في سنة 240هـ المُوافقة لِسنة 854م وهو في العشرين من عُمره. فقد فوَّض إليه الخليفة العبَّاسي المُتوكِّل ما كان لِأبيه من الأعمال العسكريَّة المُختلفة، وسُرعان ما أُتيح له أن يستولي على إمرة الثُغور ودمشق وديار مصر. وعلى هذا الشكل دخل أحمد بن طولون في خضم الحياة السياسيَّة المُضطربة آنذاك في العراق، وهو يتمتَّع باحترام التُرك وثقتهم، كما نال ثقة الخِلافة واحترامها، فكانت علاقته بِكُلٍ من الخليفتين المُتوكِّل والمُستعين جيِّدة، وقد بدأت صلته بِهذا الأخير خِلال عودته من طرسوس، عندما انضمَّ إلى قافلة تجاريَّة قادمة من بيزنطة تحملُ طرائف ومتاع روميَّة للخليفة، فأنقذها من قُطَّاع طُرقٍ أعراب تعرَّضوا لها في منطقة الرها، فاحتفظ لهُ الخليفة بالجميل ومنحهُ ألف دينار. وكان أحمد بن طولون على العكس من الكثير من قادة الحرس التُرك، يُظهرُ احترامه وتقديره للخليفة إن دخل عليه أو تحدث عنه. وعندما نُفي الخليفة إلى واسط، نتيجة صراعه مع المُعتز والتُرك، سمح له هؤلاء باصطحاب أحمد بن طولون معه، فكان رفيقه في مُعتقله، ولا شكَّ بأنَّ هذا الاختيار وقُبول التُرك به كمُرافق للخليفة، مردَّهُ إلى الثقة التي حصل عليها من الجميع. وأثبت أحمد بن طولون أنه جديرٌ بِهذه الثقة، فعامل الخليفة المُستعين بالحُسنى، ورفض طلبًا لِقبيحة، والدة المُعتز، بِقتله مُقابل تقليده واسط، وكان جوابه: ، فسلَّم الخليفة سليمًا لِأعدائه وهو يُدركُ مصيرهُ المحتوم. وكان لِموقفه هذا الأثر الكبير في نُفوس التُرك فأعظموا فيه دينهُ وعقله، وكبُر في نظرهم، وباتوا يتطلَّعون إلى هذا الشَّاب ليتسلَّم زعامتهم، كما عُظم في أعيُن البغداديين. تولية أحمد بن طولون الديار المصريَّة برز بايكباك التُركي على المسرح السياسي على أثر الصراع الذي انتهى بِمقتل الخليفة المُستعين وتولية المُعتز. وكان هذا القائد التُركي في مُقدِّمة القادة التُرك الذين أداروا هذا الصراع، وقد تقاسموا الأعمال والنواحي فيما بينهم. فأقطع المُعتز بايكباك أعمال مصر ونواحيها، ويبدو أنه خشي مُغادرة عاصمة الخِلافة حتَّى لا يتعرَّض للعزل، وآثر أن يبقى قريبًا من مركز السُلطة يُشارك في اتخاذ القرارات، وأناب عنهُ أحمد بن طولون في مصر، وقد فضَّلهُ على غيره لما عُرف عنه من حُسن السيرة وبِفعل قرابته له، فهو زوج أُمِّه. سار أحمد بن طولون إلى مصر بِرفقة أحمد بن مُحمَّد الواسطي، ودخلها يوم الأربعاء 23 رمضان 254هـ المُوافق فيه 15 أيلول (سپتمبر) 868م. وكانت السياسة السائدة آنذاك أن يتولَّى السُلطة في مصر أكثر من شخصٍ حتَّى يُراقب بعضهم بعضًا. فكان عامل الخِراج أحمد بن مُحمَّد بن المُدبِّر، ذو السيرة السيرة السيِّئة في المُجتمع المصري بِفعل شدَّته وقسوته، وهو من دُهاة الناس وشياطين الكُتَّاب. وكان شُقير الخادم على البريد، وهو غُلامُ قبيحة والدة المُعتز، يُراقبُ أعمال كبار المُوظفين وسُلوك النَّاس ويُعلمُ الخِلافة بذلك، وهو دائمًا يدسُّ بين هذه القوى المُتعددة، وكان بكَّار بن قُتيبة على القضاء، وعلى الإسكندريَّة إسحٰق بن دينار، وعلى برقة أحمد بن عيسى الصعيدي. وما أن استقرَّ أحمد بن طولون في الفسطاط حتَّى اصطدمت مصالحه مع هذه القوى، فساءت علاقته بابن المُدبِّر الذي حاول استقطابه بِعشرة آلاف دينار، فرفض ابن طولون الهديَّة وردَّها بِفعل أنه دخل مصر وهو مُفعم بِتطلُّعات سُلطويَّة تفوق كُلَّ حد. أدرك ابنُ المُدبِّر أنَّهُ أمام رجلٍ طموحٍ قد يُشكِّلُ خطرًا عليه، فراح يُحيكُ المُؤامرات للتخلُّص منه أو إبعاده عن مصر، فأرسل تقريرًا إلى دار الخِلافة أوضح فيه بأنَّ أحمد بن طولون رجلٌ لا يُؤتمنُ لا على ولاية مصر ولا حتَّى على طرفٍ من الأطراف واتهمهُ بأنَّهُ ينوي الاستقلال بِمصر. تصدَّى أحمد بن طولون لِهذه المُؤامرة التي صاغها ضدَّه ابن المُدبِّر واستقطب بعض التُجَّار في مصر والعراق، فاستخدمهم لاستمالة أولي الأمر في بغداد عن طريق بذل المال، وقد نجح في هذا المضمار حيثُ مكَّنتهُ هذه السياسة من الاستمرار في حُكم مصر على الرُغم من كثرة الوُشاة والكُتب المُتلاحقة من ابن المُدبِّر وشُقير الحاجب، كما كانت دعمًا آخر له إضافةً إلى دعم بعض القادة التُرك المُهيمنين على مُقدرات الخِلافة مثل بايكباك ويارجوخ. واستمال أحمد بن طولون الوزير الحسن بن مُخلَّد عن طريق بذل المال أيضًا، فأرسل لهُ هذا الكُتب التي كان يبعثها ابن المُدبِّر وشُقير الحاجب ضدَّه. وبهذا الأُسلوب السياسي كشف ابن طولون أعداءه واطلع على حقيقة موقفهم منه، لِذلك قرَّر التخلُّص منهم حتَّى تخلو له الساحة السياسيَّة، فاستدعى شُقير الحاجب واعتقله، ولم يستحمل الأخير هول الصدمة، فمات. التفت أحمد بن طولون بعد ذلك إلى التخلُّص من ابن المُدبِّر بِفعل خطره عليه ووُقوفه حجر عثرة في وجه مشروعاته الكُبرى في مصر، فكتب إلى الخليفة المُهتدي يطلب منه صرفه عن خراج مصر وتعيين مُحمَّد بن هلال مكانه، وهو أحد أصدقائه. ولمَّا كان بايكباك مُهيمنًا على دار الخِلافة، فقد وافق الخليفة على طلبه. وساعدت الظُروف السياسيَّة، التي حدثت في بغداد، أحمد بن طولون في تثبيت أقدامه في مصر، فقد حدث أن قُتل بايكباك في سنة 256هـ المُوافقة لِسنة 870م وخلفه القائد التُركي يارجوخ وهو ختن ابن طولون، فكتب إليه: «تسلَّم من نفسك لِنفسك»، وهي إشارة واضحة لِتسليمه مصر كُلَّها، ولكنَّهُ استثنى الخراج الذي ظلَّ بِيد أحمد بن المُدبِّر، الذي أضحى محدود السُلطة في ظل هيمنة ابن طولون. سار أحمد بن طولون بِخُطىً ثابتة للسيطرة على الأُمور كُلها في مصر، فخرج على رأس قُوَّة عسكريَّة إلى الإسكندريَّة واستخلف طغلغ على الفسطاط وطخشي بن يلبرد على الشُرطة. وعندما وصل إليها في رمضان سنة 257هـ المُوافق فيه حُزيران (يونيو) 871م استقبلهُ عاملها إسحٰق بن دينار بالترحاب، فأقرَّهُ عليها، كما استلم برقة من أحمد بن عيسى الصعيدي، فعظُمت بِذلك منزلته وكثُر قلق ابن المُدبِّر وغمُّه. وبذلك بدأت مرحلة جديدة في تاريخ مصر. توفي يارجوخ في سنة 259هـ المُوافقة لِسنة 873م وهو صاحب إقطاع مصر الذي كان أحمد بن طولون يحكُمه بالنيابة عنه ويدعو لهُ على منابره بعد الخليفة، فأقرَّهُ الخليفة المُعتمد واليًا عليها، وبذلك أضحى حاكم مصر الشرعي من قِبل الخِلافة مُباشرةً، وتُعدُّ هذه السنة سنة تأسيس الإمارة الطولونيَّة. وفي سنة 263هـ المُوافقة لِسنة 877م، ورد كتاب المُعتمد إلى أحمد بن طولون يطلب منه إرسال خراج مصر، فردَّ عليه قائلًا: «لستُ أُطيقُ ذلك والخراجُ بِيد غيري»، فما كان من المُعتمد عندئذٍ إلَّا أن قلَّدهُ خراج مصر وولَّاهُ إمرة الثُغور الشَّاميَّة على أثر اضطراب أوضاعها. فأضحى بذلك سيِّد الديار المصريَّة كُلَّها والمُشرف العام على جميع أعمالها العسكريَّة والإداريَّة والقضائيَّة والماليَّة، وقام بِضرب الدينار الأحمدي رمزًا لِهذا الاستقلال. الحركات المُعارضة التي قامت في وجه ابن طولون واجه أحمد بن طولون في بداية حياته السياسيَّة حركات ثوريَّة عدَّة اتسم مُعظمها بالطابع الديني المذهبي بِفعل النزاع الذي كان سائدًا خِلال هذه المرحلة، وكان التصدي لها يُحقق أكثر من حاجة، منها إقرار الأمن في الداخل، والإخلاص للبيت العبَّاسي، والدفاع عن الخِلافة العبَّاسيَّة، وتثبيت مركزه بِوصفه عاملها القوي. فقد استطاع القائد بغا الكبير بعد أن فرَّ من بغداد أن يستقرَّ في منطقة الكنائس بين برقة والإسكندريَّة، ورفع راية العصيان في سنة 255هـ المُوافقة لِسنة 869م، وادعى نسبًا علويًّا لاستقطاب الأنصار، واتخذ اسمًا هو أحمد بن مُحمَّد بن إبراهيم بن طباطبا، ثُمَّ سار إلى صعيد مصر، فكثُر أتباعه وادَّعى الخِلافة. كان من الطبيعي أن يتصدَّى أحمد بن طولون لِمثل هذه الثورات التي تُشكِّلُ خطرًا على وضعه الداخلي، فأرسل إليه القائد بَهم بن الحُسين اصطدم به وتغلَّب عليه وقتله. وفي سنة 256هـ المُوافقة لِسنة 780م قامت حركة ثوريَّة أُخرى بِقيادة إبراهيم بن مُحمَّد بن الصوفي العلوي، فهاجم إسنا، فدخلها ونهبها، وعاث فسادًا في نواحيها، فأرسل إليه أحمد بن طولون القائد ابن يزداد، فتغلَّب العلوي عليه وأسره، فأرسل ابن طولون جيشًا آخر بِقيادة بَهم بن الحُسين اصطدم به في نواحي إخميم وهزمه وقتل كثيرًا من رجاله، ونجا هو، فسار إلى الواحات فأقام مُدَّةً ثُمَّ ظهر في نواحي الأشمونين في سنة 259هـ المُوافقة لِسنة 873م. فوجَّه إليه ابن طولون جيشًا بِقيادة ابن أبي المُغيث فوجده قد أصعد (ذهب إلى الصعيد) لِقتال رجُلٍ ظهر هُناك زعم أنَّهُ عبدُ الحميد بن عبدُ الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عُمر بن الخطَّاب، فتقاتلا قتالًا شديدًا أسفر عن انهزام العلوي، فولَّى هاربًا إلى أسوان، فعاث فيها وقطع كثيرًا من نخلها. فسيَر إليه ابن طولون جيشًا بِقيادة بَهم بن الحُسين وأمره بطلبه أين كان. فسار في أثره، وعندما علم بذلك هرب إلى عيذاب، وعبر البحر إلى مكَّة، وتفرَّق أصحابه. وعندما وصل إلى مكَّة بلغ خبره واليها، فقبض عليه وسجنه ثُمَّ أرسلهُ إلى ابن طولون، فطيف به في البلد، ثُمَّ سجنه مُدَّة وأطلقه، فذهب إلى المدينة المُنوَّرة فأقام بها إلى أن مات. لم يضع القضاء على حركة ابن الصوفي حدًّا لِحركات التمرُّد واستئصال الفتنة في الصعيد، فقد ظهر رجلٌ من أتباعه يُكنى أبو روح، واسمهُ «سكن»، خرج في سنة 260هـ المُوافقة لِسنة 874م في بوادي بُحيرة الإسكندريَّة وثار ضدَّ الحُكم الطولوني للثأر له؛ والتفَّت حوله طائفةٌ كبيرة، فقطع الطريق وأخاف السابلة، فوجَّه إليه أحمد بن طولون قائده يلبق الطرسوسي على رأس جيشٍ كثيف، لكنَّه هزمهم وردَّهم على أعقابهم. وأهمل أحمد بن طولون أمر أبي روح مُدَّةً من الزمن، حتَّى إذا علم بأنَّهُ يغزو الفيُّوم أرسل جيشين للإجهاز عليه، فهزموه وأصحابه شرَّ هزيمة وقتلوا كثيرًا منهم ومن استسلم أُسر. وتصدَّى أحمد بن طولون لِحركة عبد الحميد بن عبدُ الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عُمر بن الخطَّاب، المُكنى «أبو عبد الرحمٰن العُمري»، على الرُغم من أنَّ هذه الحركة لم تكن مُوجَّهة مُباشرةً ضدَّ الطولونيين وإنما قامت ضدَّ قبائل البجا، الذين كانوا يُغيرون على المناطق السكنيَّة المُتاخمة لِلثُغور الجنوبيَّة لِمصر، فخرج هذا العُمري غضبًا للمُسلمين وكمن لهم في طريقهم، فلمَّا عادوا خرج عليهم وقتل قائدهم ومن معه ودخل بلادهم فنهبها وأكثر القتل فيهم، وتابع عليهم الغارات حتَّى أدَّوا له الجزية ولم يُؤدوها لِأحدٍ قبله. واشتدَّت شوكة العُمري وكثُر أتباعه ما أثار أحمد بن طولون الذي لم يكن يقبل بِوُجود أيّ قُوَّة، مهما كان نوعها، يُمكن أن تشغل أي دور قد يكون مُنافسًا لِسُلتطه ولِوجوده الشخصي في مصر، وقد خشي أن يتجاوز حربه ضدَّ البجا فيطمع في مصر كُلَّها لِذلك رأى في بقائه انتقاصًا لِسيادته؛ فأرسل إليه جيشًا كثيفًا، فلمَّا تصافوا لِلقتال تقدَّم العُمري وأخبر قائد الجيش أنَّه لا يطمع في مصر ولا رغبة لهُ في حرب ابن طولون، وأنَّه لم يخرج للفساد ولم يتعرَّض أو يؤذي أهل البلاد سواء أكانوا مُسلمين أم من أهل الذمَّة، وأنَّ خُروجه كان طلبًا لِلجهاد فقط. فرفض قائد الجيش ذلك وقاتله فانهزم أمامه وعاد أدراجه إلى الفسطاط يجُرُّ أذيال الخسارة. ولم تمض أشهُرٍ ذات عدد حتَّى وافى أحمد بن طولون غُلامان زعما أنَّهُما من غلمان العُمري وأنهُما قتلاه وأتيا بِرأسه تقرُّبًا منهُ وحظوة، فأمر بِقتلهما، وغسَّل رأس العُمري وكفَّنهُ وطيَّبهُ ودفنه. وفي سنة 261هـ المُوافقة لِسنة 875م ثار أهلُ برقة على الحُكم الطولوني وأخرجوا أميرهم مُحمَّد بن فروخ. ويبدو أنَّ الثورة كانت أشدَّ خطرًا، بِدليل اهتمام أحمد بن طولون بِإخمادها وتسخيره الجيش والأُسطول في القضاء عليها، فأرسل إليهم ثلاثة جُيوش بريَّة تُساندهم حملة بحريَّة وأمر القادة بالرفق بِأهل برقة واستعمال اللين، فإن انقادوا وإلَّا السيف. ففعل القادة ما أمرهم به أميرهم، وطمع أهلُ برقة، ففتحوا الباب الذي عليه أحد الجُيوش بِقيادة أبي الأسود الغطريف ليلًا وأوقعوا بِعسكره وقتلوا منهم، كان الغطريف من بينهم، فلمَّا عرف ابن طولون بذلك كتب إلى سائر القادة يأمرهم بِقتال أهل المدينة، فنصبوا عليهم المجانيق وجدّوا في قتالهم، فاضطروا إلى طلب الأمان، وفتحوا الباب للجيش الطولوني، فدخل إلى المدينة، وقُبض على جماعة من رؤساء الفتنة وحُملوا إلى الفسطاط، بينما أُعدم بعضهم صلبًا. التمدُّد الطولوني باتجاه الشَّام يعود اهتمام أحمد بن طولون بالشَّام إلى مرحلة الشباب، وتحديدًا إلى الأيَّام التي قضاها في ثغر طرسوس، حيثُ أدرك أهميَّة ثُغورها في الدفاع عن الداخل الإسلامي ضدَّ الأطماع البيزنطيَّة. وأتاحت لهُ ثورة عيسى بن الشيخ في فلسطين والأُردُن الفُرصة كي يتدخَّل في الشُؤون الشَّاميَّة من واقع تكليف الخليفة أبو العبَّاس أحمد المُعتمد على الله له إخماد ثورته. وإذا كانت جُهوده لم تُثمر إلَّا أنَّ هذه الحركة لفتت نظره إلى أهميَّة الشَّام ومدى تأثيرها السياسي والعسكري على مشروعاته في مصر، كما دفعته إلى تكوين جيشٍ خاصِ به لاستخدامه في التوسُّع. ورأى ابن طولون أنَّ عليه أن يتوسَّع باتجاه الشرق في الشَّام والوُصول إلى حُدود العراق والأناضول لِضروراتٍ عسكريَّةٍ وسياسيَّة، أهمُّها ضمان تدخُّله في شؤون الخِلافة والدفاع عن أمنه في مصر، فالشَّام هي مفتاح مصر، وأيُّ غازٍ سواء أكان بيزنطيُّا أو عبَّاسيًّا أو شاميًّا حتَّى، لا بُدَّ له وأن ينطلق من هذه البلاد نحو مصر. كما دفعهُ عامل الجهاد الديني إلى ضمِّ هذا الإقليم تمهيدًا للسيطرة على ثُغوره والدفاع عن بلاد المُسلمين أمام توثُّب البيزنطيين، لا سيَّما وأنَّ الروم أخذوا يضغطون بشكلٍ مُتواصلٍ على مناطق الثُغور الإسلاميَّة وبِخاصَّةً بعد خِلافة المُتوكِّل، وعجز الخِلافة العبَّاسيَّة عن التصدي لِلهجمات البيزنطيَّة. هذا بالإضافة إلى أهميَّة الشَّام الاقتصاديَّة بالنسبة لِمصر وحاجتها لِمواردها الأوليَّة كالأخشاب لِصناعة السُفن، بالإضافة لِلموارد الأُخرى التي يحتاجها ابن طولون في مشروعه التوسُعي. وفي تلك الفترة كانت الثُغور الشَّاميَّة مُضطربة إمَّا بِفعل النزاعات بين الوُلاة الذين كانت تُعينهم الخِلافة أو بسبب مقتل هؤلاء قبل وصولهم إليها لِتسلُّمها، بالإضافة إلى أنهم لم يُقيموا فيها وأنابوا عنهم من يتولَّى إدارتها ويُجبي خِراجها ويغزو بِأهلها، وكان من بين هؤلاء الوُلاة أحمد بن طولون نفسه الذي أناب عنهُ من يُحصِّل خِراجها ما أثار الأمير أبي أحمد المُوفَّق طلحة أخي الخليفة المُعتمد، فتشاور مع الأخير واتفقا على عزل ابن طولون وتعيين مُحمَّد بن هٰرون التغلبي، وكان يتولَّى الموصل، غير أنَّهُ قُتل في الطريق على شاطئ دجلة سنة 260هـ المُوافقة لِسنة 874م. فاختار الخليفة مُحمَّد بن علي بن يحيى بدلًا منه وقلَّدهُ الثُغور، لكنَّ هذا قُتل أيضًا بعدما ألَّب سيما الطويل التُركي المُتسلِّط على الثُغور أنصاره فيها ودعاهم إلى الثورة على الوالي الجديد، فتمَّ تعيين أرخور بن أولغ طرخان التُركي بدلًا منه، لكنَّ هذا تشاغل بِملذَّاته، وكان غرًّا جاهلًا، أساء السيرة واستولى على كُلِّ ما لاح له، وأخَّر الميرة والأرزاق عن سُكَّان حصن لؤلؤة، ففقدوا بذلك القُدرة على الصُمود في وجه هجمات البيزنطيين، فسقط الحصن بِأيديهم. فاستاء الخليفة من ذلك ورأى من الأفضل إعادة تسليم المنطقة إلى أحمد بن طولون، فارتدَّت إليه ولاية الثُغور مرَّة أُخرى. وقد أسفر هذا عن نتائج بالغة الأهميَّة إذ وضَّح للسُكَّان أنَّ الثُغور لن يحميها بشكلٍ فعَّال إلَّا أحمد بن طولون، وأنَّ جهاد البيزنطيين لن يتحقق إلَّا تحت رايته. وما حدث آنذاك من وفاة أماجور والي الشَّام، وتعيين القادة التُرك ابنه عليّ واليًا على هذا البلد مكان والده وكان صبيًّا، بالإضافة إلى ازدياد وضع المُوفَّق حرجًا بِفعل وُقوعه تحت ضغط ثورة الزُنج التي أنهكت قُواه؛ أُتيح لِابن طولون استغلال الأوضاع المُؤاتية لِيثب على الشَّام ويضُمَّها إلى مصر، فلم يعترف بِولاية علي بن أماجور، وأرسل إليه كتابًا يُعزِّيه بأبيه ويُخبره بأنَّ الخليفة قد قلَّدهُ الشَّام كُلَّها مُضافًا إلى الثُغور الشَّاميَّة، وأنَّهُ قادمٌ لِيُعلن الجهاد ضدَّ البيزنطيين، ويطلب منه أن يُقدِّم للجيش الطولوني ما يحتاج إليه من الميرة والعلف والتسهيلات الأُخرى. ولم يكن أمام علي بن أماجور الضعيف إلَّا أن يستجيب لِطلبه فأعلن الولاء والطَّاعة له ودعا لهُ على المنابر. خرج أحمد بن طولون من القطائع في شهر شوَّال سنة 264هـ المُوافق فيه شهر حُزيران (يونيو) سنة 878م وسار إلى الرملة حيثُ وافاه عاملها مُحمَّد بن رافع، فقدَّم لهُ الميرة والعلف وفُروض الولاء والطاعة وخطب لهُ على المنابر، فأبقاهُ ابن طولون في عمله. وأعلن والي مصر أثناء تقدُّمه في فلسطين، أنَّهُ قدم للجهاد، فجاءته العساكر والمُطوَّعة، فضمَّها إلى جيشه وتقدَّم نحو دمشق، فخرج علي بن أماجور وأركان دولته لاستقباله والوفاء بِحقِّه في الرئاسة، وانضمُّوا إليه وأعدَّوا له الميرة والعلف. ومكث أحمد بن طولون أيَّامًا عدَّة في دمشق نظَّم خلالها أوضاعها الإداريَّة والعسكريَّة ودُعي لهُ على منابرها، وضمَّ جُندها وقادتهم إلى جيشه، ثُمَّ تابع تقدُّمه نحو حِمص وعزل واليها عيسى الكرخي بِفعل سوء سيرته وشكوى الحمصيين من ظُلمه حرصًا منهُ على كسب وِدَّهم. ثُمَّ تقدَّم بعد ذلك إلى حماة فملكها وسار إلى حلب ودخلها، ثُمَّ تقدَّم إلى منطقة الثُغور حيثُ فتح قنسرين والعواصم، وضرب الحصار على أنطاكية بعد أن رفض واليها سيما الطويل الدُخول في طاعته، فاقتحمها بالاتفاق مع سُكَّانها وقاتل حاميتها حتَّى استسلمت له، وقُتل واليها على أيدي الأهالي الحاقدين عليه لِشدَّة ظُلمه وسوء تدبيره. كان من الطبيعي بعد سُقوط أنطاكية أن يتوجَّه أحمد بن طولون إلى بقيَّة الثُغور الشَّاميَّة، فدخل المصيصة وأضنة وانتهى به المطاف في طرسوس المدينة المُحبَّبة إلى قلبه، فامتنع واليها عن استقباله والترحيب به وأغلق الأبواب في وجهه، وفي روايةٍ أُخرى أنَّ ابن طولون دخل المدينة في جمعٍ عظيمٍ دون أن يُعارضه أحد. كان باستطاعة أحمد بن طولون أن يمضي في تحقيق غايته الجهاديَّة إلى أبعد مدى، كما كان بإمكانه دُخول بغداد نفسها، غير أنَّ التطوُّرات السياسيَّة في مصر وخُروج ابنه العبَّاس عليه، والأخبار المُزعجة التي وصلت إليه اضطرَّتهُ إلى طي فكرة الجهاد مُؤقتًا والعودة إلى القطائع لِيقضي على الثورة، إلَّا أنه كان عليه أن يُؤمِّن أطراف إمارته في شمال شرقي الشَّام حيثُ بعض المُتسلطين الذين رأى فيهم خطرًا يُهددُ بلاده ومُكتسباته، لِذلك قرَّر ضرب هذه القوى، فأرسل جيشًا إلى الرقَّة وجيشًا آخر إلى حرَّان، فضمَّهُما إلى الأملاك الطولونيَّة. ودخلت مُدن ساحل الشَّام تحت حُكم ابن طولون وأهمُّها طرابُلس وعكَّا ويافا وذلك بالتزامن مع دُخوله إلى دمشق. وهكذا دخلت الشَّام في مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ علاقتها مع مصر، إذ أضحتا تابعتين لِقيادةٍ واحدة تقومُ في وقتٍ واحدٍ بِتحريك الجُيوش والأساطيل وقيادتها وتنسيق الأعمال فيما بينها. وبدأ الأُسطول الطولوني نشاطه انطلاقًا من قواعده في الشَّام، فهاجم جُزر بحر إيجة ومُدن اليونان، كما كلَّفت الخِلافة أحمد بن طولون، على الرُغم من العداء المُستحكم بينهما، بِمُهمَّة الدفاع عن حُدودها البريَّة المُحاذية لِبلاد الروم وبِخاصَّةً على جبهة الفُرات في شمالي العراق التي هدَّدت بغداد نفسها. الاضطرابات في الشَّام ضدَّ الحُكم الطولوني كان أحمد بن طولون قد عيَّن حاجبه لؤلؤ الذي اشترك معهُ في السيطرة على الشَّام حاكمًا عامًّا عليها قبل أن يُقفل ويعود إلى مصر، فاتسع بذلك سُلطانُ هذا الحاجب وخُطب لهُ على المنابر بعد الخليفة وابن طولون، وكُتب اسمهُ على السكَّة. وبعد سنة 268هـ المُوافقة لِسنتيّ 881-882م توضَّحت بوادر الشقاق بين أحمد بن طولون وغُلامه لؤلؤ بِدافع عاملين: الأوَّل مالي، فقد شدَّد ابن طولون على غُلامه في جباية الضرائب، وكان عامل الخِراج تابعًا مُباشرةً لابن طولون ويأتمر بِأمره ما كبَّل يديّ لؤلؤ، فأبدى سخطه واستولى على قسمٍ من الخراج. أمَّا العاملُ الثاني فسياسي ويتعلَّق بِتعيين أحمد بن طولون صهره مُحمَّد بن فتح بن خاقان واليًا على ديار مضر من دون أن يستشير لؤلؤ. وعلمت الخِلافة بما حصل، فاستغلَّ مُحمَّد بن سُليمان الكاتب هذا الخِلاف لِضرب ابن طولون، فحثَّ لؤلؤ على الانضمام إلى أبي أحمد المُوفَّق طلحة وإرسال الخِراج إليه. وفشلت مساعي ابن طولون في إعادة غُلامه إلى الطاعة. واستولى لؤلؤ على مليون دينار، ثُمَّ انحاز إلى المُوفَّق وانضمَّ إليه. وهاجم لؤلؤ أثناء ذهابه إلى العراق، بالس ونهبها، واستولى على قرقيساء. نتيجةً لِهذا التطوُّر السياسي، اضطرَّ أحمد بن طولون لِلخُروج إلى الشَّام لِوضع حد لِحركة غُلامه لؤلؤ، وكان يأمل أن يلحق به قبل أن يدخل إلى العراق، لِأنَّ من شأن ذلك أن يُهدِّد كيان دولته، لِذلك جدَّ في السير حتَّى لا تفوته هذه الفُرصة وبِخاصَّةً أنَّ المُوفَّق كان على وشك القضاء على ثورة الزُنج وأضحى بِوسعه استعمال ورقة لؤلؤ لِلضغط عليه، ولمَّا وصل إلى دمشق كان لؤلؤ قد فرَّ إلى العراق وانضمَّ إلى المُوفَّق. استغلَّ أحمد بن طولون وُجوده في دمشق لِيُعيد سيطرتهُ على مناطق الثُغور، والمعروف أنَّ «يازمان» خادم الفتح بن خاقان قد استبدَّ بها بِتحريضٍ من المُوفَّق وأعلن التمرُّد على الطولونيين، وراح يستقطب الأنصار ويُضيِّق على السُكَّان، فخشي ابن طولون سوء العاقبة وطمع البيزنطيين، فرأى أن يلجأ إلى السياسة لِإقناع يازمان بالعودة إلى طاعته، وكلَّف في الوقت نفسه نائبه خلف الفرغاني وأقرَّهُ القيام بِغزو البيزنطيين في خُطوةٍ لاستقطاب السُكَّان. رفض يازمان دعوة أحمد بن طولون، فكلَّف هذا خلف الفرغاني القبض عليه، غير أنَّ أنصاره في طرسوس طردوا الفرغاني وولُّوا عليهم يازمان وتركوا الدُعاء لابن طولون على المنابر ولعنوه، وعندما علم بذلك خرج بِنفسه لِتأديب الثائر، ولمَّا وصل إلى المصيصة أرسل وجوه من معه إلى يازمان يدعوهُ مُجددًا إلى الطاعة، في خُطوةٍ سياسيَّةٍ أخيرةٍ مُقابل منحه الأمان، ولكنَّ يازمان رفض الدعوة أيضًا وأصرَّ على المُقاومة، وتحصَّن في أضنة، فحاصرهُ ابن طولون وقد عسكر في مرج المدينة في شهر جمادى الآخرة سنة 270هـ المُوافق فيه شهر كانون الأوَّل (ديسمبر) 883م، فعمد يازمان إلى تفجير مياه نهر البردان، وكان الفصلُ شتاءً والبردُ شديدًا والأمطارُ غزيرةً والثُلوج كثيفة، فكاد الجيشُ أن يغرق بعد أن غرق المرج، واضطرَّ ابن طولون أن يرحل عن المدينة في جُنح الليل من دون أن يُحقق نجاحًا، فأقام أيَّامًا في المصيصة قبل أن يعود إلى دمشق ثُمَّ إلى مصر. وهكذا فشل أحمد بن طولون في المُحافظة على مُكتسباته كاملةً في الشَّام. اعتلاء خُمارويه السُلطة اتجه أحمد بن طولون في أواخر أيَّامه إلى تحسين الأجواء بينهُ وبين المُوفَّق، فأبدى الأخير استعداده نظرًا لِأنَّ الخلاف لم يصب في المصلحة العامَّة للمُسلمين، وأدّى إلى إضعاف مصر والعراق على حدٍ سواء، واشترط أحمد بن طولون أن يكون تكريم الخليفة العبَّاسي ورد اعتباره إليه بندًا أساسيًّا في الصُلح، فقبل المُوفَّق وبادر بِتكريم الخليفة وردَّ إليه اعتباره وأطلقهُ من محبسه. وكانت الخُطوة التالية اعتراف الخِلافة بِشرعيَّة حُكم في مصر والشَّام، وقد أبدت استعدادها لِتنفيذ ذلك لولا أنَّ المنيَّة وافت ابن طولون يوم الأحد في 10 ذي القعدة 270هـ المُوافق فيه 10 أيَّار (مايو) 884م، فاجتمع قادة الجُند واختاروا أبا الجيش خُمارويه بن أحمد بن طولون خلفًا لِوالده تنفيذًا لِوصيَّة الأخير، وإرضاءً للجُند الذين فضَّلوه والتفّوا من حوله للمُحافظة على تُراث الإمارة ومكاسبها، وكان عُمره عشرين سنة. والواقع أنَّ أحمد بن طولون ترك وصيَّةً لابنه ضمَّنها خُلاصة تجاربه السياسيَّة، وحدَّد لهُ فيها الخُطوط العامَّة للسياسة التي يجب أن يتبعها، فأشار عليه بالمُحافظة على بيعة الخليفة كونها أمانة في عُنق كُل أمير وهي ما يُضفي على دولته مُقوِّماتها الشرعيَّة، ونصحهُ بالحفاظ على الجيش وإبقائه مُوحدًا وخاضعًا له ومُواليًا لِدولته، وضمان ولاء عبيده ومواليه والاستمرار بالتسلُّح والاستعداد العسكري الدائم والقضاء على المُؤامرات المُنبعثة من العراق، وكسب ود أهل البلاد والفوز بِرضاهم وتعاونهم، والاعتدال في النفقات وعدم الإسراف في المال. ولم يُخالف خُمارويه وصيَّة والده التي عدَّها ميثاقًا لِسياسته في مصر والشَّام وفي علاقاته مع الخِلافة العبَّاسيَّة في بغداد، باستثناء الناحية الاقتصاديَّة حيثُ مال إلى البذخ والإسراف في الترف. واجه خُماروية في بداية حياته السياسيَّة مُشكلة رفض أخيه العبَّاس مُبايعته والاعتراف بِحُكمه، بعد أن كان والده قد قمع ثورته التي قام بها سابقًا أثناء تغيُّبه في الشَّام، واستنادًا إلى وصيَّة أحمد بن طولون لابنه هذا كان عليه أن يتولَّى حُكم الشَّام ومنطقة الثُغور ويعترف بِحُكم خُمارويه ويخضع لهُ ويُذعن بالطاعة، إلَّا أنَّهُ لم يفعل، إذ لم يشأ أن يتنازل عن حقه في خِلافة والده بِوصفه الابن الأكبر، وكان يتوهَّم أنَّ خُمارويه لا يقوى قلبهُ على مُناهضته. واستدعاه رجال الدولة وخواص الأولياء والغلمان، ثُمَّ أحضروا المُصحف لِأخذ البيعة منه، لكنَّهُ تردد، وكشف عن نيَّته في العصيان، ما أثار الريبة في نُفوس قادة الجُند الذين كانوا يكرهونه لِتعاليه وجفوته، فكان رفضه البيعة لِأخيه أو تباطؤه فيها بِمثابة النهاية المحتومة، فقد قُتل بعد ذلك بِأيَّام. وبعد أن اجتاز خُمارويه بِنجاح مُشكلة رفض أخيه العبَّاس الاعتراف بِحُكمه، وحقَّق وحدة القيادة السياسيَّة والعسكريَّة، ووحَّد الأُسرة الطولونيَّة، انصرف إلى الاعتناء بِتنمية القُوَّة العسكريَّة، فأسس جيشًا قويًّا اعتنى بِتدريبه وتسليحه وزيادة عدد أفراده، ثُمَّ سارع إلى تنظيم أُمور الشَّام بِسبب أهميَّتها في دعم سُلطته في مصر، لا سيَّما وأنَّ المُوفَّق كان قد انتهى من أمر الزُنج بالبصرة واستقام لهُ الأمر، فتفرَّغ لِمصر لِيأخذ بِثأره القديم، مُستغلًّا وفاة أحمد بن طولون وحداثة خُمارويه في السن. أسند خُمارويه قيادة أهم المُدن والمناطق الشاميَّة لِأفضل قادته، وكتب بعدها إلى الخِلافة العبَّاسيَّة يطلب إقراره على ما بيده من المناطق مُقابل الدُعاء لِلخليفة والطَّاعة التَّامة له، غير أنَّ المُوفَّق رفض طلبه، ما أغضب خُمارويه، فأظهر استياءه، الأمر الذي عُدَّ نذيرًا باستمرار النزاع واستئناف العمليَّات العسكريَّة. جمع المُوفَّق بين القُوَّة والدهاء في الحرب مع خُمارويه، فاستغلَّ إسحٰق بن كنداج، أميرُ الموصل والجزيرة الفُراتيَّة، الذي كان يرى أنَّهُ أحق بِولاية الشَّام ومصر، وامتدَّت يداه إلى الداخل الطولوني لِبذر بُذور الشقاق والفرقة واستغلال ما ينتج من عداوات، فاستقطب أحمد بن مُحمَّد الواسطي الذي كان قد أقسم على أن يهدم كُلَّ ما بناه خُمارويه وأحمد بن طولون، بعد أن قام خُمارويه بتقديم محبوب بن جابر على الواسطي، الذي كان الأخير يعتبرهُ من أتباعه ودونه في المنزلة، بالإضافة لِتخوُّفه من غدر خُمارويه نظرًا لأنَّه هو (أي الواسطي) كان من أشار عليه بقتل أخيه العبَّاس، فخشي أن ينتقم منه. ولمَّا أرسلهُ خُمارويه على رأس جيشٍ إلى العراق لِحرب العبَّاسيين، اتصل به المُوفَّق وألَّبهُ على سيِّده. تصدَّى خُمارويه لِلمُحاولات العبَّاسيَّة القاضية بِإقصائه عن الشَّام وانتزاع مصر منه، فأسرع في تجهيز الحملات العسكريَّة البريَّة والبحريَّة لِإبعاد الحلف المُناهض للطُولونيين عن هذه البلاد، وانتزاع الاعتراف بِشرعيَّته من العبَّاسيين بِقُوَّة السلاح. تقدَّمت الجُيوش الطولونيَّة إلى الشَّام، وما أن وصلت إلى فلسطين حتَّى ظهرت المُؤامرة، فقد انضمَّ الواسطي إلى الجُيوش العبَّاسيَّة مُعلنًا صراحةً خيانة سيِّده. وأسرعت القُوَّات العبَّاسيَّة بِدحر الجيش الطولوني، وسيطرت على الرقَّة وقنسرين والعواصم، كما هزمت جيشًا ضخمًا يقوده خُمارويه نفسه عند الطواحين على نهر أبي فطرس في جنوبي فلسطين قُرب الرَّملة. وانهمك أفراد الجيش العبَّاسي في جمع الغنائم والأسلاب، ففاجأهم الطولونيون وهُم على هذه الحال، فقلبوا الهزيمة إلى نصر. وخشي العبَّاسيّون من عودة خُمارويه، فتوجَّهت قُوَّاتهم الباقية إلى دمشق للاحتماء بها، فأغلق سُكَّانها الأبواب في وُجوههم ومنعوهم من دُخولها، وكان لِموقفهم هذا، المُساند للطولونيين، تأثيرٌ واضح في مجرى الأحداث السياسيَّة من واقع إعادة توحيد البلدين تحت الحُكم الطولوني، وانسجامًا مع شُعورهم ضدَّ العبَّاسيين. وتمكَّن الطولونيّون بِقيادة سعد الأيسر من استعادة زمام المُبادرة واستعاددة مُعظم مُدن الشَّام، فدخل سعد الأيسر دمشق وخطب فيها لخُمارويه، وأرسل إليه يُبشِّره بالفتح، فسُرَّ هذا وخجُل للهزيمة التي أُلحقت به، فأكثر من الصدقات، وأطلق سراح الأسرى. ولَّى خُمارويه قائد جيشه سعد الأيسر على الشَّام، فعمل هذا على نشر الأمن وتحقيق الاستقرار، وتصدَّى لِهجمات الأعراب على قوافل الحُجَّاج، فأمَّن بِذلك طريق الحج. وظلَّ خُمارويه مُدَّة سنة تقريبًا لا يتدخَّل مُباشرةً في شُؤون الشَّام، ما أعطى الفُرصة لِسعد الأيسر كي يعمل لِمصلحته مُتجاوزًا المصلحة العامَّة العُليا، ويبدو أنَّهُ تطلَّع نحو الاستقلال عن مصر، فاستخفَّ بِسيِّده واتهمهُ بالتخاذل والجُبن والانهماك باللهو، وكانت أخباره تصل إلى مصر، فتخوَّف منهُ خُمارويه وقرَّر القضاء عليه، فدبَّر لهُ مكيدة في الرَّملة وقتله. غضب سُكَّانُ دمشق لِمقتل أميرهم، فثاروا ضدَّ خُمارويه ولعنوه في الجامع الأُموي، فما كان منه إلَّا أن توجَّه إلى المدينة ودخلها، ولم ينتقم من أهلها، بل استقطبهم عن طريق الإغراء بالمال والعطايا، فاستردَّ سُلتطهُ ليس على دمشق فحسب، بل على البلاد كافَّة. وأرسل خُمارويه الحملات العسكريَّة لِمُحاربة أعدائه في ديارهم مُتبنيًا سياسة الهُجوم، فبدأ بابن كنداج الذي كان أُلعوبة بيد المُوفَّق، وانحاز إليه في هذا الصراع مُحمَّد بن أبي السَّاج حاكم الأنبار بِفعل أنَّ مصلحته الآن تقضي بِذلك، ودعا لهُ على منابر أعماله. واصطدم الحليفان بِقُوَّات إسحٰق بن كنداج على مقرُبةٍ من الرقَّة في منطقة البليخ وانتصرا عليها. وفرَّ ابن كنداج إلى ماردين وتحصَّن بها. وطاردت القُوَّات الطولونيَّة جُنودهُ المُنهزمين حتَّى وصلت إلى سامرَّاء. وسيطر خُمارويه على منطقتيّ الجزيرة الفُراتيَّة والموصل وعيَّن ابن أبي السَّاج عاملًا عليهما نيابةً عنه، واضطرَّ ابن كنداج إلى الدُخول في طاعته ورضي بأن يكون أحد عُمَّاله، ودعا لهُ في أعماله التي بِيده. وما أن عاد خُمارويه إلى مصر حتَّى خرج عليه ابن أبي السَّاج بِتحريضٍ من المُوفَّق، وانقضَّ على أملاك الطولونيين في منطقة الجزيرة الفُراتيَّة، فاضطرَّ خُمارويه إلى الخُروج مرَّة أُخرى إلى الشَّام على رأس جيشٍ كبير، والتقى بالقُوَّات العبَّاسيَّة التي كان يقودها ابن أبي السَّاج في ثنية العُقاب بالقُرب من دمشق وانتصر عليها، وطارد ابن أبي السَّاج حتَّى الموصل، ثُمَّ تبعهُ حتَّى تكريت وانتصر عليه. وعلى هذا الشكل قضى خُمارويه على أعدائه الذين اجتموا ضدَّه، وأقرَّ الأمن على حُدوده الشرقيَّة، وامتدَّ نُفوذهُ من برقة إلى الفُرات ومن الأناضول إلى النوبة، وأضافت الخِلافة أرمينية إلى أملاكه نظير ما بذلهُ من جُهودٍ في منطقة الجزيرة الفُراتيَّة، واعترف الخليفة بسُلطانه على تلك البلاد وأقرَّهُ عليها، فاستقرَّ لهُ ولِأولاده من بعده حُكم مصر والشَّام الوراثي مُدَّة ثلاثين سنة، كما اعترف «يازمان»، المُستبد بالثُغور، بِحُكمه ودعا لهُ على منابر الثُغور. وفي 18 رجب 279هـ المُوافق فيه 14 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 892م توفي الخليفة العبَّاسي وبُويع أبو العبَّاس أحمد بن المُوفَّق بالخِلافة وتلقَّب بِلقب «المُعتضد بالله»، فجدد اعتراف الخِلافة بِولاية خُمارويه وولده طيلة ثلاثين سنة على المناطق التي سيطر عليها، وتمَّت مُصاهرة بين البيتين العبَّاسي والطولوني، إذ زوَّج خُمارويه ابنته قطر الندى للخليفة المُعتضد. تصدُّع الإمارة الطولونيَّة وزوالها كان خُمارويه قد بنى قصرًا بِسفح جبل قاسيون المُشرف على دمشق أسفل دير مرَّان، يشربُ فيه الخمر، فقُتل في قصره هذا على أيدي خدمه بِسبب انحلاله، في 28 ذي القعدة 282هـ المُوافق فيه 18 كانون الثاني (يناير) 896م. وكان والي الشَّام الأمير طُغج بن جف في القصر في تلك الليلة، وعندما علم بِذلك طارد القتلة وكانوا نيفًا وعشرين خادمًا، فأدركهم وقبض عليهم وقتلهم، وحمل أبا الجيش في تابوتٍ من دمشق إلى مصر، وكان يوم دُخوله عظيمًا حيثُ استقبلهُ جواريه وجواري غلمانه ونساء قادته بالصياح وما تصنع النساء في المآتم، وخرج الغلمان وقد حُلُّوا أقبيتهم، وفيهم من سوَّد ثيابه وشقَّها، فكانت في البلد ضجَّة وصرخة حتَّى دُفن. جرى ذلك في الوقت الذي لم يكن يُقدَّر أنَّهُ سيُقتل في نشوة النصر وذروة الظفر، لِتتصدَّع الإمارة من بعده وتهوى. شكَّل مقتل خُمارويه المُفاجئ بداية نهاية الدولة الطولونيَّة، حيثُ بدا البيت الطولوني وكأنَّهُ فرغ من الرجال القادرين على مُواصلة مسيرة الدولة بِنجاح، وبدت النُظم التي وضعها المُؤسس، والتي صمدت طيلة ستة وعشرين سنة، كأنها بُنيت على الرمال، فسارت الإمارة في خُطىً سريعة نحو الضُعف والانحلال، وتهاوى مُلك بني طولون في نحو عشر سنوات. اختار بطانة خُمارويه ابنه أبو العساكر جيش لِيكون حاكمًا على مصر والشَّام مكانه، ولم يتجاوز الرابعة عشرة من عُمره، مُتجاوزةً أعمامه أبناء أحمد بن طولون البالغين والقادرين على ملء الفراغ، وذلك للحِفاظ على امتيازاتها، فبايعته وهو صبيٌّ لم يُؤدبه الزمان ولم تُحصِّنهُ التجارب والعرفان. ولم يكن جيش بالأمير القادر على تحمُّل المسؤوليَّة التي أوكلت إليه، فقد انصرف إلى اللهو والشراب، وأحاط نفسه بِطبقةٍ فاسدة من الزُنوج والروم، لا وزن لِأفرادها ولا قدر لهم، ولم يكن لهم عهدٌ بِتقاليد البلاد وآداب العامَّة، وقد دفعوه إلى الانغماس بالملاهي والتجرُّد من الأخلاق. دفعت هذه التطوُّرات بعض القادة من المغاربة والبربر والخزر، الذين يميلون إلى أحمد بن طولون وأبنائه، إلى الطلب من جيش التنحي عن العرش وتولية أحد أعمامه، فرفض الطلب، وأقدم على قتل عمِّه أبي العشائر نصر، وهو من القادة الطولونيين الذين برزوا في معركة الطواحين، ورمى بِرأسه إلى الثائرين. واضطرَّ القادة التُرك الذين شاركوا الثائرين في توجُهاتهم إلى الفرار من مصر، فتوجَّهوا إلى الكوفة، حيثُ رحَّب بهم الخليفة المُعتضد وأرسل عددًا من القادة والأُمراء لاستقبالهم. كما استغلَّ والي الشَّام طغج بن جف زعزعة الوضع الداخلي في مصر، وخرج على الحُكم الطولوني، رافضًا أن يخضع لِأميرٍ صغيرٍ وحاشيته الفاسدة، فأسقط اسمه من الخِطبة واستقلَّ بِحُكم ما بيده من الأعمال. كان خُروج طغج بن جف على هذا النحو من النُذر الخطرة التي برزت في هذه المرحلة من حياة الطولونيين لأنَّهُ يُعرِّضُ حُدود الدولة الشرقيَّة لِلخطر، وممَّا زاد الأمرُ صُعوبة وخُطورة أنَّهُ كانت تحت إمرته قُوَّاتٌ طولونيَّة كبيرة، ويتحكَّم بِموارد الشَّام مع وفرتها وكثرتها، الأمر الذي كان لهُ أثرٌ كبيرٌ في زعزعة الحُكم الطولوني. ولم تكن منطقة الثُغور لِترضى أيضًا أن تُذعن لِحُكم أميرٍ طفل، فأعلن أحمد بن طغان، نائب الطولونيين في الثُغور، عدم رضاه عمَّا آلت إليه الأوضاع، فخرج عن طاعة الدولة المُتداعية والانصياع للأمير الصغير جيش، وقرَّر خلعه بعد مُدَّة وجيزة من توليته. واشتدَّت الفتنة في مصر ضدَّ حُكم جيش، وامتدَّت إلى حاشيته والمُحيطين به، فقام عددٌ من قادة الجُند والموالي بخلعه وسجنه يوم 10 جمادى الآخرة 283هـ المُوافق فيه 25 تمُّوز (يوليو) 896م، ونهبوا داره، ثُمَّ ما لبثوا أن قتلوه بعد عدَّة أيَّام. اجتمعت القوى النافذة وقادة الجُند، يوم خلع جيش، وأسرعوا في تولية أبي موسى هٰرون بن خُمارويه، وكان صغيرًا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عُمره، مُتظاهرين بالولاء للبيت الطولوني، لكنَّ الواقع أنهم خشوا أن يتولَّى الحُكم أحد الرجال الطولونيين الكبار فيقف ضدَّ تطلُّعاتهم ويُحاسبهم على أعمالهم، لِذلك اتفقت أهواؤهم على تنصيب من لا يقدر على التصدي لِعبثهم، ضاربين بذلك الإمارة من داخلها وساروا بها نحو الهاوية. شهد عهد هٰرون أحداثًا داخليَّة خطيرة دفعت الإمارة إلى نهايتها المحتومة. فقد رأى القيِّمون على تسيير الأُمور أنَّهُم أضعف من أن يُواجهوا الأُمور المُستجدَّة، وتراجعوا أمام التحديات والتصدّي لِلأخطار الكبيرة التي ظهرت على مسرح الأحداث السياسيَّة في الشَّام والثُغور، في الوقت الذي انهمك فيه هٰرون باللهو والسُكر، وأدركوا أنهم أضعف من أن يُخضعوا طغج بن جف، لِذلك استقطبوه بالسياسة، فأرسلوا إليه سفارة تُساومه في الاعتراف بِحُكم هٰرون مُقابل الاحتفاظ بِنُفوذه في الشَّام، فنجحت هذه في مُهمَّتها وسُويِّت الأُمور في الشَّام وتقررت جميع أعمالها، لكن على الرُغم من ذلك فإنَّ الأُمور في مصر ازدادت سوءًا، إذ تقاسمت الحاشية السُلطة والوظائف العامَّة مُشكلةً مراكز قوى داخل الدولة، وراحت تعمل لِمصلحتها، فاحتكرت السُلطة وتحكَّمت بِشُؤون الدولة، وأصبح لها الكلمة الأولى في تسيير الأُمور، وقد سيطر بضعة أفرادٍ منها على بضع طوائفٍ من الجُند، فأصبحوا لا يأتمرون إلَّا بِأمر من سيطر عليهم بحيثُ صاروا لهُ كالغلمان. واختصَّ كُلُّ واحدٍ من هؤلاء القادة بِسُلطاتٍ إداريَّةٍ واسعة. فقد تولَّى أبو جعفر بن أبَّى الوصاية على الأمير الصغير، وتصرَّف بدر الحمامي في شُؤون الشَّام يُصلح أمرها كيف يشاء. وعمدوا إلى التضييق على أنصار أحمد بن طولون، فنكَّلوا بهم وشتَّتوا شملهم. وعلى هذا الشكل تفتَّتت وحدة الدولة والجيش. وشهد عهد هٰرون أيضًا أحداثًا خارجيَّة خطيرة أكملت حلقات التدهور، وأدَّت بالنهاية إلى سُقوط الإمارة الطولونيَّة. ففي سنة 284هـ المُوافقة لِسنة 897م، وبينما كان أحمد بن طغَّان نائب الطولونيين على الثُغور مُنهمكًا بِحرب البيزنطيين، أقدم راغب الخادم مولى المُوفَّق، الذي كان قد نزل طرسوس للجهاد، أقدم على إسقاط الدُعاء للطولونيين ودعا لِبدر مولى الخليفة المُعتضد. ورأى الخليفة العبَّاسي أنَّ الفُرصة مؤاتية للتدخّل في الشؤون الطولونيَّة والقضاء على استقلال هذه الإمارة وإعادة المناطق التي سيطرت عليها إلى حظيرة الدولة العبَّاسيَّة، خُصوصًا بعد أن غادر أحمد بن طغَّان طرسوس عائدًا إلى مصر وكلَّف نائبة دميانة القيام بِأمر المدينة، فدفع الخليفة راغبًا إلى الاصطدام بِدميانة وبالقائد العسكري يُوسُف بن الباغمردي الذي عُيِّن خلفًا له، وأسفر الصدام عن انتصار راغب، فاعتقل خصميه وحملهُما مُقيدين إلى بغداد، فانحسر بذلك النُفوذ الطولوني عن الثُغور وبِخاصَّةً في طرسوس، وأضحى وُجودهم في هذه المنطقة أمرًا لا قيمة له. وجاءت الضربة القاضية لِلنُفوذ الطولوني في الثُغور من الأهالي أنفُسهم، فقد قدمت وُفودٌ منهم على الخليفة تطلب منهُ العناية بِشؤونهم وضبط أُمور ثغرهم، وتعيين من يقودهم للجهاد ضدَّ البيزنطيين، وبِخاصَّة أنهم أضحوا بغير أمير، بعد أن طردوا الوالي الطولوني بِسبب سوء تصرُفاته. ويبدو أنَّ الخليفة ارتضى هذه التبعيَّة، فعيَّن ابن الأخشيد أميرًا على الثُغور. وتطلَّع الخليفة بعد ذلك إلى منطقة الجزيرة الفُراتيَّة وأعالي الفُرات من ديار ربيعة وديار مضر، لاقتطاعها من مُلك الطولونيين، واضطرَّ هؤلاء تحت ضغط الأحداث السياسيَّة والعسكريَّة المُتمثلة بِخُروج بعض مُدن الشَّام وثُغورها، بالإضافة إلى ما أصابهم من الوهن، إلى مُقايضة وُجودهم فيها مُقابل اعتراف الخِلافة بِحُقوقهم في مصر والشَّام، وذلك في سنة 285هـ المُوافقة لِسنة 898م. كما أبرم الخليفة مُعاهدةً مُذلَّة مع الطولونيين أجبرهم فيها على التنازل عن أعمال حلب وقنسرين والعواصم، وأن يدفعوا أربعمائة وخمسين ألف دينار سنويًّا إلى بيت المال في بغداد، مُتعمدًا إرهاقهم ماديًّا في سبيل خلق مُبررٍ لِتدخُله المُباشر، وأن يُوافقوا على تعيين مندوب يُمثِّل الخليفة في مصر لِيقوم بِالإشراف على أوضاعها. ازداد الوضع الطولوني في الشَّام خُطورةً على أثر ظُهور قُوَّة جديدة قُدِّر لها أن تقضي على ما بقي للطولونيين من نُفوذٍ بِموجب الاتفاق الأخير مع العبَّاسيين، وهيبةً في النُفوس، وتُعلي كلمة الخِلافة وتُظهرها بِمظهر المُنقذ للعالم الإسلامي، وتُحلُّها من أيَّة وُعود أعطتها للطولونيين، وتمنحها سندًا شرعيًّا لِغزو مصر واستئصال بني طولون منها. هذه القُوَّة الجديدة هي قُوَّة القرامطة الذين اجتاحوا الشَّام ونشروا الفوضى والاضطراب في جميع أرجائها، ولم يُفلح الجيش الطولوني بالوُقوف في وجهها ورد خطرها، فضاعت هيبة الطولونيين في نُفوس الناس، وارتفعت صيحات النقمة والاحتجاج في أرجاء العالم الإسلامي في غربي آسيا، وتدفقت الرسائل من عُلماء وأعيان مصر والشَّام إلى دار الخِلافة لالتماس المُساعدة. كانت الخِلافة تنتظر الفُرصة المُؤاتبة لِلتدخُّل وإثبات وُجودها وتأكيد مكاسبها في الشَّام، وإظهار ضُعف الطولونيين، خاصَّةً بعد وفاة المُعتضد واعتلاء أبو أحمد علي المُكتفي بالله سُدَّة الخِلافة، فقرَّر التصدي للقرامطة وضربهم في الشَّام في خُطوةٍ أولى، ومن ثُمَّ القضاء على الطولونيين فيها وفي مصر في خُطوةٍ ثانية. سار الخليفة في جيشٍ عرمرميّ إلى الموصل ومنها راح يُرسل الجُيوش الواحد تلو الآخر إلى الشَّام للقضاء على القرامطة. توجَّه الجيش الأوَّل إلى حلب وتعداده عشرة آلاف مُقاتل، وعسكر أفراده في وادي بطنان القريب من المدينة، فباغتتهم القُوَّات القُرمُطيَّة وهزمتهم، وقتلت كثيرًا منهم، ونجا القائد أبو الأغر مع نفرٍ من جُنوده لا يتجاوزون الألف، ودخل بهم إلى حلب، فطاردتهم القُوَّات القُرمُطيَّة وحاصرت المدينة، غير أنَّهُ تمكَّن بِمُساعدة سُكَّانها من رفع الحصار بعد اصداماتٍ ضارية مع المُحاصرين، وقتل منهم أعدادًا كثيرة، ووصل الخليفة في غُضون ذلك إلى الرقَّة، وأرسل جيشًا كثيفًا لِمُطاردة القرامطة والقضاء عليهم، بِقيادة مُحمَّد بن سُليمان الكاتب، فالتقى بهم بالقُرب من حماة وهزمهم، واستأصل شأفتهم، ووضع حدًا لِخطرهم في الشَّام، وذلك في سنة 291هـ المُوافقة لِسنة 904م. كما قُبض على الزعيم القُرمُطي الحسن بن زكرويه مع ثلاثمائة ونيِّف من مُرافقيه، فأُرسلوا إلى الخليفة الذي أمر بِإعدامهم فورًا. وما كاد مُحمَّد بن سُليمان الكاتب يفرغ من الاحتفال بالنصر على القرامطة حتَّى تلقَّى أمرًا من الخليفة بأن يستعد لِحرب الطولونيين، فمضى لِتنفيذ هذه الرغبة، واستعان بالقادة أنفُسهم الذين شاركوه في حرب القرامطة ومُعظمهم ممن خدم في الجيش الطولوني وفرّوا في عهد أبو العساكر جيش، وهُم أعرف الناس بِمصر ومسالِكها، فأعدَّ جيشًا تعداده عشرة آلاف مُقاتل أغلبُهم من الخُراسانيَّة الأشدَّاء. ودعم الخليفة هذا الجيش البرّي بِحملةٍ بحريَّة، فأرسل قائد الأُسطول العبَّاسي في الشَّام ومصر كي يفرض حصارًا بحريًّا على الثُغور الطولونيَّة ويقطع الإمدادات عنهم. تقدَّم مُحمَّد بن سُليمان الكاتب على رأس جيشه إلى دمشق ودخلها من دون مُقاومة، وانضمَّت إليه بقايا القُوَّات الطولونيَّة في الشَّام، ووُلاة الطولونيين الناقمون على هٰرون، ثُمَّ تابع تقدُّمه حتَّى دخل فلسطين، فقدَّم لهُ عاملها الطولوني وصيف بن سوار تكين الطاعة، وانضمَّ إلى قُوَّاته. حاول هٰرون التصدّي للجُيوش العبَّاسيَّة واستقطاب وُلاة الشَّام إلى صفِّه مُجددًا، غير أنَّهم لم يستجيبوا له، وخلال هذا الوقت كان الأُسطول العبَّاسي قد بلغ مدينة تنيس، حيثُ التقى بالأُسطول الطولوني وهزمهُ شرَّ هزيمة وسقطت المدينة بيده، ثُمَّ لحق به حتَّى دُمياط حيثُ هزمه للمرَّة الثانية واستولى على مراكبه وأُسر بحَّارته، ثُمَّ تقدَّم نحو الفسطاط فأحرق الجسر الشرقي الذي يصلها بالروضة، وخرَّب الجسر الغربي الذي يصلها بالجيزة، فقطع بِذلك الإمدادات عنها مُمهدًا الطريق للقُوَّات البريَّة لاقتحامها. وفي ظل هذه الظُروف الحرجة قُتل هٰرون وهو ثمل على يد عمَّاه شيبان وعُديّ ليلة الأحد في 19 صفر 292هـ المُوافق فيه 31 كانون الأوَّل (ديسمبر) 904م، وخلفهُ شيبان. وما كاد مُحمَّد بن سُليمان الكاتب يقف على تمزُّق الطولونيين وتفرُّق قُوَّاتهم على هذا الشكل، واطمأنَّ إلى ضُعف المُقاومة الطولونيَّة، حتَّى تقدَّم من فلسطين إلى مصر. وتقهقرت قُوَّات شيبان بن أحمد فدخلت العاصمة للدفاع عنها، فطاردتها القُوَّات العبَّاسيَّة حتَّى وصلت إلى الفسطاط والقطائع وضربت الحصار عليهما، كما تقدَّم الأُسطول العبَّاسي وحاصرهُما من النهر. وتعرَّضت المدينتان للضرب المُتواصل من البرِّ والنهر في ظلِّ مُقاومةٍ طولونيَّةٍ ضارية، ما دفع مُحمَّد بن سُليمان الكاتب إلى أن يعرض الاستسلام على شيبان مُقابل تأمينه وتأمين رجاله، وعندما علم هؤلاء بذلك تركوه وانضموا إلى الجيش العبَّاسي، فاضطرَّ شيبان عندئذٍ إلى طلب الأمان لهُ ولِأهله فمُنح أيَّاه، لكنَّ العساكر لم تعلم بِهذا الصُلح، لِذا حدث في اليوم التالي أن اشتبك الجيشان وانهزمت القُوَّات الطولونيَّة ودخل الجُنود العبَّاسيّون القطائع بِقيادة مُحمَّد بن سُليمان، الذي نقض الأمان الذي منحه لِشيبان، وعامل الأُسرة الطولونيَّة بِقسوة، فأخرجها من مصر وأرسل أفرادها، البالغ عددهم عشرين شخصًا، إلى بغداد مع قادتهم ومواليهم، ونقل معهم آثارهم وتُحفهم، واستصفى أموالهم. وهكذا سقطت الدولة الطولونيَّة وعادت مصر ولايةً عبَّاسيَّة كما كانت قبل سبعٍ وثلاثين سنة، وتولّاها مُحمَّد بن سُليمان الكاتب بناءً على أمر الخليفة. الثقافة والمظاهر الحضاريَّة الإنشاءات العُمرانيَّة بعد أن استقلَّ أحمد بن طولون بِمصر عن الدولة العبَّاسيَّة، حاول الارتقاء بالفسطاط لِيُضاهي بها مركز الخِلافة في بغداد وسامرَّاء. ولمَّا ضاقت به الدار التي يسكُنها بعد الاستكثار من العبيد والرجال؛ قرَّر أن يتوسَّع، فاختار مكانًا يقع إلى أقصى الشمال الشرقي من العسكر بين جبل يشكر وسفح المُقطَّم، قُرب دار الإمارة، وأسَّس ضاحيةً جديدةً تُسمَّى «القطائع» على مساحةٍ تُقدَّرُ بِميلٍ مُربَّع، وذلك في سنة 257هـ المُوافقة لِسنة 870م، فاختطَّ فيها قصرًا وأمر أصحابه وغلمانه وأتباعه أن يختطوا لِأنفُسهم حوله، فاختطوا وبنوا حتَّى اتصل البناء بِعمارة الفسطاط، ثُمَّ قُطِّعت القطائع وسُمِّيت كُل قطيعة باسم من سكنها. فكانت للنوب قطيعة مُفردة تُعرف بهم، وللروم قطيعة أُخرى، وللفرَّاشين قطيعة مُفردة، ولِغيرهم من كُلِّ صنفٍ من الغلمان قطيعة مُفردة تُعرف بهم. وبنى القادة مواضع مُتفرِّقة ومُتعددة، فعمرت القطائع عمارةً حسنة، وتفرَّقت فيها السكك والأزقَّة، وبُنيت فيها المساجد والكنائس، والطواحين، والحمَّامات، والأفران، والأسواق، فصارت مدينة كبيرة أعمر وأحسن من مُدن الشَّام. وكانت عمارة المباني سواء السكنيَّة أم الدينيَّة على النمط السَّامرَّائي الذي كان شائعًا في ذلك الزمان في دار الخِلافة. كما شُيِّد فيها بيمارستان كان المرضى يُعالجون فيه ويُوزَّع عليهم الدواء بالمجَّان. وبنى أحمد بن طولون قصرهُ الجديد، فأتقن بناءه، وجعل لهُ حديقة غنَّاء، وميدانًا فسيحًا لِعرض الجيش والضرب فيه بالصوالجة، فسُمي القصر كُلَّهُ «الميدان». وأنشأ هذا القصر الكبير على طراز قُصور خُلفاء بغداد، وأقام فيه المظلَّات، وكان لهُ أبوابٌ للدُخول والخُروج، ولِكُلِّ بابٍ اسم، وهي: باب الميدان، وباب الصوالجة، وباب الخاصَّة، وباب الجبل، وباب الحرم، وباب الدرمون، وباب دعناج، وباب السَّاج، وباب الصلاة الذي عُرف أيضًا بباب السِّباع. وكان الطريق الذي يخرج منه ابن طولون ويعرج منهُ إلى القصر واسعًا، فقطَّعهُ ابن طولون بِحائط وبنى فيه ثلاثة أبواب كبيرة. وكانت الدُروب مُتصلة كُلَّها، واحدٍ إلى جانب واحد. وكانت الأبواب المذكورة تُفتح في يوم العيد أو يوم عرض الجيش أو يوم صَدَقة، وباستثناء هذه الأيَّام لا تُفتح إلَّا بِترتيب في أوقاتٍ مُعيَّنة. والأثرُ الباقي حتَّى اليوم من أعمال ابن طولون العُمرانيَّة هو مسجده المعروف بِجامع ابن طولون، وهو من أقدم المساجد الباقية بالقاهرة. وقد بُني هذا الجامع في جبل يشكر بعد أن ضاق المسجد القديم المُلاصق للشُرطة بالمُصلّين خُصوصًا في صلاة الجُمُعة، وكان ابن طولون قد وجد فوق الجبل مبلغًا من المال في المكان المعروف بِتنَّور فرعون، فاستثمرهُ في بناء الجامع والعين المعروفة بِعين أبيّ بن خُليد. وتولَّى رجلٌ مسيحيٌّ حاذق في الهندسة بناء الجامع والعين في سنة 263هـ المُوافقة لِسنة 877م، وبعد أن فرغ من بناءه في شهر رمضان سنة 265هـ المُوافق لِشهر آذار (مارس) سنة 879م، بيَّضهُ وخلَّقهُ وعلَّق فيه القناديل، وفرش فيه الحُصر العبدانيَّة والسَّامانيَّة، وحمل إليه صناديق المصاحف، ونقل إليه القُرَّاء والفُقهاء. وكان بناءه قياسًا واقتباسًا من بناء جامع سامرَّاء. وهذا الاهتمام بالعُمران لدى ابن طولون، تحوَّل عند ابنه خُمارويه إلى إسرافٍ وتبذير، فقد زاد في إنشاءات قصر أبيه، وحوَّل الميدان إلى بُستانٍ زرع فيه أنواع الرياحين وأصناف الشجر المُطعَّم العجيب، وأنواع الورد والزعفران والنيلوفر، وغرس أشجار النخيل والمشمش واللوز وهجَّن بعضها، وحفر السواقي لِسقايتها، وابتنى بُرجًا من خشب السَّاج سرَّح فيه الطُيور كالقماري والدباسي والنونيات. وأنشأ في داره مجلسًا بِرواقه سمَّاه «بيت الذهب»، طلى جُدرانه كُلَّها بالذهب المُجاول باللازورد المنقوش، وحُفرت صُوره وصُور نسائه على الخشب بالحجم الطبيعي. وبنى خُمارويه أيضًا في داره دورًا للسِّباع جعل فيها بُيوتًا بآزاج، كُلُّ بيتٍ يسع أسدًا ولبؤة، وخصَّص لِكُلِّ صنفٍ من الدواب اصطبلات. وكان لِتبذيره هذا أثرٌ في إضعاف الدولة لاحقًا. زالت جميع هذه الآثار المعماريَّة الطولونيَّة ولم يبقى منها سوى المسجد، فعندما دخل الجيش العبَّاسي القطائع قام بِإحراقها ونقل متاعها وأثاثها إلى عاصمة الخِلافة، في مُحاولةٍ لِإزالة آثار تلك الدولة التي استعصت على الخِلافة طيلة سنواتٍ طويلة. الاقتصاد كان أحمد بن طولون بِحاجةٍ إلى المال لِتنفيذ مشروعاته في مصر والتمكين لِنفسه فيها، واضطرَّته هذه الحاجة إلى إجراء إصلاحات اقتصاديَّة للسيطرة على موارد البلاد وتنميتها من واقع ضبط الخِراج وتحسين الإنتاج. ففيما يتعلَّق بِضبط الخِراج، فالمعروف أنَّ أوضاع مصر الاقتصاديَّة كانت قبل قُدوم أحمد بن طولون إلى مصر في غاية السوء، وقد بدأت دلائل الاضطراب الاقتصادي مُنذُ عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، عندما أمر بأن يُرسل الوُلاة إلى العاصمة قدرًا معلومًا من الخِراج، وأهمل في الوقت نفسه مُراقبتهم، فاندفع هؤلاء في فرض ضرائب جديدة على السُّكَّان واشتطّوا في جبايتها، ثُمَّ دخل الإقطاع التُركي في العصر العبَّاسي الثاني من خِلال اقتسام الولايات بين القادة التُرك، وقد حملوا معهم سياسة ضريبيَّة وزراعيَّة مُتعسِّفة بِهدف مُضاعفة الخِراج والحُصول على الأموال بِشتَّى الطُرق. وعندما آل الخِراج إلى ابن المُدبِّر زاد الضرائب أربعة أضعاف عمَّا كان عليه. ففرض ضريبة على الكلأ، وعلى المصايد، وعلى أشجار النخيل، والسنط، واللبخ، واحتكر مادَّة النطرون، فانهارت بذلك الحياة الاقتصاديَّة، وتدهور الإنتاج، وأضحت البلاد على شفا الإفلاس. وكان على أحمد بن طولون أن يُقوِّم الأوضاع الاقتصاديَّة حتَّى ينتشل البلاد من عثرتها ويبني اقتصادًا سليمًا. وكانت خُطوته الأولى في هذا السبيل السيطرة على الخِراج، فأقصى ابن المُدبِّر عنه وجعل ديوان الخِراج خاضعًا لهُ خُضوعًا مُباشرًا ومُطلقًا. وعيَّن مُوظفين في الإدارة الماليَّة يثق بهم ويُدينون له بالولاء والطَّاعة، وعزل من اشتهر بالفساد، وفرض رقابةً صارمة على مُوظفي هذا الديوان ووضع حدًا لِنهبهم وسلبهم بحيثُ لم يعد باستطاعتهم أن يفرضوا ما طاب لهم من ضرائب من دون رقيب، على نحو ما كانو يفعلون. وحظَّر الارتفاق على العُمَّال، وكان تدبيره هذا من أنجح الخُطوات التي اتخذها لِضبط أوضاع البلاد وكف أيدي العابثين عن التلاعب. وعمد أحمد بن طولون إلى إصلاح العملة، فسكَّ الدينار الطولوني الجديد الذي امتاز بِثقل وزنه وخُلُوِّه من الغش، الأمر الذي أعاد الثقة الماليَّة والطمأنينة إلى السوق. وكان اعتماده على الخِراج بِوصفه المورد الضريبي الأوَّل، واعتقد َأنَّهُ لو أحسن توزيعه وضبطه وجبايته، لأضحى من أهم الموارد الماليَّة في البلاد، لِذلك لوحظ بأنَّهُ مُنذ أن بدأ رقابته على الماليَّة العامَّة رغب بنفسه عن أدناس المُعاون، وألغى الجبايات الظالمة القديمة التي لم تتجاوز حصيلتها مائة ألف دينار في السنة، كما ألغى ضريبة الكلأ والمصايد والأخشاب، وأباح للناس استخدام النطرون. فارتفع خِراج مصر نتيجة هذه الإصلاحات فبلغ رقمًا لم يبلغه من قبل، فقد أصبح نحوًا من أربعة ملايين وثلاثمائة ألف دينار. وفيما يتعلَّق بِتحسين الإنتاج، فقد عمل أحمد بن طولون على حماية الفلَّاحين والمُنتجين على حدٍ سواء، وبثَّ الطمأنينة والاستقرار في نُفوسهما من خِلال ما أجراه من إصلاحاتٍ إداريَّة قضت على الفتن الداخليَّة. وحمى الفلَّاح من جشع العُمَّال وطمعهم، ووفَّر له الأرض الزراعيَّة وحاجته من الماء، فأصلح أقنية الري، وحفر الجديد منها، كما أصلح السُدود الخربة، ومنع مُمارسات مُتعهدي الضرائب على الفلَّاحين، فتحسَّنت أوضاع مصر الزراعيَّة وتضاعف الدخل الزراعي، ودخلت الدولة في ميادين الإنتاج الزراعي كمُساهم. واستولى أحمد بن طولون على الأراضي الزراعيَّة التي تركها أصحابها، وتولَّى زراعتها بِنفسه، كما عمد إلى استغلال الأملاك التي كانت لِصاحب إقطاع مصر، وكان يُرسل إلى سُكَّانها الأصليين نصيبًا من خِراجها، وكان يُشرف على هذه الأراضي ديوانٌ خاص اسمه ديوان الأملاك. واهتمَّ أحمد بن طولون بِإصلاح الوضع التجاري ليُعيد إلى التجارة الثقة والحيويَّة، وإذ لم يحتكر التجارة ولا المُساهمة فيها إلَّا أنَّ إصلاحاته هدفت إلى إصلاح العملة لِيُعيد الثقة إليها ما أدَّى إلى ارتفاع الميزان التجاري، واستعاد التُجَّار الثقة بالاقتصادي المصري، وأقبلوا على الأسواق. والمعروف أنَّ أموال مصر التي كانت تُرسل إلى بغداد أضحت تُصرف في البلاد، فتحسَّن وضع الجُند والمُوظفين والغلمان، وأضحت مصر مركزًا لِنشاطٍ اقتصاديٍّ كبير. وضرب أحمد بن طولون نطاقًا حول حُدود مصر لِحماية اقتصادها، فلا تتسرَّب الكُتب ولا نفيس الأمتعة إلَّا بِإذنه. وشمل الإصلاح الصناعي تشجيع صناعة النسيج في تنيس والإسكندريَّة والبهنسا والأشمونين ودُمياط وإخميم، كما راجت صناعة الأسلحة، وعُمرت دور الصناعة فساهمت في حركة التصنيع. تأمَّن لِأحمد بن طولون نتيجة هذه الإصلاحات أموالٌ طائلة حيثُ بلغ الخِراج وحده أربعة آلاف ألف دينار مع رخاء الأسعار، وكان كُل ذلك مُعينًا لابن طولون في خُطوته نحو الاستقلال. الدين كان الإسلام هو الدينُ الأكثر انتشارًا في رُبوع الدولة الطولونيَّة، وكان أغلب الأهالي في مصر والشَّام من أهل السُنَّة والجماعة، وكان هُناك فئة أقل عددًا من الشيعة الاثنا عشريَّة تستوطن بعض أنحاء الشَّام كجبل عامل جنوبيّ لُبنان، وبعض مُدن وقُرى السَّاحل والدَّاخل. وكان القضاء على المذهب الحنفي، وهو المذهب الرسمي للدولة العبَّاسيَّة، على أنَّ المذاهب الإسلاميَّة الأُخرى كانت رائجة ومُنتشرة، وكان من يطلب التقاضي وفق المذهب المالكي أو الشافعي أو الحنبلي يُجابُ إلى طلبه. نبغ في عهد الدولة الطولونيَّة عددٌ كبيرٌ من الفُقهاء والمُحدثين، منهم من علماء المالكيَّة مُحمَّد بن عبد الله بن الحكم المصري المُتوفَّى سنة 268هـ المُوافقة لِسنة 881م، الذي تولَّى الإفتاء بِمصر، وكان فقيه مصر على مذهب الإمام مالك، وكانت تُشَدُّ إليه الرِّحال من المغرب والأندلُس، ولهُ مصنَّفاتٌ كثيرة. ومن المالكيَّة أيضًا مُحمَّد بن أصبغ بن الفرج (ت. 275هـ \ 888م) وروح بن الفرج أبو الزنباع الزبيري (ت. 282هـ \ 895م)، وأحمد بن مُحمَّد بن خالد الإسكندراني (ت. 309هـ \ 921م). أمَّا الشافعيَّة فقد نبغ منهم الربيع بن سُليمان المُرادي (ت. 270هـ \ 883م)، صاحب الإمام الشافعي، وهو الذي روى أكثر كُتبه، وقال الشافعي عنه: «الربيعُ راويتي»، و«ما خدمني أحدٌ ما خدمني الربيع». ومن فُقهاء الشافعيَّة أيضًا قحزم بن عبد الله الأسواني (ت. 271هـ \ 884م)، وهو من أصلٍ مسيحيّ، وكان من جُملة أصحاب الشافعي الآخذين عنه، وكان مُقيمًا بأسوان، ومنهم كذلك أبو القاسم بشر بن منصور البغدادي (ت. 302هـ \ 914م)، الذي جاء إلى مصر وتفقَّه على المذهب الشافعي. أمَّا الفُقهاء الحنفيَّة، فمن أشهرهم القاضي بكَّار بن قُتيبة الثقفي (ت. 270هـ \ 883م)، ومنهم أيضًا أحمد بن أبي عمران (ت. 285هـ \ 898م)، وكان من أكابر الحنفيَّة وهو شيخ الطحاوي. نَعِم أهلُ الذمَّة في عصر الدولة الطولونيَّة بالهُدوء والاستقرار، فتحسَّنت أحوالهم، وباشروا طُقوسهم الدينيَّة بِحُريَّةٍ تامَّة. وأحسن الأُمراء الطولونيّون مُعاملة أهل الذمَّة وخاصَّة النصارى منهم. وكان أحمد بن طولون لا يتواني عن الدفاع عن حُقوقهم والاقتصاص لهم من عُمَّاله وقادته. وممَّا تجدر الإشارة إليه، أنَّ المصادر التاريخيَّة القديمة لم تذكر شيءًا عن تاريخ اليهود في مصر والشَّام، ودورهم في الحياة السياسيَّة في هذا العصر، كما كان شأئهم في عصر الوُلاة. ويبدو أنَّ اليهود كانوا مُسالمين، مُنصرفين إلى شؤونهم الخاصَّة، ويُباشرون أعمالهم في هُدوءٍ وسلام ولا شأن لهم بِأُمور السياسة والحُكم، ولا علاقة لهم أيضًا بالحُكَّام. يقول موريس فارگون أنَّهُ بالرُغم من قلَّة الوثائق التي وصلت عن هذا العصر، فإنَّ الجالية اليهوديَّة في مصر كانت على جانبٍ عظيمٍ من الأهميَّة، وكان أكثريَّة اليهود يمتازون بالثراء، ومن بينهم أكبر رجال الأعمال. وممَّا يدُل على ثراء اليهود في هذا العصر أنَّهُ حينما ألزم أحمد بن طولون بطريرك القِبط الأنبا ميخائيل الأوَّل بِدفع غرامة ماليَّة قدرها عُشرون ألف دينار، اضطرَّ إلى بيع بعض أملاك الكنيسة القبطيَّة في مصر، فاشترى اليهود أوقاف بعض الكنائس وأرض الحبش، ظاهر الفسطاط، كما اشتروا كنيسة بِجوار الكنيسة المُعلَّقة بِقصر الشمع. وفي الحقيقة تمتَّع اليهود في ذلك العصر بالحُريَّة الدينيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، فباشروا طُقوسهم الدينيَّة في أمنٍ وهُدوءٍ، واستمرّوا في مُزاولة المهن المُختلفة واقتناء الضياع والاشتغال بالتجارة وخاصَّةً تِجارة العملة، كما اشتغلوا بالعُلوم والطِّب. هذا في حين قام النصارى بِدورٍ لا يُستهانُ به في إدارة البلاد، وهو الدور نفسه الذي قاموا به أيضًا في عصر الوُلاة، فكان منهم عُمَّالُ الخِراج، وكُتَّابُ الدواوين، بل شاركوا في أعمال الشُرطة والمُحافظة على الأمن والنظام في البلاد. وتُشيرُ أوراق البردي إلى أسماء كثيرٍ من النصارى الذين كانوا يقومون بِجباية الخِراج، وجمع الضرائب الأُخرى، فشغلوا وظيفتيّ القسطال والجهبذ. ومن بين النصارى اتخذ أحمد بن طولون ووُزراؤه بعض الكُتَّاب، فكان لابن طولون كاتبان مسيحيَّان، هُما يوحنَّا وإبراهيم ابنا موسى، كما كان لِوزير ابن طولون أحمد بن المارداني، كاتبٌ مسيحيٌّ يُسمَّى يوحنَّا. وكان ابن طولون، أيضًا، يتخذ بعض مواليه من النصارى، ومن هؤلاء «أندونة»، الذي نُسبت إليه قرية أندونة في الجيزة. وكان أحمد بن طولون يتردد كثيرًا على رُهبان دير القصير ويخلوا في بعض القلالي يُفكِّر، وكان يأنس بِراهبٍ حكيم يُدعى أندونة أيضًا، ويلتمس منه النُصح والإرشاد. كما كان خُمارويه يعتمدُ على بعض المسيحيين في المُحافظة على الأمن والنظام في بعض البلاد المصريَّة، وفي الدفاع عن حُدود بلاده. وتُشير الرواية القبطيَّة إلى أنَّ أُسقف طما ويُسمَّى الأنبا بخوم، كان لهُ حوالي ثلاثمائة غُلام، وكان يعتمد عليهم في حفظ الأمن في بلاده، كما أتقن الكثير منهم الرمي بالنشَّاب. وكان الأنبا بخوم يتمتَّع بِمكانة كبيرة لدى خُمارويه، كما قرَّب الأخير غلمان الأُسقف المذكور إليه واعتمد عليهم في حفظ الأمن والنظام، وفي تفقُّد أحوال تلك البلاد، وحراسة الحُدود الغربيَّة، لِأنَّهُ كان يخشى الفاطميين في المغرب، وكان لِهذا الأُسقف وغلمانه من ينقل إليهم أخبارهم، ثُمَّ يُخبرون بها خُمارويه. وفي الواقع، قد أحسن خُمارويه مُعاملة أهل الذمَّة جميعًا، وخاصَّةً النصارى، وكان يُراعي أحوالهم، وخاصَّةً الأساقفة والرُهبان، ولم تُشر المصادر التاريخيَّة إلى أنه أقدم على إساءة أحدٍ منهم، أو تعرَّض لِكنائسهم وأديرتهم بِسوء. هذا ويُشيرُ أحد المُؤرخين إلى مخطوطٍ قبطيّ يرجع إلى العصر الطولوني كُتب فيه أنَّ ابن طولون لم يكن يُعامل جميع طبقات الشعب على قدم المُساواة، فكان يُفضِّل التُرك على بقيَّة المُسلمين، والملكيين على سائر النصارى. وكان يميل إلى اعتبار بطريرك اليعاقبة خصمًا خطيرًا له، وكان ينتهز كُل فرصة تسنح له لِيوقع عليه الغرامات حتَّى تظل كنيستهُ في حالة فقرٍ مُدقع. العُلوم والآداب اشتُهرت مصر في العصر الطولوني بالطب، فظهر من الأطبَّاء سعيد بن ترفيل، وهو مسيحي كان في خدمة أحمد بن طولون، وسعيد بن البطريق وهو مسيحيٌّ أيضًا كانت له عِدَّة مُؤلَّفات منها تاريخه المُسمَّى «التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق». كذلك ظهر خِلال تلك الفترة بعض الكُتّاب الذين اهتموا بِتدوين التاريخ والخطط، ومن أشهرهم عبد الرحمٰن بن عبد الحكم القُرشي، وكان من أهل الرواية والحديث، ثم شُغف بِالقصص والأخبار، وكَلِف بالتاريخ، ومن مُؤلَّفاته كتاب «فُتوح مصر»، ويُعدُّ ابن عبد الحكم أوَّل مُؤرِّخ لِخطط مصر الإسلاميَّة. ومن أشهر مُؤرِّخي مصر في العصر الطولوني أبو جعفر أحمد بن يُوسُف المعروف بابن الداية، وقد ألَّف كتابًا في سيرة أحمد بن طولون، وكتابًا آخر في سيرة خُمارويه، كما كان لهُ كُتبًا أُخرى وهي: كتاب «أخبار غلمان بني طولون»، وكتاب «حُسن العُقبى»، وكتاب «أخبار الأطباء»، وكتاب «المُكافأة». وكذلك من أشهر مُؤرخي الدولة الطولونيَّة أبو مُحمَّد عبدُ الله بن مُحمَّد المديني المعروف بالبلويّ، وذكر ابن النديم أنه كان عالمًا وفقيهًا وواعظًا، وأنه ألَّف كُتبًا كثيرة منها: كتاب الأبواب، وكتاب المعرفة، وكتاب الدين وفرائضه. وقد فُقدت هذه الكُتب جميعًا ولم يبق من مُؤلَّفاته إلا كتابه «سيرة أحمد بن طولون» الذي يُعدُّ من أهم المصادر لِدراسة تاريخ مصر والشرق الأدنى الإسلامي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري المُوافق للقرن التاسع الميلادي. وفي العصر الطولوني ازدهرت الدراسات اللُغويَّة، وكان من بين أبرز اللُغويين الوليد بن مُحمَّد التميمي المعروف بولاَّد، كذلك أنجبت المدرسة اللُّغوية أحمد بن جعفر الدينوري صاحب كتاب «المُهذَّب في النحو»، وأبا جعفر النحَّاس صاحب كتاب «معاني القُرآن ومنسوخه»، ومُحمَّد بن حسَّان النحوي. الجيش أدرك أحمد بن طولون أهميَّة دور الجيش في تحقيق مشروعاته، لِذلك عمل مُنذ أن وطئت قدماه أرض مصر على تأسيس جيشٍ مُدرَّبٍ يدينُ له بالولاء ويُعتمد عليه، ويكون أداته في تحقيق أهدافه وصيانة استقلاله. وقد تجلَّت رغبته في تأسيس قُوَّةٍ عسكريَّةٍ خاصَّة به مُنذُ أن رأى حرس أحمد بن المُدبِّر الخاص، فأحبَّ أن يختص به لِنفسه من دون غيره. وظلَّت هذه الرغبة تُراوده، غير أنَّ خشيته من إثارة سخط الخِلافة وارتيابها في نواياه، وهو لا يزال في بداية حياته السياسيَّة، بالإضافة إلى حاجته إلى المال الذي كان في يد ابن المُدبِّر، وقد كفَّ يده عنه، وراح يُراقب تحرُّكاته ويوصلها إلى القيِّمين في بغداد؛ حالت من دون الإقدام على هذه الخُطوة الجريئة، لكنَّهُ ظلَّ يترقَّب الفُرصة لاستغلالها، وقد جاءته الفُرصة عندما ثار عيسى بن الشيخ الشيباني، عامل فلسطين والأُردُن، ضدَّ الخلافة العبَّاسيَّة مُستغلًا اضطراب أوضاعها وضعف إمكاناتها، فنقض طاعتها واستولى على دمشق، وقطع الخِراج عن بغداد وطمع في أموال مصر التي كانت تُحملُ إليها، ثُمَّ هداهُ تفكيره إلى الاستيلاء على مصر نفسها، حتَّى إذا تُوفي الخليفة المُهتدي وخلفه الخليفة المُعتمد، تخلَّف عن البيعة اعتدادًا بِقُوَّته، ولم يدعُ لهُ على المنابر في الأراضي التي يُسيطرُ عليها. وتوافقت توجُهات الخِلافة في استرداد هيبتها مع رغبة أحمد بن طولون في وقف هذا التيَّار المُندفع من الشَّام إلى مصر، فكتب المُعتمد إليه أن يُساعده في القضاء على هذه الثورة، وكانت فُرصة استغلَّها والي مصر، فاستأذن بالإكثار من الجُند وتكوين جيشٍ قوي، فأذن لهُ الخليفة. استفاد ابن طولون من التجربة التي عاشها في بغداد من غلبة التُرك واستبدادهم، فخشي أن يغلب على الجيش عُنصرٌ واحد يستبد بالأمر ويُوجّه أُمور الدولة لِصالحه، لِذلك لم يتخذ جُنده من عشيرته التُرك حتَّى لا تنتقل الفتن والدسائس إلى مصر، كما أنَّه استبعد حصر الجيش كُلّه بالعرب كي لا يُكرر تجربة الأغالبة الذين اعتمدوا على العنصر العربي حتَّى امتلأ تاريخهم بالصراعات المريرة، كما أنَّ هذا العُنصر فقد ميزته العسكريَّة مُنذُ أن حرمهُ المُعتصم من العطاء، فاضطرَّ العرب إلى النُزوح إلى الريف وعملوا بالزراعة. من أجل ذلك قرَّر أحمد بن طولون تنويع عناصر جيشه من التُرك والزُنج والعرب، فاستخدم أربعة وعشرين ألفًا من التُرك، وأربعين ألفًا من الزُنوج، وسبعة آلاف من العرب وبقيَّة المائة ألف الذي تألَّف منها جيشه من الأجناس الأُخرى كالروم والأفغان. وبالغ أحمد بن طولون في استكثار عديد جيشه وتدعيمه، تُحفِّزه المُؤامرات والدسائس والفتن التي كانت تُحاك ضدَّه في عاصمة الخِلافة، فبلغ عديده مائة ألف مُقاتل، كما سلف. وسيطر أحمد بن طولون على هذا الجيش الضخم من واقع سياسة مدروسة ومرسومة، فقد جعل ضُبَّاطه من التُرك المُقربين إليه. وكان هذا الجيش على استعدادٍ دائمٍ لِتنفيذ ما يُطلب منه، وقد شُغل أفراده بالتدريب الشاق وإخماد الفتن والفُتوح، وأتاح لهم جني الثروات واكتساب الجاه، ووفَّر لهم أسباب الراحة، وكان يؤثرهم على نفسه، ويقول أنَّهم ينتسبون إليه انتساب الأبناء إلى الآباء، لِذلك كان يُغدق عليهم بِسخاء، ويدفع أعطياتهم في أوقاتها. ولم تحدث في أيَّامه أيَّة ثورة تُنسب إلى التخلّف في الفوز بالأُجور، الأمر الذي ألفه المُعاصرون له، إنما كان في بعض الأحيان يمنح راتب سنة منحة خالصة لهم فتكون أيديهم وقُلوبهم قويَّة. واعتنى أحمد بن طولون بالأُسطول البحري الذي جاء تأسيسه مُتأخرًا عن تأسيس الجيش البري. ولم تتضح الحاجة الماسَّة إلى الأُسطول إلَّا بعد أن توسَّع ابن طولون في الشَّام واضطرَّ إلى حماية ثُغوره من هجمات البيزنطيين بالإضافة إلى المُحافظة على الطريق البحري الذي يربط الشَّام بمصر. وازدادت عنايته بالأُسطول البحري حين اشتدَّت رغبة المُوفَّق في انتزاع مصر منه، فخشي أن يطأهُ من ناحية النيل، لِذلك شرع في بناء حصن الجزيرة والإكثار من بناء السُفن. وكان شديد الإحساس بِقيمة الأُسطول لاستكمال استعداده العسكري، وقد ضمَّ مائة مركب كبير ومائة مركب عسكري سوى العلابيَّات والحمائم والعشاريَّات والسناديل وقوراب الخدمة. وبعد وفاة أحمد بن طولون، عمد خُمارويه إلى تنمية القُوَّة العسكريَّة لِإمارته، فراد عدد أفراد الجيش من واقع إدخال عناصر جديدة في صُفوفه. فقد استقدم جُنودًا جُددًا من آسيا الوُسطى من العُنصر التُركي، وضمَّ إليهم طائفةٌ من سُكَّان البلاد الشوام والمصريين، فتضاعف العُنصر الوطني في الجيش، وجنَّد العرب المُقيمين في منطقة الحوف وغيرها من المناطق التي يسكُنها العرب المعروفون بالشجاعة والبأس، فدرَّبهم ونظَّمهم، وسلَّحهم، وكوَّن منهم فرقة خاصَّة سمَّاها «المُختارة»، واتخذهم حرسًا خاصًّا له مع الزُنوج. بالغ خُمارويه في النفقة على الجيش في الزي والسلاح، فقد ألبس عناصرهُ الأقبية الحريريَّة وجواشن الديباج، وصاغ لهم المناطق، وقلَّدهم بالسُيوف المُحلَّاة يضعونها على أكتافهم، فيتماشى هذا مع الفخامة التي غلبت على الحياة في عصره والتي شملت كُلَّ شيءٍ تقريبًا، فإذا مشوا بين يديه وموكبه على ترتيبه كُلُّ طائفةٍ بزيِّها وسلاحها، فرقة المُختارة أولًا، ثُمَّ أصناف العسكر وفي أعقابهم الزُنج. واعتنى خُمارويه بِتدريب جيشه، فخصَّص لِكُلِّ طائفةٍ دورها في القتال، وبالغ بِبذل المال على أفرادها، وأعطاهم أكثر مما أعطاهم والده، فكان يمنحهم أعطياتهم بِشكلٍ مُنتظم، ويُوزِّعُ عليهم الهبات بِوفرة في كُلِّ مُناسبة، بالإضافة إلى ما كانوا يغنمونه من أسلاب الحرب، الأمر الذي شدَّهم إلى الدولة وربطهم بها بِرباطٍ قوامه المصلحة المُتبادلة، وقد بلغت نفقات الجيش تسعُمائة ألف دينار سنويًّا. ارتفعت مكانة الجيش نتيجة ذلك الاهتمام الزائد، وأضحى لِجُنوده وقادته نُفوذٌ أقوى ممَّا كان في أيَّام أحمد بن طولون، فاستأثر قادته بامتلاك الضياع، وأدَّت طوائفه دورًا كبيرًا في سياسة الدولة الخارجيَّة لا سيَّما في حُروب الشَّام والدفاع عن الإمارة. واهتمَّ خُمارويه بالأُسطول البحري أيضًا، وقد أدَّى دورًا مُهمًا في الحُروب التي خاضها الأمير الطولوني في الشَّام من خِلال دعم الحملات البريَّة. العلاقة مع دُول الجوار مع الخِلافة العبَّاسيَّة اعترف أحمد بن طولون بالسُلطة الروحيَّة للخليفة العبَّاسي بِصفته خليفة المُسلمين أجمعين، واستمرَّ بالدُعاء له على منابر المساجد في مصر والشَّام. وكان عكس الكثير من الأُمراء والقادة التُرك، يكّنُ الاحترام والتقدير والتبجيل لِمنصب الخليفة، انطلاقًا من تربيته العسكريَّة الدينيَّة وولائه للإسلام. إلَّا أنَّه وعلى الرُغم من ذلك، كانت العلاقة بين الطولونيين والعبَّاسيين أقرب إلى الحرب الباردة نتيجة الدسائس التي كان يُحيكُها الساسة العبَّاسيين ضدَّ ابن طولون ومن بعده ابنه خُمارويه في دار الخِلافة. ولعلَّ أخطر من واجه ابن طولون من العبَّاسيين كان الأمير أبي أحمد طلحة أخي الخليفة المُعتمد، الذي سيطر على الشُؤون العامَّة في دار الخِلافة، وقاد حركةً إصلاحيَّةً بِهدف النُهوض بالسُلطة المركزيَّة وتقوية قبضتها على ولاياتها ومن بينها مصر، بالإضافة إلى حرصه على أن تبقى مع الشَّام خالصتين له من دون مُنافس بِفعل خيراتهما ونظرًا لِأهميتهما السياسيَّة والاقتصاديَّة، لِذلك سعى جادًا إلى القضاء على الإمارة الطولونيَّة التي انفصلت عن الإدارة المركزيَّة في بغداد واستقلَّت بِحُكم مصر وبدأت تتطلَّع نحو الشَّام. ومن جهته نهض أحمد بن طولون لِلدفاع عن حُقوقه المُكتسبة في مصر، فتصدَّى لِأكبر قُوَّة في الدولة العبَّاسيَّة، وهي ليست قُوَّة الخليفة الذي ربتطه به صلاتٌ ومصالحٌ مُشتركة، وإنما هي قُوَّة المُوفق طلحة، وظهر التنافس والنزاع واضحًا بينهما. استمرَّ الخلاف قائمًا بين المُوفَّق وابن طولون حتَّى السنوات الأخيرة من حياة الأخير، ولم يُفلح أيٌّ منهما في القضاء على الآخر، فاتجها إلى تحسين الأجواء بينهُما وإصلاح ما فسد، فأسقطا اللعن والسُباب من على المنابر، وكادت الخِلافة أن تعترف بِشرعيَّة حُكم ابن طولون لولا أن وافته المنيَّة كما سلف. استمرَّ المُوفَّق يُحيك المُؤتمرات والدسائس ضدَّ الطولونيين ويُؤلِّب القوى في الشَّام عليهم خِلال عهد خُمارويه، ولم يتوقَّف حتَّى وفاته في 21 صفر 287هـ المُوافق فيه 4 حُزيران (يونيو) 891م، فاستراحت الدولة الطولونيَّة من ألد أعدائها، وتطوَّرت العلاقة بين الطولونيين والعبَّاسيين نحو الأفضل بالتقارب الأُسري بالزواج، فقد زوَّج خُمارويه ابنته قطر الندى للخليفة المُعتضد الذي رحَّب بِهذه الزيجة وطمع في هذه المُصاهرة، وكان لِكُلٍّ منهما دوافع مُتباينة. فخُمارويه كان يُريد أن يربط البيتين بِروابط مودَّة مُستديمة وإكساب البيت الطولوني مجدًا ونُفوذًا قلَّما فاز به، ولم يكن من السُهولة أن تتم مُصاهرة بين خليفة المُسلمين وبين والٍ من وُلاة دولته، ويُعدُّ ذلك ظاهرةً مُلفتة، ولعلَّهُ كان من الأسلحة التي استعملها لِإغراء الخليفة بِتجديد الصُلح والاعتراف بِولايته الوراثيَّة تمامًا مثل العُروض الماليَّة السخيَّة التي تقدَّم بها. أمَّ الخليفة فكان بِحاجةٍ للمال وطمع بِمزيدٍ منه كي يُفقر خُمارويه بِجهاز ابنته حيثُ توقَّع أن تُجهَّز العروس بما يُناسب مقام الخِلافة من واقع أن يُظهر الطولونيُّون ثراءهم الواسع، فتتدفَّق الأموال والهدايا إلى الخزينة المركزيَّة التي هي بِأمس الحاجة إليها. وقد تمَّ الزواج في سنة 282هـ المُوافقة لِسنة 895م. وصدقت توقُعات الخليفة، فقد بالغ خُمارويه في تجهيز ابنته وذلك في مُحاولةٍ لِإظهار تفوّق الطولونيين الاقتصادي على حاضرة الخِلافة، وإطلاع الناس على ينعمون به من ثراءٍ وترفٍ ورخاء، وتحقق له ما أراد، إذا دُهش أهالي بغداد بما رؤوه من النفائس التي حملتها معها العروس، والتي لم يكونوا قد شاهدوا لها مثيل مُنذ أيَّام الرشيد والمأمون. مع الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة اتسمت العلاقة بين الطولونيين والبيزنطيين بالعدائيَّة مُنذُ أن كان أحمد بن طولون أميرًا على الثُغور، فقد طمع البيزنطيّون باستعادة سيطرتهم على تلك المنطقة من الأناضول، وطرد المُسلمين منها، خُصوصًا بعد أن دبَّ الضعف في جسم الدولة العبَّاسيَّة، وتراجعت هيبة الخلافة وسيطر القادة العسكريّون على مقاليد الأُمور. وقد تمكَّن البيزنطيّون من السيطرة على بضعة حُصون وبلدات حُدوديَّة غير أنَّهم لم يتقدموا أكثر من ذلك. ولم تكن لِبيزنطة في عهد الإمبراطور ليون السَّادس (273 - 299هـ \ 886 - 912م) من القُوَّة ما تستطيع به مُواجهة المُسلمين في الشرق والغرب، لِذلك حاول هذا الإمبراطور التقرُّب من مملكة أرمينية والتحالف معها لِمُواجهة المُسلمين على الجبهة الشرقيَّة، لكن ما حدث من نُشوب النزاع بين البيزنطيين بِسبب مُشكلة زيجات الإمبراطور جعل الصراع بين المُسلمين والبيزنطيين شاقًا وصعبًا. ففي الأربع عشرة سنة الأولى من حُكم ليون السَّادس تعرَّضت الإمبراطوريَّة لِهزائم عديدة في الشرق عند أبواب قيليقية وفي غربها، حيثُ أدَّى انتصارُ المُسلمين إلى أن يزحفوا على امتداد الساحل وأن يتوغلوا في جوف آسيا الصُغرى. وتابع خُمارويه سياسة أبيه القاضية بالجهاد ضدَّ البيزنطيين من خلال التعاون مع يازمان، حاكم منطقة الثُغور، فحقَّقا انتصاراتٍ كبيرة في البر والبحر. وظلَّ التعاون المُثمر بين الرجلين في الكفاح ضدَّ البيزنطيين طيلة حياة يازمان، والمعروف أنه غزا الصائفة مع أحمد بن طغَّان العجيفي في جمادى الآخرة 278هـ المُوافق فيه أيلول (سپتمبر) 891م، وأًصيب بِشظيَّة منجنيق أمام حصن سلندو وتوفي في 14 رجب المُوافق فيه 22 تشرين الأوَّل (أكتوبر) مُتأثرًا بِجُروحه، فحُمل إلى طرسوس ودُفن فيها. وحرص خُمارويه على استمرار حركة الجهاد بعد وفاة يازمان، فراح يتدخَّل في تولية العُمَّال في طرسوس وعزلهم، ويمُدَّهم بالمال والسلاح. ورافق النشاط العسكري البرّي، نشاطٌ بحريٌّ مُماثلٌ قامت به البحريَّة الطولونيَّة، وما حلَّ بالبيزنطيين من هزائم برًّا وبحرًا أجبر الحُكومة البيزنطيَّة على أن تستدعي من إيطاليا قائدها الشُجاع نقفور فوقاس. وتُوفي خُمارويه من دون أن يرى نتائج جهاده واسع النطاق، حيثُ ركن البيزنطيّون إلى المُسالمة وطلبوا الصُلح في سنة 283هـ المُوافقة لِسنة 896م. قائمة الأُمراء الطولونيين المراجع هوامش : الجهبذ هو الذي يقوم بِجباية الخِراج، ويضطلع بِتسليم وتحرير دفع الخِراج والإعفاء منه، كما يُشرف على الضرائب الأُخرى. باللُغة العربيَّة بلُغاتٍ أجنبيَّة وصلات خارجيَّة موسوعة الأُسرة المُسلمة، التاريخ الإسلامي: الدولة الطولونية (254-292هـ/ 868-905م). المتحف المصري الكبير: أصل الطولونيون وبداية تأسيس الدولة الطولونيَّة في مصر. قنطرة: الطولونيون (835-884). الأقباط والوُلاة المُستقلين «الدولة الطولونيَّة والدولة الأخشيديَّة». سكاي نيوز العربيَّة: أبناء أحمد بن طولون في الحُكومة المصريَّة. بِقلم: سمير عُمر. تاريخ النشر: الخميس 9 أكتوبر 2014. انحلالات القرن 10 في الدولة العباسية تأسيسات عقد 860 دول تركية سابقة دول سابقة في إفريقيا دول وأقاليم أسست في 868 طولونيون
3009
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86
مروانيون
المروانيون سلالة کُرديّة سنية حكمت في شمال سوريا وجنوب الأناضول، سنوات 990-96/1084 م. المقر: ميافارقين. بعد وفاة عضد الدولة البويهي (983 م)، بدأت الدولة البويهية في الانحلال. قام أحد قادة العشائر کردیة (مروان) واسمه أبو علي بن مروان (990-997 م) بإنشاء إمارة مستقلة في ديار بكر وميافارقين. بسبب الحروب المتواصلة مع جيرانهم، وضع المروانيون أنفسهم تحت حماية الفاطميين. يشير الكاتب والمؤرخ السوري محمد جمال باروت في كتابه التكوين التاريخي الحديث للجزيرة السورية، الصفحة 235 إلى أن المروانيون اتخذوا من مدينة ميافارقين عاصمة لهم، وكانت اللغة الکردیة هي اللغة المحكية والرسمية في إمارتهم. عرفت الدولة أوجها السياسي أثناء عهد كل من أبي منصور (997-1011 م) ثم نصر الدولة أحمد (1011-1064 م). قام الأمراء المروانيون بتشجيع حركة العمران وبناء المدن، كما شجعوا العلماء والأدباء في دولتهم. قام المروانيون بصد غزوة لإحدى قبائل الغز (الأغوز) التركمانية في المنطقة سنة 1/1042 م. بعد سنة 1061 م بدأ أفراد الأسرة في التناحر وأخذت الدولة تضعف. وضع هؤلاء أنفسهم تحت وصاية السلاجقة منذ 71/1070 م. إلا أن حركتهم هذه لم تشفع لهم، فقام السلاجقة بطردهم وأجلوهم عن منطقة ديار بكر نهائيا سنة 1084 م. سنة 1096 م يتم القضاء على آخر الحكام من أفراد الأسرة. کتب ابن بطلان کتابه (دعوة الاطباء) للامیر نصر الدولة ابی نصر احمد بن مروان بن دوستک الکردی الحمیدی الملقب صاحب الدولة نصیر الدین امیر میافارقین ودیار بکر الذی ملک هذه البلاد بعد ان قتل اخوه أبو سعید منصور بن مروان فی قلعة الهنتاج لیلة الخمیس خامس جمادی الاولی سنة 401 ه، وکان رجلا مسعودا عالی الهمة حسن السیاسة کثیر الحزم قضی من اللذات وبلغ من السعادة ما یقصر الوصف عن شرحه. و حکی ابن الازرق الفارقی فی تاریخه انه لم ینقل عن نصیر الدولة انه صادر احدا فی ایامه سوی شخص واحد قص قصته. و قد عاش الامیر نصیر الدولة 77 سنة وکانت امارته 55 عاما. جاء ذکر ذلک فی وفیات الاعیان لابن خلکان وفی تاریخ الحکماء لابن القفطی وفی مختصر الدول لابن العبری. قائمة الأمراء المصادر - Islam: Kunst und Architektur المروانيون الشرق الأوسط في القرن 11 أسر حاكمة مسلمة تاريخ الأكراد تاريخ العراق تاريخ سوريا تاريخ كردستان دول إسلامية سابقة سلالات حاكمة كردية سلالات حاكمة مسلمة سنية سلالات حاكمة مسلمة شيعية
3010
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
الدولة السامانية
كانت الدولة السامانية (وتُعرف أيضًا باسم إمبراطورية سامانيان، أو السلالة السامانية، أو الإمارة السامانية، أو ببساطة السامانيون) دولة إيرانية إسلامية سنية امتدت منذ عام 819م وحتى 999م. تمركزت الدولة في خراسان الكبرى وبلاد ما وراء النهر، وشملت الدولة في أقصى اتساع لها ما يُعرف اليوم باسم أفغانستان، وأجزاء واسعة من إيران، وطاجكستان، وتركمنستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وأجزاء من كازاخستان، وباكستان، واتخدوا سمرقند ثم بخارى عاصمة لهم. تأسيس أسس الأشقاء الأربعة: نوح، وأحمد، ويحيى، وإلياس الدولة السامانية- وحكم كل منهم أرضه الخاصة تحت السيطرة العباسية. عام 892، وحد إسماعيل الساماني (892- 907) الدولة السامانية تحت راية حاكم واحد، بالتالي، وضع نهاية فعالة للنظام الإقطاعي الذي يتبعه السامانيون. أصبحت الدولة السامانية مستقلة عن السلطة العباسية في عهده أيضًا. ينحدر مؤسس السلالة السامانية من أسرة (فارسية). أصبح أحفاده الأربعة بعد 819 م ولاة من قبل الطاهريين على كل الأراضي التابعة لتورانيين أسلاف توركمان من سمرقند، فرغانة، شاش وهراة. تلى نصر الأول بن أحمد (874-892 م) أباه في الولاية على سمرقند سنة 864 م. بعد سقوط دولة الطاهريين سنة 874 م أصبح واليا على ما وراء النهر من قبل العباسيين ثم استقل بالأمر. قام أخوه إسماعيل (892-907 م) بالقضاء على دولة الصفاريين (حتى سنة 903 م) ثم ضم إليه أفغانستان وأجزاء كبيرة من فارس مع خراسان. بلغت الدولة أقصى اتساعها أثناء عهد نصر الثاني (914-943 م): من بغداد، كرمان ومازندان (على الخليج العربي) حتى تركستان وحدود الهند. بعد 945 م أزاح البويهيون السامانيين عن ماوراء النهر وخراسان. في عهد منصور الأول (961-976 م) ثم نوح الثاني (976-997 م) عرفت الحياة الفكرية عصر ذهبيا، وأصبحت العاصمة بخارى مركزا للثقافة التركية الأوزبكية وآدابها. بعد حروب طويلة مع القبائل الفارسية الطاجيكية الضاربة على حدود الدولة الشرقية أنهكت الدولة. استولى الغزنويون سنة 994 م على خراسان ثم ضم القراخانات مناطق ما وراء النهر سنة 999م. قُتل آخر الأمراء السامانيين سنة 1005م أثناء محاولته الفرار. تُعتبر الدولة السامانية جزءًا من فترة النهضة الفارسية، التي شهدت إنشاء الحضارة والهوية الفارسية التي نقلت الخطاب والتقاليد الإيرانية إلى مشهد العالم الإسلامي. قاد ذلك لاحقًا إلى تشكيل الثقافة التركية الفارسية. شجع السامانيون الفنون، ما أدى إلى تطور العلوم والأدب، بالتالي، أدى ذلك إلى جذب العلماء، مثل الرودكي، وأبو القاسم الفردوسي، وابن سينا. في فترة السيطرة السامانية، كانت بخارى ندًا لبغداد في أوج تألقها. يلاحظ العلماء أن السامانيين أحيوا اللغة والثقافة الفارسية أكثر من الدولتين البويهية والصفارية، مع استمرار اللغة العربية في رعاية العلوم والدراسات الدينية أيضًا. اعتبروا أنفسهم أسلاف الإمبراطورية الساسانية. في أحد المراسيم المشهورة، أعلنت السلطات السامانية «أن اللغة الفارسية هي السائدة في المنطقة، وأن الملوك الفرس هم ملوك هذه المملكة». التاريخ آل سامان أو السامانيون من عائلة عرفت بالرياسة قبل الإسلام وبعده، فقد كان جَدُهم بهرام بن خشنش الساماني عاملا على آذربيجان قبل حلول الإسلام بين ظهرانيهم. ولما ولي المأمون العباسي خراسان لأبيه هارون الرشيد قربهم إليه ورفع منهم واستعملهم أمراءَ على مناطق نفوذِهم. ولما عاد المأمون كخليفة إلى بغداد في سنة 204 للهجرة استخلف أبناء أسد الساماني على أهم المدن في خراسان. فجعل نوح بن أسد على سمرقند وأحمد بن أسد على فرغانة ويحيى بن أسد على الشاش وأشروسنة وإلياس بن أسد على هراة، فلما ولّي طاهر بن الحسين خراسان أبقاهم على أعمالهم هذه، ثم توفي نوح بن أسد. فوُلّيَ أخوه أحمد بن أسد بعده ثم استخلفه ابنـَه إسماعيل على أعماله بسمرقند.. في سنة 261 للهجرة. في ربيع الأول من سنة 287 للهجرة، تمكن عمرو ابن الليث الصفار حاكمُ نيسابور (أخو يعقوب الصفار) من قتل عدو الخلافة العباسية الأول في ذلك الوقت رافع بن هرثمة بعد معركة عنيفة ويبعثُ برأسه للخليفة العباسي المعتضد. ويطلبُ من الخليفة توليته بلاد ما وراء النهر الغنية، ومرادَ كل طامع ثمنا لذلك. وكما هو ديدنُ كل من يقفُ على رأس السلطة السياسية في بغداد الخليفة أو وزراؤه، متغلبٌ واحدٌ قوي موال في كل مصر من أمصار الدولة، هو المطلبُ الثابت للخلافة. ولذا أرسل الخليفة العباسي لواء الخلافة وخلعا وهدايا سنيه إلى نيسابور ورِضا الخلافة عن سعي عمرو بن الليث الصفار لبسط نفوذه على بلاد ما وراء النهر. كان عمرو بن الليث الصفار يستصغرُ أمر، إسماعيل بن أحمد الساماني على بلاد ما وراء النهر، فبعث إليه من نيسابور جيشا متواضعا في العدة والعدد، وجعل على ذلك الجيش خليفتـَه وحاجبه واخصَ أصحابه وأكبرَهم عنده الأمير محمد ابن بشير. تقدم محمد بن بشير بجيشه إلى مدينة آمل، المدينة التي بإزاء بلاد ما وراء النهر، ولكن الأخبارَ كانت قد وصلت سريعا إلى إسماعيل بن أحمد الساماني، فعبر إليهم بجيشه نهرَ جيحون فأدركهم فور وصولهم، وهم على قدر كبير من التعب، فأوقع بهم هزيمة فادحة قتل في المعركة ستة آلاف مقاتل بينهم أميرُ الجيش نفسُه محمد بن بشير. وانهزم الباقون إلى نيسابور وهم بأسوأ حال. فكان وقعُ الهزيمة الغيرُ متوقعة في نفس عمرو بن الليث الصفار كالصاعقة. فجهّزَ فور عودة طلائع جيشِه، جيشا كثيفا، وجمع الكثيرَ من المتطوعة وأطلقَ المالَ لهذا الجيش وأحسن عدتـَه، ورغم أن جميعَ أصحابه وكبار قادتِه أشاروا عليه بإنفاذ الجيوش تحت إمرة قادته الكبار والذين خبروا القتالَ طويلا وأن لا يخاطرَ هو بنفسِه. عزم عمرو على أن يقودَ كتائبَ هذا الجيش بنفسِه ليستردَ مهابتهُ التي بددتها هزيمته، بعث إسماعيل بن أحمد الساماني كتابا إلى عمرو بن الليث الصفار جاء فيه: تقدّم عمرو بن الليث الصفار أميرُ بلاد ما وراء النهر على رأس جيشِه بعد أن أتم كاملَ استعداداتِه للمواجهة الحاسمة، ولأن الحربَ خدعة، واصل الأميرُ إسماعيل الساماني كُتبَه إلى عمرو الصفار التي يطلب فيه المصالحة، ويتعطفه بلين الخطاب لإيهامه بأنه على غير استعداد للمواجهة. ولكن الحقيقة كانت غيرَ ذلك. بلغ جيشُ الصفار نهرَ بلخ في موسم الفيضان، فاستعصى عليه العبورُ لشدة ِجريان مياه النهر، فأشار عليه قوادُه بالرجوع، ولكنه أبى إلا المواجهة، وقال: «لو شئتُ أن أسكـّرَ هذا النهرَ ببيدر من الأموال وأعبرَه لفعلت». انتفعَ إسماعيل بن أحمد الساماني من التحرك المكشوف لخصمه عمرو بن الليث الصفار فعبر إلى الضفة الغربية لنهر جيحون بسرعة خاطفة، وأحاط بجيش خصمِه من كل ناحية لكثرة جموعِه، والصفار لم يزل يعالجُ معدات العبور إلى الضفة الشرقية. انتبه عمرو إلى الحقيقة المرعبة وبشكل مفاجئ أنه محاصرٌ تماما، فأسقط ما في يده، وبعث بكتاب إلى إسماعيل يخبره فيه بأنه وافق على الصلح الذي أراد، وطلب المحاجزة، ولكن إسماعيل هو الذي يأبى هذه المرة ولن يقبلَ إلا بالمناجزة، فندم حينئذ عمرو بن الليث الصفار على ما فعل. اشتبك الجيشان في معركة حامية كثـُرَ القتلُ فيها بين الفريقين، وبالرغم من وجود عمرو بن الليث الصفار مقاتلا بين جنوده إلا أن المباغتة حطت من معنوياتهم. لم يدم القتال بين الجيشين حتى تفكك جيشُ عمرو بن الليث الصفار، وتفرّق في كل ناحية طلبا للنجاة. فأمر من تبقّى معه من الجنود، أن يسيروا في الطريق الواضح وأن يغذوا السيرَ حتى ينصرفَ الذين يتبعونه خلف جملة ِجيشه، وسلك هو طريقا آخرا ظنَّ أنه منجيه. فوحلت به دابتـُه ودوابُ من معه. فمضى أصاحبُه في سبيلهم وتركوه وحده، ولم يكن له في نفسه حيلة، فأدركه جنود إسماعيل وأخذوه أسيرا. وصل خبُر أسر عامل الخلافة وثقتِها الأمير عمرو بن الليث الصفار إلى الخليفة المعتضد العباسي في بغداد. وبما أن الحقَ عند الخليفة هو دوما مع القوي المنتصر، عرف الخليفة المعتضد بما فعل إسماعيلَ بن أحمد الساماني بعمرو بن الليث الصفار في بغداد، وبذا برز إسماعيل بن أحمد الساماني في ذلك الزمان واشتهر بين رجالات السياسة في البيت العباسي وقادة جيوشهم، الأمرُ الذي مهّد فيما بعد لفرض ملك آل سامان كأمر واقع معترف به. أرسل الخليفة المعتضد إلى الأمير إسماعيل الساماني الخلعَ والهدايا وأقره واليا على ما كان في يده وما انتزعه من الصفارين في المعارك الأخيرة. وفي واحد من المواقف القليلة بين الخصوم في مثل تلك الظروف، خُيّرَ إسماعيل بن أحمد الساماني أسيرَه الأميرَ عمرو بن الليث الصفار بين المقام عنده أو إنفاذه إلى الخليفة المعتضد، وحتى يُكملَ عمرو بن الليث الصفار مسلسلَ قراراتِه الخاطئة اختار الترحيلَ إلى بغداد. فبعث به إسماعيلُ إلى هناك فلما وصل موكبُه.خرج رجالُ الخليفة على مبعدةٍ من العاصمة لاستقباله، فأدخلوه إلى بغداد مشتهرا على جمل وطيف به في المدينة إذلالا له، ومن ثم أودعَ السجنَ وبقي به محبوسا حتى اُخرج وقُتل في عام 289 للهجرة بعد عام واحد من أسره. محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والذي لم يستغلُ الفراغ َالذي حصل في خراسان بعد سماعه بأسر عمرو بن الليث الصفار واضطراب حكم الصفارين فخرج من طبرستان نحو خراسان ظنّاً منه أن إسماعيل الساماني اكتفى بكسر جيش الصفار وأسره وأنه لا يتجاوزُ عمله ولا يقصدُ خراسان وأنه لا دافعَ له عنها. أرسل إليه إسماعيل الساماني يقول له "إلزم عملك ولا تتجاوزُه ولا تقصدُ خراسان، وأقرّه على جرجان التي في يديه عاملا له عليها، فأبى ذلك محمد زيد. فندب إليه القائد محمد بن هارون. فجمع جمعا كثيرا وراجل وسار نحو محمد بن زيد فالتقوا على باب جرجان واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أصحابُ محمد بن زيد وقتل منهم بشرٌ كثير وأصابت بنَ زيد ضرباتٌ وأُسر ابنه زيد بن محمد بن زيد ونهبَ بنُ هرون عسكرَه وما فيه، ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته وحُملَ ابنه زيد بن محمد إلى الأمير إسماعيل بن محمد الساماني فأطلق سراحَه. في سنة مئتين وتسعين للهجرة أميرُ الجيوش السامانية محمد بن هارون الذي كان قد حارب محمد بن زيد العلوي وتولّى طبرستان لإسماعيل بن أحمد الساماني، يخلع طاعة الأمير الساماني ويسيرُ إلى الري ويقتلُ واليها (الدتمش التركي) ويستولي عليها. إسماعيل بن أحمد الساماني يبعث بجيشه على جناح السرعة فيهزم محمد بن هارون ويُلجئُه إلى الديلم مستجيرا بهم، ويدخلَُ إسماعيل الري ويُقطعُها لبارس الكبير على أن يُحضر له الأمير المشاقق محمد بن هارون قسرا أو صلحا، فكاتبه بارس وضمن له إصلاح حاله مع الأمير إسماعيل فقبل محمد قوله دون أن يظن أنها خديعة، فما أن وصل حتى قُيّد وحُمل إلى بُخارى وقُتل فيها. في منتصف صفر سنة مئتين وخمس وتسعين للهجرة، توفي إسماعيل بن أحمد الساماني أميرُ خراسان وبلاد ما وراء النهر بعاصمة الدولة السامانية بخارى، وولي َ بعده ابنهُ أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني. خرج الأمير الجديد إلى سمرقند في أول ِفعل قام به، وقبض على أقوى منافسيه على زعامة البيت الساماني عمُه إسحاق بن أحمد لئلا يخرج عليه ويشغله. ومن سمرقند توجّه إلى جرجان إذ امتنع عاملها بارس الكبير من حمل الأموال إلى بخارى بعد سماعه بموت إسماعيل، فهرب بارس إلى بغداد خوفا ً منه في أربعة آلاف فارس بعد أن كتب إلى المكتفي العباسي يستأذنه في المسير إليه. وأتت كتبُ المكتفي يعهد بالولاية إلى المتغلب الجديد أحمد بن إسماعيل الساماني. توفي المكتفي بالله العباسي ابن المعتضد بن الموفق بن المتوكل، وتولّى أمَر الخلافة من بعده أخوه جعفر بن المعتضد ولقب بالقاهر. وفي 296هـ الوزير العباس بن الحسن يجمع القوادَ والقضاة في عاصمة الخلافة بغداد ويخلع المقتدر ويبايع ابن المعتز وسُمي المرتضي بالله، ها هنا وقفاتٌ قلّما تتكرر في التأريخ فبعد بضعة أيام يُخلعُ المرتضي ويعود المقتدر العباسي خليفة من جديد. يطلب المقتدر من نصر بن أحمد الساماني أن يضم إليه سجستان وما تبقّى من الأعمال التي لم تزل في يد الصفارين. في رجب سنة مئتين وثمان وتسعين للهجرة استولى أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على تاجيك نشين وبها المعدل بن علي بن الليث الصفار فأخذه وأخذ أخاهُ محمد بن علي بن الليث أسيرين بعد أن كسروا جيشه، واستولوا على عسكره، واستعمل عليها سيمجور الدواتي. وكتب أحمد إلى المقتدر بالقبض عليهما، فطلب منه المقتدرُ أن يحملهما إلى بغداد. وبعد أن أتم أحمد بن إسماعيل الساماني سلطانه ودعم ملكَه أطلق عمَه إسحاق بن أحمد من محبسه بعد أن زال خطرُه، وولّاه سمرقند وفرغانه. ورد كتابُ عامل طبرستان أبو العباس صعلوك يُخبر أحمد بن إسماعيل الساماني بظهور الحسن بن علي والملقب بالأطروش واستيلائه على طبرستان وانه أخرجه عنها بعد أن كسر جيش السامانيين فيها، وأنه خارج بجموع غفيرة من الديلم، فغَم الأميرَ ذلك ونفر بجيشه إلى هناك. وكان له أسدٌ يربطه كلَ ليلة على باب مبيته فلا يجسرُ أحدٌ أن يقربَه، فلما كان في بعض الطريق أغفل الخدمُ إحضار الأسد تلك الليلة فدخل إليه جماعة من غلمانِه فذبحوه على سريره وهربوا، وكان قتله ليلة الخميس في الثالث والعشرين من جماد الآخرى سنة إحدى وثلاثمئة، فحُمل إلى بخارى ودفن بها ولُقب حينئذٍ بالكذاب. تولّى الأمرَ بعد الأمير أحمد بن إسماعيل الساماني ولدهُ أبو الحسن نصر ابن أحمد وعُمره ثمانِ سنين ولقب بالسعيد وبايعه أصحابُ أبيه بعد الدفن مباشرة. ولما حمله خدمُ أبيه ليظهرَ للناس خافهم وظن أنهم يريدون قتله كما فعلو بأبيه، فقالوا: لا ـ إنما نريدُ أن تكون َموضعَ أبيك أميرا علينا، فسكن روعُه، استصغر الناسُ نصرا واستضعفوه لحداثة سِنه وظنوا أن أمرَه لا ينتظم مع قوة عم أبيه الأمير إسحاق بن أحمد صاحب سمرقند، وهو شيخ السامانيه في ذلك الحين. وعلى غير العادة في مثل أحوالٍ كهذه، تولّى تدبيرَ دولة الأمير الصغير أبو عبد الله محمد ابن أحمد الجيهاني صاحبُ أبيه، فأمضى الأمورَ وضبط َ المملكة. واتفق هو وحشمُ نصر ابن أحمد على تدبير الأمر ِ فأحكموه. خرج شيخ ُالسامانيه إسحاق ابن أحمد ابن أسد الساماني بسمرقند وعصى بها وقام ابنه إلياس بأمر الجيش وقوي أمرُهما فسارا نحو بخارى عاصمة السامانيين. فسيّر نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني إليه القائدَ حمويه ابن علي في عسكر كثيف وكان ذلك في شهر رمضان فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق إلى سمرقند، ثم جمع وعاد مرة ثانية فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق أيضا وتبعه حمويه إلى سمرقند فملكها قهرا، واختفى إسحاق وطلبه حمويه ووضع عليه العيونَ والرصد، فضاق بإسحاق الحال فأظهر نفسَه واستأمن إلى حمويه فأمّنهُ وحملَه إلى بخارى، فأقام بها إلى إن مات، وأما ابنه الياس فإنه سار إلى فرغانة واستترَ بها. بعد أن فرغ الأمير الساماني من أمرَ عمه إسحاق أرسل الجيوش تحت قيادة مقدم السامانية بن صعلوك لمعالجة الناصر الحسن بن علي الإطروش. فالتقى العسكران بمدينة سالوس على ساحل بحر قزوين. وبعد معارك ضارية انهزم مقدم السامانية بن صعلوك بعد أن ترك في ساحة المعركة أربعة آلاف قتيل من جماعته. حاصر الحسن بن علي الإطروش بقية َجيش السامانيين ثم أمنهم على أنفسِهم فخرجوا إليه فغنم كل ما كان في عسكرهم وأخلى سبيلهم. وكان الحسن بن الأطروش هذا أحد جنود محمد بن زيد، وكان زيدي المذهب، شاعرا مفلقا، ظريفا، حسنَ النادرة، وله مناقضاتٌ في الشعر مع الشاعر العربي ابن المعتز في سنة ثلاثمئة وسبع للهجرة أحمد بن سهل كبيرُ القواد السامانيين ومخضرمُهم، والمقدمُ على الجيوش في الحروب التي خدم بها آل سامان. يخالف بنيسابور ويستولي عليها ويُسقطُ خطبة السعيد بن أحمد الساماني ويُنفذ رسولا إلى بغداد يخطبُ لنفسِه أعمالَ خراسان من الخلافة العباسية. ويتوجه من نيسابور إلى جرجان وبها القائد العسكري قراتكين فيهزمُه ويستولي عليها ثم يقصد مرو ويضمها إليه أيضا. فأرسل إليه السعيد نصر الساماني الجيوشَ من بخارى مع حمويه بن علي وحاصر مرو، فخرج أحمد بن سهل عن مرو نحو حمويه فالتقوا في مدينة مرو الروذ، فانهزم أصحابُ أحمد وحارب هو حتى نال منه الإعياء فنزل عن دابته وطلب الأمان، فأخذوه أسيرا وأنفذوه إلى بخارى، فمات بالحبس فيها. في سنة ثلاثمئة وتسع للهجرة تأتي الأخبارُ إلى عاصمة السامانيين بخارى بهزيمة القائد قراتكين والي نيسابور أمام ليلى بن النعمان الديلمي قائد ِجيوش بن الإطروش وأسر القائد الثاني بارس مع ألفٍ من الفرسان السامانية وسقوط نيسابور بيد الإطروش. أنفذ السعيد نصر الساماني من بخارى إلى نيسابور القائدَ العسكري حمويه ابنَ علي ومحمد بن عبد الله البلغمي وأبو جعفر صعلوك وخوارزم شاه وسيمجور الدواتي على رأس جيش جرار، التقى العسكران بمدينة طوس فاقتتلوا أشدَ القتال فانهزم أصحابُ ليلى بن النعمان بعد أن مالت الكفة عليهم في الميدان. ومضى ليلى منهزما فقبضَ عليه وأُنفذَ إلى حمويه، فقُطعَ رأسَه ونصبه على رمحٍ في وسط العسكر ومضى به إلى الأمير الساماني. وردت الأخبارُ عن خروج الياس بن إسحاق بن أحمد الساماني بفرغانة والذي كان قد ظهر سابقا قبل عدة سنين مع أبيه إسحاق بن أحمد شيخ السامانية وبعد هزيمتهم هرب واختبأ في فرغانة. استعان عند خروجه بمحمد بن الحسين بن مت، وجمع من الترك فاجتمع معه ثلاثون ألف عنان، وأنه سيقصد سمرقند لأخذها. فسير إليه الأميرُ نصر الساماني أبا عمر محمد بن أسد في ألفين وخمسمئة رجل فقط من خاصة أتباعه وأمرهم أن يتحركوا بسرية تامة وأن يكمنوا له خارج سمرقند يوم ورود الياس إليها. فلما وردها الياس لم يكن يعلم بالكمين واشتغل هو ومن معه بالنزول فلما أمسوا على غير تعبئه خرج الكمينُ عليهم من بين الشجر ووضعوا السيوفَ فيهم فانهزم إلياس وأصحابُه وقتل من جماعته خلقٌ كثير من بينهم قائدُ جيوشِه محمد بن الحسين بن مت فقطعَ رأسَه وأُنفذ إلى بخارى، في سنة ثلاثمئةٍ وثمانِ عشرة للهجرة خرج السعيد نصر بن أحمد الساماني من عاصمته بخارى قاصدا نيسابور. متولي الإطعام في سجن بخارى أبو بكر الخباز يُخرج أخوة السعيد بن أحمد الساماني ثلاثتهم يحيى ومنصور وإبراهيم من السجن. ومن فورهم نهبوا دورَ الإمارة والخزائنَ وقصرَ أخيهم الأمير الساماني، وأطلقوا سراحَ السجناء. وجعلوا الخبازَ قائدا على جيوشِهم بعد أن اجتمعَ لهم خلقٌ كثير ممن وافقهم من جنود السامية والسجناء والمطوعة. وانتظم لهم الأمرُ في بخارى عاصمة ِالسامانيين وقويت شوكتـُهم. والأمير السعيد لم يزل في نيسابور. وأيضا كان أبو بكر محمد بن المظفر قائدُ جيوش السامانيين بجرجان. وصلت أنباءُ العاصمة بخارى المفاجأة إلى الأمير السعيد نصر بن أحمد الساماني في نيسابور فقفلَ راجعا إليها. بعد أن بعث إلى قائد جيوشِه أبي بكر محمد بن المظفر ليوافيه إلى بخارى. وصل نصرُ بن أحمد الساماني سريعا إلى النهر ليعبرَ إلى بخارى فوافته قواتُ الخباز التي أُوكل إليها مهاجمة عسكر الأمير حينما يعود إلى عاصمتِه، فاقتتلوا ساعة ولم تلبث جنودُ الخباز أن انهزمت وتركته وحيدا ليأسرَه الأميرُ ويأخذه إلى عاصمتِه بخارى، وهناك أُلقيَ الخباز ُفي ذات ِالتنور الذي كان يخبزُ فيه للسجناء، بعد أن أضرموا النارَ في جوفِه. خرج الأمير السعيد الساماني بعد أن أعادَ سلطانه في بخارى. في إثر أخوته الذين هربوا صوبَ هرات وكان قد سبقه إليها قائدُ جيوشِه محمد بن المظفر فاجتمعوا هناك، فاستأمن أخواه منصور وإبراهيم إليه. وأما أخوه الثالث يحيى فقد هرب إلى نيسابور. فكان الأمير السعيد في إثره لا يُمكنه من الاستقرار، فحصره بها وبذل له الأمان فجاء إليه، فأكرمه وأحسن إليه، فيما تمكن أخوه إبراهيم من الإفلات من قبضته والمضي إلى بغداد في رجب سنة ثلاثمئة وإحدى وثلاثين للهجرة توفي السعيد نصر بن أحمد الساماني صاحبُ خراسان وما وراء النهر بعد معاناته ثلاثة عشر شهرا من مرض السل، ولم يكن بقي من مشايخ دولتهم أحدٌ. فقد سعى بعضُهم ببعض طلبا للرياسة والسلطان فهلك بعضُهم ومات البعضُ الآخر، وكانت ولاية ُالسعيد ثلاثين سنه. وولي مكانه ابنه نوح بن نصر بن أحمد الساماني وبايعه الناسُ ولقبَ بالأمير الحميد، وفوض أمرَه إلى أبي الفضل محمد بن أحمد الحاكم. في سنة ثلاثمئة وأربع وثلاثين للهجرة الأمير الحميد نوح بن نصر الساماني يعزل والي خراسان أبا علي بن محتاج ويولي مكانه إبراهيم بن سيمجور. أبو علي بن محتاج عاملُ خراسان المعزول يكاتب إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني والذي استقر في بغداد بعد فراره قبل سنين عده، ويستقدمه إليه ويبايعُه ويملكه البلادَ التي بين يديه. قدم إبراهيم الساماني وهو عمُ الأمير الحميد الساماني بنحو تسعين فارسا واجتمع له الكثيرُ من الجيوش فملك نيسابور وتقدم صوب مرو فخرجت له الجيوشُ مؤيده. فملكها في جمادى الأولى سنة مئتين وخمس وثلاثين للهجرة. ثم تقدم إلى عاصمتهم بخارى وهو بجمع كثيف من العساكر. وصلت أخبار إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني إلى الأمير نوح وأنه توجه إليه في بخارى بعد أن ملك أغلب أراضي خراسان فترك العاصمة وتوجه إلى سمرقند بعد أن أيقن أن لا طاقة له لصد الجيوش الكثيفة التي زحفت صوبه، فدخلها إبراهيم في جمادى الآخرة سنة ثلاثمئة وخمسٍ وثلاثين وبايعه الناس، ولكنه ما لبث أن دعا إلى ابن أخيه محمد بن نصر أخ الأمير نوح الساماني وبايعه وجعل من نفسه قائدا لجيوشه بعد أن رأى ميلَ الناس إلى ولد أخيه. جمع الأمير نوح بن نصر الساماني القوادَ والأجناد في نيسابور وبذل لهم أمولا كثيرة، وتقدّم صوب العاصمة بخارى، بجمع كثيف من العساكر وحاصر العاصمة وضيّق عليهم طويلا فما كان من عمه إبراهيم وأخيه محمد إلا أن خرجا من البلد طالبين الأمان فقبض عليهم الأمير نوح وسمل أعينهما ودخل العاصمة في رمضان سنة مئتين وخمس وثلاثين للهجرة، وأنفذ جيوشه إلى بقية الأعمال بقيادة منصور بن قراتكين وولّاه خراسان وأعاد الأمر كله إليه. في سنة ثلاثمئة وستٍ وثلاثين للهجرة، الدولة البويهية اليافعة بقيادة ركن الدولة البويهي تتقدم صوب طبرستان وتنتزعُها من الدولة السامانية بعد أن هزمت القائدَ وشمكير عامل الأمير نوح بن نصر الساماني عليها وتسير منها إلى جرجان فتملكُها. فسّير الأميرُ نصر قائدَ جيوشه منصور بن قراتكين من خراسان إلى جرجان وبصحبته وشمكير القائد المنهزم من المعركة، وبعد معاركَ حامية انتصرت جيوشُ نوح بن نصر الساماني على جيوش البويهيين، وفرقوا العساكرَ في البلاد واستقر الأمرُ لهم من جديد. وفي سنة ثلاثمئة وثلاث وأربعين للهجرة مات الأمير نوح بن نصر الساماني والذي كان يلقب بالأمير الحميد وولي بعده ابنه عبد الملك فاستعمل بكر بن مالك قائدا على جيوشِه وأنفذه في أول محرم إلى الري لمقاتلة ركن الدولة البويهي فدخلوا أصفهان واستولوا على خزائن الدولة البويهية ونُهبت دور العامة في أصفهان، فاتصل ركنُ الدولة البويهي بالأمير عبد الملك الساماني واصطلحا، على أن يحملَ ركنُ الدولة وعضدُ الدولة البويهيين إليه كلَ سنة مئة وخمسين ألف دينار، وعادت جيوشُ السامانيين إلى خراسان، في سنة ثلاثمئة وست وستين للهجرة، مات عاملُ السامانيين على غزنة أبو إسحاق البُتكين ولم يَخلفْ من أهله وأقاربه من يصلحُ للتقدم لقيادتهم، فاجتمع عسكرُه واتفقوا على زوج ابنته القائد التركي سُبُكتكين لما عرفوه من قدرته على القيادة فقدّموه عليهم وولّوه أمرَهم. شرع سُبُكتكين هذا بعد أن جمع العساكرَ الغزنوية في مهاجمة الأراضي الهندية في معاركَ يشيبُ لها الولدان، وشن الغارات تلو الغارات عليها، فاحتل من بلادهم قلاعًا حصينة على شواهق الجبال ونهب ما فيها من الأموال. وقتل من الهنود ما لا يدخلُ تحت الإحصاء. ففي عام واحد فقط أدخل خمسَمئة ألف من نسائهم وصبيانهم أسواقَ النخاسة. عظم شأنُ سُبُكتكين بين الأمراء وارتفع قدرُه بين الناس وتعلّقت الأطماعُ بالاستعانة به، فأتاه الأمراءُ يطلبون ودَه ودعمَه. مثل طغان صاحب ولاية بست مستعينًا به مستنصرًا دون السامانيين الذي هو عامل لهم عليها. بعد أن غلب على إمارته قائد تركي اسمه بابي تور وأخرجه عنها. فأعاده سُبُكتكين على مدينته بعد أن هزم بابي تور هزيمة نكراء. وكر راجعا صوب أراضي الخيرات الضعيفة الملوك أرض الهند والتي أثرته وجعلته مشروعَ مؤسس دولة السامانيين فيما يأتي من الأيام. جيبال ملكُ الهند وبعد أن رأى أن بلادَه تـُملك من أطرافها، يحشدُ مئة ألفَ مقاتل من الجيوش المدعمة بالفيول ويشرعُ في استعادة ما أُخذ من الأراضي الهندية، يشخصُ إليه سُبُكتكين من عاصمته غزنة ومعه عساكرُه وخلقٌ كثيرٌ جدا من المتطوعة، فالتقوا بالقرب من (عقبة غورك) الهندية واقتتلوا أيامًا كثيرة وصبر الفريقان. سقطت الأمطارُ بغزارة واشتد البردُ حتى هلك خلقٌ كثيرٌ من الجانبين وعميت عليهم المذاهب. تناوب جيشُ الغزنويين القتالَ فأدرك الهنودَ التعب، ثم حملَ سُبُكتكين الغزنوي واختلط بعضُهم ببعض فانهزم الهنودُ وأخذهم السيفُ من كل جانب وأُسر منهم ما لا يحصى، وسار الغزنويون نحو الهند يقتلون أهلـَها ويُخرّبوا كلَ ما مروا عليه من بلادهم وقصدوا لمغان وهي من أحصن قلاعهم فدخلوها عنوةً. ولما قوي سُبُكتكين بعد هذه الوقعة أطاعه الأفغان والخلج وصاروا في طاعته. في سنة ثلاثمئة وأربع وثمانين للهجرة الأمير نوح الساماني يرسل كتابا لمحمود بن سُبُكتكين في غزنة يوليه فيه خراسان. ليستعيد هرات ونيسابور وسائرَ الأعمال التي خرجت عن طاعة الأمير نوح الساماني. بعد أن أعلن أبو علي بن محتاج وفائق العصيان على الأمير الساماني والهيمنة على ما في أيديهما من أعمال. وكانوا قد اعدوا جيشا كثيفا لاحتلال بخارى وإسقاط حكم السامانيين فيها، بالإستعانة بالأمير بغراخان صاحب كاشغر وبلاساغون المتاخمتين لحدود الصين وكاتبوه على ذلك. جمع سُبُكتكين أميرُ غزنة العساكرَ وحشد الأتباعَ فور وصول كتاب الأمير الساماني إليه وتجهز يريد خراسان. وفور وصول الأنباء للأميرين المخالفين على السامانيين راسلا فخر الدولة بن بويه يستنجدانه ويطلبان منه عسكرًا فأجابهما إلى ذلك وسير إليهما عسكرًا كبيرًا. فالتقى الجيشان في هراة واقتتلوا قتالا عنيفا، انحاز بعضُ أمراء الحرب إلى الأمير الساماني بعد أن رؤوا الغلبة َلعسكره. فانهار الجيشُ المخالف وانهزم الجنودُ وركبهم أصحابُ سُبُكتكين يأسرون ويقتلون وينهبون. وواصلَ السيرَ صوب المدينة المخالفة الثانية نيسابور فملكها نوح ثانية دون قتال واستعمل عليها وعلى جيوش خراسان محمود بن سُبُكتكين ولقّبه سيفُ الدولة. وفي سنة ثلاثمئة وسبع وثمانين توفي الأمير الرضي نوح بن منصور الساماني واختل بموته مُلكُ آل سامان وضعُفَ أمرُهم ضعْفًا ظاهرًا وطمع فيهم أصحابُ الأطراف، فقام بالملك بعده ابنـُه أبو الحرث منصور بن نوح وبايعه الأمراءُ والقوادُ وسائرُ الناس وفرق فيهم بقايا الأموال فاتفقوا على طاعته. وقام بأمر دولته وتدبير شؤونها القائد العسكري بكتوزون. وفي هذه السنة أيضا توفي عامل غزنة القوي سُبُكتكين وخلف ابنه محمود بن سُبُكتكين وتلقب بالسلطان وهو أشهرُ رجال البيت الغزنوي والذي سيعرف فيما بعد بالسلطان يمين الدولة محمود الغزنوي، المؤسسُ الفعلي للدولة الغزنويه، والتي ستلتهم لاحقا سابقتها دولة أل سامان. السلطان يمينُ الدولة محمود الغزنوي يكاتب الأمير الساماني الجديد منصور بن نوح ويطلبُ تولية َخراسان بدل بكتوزون لما له ولوالده من فضل على الدولة السامانيه، ولكن الأميرَ الساماني يبذلُ له ولاية َما يشاء من الأعمال سوى خراسان، فأعاد الطلبَ مرات عده وكان الجوابُ ذاته في كل مرة، في هذه الظروف بكتوزون قائدُ جيوش الدولة السامانيه يخلع الأميرَ الساماني من الملك ويقبضُ عليه ويأمرُ بسمل عينيه بمعاونة جماعة ٍمن أعيان العسكر وأقاموا أخاه عبد الملك الساماني مقامَه في الملك بعد سنةً وسبعة أشهر من إمرته.وماج الناسُ بعضُهم في بعض في بلاد ما وراء النهر وخوارزم لهذا الحدث، الأمرُ الذي قوى نفسَ يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي وطمع في الاستقلال بالملك فسار نحو بخارى عازمًا على القتال. سمع عبد الملك ابن نوح الساماني وبكتوزون قائدُ جيوشِه بمسير السلطان الغزنوي إليهم. تجهزوا للقتال وساروا إليه فالتقوا بمرو واقتتلوا أشد قتالٍ رآه الناس حتى أدركهم الليل فانهزم بكتوزون قائدُ الجيوش السامانية إلى نيسابور بعد أن لحقت بعسكره خسائرُ فادحة. تبعه السلطان محمود الغزنوي ليمنعه من تنظيم قواته، والتقاط الأنفاس، فأدركه على أبوابها فأوقع به وقيعة مؤلمة. وعاد يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي إلى بلخ مستقر والده فاتخذها دارَ ملكٍ له. واتفق أصحابُ الأطراف بخراسان على طاعته واستقر ملكُ محمود بخراسان كلها، فأزال عنها اسمَ السامانية وخطب فيها للقادر بالله العباسي، وبإقامة الخطبة هذه، يكون ملكُه قد أصبح شرعيا لدى حكومة بغداد فاستقل بملكها منفردًا. اجتمع الأمير الساماني المهزوم في بخارى هو وبكتوزون وغيرُهما من الأمراء وقوادُ الجيش فقويت نفوسُهم وشرعوا في جمع العساكر من المدن التي بقيت تحت أيديهم في بلاد ما وراء النهر وعزموا على العود إلى خراسان لاستعادتها من الغزنويين. بلغ خبرُهم يمينَ الدولة السلطان محمود الغزنوي. فبعث بالقائد العسكري إيلك خان قائد جيوش الغزنويين متسلحا بأدوات الملك في ذلك الزمان (الحيلة والخديعة)، فسار في جمع الأتراك إلى بخارى وأظهر لعبد الملك المودة والموالاة والحمية له فظنوه صادقًا ولم يحترسوا منه وخرج إليه بكتوزون وجميعُ الأمراء والقواد، فلما اجتمعوا إليه قبضَ عليهم وسار سريعا حتى دخل بخارى فلم يدر عبد الملك الساماني ما يصنع لقلة ِعددِه لما دهموه فاختفى ونزل إيلك الخان دار الإمارة وبث الطلب والعيون على عبد الملك حتى ظفر به فأودعه السجن فمات بها وكان آخرَ ملوك السامانية وانقضت دولتهم على يده. وحبس معه أخوه أبو الحرث منصور بن نوح الذي كان في الملك قبله وأخواه أبو إبراهيم إسماعيل وأبو يعقوب ابنا نوح وعماه أبو زكريا وأبو سليمان وغيرُهم من آل سامان وأفردَ كلُ واحد منهم في حُجرة. في سنة ثلاثمئة وتسعين للهجرة خرج أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح من محبسه بعد أن تنكر بزي الجواري التي تخدم السجن. فظنه الموكلون على السجن جارية. فلما خرج استخفى عند عجوز من أهل بخارى وحينما سكن الطلبُ عنه سار من بخارى إلى خوارزم وتلقب بالمنتصر وجمع إليه بقايا القواد السامانية والأجناد فكبر جمعُه وسير قائدًا من أصحابه في عسكر إلى بخارى فبيت من بها من الغزنويين فهزمهم وقتل منهم وكبس جماعة من أعيانهم وتبع المنهزمين إلى حدود سمرقند فلقي هناك عسكرًا جرارًا جعله الغزنويون لحفظ سمرقند فانضاف إليهم المنهزمون فحطوا من معنوياتهم. وفور اشتباك المنتصر الساماني معهم ولّوا منهزمين وتبعهم عسكر المنتصر فغنموا أثقالهم وعادوا إلى بخارى فاستبشر أهلـُها بعود السامانية. بلغ الخبرُ الأميرَ يمين الدولة محمود الغزنوي فسار مجدًا نحو نيسابور فلما قاربها سار عنها المنتصر الساماني وظل يتنقل من مدينة إلى أخرى والغزنويون في إثره، عاد المنتصر إلى نيسابور في آخر شوال سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة فجُبيت له الأموال بها. فأرسل إليه يمينُ الدولة جيشًا بقيادة أخيه منصور بن سُبُكتكين من نيسابور فالتقوا بمدينة سرخس واقتتلوا قتالا ضاريا فانهزم المنتصر وأصحابُه وأسر أبو القاسم علي ابن محمد بن سيمجور وجماعة ٌمن أعيان عسكر السامانيين وحُملوا إلى المنصور فسيرهم إلى غزنة وذلك في ربيع الأول سنة ثلاثمئة واثنتين وتسعين للهجرة. وسار المنتصر الساماني تائهًا حتى وافى الأتراك الغزية وكان لهم ميلٌ إلى آل سامان فحركتهم الحمية واجتمعوا حوله. في شوال سنة ثلاثمئة وثلاث وتسعين سار الساماني بجيش من الأتراك الغزيه نحو جيوش الغزنويين لإعادة ملك السامانيين، فتوجه إلى سمرقند وبها القائد التركي إيلك الخان، فاشتبكوا في معركة رهيبة. فأوقع السامانيون بالجيش الغزنوي خسائر فادحة وأسروا معظمَ قواد ذلك الجيش واستولوا على الأثقال والأموال وعادوا إلى أوطانهم. طارت الأخبارُ سريعا إلى محمود الغزنوي فبعث برسالة إلى القواد العسكريين الذين مع الأمير الساماني ينذرهم بالويل إن هم لم يُطلقوا القوادَ الأسرى، فاجتمعوا على إطلاق الأسرى تقربًا إلى محمود الغزنوي بذلك. ومخافة من عقابه بعد أن أدركوا أن المُلكَ قد أدبر عن السامانيين. فخاف المنتصر الساماني حينئذ فاختار من أصحابه جماعة يثق بهم وسار بهم إلى مدينة آمل فلم يقبلوه فعبر النهر إلى بخارى فدفعوه عنها وكلما قصد مكانًا ردَه أهلـُه خوفًا من معرته. في سنة ثلاثمئة وخمس وتسعين للهجرة زحف جيشُ الغزنويين في قضه وقضيضه قاصدا الأميرَ الساماني بعد أن علموا تراجعَ الغزية الذين كانوا معه إلى أوطانهم. فالتقوا به بنواحي مدينة أشروسنة فانهزم المنتصر وأكثرَ الغزنويون في أصحابه القتل. وسار المنتصر منهزمًا حتى عبر النهر، فسير يمينُ الدولة العساكرَ خلفه ففارق مكانه وسار وهم في أثره، فلما ضاقت عليه المذاهب عاد إلى ما وراء النهر وقد ضجر أصحابُه وسئموا من السهر والتعب والخوف، ولأن الناسَ دائما على دين القوي، فارقه كثيرٌ منهم إلى يمين الدولة محمود الغزنوي فأعلموه بمكانه.فلم يشعر المنتصر الساماني إلا وقد أحاطت به الخيلُ من كل جانب فقاتلهم ساعة ثم فر من المواجهة والتجأ دخيلا بحلة من العرب فصانعوه حتى أظلمَ الليل، ثم وثبوا عليه وقتلوه وبعثوا برأسه إلى يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي تقربا له وطمعا بالمكافأة. وكان ذلك خاتمة أمر السامانيين وابتداءَ أمر الغزنويين. الثقافة البناء شُكل نظام الدولة السامانية على غرار النظام العباسي، الذي شُكل بدوره على غرار النظام الساساني. حكم الأمير الدولة، بينما حكم المقاطعات حكام معينون أو حكام إقطاعيات محلية. كانت مسؤولية الحكام والحاكمين المحليين جمع الضرائب وتزويد الحاكم الساماني بالجنود عند الحاجة. كانت خراسان أهم مقاطعة في الإمبراطورية السامانية، وحكمها في البداية أحد أقرباء الحاكم الساماني أو أمير إيراني محلي (مثل عائلة مهتجد)، لكن نُقل الحكم لاحقًا إلى أحد أكثر عبيده موثوقية. كان يحكم خراسان عادة الأسفهسلار (القائد العام). على غرار الخلافة العباسية، بإمكان العبيد الأتراك استلام مناصب عليا في الدولة السامانية، ما منحهم قوة كافية أحيانًا لتسيير الحاكم تقريبًا. الجهود الثقافية والدينية أحيا السامانيون الثقافة الفارسية برعاية الرودكي، وأبو علي البلعمي، وأبو منصور الدقيقي الطوسي. صمم السامانيون على نشر الإسلام السني ونشر السامانيون العمارة الإسلامية والثقافة الفارسية الإسلامية موغلة في آسيا الوسطى. بعد إنهاء أول نسخة مترجمة إلى الفارسية من القرآن، خلال القرن التاسع، بدأت الشعوب التي تعيش تحت راية الإمبراطورية السامانية تتقبل الإسلام بأعداد كبيرة. عن طريق العمل التبشيري المتعصب، اعتنق قاطنو نحو 30000 خيمة من الأتراك الإسلام، ولاحقًا خلال حكم الغزنويين، اتبع أكثر من 55000 المدرسة الفكرية الحنفية. أدى اعتناق الأتراك الكبير للإسلام في النهاية إلى تأثير متزايد للغزنويين، الذين حكموا المنطقة لاحقًا. شكلت الزراعة والتجارة الأساس الاقتصادي للدولة السامانية. عمل السامانيون بشكل كبير في التجارة- حتى مع أوروبا، وتشهد على ذلك آلاف العملات المعدنية السامانية التي وجدت في بلدان البلطيق واسكندنافية. يُعتبر الفخار المعروف باسم البضاعة السامانية ذات النقوش إسهامًا خالدًا آخر قدمه السامانيون إلى تاريخ الفن الإسلامي، ويتضمن: أطباقًا، وأوعية، وأباريق فخارية مطلية بالأبيض ومزينة بكتابات بالخط العربي فقط، عادة ما تكون مكتوبة بشكل أنيق ومتناغم. تكون العبارات العربية المستخدمة في هذا النوع من التزيين عبارة عن أمنيات طيبة عامة، أو تعليمات إسلامية لآداب المائدة. اللغة بدأ كل من فرغانة، وسمرقند، وبخارى تصبح فارسية اللغة في المناطق الخوارزمية والصغدية الأصل خلال فترة الحكم الساماني. انتشرت اللغة الفارسية وأدت إلى انقراض اللغات الإيرانية الشرقية مثل اللغة الباخترية والخوارزمية، وبقي عدد ضئيل من متحدثي اللغة اليغنوبية المنحدرين من السلالة الصغدية بين السكان الطاجيكيين القاطنين في آسيا الوسطى. حدث ذلك بسبب الحقيقة التي تقول إن الجيش العربي الإسلامي الذي غزا آسيا الوسطى كان يحتوي على بعض الفرس ممن حكموا المنطقة لاحقًا مثل السامانيين. جلب السامانيون اللغة الفارسية إلى آسيا الوسطى. الحياة الفكرية في القرنين التاسع والعاشر، بلغت الحياة الفكرية في بلاد ما وراء النهر وخراسان مستوى عاليًا. قال نعمان نيغماتوفيتش نيغماتوف، «كان من المحتم أن تقوم السلالة السامانية المحلية، التي تسعى للحصول على دعم الطبقات المتعلمة، برعاية التقاليد الثقافية، والتعلم، والأدب والترويج لها. أصبحت البلدات السامانية الرئيسية- بخارى، وسمرقند، وبلخ، ومرو الشاهجان، ونيسابور، وخجنده، وبونجيكاث، وفوسي، وترمذ وغيرها، المراكز الثقافية الرئيسية في الدولة. اجتمع العلماء، والشعراء، والفنانون، ورجال علم آخرون من العديد من البلدان الإسلامية في بخارى عاصمة الدولة السامانية، حيث أنشئت أرضية خصبة لازدهار الفكر الإبداعي، بالتالي أصبحت أحد المراكز الثقافية الأكثر تميزًا في العالم الشرقي. أُنشئت مكتبة تُعرف باسم صيوان الحكمة في بخارى، وتُعرف بغناها بأنواع عديدة من الكتب. الفنون الحرف بسبب الحفريات المكثفة في نيسابور، في إيران في منتصف القرن العشرين، يظهر الفخار الساماني بشكل واضح في الفن الإسلامي حول العالم. تُصنع هذه الأواني الخزفية من الفخار بنسبة كبيرة، وتتميز إما بنقوش خطية لأمثلة عربية، أو زخارف مجردة ملونة. عادة ما تخاطب الأمثال العربية قيم ثقافة «الأدب»، والضيافة، والكرم، والتواضع. يعود الوعاء الذي يحمل النقوش العربية في الصورة إلى الفترة السامانية خلال القرن العاشر في إيران. وهو مطلي باللون الأبيض، ويحمل زخارف باللون الأسود تحت طلاء شفاف. يحمل زخرفة خطية في جميع أرجائه. تطول هذه الزخرفة في بعض النقاط، وتقصر في نقاط أخرى، لتصل إلى درجة تبدو فيها وكأنها اختفت. ثمة نقطة سوداء في مركز الوعاء. في حال ألقيت نظرة عن كثب على الوعاء، توجد شقوق وعلامات اكتسبها الوعاء على مر الزمن. ما كان ذات يوم وعاءً أبيض، تلطخ ببقع صفراء في أجزاء منه الآن. يبدو الخط مدروسًا ومخططًا بشكل جيد، والمسافات بين الأحرف جيدة، ويتوزع القول بشكل مثالي على جميع أطراف الوعاء. قد يعود سبب ذلك إلى عادة الفنان في التدرب على الورق قبل الوعاء. يُترجم القول إلى التالي: «يقي التخطيط قبل العمل من الندم، ويعطي الرخاء، والسلام». المصادر - Islam: Kunst und Architektur السامانيون الكامل في التاريخ...ابن الأثير إيران في القرن 10 إيران في القرن 9 انحلالات سنة 999 الغزنوييين تأسيسات سنة 819 تأسيسات سنة 875 تاريخ قيرغيزستان خراسان القروسطية دول سابقة في العالم الإسلامي دول سابقة في إيران دول سابقة في غرب آسيا دول وأقاليم انحلت في عقد 990 دول وأقاليم أسست في عقد 810 وسخره سلالات حاكمة إيرانية سلالات حاكمة مسلمة سنية طبرستان
3013
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
علمانية
العَلْمانية أو العالَمانية أو اللائكية أو الدنيوية هي المبدأ القائم على فصلِ الحكومة ومؤسساتها والسّلطة السّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة أو الشّخصيّات الدّينيّة. تعرف العلمانية كمبدأ ومنهج فكري يرى أن التفاعل البشري مع الحياة يجب أن يقوم على أساس دنيوي وليس ديني. ويروج للعلمانية بشكل شائع على أنها فصل الدين عن شؤون الدولة، ويمكن توسيعها إلى موقف مماثل فيما يتعلق بالحاجة إلى إزالة أو تقليل دور الدين في أي مجال عام. تختلف مبادئ العلمانية باختلاف أنواعها، فقد تعني عدم قيام الحكومة أو الدّولة بإجبار أيّ أحدٍ على اعتناق وتبنّي معتقدٍ أو دينٍ أو تقليدٍ معينٍ لأسباب ذاتيّة غير موضوعيّة. كما تكفل الحقّ في عدم اعتناق دينٍ معيّنٍ وعدم تبنّي دينٍ معيّنٍ كدينٍ رسميٍّ للدّولة، وحماية الدولة للأقليات الدينية ومساواتهم بباقي المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو المذهب. وبمعنى عامّ، فإنّ هذا المصطلح يشير إلى الرّأي القائِل بأنّ الأنشطةَ البشريّة والقراراتِ -وخصوصًا السّياسيّة منها- يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المُؤسّسات الدّينيّة. تعود جذور العلمانية إلى الفلسفة اليونانيّة القديمة، لفلاسفة يونان أمثال إبيقور (311 ق.م- 270 ق.م)، غير أنّها خرجت بمفهومِها الحديث خلال عصر التّنوير الأورُوبّيّ بدءًا من عام 1685م؛ نتيجة لحرب الثلاثين عامًا (1618م-1648م) بين الكاثوليك والبروتستانت، والتي أدت لمقتل 8 مليون شخص أي ما يقرب من ربع أو ثلث سكان أوروبا آنذاك، وقد نشأت على يد عددٍ من مفكّري عصر التنوير من أمثال جون لوك ودينيس ديدرو وفولتير وباروخ سبينوزا وجيمس ماديسون وتوماس جفرسون وتوماس بين وعلى يد عدد من أعلام الفكر الحر خلال العصر الحديث من أمثال بيرتراند راسل وكريستوفر هيتشنز. وينطبقُ نفس المفهوم على الكون والأجرام السّماويّة، عندما يُفسَّر النّظام الكونيّ بصورة دُنيويّة بحتة، بعيدًا عن الدّين، في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومُكوّناته. ولا تُعتبر العلمانية شيئًا جامدًا، بل هي قابلة للتّحديث والتّكييف حسب ظروف الدِّوَل الّتي تتبنّاها، وتختلف حدّة تطبيقها ودعمها من قبل الأحزاب أو الجمعيّات الدّاعمة لها بين مختلف مناطق العالم. وتوصف العلمانية من قبل خصومها بأنها إلحاد عملي، كما جاء في (الموسوعة العربيّة العالميّة) الصادرة في السعودية؛ بما يعرف من فصل سلطة الدين عن الحكومة. بينما لا تَعتبرُ العلمانيّةَ نفسَها ضدّ الدّين كمعتقد وممارسات، بل تزعم الوقوف على الحيادِ منه لكنها تدعوا لمنع اعتماد الدولة في تشريعاتها القانونية والسياسية على رجال الدين، وترفض تسلط دين أو طائفة معينة على الدولة والمجتمع لأن ذلك يسبب الطائفية وتمزق الدولة. التأثيل المصطلح في العربية العَلْمانية في العربيّة منسوبة إلى «عًلْم» على غير قياس بمعنى عالم، كذلك عالمانية مشتقة من «عالم»، مع ذلك «علمانية» هو المصطلح الأكثر رواجًا واستخدامًا في العالم العربي خصوصًا من قبل العلمانيين أنفسهم. أمّا في اللغات السامية في السريانية تشير كلمة ܥܠܡܐ (نقحرة: عَلما) إلى ما هو مُنتمٍ إلى العالم أو الدّنيا، أي دون النّظر إلى العالم الرّوحي أو الماورائيّ، وكذلك الأمر في اللغة العبرية: עולם (نقحرة: عُولَم) والبابليّة وغيرهم؛ وبشكل عامّ، لا علاقة للمصطلح بالعلوم أو سواها، وإنّما يشير إلى الاهتمام بالقضايا الأرضيّة فحسب. المصطلح في الإنجليزية يتكون secularism من مقطعين secular+ism وقد أتت secular من الفرنسية القديمة seculare والتي أتت بدورها من اللاتينية المتأخرة saecularis بمعنى عالمي، أو يتعلق بجيل أو عصر، والتي أتت من اللاتينية الكلاسيكية saeculum بمعنى العصر، المدى الزمني، العمر، الجيل، سلالة. التعريف أول استعمال لكلمة العَلمانية عُثر عليهِ في كتاب «مصباح العقل» من القرن العاشر الميلادي لمؤلفه ساويرس بن المقفع في سياق الفصل بين من هو كاهن ومن ليس كاهنًا حيث قال «أمّا المصريون فرأوا أنْ يكون الأسقف، بالإسكندرية خاصة، بتولاً لم يتزوج في حال عَلْمانيّته». وتقدّم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بانها: «حركة اجتماعيّة تتّجه نحو الاهتمام بالشّؤون الدُّنيويّة بدلًا من الاهتمام بالشّؤون الآخروية. وهي تُعتبر جزءًا من النّزعة الإنسانيّة الّتي سادت منذ عصر النهضة؛ الدّاعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به، بدلاً من فرط الاهتمام بالعُزوف عن شؤون الحياة والتّأمّل في الله واليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثّقافيّة البشريّة المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاهٍ في الحياة الآخرة، سعت العالمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية». النشأة أقدم التلميحات للفكر العالماني تعود للقرن الثالث عشر في أوروبا حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك عن الكنيسة في وقت كان الصراع الديني الدينيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيون في جنوب فرنسا على أشدّه؛ ويمكن تشبيه هذا الصرع بالصراع الذي حصل بين خلفاء بغداد وخلفاء القاهرة. وبعد قرنين من الزمن، أي خلال عصر النهضة في أوروبا كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت وليم الأوكامي حول أهمية: «فصل الزمني عن الروحي، فكما يترتب على السلطة الدينية وعلى السلطة المدنية أن يتقيدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما استقلالهما الداخلي بشكل متبادل.» غير أن العلمانية لم تنشأ كمذهب فكري وبشكل مطرد إلا في القرن السابع عشر، ولعلّ الفيلسوف سبينوزا كان أول من أشار إليها إذ قال أن الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية. وأشار أيضًا إلى أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دومًا للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة. فهو يرفض اعتماد الشرائع الدينية مطلقًا مؤكدًا إن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع. وفي الواقع فإن باروخ سبينوزا عاش في هولندا أكثر دول العالم حرية وانفتاحًا آنذاك ومنذ استقلالها عن إسبانيا، طوّر الهولنديون قيمًا جديدة، وحوّلوا اليهود ومختلف الأقليات إلى مواطنين بحقوق كاملة، وساهم جو الحريّة الذي ساد إلى بناء إمبراطورية تجارية مزدهرة ونشوء نظام تعليمي متطور، فنجاح الفكرة العلمانية في هولندا، وإن لم تكتسب هذا الاسم، هو ما دفع حسب رأي عدد من الباحثين ومن بينهم كارن أرمسترونغ إلى تطور الفكرة العلمانية وتبينها كإحدى صفات العالم الحديث. الفيلسوف الإنكليزي جون لوك كتب في موضوع العلمانية: «من أجل الوصول إلى دين صحيح، ينبغي على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الاعتقاد دينيًا أو فكريًا أو اجتماعيًا، ويجب أن تنشغل في الإدارة العملية وحكم المجتمع فقط، لا أن تُنهك نفسها في فرض هذا الاعتقاد ومنع ذلك التصرف. يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، وألا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر. هكذا يكون العصر هو عصر العقل، ولأول مرة في التاريخ البشري سيكون الناس أحراراً، وبالتالي قادرين على إدراك الحقيقة». تعريف مختصر للعلمانية يمكن إيضاحه بالتصريح التالي لثالث رؤساء الولايات المتحدة الإمريكية توماس جيفرسون، إذ صرّح: «إن الإكراه في مسائل الدين أو السلوك الاجتماعي هو خطيئة واستبداد، وإن الحقيقة تسود إذا ما سمح للناس بالاحتفاظ بآرائهم وحرية تصرفاتهم». تصريح جيفرسون جاء لوسائل الإعلام بعد أن استعمل حق النقض عام 1786 ضد اعتماد ولاية فيرجينيا للكنيسة الأنجليكانية كدين رسمي، وقد أصبح الأمر مكفولاً بقوة الدستور عام 1789 حين فصل الدين عن الدولة رسميًا فيما دعي «إعلان الحقوق». ويفسر عدد من النقاد ذلك بأن الأمم الحديثة لا يمكن أن تبني هويتها على أي من الخيارات الطائفية، أو تفضيل الشريحة الغالبة من رعاياها سواءً في التشريع أو في المناصب القيادية، فهذا يؤدي إلى تضعضع بنيانها القومي من ناحية، وتحولها إلى دولة تتخلف عن ركب التقدم بنتيجة قولبة الفكر بقالب الدين أو الأخلاق أو التقاليد. أول من ابتدع مصطلح (سـكيولرزم Secularism) هو الكاتب البريطاني جورج هوليوك عام 1851، غير أنه لم يقم بصياغة عقائد معينة على العقائد التي كانت قد انتشرت ومنذ عصر التنوير في أوروبا؛ بل اكتفى فقط بتوصيف ما كان الفلاسفة قد صاغوه سابقًا وتخيله هوليوك، من نظام اجتماعي منفصل عن الدين غير أنه لا يقف ضده إذ صرح: «لا يمكن أن تفهم العلمانية بأنها ضد المسيحية هي فقط مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يود أن يلتزم بها. المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة». بناءً عليه، يمكن القول أن العلمانية ليست أيديولوجيا أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية، وتتجه إلى الاهتمام بالأمور الحياتية للبشر بدلاً من الأمور الأخروية، أي الأمور المادية الملموسة بدلاً من الأمور الغيبية. يمكن تصنيف العلمانية إلى نوعين، "صلبة" و "ناعمة". تعتبر العلمانية "الصلبة" الافتراضات الدينية غير شرعية من الناحية المعرفية وتسعى إلى إنكارها قدر الإمكان. يؤكد التنوع "الناعم" على الحياد والتسامح والليبرالية. القول بأن "الوصول إلى" الحقيقة المطلقة "أمر" مستحيل، وبالتالي فإن الشك والتسامح يجب أن يكونا المبدأ والقيم الغالبة في مناقشة العلم والدين ". الدولة العلمانية من المختلف عليه وضع تعريف واضح للدولة العلمانية؛ وفي الواقع فهو تعريف يشمل ثلاث جوانب أساسية، ويتداخل مع مفهوم دين الدولة أو الدين ذو الامتياز الخاص في دولة معينة. هناك بعض الدول تنصّ دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية والهند وكندا. بعض الدول الأخرى، لم تذكر العلمانية في دساتيرها ولكنها لم تحدد دينًا للدولة، وتنصّ قوانينها على المساواة بين جميع المواطنين وعدم تفضيل أحد الأديان والسماح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية، وإجراء تغيير في الدين بما فيه الإلحاد أو استحداث أديان جديدة بما يشكل صونًا لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية، وهي بالتالي تعتبر دولاً علمانية. هناك الشريحة الثالثة من الدول وتنصّ دساتيرها على دين الدولة معيّن كمصر والإمارات ومالطا وموناكو واليونان غير أن دساتيرها تحوي المبادئ العلمانية العامة، كالمساواة بين جميع مواطنيها وكفالة الحريات العامة، مع تقييد لهذه الحريات، يختلف حسب الدول ذاتها. في مالطا وهي دولة تتخذ المسيحية الكاثوليكية دينًا لها يعتبر الإجهاض محرمًا بقوة القانون، وذلك مراعاة للعقائد الكاثوليكية، ومع ذلك فإن نسب تقييد الحريات العامة في مالطا هو أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى كمصر حيث تعتبر مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ما أدى إلى قيود حول تغيير الدين أو بناء دور عبادة غير إسلامية إلى جانب تشريع تعدد الزوجات وغيرها من القضايا المرتبطة بقانون الأحوال الشخصية، المثل المصري ينطبق على عدد من الدول الأخرى، ما دفع بعض الباحثين لاجراء تعديلات اصطلاحية فأحلت «الدولة المدنية» بدلاً من «الدولة العلمانية» واقترح البعض «دولة مدنية بمرجعية دينية»، غير أن ذلك حسب رأي بعض الباحثين يفرغ مبادئ المساواة والحريات العامة من مضمونها ويحصرها في قالب معيّن ما يعني دولة دينية وإن بإطار مدني. أما الدول الأقرب لنموذج مالطا فمن المتفق عليه وصفها دولاً علمانية، إلى جانب بعض التحفظات كعبارة «حياد الدولة تجاه الدين» بدلاً من «فصل الدولة عن الدين». لا يزال النقاش يدور في الدولة المصنفة علمانيًا حول مدى الالتزام بفصل الدين عن الدولة؛ ففي فرنسا جدول العطل الرسمية مقتبس بأغلبه من الأعياد الكاثوليكية، وكذلك تقدم الدولة من أموال دافعي الضرائب تمويلاً للمدارس الدينية؛ أما في الهند وهي أيضًا دولة تنصّ على العلمانية الكاملة، تقدّم الدولة سنويًا إعانات للحجاج المسلمين وصل في عام 2007 إلى 47454 روبية عن كل حاج هندي. أما دستور أستراليا وهي دولة علمانية رغم عدم ورود العبارة صراحة، يذكر في المادة السادسة عشر بعد المئة، على عدم تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة، ومع ذلك فإن الدستور ذاته يبدأ بعبارة « بتواضع، نعتمد على نعمة الله المتعالي» (بالإنجليزية: Humble reliance on the blessing of Almighty God)، وسوى ذلك فإن الحكومة الأسترالية تدعم الصلاة المسيحية في المدارس الحكومية وتمول المدارس الدينية التي تعدّ القسس الجدد وكذلك رجال الدين. الحال كذلك في سويسرا وفي الولايات المتحدة الإمريكية، وإن بدرجات متفاوتة لا تشمل في جميع الظروف تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة فهي من المبادئ المشتركة بين جميع الدول المصنفة كعلمانية. تماشياً مع الإيمان بفصل الكنيسة عن الدولة، يميل العلمانيون إلى تفضيل أن يتخذ السياسيون قراراتهم لأسباب علمانية بدلاً من أسباب دينية.  وفي هذا الصدد، فإن قرارات السياسة المتعلقة بموضوعات مثل الإجهاض، ومنع الحمل، وأبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، والزواج المثلي، والتربية الجنسية تركز بشكل بارز من قبل المنظمات العلمانية الأمريكية مثل مركز التحقيق . غالبًا ما يعارض الأصوليون الدينيون الشكل العلماني للحكومة، بحجة أنه يتعارض مع طبيعة الدول الدينية تاريخياً، أو ينتهك حقوقهم في التعبير عن أنفسهم في المجال العام. على سبيل المثال في الولايات المتحدة أصبحت كلمة «علمانية» معادلة لكلمة «معاداة الدين» بسبب هذه الجهود. ومع ذلك غالبًا ما تدعم الأقليات الدينية العلمانية كوسيلة للدفاع عن حقوقها ضد الأغلبية. المجتمع العلماني في دراسة الدين، تعتبر الديمقراطية الحديثة بشكل عام علمانية. يرجع هذا إلى حرية الدين شبه الكاملة (المعتقدات الدينية بشكل عام ليست معرضة لاعتماد قانوني أو اجتماعي) بالإضافة إلى انعدام سلطة رجال الدين على القرارات السياسية. على الرغم من ذلك، توصلت بعض الأبحاث التي قام بها مركز بيو للأبحاث أن الأمريكان يشعرون بالراحة أكثر مع لعب الدين لدور رئيسي في الحياة العامة، بينما في أوروبا نجد أن تأثير الكنيسة على الحياة العامة في تراجع مستمر. انشغل علم الاجتماع الحديث منذ ماكس فيبر بمشكلة السلطة في المجتمعات العلمانية مع وجود العلمنة كعملية اجتماعية أو تاريخية. يشمل علماء القرن العشرين الذين ساهمت أعمالهم في فهمنا لهذه الأمور كلا من كارل بيكر وكارل لوفيت وهانز بلومنبيرغ وماير هاوارد أبرامز وبيتر ل. بيرغر وبول بينيشو وغيرهم الكثير. أصبحت بعض المجتمعات علمانية أكثر كنتيجة لبعض العمليات الاجتماعية بدلا من كونها نتيجة أعمال حركات علمانية مخلصة. تُعرف هذه العملية باسم العلمنة. زعم عالم الاجتماع بيتير ل. بيرغر أن العالم الحديث لا يمكن وصفه بعد الآن بأنه علماني أو بأنه يتحول نحو العلمانية بسرعة. بدلا من ذلك يمكننا وصفه على أنه جماعيّ. الأخلاق العلمانية وصف جورج هوليوك العلمانية في كتابه المنشور في عام 1896 العلمانية الإنجليزية كما يلي: أكد هوليوك على أن العلمانية والأخلاق العلمانية يجب ألا يهتما على الإطلاق بالتساؤلات الدينية (لأنها غير مرتبطة بها)، وبالتالي يجب التمييز بينها وبين الفكر الحر القوي والإلحاد. في ذلك الأمر اختلف هوليوك مع تشارلز برادلو مما أدى إلى انقسام الحركات العلمانية بين من يتفقون مع الحركات المناهضة للدين وأن النشاط غير ضروري أو مطلوب وبين من يرون أنه كذلك. غالبا ما يوصف الجدال الأخلاقي المعاصر في الغرب بأنه «علماني». توصف أعمال بعض فلاسفة الأخلاق المشهورين أمثال ديريك بارفت وبيتر سينغر وحتى كل مجال الأخلاقية الحيوية المعاصرة بأنها علمانية بشكل كامل أو أنها غير دينية. على الرغم من تعدد وتنوع وجهات النظر الفلسفية للعلمانيين الأخلاقيين، إلا أنهم يتشاركون عموما في واحد أو أكثر من هذه المبادئ: البشر من خلال قدرتهم على التعاطف، لديهم القدرة على تحديد أسس أخلاقية. رفاهية الآخرين شأن رئيسي لصانع القرار الأخلاقي. البشر من خلال المنطق والعقل، قادرون على استخلاص المبادئ المعيارية للسلوك. قد يؤدي ذلك إلى سلوك أفضل من السلوك القائم على أساس النصوص الدينية. بدلا من ذلك، قد يؤدي هذا إلى الدعوة إلى نظام مختلط من المبادئ الأخلاقية والذي يتحصل على قبول مجموعة واسعة من الناس، سواء الدينية أو غير الدينية. لدى البشر مسؤولية أخلاقية للتأكيد على المجتمعات والأفراد أن تتصرف على أساس هذه المبادئ الأخلاقية. يُطبق العديد من هذه المبادئ في علم الأخلاق، ويُستخدم المنهج العلمي للإجابة على الأسئلة الأخلاقية. دور رجال الدين الدولة العلمانية هي ضد الثيوقراطية، وبالتالي تعتبر حكمًا مدنيا، وإن كان من الممكن وجود علمانية - عسكرية. ولا يحدد كون الدولة علمانية بدين الدولة بمقدار ما يحدده طبيعة دور رجال الدين في الدولة. الثيوقراطية كنظام حكم، هي حكم طبقة من رجال الدين إما نتيجة حق إلهي أو نتيجة «حفظ الشريعة» الإلهية، وتكون إما مباشرة عن طريق إدارتهم للدولة مباشرة، أو غير مباشر عن طريق الحق بتمرير أو الاعتراض على التشريع والإدارة. غالبًا، ما يشكل رجال الدين في الدول الغير علمانية طبقة أو هيئة ذات صلاحيات، وتكون «سلطة غير منتخبة، وربما وراثية، وغير كفوءة، بل ومطلقة غير مقيدة في الغالب، ووضع السلطة المطلقة في يد طبقة واحدة، مفسدة مطلقة». يمكن وضع العديد من الأمثلة التاريخية حول التحالف بين السلطة ورجال الدين، ودفاع رجال الدين عن مصالحهم ومصالح الطبقة السياسية باسم الدين: عرض على مجلس الفقهاء في إيران، وهي هيئة لها حق إسقاط أي مشروع يتعارض مع الشريعة الإسلامية، عام 1981 قانون إصلاحات للأراضي الزراعية، تضمن توزيعًا أكثر عدلاً، ونال دعم الخميني. لكن كثيرًا من الفقهاء في مجلس الأوصياء، كانت لديهم أملاك كبيرة، وتشريع كهذا يؤذي مصالحهم؛ وعندما قدّم لهم مشروع الإصلاحات مارسوا حقهم في الاعتراض عليه، بحجة مخالفة الشريعة وأسقطوه. قال الخميني، أن هذه القضية لا تغتفر، وستؤدي إلى عدم ثقة الأمة برجال الدين. الأمر ذاته وجد بصيغة مختلفة في مصر قبل محمد علي، ولذلك فأول ما قام به محمد علي باشا حين بنى دولة مصر الحديثة، «تقليم أظفار» الطبقة الدينية. الدكتور عبد الحي أحمد المنعم أستاذ الشريعة بجامعة إيموري يقول: «فرض أو تقرير الشريعة عبر القوة القسرية للدولة، ينفي طبيعتها الدينية، لأن المسلمين حينها سيرعون تطبيق شريعة الدولة، ولن ينجزوا بحرية ما يفرض عليهم كمسلمين»، في ذات البحث لا ينفي نعيم حق المسلمين في الاحتكام بقضايا الأحوال الشخصية كازواج والطلاق والإرث للشريعة، شرط أن يكون بحرية. أخيرًا، فإن نظرية السلطة هي التصادم الأبرز بين بعض الأجنحة الدينية والعلمانية، فمن منظور ديني «الله هو صاحب السلطة، وهو صاحب التشريع، فلابدّ من وجود هيئة تمثله وتعمل على الحفاظ على «الحق الإلهي» في الشرع»؛ هذه الفكرة تعتبر تأصيل فكرة الحكم الثيوقراطي في العصور الحديثة؛ وفي المقابل فإن أوساط دينية أخرى تعلّم أن «الله أوكل الإنسان الأرض ليسوسها ويتسلط عليها؛ فهذه الوكالة هي سلطة سياسة الأرض أي تنظيمها وإدراتها، وبوصفها سلطة تنظيم وإدارة فهي تشريع»، وتعتبر الفكرة السابقة مسيحية أساسًا، ومقبولة في أوساط أخرى. يمكن القول أن دور رجال الدين في المجتمع العلماني سوى دور الدين، هو إبداء الرأي أو قيادة جماعات ضغط، فرجل الدين يعمل في قلب المجتمع ولا يفرض نفسه عليه من فوق كسلطة، مع الحفاظ على ما تنصّ عليه وثيقة الحقوق. موقف الإسلام من العلمانية العلمانية كفر في الإسلام لأنها تستبدل الشرع المنزل من الله بأهواء البشر حسب ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية: وللإسلام وجهة نظر أخرى حول ارتباط الدولة بالدين: 1/ الدولة في الإسلام ضرورة لابد منها، وذلك لتبليغ الدين بالدعوة والجهاد في سبيل الله، ولإنفاذ الأحكام الشرعية، وصيانة الحقوق، ووصول الدين إلى أهدافه وأغراضه في حفظ الدين والنفوس والعقول والأعراض والمال وغيرها. 2/ إبعاد الإسلام عن الحكم وتعطيل صلاحياته، ستصبح كثير من أحكامه وتشريعاته حبرًا على ورق؛ لأنه لا يمكن تنفيذ تلك الأحكام من قبل الفرد وحده، كتنفيذ القصاص، وجباية الزكاة، وتأمين الطرق، ونشر الأمن، وفض الخصومات، والجهاد، وما شابه ذلك ولأن الإسلام يعلو ولا يعلي عليه فلا تعلوه القوانين الوضعية الغربية. 3/ جاء الإسلام لتنظيم علاقة الناس بربهم، وجميع شئون الحياة، والدين عند الله تعالى هو الإسلام، والإسلام كما يدلُّ عليه اسمه هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك. 4/ أوامر الله ونواهيه شملت الحياة بأسرها، فليس هناك جانب من جوانب الحياة أو شيء من نظمها إلا ولله تعالى فيه حكم، فحياتنا العقدية، والاجتماعية، والتربوية والاقتصادية، والسياسية، وضع لنا أصول التعامل فيها، وفصل لنا بعض جوانبها تفصيلاً. 5/ القرآن اشتمل على كل نافع من خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وكل حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}. [ سورة النحل: الآية 89] قال ابن كثير: "قال ابن مسعود: قد بين لنا في هذا القرآن كل علم وكل شيء. وقال مجاهد: كل حلال وكل حرام، وقول ابن مسعود أعم وأشمل. علاقة العلمانية بالليبرالية والديمقراطية العلمانية بمعنى أشمل قد تعني فصل الدين عن الممارسات (ومن ضمنها الحياة الشخصية) قد يكون هو الأكثر تميّزا من معارّفها بمعناها الضيق والذي يعني فصل الدين عن الدولة مع بعض مبادئ الليبرالية، حيث تذكر الموسوعة البريطانية ذلك المعنى ضمن الليبرالية. من جهة اُخرى فإن الديمقراطية بمعناها الضيق وهو حكم الأغلبية بدون الاهتمام لحريات الأفراد وهو ما يدعى بالديمقراطية اللاليبرالية، فإنها بهذا المعنى لا تقتضي فصل الدين عن الدولة بالضرورة بل تعتمد على اختيار أغلبية الشعب التي قد تكون دينية كما يمكن أن تكون لادينية. لكن إذا أدخلنا حرية التعبير اللازمة لمنافسة عادلة للمعارضة السياسية في تعريف الديمقراطية فيستلزم ذلك فصل الدين عن الدولة بما يسمح بحرية الأفراد في التعبير بلا قيود دينية إذ بدون هذه الحرية لا يمكن للسياسيين والمفكرين العلمانيين أن يعبّروا عن آرائهم مما يخل بمبدأ الحرية الأساسية للدعاية الانتخابية التي يمكن أن تتضمن ما هو مخالف للدين. كذلك فإن العلمانية بمعناها الضيق ليست الا جزءا من معنى الليبرالية فهي تفصل الدين فقط عن الدولة وهذا لا يكفي لضمان حرية وحقوق الأفراد بينما تفصل الليبرالية جميع المعتقدات الشمولية عن الدولة سواء كانت دينية أو غير دينية، ومن أمثلة انتهاك حريات وحقوق الأفراد لأسباب غير دينية: حكم ستالين في الاتحاد السوفيتي السابق، وحكم هتلر في ألمانيا النازية. أما المعنى الأشمل للعلمانية المتمثل بفصل الدين عن الحياة والاهتمام بها على حساب الدين فهو واحد من الخيارات التي تتيحها الليبرالية لأفرادها كما تتيح لهم أيضاً الاهتمام بالدين على حساب الحياة إذا رغبوا ذلك بشرط عدم إرغام الأفراد على أي رأي معيّن بشأن الدين أو غيره. مراحل العلمانية مرّت العلمانية الشاملة بثلاث مراحل أساسية: مرحلة التحديث اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، ولذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل والاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقيّة ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة. مرحلة الحداثة هي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق آثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة. مرحلة ما بعد الحداثة في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه الحرية واللهو والتملك، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرّر إلى قضايا المحافظة على البيئة والمساواة بين المرأة والرجل وبين الناس وحماية حقوق الإنسان ورعاية الحيوان وثورة المعلومات. من وجهة أخرى ضعفت في المجتمعات الصناعية المتقدمة مؤسسات اجتماعية صغيرة بطبعها مثل الأسرة، بسبب الأسهاب في مسالة المساوة بين الرجل والمرأة، وظهرت بجانبها أشكالاً أخرى للمعيشة العائلية مثل زواج الرجال أو زواج النساء، وزاد عدد النساء اللاتي يطلبن الطلاق فشاعت ظاهرة امرأة وطفل أو امرأتان وأطفال، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت والمعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل... التفسير الأمريكي للعلمانية يرى الكثير من الباحثين أن مفهوم العلمانية يتعرض للتفسير على نحوٍ خاطئ وبصورة متكررة في الولايات المتحدة. كتب جاك بيرلينيربلو من جامعة جورجتاون مقالة عام 2012 على هافينغتون بوست حملت عنوان «العلمانية ليست إلحادا» وانتقد فيه قيام المعلقين من اليسار واليمين السياسي بوضع العلمانية على قدمِ المساواة وبشكلٍ اعتيادي مع أيديولجيات ينظر إليها معظم الرأي العام الأمريكي بسلبية على غرار الستالينية والنازية والاشتراكية، وما ترتب عليه من انتشار فكرة ارتباط العلمانية بالإلحاد. كما وانتقد المحافظين من اليمين لتروجيهم لهذه الفكرة الخاطئة في خطابهم السياسي والاجتماعي منذ سبعينيات القرن العشرين. العلمانية في الفلسفة السياسية لآخر القرن العشرين نستطيع ملاحظة أن العديد من المؤسسات العلمانية تفضل تعريف العلمانية على أنها الأرضية المشتركة لكل مجموعات الحياة المتفاعلة فيما بينها سواء الدينية أو الملحدة، لكي تزدهر في مجتمع يكرم حرية التعبير والوعي. يُعتبر المجتمع العلماني الوطني أحد أهم هذه الأمثلة في المملكة المتحدة. يُعتبر ذلك فهم مشترك لما تعنيه العلمانية بين العديد من النشطاء في جميع أنحاء العالم. إلا أن العديد من الدارسين المسيحيين والسياسيين المحافظين يحاولون مقاطعة العلمانية أكثر من مرة، باعتبارها فرضية معادية للأديان وكمحاولة لدفع الدين خارج المجتمع واستبداله بالإلحاد أو فراغ من القيم والعدمية. أدى هذان الجانبان إلى خلق صعوبات في سير الحياة السياسية بخصوص هذا الموضوع. يبدو أن معظم المنظّرين السياسيين في الفلسفة بعد معلم جون رولس «نظرية العدالة» في 1971 وكتابه التالي الليبرالية السياسية (1993)، يبدو أنهم يفضلون استخدام المفهوم المدمج بدلا من استخدام العلمانية. وافق رولس على أن مصطلح العلمانية لا ينطبق: إلا أن نظرية رولس الشبيهة برؤية هوليوك بخصوص ديمقراطية متسامحة والتي تعامل كل مجموعات الحياة المتفاعلة فيما بينها بمساواة. تمثلت فكرة رولس في أنه على كل شخص أن يشجع «الديمقراطية الدستورية العقلانية» مع «مبادئ التسامح». كان عمل رولس مؤثرا للغاية على الدارسين في الفلسفة السياسية، كما أن مصطلحه «الإجماع المتراكب» يسمح لعدة أجزاء أن تستبدل العلمانية. في المراجع عن الفلسفة السياسية الحديثة مثل مرجع كولن فاريلي «مقدمة في النظرية السياسية المعاصرة»، نجد أن مصطلح علمانية ليس مفهرسا حتى وفي المراجع التالية له نجد أنه موجود فقط في الهوامش. إلا أنه لا يوجد نقص في النقاش وتغطية الموضوع، لكنه يُطلق عليه الإجماع المتراكب أو الجماعية أو الثقافية المتعددة أو مصطلح آخر. في كتاب أوكسفورد في النظرية السياسية، نجد فصلا واحدا تحت عنوان «العلمانية السياسية» لراجيف بهارغافا. يغطي الفصل العلمانية في سياق عالمي ويبدأ بعبارة: «العلمانية هي عقيدة محاصرة». المؤسسات غالبا ما يساند الإنسانيون جماعات مثل المجتمع العلماني الوطني في المملكة المتحدة وحملة الأمريكان المتحدون للعلمانية. في 2005، عقد المجتمع العلماني الوطني حفلا افتتاحيا لعلمانيّ العام. كانت الفائزة الأولى بالجائزة مريم نمازي من حزب العمال الاشتراكي في إيران ومن قنصلية المسلمين السابقين في بريطانيا والتي تهدف إلى كسر الموانع التي تأتي مع ترك الإسلام والتصدي لقوانين الردة والإسلام السياسي. أحد الأحزاب النشطة في اسكتلندا هو المجتمع العلماني الإسكتلندي والذي يركز حاليا على دور الدين في التعليم. في 2013 قدم الحزب عريضة للبرلمان الإسكتلندي لتغيير قانون التعليم الإسكتلندي لعام 1980 حتى يكون على الأبوين أن يقوما بقرار إيجابي من أجل الرقابة الدينية. أحد المنظمات العلمانية الأخرى هو التحالف العلماني من أجل أمريكا. يسعى الحزب إلى فصل الكنيسة عن الدولة بالإضافة إلى قبول وإدخال العلمانيين الأمريكيين في الحياة الأمريكية والسياسة العامة. في حين يرتبط التحالف العلماني من أجل أمريكا بالعديد من المنظمات الإنسانية العلمانية كما يدعمه العديد من الإنسانيين العلمانيين، إلا أن هناك مساندين له من غير الإنسانيين. تعمل بعض المنظمات المحلية من أجل رفع وضع العلمانية في مجتمعاتها كما يميلون إلى تضمين العلمانيين والمفكرين الأحرار والملحدين واللا أدريين والإنسانيين تحت غطاء منظماتهم. انظر أيضًا علمانية (صفة) الفصل بين الكنيسة والدولة الإلحاد العداء لرجال الدين ليبرالية تنوير ليبرالية علمانية إلحاد الدولة تدين علماني إنسانية (فلسفة) الإسلام والعلمانية فكر حر فكر كمالي علمنة ثيوقراطية ضد الألوهية مراجع وصلات خارجية الدين والنظرية السياسية - موسوعة ستانفورد للفلسفة أساسيات العلمانية: الدين والمجتمع والسياسة اتجاهات الدين والسياسة العصر الذهبي الهولندي عصر التنوير علم النفس فكر حر فلسفة فلسفة سياسية مبادئ
3014
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86
البحرين
البحرين (ورسمياً: مَملَكة البَحرَين)، دولة جزيرية عربية في الخليج العربي على الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية وعاصمتها المنامة. ترتبط مملكة البحرين مع المملكة العربية السعودية بجسر صناعي يسمى جسر الملك فهد، وهناك مخطط لربطها بجسر آخر مع السعودية باسم جسر الملك حمد. بلغ عدد سكانها إحصاء عام 2010 ما يقارب 1,234,571 نسمة، منهم 666,172 نسمة من غير المواطنين. نالت البحرين استقلالها عن بريطانيا عام 1971، وتم إعلانها كدولة مستقلة، لكن في سنة 2002 وبعد استفتاء شعبي عام على ميثاق العمل الوطني أصبح اسم البلاد مملكة البحرين. اعتبارًا من عام 2012، كانت البحرين في (المرتبة 48 في العالم) في مؤشر التنمية البشرية، ومعترف بها من قبل البنك الدولي كاقتصاد الدخل المرتفع. البلاد هي عضو في الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وجامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وعينت مملكة البحرين حليف رئيسي خارج حلف الناتو من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في عام 2001. تم اكتشاف أول بئر نفط في البحرين عام 1932، وهي أول بئر تم اكتشافها في الخليج العربي. منذ أواخر القرن 20، سعت البحرين إلى تنويع اقتصادها كي تصبح أقل اعتمادًا على النفط من خلال الاستثمار في قطاعي المصارف والسياحة. العاصمة البحرينية المنامة هي موطن لكثير من الهياكل المالية الكبيرة، بما في ذلك مركز البحرين التجاري العالمي ومرفأ البحرين المالي. وقد أعلنت قلعة البحرين (الميناء ورأس المال من الأرض القديمة دلمون) ومسار اللؤلؤ ومدافن دلمون درب مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 2005 و2012 و2019 على التوالي. تأخذ جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 مكانًا في حلبة البحرين الدولية. أصل التسمية أقدم تسمية عرفت بها البحرين قد تكون هي التي أتت في الألواح المسمارية البابلية تحت اللفظ «mât tâmti» وتعني حرفياً بلاد البحر، «mât» هي المثوى و الأرض و «tâmti» تعني البحر، يقول البروفيسور فريتز هومل المختص باللغات والحضارات السامية عن تسمية البحرين البحرين اسمٌ مثنى منصوب لكلمة بحر. ذُكر هذا المصطلح في القرآن الكريم 5 مرات، لكنه لا يشير للجزيرة الحالية. تاريخيًا، اسم البحرين يصف إقليم جغرافي واسع يشمل غالب المناطق الشرقية من شبه الجزيرة العربية المطلة على الخليج العربي وليس محصورًا على الجزيرة الصغيرة المعروفة اليوم بمملكة البحرين. حيث كان يُعرف الإقليم الممتد من جنوب البصرة بالعراق مرورًا بالكويت والقطيف وقطر الإحساء بمسمى البحرين. اختلف تفسير مسمى البحرين بين المؤرخين، فيشير ياقوت الحموي والأزهري القلقشندي بأن تسميتها تشير لكون الإقليم يضم مياه الخليج العربي، وبحيرة الأصفر في الأحساء، أما المؤرخ جاسر الحمد فيشير إلى أن تسميتها ناتجة عن كون جزيرة أوال تقع بين مجرى فارس وبر العرب، وفي رأي آخر فسر التسمية لكون الإقليم الممتد من القطيف إلى الأحساء يحوي على عيون كثيرة أشبه بالبحر وهو يجاور مياه الخليج العربي، لذا سمي بالبحرين. وذكر أن مصدرها من القبائل الحميرية التي عاشت في هذه المنطقة فهي مشتقة من «بحر» وهو اليم، و وين وهي أداة للتعريف، فيراد بها: «البحرين» وتعني المقاطعة البحرية، إما لأنها كانت تقع على الخليج العربي أو لأنها تشبه البحر في غزارة مياهها وكثرة عيونها. وأطلق عليها الآشوريون «مات تمتم» أي الأراضي البحرية. وقد عرف الإغريق الجزيرة باسم تايلوس (Tylos) بينما عرفت قبيل ظهور الإسلام باسم أوال. وقد سميت بذلك نسبة إلى صنم على شكل رأس ، يقع في جزيرة المحرق الحالية، ويعبده أقوام من قبيلة بني بكر بن وائل وتميم حسب ما تذكر بعض المصادر الإسلامية. التاريخ التاريخ القديم ذُكرت في الكتابات المسمارية القديمة في بلاد الرافدين باسم دلمون من وقت مبكر للغاية يعود للألفية الرابعة قبل الميلاد وقد كان للبحرين علاقات تجارية قوية مع حضارات بلاد الرافدين حتى أن تجار أور أقاموا أسطولًا لنقل البضائع من وإلى البحرين والعراق قرابة العام 2000 ق م كانت العلاقات التجارية مزدهرة بين البحرين والعراق، إذ كانت دلمون محطة مهمة للتجارة بين الهند وإفريقيا وسواحل الخليج والعراق، تستورد الأخشاب من الهند ومن أفريقيا كما تستورد الحاصلات الأخرى وتنقل النحاس من سلطنة عمان، فتبيع ذلك إلى جنوب العراق استولى الملك سرجون الأكادي ملك على إقليم البحرين بما فيها الجزيرة الصغيرة المحتفظة بالاسم حاليًا في العام 2300 قبل الميلاد وذكر الآكادي أن بالبحرين قبيلة تدعى «آكاروم» كانت تدفع له جزية سنوية سيطرت الإمبراطورية الأخمينية على الإقليم في القرن الرابع قبل الميلاد ثم سقط كامل الساحل المطل على الخليج بالإضافة لسلطنة عمان بيد الإمبراطورية البارثية في القرن الثالث قبل الميلاد ورث الساسانيون الفرس الإمبراطورية البارثية في القرن الثالث الميلادي إذ شن الملك أردشير الأول حملة عسكرية على المنطقة وضم البحرين وعُمان وهزم «ساتيران» الوالي البارثي على المنطقة وعين ابنه شابور حاكمًا على البحرين كانت المحافظة الساسانية مقسمة لثلاث أقسام، قسم يشكل حاليًا الهفوف في السعودية وقسم يشكل القطيف والقسم الثالث هو الجزيرة الصغيرة التي تحمل اسم مملكة البحرين حاليا بقيت المنطقة خاضعة للساسانيين حتى وصول إسلام وفي فترات متعددة كان يحكمها قبائل عربية يعينون من التاريخ الوسيط وكان والي البحرين وقت ظهور الإسلام هو المنذر بن ساوى من بني تميم ومقره مدينة ( الحالية)، وأكثر سكان الإقليم من قبائل عبد القيس وبني بكر بن وائل من ربيعة إلى جانب بني تميم. وقد كانت جزر البحرين، مركزًا لكنيسة المشرق، ثم صار إقليم البحرين من أوائل الأقاليم التي اعتنقت الإسلام، وولى النبي محمد عليها العلاء الحضرمي في 629 م (العام السابع للهجرة) وبعثه برسالة سلمها إلى حاكمها المنذر بن ساوى التميمي. وفي الفتنة الثانية التي تلت موت الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، احتلت طائفة النجدات من خوارج بلاد البحرين ثم استعادها الأمويون زمن عبد الملك بن مروان. ومن آثار العصر الأموي في جزر البحرين بقايا مسجد الخميس، وهو من أقدم مسجد في التاريخ، وكان بناؤه في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. وبعد استيلاء العباسيين على الخلافة سنة 750 م (132 هـ) جعلوا بلاد البحرين و تحت ولاية ، حتى ظهرت حركة القرامطة التي استولت على شرق الجزيرة العربية سنة 899 م، وجعلت عاصمتها في . وقد كانت جزر أوال أول الأقاليم التي انسلخت عن القرامطة، وذلك عندما استقل بها أبو البهلول العوام من بني عبد القيس سنة 1058 م وخطب للخليفة العباسي القائم بأمر الله في صلاة الجمعة. وحاول القرامطة استعادة الجزر سنة 1066 م فصدّهم أبو البهلول عنها في معركة بحرية، وانقضّ عرب البحرين على القرامطة في على إثر ذلك فسقطت دولتهم سنة 1076 م على يد العيونيين مستعينين بالسلاجقة. وبسقوط القرامطة تناوب على حكم بلاد البحرين ببرّها وجزرها عدة سلالات عربية، حيث استولى ابن عيّاش على القطيف وأوال من أبي البهلول العوام، ثم بسط العيونيون حكمهم على كافة بلاد البحرين سنة 1076 م، تلاهم بعد ذلك العصفوريون سنة 1252 م، ثم الجروانيون سنة 1330 م. وتخلل ذلك احتلال أتابك التركي لجزر البحرين بين 1235 و 1253 م. وبعد سنة 1330 م صارت بلاد البحرين تدفع الجزية لحكام هرمز، وفي هذه الفترة تظهر لأول مرة في المصادر التاريخية مدينة المنامة، عاصمة البحرين الحالية. واستمرت البحرين تحت هيمنة هرمز حتى أوائل القرن الخامس عشر حين قامت قبيلة الجبور البدوية من بني عقيل على الجروانيين واستولت على كافة بلاد البحرين، وفرض زعيمهم أجود بن زامل الأتاوة على الهرمزيين. ولا يمكن تحديد الوقت الذي انحسر فيه مسمى «البحرين» عن كافة شرق الجزيرة العربية واختصت به جزر البحرين، إلا أن الرحالة دمشق ابن المجاور من أهل القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) المغربي ابن بطوطة (القرن الرابع عشر الميلادي) كانا من أقدم من استخدم اسم «البحرين» للدلالة على الجزر دون باقي شرق الجزيرة العربية. في سنة 1521 م وصل البرتغاليون إلى البحرين وأنزلوا قواتهم بها. ونازلهم فيها زعيم الجبور مقرن بن زامل فوقع قتيلًا في المعركة وبذلك سقطت جزر البحرين تحت الحكم البرتغالي لثمانين عامًا حتى قامت الدولة الصفوية باحتلال الجزيرة سنة 1602 م. وقد ظلت تحت هيمنة الدولة الصفوية بشكل مباشر أو غير مباشر حتى سنة 1783 م، تخلل ذلك غزوات من (1717 و1738 م) وفترات من الاستقلال على يد العرب الهولة. وفي سنة 1753 م، استولى نصر المذكور، الحاكم العربي لمدينة بوشهر، على البحرين نيابة عن كريم زند حاكم إيران. وفي سنة 1783 م قام العتوب بقيادة أسرة آل خليفة أهل الزبارة في قطر بهجوم بحري على البحرين، فهزموا نصر المذكور واستقلوا بالبحرين. ولكن لم يستتب لهم الأمر إلا بعد التصدي لسلسلة من الغزوات ال بين سنتيّ 1799 و 1828 م، كما اضطروا لدفع الجزية لإمارة الدرعية لبضع سنوات. وقد جعل آل خليفة قاعدتهم في جزيرة المحرق، بينما كانت الحاضرة الكبرى في البحرين هي المنامة. التاريخ الحديث وبعد قيام الدولة السعودية الثانية حاول حاكمها فيصل بن تركي مد سيطرته إلى البحرين وتمكن من فرض الزكاة عليها مؤقتًا. واستمرت النزاعات بين الطرفين وامتد حكم آل خليفة في بعض الأوقات إلى قلعة الدمام، إلا أن تلك الفترة شهدت أيضًا دخول الإمبراطورية البريطانية إلى الخليج العربي. وقد كانت بريطانيا تعتبر الخليج بمثابة بحيرة بريطانية وحلقة اتصال مهمة في الطريق إلى ممتلكاتها في الهند. وحرصت بريطانيا على بقاء البحرين مستقلة عن الدول المحيطة كالسعوديين، فقامت بريطانيا سنة 1859 م بإبلاغ بأنها تعتبر البحرين «إمارة مستقلة،» وأرسلت أسطولًا بحريًا لحمايتها. وبعد عدة معاهدات بين بريطانيا وحكام البحرين وقع آل خليفة اتفاقية الحماية البريطانية سنة 1861 م، وظلت البحرين محمية بريطانية حتى سنة 1971 م. وقد قدّر الرحالة البريطاني بالغريف عدد سكان البحرين وقت توقيع الاتفاقية بنحو 70,000 نسمة. وفي سنة 1923 م عمت الاضطرابات البحرين بعد أن تصادمت قبيلة الدواسر بالبحارنة، وقد كان الدواسر يعيشون في البحرين بشكل شبه مستقل عن آل خليفة منذ قدومهم إلى البحرين من شرق الجزيرة العربية سنة 1845 م، فقام البريطانيون بإجبار الدواسر على الجلاء عن البحرين في ذلك العام وغادر معظمهم إلى الدمام على الساحل المقابل. اكتشف النفط في البحرين سنة 1932، وشكل هذا الاكتشاف قفزة في اقتصادها. وأعلن البريطانيون استقلال البحرين في أغسطس 1971، وقامت إيران بادعاء حقها في حكم البحرين منذ أول اتفاقية بين البحرين والبريطانيين في القرن التاسع عشر، وجددت الحكومة الإيرانية مطالبها حين رأت نية بريطانيا مغادرة الخليج، إلا أنها قررت التوقف عن مطالبها في البحرين مقابل تنفيذ مطالب أخرى لها في المنطقة. وأجري على إثر ذلك استفتاء في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1970 م صوت فيه البحرينيين لبقاء البحرين مستقلة عن إيران. أفاد ازدهار النفط البحرين في الثمانينات بشكل كبير. أصبح الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أميرًا على البحرين في مارس 1999 خلفًا لأبيه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. وقد شهدت البحرين تغييرات كبيرة منها عودة الحياة البرلمانية التي توقفت في سنة 1975، وأعطيت المرأة الحق في التصويت، وأطلق سراح السجناء السياسيين، ووصفت منظمة العفو الدولية هذه التحولات، بفترة تاريخية لحقوق الإنسان في البحرين. كما وتحولت البحرين من دولة إلى مملكة في فبراير سنة 2002 بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني. السياسة مازالت البحرين في ظل نظام آل خليفة منذ ما يقارب المائتين عام. تعتبر البحرين بأنها ملكية دستورية يرأسها الملك. يتمتع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين بسلطات وصلاحيات واسعة تشمل تعيين رئيس الوزراء ووزرائه، وقائد الجيش، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، وتعيين أعضاء مجلس الشورى وحل مجلس النواب. رئيس مجلس الوزراء هو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد ال خليفة حيث يشغل المنصب منذ 11 نوفمبر 2020 بعد أن توفي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عم الملك حمد بن عيسى والذي كان يشغل المنصب منذ 15 أغسطس 1971، مما جعل منه أطول رئيس الوزراء خدمة في العالم. ومع حلول عام 2010، تألفت ما يقرب نصف الحكومة من عائلة آل خليفة. ويتألف المجلس الوطني (البرلمان) من مجلسين، مجلس النواب الذي ينتخب بالانتخابات العامة، بالإضافة إلى مجلس الشورى الذي يعين من قبل الملك الذي تكون السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بيده وبأمره مما يعني أن هذا التصرف يلغي العملية الانتخابية تمامًا لمجلس النواب. ويتكون كل مجلس من 40 عضوًا ويخدم أعضاء البرلمان أربعة سنين. الانتخابات الافتتاحية لهذا البرلمان الجديد جرت في 2002. البحرين هي عضوة في مجلس التعاون الخليجي وعضوة في تحالف درع الجزيرة كما أنها عضوة في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وتقيم البحرين علاقات متميزة مع دول الخليج العربي والدول الأخرى، كما تربطهم علاقات قديمة مع المملكة المتحدة، وعلاقات اقتصادية وعسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعلاقات تجارية هامة مع الهند، كما أن هناك أهمية للعلاقات مع اليابان، الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي. حقوق الإنسان الفترة المعروفة باسم «قانون أمن الدولة» التي واجهتها مملكة البحرين بين عامي 1975 و 1999 كان فيها طائفة واسعة من انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك الاعتقال التعسفي والاحتجاز دون محاكمة والتعذيب والنفي القسري. بعد وفاة الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة في عام 1999، تولى الحكم ابنه حمد بن عيسى آل خليفة وقدّم إصلاحات واسعة للمواطنين وتحسين لحقوق الإنسان بشكل كبير. وصفت هذه التحركات من قبل منظمة العفو الدولية بأنها تمثل «فترة تاريخية لحقوق الإنسان». بدأت أوضاع حقوق الإنسان في الانخفاض بحلول عام 2007 عندما بدأ استخدام التعذيب مرة أخرى. في عام 2011، وصفت منظمة العفو الدولية «هيومن رايتس ووتش» أوضاع حقوق الإنسان في البحرين بأنها «كئيبة». ونتيجة لهذا، فقدت البحرين بعض التصنيفات الدولية العالية التي اكتسبتها من قبل. في عام 2011، انتقد البحرين لحملتها على انتفاضة الربيع العربي. في سبتمبر، أكدت الحكومة على تعين لجنة تقارير عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب. وذكرت تقارير منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية هيومن رايتس ووتش الصادر في نيسان عام 2012 وعود الحكومة البحرينية لإدخال إصلاحات وتجنب تكرار «الأحداث المؤلمة». ومع ذلك ما زالت انتهاكات حقوق الإنسان تحدث. بحلول يونيو 2012، كان لدى البحرين 961،000 مستخدم للإنترنت. توفر المنصة «مساحة حرة للترحيب بالصحفيين، على الرغم من أنها تخضع للرصد بشكل متزايد»، وفقًا لمنظمة مراسلون بلا حدود. وتستهدف الرقابة الصارمة الحقوق السياسية وحقوق الإنسان والمواد الدينية والمحتوى الذي يعتبر فاضحًا. كان المدونون ومستخدمو الإنترنت الآخرين من بين المعتقلين خلال الاحتجاجات في عام 2011. وبين الفلم التلفزيوني الوثائقي «البحرين: صراخ في الظلام» التي أنتجته قناة الجزيرة الإنجليزية القطرية عن الاحتجاجات البحرينية في عام 2011 جميع الانتهاكات التي اتخذت ضد حقوق المواطنين البحرينيين خلال الانتفاضة. كان تأثير هذا الفيلم قوي جدًا إذ أنه كشف الستار على الحقيقة التي كان يعاني منها الشعب البحريني للعالم كما أنه أحدث ضجة إعلامية نتجت عن حدوث بعض المشاكل بين الحكومتين البحرينية والقطرية. حقوق المرأة شهدت حقوق المرأة السياسية في البحرين خطوة هامة إلى الأمام عندما منحت النساء حق التصويت والترشح في الانتخابات الوطنية لأول مرة في انتخابات عام 2002. ومع ذلك، لم يتم انتخاب أي امرأة إلى السلطة في الانتخابات في ذلك العام. بدلا من ذلك، يهيمن الإسلاميون الشيعة والسنة على الانتخابات، والفوز الجماعي بأغلبية المقاعد. وردًا على فشل المرشحات، تم تعيين ستة في مجلس الشورى، الذي يضم أيضا ممثلين من المملكة الأصليين المسيحية اليهودية والمجتمعات. أصبحت الدكتورة ندى حفاظ أول وزيرة في البلاد على تعيينها وزيرة للصحة في عام 2004. مجموعة النساء شبه حكومية، والمجلس الأعلى للمرأة، تدريب المرشحات للمشاركة في الانتخابات العامة عام 2006. عندما انتخب البحرين لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2006 عينت محامية وناشطة في مجال حقوق المرأة الرئيس هيا بنت راشد آل خليفة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن ثالث امرأة في التاريخ لرئاسة المنظمة الدولية. الناشط أنثى وقالت غادة جمشير «استخدمت الحكومة حقوق المرأة كأداة الزخرفية على المستوى الدولي.» وأشارت إلى الإصلاحات بأنها «مصطنعة وهامشية» واتهمت الحكومة ب «عرقلة جي غير الحكومية النساء المجتمعات». في عام 2006، أصبحت لطيفة آل القعود أول نائب من الإناث بعد الفوز افتراضيا. عدد ارتفعت إلى أربعة بعد عام 2011 عبر انتخابات. وفي عام 2008، تم تعيين هدى نونو سفيرة لدى الولايات المتحدة مما يجعلها أول سفير يهودي من أي دولة عربية. وفي عام 2011، تم تعيين أليس سمعان، وهي امرأة مسيحية سفيرًا في المملكة المتحدة. العلاقات الخارجية أنشأت البحرين العلاقات الثنائية مع 190 دولة في جميع أنحاء العالم. اعتبارًا من 2012، وتحتفظ البحرين بشبكة من 25 السفارات والقنصليات 3 و4 بعثات الدائمة لدى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على التوالي. تستضيف البحرين أيضا ما يقارب 36 سفارة مختلفة من السفارات. تلعب البحرين دورًا متواضعًا في اعتدال في السياسة الإقليمية وتلتزم جهات نظر الجامعة العربية بشأن السلام في الشرق الأوسط وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال دعم حل الدولتين. البحرين هي أيضًا واحدة من الأعضاء المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي. وفي 11 سبتمبر 2020 أعلنت البحرين عن تطبيع علاقاتها السياسية مع إسرائيل والشروع قدماً نحو إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. لتصبح بذلك البحرين الدولة الخليجية الثانية بعد الإمارات التي تعلن التطبيع الرسمي مع دولة إسرائيل. العلاقات مع إيران تميل إلى أن تكون متوترة نتيجة لمحاولة انقلاب فاشلة في عام 1981 والتي تلقي باللوم البحرين إيران له مطالبات عرضية من السيادة الإيرانية على البحرين من قبل عناصر المحافظة المتطرفة في الجمهور الإيراني. التقسيمات الإدارية كانت أول بلدية في البحرين تقع في المنامة، وأنشئت في يوليو 1919، وتتكون من 8 أعضاء. تم انتخاب أعضاء البلدية سنويا؛. قيل البلدية ليكون أول بلدية التي ستنشأ في العالم العربي، كانت البلدية المسؤولة عن تنظيف الطرق واستئجار المباني للمستأجرين والمحلات التجارية. وبحلول عام 1929، فإنه قام توسعات الطريق وكذلك فتح الأسواق والمسالخ. وفي عام 1958، بدأت بلدية مشاريع تنقية المياه. وفي عام 1960، أصبحت البحرين تضم أربع بلديات بما في ذلك المنامة، الحد، المحرق، والرفاع. وعلى مدى السنوات ال 30 المقبلة، قسمت البلديات إلى 12 بلدية 4 كما مستوطنات مثل مدينة حمد ومدينة عيسى نمت. كانت تدار هذه البلديات من المنامة في إطار المجلس البلدي المركزي الذي يعين الملك أعضاءه. الانتخابات البلدية الأولى التي ستعقد في البحرين بعد الاستقلال في عام 1971، حتى عام 2002، كانت هذه قائمة البلديات: بعد 3 يوليو 2002، قُسِّمَت البحرين إلى خمس مناطق إدارية وهي المحافظات، كل واحدة منها لديها قناعاتها و لها. هذه المحافظات هي: ألغيت المحافظة الوسطى في سبتمبر 2014، وقُسِّمَت أراضيها بين المحافظة الشمالية، المحافظة الجنوبية، ومحافظة العاصمة. الولايات المتحدة المعين البحرين حليفا رئيسيا من خارج المنظمة في عام 2001. اعتبارًا من أكتوبر عام 2014، وحكم البحرين من قبل «النظام الاستبدادي»، وتصنف على أنها «غير حرة» من قبل مؤسسة فريدوم هاوس غير الحكومية ومقرها الولايات المتحدة. الاقتصاد وفقا لتقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا يناير 2006، البحرين لديها أسرع اقتصاد نموا في العالم العربي. له. البحرين أيضا حرية الاقتصاد في الشرق الأوسط والثاني عشر هو حرية الشاملة في العالم استنادا إلى مؤشر الحرية الاقتصادية 2011 الذي نشرته مجلة التراث شارع مؤسسة / ستريت. في عام 2008، وكان اسمه البحرين المركز المالي الأسرع نموا في العالم من حيث مدينة مؤشر المراكز المالية العالمية في لندن. الخدمات المصرفية والمالية للقطاع في البحرين، وخصوصا المصرفية الإسلامية، استفادت من الطفرة الإقليمية يقودها الطلب على النفط. إنتاج البترول وحساب المعالجة هو المنتج البحرين الأكثر تصديرها، وهو ما يمثل 60% من عائدات التصدير و70% من الإيرادات الحكومية، و11% من الناتج المحلي الإجمالي. إنتاج الألومنيوم هو ثاني أكثر المنتجات المصدرة، تليها التمويل ومواد البناء. وقد تقلبت الظروف الاقتصادية المتغيرة مع سعر للنفط منذ عام 1985، على سبيل المثال أثناء وبعد أزمة الخليج العربي من 1990-1991. مع مرافق الاتصالات والنقل المتطورة في البحرين هي موطن لعدد من الشركات متعددة الجنسيات والعائدات بناء على العديد من المشاريع الصناعية الكبرى. حصة كبيرة من الصادرات تتكون من المنتجات النفطية المصنوعة من النفط الخام المستورد، والتي تمثل 51% من واردات البلاد في عام 2007. البحرين تعتمد اعتمادا كبيرا على الواردات الغذائية لإطعام سكانها الذين يتزايد عددهم، بل تعتمد اعتمادا كبيرا على واردات اللحوم من أستراليا وتستورد أيضا 75% من إجمالي احتياجاتها من استهلاك الفاكهة. ومنذ 2.9% فقط من أراضي البلاد الصالحة للزراعة، وتساهم الزراعة إلى 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي في البحرين. وفي عام 2004، وقعت البحرين والولايات المتحدة والبحرين اتفاقية التجارة الحرة، والتي سوف تقلل الحواجز التجارية معينة بين البلدين. نظرا لمزيج من الأزمة المالية العالمية والاضطرابات الأخيرة، انخفض معدل النمو إلى 2.2% وهو أدنى معدل نمو منذ عام 1994. البطالة، خاصة بين الشباب، واستنزاف كل من النفط وموارد المياه الجوفية هي مشاكل اقتصادية كبيرة على المدى الطويل. في عام 2008، كان الرقم البطالة عند 4%, مع النساء أكثر من ممثلة في 85% من المجموع. وفي عام 2007 أصبحت البحرين أول دولة عربية تنشئ إعانات البطالة كجزء من سلسلة من الإصلاحات في إطار العمل حرض وزير العمل مجيد العلوي. الجغرافيا الحدود الموقع البحرين هي أرخبيل مسطحة وقاحلة عمومًا في الخليج العربي، شرق المملكة العربية السعودية. وتتكون من سهل الصحراء المنخفضة يرتفع بلطف إلى جرف وسط منخفض مع أعلى نقطة 134 متر (440 قدم) جبل الدخان (جبل دخان الإعلان). وكانت مساحة البحرين الإجمالية نحو 665 كم2 (257 ميل2) ولكن نظرًا لاستصلاح الأراضي، زادت المساحة إلى 785.08 كم2 (303.12 ميل2)، وهي مساحة أكبر قليلا من جزيرة آيل أوف مان. كثيرًا ما توصف بأنها أرخبيل من 33 جزيرة، تغيرت, مشاريع استصلاح الأراضي واسعة النطاق هذه، وبحلول أغسطس 2008 زادت من عدد من الجزر ومجموعات من الجزر إلى 84. البحرين لا تشترك في الحدود البرية مع دولة أخرى ولكن لديها 161 كم (100 ميل) خط ساحلي. كما يدعي البلاد 22 كم مزيد (12 نمي) من البحر الإقليمي و 44 كم (24 نمي) المنطقة المتاخمة. أكبر الجزر جزيرة البحرين هي البحرين، جزيرة المحرق، جزيرة أم النعسان، جزيرة سترة. البحرين لديها شتاء معتدل وصيف حار جدا الرطبة. وتشمل الموارد الطبيعية في البلاد كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي وكذلك الأسماك في المياه البحرية. يشكل الأراضي الصالحة للزراعة 2.82% فقط من المساحة الكلية. %92 من البحرين الصحراوية مع الجفاف الدورية والعواصف الترابية المخاطر الطبيعية الرئيسية للبحرينيين. وتشمل القضايا البيئية التي تواجه البحرين التصحر الناتجة عن تدهور الأراضي الصالحة للزراعة محدودة، وتدهور المناطق الساحلية (أضرار في السواحل والشعاب المرجانية، والنباتات البحرية) الناتجة عن تسرب النفط وتصريفات أخرى من الناقلات الكبيرة، مصافي النفط، ومحطات التوزيع، واستصلاح الأراضي بشكل غير قانوني في أماكن مثل خليج توبلي. أدى القطاعات الزراعية والمحلية على الاستفادة من الدمام المياه الجوفية، والمياه الجوفية الرئيسية في البحرين، إلى تملح من قبل الهيئات المالحة والمياه المالحة المجاورة. حددت دراسة الكيميائي مواقع مصادر المياه الجوفية وتملح حددت مناطق نفوذهم. ويشير التحقيق إلى أن نوعية المياه الجوفية بشكل ملحوظ حيث يتم تعديل تدفقات المياه الجوفية من المناطق الشمالية الغربية من البحرين، حيث يتلقى طبقة المياه الجوفية المياه من خلال التدفق تحت سطح الأرض الوحشي من شرق المملكة العربية السعودية، إلى الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية. ويتم تحديد أربعة أنواع من تملح المياه الجوفية: المياه المالحة تصل التدفق من المناطق الكامنة في الماء الأجاج في مناطق شمال ووسط وغرب وشرق؛ تسرب مياه البحر في المنطقة الشرقية؛ تسرب المياه السبخة في المنطقة الجنوبية الغربية؛ وتدفق عودة الري في منطقة محلية في المنطقة الغربية. وتناقش أربعة بدائل لإدارة نوعية المياه الجوفية التي تتوفر للسلطات المياه في البحرين وتقترح المجالات ذات الأولوية، وبناء على نوع ومدى كل مصدر الملوحة، بالإضافة إلى استخدام المياه الجوفية في تلك المنطقة. التنوع البيولوجي تم تسجيل أكثر من 330 نوعا من الطيور في أرخبيل البحرين، 26 نوعا منها يتكاثر في البلاد. الملايين من الطيور المهاجرة تمر عبر منطقة الخليج في أشهر الشتاء والخريف. واحد الأنواع المهددة بالانقراض عالميا، شلاميدوتيس المتموجة، هو مهاجر العادية في الخريف. والعديد من الجزر والبحار الضحلة البحرين مهمة على الصعيد العالمي ل تربية من فالشركركس نيجرجلرس مسكوكة من الطيور، تم تسجيل ما يصل إلى 100،000 زوجا من هذه الطيور على جزر حوار. تم العثور على الأنواع فقط 18 من الثدييات في البحرين، والحيوانات مثل الغزلان والأرانب الصحراوية والقنافذ شائعة في تم اصطيادها البرية ولكن المها العربي من الانقراض في الجزيرة. سجلت 25 نوعا من البرمائيات والزواحف، فضلا عن 21 نوعا من الفراشات و307 نوع من النباتات. والبيئة الحيوية البحرية متنوعة وتشمل الأعشاب البحرية واسعة النطاق سرير والمسطحات الطينية، والشعاب المرجانية غير مكتمل وكذلك الجزر البحرية. الأعشاب البحرية أسباب تستخدم علفا مهما بالنسبة لبعض الأنواع المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر والسلاحف الخضراء. وفي عام 2003، حظرت البحرين القبض على الأبقار البحر والسلاحف البحرية والدلافين ضمن مياهها الإقليمية. توفر منطقة جزر حوار محمية التغذية والتربية أساس قيمة لمجموعة متنوعة من الطيور البحرية المهاجرة، وهو موقع معترف بها دوليا لهجرة الطيور. مستعمرة تربية سقطرى الغاق على جزر حوار هي الأكبر في العالم، تستخدم علفا للأبقار البحر وحول الأرخبيل تشكل ثاني أكبر تجمع الأطوم بعد أستراليا. البحرين لديها خمسة مناطق محددة المحمية، أربعة منها هي البيئات البحرية وهم:- جزر حوار جزيرة مشتان، قبالة ساحل البحرين. دوحة عراد، في عراد. خليج توبلي محمية العرين، والتي هي حديقة للحيوانات ومركزا لتربية الحيوانات المهددة بالانقراض، هي منطقة محمية فقط على الأرض، وكذلك المنطقة المحمية الوحيدة التي تدار على أساس يوما بعد يوم. النقل والمواصلات البحرين لديها مطار دولي رئيسي واحد، ومطار البحرين الدولي الذي يقع في جزيرة المحرق، في الشمال الشرقي. التعامل مع المطار أكثر من 100،000 رحلة جوية وأكثر من 8 ملايين مسافر في عام 2010. الناقل الوطني لمملكة البحرين، وتعمل شركة طيران الخليج والقواعد نفسها في مطار البحرين الدولي. البحرين لديها شبكة طرق متطورة، ولا سيما في المنامة. اكتشاف النفط في 1930 في وقت مبكر تسارع إنشاء الطرق والطرق السريعة متعددة في البحرين، وربط العديد من القرى المعزولة، مثل البديع، إلى المنامة. إلى الشرق، ارتبطت المنامة إلى المحرق منذ عام 1929 بجسر الشيخ حمد، تم بناء الجسر الجديد في عام 1941 الذي حل محل الجسر الخشبي القديم. حاليا هناك ثلاثة جسور الحديثة التي تربط الموقعين. العبور بين الجزيرتين بلغت ذروتها بعد بناء مطار البحرين الدولي في عام 1932. بنيت الطرق الدائري والطرق السريعة في وقت لاحق للاتصال المنامة إلى قرى المحافظة الشمالية ونحو بلدات في وسط وجنوب البحرين. ترتبط الجزر الرئيسية الأربعة وجميع البلدات والقرى التي كتبها الطرق التي شيدت بشكل جيد. كان هناك 3،164 كم (1،966 ميل) من الطرق في عام 2002، منها 2،433 كم مهد (1،512 ميل). الجسر تمتد أكثر من 2.8 كم (2 ميل)، وربط جزيرة المحرق المنامة مع، وجسر آخر ينضم سترة إلى الجزيرة الرئيسية. جسر الملك فهد، وقياس 24 كم (15 ميل)، يربط البحرين مع البر الرئيسي المملكة العربية السعودية عبر جزيرة أم النعسان. تم الانتهاء منه في ديسمبر كانون الأول عام 1986، وبتمويل من المملكة العربية السعودية. في عام 2008، كان هناك 17743495 راكبا تمر عبر الجسر. كما أن من المحتمل إقامة جسر جديد يربط بين السعودية و البحرين من خلال جسر الملك حمد، الذي سيشتمل على سكة حديد يربط بين الدولتين. ميناء البحرين من ميناء سلمان هو الميناء الرئيسي للبلاد ويتكون من 15 رصيفا. وفي عام 2001، كانت البحرين تمثل الأسطول التجاري من ثماني سفن من 1،000 جي آر تي أو أكثر، بلغ مجموعها 270784 حمولتها. السيارات الخاصة وسيارات الأجرة الوسيلة الأساسية للنقل في المدينة. الاتصالات السلكية واللاسلكية بدأ قطاع الاتصالات في البحرين رسميا في عام 1981 مع تأسيس أول شركة بحرينية للاتصالات وهي بتلكو التي احتكرت القطاع حتى عام 2004. في عام 1981، كان هناك أكثر من 45،000 الهواتف في استخدامها في البلاد. بحلول عام 1999، كان أكثر من 100،000 بتلكو عقود الهواتف النقالة. وفي عام 2002، تحت ضغط من الهيئات الدولية، نفذت البحرين قانون الاتصالات والتي تضمنت إنشاء هيئة مستقلة لتنظيم قطاع الاتصالات. وفي عام 2004، دخلت شركة زين (بدأت نسخة بإعادة تسمية من إم تي سي فودافون) في الاتصالات البحرينية عام 2010، ثم تلتها إس تي سي البحرين (كانت تسمى آنذاك فيفا، وهي مملوكة من قبل إس تي سي السعودية) لتصبح الشركة الثالثة لتقديم خدمات الهاتف النقال. وقد رُبِطَت البحرين إلى شبكة الإنترنت منذ عام 1995 مع لاحقة المجال في البلاد .bh. درجة اتصال الدولة (إحصائية والذي يقيس كلا من الوصول إلى الإنترنت والثابتة وخطوط الهاتف المحمول) هو 210.4 في المئة للشخص الواحد، في حين أن المتوسط الإقليمي في دول الخليج هو 135.37 في المئة. وقد ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في البحرين من 40،000 في عام 2000 إلى 250،000 في عام 2008، أو من 5،95 حتى 33 في المئة من السكان. اعتبارا من أغسطس عام 2013، الهيئة رخصت 22 مزودو خدمات الإنترنت. وسائل الإعلام النيابة البحرينية مخاطر الصحفيين عن الجرائم التي تشمل «تقويض» الحكومة والدين. الرقابة الذاتية على نطاق واسع. تم استهداف الصحفيين من قبل المسؤولين أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011. وقد أقال ثلاثة محررين من المعارضة الوسط (صحيفة بحرينية) اليومية وتغريم وقت لاحق لنشر أنباء «كاذبة». تم طرد العديد من المراسلين الأجانب. معظم المذيعين المحلية هي التي تديرها الدولة. وجدت لجنة تحقيق مستقلة، أنشئت للنظر في الاضطرابات، أن التغطية الإعلامية كانت الدولة في بعض الأحيان التهابات. قالت أنها عانت جماعات المعارضة من عدم الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسية، وأوصت بأن الحكومة «النظر في تخفيف الرقابة». تستضيف مملكة البحرين في قناة أخبار العرب تمولها السعودية، ومن المتوقع أن تطلق في ديسمبر كانون الأول 2012. وسوف يستند عليه في المخطط «مدينة دبي للإعلام». محطة الفضائية المعارضة، والوا التلفزيون، وتعمل من لندن ولكن وجدت إشاراته المحظورة. بحلول ديسمبر 2011، كان 694،000 البحرين مستخدمي الإنترنت. منصة «يوفر مساحة حرة ترحيب للصحفيين، على الرغم من واحد التي تم مراقبتها على نحو متزايد»، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود. أهداف تصفية صارمة السياسية وحقوق الإنسان والمواد الدينية والمحتويات التي يعتبرها الطلبة فاحشة. كانت المدونين ومستخدمي الإنترنت الأخرى بين المعتقلين خلال الاحتجاجات في عام 2011. الإذاعة والتلفزيون تعتبر البحرين من الدول السباقة في الخليج العربي من هذا القطاع، وذلك بإنشاء تلفزيون البحرين. الصحافة صحيفة أخبار الخليج (يومية): وهي الصحيفة الأولى في البحرين منذ 1976م صحيفة الأيام (يومية) صحيفة الوطن (يومية) صحيفة الوسط (يومية) صحيفة البلاد (يومية) صحيفة العهد (أسبوعية) صحيفة النبأ (أسبوعية) صحيفة أسواق (أسبوعية اقتصادية) صحيفة الميثاق (يومية) المناخ يتميز مناخ البحرين بقلة الأمطار وحرارة الشمس وشدة الرطوبة حيث يكون في البحرين ما يعرف بالإرهاق الحراري وهو شدة الحرارة وشدة الرطوبة. تشهد البحرين فصلين أساسيين في السنة تتفاوت فيهما درجات الحرارة وهما: فصل الصيف شديد الحرارة والجفاف والرطوبة العالية التي تصل إلى أكثر من 80% في بعض الفترات ولا تسقط فيه الأمطار. فصل الشتاء تنخفض خلاله درجات الحرارة قليلًا، وتكون ليالي الشتاء أكثر انخفاض لدرجات الحرارة من النهار حيث يكون الجو معتدلا وجميلا وتسقط كميات قليلة من الأمطار. أما الربيع والخريف فهما فصلان قصيران في البحرين. الأمطار القليلة التي تسقط في البحرين تجعل النباتات الطبيعية قليلة وهي لا تختلف عما ينبت في سائر دول الخليج العربي وهذه النباتات من الأنواع القادرة على تحمل الجفاف، وتتمثل ببعض الأعشاب والشجيرات. وتقل الحيوانات البرية في البحرين لقلة الماء والنبات، ومن حيوانات البحرين البرية: الغزال والأرنب والنمس الضب. الطيور البرية قليلة أيضًا في البحرين، وهي على نوعين هما: طيور مقيمة كالدوري والعقاب والبوم والبلبل. طيور عابرة مهاجرة كالغراب والسنونو والنورس. التركيبة السكانية يشكل البحرينيين 46% من السكان بينما يشكل غير البحرينيين 54% من السكان، حسب سنة 2010. في عام 2010، نما عدد سكان البحرين إلى 1.2 مليون نسمة، منها 568،399 كانت البحريني و666172 وغير المواطنين. وكان قد ارتفع من 1.05 مليون (517368 غير المواطنين) في عام 2007، وهو العام الذي عبرت سكان البحرين حاجز المليون. على الرغم من أن الغالبية العظمى من السكان عرب، وعدد كبير من الناس من جنوب آسيا يعيشون في البلاد. في عام 2008، عاش ما يقرب من 290،000 من الرعايا الهنود في البحرين، مما يجعلها أكبر جالية في البلاد. البحرين هي رابع دولة ذات سيادة الأكثر كثافة سكانية في العالم ذات الكثافة السكانية من 1،646 نسمة لكل KM2 في عام 2010. والدول ذات السيادة فقط مع الكثافة السكانية هي أكبر الدول المدينة. ويتركز جزء كبير من هذه الفئة من السكان في شمال البلاد مع المحافظة الجنوبية كونها جزء الأقل كثافة سكانية. شمال البلاد هو تحضرا بحيث يعتبر من قبل بعض لتكون منطقة حضرية كبيرة واحدة. الدين البحرين هي دولة إسلامية مما جعل من الإسلام دينها الرسمي. بحسب تعداد السكان عام 2010 ويشكل المسلمون في البحرين غالبية السكان إذ يبلغ عددهم ما يعادل 70.3% من إجمالي السكان، وتشكل المسيحيون 14.5% من السكان، بينما يعتنق 15.2% من السكان ديانات أخرى. لا توجد هناك أرقام رسمية لنسبة الشيعة والسنة بين المسلمين في البحرين. على الرغم من ذلك، كشفت وثيقة بحرينية رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء والمعلومات عن دراسة قام بها فريق بحثي خاص خلال الفترة من 4 يوليو/ تموز وحتى 15 نوفمبر/ كانون الأول 2010، أن نسبة المواطنين السنة من إجمالي مواطني البلاد تعادل 51%، في حين توقفت نسبة الطائفة الشيعية عند 49%. لكن في تقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، أوردت الصحيفة أن ما يقرب 65-75% في المئة من المسلمين البحرينيين هم من الشيعة واللذين يمثلون الأغلبية. هناك طائفة مسيحية محلية في البحرين. عدد المواطنين البحرينيين المسحيين يقارب 1,000 شخص. وغالبية المواطنين البحرينيين المسيحيين يميلون إلى أن يكونوا من المسيحيين الأرثوذكس، ويتمتع المسيحيين بالحرية الدينية والاجتماعية على قدم المساواة، والبحرين لديها العديد من الأعضاء المسيحيين في الحكومة البحرينية. المغتربون المسيحيون يشكلون غالبية المسيحيين في البحرين، في حين يشكل البحرينيين المسيحيين (الذين يحملون الجنسية البحرينية) مجتمع أصغر. أليس سمعان، والسفير البحريني الحالي في المملكة المتحدة هم من أصول مسيحية. كما أن الجالية اليهودية المحلية في البحرين يبلغ عددها سبعة وثلاثين من المواطنين البحرينيين. مصادر مختلفة نذكر الجالية اليهودية المحلية في البحرين بأنها 36-50 من الناس, وينشط اليهود البحرينيين في المجال السياسة. انتخب رجل أعمال يهودي، إبراهيم داود نونو، في مجلس الشيوخ المعين من البرلمان (مجلس الشورى). في عام 2008 تم تعيين هدى نونو اليهودية الدين سفيرة البحرين لدى الولايات المتحدة. هناك في البحرين أيضًا مجتمع بهائي من المواطنين، ويشكل البهائيين ما يقارب من 1% من مجموع السكان في البحرين. بسبب تدفق المهاجرين والعمال الضيوف من البلدان غير مسلم، مثل الهند والفلبين وسريلانكا، النسبة الإجمالية للمسلمين في البلاد قد انخفض في السنوات الأخيرة. وفقا لتعداد عام 2001، كان 81.2% من سكان البحرين مسلمين، وكان 10% من المسيحيين، ويمارس 9.8% الهندوسية أو الأديان الأخرى. سجلات تعداد عام 2010 أن نسبة المسلمين قد انخفضت إلى 70.2% (فإن تعداد عام 2010 لا يفرق بين الأديان). الثقافة يوصف أحيانا البحرين بأنها «لايت الشرق الأوسط» بسبب مزيج من البنية التحتية الحديثة مع هوية الخليج العربي. بينما الإسلام هو الدين الرئيسي، ومن المعروف البحرينيين للتسامح تجاه ممارسة الأديان الأخرى. وخففت القواعد المتعلقة بالزي الإناث عموما بالمقارنة مع جيرانها الإقليميين؛ الزي التقليدي للمرأة وعادة ما تشمل أو العباءة على الرغم من أن الذكور بالزي التقليدي هو الثوب الذي يتضمن أيضا أغطية الرأس التقليدية مثل كوفية، الغترة والعقال. الملابس الغربية هو أمر شائع في البلاد. الأدب تعتبر الحركة الثقافية في البحرين من أكثر الحركات الثقافية نشاطًا في منطقة الخليج العربي، فمنذ العشرينيات دخل التعليم دولة البحرين، وأخذت شرائح المجتمع بالتواصل مع الثقافة المحيطة، من خلال المجلات والدوريات العربية، مما ساعد على بناء قواعد ثقافية جيدة، تحصد البحرين اليوم نتاج هذه الفترة، فهناك الكثير من المسارح كمسرح أوال ومسرح جلجامش ومسرح الصواري، بجانب دور الثقافة كأسرة الأدباء والكتاب البحرينية، ومركز شيخ إبراهيم، والملتقى الثقافي الأهلي، وكذلك بالنسبة للنشاط الفني سواء في الموسيقى أو الرسم، فهناك أكثر من جمعية تهتم بتطوير الكادر البحريني، ووضعه في السياق الحضاري بجانب أخوة في مساحة الكون. الموسيقى تعتبر الحركة الموسيقية والفنية في البحرين من أكثر الحركات نشاطا في دول الخليج العربي ولكن يؤخذ عليها بانعدام الدعم المادي من الجهات المختصة. الفن ظهرت الحركة الفنية البحرينية الحديثة في 1950، مع إنشاء نادي الفنون والآداب في عام 1952. خدم النادي كمجموعة مظلة للفنانين المحترفين والهواة، والموسيقيين، والجهات الفاعلة في البحرين. في عام 1956، أول عقدت معرض فني في العاصمة البحرينية المنامة. التعبيرية والسريالية، فضلا عن فن الخط العربي هي أشكال شعبية الفنية في البلاد. وقد اكتسب شعبية التعبيرية التجريدية في العقود الأخيرة. المسرح مسرح البحرين بتصميمة الحالي أنشئ في أوائل القرن 20، بعد إدخال التعليم النظامي في البلاد. وقد كانت مسرحيات الظل وعروض الدمى واسعة الانتشار سابقًا في البحرين، وأدخلت على النمط الأوروبي مسرحيات الدراما لأول مرة في المدارس والمسرحيات التي كتبها المسرحيين العرب والَّتِي سيتم في وقت لاحق تضمينها في المناهج الدراسية. كما أصبح المجتمع المدني أكثر اهتمامًا بالمسرح وتتأثر أمثال توفيق الحكيم وسعد الله ونوس، شهدت البحرين عصر ذهبي من 1970 من الكتاب المسرحيين مثل علي الشرقاوي، إبراهيم العريض، عقيل سوار ويوسف الحمدان. تستضيف البلاد ثلاث شركات للمسرح. مسرح أوال، مسرح الجزيرة ومسرح الصواري. وفي عام 2012 تم افتتاح المسرح الوطني. توجد عدة شركات ومؤسسات مسرحية ومنها:- مسرح الصواري مسرح أوال مسرح البيادر مسرح جلجامش مؤسسة المسرج الشعبي مؤسسة المسرح الأهلي مسرح الريف مسرح مؤسسة البحرين للإنتاج الفني مسرح البحرين الوطني مسرح الدانة اللغات واللهجات اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البحرين، على الرغم من أن اللغة الإنجليزية تستخدم على نطاق واسع. اللهجة البحرينية هي اللهجة المُستخدمة في مملكة البحرين وهي مشابهة للهجات دول الخليج العربية على الرغم من الاختلافات الطفيفة. كما يتحدث البحارنة (البحرينيون الشيعة) لهجة أخرى تسمى البحرانية وهي لهجة مشابهة للهجة أهل القطيف والشرقية في السعودية. اللغة العربية تلعب دورا هاما في الحياة السياسية، و وفقا للمادة 57 (ج) من دستور البحرين، يجب أن يكون النائب يجيد اللغة العربية للوقوف عن البرلمان. بين السكان البحرينيين وغير البحرينيين، وكثير من الناس يتحدثون الفارسية، اللغة الرسمية في إيران، أو الأردية، وهي اللغة الرسمية في باكستان. والنيبالية أيضا تحدث على نطاق واسع في العمال النيباليين والمجتمع جورخا الجنود. ويتحدث المالايالامية والتاميل والهندية بين الجاليات الهندية كبيرة. العديد من المؤسسات التجارية وعلامات الطرق هي ثنائية اللغة، وعرض باللغتين العربية والإنجليزية. التعليم لمحة تاريخية كان التعليم بالبحرين في مطلع القرن العشرين مقصورًا على الكتاتيب فقط وهي بيوت تعليمية تقليدية هدفها تعليم قراءة القرآن، ولم تكن تلك الكتاتيب تحقق كفاية تعلمية تناسب التطور العلمي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، فقد تغيرت الأمور وأدى انفتاح البحرين إلى إحداث تغييرات سياسية واجتماعية كبيرة فيها، ونتج عن ذلك انبثاق الوعي الثقافي والاجتماعي بين أفراد مجتمع البحرين، وبحكم ذلك ظهرت الحاجة إلى إنشاء معاهد تعليمية حديثة تختلف عن الكتاتيب من حيث نظمها ومناهجها وأهدافها. قبيل سنة 1919م تشاور أهل الرأي في جزيرة المحرق وأجمعوا على ضرورة العمل لإنشاء مدرسة نظامية، فبارك شيوخ البلاد هذا النداء واكتتبوا لصالح المشروع وبُدئ العمل المنظم وتأسست مدرسة الهداية الخليفية للبنين في سنة 1919م في المنطقة الشمالية من مدينة المحرق. هذا وقد قام بإنشاء هذه المدرسة لجنة من الأهالي برعاية الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة وزير المعارف السابق بمساعدة التبرعات التي جمعت لهذا الغرض. وفي سنة 1926م قامت اللجنة الأهلية المشرفة على التعليم آنذاك بتأسيس المدرسة الثانوية للبنين في مدينة المنامة(عاصمة البحرين). ولم تكن الفتاة في البحرين بمنأى عن التعليم، فقد سنحت لها فرصة التعليم النظامي بعد أن استشعر الأهالي بضرورة التعليم للبنات كضرورته للبنين، لذا افتتحت أول مدرسة نظامية للبنات في سنة 1928م أطلق عليها مدرسة الهداية الخليفية للبنات. ونظرًا للصعوبات المالية والإدارية التي واجهت اللجنة المشرفة على التعليم عمدت الحكومة سنة 1930م إلى تولي مسؤولية هذه المدارس ووضعتها تحت إشرافها المباشر في مسمى وزارة التربية والتعليم. التعليم الآن في سنة 2004 دخل التعليم في مملكة البحرين مرحلة التكنولوجيا وذلك من خلال مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل والتي تهدف لربط جميع مدارس البحرين بالشبكة الإلكترونية وتفعيل التعلم الإلكتروني ليكون داعما أساسيا للتعليم. والهدف الأساسي لهذا المشروع هو تفعيل التعليم في كل مكان في كل زمان، وصار التعليم إلزامي ومجاني لكل بحريني، وانتشرت المدارس في جميع أنحاء المدن للجنسين. ومؤخرًا في عام 2006 تأسس معهد الإدارة العامة بموجب المرسوم رقم (65) لسنة 2006 الصادر عن الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين في 28 يونيو 2006. ويهدف المعهد إلى تطوير الإدارة العامة والتدريب في وزارات ومؤسسات الدولة، والإسهام في إعداد وتدريب العاملين فيها، وفقًا لمتطلبات برامج التدريب والتطوير والأبحاث والعمل الاستشاري الذي يقره مجلس إدارة المعهد على نحو يكفل الارتقاء بمستوى الإدارة العامة ودعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الجامعات في البحرين جامعة البحرين جامعة الخليج العربي معهد الادارة العامة (مملكة البحرين) بوليتكنك البحرين جامعة المملكة (البحرين) جامعة دلمون الجامعة الأهلية جامعة العلوم التطبيقية جامعة نيويورك الجامعة العربية المفتوحة جامعة AMA جامعة المملكة للبنات الجامعة الكندية كلية البحرين للمعلمين الجامعة الملكية للبنات الجامعة الأيرلندية RCSI-MUB معهد بيرلا للتكنولوجيا الجامعة الخليجية كلية الشيخ عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية القوات المسلحة المملكة لديها قوة عسكرية صغيرة مجهزة تجهيزا جيدا ولكن قوة دفاع البحرين (BDF)، الذين يبلغ عددهم حوالي 13،000 فرد. والقائد الأعلى للجيش البحريني هو الملك حمد بن عيسى آل خليفة ونائب القائد الأعلى هو ولي العهد، سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة. تم تجهيز BDF في المقام الأول مع أجهزة الولايات المتحدة الأمريكية، مثل المقاتلة F16، والمقاتلة F5 الحرية، UH 60 بلاك هوك ودبابات M60A3، ويو إس إس السابقين جاك ويليامز، والتي سُمّيت فئة الفرقاطة أوليفر هازارد بيري RBNS سبها. حكومة البحرين لديها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، بعد أن وقعت اتفاقية تعاون مع الولايات المتحدة العسكرية وقدمت الولايات المتحدة قاعدة في الجفير منذ 1990 في وقت مبكر، على الرغم من وجود البحرية الأمريكية موجودة منذ عام 1948. هذا هو منزل من مقر للقائد، الولايات المتحدة القوات البحرية القيادة المركزية (COMUSNAVCENT) / الولايات المتحدة الاسطول الخامس (COMFIFTHFLT), وحول 6،000 العسكريين في الولايات المتحدة. السياحة تزدهر السياحة في البحرين وخصوصًا في السنوات الأخيرة. ومعظم السياح يأتون من الدول الخليجية المجاورة بحكم الجسر مع المملكة العربية السعودية وذلك خاصة بعد بدأ السماح بالمرور بالبطاقة المدنية، بالإضافة إلى سياح من دول مختلفة. وأحد أسباب هذا الازدهار المعالم السياحية التي يعود أصلها للحضارات القديمة مثل حضارة دلمون التي كانت في المنطقة. هذا بالإضافة إلى بعض المعالم الحديثة التي أثرت الحركة السياحية في البحرين، وكذلك سباقات الخيول وسباقات السيارات والفورملا 1. وأيضًا كثرة الأسواق الشعبية وأسواق الذهب. والملاهي الليلية كما يعود ذلك للأمان النفسي مقارنه ببقية دول العالم ولأخلاق شعب البحرين التي تحبب الزائر في رحلته. المواقع التاريخية والأثرية المتاحف متحف البحرين الوطني متحف راشد العريفي المحرق متحف الغوص والؤلؤ متحف موقع قلعة البحرين بيت القرآن متحف النفط القلاع الأثرية قلعة البحرين تعرف أيضا بـ«قلعة البرتغال» قلعة عراد قلعة الرفاع تعرف أيضا بـ«قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح» قلعة بو ماهر أخرى مسجد الخميس مدافن دلمون مقابر عالي عين أم السجور معبد باربار معبد الدراز مستوطنة سار القبور المتشابكة غربي مستوطنة سار جامع سماهيج بيت سيادي بيت الشيخ عيسى بن علي بيت خلف عمارة بن مطر سوق القيصرية مدرسة الهداية الخليفية بيت جمشير حقول تومولي في منطقة العرين توجد بالبحرين أكبر مقبرة تاريخية بالعالم وهي على شكل روابي (تلال) وتسمى مقابر عالي مختلفة الحجم والشكل. وتوجد بمنطقة عالي بالمحافظة الوسطى، ولهذه المقابر تاريخ عريق قديم منذ عهد حضارة دلمون. حيث كان الدلمونيون يدفنون موتاهم في تلك التلال وهي (قبور) ويدفنون معهم حاجياتهم النفيسة والثمينة، كما يدفنون معهم جِـِراب الماء الفخارية، والمقتنيات الثمينة ظنًا منهم واعتقادا أن هذا الميت قد يعود للحياة في أي لحظة. المقاصد السياحية من أشهر المقاصد السياحية في البحرين الحدائق والمنتزهات جنة دلمون المفقودة منتزه عذاري حديقة المحرق الكبرى المائية حديقة المحرق حديقة الحد حديقة عراد حديقة قلالي حديقة حسان بن ثابت حديقة علاء الدين حديقة الكراني حديقة المطار دوحة عراد * الليوان الحديقة المائية حديقة خليفة الكبرى منتزه الأمير خليفة بن سلمان المجمعات التجارية تعد المجمعات التجارية أحد أهم مقومات السياحة في البحرين، وهذه عينة من مجمعات البحرين: سيتي سنتر البحرين مجمع السيف (المنامة) مجمع السيف (المحرق) مجمع السيف (مدينة عيسى) مجمع الدانة مجمع البحرين مجمع العالي مارينا مول يتيم سنتر كونتري مول جواد فود قاردن مجمع سترة الأفنيوز البحرين شيراتون مودا مول لولو مول نجيبي سنتر مجمع الرفاع مجمع لولو هايبر ماركت مركز رامز التجاري مجمع العاصمة مجمع وادي السيل مجمع الواحة (الرفاع) مجمع الواحة (الجفير) مجمع الريف مجمع الرملي مجمع الإنماء سلطان مول الجفير مول الشواطئ يوجد بالبحرين عدة شواطئ ومنها: شاطئ بلاج الجزائر شاطئ النادي البحري شاطئ الحوض الجاف شاطئ المحرق ساحل المالكية شاطئ كرباباد شاطئ حالة بوماهر شاطئ عراد شاطئ البسيتين شاطئ السيول شاطئ الدير شاطئ الحد شاطئ قلالي شاطئ سماهيج شاطئ الدراز الكورنيشات كورنيش الملك فيصل كورنيش الغوص كورنيش أبوصبح كورنيش عراد كورنيش خليفة الكبير كورنيش الفاتح منشئات أخرى حلبة البحرين الدولية مدينة المعارض شجرة الحياة بيت الجسرة مركز الجسرة للحرفيين محمية العرين ساعات العمل العمل الحكومي: الأحد إلى الخميس 7:00 صباحًا إلى 2:15 بعد الظهر، الجمعة والسبت إجازة. المؤسسات التجارية: في الغالب من 8:00 صباحًا إلى 3:30 بعد الظهر، أو من 8:00 صباحًا إلى 1:00 بعد الظهر، ثم من 3:00 إلى 5:30 بعد الظهر (أيام العمل: السبت إلى الخميس أو السبت إلى الأربعاء أو الأحد إلى الخميس). الأسواق والمحلات التجارية: غالبًا 8:30 صباحًا إلى 12:30 بعد الظهر، ثم من 3:30 إلى 7:30 بعد الظهر، (أيام العمل: كل الأيام، ما عدا الجمعة التي تفتح فيه بعض المحلات جزئيًا) البنوك: الأحد إلى الخميس من 7:30 صباحًا إلى 2 بعد الظهر (بعض الفروع تفتح مساءً أيضًا من 3:30 إلى 5:30 بعد الظهر)، الخميس من 7:30 إلى 11:00 صباحًا، الجمعة إجازة. قد تتغير أوقات العمل في رمضان. الرعاية الصحية البحرين لديها نظام الرعاية الصحية الشاملة، التي يعود تاريخها إلى عام 1960. الرعاية الصحية التي توفرها الحكومة مجانا للمواطنين البحرينيين والمدعم لغير البحرينيين. وشكلت نفقات الرعاية الصحية ل 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي في البحرين، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. الأطباء البحرينية والممرضات تشكيل غالبية القوة العاملة في البلاد في قطاع الصحة، على عكس دول الخليج المجاورة. وكان أول مستشفى في البحرين هو مستشفى الإرسالية الأمريكية، الذي افتتح في عام 1893 كمستوصف. المستشفى العام الأول كان، وكذلك المستشفى الجامعي، لفتح في البحرين مجمع السلمانية الطبي، في حي السلمانية بالمنامة، في عام 1957. وأيضًا مستشفى قوة دفاع البحرين (الذي يعرف محليًا باسم المستشفى العسكري)، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمات والرعاية الصحية المجانية لغير المدنيين. المستشفيات الخاصة موجودة أيضا في جميع أنحاء البلاد، مثل مستشفى البحرين الدولي. متوسط العمر المتوقع في البحرين هو 73 للذكور و76 للإناث. بالمقارنة مع العديد من البلدان في المنطقة، وانتشار الإيدز وفيروس نقص المناعة منخفضة نسبيا. الملاريا والسل (TB) لا تشكل مشاكل كبيرة في البحرين، لا المرض الأصليين للبلاد. ونتيجة لذلك، انخفضت حالات الملاريا والسل في العقود الأخيرة مع حالات تقلصات بين المواطنين البحرينيين أصبحت نادرة. ترعى وزارة الصحة حملات التطعيم ضد السل العادية وغيرها من الأمراض مثل التهاب الكبد ب. والبحرين التي تعاني حاليا من وباء السمنة 28.9% من جميع الذكور و38.2% من مجموع الإناث تصنف على أنها بدينة. كما أن البحرين واحدة من أعلى معدلات انتشار مرض السكري في العالم (المكان 5)، مع أكثر من 15% من السكان البحرينيين الذين يعانون من هذا المرض، ويمثل 5% من الوفيات في البلاد. تمثل الأمراض القلبية الوعائية 32% من جميع الوفيات في البحرين، ويجري رقم واحد سبب للوفاة في الدولة (الكائن الثاني السرطان). المنجلية فقر الدم المنجلي والثلاسيميا هي السائدة في البلاد، مع دراسة خلصت إلى أن 18% من البحرينيين يحملون فقر الدم المنجلي في حين أن 24% من حاملي الثلاسيميا. الأعياد والعطلات الرسمية في 1 سبتمبر 2006، تغيرت عطلة نهاية الأسبوع في البحرين من كونها الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، من أجل أن يكون يوم عطلة نهاية الأسبوع مشتركة مع بقية العالم. يتم سرد العطل ملحوظ في البلاد أدناه: انظر أيضًا رئيس وزراء البحرين مساجد وجوامع البحرين قديما الاستشهادات الملاحظات مراجع صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4398 - الإثنين 22 سبتمبر 2014م الموافق 28 ذي القعدة 1435هـ وصلات خارجية صفحة البحرين الحكومية وكالة أنباء البحرين بحرين بحرين أنظمة ملكية دستورية أنظمة ملكية في آسيا بلدان تغيرت مسمياتها بحرين بلدان مطلة على الخليج العربي بلدان وأقاليم ناطقة بالإنجليزية بحرين بلدان ومقاطعات ناطقة بالفارسية تأسيسات سنة 1971 في البحرين حليف رئيسي خارج الناتو بحرين دول أعضاء في الأمم المتحدة بحرين دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي دول الشرق الأدنى بحرين دول إسلامية دول جزرية صغيرة نامية دول غرب آسيا دول وأقاليم أسست في 1971 شبه الجزيرة العربية ممالك ممالك عربية
3015
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9
أسبوع
الأُسبوع هو وحدة زمنية أطول من اليوم وأقصر من الشهر. يكون طول الأسبوع سبعة أيام رغم أنه لا أصل فلكي لهذه المدة. ولكن هناك اعتقاد بأن تقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام مرتبط بأمر الدين، ومأخوذ منه، وله تعلق بأخباره وأحكامه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: . أيام الأسبوع يختلف يومي بداية ونهاية الأسبوع من حضارة لأخرى، وفي الحضارة العربية، حسب ابن منظور في كتاب لسان العرب فإن الأسبوع يبدأ في يوم الأحد وينتهي في يوم السبت، أسلوب تسمية أيام الأسبوع قد يختلف بين لغة وأخرى: ففي بعض اللغات، كالعربية والعبرية والفارسية، اُشتقت أسماء أيام الأسبوع من الأرقام، بينما لغات أخرى قد تشتقها من أسماء الآلهة والأجرام السماوية وغيرها. قد يسبق أو يلحق يوم الأسبوع كلمة «يوم»، كما هو الحال في اللغة الفارسية والإنگليزية واليابانية. حقائق وأرقام الأسبوع = 7أيام = 168 ساعة = 10,080 دقيقة = 604,800 ثانية (أو 604,801 ثانية في حالة السنة الكبيسة) الأسبوع = 23% تقريباُ من الشهر القمري. سنة قمرية (هجرية مثلاُ) واحدة= 50 أسبوع + 4 أيام تقريباً سنة ميلادية واحدة= 52 أسبوع + يوم (أو يومين في حالة السنة الكبيسة) مراجع وحدات زمن
3016
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86
بوريون
البوريون: سلالة تركية حكمت في دمشق سنوات (1103-1154 م). مؤسس السلالة ظاهر الدين طغتكين (1103-1128 م) كان من المماليك، ثم أصبح من جنود السلاجقة في الشام. عين سنة 1095 م أتابكا (قائدا) على الشام من قبل الأمير السلجوقي «دقاق بن تتش». منذ 1103 م أصبح حكم دمشق وراثيا في أبناءه. استطاع أربعة من أبناءه الاحتفاظ بموقعهم رغم الظروف الصعبة. دام الوضع حتى سنة 1145 م تاريخ خلع الزنكيين لآخر الأمراء البوريين مجير الدين أبق (1134-1154 م). تعاونهم مع الباطنية عندما انتقل داعية الباطنية المدعو بهرام إلى دمشق من حلب دعا إلى مذهب الإسماعيلية وأظهر شخصيته، وأعانه على ذلك وزير طغتكين «أبو طاهر المزدقاني» فعظم شره، فخاف من أهل دمشق وطلب من طغتكين حصنا يأوي إليه هو وأتباعه، فأشار عليه المزدقاني بتسليمه قلعة بانياس غربي دمشق. فاستلمها وجمع فيها أصحابه، فعطم شره في البلاد، فأفاق طغتكين على ذلك ولكن توفي قبل أن يعمل شيئا، وعندما خلفه ابنه تاج الملك بوري على حكم دمشق أفرط المزدقاني في حماية الباطنية، فعرض على الصليبيين تسليمهم دمشق مقابل إعطائه هو والباطنيين مدينة صور بدلا عنها، وحدد أحد أيام الجمع لتنفيذها، حيث يكون المسلمون في المساجد مما يسهل فتح أبواب المدينة للفرنجة بسهولة. ولكن تم كشف المؤامرة قبل موعدها، فقتل السلطان بوري وزيره الخائن وأحرق جثته وعلق رأسه على باب القلعة ونادى بقتل الباطنية، واستمر أهل دمشق يذبحونهم في منتصف رمضان 523 هـ / 1129م حتى قتل منهم ستة آلاف نفس، وعند ذلك استنجد داعيتهم إسماعيل العجمي بالصليبيين ليحموه هو وأصحابه مقابل تسليمه قلعة بانياس لهم. قائمة الأمراء الصف المظلل باللون الأخضر يدل على وصاية معين الدين أنر. حل الزنكيون محل سلالة البورية. المصادر - Islam: Kunst und Architektur البوريون آسيا في القرن 12 الدولة السلجوقية في القرن 12 الدولة العباسية في القرن 12 انحلالات القرن 12 في آسيا انحلالات سنة 1154 في سوريا أشجار عائلة تاريخ دمشق تأسيسات سنة 1104 في آسيا تأسيسات سنة 1104 في سوريا دمشق الوسيطة دول إسلامية سابقة سلالات حاكمة تركية سلالات حاكمة مسلمة سنية سوريون من أصل تركي
3017
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88%20%D9%87%D9%88%D8%AF
بنو هود
بنو هود: سلالة عربية من ملوك الطوائف في الأندلس، حكموا في سرقسطة ما بين 1039-1110 م تنتسب إلى هود عبد الله ابن موسى بن سالم الجذامي من قبيلة جذام. استولى مؤسس السلالة سليمان بن هود (1039-1046 م) على سرقسطة على حساب بنو تُجيب. قام خلفاؤه، أحمد الأول المقتدر (1046-1081 م) ثم أحمد الثاني المستعين (1085-1110 م) بتشجيع حركة العمران (بناء الجعفرية) . قاد بنو هود حركة المقاومة ضد أتباع الموحدين في الأندلس. مع سقوط سرقسطة في أيدي الموحدين سنة 1110 فر عبد الملك (1110-1136 م) إلى الرويضة. استمر فرع بني هود هناك في الحكم حتى حدود سنة 1146 م. قائمة الأمراء المصادر - Islam: Kunst und Architektur بنو هود ‌ سلالات حاكمة عربية طائفة سرقسطة
3018
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AA%D9%82%D9%8A%D8%A9
الدولة الأرتقية
الدَوْلَةُ الأرْتُقِيَّةُ، نسبة إلى أرتق بن أكسب، ومنه سلالة الأراتقة أو الأرتقيين أو بني أرتق التركمانية، حكمت جنوب شرق الأناضول (ديار بكر ومردين) وشمال الجزيرة الفراتية، ما بين 1098 م - 1232 م، (واستمرت بعض الفروع حتى 1408 م). تاريخ الأرتقيون بعد انتصار السلاجقة في معركة ملاذكرد جاء الأرتقيون إلى الأناضول مع القبائل التركية الأخرى. كان مؤسس السلالة «أرتق بن أكسب» حاكما للقدس وفلسطين من قبل السلاجقة عام 1086 م. خلفه أبناؤه سنة 1091 م. قام الفاطميون بطردهم من فلسطين سنة 1098 م. فرت الأسرة إلى شمال العراق وشرق سورية واستطاعت أن تؤسس إمارة جديدة. أسس سقمان (1098-1104 م) فرعا حكم في ديار بكر وحصن كيفا (1098-1232 م)، كما قام أخوه إيلغازي (1104-1122م) والذي شغل منذ 1101 منصبا مهما لدى دولة العباسيين (متصرف بغداد). بتأسيس فرع حكم في ماردين وميافارقين (1104-1408 م) ثم فرعا آخر حكم في خرتبرت (هاربوت) (1185-1233 م). في بدايات عهد حكم الأسرة كانت رسميا تحت سلطة السلاجقة ثم وضعت نفسها تحت سلطة الزنكيين ثم الخوارزمشاهات. لم تعرف دولة الأرتقيون الاستقلال الحقيقي إلا مع ظهور الإمارات الصليبية في بلاد الشام. بلغت الدولة أوجها في عهد نصر الدين محمود (1201-1222 م) في ديار بكر. قضى الأيوبيون سنة 1232 م على هذا الفرع، ثم جاءت نهاية فرع ماردين على يد الخرفان السود (القراقويونلو) سنة 1408 م. قائمة الأمراء في ماردين قائمة الأمراء في خرتبرت قائمة الأمراء في خرتبرت: معرض صور المصدر Islam: Kunst und Architektur الأرتقيون مراجع أرتقيون إمارات الأناضول تأسيسات القرن 12 في الدولة السلجوقية تاريخ محافظة دياربكر تاريخ محافظة ماردين دول سابقة في العراق دول وأقاليم انحلت في عقد 1400 دول وأقاليم أسست في 1102 مسلمون عاصروا الحروب الصليبية
3019
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
الدولة الإلخانية
الدَّولَةُ الإِلخَانِيَّةُ أو الدَّولَةُ الإيلخَانِيَّةُ أو دَولَةُ مَغُولِ فَارِسَ (بِالفارسيَّة: ؛ بِالمغوليَّة: ) هي دولةٌ قامت بدايةً كإحدى خانيَّات إمبراطوريَّة المغول، واحتلَّت الرُكن الجنوبي الغربي منها، وحكمها آل هولاكو، تيمُنًا بِمُؤسس هذه السُلالة هولاكو خان، وذلك خلال القرن الثالث عشر الميلاديّ. شكَّلت البلاد الإيرانيَّة المُعاصرة لُبَّ هذه الدولة، التي ضمَّت أيضًا أجزاءً واسعة من البلاد المُجاورة لِإيران، كالعراق وأذربيجان وأرمينيا وأواسط تُركيَّا وشرقها، إضافةً إلى أفغانستان وبعض پاكستان وتُركمانستان. بدأت الإلخانيَّة تتشكَّل بُعيد الغزو المغولي لِخوارزم في عهد جنكيز خان، إلَّا أنها لم تُصبح دولة قائمة وفعليَّة إلَّا في عهد حفيده هولاكو بن تولي خان، ومع بداية تفتت الإمبراطوريَّة المغوليَّة سنة 1259م أصبحت الدولة الإلخانيَّة دولةً مُستقلَّةً بِنفسها بِحُكم الأمر الواقع، على أنَّ حُكَّامها استمرُّوا يُقدمون فُرُوض الولاء والطاعة إلى الخاقان الأكبر في خان بالق، واتخذوا لِأنفسهم لقب «إلخان» أو «إيلخان» بِمعنى «الخان الصغير» أو «الخان الخاضع» لِلدلالة على هذه التبعيَّة وإن كانت إسميَّة. اشتهر مغول فارس بقساوتهم الشديدة مع جيرانهم المُسلمين، وقد استغلُّوا التنازع والتصادم بين القوى الإسلاميَّة، الذي أدَّى إلى أن تسعى بعض هذه القوى إلى تأييد المغول ومُساندتهم، فاستطاع هؤلاء أن ينفذوا إلى ديار الإسلام ويقهروا هذه القوى جميعها، الواحدة تلو الأُخرى، هذا في الوقت الذي كان فيه المشرق الإسلامي في صراعٍ آخر مع القوى الصليبيَّة في المنطقة؛ فشكَّل المغول في بداية عهدهم خطرًا على الوُجُود الإسلامي ذاته. تمكَّن هولاكو خان من إبادة طائفة الحشاشين الإسماعيليين بدايةً، ثُمَّ أنزل بِالمُسلمين ضربةً مُزلزلة عبر قضائه على الخِلافة العبَّاسيَّة وقتل الخليفة وأهل بيته وتدمير دار الخلافة بغداد، ثُمَّ واصل تقدُّمه في بُلدان المشرق الإسلامي، فسيطر على الجزيرة الفُراتيَّة وديار بكر وآسيا الصُغرى، واستمرَّ بِالزحف على الشَّام فاستولى على حلب وفتحت دمشق أبوابها أمام جُيُوشه، حتَّى بات يُسيطر على بلاد إيران والعراق وآسيا الصُغرى وأرمينية والشَّام، فكوَّن منها الدولة الإلخانيَّة. شرع المغول يطرقون أبواب مصر بعد ذلك في مُحاولةٍ لاحتلالها حتَّى يسهل عليهم تثبيت أقدامهم في الشَّام، لكن ظهرت في البلاد المصريَّة آنذاك قُوَّة إسلاميَّة فتيَّة هي قُوَّة المماليك، الذين استطاعوا بِقيادة السُلطان سيف الدين قُطُز من كسر المغول في معركة عين جالوت، فأوقفوا الزحف المغولي غربًا وتمكنوا من طرد المغول من الشَّام وإعادتها إلى حظيرة الإسلام. وتحالف المماليك مع مغول القبيلة الذهبيَّة المُسلمين لِقتال الإلخانيين، ممَّا أدَّى إلى اندلاع حُروبِ عديدة بين هؤلاء الأنسباء. وشكَّل هذا الوضع التاريخي عامل إغراءٍ لِلغرب الأوروپي لِمُحاولة تكوين حلف مغولي - صليبي لِتطويق العالم الإسلامي الشرقي وإنهاء الوُجُود الحضاري والسياسي لِلأُمَّة الإسلاميَّة، لكنَّ مشروعات التحالف فشلت لِأسبابٍ مُتنوعة. تعاقب على عرش إلخانيَّة فارس بعد وفاة هولاكو أبناؤه وأحفاده وغيرهم من غير سُلالته، لكنَّ أفراد هذه الأُسرة عجزوا عن مد نُفُوذهم إلى المناطق الجنوبيَّة الغربيَّة، إذ تعرَّضوا لِهزائم مُتكررة على يد المُسلمين تحت راية المماليك، الذين عملوا على نبذ الخلافات في سبيل التصدي والصُمُود لِلخطر الكبير المُجاور لهم، هذا في الوقت الذي تعرَّضت فيه الأُسرة الإلخانيَّة لانشقاقاتٍ داخليَّةٍ صدَّعت كيانها. وكان من أهم آثار الحُروب التي قامت بين المماليك والإلخانيين المُستقرين بِفارس أن ظهرت فجوة قامت سدًا منيعًا بين العالمين الإسلامي والمغولي، وأخذ التأثير العربي يخف ويتراجع في البلاد الإيرانيَّة، ويحل مكانه تأثيرٌ فارسيٌّ ممزوج بِالصبغة المغوليَّة، ممَّا مهَّد الطريق أمام إيران لِتتغيَّر وتتميَّز عن جيرانها بعد بضعة قُرُون، خلال العصر الصفوي. تناغم المغول - رُغم قساوتهم - مع جميع الأديان في البلاد الخاضعة لهم، في زمن السلم، وأخذوا مُنذُ أواخر القرن السابع الهجري المُوافق لِلقرن الثالث عشر الميلادي، يعتنقون الإسلام بِتأثيرٍ مُزدوجٍ من النسبة العالية لِلسُكَّان المُسلمين الذين خضعوا لهم، وبِدافع التُرك الذين تمازجوا معهم وانصهروا في بوتقتهم، وقد برهن الإلخانيين عن تساهُلٍ كبيرٍ أمام جميع الأديان والمُعتقدات من دون أن يُفرِّقوا عند اعتناقهم الإسلام بين المذاهب الإسلاميَّة، وكان الإلخان محمود غازان أوَّل حُكَّام المغول الذي أعلن الإسلام دينًا رسميًّا لِدولته. لم ينتج عن الغزو المغولي أي تغييرٍ يُذكر في البلاد التي سيطر عليها المغول من الوجهة الإثنيَّة، لكن برزت بعض الخصائص والمُميزات التي حملها هؤلاء معهم من مواطنهم الأولى، إلَّا أنَّ النظام الذي وضعته الدولة الإلخانيَّة يصعب التمييز فيه بين ما هو من أصلٍ إيرانيّ وما هو من أصلٍ مغوليٍّ أو صينيّ، وما هو من إبداعٍ أصيل. وشهدت الدولة الإلخانيَّة حركة تجاريَّة نشطة على الطُرق التجاريَّة القديمة، إلَّا أنها عجزت عن إعادتها إلى نشاطها السابق لِقيامها، بعد أن أخذت الدولة المملوكيَّة تُسيطر عليها تدريجيًّا. وكغيرها من الدُول المغوليَّة الأُخرى، باستثناء القبيلة الذهبيَّة وسلطنة مغول الهند، لم تتجاوز الدولة الإلخانيَّة القرن الثامن الهجري المُوافق لِلقرن الرابع عشر الميلادي. فإلى جانب الانقسامات الداخليَّة التي وقعت في قلب هذه الدولة فعطَّلت كُل نشاطٍ فيها، وشلَّت كُلَّ حركة، برزت المطالب القوميَّة في الولايات يُغذيها فريقٌ من ذوي الأطماع، وسُرعان ما تجزَّأت ولاياتها إلى دُويلات وإمارات وتوزَّعت بين أبناء البلاد وأُمراءٌ أتراك ومغول. فقد سيطر التُرك على الولايات الغربيَّة، وأضحى شماليّ العراق وأذربيجان وأرمينية، طوال أكثر من قرن، مسرحًا لِنزاعاتٍ بين إمارتين تُركمانيتين مُتخاصمتين: القره قويونلويَّة الشيعيَّة، والآق قويونلويَّة السُنيَّة، واحتدمت المُنافسة بينهما واستطالت، فأثَّرت في بعض النواحي على تكوين الدولة العُثمانيَّة وعلى إنشاء إيران الحديثة على يد السُلالة الصفويَّة. أمَّا ما تبقَّى من إيران فقد ظلَّ سائرًا وفقًا لِلتقاليد التي عُمل بها من قبل، ولم يخرج عن الحُدُود التي رسمتها له الدولة الإلخانيَّة إلَّا في التقسيم السياسي الذي أصاب البلاد آنذاك. أدَّى احتكاك المغول الإلخانيين بِالحضارة والثقافة الإسلاميَّة إلى اقتباسهم الكثير من عادات وتقاليد المُسلمين، بالإضافة لِغيرهم من الشُعُوب التي أخضعوها كالأرمن والكرج، ولكنَّهم، وبِفعل بداوتهم، لم يُسخِّروها لِرفع مُستواهم الحضاري وإنما اندفعوا نحو استنزاف خيراتها الماديَّة، في حين تركوا ما فيها من تُراثٍ علميٍّ وقيمٍ روحيَّةٍ بِأيدي أبنائها، ونشأ نتيجة ذلك، أن ارتفع المُستوى المادي لِلمغول بِعامَّة بينما بقي تكوينهم الحضاري على ضعفه، فلم ينبغ من بينهم عالمٌ واحد في أي علمٍ من العُلُوم سوى الحرب، واقتصر اقتباسهم من الحضارات التي استوعبوها على أسباب المُتعة فقط، مما كان له دورٌ بارزٌ في إضعافهم وانهيار دولتهم بسُرعة. كذلك، ممَّا قصَّر عُمر هذه الدولة أنَّ الحُكَّام المغول لم يستطيعوا كسب ثقة المحكومين المُسلمين، فالمُسلمون لم ينصاعوا لِلحُكم المغولي بِسُهُولة ولم يرضوا عنه بسبب وثنيَّة المغول (في البداية) التي لا تُبيح لهم مُوالاتهم، فضلًا عن التفاوت الحضاري بين الطرفين وانعكاس ذلك على سُلُوك كُلٌ منهما. وأمَّا المغول، من جهتهم، فقد اتصفوا بِالعنجهيَّة والغُرُور بعد انتصاراتهم الساحقة على جميع الشُعُوب التي هاجموها والتي جعلتهم يعتقدون بأنَّهم يملكون من المزايا التي رفعتهم فوق مُستوى هؤلاء، ودعم هذا الاعتقاد تهالك بعض الوُصوليين من أبناء البلاد الخاضعة لهم وتملُّقهم لِلحُكَّام، فكانت النتيجة أن بقي المغول يُمثلون طبقة عسكريَّة حاكمة مُنعزلة عن المحكومين الذين لا يهُمها منهم سوى الطاعة ودفع الضريبة، ولم يُؤدِّ اعتناق المغول الدين الإسلامي إلى إزالة هذه النظرة وإذابة الفوارق بين الحاكمين والمحكومين. تعريف الإلخانيَّة أو الإيلخانيَّة تعود تسمية الدولة الإلخانيَّة أو الإيلخانيَّة إلى هولاكو خان الذي لُقِّب بِـ«إيلخان»، وهي كلمة مُكوَّنة من مقطعين: «إيل» بمعنى تابع أو مُطيع، و«خان» بمعنى ملك أو حاكم، والمقصود أنَّ حاكم الدولة الإلخانيَّة تابع للخاقان الأعظم الذي كان يُقيم في قراقورم ثُمَّ انتقل إلى خان بالق في الصين. وبِذلك يكون معنى «إيلخان» أو «إلخان»: الملك التابع أو الخان التابع وفق أكثر الآراء شُيُوعًا، وقد أصبح علمًا مُميزًا لِحُكم أُسرة هولاكو التي توارثت الحُكم بعد وفاته. قيل أيضًا أنَّ «إيلخان» لقبٌ تُركيّ مُركَّب من لفظين هُما: «إيل» بِمعنى «قبيلة»، و«خان» بِمعنى سيِّد، وبِذلك يكون معنى «إيلخان»: سيِّد القبيلة أو رئيس العشيرة. وقال باحثون آخرون إنَّ هذا اللقب يعني «قائد السلام» أو «خان السلام» أو «قائد بلاد فارس»، وذهبت الباحثة دوروتيا كرافولسكي أنَّ المُصطلح يجب أن يُترجم بمعنى «الخان الذي يجلب السلام». وقد بقي هذا الاسم قائمًا حتى قطعت الرابطة وثيقة الصلة بين الإلخانيَّة والخاقان المغولي بِدُخول حُكَّام إيران المغول في الإسلام نهائيًّا سنة 695هـ المُوافقة لِسنة 1296م، إذ حُذف اسم الخاقان المغولي من السكَّة الإلخانيَّة، وحلَّ لقب «الخان» بدلًا من لقب إلخان أو إيلخان، ومع ذلك فقد جرت العادة أن يُقال لِخُلفاء هولاكو الذين حكموا إيران، منذ ذلك الوقت وحتَّى وفاة آخر حُكَّام هذه الأُسرة سنة 736هـ المُوافقة لِسنة 1335م، اسم سلاطين مغول فارس أو دولة إلخانيَّة فارس. التاريخ قيام إمبراطوريَّة المغول وتوسُّعها غربًا قامت إمبراطوريَّة المغول على يد القائد الكبير جنكيز خان، الذي نجح في توحيد جميع القبائل المغوليَّة تحت رئاسته سنة 1206م، وجمع شتات بلاد المغول في دولةٍ مُوحدةٍ قويَّة، ثُمَّ تطلَّع لِلتوسُّع على حساب جيرانه، فبدأ بِالصين أولًا ثُمَّ تطلَّع إلى الغرب حيثُ امتدَّت أراضي الدولة الخوارزميَّة، القائم على عرشها آنذاك السُلطان علاءُ الدين مُحمَّد بن تُكُش خوارزمشاه (مُنذُ سنة 596هـ المُوافقة لِسنة 1199م)، الذي اتصف بِالطُمُوح والشره، وانتهج سياسةً قائمةً على الشقاق والنزاع مع الدُول الإسلاميَّة المُجاورة ومُحاولة ضمِّها الواحدة بعد الأُخرى. وكان الخورازميَّون قد أخذوا، في عهد السُلطان سالف الذِكر، يتدخَّلون في شُؤون الخِلافة العبَّاسيَّة لِلسيطرة عليها، لكنَّ الخليفة العبَّاسي أبو العبَّاس أحمد الناصر لِدين الله تصدَى لِطُمُوحاتهم، وهداه تفكيره إلى الاستعانة بِالمغول، فكتب إلى جنكيز خان يعرض عليه مُهاجمة الدولة الخوارزميَّة من الشرق في الوقت الذي يُهاجمها هو من الغرب، والواقع أنَّ جنكيز خان قرَّر - في ذلك الوقت - أن لا تكون علاقاته بِجيرانه الخوارزميين قائمة على القُوَّة، ورأى أنَّ مُشكلاته في آسيا الشرقيَّة، واضطراره إلى توطيد نُفُوذه في الصين، تحول بينه وبين إشعال الجبهة الغربيَّة، لِذلك رفض العرض العبَّاسي، وتوجَّه إلى عقد مُعاهدةٍ تجاريَّةٍ مع الدولة الخوارزميَّة، يُمليها على الخوارزميين، وتتضمَّن بعض نُصوصها معاني التبعيَّة لِلمغول. قبل السُلطان الخوارزمي أن يعقد مُعاهدة تحالف وصداقة مع جنكيز خان، فاتخذت العلاقة بين الطرفين اتجاهًا إيجابيًّا، لكنَّ الأطماع السياسيَّة لِمُحمَّد خوارزمشاه، المُتمثلة بِالتوسُّع على حساب جيرانه - بما فيهم المغول - ووراثتهم، سُرعان ما بدَّلت العلاقة الطيِّبة بِأُخرى عدائيَّة. فإنَّ خوارزمشاه كان يهدف من وراء السفارات المُتبادلة بينه وبين المغول إلى التجسس والاستطلاع على أحوال جيرانه، ولم يرغب بأي حال الدُخُول في علاقاتٍ تجاريَّةٍ مع مغولستان. وفي ظل هذه النظرة السياسيَّة قام ثلاثة من التُجَّار الخوارزميين من سُكَّان بُخارى بِرحلةٍ إلى ممالك المغول لِلتجارة، فأكرمهم جنكيز خان، ولمَّا عزموا على العودة، أرسل معهم قافلة تحمل أمتعة مُختلفة لِتصحبهم إلى ممالك السُلطان لِتبادل التجارة هُناك، وقد بلغ عدد أفرادها أربعمائة وخمسين رجلًا بِقيادة أربعة من كبار تُجَّار المُسلمين، وعندما وصلت القافلة إلى مدينة فاراب (أوترار) على الساحل الغربي لِنهر سيحون، أجهز عليهم «ينال خان» حاكم المدينة وابن خال السُلطان، وقتل جميع أفراد البعثة التجاريَّة بِتُهمة أنهم جواسيس، وسلب البضاعة. لم يكن بِوسع جنكيز خان أن يتجاهل هذا الاستفزاز، غير أنَّ ما اتصف به من الاتزان والتعقُّل، حمله على أن يُرسل سفارةً مُؤلَّفةً من ثلاثة رجال، إلى مُحمَّد خوارزمشاه لِلاحتجاج على الغدر، وطلب منهُ تسلم حاكم فاراب، لكنَّ السُلطان رفض الطلب ورأى به تعبيرٌ عن الضعف والاستسلام، فتماسك وتجلَّد وأبى وأمر بِقتل أولئك الرُسل فقُتلوا، ويقول ابن الأثير إنَّ السُلطان الخوارزمي لم يقتل الرُسل الثلاث بل قتل زعيمهم وأطلق صراح الاثنين الآخرين بعد أن حلق لحيتهما، حتَّى يرويا قصَّة مصرع الرسول المغولي لجنكيز خان كما شاھدھا، فقطع بذلك كُل أمل في التفاهم مع المغول، وأضحت الحرب بين الطرفين أمرًا لا مفرَّ منه. تحرَّكت الجُيُوش المغوليَّة، التي بلغ عديدها نحو مائتيّ ألف جُندي مُقسَّمة على أربعة جُيُوشٍ، في خريف سنة 615هـ المُوافقة لِسنة 1218م، نحو بلاد ما وراء النهر. ولمَّا لم يتمكَّن السُلطان مُحمَّد خوارزمشاه من معرفة المكان الذي ستتوجَّه إليه، وزَّع جيشه البالغ أربعمائة ألف جُندي على المُدن الهامَّة مثل بُخارى وسمرقند، وعلى القلاع الرئيسيَّة المُنتشرة على طول نهر سيحون شرقًا وممرَّات فرغانة في الغرب، وقد أضعف هذا التوزيع قدرة الجيش الخوارزمي على الرُغم من تفوَّقه العددي. كانت مدينة فاراب أوَّل مدينةٍ هاجمها المغول، فقد ضرب الجيش الأوَّل، بِقيادة إبنيّ جنكيز خان جغطاي وأوقطاي، حصارًا مُركزًا عليها، وكان يُدافعُ عنها حاميةً مُؤلَّفةً من خمسين ألف جُندي بِقيادة ينال خان سالف الذِكر، بِالإضافة لِعشرة آلاف آخرين بِقيادة قراجة، حاجب السُلطان مُحمَّد. وعلى الرُغم من أنَّ هذه القُوَّة المُدافعة كانت على جانبٍ كبيرٍ من الكفاءة القتاليَّة والقُدرة على الصُمُود، إلَّا أنَّ الذُعر الذي استولى على السُكَّان حين ظهر المغول، بِالإضافة إلى نُشُوب الخلاف بين القادة بشأن استمرار المُقاومة؛ أضعف القُدرة على الصُمُود. فقد غادر قراجة المدينة مع أتباعه، وذهب إلى المُعسكر المغولي، فشكَّ كُلٌ من جغطاي وأوقطاي بِنواياه وقتلاه مع جُنُوده جميعًا. استمرَّ حصار المدينة خمسة أشهُرٍ تخلَّلته مُناوشاتٍ بين الطرفين كانت عنيفةً أحيانًا، غير أنَّ المغول ما لبثوا أن استولوا عليها عنوةً، فنهبوها وقتلوا جميع سُكَّانها انتقامًا، ووقع ينال خان في أيدي جغطاي وأوقطاي، فاقتاداه إلى مُعسكر أبيهما أمام سمرقند، فنكَّل به تنكيلًا حتَّى مات. تساقطت مُدن وبلدات ما وراء النهر الواحدة تلو الأُخرى بِيد المغول بِقيادة أبناء جنكيز خان، فاستولى الجيش الثاني بِقيادة جوجي خان على سغناق الواقعة على بُعد أربعة وعشرين فرسخًا من فاراب، ثُمَّ زحف باتجاه مدينة جند وحاصرها أُسبُوعًا حتَّى سقطت في يده، فذبح أهلها ودمَّرها، ثُمَّ سار قاصدًا إقليم خوارزم، فيما تابعت بقيَّة الجُيُوش المغوليَّة الاستيلاء على بلاد ما وراء النهر. دُخُول المغول إلى خوارزم وخُراسان وفارس كانت خطوة جنكيز خان التالية السيطرة على إقليم خوارزم، فتقدَّم في خريف سنة 617هـ المُوافقة لِسنة 1220م صوب ترمذ واستولى عليها بعد حصار، وقتل جميع سُكَّانها، وفي تلك الأثناء كان السُلطان الخوارزمي مُحمَّد خوارزمشاه يفر من أمام المغول مُتنقلًا من مكانٍ إلى آخر، فقصد نيسابور ثُمَّ توجَّه نحو عراق العجم وبسطام واجتاز الري، ثُمَّ ذهب إلى قلعة فرزين، وروادته أفكارٌ بِاللُّجوء إلى بغداد والارتماء في أحضان الخليفة العبَّاسي الذي كان عدُوِّه بِالأمس القريب علَّهُ يجد مخرجًا من المأزق الذي هو فيه، لا سيَّما وأنَّ القادة الخوارزميين انفضُّوا من حول السُلطان، كُلٌ يُريد النجاة بِنفسه بعدما رأوا شدَّة المغول ووحشيتهم، لكنَّهُ عدل عن تلك الفكرة وتوجَّه إلى إقليم مازندران جنوبيّ بحر الخزر (قزوين)، والتجأ إلى إحدى جُزُره حيثُ تمكَّن منهُ الإعياء والمرض، فتُوفي ودُفن بِالجزيرة المذكورة سنة 617هـ المُوافقة لِسنة 1220م، بعد أن عيَّن ابنه جلال الدين منكبرتي خلفًا له. أدَّت وفاة السُلطان مُحمَّد إلى مزيدٍ من التشرذم في صُفُوف الخوارزميين، فقد عارض الجيش اعتلاء جلال الدين منكبرتي العرش، ووقعت بعض المُنازعات الأُسريَّة بِخُصُوص هذا الأمر، ما دفع جنكيز خان إلى الإسراع بِإرسال ما يزيد عن مائة ألف جُندي بِقيادة ثلاثة من أبنائه هم: جوجي وجغطاي وأوقطاي، لاجتياح العاصمة الخوارزميَّة جرجانية، الواقعة قُرب دلتا نهر جيحون، فتعرَّضت لِأسوأ أنواع المحن والشدائد والقتال الضاري، واقتحمها المغول أخيرًا في شهر صفر سنة 618هـ المُوافق لِشهر نيسان (أبريل) 1221م، فقتلوا كُل الرجال وسبوا النساء والأطفال، ثُمَّ حطَّموا السد الذي يمنع ماء جيحون عن المدينة، فانسابت المياه إلى داخلها وهدَّمت الأبنية، وأغرقت من أفلت من السُكَّان أو هلك تحت الأنقاض، وساق المغول نحو مائة ألف من أصحاب الحرف والمهن إلى مغولستان. وعلى هذا الشكل سيطر المغول على إقليم خوارزم، ومنحه جنكيز خان لابنه جوجي. أحاط المغول بِإقليم خُراسان بعد أن استولوا على بلاد ما وراء النهر وخوارزم، وكان جنكيز خان حريصًا على الاستيلاء على بقيَّة الأقاليم التي تتكوَّن منها الدولة الخوارزميَّة، ومُطاردة من بقي من زُعمائها. بعد أن استولى على ترمذ، عبر نهر جيحون وتوجَّه نحو مدينة بلخ التي استسلمت طوعًا، فأعطى جنكيز خان أهلها الأمان أولًا، ثُمَّ نكث بوعده وقتل جميع السُكَّان ودمَّر المدينة تدميرًا وأزال كُل معالم الحضارة والعُمران التي كانت في تلك البُقعة. سار جنكيز خان بعد ذلك نحو الطالقان بِهدف إخضاع المُدن الواقعة في أعالي نهر جيحون، وعهد إلى ابنه تولي خان بِمُهمَّة الاستيلاء على خُراسان، ووضع تحت أمره جيشًا مُؤلَّفًا من سبعين ألف جُندي. ولمَّا كانت الأوضاع مُضطربةً في خُراسان نتيجة وفاة السُلطان مُحمَّد الخوارزمي، فقد استغلَّ تولي هذا الأمر واستطاع أن يستولي على المُدن الثلاث الكُبرى في الإقليم المذكور، وهي: مرُّو ونيسابور وهراة، ثُمَّ لحق بوالده إلى الطالقان. ولمَّا سقطت البلاد الأخيرة بِيد المغول أضحى بِوسع جنكيز خان أن يزحف لِمُواجهة السُلطان جلال الدين منكبرتي، الذي كان يُقاتل المغول من مكانٍ إلى آخر، حتَّى وصل مدينة غزنة ورابط فيها، وتمكَّن من إنزال هزيمةٍ قاسيةٍ بِالمغول في موضعٍ يُقالُ له «بلق»، وانتقم منهم انتقامًا شديدًا لِما فعلوه بِبلاده وشعبه والمُسلمين عُمومًا، لكنَّ النزاع الذي وقع بين القادة الخوارزميين بِشأن اقتسام الغنائم، حال دون استثمار هذا الانتصار ولقاء المغول في معركةٍ حاسمةٍ، مما سمح لِجنكيز خان بِأن يُلقي بِكامل ثقله العسكري على السُلطان الخوارزمي، فأجبره على الارتداد أمام الزحف المغولي حتَّى بلغ شاطئ نهر السند، فتعقَّبه مُسرعًا حتَّى بلغه وهو يُعد السُفن لِعُبُور النهر، فاضطرَّ المُسلمون إلى خوض معركةٍ لم يكونوا مُستعدين لها، وذلك في شهر شوَّال سنة 618هـ المُوافق فيه شهر تشرين الثاني (نوڤمبر) 1221م، ومع ذلك فقد نجح السُلطان جلال الدين في أن يشُق طريقًا له وسط الجُمُوع المغوليَّة، فعبر النهر ويمَّم وجهه صوب الهند مع عددٍ من أتباعه، وانتقم جنكيز خان من سُكَّان غزنة فقتلهم جميعًا باستثناء أرباب الحرف والصناعات، ودمَّر المدينة. كان إقليم غزنة آخر الأقاليم الخوارزميَّة التي خضعت لِلمغول، لِأنَّ جنكيز خان آثر العودة إلى مغولستان بسبب اضطراب الأوضاع في شمال الصين والتبت، وهكذا غادر الأقاليم الغربيَّة في سنة 619هـ المُوافقة لِسنة 1222م بعد أن ثبَّت الحُكم المغولي في بلاد ما وراء النهر وخوارزم، ونصَّب عليها حُكَّامًا مدنيين، وترك الكثير من بلادها خاويةً على عُروشها بعد موجة القتل والتدمير التي أحدثها. سمح انشغال جنكيز خان بِأُمور الصين لِلسُلطان جلال الدين منكبرتي أن يُغادر الهند ويستعيد السيطرة على بعض أقاليم الدولة الخوارزميَّة، لكنه بدل أن يعمل على حماية العالم الإسلامي من خطر المغول، قام بِمُهاجمة الخليفة العبَّاسي، الناصر لِدين الله، كما هاجم أذربيجان واحتلَّ تبريز واتخذها قاعدةً لِلوُثُوب على الكرج، ولم يلبث أن دخل قصبتها تفليس في سنة 623هـ المُوافقة لِسنة 1126م، ولم يمضِ الكثير من الوقت حتَّى فرض سيطرته على الهضبة الإيرانيَّة وأذربيجان، واتخذ أصفهان عاصمةً له. وفي يوم 11 رمضان 624هـ المُوافق فيه 28 آب (أغسطس) 1227م، تُوفي جنكيز خان في ينشوان ببلاد شيا الغربيَّة، فخلفه ابنه أوقطاي على العرش، وصرف النظر بدايةً عن أُمور الدولة الخوارزميَّة وشُؤون غربيّ آسيا بِعامَّة، لكنَّهُ لم يلبث أن قرَّر الاهتمام بِشُؤون الغرب مرَّة أُخرى بعد أن علم بِمُحاولة جلال الدين منكبرتي إحياء الدولة الخوارزميَّة، فأرسل في سنة 628هـ المُوافقة لِسنة 1231م جيشًا لِقتاله قوامه ثلاثون ألف جُنديٍّ بِقيادة جُرماغُون نُويان وصحبه القائد بايجو، فتقدَّم إلى تُركستان حيثُ طلب مددًا من أُمراء المغول وحُكَّامهم في خوارزم، وضمَّ إليه قُوَّاتٌ أُخرى غير نظاميَّة حتَّى بلغ تعداد جيشه ما يُقارب المائة ألف. سار هذا الجيش الضخم إلى إيران، فاستولى أفراده على الري وهمذان، وواصل زحفه حتَّى حُدُود أذربيجان، واستفاد ممَّا خلَّفه المغول في حُرُوبهم السابقة في خُراسان من الخراب والدمار والخوف، فلم يُصادف أيَّة مُقاومة أثناء اختراقه لِهذا الإقليم إلى أن وصل إلى الأقاليم الغربيَّة. اقتصر اهتمام المغول، في هذه المرحلة، على مُطاردة جلال الدين منكبرتي والقضاء عليه، لِأنَّ هذا يكفل لهم إحكام سيطرتهم من جديد على أقاليم الدولة الخوارزميَّة. وفوجئ السُلطان الخوارزمي بالمغول وهم قاب قوسين أو أدنى من بلاده، فطاردوه وأرغموه على التقهقر إلى سُهُول مراغة وموقان عند مصب نهريّ الرَّس والكُر، ثُمَّ توجَّه إلى أخلاط لِلاحتماء بها والتمس المُساعدة من الخليفة العبَّاسي والأُمراء المُسلمين لِلوُقُوف صفًا واحدًا في وجه المغول، وحذَّرهم عاقبة إهمالهم، لكنَّ أحدًا لم ينهض لِمُساعدته، فاضطرَّ أن يُغادر أخلاط وتوجَّه إلى آمد في أعالي نهر دجلة، فلحق به المغول واصطدموا به وتغلَّبوا عليه وقتلوا كثيرًا من جُنُوده، وتفرَّق من نجا في النواحي، وكان السُلطان نفسه من ضمن من فرَّ، فهام على وجهه حتَّى بلغ إحدى قُرى ميافارقين، واحتمى أخيرًا بِجبال كُردستان حيثُ قتله أحد الأكراد في 15 شوَّال 628هـ المُوافق فيه 16 آب (أغسطس) 1231م. وبِمقتل هذا السُلطان، زالت الدولة الخوارزميَّة عن مسرح الحياة السياسيَّة، واستتب مُلك المغول في خوارزم وخُراسان وفارس. غزو الجزيرة الفُراتيَّة وأذربيجان والكرج وأرمينية بعد أن تخلَّص المغول من أخطر عدوٍّ لهم، أضحى الطريق مفتوحًا أمامهم لاستئناف التوسُّع على حساب المُسلمين. فأقام القائد المغولي جُرماغُون في سُهُول موقان وأرَّان وراح يشن منها حملاته العسكريَّة ضدَّ الأراضي الإسلاميَّة المُشرفة على العراق بِالإضافة إلى أرمينية والكرج، وينشر فيها الخراب والدمار على عادة المغول. وهاجمت فرقه العسكريَّة ديار بكر وأرزن وميافارقين وماردين ونصيبين وسنجار، وتقدَّمت حتَّى بلغت ساحل الفُرات، وارتكب أفرادها من الأعمال الوحشيَّة ما أثار الرُعب والخوف في قُلُوب الناس. وأرسل جُرماغُون قُوَّةً عسكريَّةً إلى أذربيجان، فاستولى أفرادها على المُدن واحدةً بعد أُخرى، وساعدهم في ذلك أنَّ حُكَّام المُدن التي كانت تتبع الخوارزميين ثاروا على الحُكم الخوارزمي بعد أن علموا باختفاء السُلطان - إذ لم يكن معروفًا على وجه التحقيق بعد المصير الذي آل إليه - فقبضوا على الجُنُود الفارِّين والمُشرَّدين وقطعوا رؤوسهم وأرسلوها إلى المغول، كما اعتدى الفلَّاحون والرُعاة على من وجدوهم من الخوارزميين، انتقامًا منهم لما فعلوه بهم من قبل، بعدما سخَّروا كُل موارد الدولة لِتحقيق أهدافهم العسكريَّة على حساب جيرانهم من المُسلمين، دون اهتمامٍ بما قد يترتب على هذه السياسة من كراهيَّة الأهالي لِحُكَّامهم. تابع جُرماغُون مُخططه التوسُعي باتجاه الشمال، فهاجم بلاد الكرج واستولى على مُعظم مُدُنها بما فيها العاصمة تفليس، وفرَّت ملكة البلاد روسودان إلى قوتيس. وعلى الرُغم من الوحشيَّة التي عامل بها المغول الكرجيين، فإنَّ هؤلاء أذعنوا لهم ودفعوا الجزية. وأعاد جُرماغُون الملكة روسودان إلى الحُكم، واعترفت بِالمُقابل بِسيادة المغول، وتساهل القائد سالِف الذكر مع الكرجيين بعض الشيء كونهم مسيحيين، نظرًا لأنَّ من أجداده من كانوا نصارى على المذهب النسطوري، على أنَّهُ خرَّب مدينة آني عاصمة أرمينية، وقتلت عساكره عددًا كبيرًا من سُكَّانها لأنَّهم قاوموهم، كما عاملوا سُكَّان مدينة قارص مُعاملةً سيِّئة، على الرُغم من أنَّهم استسلموا لهم سريعًا، ولم ينجُ من المذبحة التي ارتكبوها بِحقِّهم سوى الأطفال والصُنَّاع. غزو آسيا الصُغرى كانت آسيا الصُغرى الهدف التالي لِلمغول، يدفعهم في ذلك الخلافات والصراعات الدائرة بين السلاطين والأُمراء السلاجقة والأيوبيين في كُلٍ من الجزيرة الفُراتيَّة والأناضول وشماليّ الشَّام، مما أضعف الجبهة الإسلاميَّة وزادها تفتيتًا. فمهَّد هذا الأمر الطريق أمام المغول لِشن هجماتهم على المنطقة والنفاذ إلى آسيا الصُغرى، في سبيل الاستيلاء على بعض المواقع المُهمَّة فيها واتخاذها قواعد انطلاقٍ لِاحتلال ما تبقَّى من العالم الإسلامي، وبِخاصَّةٍ العراق والشَّام ومصر. وصل المغول في سنة 629هـ المُوافقة لِسنة 1231م إلى منطقة حُدود سلطنة سلاجقة الروم، وظهروا في نواحي سيواس، فقتلوا كثيرًا من السُكَّان وأسروا واسترقُّوا آخرين، واستاقوا الماشية التي وقعوا عليها، وعندما علم السُلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسرو بِذلك انتابه القلق، فأمر أمير الأُمراء كمال الدين كاميار بِالتصدي لهم، فانطلق الأخير على رأس جيشٍ حتَّى بلغ سيواس، لِيكتشف أنَّ المغول غادروها وعادوا أدراجهم، لكنَّ هؤلاء أرسلوا رسالةً إلى السُلطان حملها إليه شمسُ الدين عُمر القزويني يطلبون منه الدُخُول في طاعتهم ويُحذرونه عاقبة العصيان. وإذ أدرك السُلطان أنَّ من حُسن السياسة مُهادنة المغول في هذا الوقت، وافق على طلبهم، وجهَّز الهدايا لِأُمرائهم، غير أنَّهُ تُوفي قبل مُغادرة الوفد المغولي بلاد السلاجقة، فقام ابنه وخليفته غيَّاث الدين كيخسرو بِإتمام ما بدأه، وأرسل كتابًا إلى المغول يتضمَّن الطاعة التامَّة. ويبدو أنَّ المغول لم يكتفوا بما أعلنه سلاجقة الروم من التبعيَّة لهم، بل أرادوا بسط سيطرتهم المُباشرة على البلاد بِفعل موقعها المُؤثِّر في سياستهم التوسُّعيَّة المُقبلة، فشنَّ بايجو نويان هُجُومًا على أرضروم في سنة 640هـ المُوافقة لِسنة 1242م ونصب عليها إثنيّ عشر منجنيقًا، فهدم أسوارها ودخلها وقتل أفراد حاميتها، واستبقى أرباب الصنائع وذوي المهن. ولمَّا تلقَّى السُلطان أنباء الكارثة، دعا أعيان الدولة إلى اجتماعٍ عامٍ لِدراسة الموقف، وتمحَّض عن هذا الاجتماع إعلان الحرب على المغول وتناسي المشاكل والخلافات مع جيران السلاجقة من الأُمراء المُسلمين في سبيل توحيد الجبهة الإسلاميَّة، وعبَّأ السُلطان السُلجُوقي جيشًا تراوح تعداده بين 60,000 و80,000 جُندي، تألَّف مُعظمهم من مُرتزقةٍ حلبيين وبيزنطيين وإفرنج ومصريين، وفي المُقابل بلغ عدد أفراد الجيش المغولي نحو أربعين ألفًا. وعسكر الطرفان في سهل «كوسه طاغ» بين أرضروم وأرزنجان، حيثُ دارت بينهما رحى معركة عنيفة في سنة 641هـ المُوافقة لِسنة 1243م، أسفرت عن انتصار المغول ودحر الجيش السُلجُوقي. واندفع المغول بعد انتصارهم يُطاردون فُلُول السلاجقة، فدخلوا سيواس ونهبوها جُزئيًّا، ثُمَّ تقدموا إلى قيصريَّة التي تحصَّنت فيها القُوَّات السُلجُوقيَّة المُنسحبة، فحاصروها وضربوها بِالمناجيق، ثُمَّ دخلوها واستباحوها وأحرقوها، وقتلوا الرجال من أهلها وسبوا العيال والنساء. كان لِهذه المعركة أثرٌ حاسمٌ في تراجُع قُوَّة دولة سلاجقة الروم، إذ وقع الأناضول في قبضة المغول، وعندما رأى السلاجقة أنفسهم عاجزين عن مُواجهتهم أجروا معهم مُباحثات سلامٍ وصالحوهم على جزيةٍ قدرُها ألف دينار وفرسًا ومملوكًا وجاريةً وكلب صيد. وبِهذا أضحى سلاجقة الروم تابعين لِلمغول. اتصال الصليبيين بِالمغول خلال موجة الغزوات المغوليَّة، كان الصليبيُّون ما يزالون قابعين في المشرق العربي، وكانت البابويَّة مُتخوِّفة من المد المغولي باتجاه الدُويلات الصليبيَّة وأوروپَّا الغربيَّة، بعدما وصل المغول إلى بولونيا والمجر، لا سيَّما وأنَّ الغرب الأوروپي كان مُفكَّكًا وعاجزًا عن تشكيل قُوَّةٍ عسكريَّةٍ لِمُواجهة الخطر الداهم، لِذلك سعى البابا إنوسنت الرابع إلى الاتصال بِقادة المغول في سبيل التحالف معهم واتقاء شرَّهم والتقرُّب منهم لِحماية أوروپَّا من جهة وحرب المُسلمين من جهةٍ أُخرى. ويبدو أنَّ العالم المسيحي كان على استعدادٍ لِلتغاضي عن الأعمال الوحشيَّة التي ارتكبها المغول ضدَّ النصارى في روسيا وبولونيا، وأن يُمجِّد حُكَّامه هؤلاء مُقابل تحطيم قُوَّة المُسلمين. ووجد البابا أنَّ أفضل وسيلةٍ مُتاحةٍ له هي إيفاد رُسُلٍ ومبعوثين إلى المغول لِلتفاوض معهم، فأرسل أربع بعثات؛ اثنتين منها من جماعة الرُهبان الفرنسيسكان، هُما لورانس الپُرتُغالي ويُوحنَّا پلانو الكارپيني، والآخرتين بِقيادة اثنين من الرُهبان الدومينيكان هُما أندريه لونجومو وآسيلين اللومباردي. وفي تلك الفترة، كان الخاقان الأعظم أوقطاي قد تُوفي وخلفه ابنه گُيوك خان يوم 10 ربيع الآخر 644هـ المُوافق فيه 24 آب (أغسطس) 1246م، فأرسل إليه البابا بعثة لورانس الپُرتُغالي أولًا، ثُمَّ غيَّر مسار هذه البعثة إلى المشرق العربي لِتُؤدي رسالةً أُخرى هي حث الأُمراء والسلاطين المُسلمين على اعتناق المسيحيَّة، وإقناع رجال الدين النساطرة والأرثوذكس لِتوحيد كنائسهم تحت لواء الكنيسة الرومانيَّة الكاثوليكيَّة. أُرسلت بعد ذلك بعثة يُوحنَّا الكارپيني ، التي وصلت قراقورم عاصمة المغول حاملةً رسالة البابا إلى الخاقان تُعلمه بِرغبة العالم المسيحي مُسالمة المغول، وبأن يعتنق گُيوك خان المسيحيَّة، ويتوقف عن قتل المسيحيين. جاء الرد المغولي مُحبطًا لِلآمال، فقد طلب الخاقان من البابا ومُلُوك الغرب الأوروپي أن يحضروا بِأنفسهم لِيُقدموا له فُرُوض الولاء والطاعة، وأنَّ تدمير الممالك المسيحيَّة والإسلاميَّة قد تمَّ بِأمرٍ من الرب الذي أبلغه إلى جنكيز خان، لأنَّ الشُعُوب المُسلمة والأوروپيَّة هي شُعُوبٌ مُتمرِّدة على حُكم السماء، ومن ثُمَّ فقد استحقَّت القتل والتدمير بِواسطة المغول، الذين يُنفذون المشيئة الإلٰهيَّة في إخضاع العالم. ومما قاله گُيوك خان في رسالته إلى البابا: بناءً على هذا، شعر يُوحنَّا الكارپيني بِأنَّ لا جدوى من البقاء أكثر في قراقورم، فعاد من حيث أتى. وفي سنة 643هـ المُوافقة لِسنة 1245م، أرسل البابا أندريه لونجومو على رأس مجموعةٍ من الرُهبان الدومينيكان إلى سلاطين وأُمراء المُسلمين في الشَّام والعراق وإيران، وحُكَّام المغول، لِدعوتهم إلى اعتناق المسيحيَّة، وإلى كبار رجال الدين النساطرة والأرثوذكس لِدعوتهم للانضواء تحت لواء البابويَّة، لكنَّ البعثة فشلت في تحقيق أغلب غاياتها. تلت البعثة الأخيرة بعثة آسيلين اللومباردي، الذي اجتمع بِالقائد المغولي بايجو نويان في مُعسكره قُرب بحر الخزر (قزوين) سنة 1247م. ومن المعروف أنَّ بايجو استقبل هذه السفارة وردَّ على رسالة البابا بِأُخرى توضح أنَّهُ واجه صُعُوبةً في فهم ما يُريده النصارى، وعاود - بناءً على طلب الخاقان الأعظم - مُطالبة البابا بِالخُضُوع لِلمغول مع سائر حُكَّام أوروپَّا. عند هذه النُقطة، أدرك البابا أنَّ مُخططاته قد فشلت، وفقد ثقته بِالمغول وفي إقامة حلفٍ معهم أو الارتباط بهم بِرابط الصداقة على الأقل، إذ لم يبدُ في الأُفق السياسي بوادر قيام تحالف مغولي - أوروپي مُوجَّه ضدَّ المُسلمين، كما أنَّ المغول لم يتحوَّلوا إلى المسيحيَّة، ولم يوقفوا هجماتهم على النصارى. في تلك الفترة، كان الملك الفرنسي لويس التاسع يُعد لِحملةٍ صليبيَّةٍ على مصر في سبيل ضرب الخزَّان البشري والاقتصادي الهائل لِلمُسلمين واسترداد بيت المقدس منهم، ويبدو أنَّهُ تأثَّر باقتراح الراهب يُوحنَّا الكارپيني الذي نصحهُ بالاتصال بِالمغول أو مُواصلة ما بدأه البابا إنوسنت الرابع، في سبيل إشغال المُسلمين على جبهتين والحيلولة دون مُساعدة الأيوبيين في مصر والشَّام لِلخليفة العبَّاسي في بغداد، التي خطط المغول لِغزوها. أرسل الملك الفرنسي سفارةً إلى البلاط المغولي على رأسها الراهب أندريه لونجومو تحملُ بعض الهدايا، لكنَّ السفارة الفرنسيَّة عندما وصلت قراقورم اكتشفت أنَّ گُيوك خان قد مات، فقابل أعضائها أرملة الخاقان أوقول قايميش، الوصيَّة على العرش، التي سلَّمتهم رسالةً مفادها أن يُعلن الملك الفرنسي خُضُوعه ويُرسل جزيةً سنويَّة كالتي أرسلها (أي الهدايا). ولم يلبث لويس التاسع أن انهزم على يد المُسلمين في المنصورة وأُسر، ثُمَّ أُطلق سراحه بعدما دفع فديةً ضخمة، فحاول مُجددًا أن يتحالف مع المغول، وأرسل سفارةً بِرئاسة وليم روبروك إلى بلاط الخاقان الجديد منكو خان، الذي ردَّ على رسالة لويس التاسع بِذات الشُرُوط التي كان گُيوك خان قد طالب بها وفد البابا، مما قضى على آمال الغرب المسيحي بِالتحالف مع المغول. سُقُوط الخلافة العبَّاسيَّة في بغداد لم يكد منكو خان يعتلي عرش المغول ويقضي على الفتن الداخليَّة التي اندلعت بين أفراد أُسرة جنكيز خان بعد وفاة الخاقان الأخير گُيوك، ويتخلَّص من المُعارضين لِحُكمه، حتَّى قرَّر، في السنة التالية لاعتلائه العرش، استئناف التوسُّع باتجاه غربيّ آسيا والصين الجنوبيَّة من واقع تنفيذ سياسة المغول العامَّة التي وضع أُسسها جنكيز خان. ففي اجتماع القورولتاي في سنة 649هـ المُوافقة لِسنة 1251م، عيَّن منكو خان أخاه الأصغر هولاكو حاكمًا على فارس وكلَّفهُ بِالقضاء على طائفة الحشَّاشين في مازندران، والخلافة العبَّاسيَّة في بغداد، فضلًا عن الاستيلاء على الشَّام ومصر. وجرى إرسال جيش لِتمهيد الطريق، بِقيادة أحد القادة المُقرَّبين من هولاكو، هو كتبغا النسطوري الذي ينتمي إلى قبيلة النايمان، فأصلح الطُرق التي تجتاز تُركستان وفارس لِتسهيل حركة الجيش وآليَّاته، وشيَّد الجُسُور على الأنهار ومجاري المياه السريعة، ووفَّر العربات اللازمة لِنقل أدوات الحصار، كما جرى توفير المراعي لِخُيُول العساكر بِإجلاء الرُعاة من البراري، وأعاد هذا القائد سُلطة المغول على المُدن الكُبرى في الهضبة الإيرانيَّة، كما استولى على بعض معاقل الحشَّاشين. وأوصى منكو خان أخيه هولاكو بأن يُعامل من يُطع أوامره بِلُطفٍ، ويقتُل من يُعصيه مع نسائه وأبنائه وأقاربه وكُل ما يتعلَّق به، وأن يُخضع قبائل اللُّر والكُرد، وأن لا يتعرَّض لِلخليفة العبَّاسي إذا قدَّم الأخير فُرُوض الطاعة، أمَّا إذا رفض فعليه أن يتخلَّص منه. غادر هولاكو عاصمة المغول قراقورم على رأس جيشه في شهر جُمادى الأولى سنة 650هـ المُوافق فيه شهر تمُّوز (يوليو) 1252م، مُتوجهًا إلى الأقاليم الغربيَّة لِديار الإسلام، فعبر بلاد ما وراء النهر حتَّى دخل خُراسان ثُمَّ فارس، ولم يُصادف مُقاومةً تُذكر لأنَّ قسمًا من البلاد كان تحت حُكم المغول، بِالإضافة إلى أنَّ حُكَّام النواحي كانوا في حال ضعف، وفضَّلوا انتهاج سياسة المُسالمة والخُضُوع لِلمغول. ووفقًا لِلخطَّة التي وضعها منكو خان، كان على هولاكو أن يُهاجم الحشَّاشين في معاقلهم البالغة نحو خمسين قلعة مُنتشرة في قومس وقهستان، أشهرها كردكوه وميمون دز وآلموت التي اتخذوها قاعدةً لِمُلكهم بِفعل مناعتها. وإذ استولى على مُعظم القلاع، الواحدة تلو الأُخرى، فإنَّ ميمون دز وآلموت وكردكوه استعصت عليه، فأرسل إلى شيخ الحشَّاسين الإمام ركن الدين خورشاه، الذي كان في قلعة ميمون دز، يُهدِّده ويُنذره بالاستسلام، وإذ أدرك زعيم الحشَّاشين أنَّهُ لا سبيل إلى المُقاومة وأنَّ اليأس والفزع تطرَّق إلى نُفُوس رجاله المُحاصرين، نزل على حُكم هولاكو وسلَّم نفسه إليه مُظهرًا الخُضُوع والطاعة، يوم الأحد 1 ذو القعدة 654هـ المُوافق فيه 20 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1256م. توجَّه هولاكو، بعد ذلك، إلى قلعة آلموت، وحاصرها طيلة ثلاثة أيَّام بعد أن رفض قائدها الانصياع لِنصائح ركن الدين خورشاه وأصرَّ على المُقاومة، ولم ينزل منها إلَّا بعدما أرسل هولاكو منشورًا يُؤمِّن الحامية والسُكَّان على حياتهم إذا ما استسلموا. ودخل المغول إلى القلعة وحطَّموا ما فيها من الأسلحة والعتاد واستولوا على الكُنُوز والأموال، وتمكَّن المُؤرِّخ والعالم المُسلم عطاء مُلك الجويني، الذين كان أمينًا لِهولاكو، من إنقاذ مجموعة قيِّمة من المصاحف والكُتب وآلات رصد النُجُوم من آلموت قبل أن يحرق المغول القلعة ويدكُّونها دكًّا. أمَّا ركُن الدين خورشاه وجماعة الحشَّاشين فقد قتلهم هولاكو عن آخرهم، وقيل أنهم كانوا اثنيّ عشر ألفًا، لتنتهي بذلك دويلات الحشيشيَّة الإسماعيليين في فارس. بعد أن حقَّق هولاكو هدفه الأوَّل بِالقضاء على الحشَّاشين، التفت إلى تحقيق هدفه الثاني وهو القضاء على الخِلافة العبَّاسيَّة. والواقع أنَّ أوضاع هذه الخِلافة كانت مُتردية عشيَّة الغزو المغولي، وأنَّ الوضع الداخلي في بغداد كان مُزعزعًا تشوبه حال من الفوضى وعدم الاستقرار وذلك بِفعل عدَّة عوامل، منها ما تعلَّق بِالخليفة أبي عبد المجيد عبد الله بن منصور المُستعصم بِالله، ومنها ما تعلَّق بِالناس الذين نخرتهم الصراعات السياسيَّة والمذهبيَّة الناجمة عن صراع الساسة والقادة والأُمراء المُتخاصمين والمُتقاتلين على النُفُوذ، ممَّا جعل مراكز القوى في بغداد مُتعدِّدة ومُتخاصمة. كما شهدت الحالتان الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة ترديًا ملحوظًا بِفعل سيطرة المغول على طُرق التجارة البريَّة من جهة، وبسبب انغماس العبَّاسيين في الترف واللهو وابتعادهم عن الجديَّة في إدارة شؤون البلاد والعباد، مما أدَّى إلى تفشِّي الكثير من الآفات الاجتماعيَّة مثل عادة التحاسد والتباغض وإثارة الفتن وإشاعة الفساد. بادر هولاكو بالاتصال بِالخليفة العبَّاسي عندما كان يُحاصر قلاع الحشَّاشين، فأرسل إليه يطلب منه أن يمُدُّه بِقُوَّةٍ عسكريَّةٍ تُعاونه في القضاء على هذه الطائفة. استشار الخليفة مُستشاريه وأركان حربه، فنصحوه بِعدم الإقدام على هذا العمل، لِأنَّ هولاكو يُريد بِهذه الوسيلة إفراغ بغداد من المُدافعين عنها حتَّى يسهل عليه الاستيلاء عليها عندما يُهاجمها، فوافق على رأيهم وامتنع عن إرسال المدد إلى هولاكو. ولمَّا فرغ القائد المغولي من القضاء على الحشَّاشين، أرسل إلى الخليفة رسالة عتاب تتضمَّن تهديدًا ووعيدًا لامتناعه عن إرسال المدد المطلوب، وطالبه بِأن يهدم حُصُون بغداد وأسوارها ويردم خنادقها، وأن يأتي إليه بِشخصه ويُسلِّم المدينة له، وأوصاه بأن يستجيب حتَّى يحفظ مركزه ومكانته ويضمن حُريَّته وكرامته، وإن أبى واستكبر فسيحلُّ بِأهله وبلاده الدمار والخراب، ولن يدع أحدًا حيًّا في دولته. ردَّ الخليفة بِالرفض الذي اتَّسم بِالتهديد والوعيد، ظنًّا منه أنَّ ذلك سوف يُثني هولاكو عن عزمه، ويجعله يُفكِّر مليًّا قبل أن يُقدم على خطوته، كما يبدو أنَّه اعتقد بإمكانيَّة تلقِّي المُساعدة من السلاطين والأُمراء المُسلمين في الشَّام ومصر والأناضول، غير أنَّ هذا لم يحصل لانشغال قسمٍ من هؤلاء الأُمراء والسلاطين بِمُشكلاتهم الداخليَّة وخوف بعضهم الآخر من جبروت المغول. وكان من الطبيعيّ ألَّا تُجدي تلك التهديدات التي وجَّهها الخليفة لِهولاكو، بل على العكس، كان لها أسوأ الأثر في نفس القائد المغولي، ما دفعهُ على الزحف باتجاه بغداد. وعلى أثر ذلك أصدر هولاكو أوامره بِأن تتحرَّك الجُيُوش من أطراف الأناضول عن طريق أربيل والموصل مُتجهةً نحو بغداد لِتُحاصرها من الجهة الغربيَّة، وتنتظر حتَّى تصل إليهم جُيُوش هولاكو من الناحية الشرقيَّة. حوصرت بغداد يوم 13 مُحرَّم 656هـ المُوافق فيه 20 كانون الثاني (يناير) 1258م، واستمرَّ الحصار قائمًا حتَّى آخر الشهر الهجري، وكان المغول خِلال ذلك يضربون المدينة بقذائف المناجيق ويقتحمون الأسوار حتَّى استولوا على القسم الشرقي. أحسَّ الخليفة بِالخطر، وأنَّ الأمر قد خرج من يديه؛ فسعى في التوصُّل إلى حلٍّ سلميٍّ مع هولاكو، لكنَّ جُهُوده باءت بِالفشل؛ فاضطرَّ إلى الخُرُوج من بغداد وتسليم نفسه وعاصمة الخلافة إلى هولاكو دون قيدٍ أو شرط، وذلك في يوم الأحد 4 صفر 656هـ المُوافق فيه 10 شُباط (فبراير) 1258م، ومعه أهله وولده بعد أن وعده هولاكو بالأمان. عندئذٍ دخل الجُنُود المغول إلى المدينة وعاثوا فيها مُدَّة أُسبُوع، فهدموا معالمها واستولوا على الأموال والكُنُوز والتُحف النادرة، وأتلفوا عددًا كثيرًا من الكُتُب القيِّمة في مكتباتها، وأهلكوا كثيرًا من رجال العلم فيها، وهلك في نحو أربعين يومًا ثمانون ألفًا من سُكَّان بغداد. وانتهت هذه الأحداث بِقتل الخليفة المُستعصم ومعه ابناه وخمسة من رجاله المُخلصين الذين بقوا معه. وبعد أن فرغ هولاكو من الاستيلاء على بغداد تأذَّى من عُفُونة جوِّها بسبب تكدُّس الجُثث في الطُرقات والأزقَّة، فغادرها إلى خانقين، بعد أن نظَّم شًؤونها، ومن ثُمَّ تراجع إلى بعض نواحي خُراسان، واختار مدينة مراغة الواقعة في شماليّ أذربيجان عاصمةً لِمُلكه، وكان يُفضِّل الإقامة في إقليم بُحيرة أرومية، فكلَّف الملك مجد الدين التبريزي بِبناء قصرٍ عالٍ شديد الإحكام، على جبلٍ يقع على ساحل البُحيرة، ونقل إليه الخزانة التي تحوي الغنائم والأموال والنفائس التي أُخذت من بغداد وقلاع الحشَّاشين والروم والكرج والأرمن وغيرها من البلاد، وأرسل إلى أخيه منكو كثيرًا من التحف والأموال التي غنمها. وكان قد وزَّع أعمال بغداد على رجاله، فعيَّن ابن العُلقُمي وزيرًا، وفخر الدين الدامغاني صاحبًا لِلديوان، ونظام الدين الينجدهي قاضي القُضاة، وهي وظائفهم السابقة نفسها، ويُساعدهم في الإدارة عدد من أعيان المدينة، كنجم الدين بن الدربوس وابن الدوَّامي وابن المخرمي، كما عيَّن عليّ بهادُر على شحنة بغداد. وقد ضجَّ العالم الإسلامي لِسُقُوط بغداد واهتزَّ الحُكَّام المُسلمون في المناطق المُجاورة لِهذا الحدث الجلل. وقد حكم الإلخانيون بغداد مدة 82 سنة، من عام 656هـ حتى عام 738هـ. غزو الشَّام لم يتوقَّف هولاكو طويلًا في مراغة، بل إنَّهُ سُرعان ما أمر بِالتوجُّه إلى الشَّام مُنتهزًا فُرصة أوضاعها المُتردية، تدفعهُ نشوة النصر إلى التقدُّم والمُتابعة. وكان هولاكو قد أرسل، أثناء حصار بغداد، فرقة عسكريَّة بِقيادة أريق نوين، استولت على أربيل، من ثَمَّ أشرف المغول على البلاد الشَّاميَّة، التي كانت آنذاك تحت سيادة ثلاث قوى هي: المُسلمين المُتمثلين بِالسلاطين والأُمراء الأيُّوبيين، والصليبيين، والأرمن في قيليقية. أمَّا السلاطين والأُمراء المُسلمون، فقد حكموا مُدن ميافارقين، وحصن كيفا، والكرك، وحلب، وحِمص، وحماة، ودمشق، إلَّا أنَّهم افتقروا إلى رابطةٍ اتحاديَّة، فكان كُل أميرٍ يعمل مُستقلًّا عن الآخر، ما أضعف قُوَّتهم أمام المغول. أمَّا الصليبيُّون الغربيُّون فقد وقفوا موقف المُتردد من المغول باستثناء بوهيموند السادس أمير أنطاكية، الذي انضمَّ إلى الحركة المغوليَّة وأيَّدها واعترف بِسُلطان هولاكو على إمارته سنة 1260م، يدفعه إلى ذلك مُصاهرته لِلملك الأرمني حيطوم الأوَّل، الذي كان حليفًا لِلمغول ويُشجعهم على قتال المُسلمين والقضاء عليهم، وسبق له أن سافر بِنفسه إلى قراقورم لِتقديم فُرُوض الطاعة والولاء لِلخاقان الأكبر. كان الناصر يُوسُف بن مُحمَّد الأيُّوبي، صاحب دمشق وحلب آنذاك، أقوى الأُمراء الأيُّوبيين، وقد أوجس خيفةً من التقدُّم المغولي، وقدَّر أنَّ هولاكو وجُنُوده سوف يستولون على الشَّام إن عاجلًا أو آجلًا، وأنَّ بلاده لن تجد من يحميها من المغول أو من مماليك مصر (الذين خلفوا الأيُّوبيين في حُكم مصر وتطلَّعوا إلى ضم الشَّام تحت جناحهم)، لِذلك أرسل ابنه العزيز مُحمَّد إلى هولاكو يحمل الهدايا والتحف، ويُقدِّم الخُضُوع والولاء، ويطلب منه مُساعدةً عسكريَّة لاستعادة مصر من أيدي المماليك. ويبدو أنَّ هولاكو شكَّ في إخلاص الناصر، لأنَّهُ لم يحضر إليه بِنفسه لِيعرض ولائه وتبعيَّته، ثُمَّ يطلب تحالفه ضدَّ المماليك في مصر، لِذلك أرسل إليه رسالة يأمره فيها بِضرورة المجيء إليه وتقديم الخُضُوع من دون قيدٍ أو شرط. والرَّاجح أنَّ الناصر لم يكن مُستعدًا لِلذهاب أبعد من ذلك، وأن يرتبط بِعهدٍ وثيقٍ مع المغول الذين وجد نفسه ضعيفًا أمام جحافلهم، فاتصل بِالمماليك وطلب منهم الصُلح والمُساعدة. قاد هولاكو جيشه في سنة 657هـ المُوافقة لِسنة 1259م باتجاه حلب للاستيلاء عليها، وأرسل قسمًا من جيشه بِقيادة ابنه «يشموط» فاستولى على ميافارقين وقتل صاحبها الأمير الكامل مُحمَّد الأيُّوبي، كما استولى على مُدن الجزيرة الفُراتيَّة وديار بكر، مثل ماردين ونصيبين وحرَّان والرُّها والبيرة وحارم، ووصل إلى أسوار حلب في 2 صفر 658هـ المُوافق فيه 18 كانون الثاني (يناير) 1260م، بعد أن عبر نهر الفُرات، ولحق به ابنه يشموط، وحاصر المدينة. كان الجيش المغولي كثير العدد بحيث شغل المساحة المُمتدَّة من قرية المسلميَّة (على بُعد 20 كيلومترًا من حلب) إلى حيلان (على بُعد 7 كيلومترات من حلب)، كما تلقَّى مُساعدةً من حيطوم الأوَّل ملك قيليقية الأرمنيَّة وبوهيموند السادس أمير أنطاكية، وتمكَّن المغول من الاستيلاء على المدينة في شهر صفر المُوافق لِشهر كانون الثاني (يناير) من السنة سالِفة الذِكر، وغدروا بِأهلها بعدما أعطوهم الأمان وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا. وزحف هولاكو نحو دمشق، ففرَّ منها الناصر يُوسُف بعدما أدرك أنَّهُ عاجز عن مواجهة المغول مُنفردًا، واتَّجه إلى غزَّة لِيحتمي بِالسُلطان المملوكي سيف الدين قُطُز، ولمَّا شعر سُكَّان دمشق أنَّهم أضحوا بلا حامٍ يحميهم ويُدافع عنهم، واعتبروا ممَّا حلَّ بِالمُدن التي قاومت المغول، من دمارٍ وخرابٍ ومذابح، قرَّروا تسليم مدينتهم لِهولاكو، فأرسل إليهم القائد كتبغا الذي استلم المدينة من أعيانها وسلَّمهم كتاب الأمان من هولاكو. لكن رُغم ذلك، امتنعت قلعة المدينة على كتبغا وقاومت جُنُوده وصمدت حتَّى 21 جُمادى الأولى 658هـ المُوافق فيه 3 أيَّار (مايو) 1260م، غير أنَّها سلمت من التهديم لالتماس أعيانها لديه. معركة عين جالوت ووقف الزحف المغولي بعد سُقُوط البلاد الشَّاميَّة، لم يبقَ خارج نطاق حُكم المغول من العالم الإسلامي في الشرق الأدنى سوى الديار المصريَّة والحجازيَّة واليمنيَّة، وكان هولاكو قد وجَّه في سنة 658هـ المُوافقة لِسنة 1260م، وهو في الشَّام، إنذارًا إلى السُلطان المملوكي في القاهرة سيف الدين قُطُز، يطلب منه الاستسلام، ويُذكِّره بِأنَّ المغول استولوا على كافَّة البلاد، ولم تستطع أي قُوَّةٍ الوُقُوف في وجههم. ومِمَّا قاله: وختم رسالتهُ بِقصيدةٍ جاء في مطلعها: عقد قُطُز اجتماعًا عاجلًا مع أُمراء المماليك وقادة الجُيُوش لِتدارس الموقف، وتمخَّض الاجتماع عن قرارٍ يقضي بِرفض الإنذار المغولي وقتل رُسُل هولاكو الذين حملوا الرسالة إلى مصر، فأُعدموا وعُلِّقت رُؤوسهم على باب زويلة، فكانت أوَّل من عُلِّق على باب زويلة من رُؤوس المغول. والواقع أنَّ قُطُز وأُمراء المماليك تشجَّعوا لِلرد بِهذه الطريقة على المغول بعدما غادر هولاكو الشَّام على عجلٍ عائدًا إلى قراقورم ما أن بلغه وفاة الخاقان الأكبر منكو وبُرُوز صراع على السُلطة بين أخويه (أي أخويّ هولاكو) قوبلاي وأريق بوقا، فأراد أن يُنافسهما على الزعامة المغوليَّة، مُعتقدًا أنَّهُ سوف يُنتخب خاقانًا أعظم نظرًا لِأهميَّة توسُّعاته. وسحب هولاكو معه مُعظم جيشه، وأبقى في المنطقة حوالي عشرة آلاف جُندي بِقيادة كتبغا. أضحى كتبغا يحكم الشَّام بِقُوَّةٍ قليلة العدد نسبيًّا ما أتاح بصيصًا من الأمل لِلمماليك الذين أثارهم توغُّل المغول في فلسطين، يُضاف إلى ذلك، فقد عُرف عن كتبغا تقرُّبه من النصارى، لا لأنَّهُ يُدين بِالمسيحيَّة فحسب، بِل لِأنَّهُ أدرك أيضًا أهميَّة قيام تحالف مغولي - مسيحي في الشرق الأدنى يقف في وجه الإسلام والمُسلمين. لكنَّ الصليبيين النازلين في عكَّا كانوا قد نفضوا أيديهم من الحلف مع المغول آنذاك بعدما تخوفوا منهم ومن جبروتهم، لِذلك اعتبر قُطُز والأُمراء والقادة المُسلمين في مصر أنَّ الفُرصة أصبحت مؤاتية ليس لِلوُقُوف في وجه المغول فحسب، بل والانتصار عليهم أيضًا. دعا قُطُز الناس إلى الجهاد، ثُمَّ أخذ يعمل على حشد الجُيُوش وجمع الأموال اللَّازمة لِلإنفاق عليها، بِفرض ضرائب جديدة ومُختلفة على سُكَّان مصر والقاهرة، وأقنع الأُمراء المُعارضين لِلحرب بالاشتراك في التعبئة والقتال، كما تمكَّن من استقطاب وحدات جيش الملك الناصر يُوسُف الأيُّوبي من الأُمراء الناصريين والشهرزوريين الذين هجروا بلادهم وانتقلوا إلى الشَّام هربًا من هولاكو، عندما وصلوا إلى غزَّة، كما ضمَّ إلى قُوَّاته من تبقَّى من القُوَّات الخوارزميَّة وقُوَّات أمير الكرك الأيُّوبي. أرسل قُطُز أمير جُيُوشه بيبرس البُندقداري، في أوائل شهر شعبان سنة 658هـ المُوافق فيه شهر تمُّوز (يوليو) سنة 1260م، قاصدًا غزَّة لِدراسة الموقف على الأرض، في الوقت الذي كان كتبغا قد أقام حاميةً عسكريَّةً مغوليَّةً في المدينة وعسكر هو بِالقُرب من بعلبك. اصطدم بيبرس بِالحامية وأجلاها عن غزَّة، وطارد أفرادها حتَّى نهر العاصي، وتجهَّز كتبغا على الفور، عندما بلغته أنباء تحرُّك المماليك، لِلمسير إلى وادي نهر الأُردُن، غير أنَّ ما حدث من نُشُوب ثورةٍ في دمشق ضدَّ الحُكم المغولي، أخَّر تقدُّمه، ما أعطى الفُرصة لِلمُسلمين بِبدء التحرُّك. وخرج قُطُز من مصر مُتوجهًا إلى فلسطين في شهر رمضان المُوافق فيه شهر آب (أغسطس) مُتخذًا الطريق الساحليّ المار بِعكَّا، وعلِم وهو في المدينة سالِفة الذِكر، أنَّ القائد المغولي عبر نهر الأُردُن باتجاه الجنوب الشرقي مُجتازًا الناصرة، ومُدعمًا بِقُوَّاتٍ أرمنيَّة وكرجيَّة، ووصل إلى سهل عين جالوت. وعقد السُلطان المملوكي مجلسًا حربيًّا لِتحديد خطَّة خوض المعركة، فجمع الأُمراء وحضَّهم على قتال المغول، وذكَّرهم بما وقع بِأهل الأقاليم من القتل والسبي والدمار، وحثَّهم على عدم التهاون في مُحاربتهم، فأثار حماسهم وألهب مشاعرهم، فصمَّموا على التفاني في الجهاد إلى آخر رمق. تحرَّك الجيش الإسلامي باتجاه نهر الأُردُن يوم 25 رمضان 658هـ المُوافق فيه 3 أيلول (سپتمبر) 1260م، وتقدَّم بيبرس فسبق قلب الجيش ووصل إلى عين جالوت، وأخذ يُناوش الجيش المغولي حتَّى لحق به قُطُز. أعدَّ الأخير كمينًا لِلمغول بِأن أخفى قُوَّاته الرئيسيَّة خلف التلال القريبة، ولم يعرض لِلعدو إلَّا مُقدمة جيشه التي قادها بيبرس، ووقع كتبغا في الفخ عندما حمل بِكُل رجاله على المُقدمة المملوكيَّة التي شاهدها أمامه، فأسرع بيبرس في التقهقر إلى التلال المُجاورة، حسب الخطَّة الموضوعة، فطارده كتبغا لِيجد نفسه قد طُوِّق وجيشه تطويقًا كاملًا، وانقضَّ عليهم المُسلمون وأمعنوا فيهم تقتيلًا، حتَّى أُبيد الجيش المغولي عن بُكرة أبيه، ووقع كتبغا في الأسر، فقتلهُ قُطُز وطيف بِرأسه في البلاد. ما إن وصلت أنباء انتصار المُسلمين في عين جالوت إلى دمشق حتَّى قام المُسلمون فيها بالانتقام من الذين تعاونوا مع المغول، وفي مُقدمتهم جماعة من المسيحيين من أهل البلد، وأحد العُلماء الشوافع الذي كان يميل إلى مذهب الشيعة، يُقال له الفخر مُحمَّد بن يُوسُف بن مُحمَّد الكنجي، وكان قد عاون المغول في تخليص وأخذ أموال الغائبين من أهالي دمشق لمَّا دخلها كتبغا، وتقرَّب إلى زُعمائهم. ثُمَّ حدث أن تابع قُطُز زحفه نحو دمشق ودخلها بعد خمسة أيَّام، فاستُقبل فيها استقبالًا حارًّا، وأعلن وحدة الشَّام ومصر مُجددًا، كما كان الحال زمن السُلطان صلاح الدين الأيُّوبي. الوضع السياسي لِلإلخانيَّة بعد وفاة منكو خان تختلف المصادر المغوليَّة - الفارسيَّة، والمملوكيَّة، في توصيف الوضع السياسي لِلمغول الإلخانيين ووضع هولاكو الدقيق، بعد وفاة الخاقان منكو. فلدى وصف شُرُوط مُهمَّته يستخدم مُؤرِّخ الإلخانيين رشيد الدين فضل الله الهمذاني لُغةً شديدة التحفُّظ، فذكر أنَّ منكو خان تعمَّد، بينه وبين نفسه، إبقاء أخيه في إيران وجعل الحُكم فيها وراثيًّا في ذُريَّته من بعده، ولكنَّهُ تظاهر بِالإيعاز إليه بِالعودة إلى مغولستان بعد إنجاز مُهمَّته، وهي الاستيلاء على العراق والشَّام ومصر، ولا يوجد أي دليل آخر على وُجُود مثل هذا الهدف لدى منكو. بِالمُقابل، تُؤكِّد المصادر المملوكيَّة، على النقيض من ذلك، أنَّ هولاكو ما لبث في إحدى المُنعطفات بعد سُقُوط بغداد، أن نصَّب بفسه حاكمًا لِلإقليم، وأنَّ اتخاذه لقب «إلخان - إيلخان»، الذي توارثته ذُريَّته من بعده، لم يكن معروفًا أو ثابتًا قبل سنة 658هـ المُوافقة لِسنة 1260م. ويبدو أنَّ هولاكو أفاد من اندلاع الصراع على السُلطة في الشرق الأقصى لِيتحوَّل من قائدٍ أعلى لِلجُيُوش المغوليَّة في إيران إلى حاكمٍ لِأُمَّةٍ (أولوس بِالتعبير المغولي)، على غرار أقربائه حُكَّام الدولة الجغطائيَّة والقبيلة الذهبيَّة، حاصلًا على الشرعيَّة المطلوبة من قوبلاي خان، الخاقان الأعظم الجديد. حرب مغول القبيلة الذهبيَّة شكَّلت وفاة منكو خان وتربُّع قوبلاي على العرش بداية تصدُّع وحدة إمبراطوريَّة المغول وظُهُور بُذور الشقاق والخلاف بين حُكَّام الأقاليم الشاسعة التي كوَّنت تلك الإمبراطوريَّة، الذين سعى كُلٌ منهم إلى الاستقلال بما تحت يديه من بلاد. وفي الحقيقة فإنَّ العلاقة العدائيَّة بين إلخانيَّة إيران وخانيَّة القبيلة الذهبيَّة تفجَّرت على أثر النزاع الذي نشب بين قوبلاي وأريق بوقا، عقب وفاة الخاقان الأعظم منكو، وسار النزاعان مع بعضهما في خطٍ مُوازٍ. فقد طمع هولاكو بِضمِّ بلاد القفجاق، التي تُشكِّل أغلب أنحاء خانيَّة القبيلة الذهبيَّة، بعد وفاة صرتق خان بن باتو، حاكم الخانيَّة سالِفة الذِكر، سنة 652هـ. ومن جهته، عدَّ بركة خان، الذي تولَّى عرش القبيلة الذهبيَّة، أنَّ مدينتيّ تبريز ومراغة كانتا من نصيب والده جوجي خان استنادًا إلى التقسيم الذي أجراه جنكيز خان، ولكنَّ هولاكو ضمَّهما إلى أملاكه، كما ضمَّ أرَّان وأذربيجان مع أنهما كانتا من إرث جوجي. وكان بركة خان قد اعتنق الإسلام سنة 650هـ بعدما التقى في مدينة بُخارى مع أحد عُلماء المسلمين واسمه نجم الدين مُختار الزاهدي، واستفسر منه عن الدين الإسلاميّ وطلب منه أن يُؤلِّف لهُ رسالة تُؤيِّد بِالبراهين رسالة الإسلام، وتوضح بُطلان عقائد المغول وترد على المُخالفين والمُنكرين لِهذا الدين، فألَّف لهُ كتاب الرسالة الناصريَّة في النُبُوَّة والمُعجزات، فكان هذا سببًا في إسلام بركة، وتحوُّله إلى ناصرٍ لِلمُسلمين في دولته، ومُدافعًا عن قضاياهم، في الوقت الذي ظلَّ فيه هولاكو على الوثنيَّة، وعطف على المسيحيين مُتأثرًا بِزوجته المسيحيَّة دوقوز خاتون. وقد رفض بركة خان منطق الحملة التي شنَّها هولاكو على بغداد وما تبعها من نتائج على الرُغم من اضطراره إلى إرسال فرقةٍ عسكريَّةٍ اشتركت مع الجيش المغولي في الحملة على العراق، غير أنَّهُ أقدم على خُطوةٍ مُعبِّرة بعد انتهاء مُهمَّة الحملة تجلَّت في القرار الذي اتخذه بِسحب فرقته العسكريَّة وإرسالها إلى القاهرة لِدعم المماليك، مُشكلًا اتحادًا غير مُتوقَّع، ولِأوَّل مرَّة، مع قُوَّةٍ أجنبيَّةٍ ضدَّ إخوانه المغول، الأمر الذي سهَّل انتصار المُسلمين في معركة عين جالوت، هذا في الوقت الذي تشدَّد فيه هولاكو في مُساندته لِلنصارى. وقد أدَّى هذا التقارب بين المماليك ومغول القفجاق إلى مُعاداتهم لِمغول فارس. بِالإضافة إلى ذلك، كانت شواطئ بحر البنطس (الأسود) الشماليَّة تُشكِّلُ مراكز تصدير الرقيق الأبيض إلى مصر، الأمر الذي أمَّن استمرار تدفُّق القُوَّة البشريَّة والعسكريَّة لِلنظام المملوكي، وقد أدرك هولاكو هذا الأمر وطالب بركة خان بوقف بيع المماليك إلى مصر، فلَم يلقَ طلبه آذانًا صاغية. وشكَّل امتناع هولاكو عن إرسال خُمس الغنائم التي يحصل عليها، والتي كان جنكيز خان قد قرَّرها لِأُسرة جوجي، عاملًا آخر لِدفع النزاع بين مغول إيران ومغول القفجاق باتجاه الصدام. أرسل بركة خان في سنة 660هـ المُوافقة لِسنة 1262م جيشًا كبيرًا مُؤلَّفًا من ثلاثين ألف مُقاتل بِقيادة قريبه «نوقاي»، لِمُحاربة هولاكو، فعبر باب الأبواب وعسكر في ظاهر شروان. فلمَّا بلغ هولاكو ذلك خرج من مصيفه في ألاطاغ على رأس جيشٍ مُؤلَّف من فرقٍ عسكريَّةٍ من مُختلف أنحاء الإلخانيَّة، وجعل على طليعته شيرامون بن جُرماغُون، ولمَّا وصل إلى حُدُود شروان تصدَّى لهُ نوقاي وهزمه وقتل كثيرًا من أفراد طليعته وعاد إلى مُعسكره مُنتصرًا. عند هذه المرحلة من المُواجهات أرسل هولاكو مددًا لِقُوَّاته المُقاتلة بِقيادة ابنه أباقا، فهاجم قُوَّات نوقاي وانتصر عليها، مما أتاح لِقُوَّات هولاكو أن تتقدَّم إلى شماخى وسيطرت عليها، في شهر مُحرَّم 661هـ المُوافق فيه شهر تشرين الثاني (نوڤمبر) 1262م، وتابعت زحفها نحو باب الأبواب، فاصطدمت بِقُوَّات نوقاي وأزاحتها عن مواقعها، وعبرت باب الأبواب وطاردتها داخل أراضي القبيلة الذهبيَّة، وتوغَّلت فيها مسافة خمسة عشر يومًا من دون أن تُصادف مُقاومة. ويبدو أنَّ لِذلك علاقة بِمدى ما خطَّط له بركة من واقع السماح لِقُوَّات عدُوِّه أن تتوغَّل في أراضيه قبل أن ينقض عليها. وإذ اعتقد هولاكو أنَّهُ سيطر على بلاد عدوُّه، أرسل ابنه أباقا على رأس قُوَّاتٍ عسكريَّةٍ كبيرة لِيُغير على منازل السُكَّان، فعبر نهر ترك في شهر جُمادى الأولى 661هـ المُوافق فيه شهر آذار (مارس) 1263م، ففاجأه بركة عند النهر وانتصر عليه. ولم يستطع أباقا سوى النجاة بِنفسه مع قلَّة من فُلُول جيشه في حين سقط الآخرون قتلى تحت ضربات السُيُوف، أو غرقًا في نهر ترك. لم يتحمَّل هولاكو، الذي كان في تبريز، آثار تلك الهزيمة، وقد أثَّرت على معنويَّاته، فأقدم على قتل جميع تُجَّار عدُوِّه الذين كانوا في بلاده. ولمَّا نظر بركة خان كثرة القتلى في هذا الصراع قال: . مُحاولة التحالف المغولي المسيحي بعد هزيمته القاسية على يد المُسلمين في معركة عين جالوت وانكساره على يد مغول القفجاق، سعى هولاكو إلى التحالف مع النصارى الغربيين والشرقيين ضدَّ المُسلمين، فاتصل بِالصليبيين في عكَّا عارضًا عليهم التعاون، وأرسل هؤلاء عدَّة نداءات بِدورهم إلى الغرب الأوروپي تحث البابويَّة ومُلُوك أوروپَّا الغربيَّة على التعاون مع الإلخان المغولي. ويبدو أنَّ الغرب الأوروپي، من واقع تجاربه السابقة في التعاون مع المغول التي باءت جميعها بِالفشل، لم يعد يثق بِهؤلاء، لِذلك لم يُعر اهتمامًا جديًّا بِتلك النداءات، هذا على افتراض أنَّ الغرب الأوروپي كان لديه القُوَّة والقيادة المُوحَّدة التي تجعله يُرحِّب بِالتحالف مع مغول فارس. وفي سنة 660هـ المُوافقة لِسنة 1262م، أرسل هولاكو سفارةً إلى الغرب تحملُ رسائل إلى البابا أوربان الرابع وملك فرنسا لويس التاسع، غير أنَّ ملك صقلية مانفريد هوهنشتاوڤن، المُعادي لِلبابا، قبض على أعضاء السفارة وصادر الرسائل. والواضح أنَّ هولاكو كرَّر في رسائله توجُّهات المغول بِالسيادة العالميَّة، وأنَّ على كُل شخص، بمن فيهم البابا وملك فرنسا، الخُضُوع لِإمرة المغول. وكان أحد أعضاء السفارة المغوليَّة يُدعى يُوحنَّا المجري، فاستطاع الفرار، ووصل إلى البابا أوربان الرابع وأطلعه على مضمون الرسائل وهدف السفارة. ورأى هولاكو في التحالف مع النصارى الشرقيين، وبِخاصَّةً البيزنطيين، الوسيلة التي تُمكِّنهُ من إحكام قبضته على سلاجقة الروم في الأناضول، وعاملًا مُساعدًا في حربه مع المماليك، واعتقد أنَّ التقارب الأُسري بين البيتين المغولي والبيزنطي يُعدُّ خُطوةً تمهيديَّةً لِلوُصُول إلى هذا التحالف، لِذلك أجرى مُباحثات مع الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثامن پاليولوگ من أجل اختيار فتاة من الأُسرة الحاكمة لِيتزوَّج بها. وقد توافقت مصلحة الإمبراطور القاضية باكتساب صداقة المغول، بِوصفهم دولة كُبرى في المنطقة، وتعزيز النُفُوذ المسيحي في البلاط المغولي، مع تطلُّعات الإلخان. واختار ميخائيل ابنته غير الشرعيَّة ماريَّة لِتحظى بِهذا الشرف، ورافقها البطريرك يوثيميوس الأنطاكي (أو ثيودوسيوس دي ڤيلهاردوين) إلى تبريز. وفي هذه الفترة كان البابا قد أرسل كتابًا إلى هولاكو حثَّهُ فيه على اعتناق المسيحيَّة لِما في ذلك من فائدةٍ دُنيويَّة من واقع تأييد الله له ومنحه القُوَّة لِلوُقُوف في وجه المُسلمين، وفائدة أُخرويَّة تضمن لهُ المجد الخالد في الآخرة. وصل خطاب البابا إلى هولاكو وهو في أواخر حياته، وكانت استعداداته للثأر من هزيمته أمام مغول القبيلة الذهبيَّة، بِالإضافة إلى مُشكلاته الداخليَّة، سببًا في عدم ردِّه على خطاب البابا، ثُمَّ تُوفي بعد ذلك بِقليل، وكانت ماريَّة بنت ميخائيل قد وصلت في غُضون ذلك إلى تبريز لِتكتشف وفاة الإلخان، فبادرت بِالزواج من ابنه وخليفته أباقا، وقد عُرفت باسم «دسپينة خاتون»، ووجد فيها النساطرة المغول حاميًا جديدًا لهم بعد أن تُوفيت دوقوز خاتون، زوجة هولاكو النسطوريَّة. الصراع مع القوى المُجاورة انتهج أباقا نهج والده في التقرُّب من القوى المسيحيَّة بِفعل تعرُّض الدولة الإلخانيَّة لِخطر المُسلمين المُمثلين بِالمماليك في الجنوب، ومغول القبيلة الذهبيَّة في الشمال، بِالإضافة لِلمغول الجغطائيين في آسيا الوُسطى، الذين انتهز كُلٌ منهم وفاة هولاكو وسعى إلى التوسُّع على حساب مغول فارس. وفي الحقيقة فإنَّ أباقا بن هولاكو لم يُنصَّب إلخانًا من الناحية الرسميَّة إلَّا بعد مُرور أربعة أشهر على وفاة والده، كما لم يُعد توزيع الإقطاعات وحُكُومات الولايات إلَّا بعد مُرور أربعة أشهُرٍ أُخرى، ولمَّا كان انتقام المغول لِهزيمتهم في عين جالوت مُتوقعًا، وكان هؤلاء يتعاونون مع النصارى الشرقيين وصليبيي أنطاكية لِلقضاء على الدولة المملوكيَّة، فقد عزم السُلطان المملوكي آنذاك، رُكن الدين بيبرس، أن يقضي على الصليبيين ويطردهم من الشَّام، ويُحارب الأرمن وصليبيي أنطاكية لِمُحالفتهم مغول إيران، ثُمَّ التوسُّع على حساب هؤلاء في شماليّ الشَّام وآسيا الصُغرى، والاتصال بِمغول القبيلة الذهبيَّة لِلتنسيق معهم ضدَّ الإلخانيين. بدأ بيبرس بِتنفيذ مُخططته بِمُهاجمة الصليبيين في الشَّام، ففي سنة 664هـ المُوافقة لِسنة 1265م، استرجع لِلمُسلمين قيسارية ويافا وأرسوف، وهاجم قلاعًا أُخرى، كما استرجع في السنتين التاليتين صفد والرملة وتبنين والقليعات وحلبا وعرقة تمهيدًا لِاسترجاع طرابُلس الشَّام. وشنَّ بيبرس غارات واسعة على مملكة قيليقية الأرمنيَّة وإمارتيّ أنطاكية وطرابُلس في سبيل توطيد مركزه في شماليّ الشَّام لِلانطلاق إلى الأناضول واستقطاب سلاجقة الروم، لِيتخذ من المنطقة حاجزًا في وجه الإلخانيين من جهة، ويتصل بِمغول القبيلة الذهبيَّة من جهةٍ أُخرى. وفي شهر ذي القعدة سنة 664هـ المُوافق فيه شهر آب (أغسطس) 1266م، هاجم الجيش المملوكي الأرمن وتغلب عليهم، ثُمَّ اجتاح قيليقية فنهب أياس وأضنة وطرسوس، وتجاوز المصيصة إلى العاصمة سيس فنهبها وأشعل النار فيها وجعل عاليها سافلها ثُمَّ انسحب من المنطقة في نهاية شهر ذي الحجَّة المُوافق فيه شهر أيلول (سپتمبر) عائدًا إلى حلب، ومعه الأسرى والغنائم. واضطرَّ الملك الأرمني حيطوم الأوَّل أن يُفاوض بيبرس ويعقد معه اتفاقيَّة هدنة، وبِخاصَّةٍ أنَّ أباقا كان مُنهمكًا بِالحرب ضدَّ مغول القبيلة الذهبيَّة والمغول الجغطائيين في تركستان، ولم يكن بِوسعه تقديم المُساعدة لِلملك الأرمني. في الوقت الذي كان فيه المماليك يضربون حُلفاء المغول الإلخانيين في الشَّام، كان أباقا يخوض حربًا على جبهتين: في ما وراء النهر والقفقاس، فقد طمع براق بن ييسون خان المغول الجغطائيين بِضم خُراسان وأذربيجان إلى أملاكه، وعقد حلفًا مع مغول القبيلة الذهبيَّة مُوجهًا ضدَّ الإلخانيين، ولكنَّ أي هُجُومٍ مُشترك لم يتحقق، فأغار بركة خان بدايةً على ولايتيّ أرَّان وأذربيجان وتوغَّل فيهما، وذلك في شهر صفر 664هـ المُوافق فيه شهر تشرين الثاني (نوڤمبر) 1265م، فنهض أباقا لِصد هذا الهُجُوم وأرسل جيشًا بِقيادة أخيه يشموط لِصد هُجُوم جيش القبيلة الذهبيَّة، فتمكَّن من التغلُّب عليهم وإرغامهم على التقهقر. ولم يستطع بركة خان أن ينتقم لِهزيمته، إذ تُوفي أثناء توجهه لِقتال أنسبائه، ما أعطى أباقا الفُرصة لِلتفرُّغ لِلجغطائيين والمماليك. ظهر أثر الترابط المغولي - الصليبي واضحًا عندما انتهز أباقا فُرصة انهماك المماليك بِمُحاربة الصليبيين، فأغار على مناطق الحُدُود. ففي سنة 665هـ المُوافقة لِسنة 1267م، هاجم مدينة الرحبة على الحُدُود الفُراتيَّة في الوقت الذي كان فيه المماليك يُهاجمون صفد، وأرسل بعثةً إلى الغرب الأوروپي حملت رسالةً مُؤرَّخةً من أذربيجان في 22 ذي القعدة 666هـ المُوافق فيه 3 آب (أغسطس) 1268م، أعلم فيها أباقا البابا كليمنت الرابع بِسوء موقف حُلفاء مغول إيران في الشرق الأدنى بعدما سقطت أنطاكية بِيد المُسلمين في ذات السنة، وضعُفت مملكة قيليقية الأرمنيَّة وأُنهكت قواها. وعندما وصلت السفارة المغوليَّة إلى روما، في سنة 667هـ المُوافقة لِسنة 1269م، وجدت أنَّ كليمنت الرابع قد تُوفي، ومن ثَمَّ أبحرت إلى أرغون وبقيَّة ممالك أوروپَّا الغربيَّة، عارضةً على مُلُوكها التعاون ضدَّ المُسلمين، ويُعتقد أنَّ هذا ما حثَّ يعقوب الأوَّل ملك أرغون على إعداد حملته الصليبيَّة الصغيرة إلى عكَّا، في ذات السنة، التي لم يُكتب لها الوُصُول إلى ديار الإسلام بعدما حطَّمت عاصفةٌ عاتية الأُسطول الأرغوني قبالة سواحل فرنسا. وفي الحقيقة فإنَّ بعض المُلُوك الأوروپيين اعتقدوا بِأنَّ المغول سوف يُهاجمون أوروپَّا بعد القضاء على المماليك، فتراجعت فكرة تكوين اتحاد عسكريّ معهم، لا سيَّما بعدما انحرفت حملة لويس التاسع ملك فرنسا، نحو إفريقية عوض المشرق العربي، على الرُغم من إعلان المبعوث البابوي أنها ستُهاجم المماليك من جهةٍ بينما ينقض المغول من الجهة الأُخرى. أمام هذا الواقع، أرسل أباقا إلى بيبرس يُحاول التفاهم معه، لكنَّ رسالته تضمَّنت تهديدًا إلى جانب الترغيب بِالصُلح، فقال: . فلم يلتفت بيبرس إلى هذا الكلام، ورفض مبدأ الصُلح، وردَّ على كتاب أباقا قائلًا: . وهكذا، كان لا بُدَّ من الحرب لِتقرير مصير هذا الصراع. تعرَّضت الدولة الإلخانيَّة، في غُضُون ذلك، إلى هُجوم المغول الجغطائيين من الشرق، إذ عبر براق خان بن ييسون نهر جيحون على رأس جيشٍ كثيف، واصطدم بِالجيش الإلخاني عند هراة وباذغيس وتغلَّب عليه وطارد فُلُوله حتَّى أخرجه من خُراسان واستولى عليها. وأرسل بُراق إلى الملك شمس الدين مُحمَّد كرت صاحب هراة، يدعوه إلى الدُخُول في طاعته، ويُخبره بِأنَّهُ استولى على خُراسان ويعتزم الزحف نحو أذربيجان والعراق، ووعدهُ بِمنحه إقليم خُراسان إذا سانده بِقُوَّاته، فوافق شمس الدين كرت على مضض، ثُمَّ تراجع عن ذلك عندما علم باستعداد أباقا لِلزحف على خُراسان وشعر بِدُنوِّ أجل الدولة الجغطائيَّة بعدما طغى براق خان في البلاد، وتطاول وبغى وأرهق الناس بِشتَّى المطالب والمُصادرات، فاعتصم بِقلعة خيسار في هراة، وراح يترقَّب نتيجة الصراع. وجهَّز أباقا جيشًا جرَّارًا، وسار على رأسه في شهر رمضان سنة 668هـ المُوفق فيه شهر نيسان (أبريل) 1270م، قاصدًا خُراسان، واصطدم بِخصمه في شهر ذي الحجَّة المُوافق لِشهر تمُّوز (يوليو) وتغلَّب عليه وكبَّده كثيرًا من القتلى، وفرَّ براق عبر نهر جيحون بِمشقَّةٍ بالغةٍ إلى بلاد ما وراء النهر، حيثُ تُوفي بعد فترةٍ قصيرة مُتأثرًا بإصابته الجسديَّة والمعنويَّة. تفرَّغ أباقا بعد ذلك لِلمماليك، وشرع بِالإغارة على الشَّام، وحمل عليها عدَّة مرَّات بدايةً من سنة 670هـ المُوافقة لِسنة 1271م، لكنَّهُ هُزم في كُلِّ مرَّةٍ على يد المُسلمين، وظلَّ بيبرس يملك زمام المُبادرة، ويُؤرق عين مغول فارس، واستمرَّ الأمر على هذا المنوال إلى أن توفي بيبرس يوم الخميس 27 مُحرَّم 676هـ المُوافق فيه 29 حُزيران (يونيو) 1277م، فاستغلَّ أباقا الاضطرابات الداخليَّة التي سادت الشَّام ومصر على أثر وفاة بيبرس، وتنازُع الأُمراء على السُلطة، فأرسل قُوَّةً استطلاعيَّة في شهر جُمادى الأولى 679هـ المُوافق فيه شهر أيلول (سپتمبر) 1280م، إلى شماليّ الشَّام لِسبر أغوار المماليك وجس نبضهم، فوصلت تلك القُوَّة إلى حلب وأعمالها وعاثت في البلاد وبذلت السيف في الناس، وأحرقت منبر المسجد الجامع وغيره من المصالح. وفي غُضُون ذلك كان المماليك قد ولُّوا عليهم الأمير سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي، الذي وحَّد كلمة المُسلمين في مصر، وتكتَّل خلفه أُمراء المماليك، فخرج من القاهرة مُتوجهًا إلى دمشق حيثُ دعا إلى التعبئة العامَّة، وسار بِجيشٍ قوامه 30,000 مُقاتل باتجاه حِمص وعسكر في ظاهرها. وفي يوم الخميس 14 رجب 680هـ المُوافق فيه 29 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1281م، اصطدم المُسلمون بِالمغول في رحى معركةٍ طاحنة أسفرت عن انتصارٍ إسلاميٍّ واضحٍ، وقُتل الكثير من الجُنُود المغول، وانسحب الباقون ناجين بِحياتهم. ولم يَعش أباقا خان طويلًا بعد ذلك، إذ تُوفي في 20 ذي الحجَّة 680هـ المُوافق فيه 1 نيسان (أبريل) 1282م، فأُسدل الستار على الصراع المغولي الإسلامي حتَّى حين. بداية التحوُّل الديني نحو الإسلام عند مغول فارس اجتمع أُمراء المغول في ألاطاغ، بعد وفاة أباقا، لاختيار إلخانٍ جديدٍ في ظلِّ تيَّاراتٍ مُتعارضة وانقساماتٍ حادَّة، حول من يجب توليته العرش: تكودار بن هولاكو، وهو أكبر أفراد الأُسرة، أم أرغون بن أباقا، الوريث الشرعي لِأبيه. ورأى المُجتمعون ضرورة الإسراع في اختيار إلخانٍ جديدٍ منعًا لاستفحال الخِلاف، وحتَّى لا يتطرَّق الخلل إلى أجهزة الدولة نتيجة الصراع على المنصب. وأخيرًا أجمعوا على اختيار تكودار إلخانًا، وذلك في 26 مُحرَّم 681هـ المُوافق فيه 6 أيَّار (مايو) 1282م. استعاد المُسلمون اعتبارهم في عهد تكودار بعدما عانوا الأمرَّين في عهد أبيه هولاكو، لا سيَّما وأنَّ تكودار أظهر شعائر الإسلام وجاهر باعتناقه هذا الدين، وتسمَّى باسم «أحمد»، فعُرف مُنذ ذلك الوقت بِـ«أحمد تكودار» أو «أحمد سُلطان»، فكان أوَّل إلخانٍ مُسلمٍ حكم دولة مغول فارس. والواقع أنَّ الدولة الإلخانيَّة كانت تضم أقاليم وممالك إسلاميَّة باستثناء أرمينية والكرج، ولِذلك كان مُعظم سُكَّانها يُدينون بالإسلام. وبعد أن هدأت موجة الاحتلال في هذه الإلخانيَّة، بدأت الصلات التي تربط الألاخين بِالخواقين العظام في قراقورم، تنفصم وتتلاشى تدريجيًّا. وأخذ مغول إيران يرتبطون بِهذه البلاد التي توارثوا حُكمها، وأقاموا فيها، وأضحوا جُزءًا من شُعُوبها، وكان لِذلك أثره الكبير في تشرُّب هؤلاء الثقافة والحضارة الإسلاميَّة السائدة في إيران، وانتهى بهم الأمر إلى اعتناق الإسلام. أسرع تكودار، فور اعتلائه العرش، إلى اتخاذ كافَّة الإجراءات التي تُثبت صدق إسلامه، من ذلك، أنَهُ أرسل رسالةً إلى العُلماء في بغداد يُعلن فيها نفسه حاميًا لِلدين الإسلامي، وتابعًا لِلرسول مُحمَّد، وأمر ببناء المساجد وإقامة الشعائر الدينيَّة كما كانت عليه زمن الخُلفاء العبَّاسيين. واعترف بِأنَّ النصر دائمًا لِلإسلام، وأنَّ رسالة مُحمَّد حق، وأنَّ هُناك إلهًا واحدًا، واتخذ الترتيبات اللازمة لِرعاية قوافل الحج إلى مكَّة، وأمر بِأن يُصرف ريع الأوقاف في مصارفه الأصليَّة، كما كان يقضي جُزءًا من يومه مع المشايخ والفُقهاء يستمع لِدُرُوسهم. نتيجة اعتناق تكودار الإسلام وتسلطنه على عرش الإلخانيين، مالت سياسة هؤلاء باتجاه السلم والوفاق ونبذ الحرب، والعمل على التفاهم مع المماليك وتوطيد العلاقات وإحكام الروابط بين الدولتين، فأرسل الإلخان وفدًا إلى السُلطان المملوكي قلاوون في شهر جُمادى الآخرة 681هـ المُوافق فيه شهر أيلول (سپتمبر) 1282م، وحمَّل أعضاءه رسالةً تُعلم السُلطان المذكور باعتناق تكودار الإسلام، وأهدافه السياسيَّة وجُهُوده الآيلة إلى إحياء الشريعة الإسلاميَّة في المُجتمع المغولي بِخاصَّة والعالم الإسلامي بِعامَّة، ورغبته في أن يظل بِسلامٍ مع جيرانه المُسلمين والعمل على توحيد كلمتهم وإزالة العدواة والبغضاء المُتأصِّلة بين المغول والمماليك. ردَّ قلاوون على الإلخان بِرسالةٍ مُؤرَّخةٍ في رمضان 681هـ المُوافق فيه كانون الأوَّل (ديسمبر) 1282م، هنَّأه فيها بدخول الإسلام، وأثنى على جهوده في إقامة أحكام الشريعة الإسلاميَّة، وأعرب عن استعداده لِلتعاون معهُ بِما فيه خير الإسلام والمُسلمين، وتيسير سُبُل التجارة وحماية التُجَّار، على أنَّ هذا السلام تبيَّن سريعًا أنَّهُ كان مُؤقتًا. ارتداد الإلخانيين كانت العلاقة بين أحمد تكودار وأرغون مُتوترة مُنذُ وفاة أباقا واعتلاء الأوَّل العرش الإلخاني، وزادها سوءًا عدَّة عوامل، أبرزها ظُلم أرغون وتعسُّفه الذي أوقعهُ على سُكَّان خُراسان الذين كان أميرًا عليهم، مما دفع تكودار إلى اتخاذ عدَّة إجراءات ضدِّه؛ بِالإضافة إلى طمع أرغون في استرداد عرش والده الذي حرمه منه عمُّه أحمد، واعتناق تكودار لِلإسلام، مما أثار حفيظة الأُمراء المُوالين لِلقوى المسيحيَّة، فاتهموه باضطهاد النصارى وشكوه إلى الخاقان الأعظم قوبلاي، كما اتهموه بِمُخالفة سُنن أجداده، سواء باعتناقه الإسلام وعدم تطبيق قانون الياسق أو باضطهاد النصارى. بناءً على هذا، تكوَّنت جبهة مغوليَّة ضدَّ تكودار، وتزعَّم تلك الجبهة ابن أخيه أرغون، واتَّخذ من خُراسان مُعسكرًا لِتعبئة جُنُوده، وكان ذلك بتأييدٍ من الخاقان الأعظم قوبلاي، ثم تقدَّم أرغون لقتال عمِّه في 3 صفر 683هـ المُوافق فيه 21 نيسان (أبريل) 1284م، وتمكَّن تكودار من تحقيق نصرٍ كبيرٍ على ابن أخيه أرغون فضلًا عن أسره. ولمَّا كان هذا النصر على غير هوى قادة المغول فقد اجتمعوا وقرَّروا خلع تكودار من حُكم الدولة وتخليص أرغون من الأسر، وتنصيب هولاجو بن هولاكو إلخانًا على إيران، وتمَّت الخطة، وتخلََّص أرغون من الأسر بعد معركةٍ سريعةٍ بين قُوَّات تكودار والمُتآمرين عليه، قُتل فيها كثيرٌ من الأُمراء المُوالين لِتكودار الذي فرَّ من خُراسان إلى أذربيجان لعلَّه يتمكَّن من جمع قوَّاته ومُعاودة القتال مع خصمه. وعلى خلاف ما قرَّره البيت المغولي الحاكم من تعيين هولاجو إلخانًا على إيران فقد نُصِّب أرغون بدلًا منه، وبعد تنصيبه توجَّه لقتال عمِّه، وقبل أن يصل إلى أذربيجان قام جماعةٌ من أتباع تكودار نفسه بتسليمه إلى أرغون بعد أن رأوا ارتفاع كفَّته، فلم يتوانَ في إعدامه في 26 جُمادى الأولى 683هـ المُوافق فيه 10 آب (أغسطس) 1284م. بتولِّي أرغون عرش الإلخانيَّة، زال نُفُوذ المُسلمين وعاد الحال كما كان عليه في السابق، فاضُطهد هؤلاء وعُزلوا من المناصب الحُكُوميَّة والقضائيَّة والماليَّة، وحُرِّم عليهم الظُهُور في البلاط المغولي، وذاقوا الأمرَّين على يد البوذيين المُتنصرين. كان لِهذه السياسة أسوأ الأثر في نُفُوس المماليك، فعادت العلاقة بين الطرفين إلى سابق عهدها من العداء، لكنَّ الجبهات العسكريَّة ظلَّت هادئة نسبيًّا لانهماك المماليك بِالخلافات الداخليَّة التي نشبت بينهم وبِثورات الأرمن وبالاستعداد لِطرد بقايا الصليبيين من الشَّام، ولانهماك أرغون في جمع المال وتكديسه والاشتغال بالكيمياء وغيرها، ومُحاولته التقرُّب من القوى المسيحيَّة الشرقيَّة والغربيَّة لِحرب المُسلمين. والواقع أنَّ قُوَّة المغول الإلخانيين كانت في تراجُعٍ مُستمرٍّ بعد وفاة أباقا، في الوقت الذي تعاظمت فيه قُوَّة المماليك، وأضحت الدولة المملوكيَّة أكبر قُوَّة ضاربة في الشرق الأدنى، ولم يعد لِلمغول قُدرةً على مُواجهة المماليك إلَّا بِالتعاون مع عدُوٍّ يأتي من وراء البحار. وفي الوقت نفسه، كان الغرب الأوروپي بِحاجةٍ ماسَّة لِلتعاون العسكري مع المغول لِأنَّ المماليك كانوا يسترجعون، عامًا بعد آخر، واحدًا من مواقع الصليبيين الهامَّة في الشَّام، في الوقت الذي انهمكت فيه أوروپَّا بِحُرُوبها الإقليميَّة ومُشكلاتها الداخليَّة. ورأى أرغون أن يتعاون الطرفان، المغولي والمسيحي، لِلقيام بِهُجُومٍ مُشتركٍ في وقتٍ واحد؛ فيُغير المغول على الشَّام، وينزل الصليبيُّون في عكَّا أو دُمياط، على أن يقتسما أملاك المماليك في الشَّام، فتكون حلب ودمشق من نصيب المغول، ويستأثر النصارى بِبيت المقدس. ولِتحقيق هذا الهدف، شرع أرغون بِإرسال الرسائل، وبعث السُفراء إلى مُلُوك أوروپَّا والبابويَّة، وفي المُقابل، كانت الوُفُود الأوروپيَّة تأتي إلى الشرق الأدنى من أجل وضع خطَّة التحرُّك المُناسبة، والاتفاق على سياسة مُوحَّدة لِمُحاربة المماليك. ولكن على الرُغم من تعدُّد السفارات وكثرتها، فإنَّها لم تُترجم على أرض الواقع، بل استمرَّ المماليك يحصدون النصر تلو الآخر، وتمكنوا في نهاية المطاف من استرجاع عكَّا، آخر معاقل الصليبيين في المشرق العربي. ولمَّا تُوفي أرغون في 6 ربيع الأوَّل 690هـ المُوافق فيه 9 آذار (مارس) 1291م، وتبعهُ البابا نقولا الرابع في ذات الشهر، أوقفت المُراسلات بين الإلخانيين والأوروپيين حتَّى حين. اعتناق مغول فارس الإسلام نهائيًّا بعد وفاة أرغون، تولَّى گيخاتو بن أباقا (690 - 694هـ \ 1291 - 1295م) ثُمَّ بايدو بن طرقاي (694هـ \ 1295م) عرش الإلخانيَّة، وكان كُلٌ منهما ضعيف الشخصيَّة، عاجزًا عن القيام بِشُؤون الحُكم، فقُتلا تباعًا، وآل الأمر إلى غازان بن أرغون، الذي دخل العاصمة تبريز واختاره الأُمراء إلخانًا يوم 1 مُحرَّم 695هـ المُوافق فيه 9 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1295م. كان اعتلاء غازان لِلعرش نُقطة فاصلة في تاريخ دولة المغول في إيران، لأنَّهُ حالما اعتلى العرش جاهر باعتناقه الإسلام. والحقيقة أنَّ غازان كان قد اعتنق الإسلام على المذهب الحنفي السُني يوم الجُمُعة 4 شعبان 694هـ المُوافق فيه 19 حُزيران (يونيو) 1295م، على يد الشيخ صدر الدين إبراهيم بن سعد الدين حمويه الجُويني، وتسمَّى باسم «محمود»، واقتدى به مُعظم أُمرائه وضُبَّاطه وجُنده، ففشا الإسلام بِذلك بين المغول. وكان تحوُّل غازان إلى الإسلام نهائيًّا، وقد رأى فيه أمرًا ضروريًّا لاستمرار الحُكم المغولي وسط مُحيطٍ إسلاميّ، كما قدَّم لهُ المخرج الأمثل من المأزق الذي شعر الجميع بِثقل وطأته على أثر التطوُّرات السياسيَّة والاقتصاديَّة السلبيَّة التي ظهرت في عهد سلفيه. إذ عندما اعتلى العرش كانت علائم الانهيار قد أضحت واضحة في جسم الدولة، ودفع الانهيار الاقتصادي الإلخانيين إلى إصدار عملةٍ ورقيَّةٍ تبعًا لِلنموذج الصيني، وقد أدَّى ذلك إلى جُمُودٍ كاملٍ في الأسواق أرغم الدولة على التراجع عن هذه الخُطوة، كما أنَّ التشرذم في بُنية الجيش المغولي استمرَّ في التفاقم، بِفعل تعدُّد مراكز القوى، وتركَّزت الانقسامات حول الصراع على السُلطة وانتقالها. وأصدر غازان، فور اعتلائه العرش الإلخاني، عدَّة مراسيم نصَّت على: إعلان الإسلام دينًا رسميًّا لِلدولة، وإجراء الآداب والرُسُوم وفقًا لِلشريعة الإسلاميَّة، وإحقاق العدل والأمن لِلسُكَّان والحيلولة دون إلحاق الأذى والضرر بِالرعيَّة. وغيَّر المغول، على أثر ذلك، زيَّهم، فلبسوا العمامة كشارةٍ ملموسةٍ لِهذاالتحوُّل. وقضى غازان على نُفُوذ المغول البوذيين الذين لم يختاروا اعتناق الإسلام، فجرَّد الكهنة الذين لم يبقَ منهم إلَّا القليل في البلاد من امتيازاتهم السابقة، وحوَّل معابدهم إلى مساجد، وأعاد الأملاك الإسلاميَّة السابقة إلى أصحابها، وضيَّق الخناق على المسيحيين النساطرة الذين تجاوزوا حُدُودهم في التعامل مع المُسلمين مُنذُ أن قامت الدولة الإلخانيَّة، وأودع البطريرك «يابهالاها الثالث» في السجن ردحًا من الزمن. رَدَم إسلام غازان وخُلفائه من بعده الهُوَّة السحيقة التي كانت تفصل الحُكَّام والمحكومين بسبب الاختلاف الديني، فبدلًا من المُقاومة السلبيَّة التي ظلَّ المُسلمون يُواجهون بها حُكَّامهم الوثينيين، حلَّ تعاونٌ إيجابيّ من جانب الرعيَّة، فأُزيلت الحواجز العرقيَّة والطبقيَّة الفاصلة بينهما، ما ساعد على فُقدان الطبقة الحاكمة لِمُميزاتها، واندمجوا أكثر فأكثر في الحضارة الإسلاميَّة. الاستقلال الفعلي التام عن المغول العظام تمكَّن غازان، بِفضل القُوَّة الإسلاميَّة التي التفَّت حوله، من الثبات على عرش الدولة الإلخانيَّة. والواقع أنَّهُ مُنذُ أن دفع الإلخان أحمد تكودار حياته ثمنًا لِمُحاولته الفاشلة، التحالف مع المُسلمين، وبعد مُرُور عشرة أعوام على ذلك، تزايد خلالها عدد المُسلمين ووصلوا إلى المراكز الهامَّة في الدولة، حملوا كثيرًا من المغول على اعتناق الإسلام. وقد تقبَّل هؤلاء الدين الجديد بِفعل تفكُّك الروابط التي كانت تربطهم بِالصين، وطن الخاقان الأعظم، في الوقت الذي شهدت فيه الأُسر المغوليَّة الأُخرى حالةً من التنازع الداخلي، بِالإضافة إلى اندماجهم في المُجتمع الإسلامي وتشرُّبهم بِالحضارة الإسلاميَّة. وفي الصيف الذي تلى تربُّع غازان على عرش الإلخانيَّة، تُوفي الخاقان الأعظم قوبلاي خان، وبِوفاته فقد النظام المغولي كُل تماسُكه، ونشبت صراعات حادَّة على العرش الخالي، أسقطت عُهُود الإلخانيين وشُرُوط تحالُفهم مع الصين المغوليَّة، فاستغلَّ غازان هذه الفُرصة وأعلن استقلاله الكامل عن الإمبراطوريَّة، وتلقَّب بِلقب «الخان»، أي أنَّهُ رفض أن يستمرَّ كنائبٍ لِحاكمٍ غير مُسلم حتَّى ولو كان ذلك الحاكم الخاقان الأعظم، والمعروف أنَّ هذا اللقب كان محصورًا في إمبراطوريَّة المغول العظام في مغولستان والصين، وكتب اسمه على السكَّة: «السُلطان الأعظم غازان»، وأضاف إليه «بِتأييد الله المُتعال». ورفض غازان نقش اسم الخاقان الأعظم على عملة إيران لأنَّهُ كان كافرًا وغير مُسلم، وأصدر عملةً نقش عليها عبارة «لا إله إلَّا الله مُحمَّد رسول الله» وخصَّ نفسه بِالذِكر على العملة وفي الخِطبة من دون الخاقان الأعظم، على أنَّهُ استمرَّ يُصدر العملة بِالسكَّة المغوليَّة التقليديَّة في القفقاس، ونقش عليها عبارة: «ضربها الإلخان غازان باسم الخاقان الأعظم» كونه احتاج دعم الأخير كي يضمن سيطرته المُستمرَّة على البلاد القفقاسيَّة. الحرب حول الشَّام شاب تحوُّل غازان إلى الإسلام شائبتان: تقرُّبه من البابويَّة ومُلُوك أوروپَّا الغربيَّة، وموقفه العدائي من سلاطين المماليك، الذين كانوا حُماة الإسلام ضدَّ الصليبيين والوثنيين المغول في ذلك الحين. والواقع أنَّ هاتين المسألتين مُتداخلتان. فيما يتعلَّق بِالمسألة الأولى، فقد كان غازان شديدًا في مُعاملته أهل الذمَّة داخل دولته، لكنَّ هذا لم يمنعه من الاتصال بِالبابا بونيفاس الثامن وبعض مُلُوك أوروپَّا، وملك قبرص هنري الثاني وعدد من رؤساء التنظيمات العسكريَّة الرُهبانيَّة، ذلك أنَّ هذه الاتصالات كانت تخدم سياسته في الشَّام، التي تتوافق في بعض جوانبها مع سياسة البابويَّة. فالبابا كان يسعى إلى مُحالفة المغول بعد أن نجح السُلطان المملوكي الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون في استعادة آخر معاقل الصليبيين في سنة 690هـ المُوافقة لِسنة 1291م، ودعا إلى حربٍ صليبيَّةٍ ضدَّ المماليك في سنة 699هـ المُوافقة لِسنة 1300م، لِلانتقام من هؤلاء واستعادة بيت المقدس، أمَّا غازان فقد أراد أن يُحقِّق حُلم آبائه وأجداده في السيطرة على الشَّام ومصر وتحطيم التحالف الذي كان يربط المماليك بِمغول القبيلة الذهبيَّة. غير أنَّ التحالف بين الطرفين لم يتحقَّق، ولم يصل غازان في استعانته بِغير المُسلمين في غزوه الشَّام، لِأكثر من ضم جُنُودٍ من الأرمن والكرج، الذين كانوا تحت حُكمه، إلى جيشه. استغلَّ غازان حالة الضعف التي سادت الدولة المملوكيَّة أثناء اغتصاب عرش ناصر الدين مُحمَّد بن قلاوون، على يد كُلٍّ من زين الدين كتبغا وحُسام الدين لاجين، واتخذ من قيام الأمير بلبان الطباخي، نائب حلب، بِالإغارة على ديار بكر وحصار ماردين، ذريعةً لِتنفيذ مآربه. فغادر عاصمته تبريز في 19 مُحرَّم 699هـ المُوافق فيه 16 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1299م على رأس جيشٍ كثيف مُتوجهًا نحو الشَّام، وانضمَّ إليه ملك قيليقية الأرمنيَّة حيطوم الثاني على رأس خمسة آلاف مُقاتل، ووصل إلى حلب. ولمَّا وصلت أنباء الزحف المغولي إلى مصر، عهد السُلطان مُحمَّد بن قلاوون، الذي كان قد استردَّ سُلطته، إلى بعض الأُمراء بِالخُرُوج إلى الشَّام لِلتصدِّي لِلمغول، ثُمَّ تبعهم على رأس جيشٍ كبير ونزلوا بِحمص. وأرسل السُلطان كشَّافةً من العربان لاستطلاع أخبار المغول، فبلغه أنهم يحتشدون عند بلدة السلميَّة من أعمال حماة، ثُمَّ استأنف الجيش المملوكي تقدُّمه حتَّى ظهرت أمامه طلائع الجيش المغولي. والتقى الجيشان عند مجمع المُرُوج، المعروف أيضًا بِوادي الخزندار، شرقيّ حمص، حيثُ دارت بينهما رحى معركة ضارية في 27 ربيع الأوَّل المُوافق فيه 23 كانون الأوَّل (ديسمبر) أسفرت عن هزيمة المماليك وانتصار المغول، وغادر السُلطان الناصر مُحمَّد أرض المعركة إلى بعلبك ومنها إلى دمشق. ولم يُطارد غازان فُلُول الجيش المملوكي المُنهزم خوفًا من أن يكون المماليك أعدُّوا كمينًا لِلإيقاع به. بعد هذا الانتصار، سيطر غازان على حِمص وتشجَّع على مُواصلة الزحف نحو دمشق، ولمَّا علم الدماشقة بِذلك سارعوا إلى الهُرُوب من المدينة خوفًا من إقدام المغول على التجزير بهم، ففرَّ إلى جهة مصر كثيرٌ منهم، واجتمع من بقي في المدينة بِالجامع الأُموي واتفقوا على إرسال قاضي القُضاة بدر الدين مُحمَّد بن جماعة، وشيخ الإسلام تقيّ الدين أحمد بن تيمية في عدَّةٍ من أعيان وعُلماء دمشق لِلاجتماع بِغازان، وطلب الأمان منه، فاجتمعوا به في النبك حيثُ وعدهم بما طلبوا، لكنَّهُ خلف وعده بِمُجرَّد وُصُوله دمشق، فعاث جُنُوده فسادًا في ظاهر المدينة وقتلوا السُكَّان ونهبوا أموالهم، وامتدَّت غارات المغول إلى بيت المقدس والخليل والكرك، فنهبوا ودمَّروا وأسروا، ودخلوا غزَّة. ولمَّا اطمأنَّ غازان على الأوضاع العامَّة، عاد إلى بلاده في جُمادى الأولى 699هـ المُوافق فيه شُباط (فبراير) 1300م، واعدًا بِالعودة في الخريف لِيزحف على مصر ويضمَّها إلى أملاك الإلخانيين. لم تستمر سيطرة المغول على الشَّام طويلًا، إذ ما أن غادرها غازان حتَّى أعلن الأمير قبجاق، والي الشَّام الذي عيَّنه غازان على البلاد، خلع طاعة المغول والدُخُول في طاعة السُلطان المملوكي، وبِذلك عادت الشَّام مرَّة أُخرى إلى حظيرة الدولة المملوكيَّة. وفي شتاء السنة التالية، عاد غازان على رأس حملةٍ أُخرى إلى الشَّام، لكنَّهُ لم يتمكَّن من فعل شيءٍ سوى الإغارة على بعض المناطق بِفعل سوء الطقس واشتداد البُرُودة. مال غازان بعد هذا إلى مُهادنة المماليك، لا سيَّما بعدما يئس من مُناصرة مُلُوك وأُمراء أوروپَّا له وبلغهُ أنَّ المماليك يتهيَّؤون لِلأخذ بِثأرهم، فأرسل في رمضان سنة 700هـ المُوافقة لِشهر أيَّار (مايو) سنة 1301م، رسالةً إلى السُلطان مُحمَّد بن قلاوون تتضمَّن أفكارًا تُعبِّر عن وجهة نظره لِتحسين العلاقات بين الدولتين ممزوجةً بِالتهديد والوعيد، وقد ردَّ السُلطان المملوكي بِرسالةٍ مُماثلةٍ. ويبدو أنَّ رد السُلطان مُحمَّد أوغر صدر غازان، وبدا أنَّ الصُلح بين الطرفين بعيد المنال، بل مُستحيل، ولا بُد من مُوصلة النزاع، وهكذا فشلت مُحاولة التفاهم بين الطرفين، وقرَّر غازان غزو الشَّام لِلمرَّة الثالثة. أرسل غازان قائد جُيُوشه «قُطلوشاه» إلى الشَّام على رأس جيشٍ جرَّار تراوح تعداده بين 20,000 و30,000 جُندي وفق تقديراتٍ مُعاصرة، خلال أواخر شهر رجب المُوافق فيه شهر نيسان (أبريل)، وأقام هو في أردبيل ينتظر نتيجة المعركة. وسار قُطلوشاه إلى الشَّام على رأس جيشه وبِرفقة فرقةٍ عسكريَّةٍ أرمنيَّة، ومن جهته خرج السُلطان مُحمَّد من القاهرة على رأس جيشٍ تراوح تعداده بين 18,000 و20,000 جُندي قاصدًا دمشق، واصطحب معهُ الخليفة العبَّاسي أبو الربيع سُليمان بن أحمد المُستكفي بِالله، والأُمراء والقادة، ونزل بهم في مرج الصُفَّر قُرب دمشق حيثُ قابل جيش المغول يوم السبت 2 رمضان 702هـ المُوافق فيه 1 أيَّار (مايو) 1303م، وقد أبلى المماليك بلاءً حسنًا في تلك المعركة الحاسمة، فتمَّ لهم النصر، وقُتل عددٌ كبيرٌ من المغول، وأُسر بعضهم، وطورد الباقون حتَّى الفُرات، فهلك منهم قسمٌ كبير بعدما عجزوا عن عُبُور النهر. ولمَّا وصل خبر الهزيمة إلى غازان اغتمَّ غمًّا شديدًا لأنَّهُ لم يذق طعم الهزيمة من قبل، وازداد غضبه لمَّا وصله كتاب السُلطان المملوكي يُحقِّر من شأنه، ويتهكَّم عليه في سُخريةٍ لاذعة، ويطلب منه الجلاء فورًا عن العراق وتركها لِلخليفة العبَّاسي، وهدَّدهُ قائلًا: . تحوُّل الإلخانيين إلى المذهب الشيعي الجعفري وعودتهم عنه كانت معركة شقحب ثقيلة بِنتائجها على غازان، وساهمت الخسارة الكبيرة التي مُني بها بِتردِّي أوضاعه الصحيَّة، فتدهورت حالته إلى أن توفي في قزوين يوم الأحد 11 شوَّال 703هـ المُوافق فيه 17 أيَّار (مايو) 1304م، ولم يتجاوز الثالثة والثلاثين من العُمر. أوصى غازان قبل وفاته بِولاية العهد لِأخيه أولجايتو، وطلب من الأُمراء والوُزراء وكبار رجال الدولة أن يُولُّوه العرش بعد وفاته، كما أوصى سائر الرعايا بالانقياد إليه وطاعته ومُساندته، وأمرهم بِالحرص على تنفيذ القوانين والفرمانات التي أصدرها وعدم تحريفها أو تجاوزها، والعمل على تقوية الدين الإسلامي ورفعة شأن المُسلمين. وبِذلك أُجلس أولجايتو على عرش الإلخانيَّة، في يوم الإثنين 15 ذي الحجَّة 703هـ المُوافق فيه 19 تمُّوز (يوليو) 1304م، واتخذ لِنفسه إسمًا إسلاميًّا فارسيًّا هو «مُحمَّد خُدابنده» أي «مُحمَّد عبدُ الله». وكان أولجايتو قد اعتنق الإسلام على المذهب السُني الحنفي بِتأثيرٍ من زوجته المُسلمة وعُلماء الحنفيَّة في خُراسان، وذلك عندما كان واليًا على تلك البلاد أثناء حُكم أخيه غازان، ولمَّا اعتلى عرش الإلخانيَّة، تحوَّل إلى المذهب الشافعي بِتأثير وزيره رشيد الدين فضل الله الهمذاني، الذي كان يعتنق هذا المذهب ويعمل على نشره والترويج له عن طريق المُناظرات والمُحاورات، مُظهرًا بِذلك حُجَّةً قويَّةً وسعة اطِّلاع أهَّلته لِلانتصار على خُصُومه وبِخاصَّةً أئمَّة الحنفيَّة، الأمر الذي دفعهم إلى الحنق عليه، واتخذ هذا الحنق طابع الصخب والسفه والسُخرية، ما كان له تأثير سلبي في نفس الإلخان وفي نفس أُمرائه المغول لِدرجة أنهم تساءلوا لِماذا تركوا ديانة آبائهم وأجدادهم واعتنقوا هذه الديانة التي ينقسم أتباعها شيعًا ومذاهب تُسفِّه كُل واحدة منها الأُخرى. وانتهز الكهنة البوذيُّون هذه الفُرصة، وأشاروا على أولجايتو بِالتخلِّي عن الإسلام والارتداد إلى دين آبائه مرَّةً أُخرى، لكنَّهُ رفض ذلك، واستجاب لِدعوة أحد أُمرائه، المدعو «طرماز بن بايجو بخشي»، بِأن يتحوَّل إلى مذهب الشيعة الإماميَّة الإثنيّ عشريَّة، والمعروف أنَّ هذا الأمير تربَّى في بلاط غازان، ونشأ بين الشيعة في الري، فاغتنق مذهبهم وأضحى من أبرز الداعين له والمُدافعين عنه. رفض أولجايتو، في بادئ الأمر، أن يُصبح شيعيًّا يُخالف أهل السُنَّة والجماعة، لكنَّهُ عاد واقتنع بِكلام العلَّامة الفقيه جمال الدين الحسن بن يُوسُف بن مُطهر الحلِّي، الذي ضرب على وتر نظام الوراثة عند كُلٍ من الشيعة والمغول، المُستند على حصر الحُكم في البيت الحاكم، أي بيت النُبُوَّة وبيت جنكيز خان، فأقنع الإلخان أنَّ المذهب الشيعي يتوافق مع قوانين المغول في وراثة الحُكم، فتحوَّل الأخير إلى المذهب الجعفري، واقتدى به أُمراء المغول وعُظماؤهم، وأمر بِحمل الناس على التشيُّع. امتنع أهل بغداد وشيراز وأصفهان عن الاستجابة لِلتحوُّل المذهبي الذي فرضه الإلخان في البلاد، لا سيَّما بعدما أمر بِتغيير صيغة خِطبة الجُمُعة لِتتفق مع مذهبه الشيعيّ الجديد، بِإسقاط أسماء الخُلفاء الراشدين وسائر الصحابة من الخِطبة، وذِكر اسم الإمام عليّ بن أبي طالب ومن تبعه، كعمَّار بن ياسر، والأئمَّة الاثنا عشر، وضرب نُقُوذًا نقش عليها أسماء عليّ وأبنائه وبقيَّة الأئمَّة الإثنيّ عشر. ووقف عُلماء وقُضاة هذه البلاد في صف الأهالي، ورفضوا الاستجابة لِمطالب الإلخان، وبحسب الرواية الشعبيَّة التي نقلها ابن بطُّوطة عن أهالي فارس، فأنَّ أولجايتو أمر باستدعاء القُضاة كي يُعاقبهم ويُحاسبهم لِعصيانهم أوامره، فكان أوَّل من أُتي منهم القاضي مجد الدين، قاضي شيراز، فأمر أولجايتو بِإلقائه طُعمةً لِكلابٍ شرسةٍ لِتأكل لحمه، فلمَّا أُطلقت الكلاب على القاضي لم تهجم عليه، بل تودَّدت إليه، فاعتبر أولجايتو ذلك مُعجزةً، وأنها إشارة لِخطئه، فخرج حافي القدمين وانكبَّ على رجليّ القاضي يُقبِّلهما، وأخذ بِيده وخلع عليه جميع ما كان عليه من ثياب، وهي عادة عند المغول كانوا يفعلونها مع من يودون المُبالغة في تكريمه ورفع شأنه، ثُمَّ قام وأدخله إلى داره، وأمر نسائه بِتعظيمه والتبرُّك به، وتراجع عن مذهب الشيعة الإماميَّة، وكتب بِذلك إلى جميع أنحاء دولته، وأمر الناس أن يسيروا على مذهب أهل السُنَّة والجماعة، وأجزل العطاء لِذلك القاضي وأعاده إلى بلاده مُعززًا مُكرَّمًا، وألزم نفسه بِزيارة قبر الإمام أحمد بن حنبل في بغداد أثناء الليل، فكان يذهب إلى هُناك حيثُ يجلس ويبكي عند القبر ويستغفر الله، ويعود من دون أن يشعر به أحد. وهكذا عاد المغول وسلاطينهم إلى مذهب أهل السُنَّة مرَّةً أُخرى. ضم جيلان وهراة ظلَّت ولاية جيلان الغنيَّة خارج نطاق توسُّعات المغول مُنذُ عهد جنكيز خان، وفشلت حملات هولاكو وخُلفائه في السيطرة عليها بِسبب طبيعتها الجبليَّة وعرة المسالك وكثرة الغابات ووُجود الجبال الشاهقة واستمرار الأمطار. وكانت الولاية تنقسم إلى اثنتي عشرة مدينة، على كُلٍ منها أميرٌ مُستقل، تحت إمرته جيشٌ جرَّار، وتتوسَّط إلخانيَّة إيران، ولمَّا كانت غنيَّة بِثروتها، وبِخاصَّةٍ بِإنتاج الحرير، ما يسُدُّ حاجة الخزينة العامَّة، أضحى فتحها ضرورة سياسيَّة واقتصاديَّة. وأرسل أولجايتو قبل غزوها سُفراء إلى أُمرائها يطلب منهم الدُخُول في طاعته فاستجابوا له، ولكنَّهم أدركوا، بعد قليلٍ من الوقت، أنَّ المغول سوف يستولون على ثروات البلاد ويحرمونهم منها، لِذلك راحوا يتذرَّعون بِالحُجج لِلتخلُّص من هذه الطاعة، ما أغضب الإلخان، فصمَّم على غزوها. فجهَّز أربعة جُيُوشٍ لِتجتاحها من أربعة محاور، وذلك في سنة 706هـ المُوافقة لِسنة 1306م. سارت الجُيُوش لِتنفيذ مُهمَّتها، غير أنَّها صادفت مُقاومةً ضاريةً من جانب السُكَّان، كما شكَّلت العوامل الطبيعيَّة عائقًا آخر، ولم تتمكَّن هذه الجُيُوش، في النهاية، من إخضاعها إلَّا بعد أن تكبَّدت خسائر فادحة. في الوقت الذي أرسل فيه أولجايتو الجُيُوش للاستيلاء على جيلان، أرسل جيشًا آخر بِقيادة دانشمند بهادُر، إلى خُراسان لِيستولي على منطقة هراة ويقضي على حاكمها الملك فخر الدين. وكانت هذه المنطقة، التي تقع ضمن أملاك الدولة الإلخانيَّة، خارج نطاق السيطرة المغوليَّة، فأراد أولجايتو أن يضُمَّها إلى أملاكه، فاتخذ من امتناع الملك فخر الدين عن تهنئته، عندما تولَّى العرش، بِالإضافة إلى سُلُوكه المُخادع؛ حُجَّةً لِمُهاجمته. زحف دانشمند بهادُر على رأس عشرة آلاف مُقاتل، باتجاه مدينة هراة وأرسل رسالةً إلى الملك فخر الدين تتضمَّن المُطالبة بِتلبية رغبات الإلخان والدُخُول في طاعته، وتهديدًا بانتزاع المُلك منه إذا رفض. أبدى فخر الدين استعداده بِتقديم واجب الضيافة لِلجيش، ورفض أُسلوب التهديد، وأعلن القائد المغولي أنَّهُ سيُقاوم استعمال القُوَّة ضدَّه، مما أثار امتعاض دانشمند بهادُر، فضرب حصارًا مُركزًا على المدينة، وجرت بينه وبين حاميتها عدَّة وقعات لم تُسفر عن نتائج حاسمة، ممَّا اضطرَّهُ أن يطلب من الملك فخر الدين أن يُغادر المدينة إلى قلعة «أمان كوه»، وتعهَّد لهُ بِأن يعود إليها مُعزَّزًا مُكرَّمًا حين تهدأ الأُمُور وتستقر الأوضاع. ويبدو أنَّ الوضع الداخلي لِفخر الدين كان حرجًا بِسبب تفشِّي المجاعة في المدينة، فقبل الطلب، وأبقى أحد أتباعه، المدعو جمال الدين مُحمَّد سام الغوري، على قلعة المدينة وأوصاه بِعدم تسليمها لِلمغول. ولمَّا دخل المغول المدينة حتَّى استرعى نظرهم قلعتها الشامخة، فطلب بهادُر من مُحمَّد سام الخُرُوج منها والمُثول بين يديه، فرفض ذلك وصمَّم على القتال بدايةً، ثُمَّ أتاه أمر مليكه بأن ينزل عند رغبة المغول، على أن يتخذ الحيطة تحسبًا من غدرهم، فنزل مُحمَّد سام على رأي مليكه، وسمح لِلمغول بِدُخُول القلعة، فلمَّا دخلوها وقعوا في كمينٍ أعدَّه لهم، فقُتلوا جميعًا وعددهم مائة وثمانون رجُلًا، بما فيهم دانشمند بهادُر. لم يركن أولجايتو إلى الهُدُوء عندما علم بِنبأ المجزرة، فأسرع بِتجهيز جيشٍ آخر بِقيادة بوجاي بن دانشمند بهادُر، وأرسله إلى هراة لِلثأر لِمقتل والده وتأديب سُكَّان المدينة. اصطدم بوجاي بِقُوَّات مُحمَّد سام في عدَّة معارك طاحنة كانت سجالًا، وعجز عن اقتحام المدينة. وحدث في تلك الأثناء أن مرض الملك فخر الدين ثُمَّ تُوفي، وبقي مُحمَّد سام بِمُفرده يُقاوم المغول، فضرب هؤلاء حصارًا شديدًا على المدينة حتَّى نفذت أقواتها، فطلب الأهالي الأمان، واضطرَّ مُحمَّد سام أن يُسلِّم المدينة لقاء الأمان على نفسه وأهله ومُرافقيه، وأن لا يستسلم إلَّا لِوالي خُراسان المغولي، الأمير يساول. استجاب بوجاي ويساول لِهذا الطلب، فنزل مُحمَّد سام من القلعة وسلَّم نفسه لِلوالي المذكور، فغدر به وترك أمره إلى بوجاي الذي قتله مع أهله ومُرافقيه. وهكذا تمَّت سيطرة المغول التامَّة على جميع أنحاء خُراسان. عودة الحرب مع المماليك والقبيلة الذهبيَّة انتهج أولجايتو نهج أسلافه من حيث الوُقُوف موقف العداء من المماليك، إلَّا أنَّهُ حرص في بداية عهده على توثيق عرى الصداقة مع السُلطان الناصر مُحمَّد بن قلاوون، وتأكيد حُسن نيَّته نحوه، فأرسل إليه رسالةً تضمَّنت تهديدًا وترغيبًا، على عادة خوانين المغول يُعلمه فيها بِجُلُوسه على العرش، وخاطبه بِالأُخُوَّة وطلب منه إخماد الفتن، والإقلاع عن الحرب، والدُخُول في الصُلح في سبيل فتح الطُرق والمعابر أمام الرُسُل والتُجَّار بين الدولتين، كما بعث إليه بِهديَّة، لكنَّهُ لم يتورَّع عن اللجوء إلى أُسلوب التهديد والوعيد بِكلماتٍ عنيفةٍ قاسية قال في نهايتها: . وقد استقبل السُلطان المملوكي الرُسل المغول وأكرم وفادتهم، وأعادهم إلى تبريز بِرفقة سفيرين من قِبله يحملان ردِّه وهديَّته. ويبدو أنَّ أولجايتو لم يكن مُخلصًا في تودُّده، إذ أنَّه سعى لِلاستيلاء على الشَّام ومصر كما أسلافه، وحاول التحالف مع الغرب الأوروپي، العدو التفليدي لِلمماليك، لِتطويق هؤلاء، والحُصُول على مُساعدةٍ عسكريَّةٍ. فوجَّه من أجل ذلك، رسائل عدَّة إلى ممالك الغرب الأوروپي، كان أوَّلها سنة 1305م، إلى فيليپ الرابع ملك فرنسا والبابا كليمنت الخامس وإدوارد الأوَّل ملك إنگلترا، يُؤكِّد فيها الاستمرار في الاحتفاظ بِالعلاقات الطيِّبة التي اتبعها أسلافه معهم، ويُعرب عن استعداده لِلتحالف وإيَّاهم. وفي سنة 1307م، أرسل أولجايتو سفارةً أُخرى إلى البابا كليمنت الخامس، حملت رسالةً تضمَّنت معلومات مُبالغ فيها، ويُرجَّح أنَّها مُفبركة وأنَّ السفير إلى البلاط المغولي، المدعو طوماس الإيطالي، هو من وضعتها، ومفادها أنَّ الإلخان سيُجهِّز مائتي ألف حصان، ومائتي ألف كيس من القمح ويضعها تحت تصرُّف مملكة قيليقية الأرمنيَّة لِإمداد الجُيُوش الصليبيَّة حين قُدُومها لِتخليص الأراضي المُقدَّسة من المُسلمين، بِالإضافة إلى أنَّ أولجايتو سيقود مائة ألف فارس لِتدعيم هذه القُوَّة لِطرد المُسلمين من الأراضي المُقدَّسة. سُرَّ البابا سُرورًا عظيمًا لمَّا علِم بِما ورد في الرسالة المذكورة وقال إنَّ هذا العرض قوَّى عزيمته مثل الغذاء الروحي، وأنَّ الكُرسي الرسولي سيسعدُ بنجاح هذا الحلف. ويبدو أنَّ تبادل الرسائل لم يُؤدِّ إلى نتائج إيجابيَّة على الرُغم من اعتقاد البابا ومُلُوك أوروپَّا بِأنَّ أولجايتو كان يميل إلى المسيحيَّة، وقد كوَّنوا هذا الانطباع نتيجة إخفاء مبعوثيه إليهم نبأ اعتناقه الإسلام حتَّى يضمن مُساعدتهم. والحقيقة أنَّهُ حتَّى تلك العُرُوض الخياليَّة، لم تُحرِّك الأوروپيين لِإرسال حملةٍ صليبيَّةٍ، وذلك لانهماكهم بِمُشكلاتهم الإقليميَّة واهتماماتهم الجديدة الناتجة عن الانكباب على دراسة التقارير التي وضعها الفلاسفة والمُنظرين وأرباب السيف والقلم، حول أسباب فشل الصليبيين في الاحتفاظ بِمواقعهم في الأراضي المُقدَّسة، وأنجح السُبل لاسترداد هذه البقاع. وجد أولجايتو الفُرصة سانحة لِتحقيق أطماعه بِالاستيلاء على الشَّام سنة 712هـ المُوافقة لِسنة 1312م، عندما شقَّ الأمير قراسنقر المنصوري، نائب دمشق، عصا الطاعة على السُلطان الناصر مُحمَّد، وأخذ يُؤلِّب عليه نُوَّاب الشَّام، فانضمَّ إليه جمال الدين آقوش بن عبد الله الأفرم وعز الدين أيدمر الزردكَّاش وبلبان الدمشقي وبيسري الحُسامي، وبعض الجُنُود. وحتَّى يكون هؤلاء في مأمنٍ التجأوا إلى إيران حيثُ استقبلهم أولجايتو ورحَّب بهم، وأقطعهم الإقطاعات، وهؤلاء اللاجئون هُم الذين حثُّوه على مُهاجمة الشَّام وهوَّنوا عليه أمرها وحسَّنوا له الاستيلاء على تلك البلاد بِهدف الانتقام من السُلطان المملوكي. أعدَّ أولجايتو جيشًا جرَّارًا توجَّه به إلى الموصل، واصطحب معهُ أشهر قادته، بِالإضافة لِأُمراء الشَّام الذين التجأوا إليه، وانضمَّ إلى هذا الجيش جُنُودٌ كرجيُّون وأرمن. وتابع الجيش زحفه إلى شاطئ الفُرات، فألقى أفراده أنفُسهم أمام مدينة الرحبة، فحاصروها في 16 رمضان 712هـ المُوافق فيه 15 كانون الثاني (يناير) 1313م. صمدت المدينة المذكورة أمام ضغط المغول، وقاوم سُكَّانها مُقاومةَ ضارية، لكنَّ اشتداد الحصار كاد أن يُجبرهم على الاستسلام لولا أن حصل ما أجبر المغول على التراجع نحو إيران، فقد بلغ الإلخان أنَّ السُلطان المملوكي أعدَّ جيشًا كبيرًا «حتَّى لم يبقَ في مصر أحدٌ من العسكر»، وخرج على رأسه من القاهرة قاصدًا الشَّام بِهدف الاصطدام بِالمغول ووقف تقدُّمهم، كما أنَّ رشيد الدين الهمذاني، وزير أولجايتو، أقنع الإلخان بِأن يتراجع عن المدينة ويترك سُكَّانها وشأنهم، كذلك، لاحت في الأُفق علامات المتاعب من جهة القفقاس، عندما أخذت الحُدُود الشماليَّة لِلدولة الإلخانيَّة تتعرَّض لِضغطٍ من القبيلة الذهبيَّة بِزعامة مُحمَّد أوزبك خان. كان مُحمَّد أوزبك خان قد خلف عمُّه طُقطاي بن منكوتيمور على عرش خانيَّة القبيلة الذهبيَّة سنة 712هـ المُوافقة لِسنة 1312م، وسار على نهجه في المُطالبة بِأراضي القفقاس، التي كان طُقطاي دائم المُطالبة بها على اعتبار أنَّ لِآبائه حُقُوقٌ فيها استنادًا إلى التقسيم الذي أجراه جنكيز خان. وأرسل أوزبك خان سفارةً إلى أولجايتو من أجل هذه الغاية، فكان رد الإلخان الرفض المُطلق. ويبدو أنَّ مُحمَّد أوزبك كان عاجزًا عن تحصيل ما يدَّعيه من حُقُوقٍ بِالقُوَّة، ويبدو أنَّهُ اتعظ من تجربة الخان السابق طُقطاي، الذي تبيَّن لهُ مدى ضخامة وقُوَّة الجُيُوش الإلخانيَّة عندما حاول الاصطدام بها قبل نحو سنتين من الزمن، لِذلك عمد إلى السياسة، فأرسل سفارةً ثانيةً إلى أولجايتو في 25 مُحرَّم 714هـ المُوافق فيه 11 أيَّار (مايو) 1314م لِلتفاهم حول النزاع على القفقاس، عن طريق الصُلح، وتوطيد أواصر المحبَّة والمودَّة بين الدولتين، غير أنَّ المباحث اصطدمت بِتصلُّب المواقف، وظلَّت العلاقات بين الدولتين مُتوترة، إلَّا أنَّهُ، مُنذُ ذلك الوقت، تراجع حماس المغول القفجاقيين بِالإصرار على ادعائهم بِتملُّك القفقاس، وثبتت حُدود الدولة الإلخانيَّة، على الرُغم من أنَّ أجلها كان قد أصبح قاب قوسين أو أدنى. الفتن والقلاقل وبداية الزوال توفي أولجايتو يوم الأربعاء 27 رمضان 716هـ المُوافق فيه 13 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1316م، ورُفع ابنه ووليّ عهده أبو سعيد على عرش الدولة الإلخانيَّة خلفًا له، وكان في الثالثة عشرة من عُمره. تعرَّضت الدولة الإلخانيَّة، في بداية عهد أبي سعيد، لاضطراباتٍ داخليَّةٍ، أثارها تنافس بعض الأُمراء وأطماعهم، فتعددت ثورات أولئك الأُمراء في مناطق مُتفرِّقة ضدَّ إلخانهم، غير أنَّ أبا سعيد استعان عليهم بقائد جيشه الأمير «جوبان»، فقضى عليهم، وأعاد إلى البلاد استقرارها وهدوءها. وفي الحقيقة فإنَّ جوبان المذكور تمكَّن من السيطرة على مقاليد الأُمُور في الدولة، وازدادت قُوَّته حتَّى لم يبقَ لِأبي سعيد من السُلطة سوى الاسم، وأصبح الانتهازيُّون والمُتسلقون يتقرَّبون إليه في سبيل تحقيق مآربهم وغاياتهم، ومن أبرز هؤلاء الوزير تاج الدين علي شاه التبريزي. فقد كان لِأبي سعيد وزيران هُما الإداري والسياسي المُخضرم الكبير رشيد الدين فضل الله الهمذاني وتاج الدين سالف الذِكر، وقد برزت بينهما خلافاتٌ عميقة في ظل طُمُوح تاج الدين إلى التفرُّد بِمنصب الوزارة، فعمد إلى الدهاء والوقيعة لدى جوبان الذي دفع الإلخان للتخلُّص من رشيد الدين ونجح في ذلك، وأمر الإلخان بقتل وزيره الكبير في سنة 718هـ، فانفرد تاج الدين علي شاه بالوزارة حتى وفاته في أوائل سنة 724هـ. تعرَّضت الدولة الإلخانيَّة، بعد مقتل رشيد الدين، إلى سلسلةٍ من الفتن والاضطرابات الداخليَّة الجديدة، بين مُختلف الجماعات المغوليَّة، أشرف خلالها كيان الدولة على الانهيار، إلَّا أنَّها شكَّلت علامةً فارقةً على بداية النهاية لِمسيرتها السياسيَّة، وتمثَّلت تلك الفتن بازدياد نُفُوذ الأمير جوبان وابناه الوزير «دمشق خواجة» والقائد حسن، بِشكلٍ كبير، إذ صارت أُمُور الجيش والشعب في أيدي المذكورين، فعلا شأنهم، وتجاهلوا الإلخان في مُعظم الأُمور، فغضب عليهم، وزاد من غضبه ما صدر عن إبنا جوبان من تصرُّفات رعناء غير مسؤولة، طالت أهالي مدينة غزنة التي استباحها حسن بن جوبان وارتكب فيها ألوانًا من الفواحش والفسق؛ وحرملك الإلخان نفسه الذي حوَّلهُ دمشق خواجة إلى مرتعٍ لِإشباع رغباته الجنسيَّة. كانت تلك الأسباب أكثر من كافية لِتدفع الإلخان إلى شنَّ حملةٍ شعواء لاستئصال هذه الأُسرة، ونجح في ذلك، فقتل المذكورين جميعًا ثُمَّ نصَّب غيَّاث الدين مُحمَّد بن رشيد الدين الهمذاني في هذا المنصب، لشعوره بِالندم على قتل أبيه فضلًا عن أنَّ غيَّاث الدين كان أصلح الناس لِهذا المنصب في ذلك الوقت؛ حيثُ كان واسع الأُفق، ومُطَّلعًا على العُلُوم العقليَّة والنقليَّة، فأحسن إدارة شُؤون الدولة وتوخَّى العدل، وعمل على رعاية مصالح الناس. وعمل أبو سعيد، بعد مقتل جوبان، على التخلُّص نهائيًّا من سيطرة الأُمراء من واقع عدم تعيين أحد في منصب أمير الأُمراء على أن يُباشر السُلطة بِنفسه، وقضى على كُل أميرٍ بدت منه مُحاولة تُمرُّد على السُلطة، ولاحق كُل من شكَّ بأمره أو تناهى إلى سمعه بأنَّهُ يُخطط لِمُؤامرةٍ ما. مال أبو سعيد إلى التفاهم مع المماليك في مصر والشَّام، وسعى إلى الدُخُول في مُفاوضاتٍ مع السُلطان الناصر مُحمَّد بن قلاوون بِهدف عقد صُلحٍ بينهما، بعدما رأى وأعوانه أنَّهم عاجزون عن السير في السياسة التقليديَّة المُعادية لِلمماليك، الذين صمدوا في وجههم، وتغلَّبوا على أسلافهم في عدَّة معارك حاسمة. لِذلك، دخل الطرفان في مُباحثاتٍ مُستمرَّة دامت ثلاثة أعوام حتَّى جنح الناصر مُحمَّد إلى الصُلح بعد أن عبَّر لهُ أبو سعيد عن نواياه الطيِّبة، ورغبته السابقة في قيام علاقات بينهما على أُسسٍ من المحبَّة والاحترام المُتبادل. كان من مظاهر هذا الصُلح بين الدولتين أن توطَّدت العلاقات الطيِّبة بين المماليك والإلخانيين، مما اعتُبر تحوُّلًا في العلاقات بين الطرفين، إذ هدأت المنطقة، ولم تعد تشهد حُرُوبًا طاحنةً من نوع الحُرُوب التي شهدها القرن الثالث عشر الميلاديّ، وسادها جوٌ من الهُدوء والسلام. كذلك، صار يُدعى لِأبي سعيد في مكَّة بعد الدُعاء لِلخليفة العبَّاسي والسُلطان المملوكي. كما صرف الإلخانيُّون النظر عن التحالف مع الغرب الأوروپي. تُوفي أبو سعيد في قره باغ، من أعمال أرَّان، في 13 ربيع الآخر 736هـ المُوافق فيه 30 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1335م، وقيل 12 ربيع الأوَّل المُوافق فيه 29 تشرين الأوَّل (أكتوبر) من ذات السنة، وحُمل جُثمانه إلى مدينة سُلطانيَّة ودُفن تحت القبَّة التي كان قد أقامها بِجوار قبر أبيه. تفتُّت الإلخانيَّة وسُقُوطها أُصيبت الدولة الإلخانيَّة، بعد وفاة أبي سعيد، بِالتصدُّع، وتمزَّقت إلى أقاليم لِكُلٍ منها وضعٌ خاص. والواقع أنَّ علائم الانهيار كانت قد بدأت تظهر على جسم الدولة خِلال حُكم أبي سعيد، الذي يُعد آخر الإلخانيين الكبار، وذلك بِفعل تنازُع القادة والأُمراء والوُزراء، وظهرت أزمة السُقُوط بعد وفاته المُفاجئة إذ لم يكن هُناك من المُرشحين رسميًّا لِولاية العهد أحد من أبناء الأُسرة، لِأنَّهُ لم يعقب، فانقطعت ذُريَّة هولاكو من الذُكُور، فضلًا عن أنَّ وفاته لم تكن مُتوقَّعة في مثل هذا السن (30 سنة)، وحلَّ الأُمراء الأقوياء مكان بقايا السلاطين الإلخانيين من الذين كان آباؤهم قد اختفوا بين أواسط العامَّة خوفًا من بطش الألاخين بهم، وأمسكوا بِزمام الأُمُور يتلاعبون بِهؤلاء ويُحرِّكونهم كالدُمى. وانقسمت إيران، في هذا العهد، إلى قسمين كبيرين بين عائلتين، عائلة جوبان وورثته، وعائلة حسن الجلائري، وكان في كُل أُسرة أمير يُدعى «حسن»، ولِلتفرقة بينهما سُمِّي حفيد جوبان «حسن الصغير» وسُمِّي مُؤسس الدولة الجلائريَّة بِـ«حسن الكبير»، وسُرعان ما طغى اسماهُما على أسماء الألاخين الذين نُصِّبوا في تلك الحقبة. ووصف ابن بطُّوطة وضع الدولة الإلخانيَّة بعد وفاة أبي سعيد، وذكر المُتغلِّبين على أقاليمها، فقال إنَّ حسن الجلائري استقلَّ بِمُلك عراق العرب، وتغلَّب إبراهيم شاه بن سنيته على الموصل وديار بكر، وسيطر الأمير أرتنا على الأناضول، وحسن خواجة بن تيمورطاش بن جوبان على تبريز وسُلطانيَّة وهمذان وقُم وقاشان والرّي ورامين وفرغانة والكرج، والأمير طُغتيمور على بعض بلاد خُراسان، والأمير حسن بن غيَّاث الدين على هراة ومُعظم بلاد خُراسان، وملك دينار على بلاد مكران وبلاد كبج، ومُحمَّد شاه بن مُظفَّر على يزد وكرمان وورقو، وقُطب الدين يمهتن على هُرمُز وكيش والقطيف والبحرين وقلهات، والسُلطان أبو إسحٰق على شيراز وأصفهان وفارس، وأفراسياب أتابك الذي تغلَّب على إيذج وغيرها من البلاد. والواقع أنَّهُ ساد هذه الحقبة، التي سبقت السُقُوط، اضطرابٌ شديد، حيثُ تعاقب الألاخين على العرش بِشكلٍ مُتسارع، وقد اتصفوا بِالضُعف والتخاذل وأضحوا أُلعُوبة في أيدي الأُمراء يُحرِّكونهم وفقًا لِأهوائهم ورغباتهم، كما انتشرت الفتن والقلاقل في كُل أنحاء إيران، وراودت المُتغلبين فكرة الانفصال عن الحُكُومة المركزيَّة والاستقلال بما تحت أيديهم. وكان أنوشيروان بن تيمورطاش آخر الألاخين المعروفين في تاريخ مغول فارس، وقد نصَّبه الأمير الجوباني ملك أشرف على العرش، فحكم في ظلِّه حتَّى قُتل ملك أشرف على يد جاني بك بن أوزبك، خان مغول القفجاق، بِتحريضٍ من سُكَّان تبريز الذين ضاقوا ذرعًا منه بسبب أعماله السيِّئة وسيرته البشعة، فزال بِمقتله مُلك الإلخان الصوري أنوشيروان، ولا يُعرف ما حلَّ به، وقد وُجدت سكَّة تحملُ اسمه حتَّى سنة 756هـ المُوافقة لِسنة 1355م، وهي السنة التي انقرضت فيها الدولة الإلخانيَّة في إيران وزالت نهائيًّا بعد أن انقضت فعليًّا بعد وفاة أبي سعيد خان. الثقافة والمظاهر الحضاريَّة الإنشاءات العُمرانيَّة لم يترك المغول الإلخانيُّون أيَّة آثار معماريَّة مُميزة سابقة على النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، وذلك لِغلبة نمط الحياة البدوي عليهم خِلال الفترة المذكورة، ولمَّا استقرَّ حُكمهم وأخذوا يندمجون في الحضارة الإسلاميَّة أكثر فأكثر، تُرجم ذلك الاندماج في بضعة آثارٍ معماريَّةٍ مُميَّزة ما يزال بعضها قائمًا في إيران خصوصًا. يُعد عهد الإلخان محمود غازان العصر الذهبي لِمغول فارس، ومُعظم الآثار المعماريَّة الإسلاميَّة المغوليَّة شُيِِّدت في عصره وعصر خُلفائه، فعلى الرُغم من قسوة غازان وشدَّته، فإنَّهُ كان مُحبًّا لِلعُمران والفُنُون المُختلفة؛ فمن حُبِّه لِلفُنُون والعمارة أنَّهُ شيَّد في مدينة تبريز مجمعًا ثقافيًّا كبيرًا عُرف بِـ«الغازانيَّة»، وكان من جُملة عماراته ضمن حُدُود ذلك المُجمَّع مدفنًا لهُ ومسجدًا جامعًا كبيرًا ومدرستين ومرقبٍ لِلنُجُوم وعماراتٍ عامَّةٍ مُختلفةٍ أُخرى. واعتنى غازان بِتجميل عاصمة مملكته بِأبنيةٍ فخمةٍ تشمل مسجدًا عظيمًا، ومدرسة كبيرة، ودارًا لِلكُتُب، ودارًا لِحفظ الدفاتر والقوانين التي استنَّها، ومرصدًا فلكيًّا، وبُستانًا، ومُستشفى وخانقاه للمُتصوِّفة. وبعد وفاة غازان، سار أولجايتو على نهجه واستمرَّ في تشييد المُؤسسات الاجتماعية التي تنهض بالناس من بناء المدارس والمُستشفيات والحمَّامات والملاجئ، وأعاد بناء مرصد مراغة الذي بناه هولاكو. ومن أبرز المعالم الأُخرى العائدة إلى عصر الإلخانيين، مسجد الرأس الواقع في مدينة النجف، وقد ذكر الشيخ مُحمَّد حرز الدين أنَّ باني المسجد المذكور هو محمود غازان، وأنَّهُ أقام لِبنائه سنة كاملة، ضاربًا خيامه بين النجف ومسجد الحنانة في الثويَّة، على أنَّ غيره نسب بناء المسجد المذكور إلى الشاه عبَّاس بن مُحمَّد خُدابنده الصفوي. ومن أهم المعالم المغوليَّة الإلخانيَّة أيضًا: قبَّة السُلطانيَّة التي شادها أوليجاتو في مدينة سُلطانيَّة لِتكون قبرًا له، وقيل أنَّهُ كان يرمي من خلال بناء هذه العمارة إلى نقل جُثمانيّ الإمامين عليّ بن أبي طالب وابنه الحُسين من مرقديهما إلى هذا المكان، بيد أنَّهُ رأى حُلمًا، ممَّا جعله يُغيّر رأيه ويتراجع عن ذلك الأمر. عُهدت مسؤوليَّة الإشراف على بناء القبَّة المذكورة إلى رشيد الدين فضل الله الهمذاني، وقد شُيِّدت على أساس الفن المعماري الأذري المألوف في ذلك العصر، ودامت عمليَّة بنائها عشر سنين، وعمل 3000 عامل على بنائها، وشكَّلت زخارفها وطريقة بنائها نقلةً نوعيةً في الفن المعماري السائد آنذاك، ممَّا أدَّى إلى خلق نمط معماري جديد في إيران انشقَّ عن نظيره السُلجُوقي الذي عُرف قبل ذلك. ومن أهم ما تميَّزت به العمارة الإلخانيَّة عن شقيقتها السُلجُوقيَّة أنَّ القباب زاد ارتفاعها بجعل رقابها من المُضلَّعات أو أُسطوانيَّة ذات ارتفاعٍ ملحوظ، كما أصبحت الأواوين أكثر ارتفاعًا وأمتن عرضًا، وخُفِّف حملها الإنشائي بِإحداث فُتحات عديدة في جُدرانها. بناء مدينة سُلطانيَّة كان غازان قد خطَّط لِبناء مدينة في المكان المُسمَّى «قنقور آلانك» في منطقة السُلطانيَّة، بين قزوين وهمذان، حيثُ ينبع نهرا أبهر وزنجان القصيران، وشرع في وضع خططتها، غير أنَّهُ تُوفي قبل أن يُنفِّذ مشروعه، فقام أخوه أولجايتو بِتنفيذ هذا المشروع. كانت منطقة السُلطانيَّة ومُروجها، في عهد المغول، مرتعًا لِأُمرائهم ومحطَّةً يُقيمون فيها أثناء عُبُورهم من العراق إلى أذربيجان وبِالعكس، وهي تقع على بُعد خمسة فراسخ من زنجان وتسعة من أبهر. وبدأ أولجايتو في بناء المدينة في أواخر سنة 704هـ المُوافقة لِسنة 1305م، وخصَّص دخل الولايات لِلإنفاق على عمليَّة البناء واستقدم المُهندسين والبنَّائين من مُختلف الأنحاء، لا سيَّما تبريز وبغداد، ونزحت جماعات كثيرة من أرباب الحِرف والفنيين مع نسائهم وأولادهم لِلمُشاركة في التشييد. واستمرَّ العمل في عمليَّة البناء مُدَّة تسعة أعوام تقريبًا، حيثُ انتهى في سنة 713هـ المُوافقة لِسنة 1313م، وسمَّاها «سُلطانيَّة» نسبةً إلى اسم البُقعة التي شُيِّدت فيها. ضمَّت المدينة كثيرًا من الإنشاءات المعماريَّة، كالمنازل والمساجد والمدارس والحمَّامات والأسواق، وسكنها جمعٌ غفير من السُكَّان من مُختلف الطبقات، بحيثُ أضحت من بين أعظم المُدن الإسلاميَّة، وضارعت مدينة تبريز. وسوَّر أولجايتو المدينة بِسُورٍ ضخم مُربَّع الشكل، وشيَّد في وسطها قلعة كبيرة تتناسب مع عظمتها، وبنى في داخلها القبَّة الشهيرة سالفة الذِكر، وبنى لِنفسه قصرًا فخمًا، جعل إيوانه على طراز إيوان كسرى. وشارك الأُمراء والوُزراء، كُلٌ بِحسب طاقته، في بناء المدينة، ومن بينهم الوزير رشيد الدين الذي شيَّد محلَّةً على نفقته الخاصَّة اشتملت على ألف منزل، وبنى فيها مسجدًا فخمًا، فضلًا عن مدرسة، ودارًا لِلشفاء وخانقاه. وبعد أن تمَّ بناء المدينة سكنها أولجايتو، غير أنَّ إقامته فيها لم تطل أكثر من خمسة سنوات، بِسبب وفاته المُبكرة. الاقتصاد كان اقتصاد الدولة الإلخانيَّة، في زمن ارتباطها الوثيق بِالمغول العظام، قائمًا على التجارة بِشكلٍ كبير. وقد أدَّت سياسة المغول دورًا هامًّا في تاريخ العلاقات التجاريَّة بين الشرق والغرب. فقد بنى هؤلاء سياستهم على أساس فتح أبواب التجارة والطُرق التجاريَّة لِلجميع، وتأمين سلامة التُجَّار وضمان سلامة مُمتلكاتهم فيما سُمِّي بِالسلام المغولي، مُنذُ مُنتصف القرن الثالث عشر الميلادي وحتَّى مُنتصف القرن الرابع عشر الميلادي. وازدادت أهميَّة فتح الطُرق التجاريَّة وتأمين السير عليها، بِفعل سيطرة المغول على القسم الأكبر من قارَّة آسيا، بِالإضافة إلى طريقين، من أصل ثلاثة طُرق، لِنقل مُنتجات الشرق الآسيوي إلى الغرب الأوروپي هُما: الطريق الشمالي، أو طريق الحرير العظيم، والطريق الجنوبي، البحري والبرِّي، حتَّى الخليج العربي، ومنهُ إلى مُدن العراق وإيران، ومنها شمالًا إلى موانئ بحر البطس (البحر الأسود) أو غربًا إلى ميناء أياس الأرمني، أو أسواق الشَّام، أي هو الطريق التي سيطرت عليه الدولة الإلخانيَّة والمناطق الخاضعة لها. عانت الدولة الإلخانيَّة من أزمةٍ ماليَّةٍ حادَّةٍ قبل تولِّي غازان العرش، بِسبب الإفراط في النفقات الماليَّة، وزادها حدَّةً انتشار الوباء بين قُطعان الماشية، فنفق أكثرها، وبِخاصَّةٍ في ديار بكر والموصل وبغداد وخُراسان، والمعروف أنَّ الماشية شكَّلت موردًا رئيسيًّا لِدخل الدولة المذكورة. ولمَّا تفاقمت الأزمة الماليَّة وبلغت حدًا بِحيث عجز مطبخ الإلخان عن تأمين خروفٍ واحدٍ من أجل الطعام، اقترح عزّ الدين مُظفَّر بن مُحمَّد بن عميد، المُستشار المالي لِلوزير صدر الدين الزنجاني، اتباع الأساليب الماليَّة المُطبَّقة في الصين، والتي تستند على العملة الورقيَّة والتعامل بها بدلًا من الذهب والفضَّة، فتستقيم الماليَّة العامَّة ويعود المال إلى الخزانة. وافق الوزير على هذا الاقتراح وعرضه على الإلخان، فوافق عليه وأجاز التعامل بِالعملة الورقيَّة - الشاو - على النحو المُتبع في الصين، وأجبر الناس على التعامل بها. ولكنَّ الشعب رفض استعمال هذه العملة غير المألوفة، وهكذا أُخليت الأسواق، واختفت المُؤن من المُدن، وأصبح الريف مُبتلى بِغزوات اللُصوص وقُطَّاع الطُرق بِأعدادٍ كبيرة، وقد توقَّفت الحياة العاديَّة تمامًا ممَّا سبَّب إلغاء هذا التدبير بعد ستَّة أشهر. ولمَّا تولَّى غازان الحُكم أدخل الثقة في الحقل التجاري، حيثُ ألغى الأوراق الماليَّة تمامًا وأحلَّ مكانها نقدًا معدنيًّا صحيح الوزن والقيمة، ما أثَّر إيجابًا على موارد الدولة، فارتفعت من ألف وسبعُمائة تومان إلى ما يزيد على ألفين ومائة تومان، وأضحى دخل الدولة يزداد عامًا بعد عام. وأعاد غازان إحياء الأراضي الزراعيَّة التي خربت بِفعل هجرة السُكَّان لها، بِسبب الحُرُوب، ووزَّع الأراضي البور على الفلَّاحين لاستصلاحها وزراعتها، بِشُرُوطٍ سخيَّة، بِحيثُ لا تُحصَّل الضرائب منهم إلَّا بعد مُرور ثلاثة سنوات من حيازتها، كما وضع تحت تصرُّفهم ما يلزمهم من بُذُورٍ وآلاتٍ زراعيَّةٍ. كذلك، قضى غازان على ظاهرة تزوير العملة التي كانت مُتفشية في الإدارة المغوليَّة وأمر بِتصفية الذهب والفضَّة من الغش، فانقرضت السكَّة المغشوشة وكثُر الذهب والفضَّة بعد أن كانا نادرين، وأخذ التُجَّار يستبدلون الأمتعة بِالنُقُود التي كانوا يدَّخرونها، وحملوا البضائع إلى كُلِّ بلدٍ، فرخُصت، واعتدلت الأسواق وتمتَّع جميع الناس بِفوائدها. الدين اعتنق أغلب سُكَّان الدولة الإلخانيَّة الإسلام دينًا، وكان مُعظم المُسلمين من أهل السُنَّة والجماعة، مع وُجُودٍ لِأقليَّةِ شيعيَّةٍ اثنا عشريَّة وإسماعيليَّة، وقد عاش الإسماعيليُّون في ظل الحُكم المغولي مُتسترين تحت عباءة التصوُّف، دون أن ينخرطوا رسميًّا في أيٍ من طُرقُه المُنتشرة في إيران آنذاك. وهذه ظاهرة يحوطها غُموضٌ كثيف ناشئ من قلَّة المعلومات التاريخيَّة المُتداولة في هذا الصدد؛ بسبب تطرُّف الإسماعيليين في تطبيق مبدأ التقية خوفًا من المغول الذين دمَّروا معاقلهم وقتلوا زُعمائهم مُنذُ سُقُوط آلموت. وقد انتهى أغلب المغول إلى اعتناق الإسلام كما محكوميهم، كما أُسلف، على أنهم كانوا في بدايتهم وثنيين، وكانوا ينظرون إلى المسألة الدينيَّة بِقدرٍ ملحوظٍ من اللامُبالاة أو قلَّة الاكتراث، على نحوٍ دفع بعضَ الباحثين إلى القول «بتسامحهم فيما يتعلق بمعتقدات أولئك الخاضعين لحكمهم، فاتسمت مُعاملتهم لِرجال الدين والقساوسة الذين دخلوا في خدمتهم بالاحترام... ولم يكن الدين مُحرِّضًا على أعمالهم العدائيَّة حتَّى وإن استُخدم أحيانًا ذريعةً لتلك الأعمال». ويُحتمل أن يكون قلَّة اكتراث المغول بِالدين عائد إلى ما درج في مُجتمعهم البدوي من اعتناق أديانٍ مُتعددةٍ، فقد عرف المغولُ الأرواحيَّة والبوذيَّة، وأقبل بعضُهم على اعتناق المسيحية النُسطوريَّة، وكان الأويغور يُدينون بالمانويَّة، كما احتكُّوا بِالمُسلمين من خِلال التجارة. ويرى البعض أنَّ مُعاملة المغول الوثنيين والبوذيين القاسية لِلمُسلمين، لم تكن بسبب نظرتهم إلى الإسلام كدين، ولكن بِاعتباره أيديولوجيةٍ مُنافسةٍ وتنظيمًا سياسيًا نزَّاعًا إلى الهيمنة يتعيَّن تدميره؛ لِتحقيق الحُلم المغولي بِالسيطرة على العالم، لا سيَّما أنَّ الإسلام يأبى الخُضُوع لأي سُلطةٍ أُخرى غير مُسلمة، فكيف وهي سُلطة وثنيَّة. لِذلك، لم يُقدِّم المغولُ الأوائل (الوثنيون) أي شكلٍ من أشكال الرعاية الدينيَّة لرعاياهم المُسلمين؛ فكان هولاكو وثنيًا يُظهرُ شيئًا من العطف على أتباع الديانة البوذيَّة، كما أبدى تسامُحًا كبيرًا تجاه النصارى بِتأثير زوجته المسيحيَّة دوقوز خاتون. وكان المسيحيُّون كثرةً في أذربيجان وأرمينية، فشاد لهم هولاكو الكنائس في كُلِّ مكانٍ، حتَّى اعتبروه وزوجته مُنقذين مُساعدين لهم، وقد حصل نصارى بغداد وغيرهم من أهل الذّمَّة على الأمان من المغول، وتمتعوا بِحُريَّة إدارة شُؤونهم الدينيَّة بِصورةٍ كاملةٍ، ولم يكن الحُكَّام المغول يتدخَّلون في شعائرهم الدينيَّة، بل نال عدد كبير منهم تقدير أولئك الحُكَّام فأسندوا لهم مراكز مُهمَّة في إدارة الدولة. بل إنَّ المغول وضعوا على أهل الذمَّة في البلاد التي سيطروا عليها حُرَّاسًا ليمنعوا الهُجوم عليهم، خشية أن تنتهب أموالهم؛ لذلك كان بعض المُسلمين يلجؤون إلى دور المسيحيين لِيسلموا من القتل أو لِيحتموا من سخط المغول. وكان مُعظم المسيحيين في الدولة الإلخانيَّة من أتباع الكنيسة النُسطُوريَّة، وقد سمح المغول لِلبعثات التبشريَّة الكاثوليكيَّة من الفرنسيسكان والدومينكان أن تُمارس نشاطاتها في البلاد الخاضعة لِحُكمهم، كما استعانوا بالأوروپيِّين الكاثوليكيين لِيكونوا لهم مُستشارين أو مُترجمين أو سُفراء. شهدت حركة التبشير بِالبُوذيَّة نشاطًا واسعًا في إيران خِلال عهد الألاخين غير المُسلمين، وقد سعى الإلخان أباقا - الذي كان يُدين بِالبُوذيَّة - إلى تعزيز مكانتها في إيران، حتَّى بلغت ذُروة نُفوذها أكثر من أي وقتٍ مضى، الأمر الذي مثَّل تهديدًا بالغ الخطر على الإسلام، وقد تغلغلت البوذيَّة والوثنيَّة تغلغلًا كبيرًا في صُفُوف المغول بِإيران بحيث تمكنوا من الانقلاب على الإلخان المُسلم أحمد تكودار وخلعه بِحُجَّة مُخالفته عاداتهم وتقاليدهم وشرائعهم. كما أكثر الإلخان أرغون خان من المعابد البوذيَّة في بلاد إيران واستقدم رُهبانها من الهند، رُغم أنَّهُ هو نفسه كان - بحسب ابن خلدون - يُحبُّ دين البراهمة من عبادة الأصنام وانتحال السحر والرياضة له، ووفد عليه بعض سحرة الهند لِهذا الشأن. لم تنحسر البوذيَّة تمامًا إلَّا في عهد محمود غازان، الذي حطَّم الهياكل والأصنام البوذيَّة وحوَّل بعض المعابد إلى مساجد، وخيَّر البوذيين بين اعتناق الإسلام أو المُغادرة. وفي سبيل تقرًّبه من شعبه المُسلم بأغلبه، عمد إلى تضييق الخناق على المسيحيين واليهود وإعادة النُفُوذ إلى المُسلمين كما كان الوضع في السابق، فحوَّل الكثير من الكنائس إلى مساجد، ولم يعد باستطاعة النصارى واليهود أن يظهروا أمام الناس إلَّا في ثيابٍ مُتميزة، فكانت علامة النصارى شدَّ الزنَّار في أوساطهم وعلامة اليهود خرقة صفراء في عمائمهم. وكان غازان، رُغم تسنُّنه، يُبدي شيئًا من العطف نحو الشيعة. ولمَّا تشيَّع أخاه أولجايتو، حرص على تقريب عُلماء الشيعة وإجزال العطاء لهم، وعلى رأسهم جمال الدين بن مُطهَّرٍ الحلِّي، وفي المُقابل تعصب ضد أهل السُنَّة وضيَّق عليهم، وقيل أنَّهُ قرَّر غزو المدينة المُنوَّرة ونقل أبي بكر وعُمر من مدفنهما، قبل أن يعود عن تشيُّعه كما أُسلف. ويُلاحظ أنَّ السياسة الدينيَّة التي اتبعها المغول أوجدت في المشرق الإسلامي مُناخًا متقبِّلاً لِمُختلف المُيُول والنزعات الدينيَّة، الأمر الذي أفسح الطريق أمام نُمو حركات الغُلُو الصوفي الشعبي، وخاصَّةً في إيران، ومنها انتقلت إلى بلاد الأناضول التي لم تنقطع هجرات القبائل التُركمانيَّة إلى أراضيها. وكانت هذه القبائل تُدينُ بِإسلامٍ فارغٍ من المضمون النصِّي والفقهي، مُتأثر بالأفكار الشامانيَّة التي عززها الوجودُ المغولي في المنطقة. وأسهم اضطراب الأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في جُلّ المجتمعات الإسلاميَّة التي سيطر عليها المغول، في تعزيز المُيُول الصوفيَّة التي امتزجت بِمُمارساتٍ غريبةٍ موروثةٍ من تقاليد شُعوب آسيا الوُسطى، الأمر الذي ساهم في تآكل بُنى الإسلام النصِّي وضُمُوره. وقد توسَّع بعض المُتصوفون في استخدام طرائق التأويل الباطني على النهج الإسماعيلي وتبنُّوا جُملةً من الأفكار انتشرت في الأوساط الشيعيَّة الإسماعيليَّة، مما ساهم في تدثير الفكر الإسماعيلي الفارسي بِلباس الصوفيَّة. القضاء والقانون كان القضاء، خِلال عهد الألاخين الوثنيين، على درجةٍ كبيرةٍ من السوء نتيجة انتشار الرشوة وإصدار الأحكام المصلحيَّة الخاصَّة. فكان القُضاة يشترون مناصبهم بِالمال ثُمَّ يتقاضون الرشاوى لِإصدار أحكامٍ لِصالح الراشي، كما كان كِبار أُمراء المغول وقادتهم يستغلُّون نُفُوذهم لِلتدخُّل لدى القُضاة لِإصدار أحكامٍ خاصَّةٍ أيضًا، ولم يتورَّع بعض القُضاة عن إصدار حُكمين مُتناقضين في القضيَّة الواحدة. ونتيجةً لِاندثار العدالة في الأجهزة القضائيَّة، أحجم الناس الذين يقع عليهم الظُلم، عن رفع شكاواهم إلى المحاكم، كما شاع تزوير المُستندات، وفُقدت الذِمم، وصار يتقدَّم لِلشهادة من لا أمانة ولا صدق له، ولا يتورَّع عن الإدلاء بِشهادة زُور، ما هدَّد الناس في أموالهم ومُمتلكاتهم وأرواحهم وأعراضهم. استمرَّ الوضع على هذه الشاكلة حتَّى تولَّى محمود غازان أمر الدولة الإلخانيَّة، فأصدر أربعة فرمانات نظَّم بِموجبها الشُؤون القضائيَّة، ووضع حُلولًا عمليَّة تستند على أحكام الشرع الإسلامي تناولت تفويض القُضاة في أمر القضاء، وتحديد زمن لِلنظر في القضايا، وعدم عرض القضايا التي مضى عليها ثلاثون عامًا، وضرورة إثبات ملكيَّة البائع قبل البيع، وتأكيد الأحكام السابقة، وتمهيد الشرائط اللاحقة. حرص غازان على اختيار من يتولَّى منصب القضاء على أن يكون بعيدًا عن كُل تأثير، وألَّا يكون هُناك رقيب عليه إلَّا ضميره، وقرَّر منح القُضاة مُرتَّبات مُرتفعة لِإبعادهم عن المُغريات، وحرَّم عليهم أن يتقاضوا أموالًا أو هدايا. وحتَّى لا يقعوا تحت تأثير المُتقاضين، حرَّم على هؤلاء الذهاب إلى بُيُوتهم، كما منعهم من اصطحاب أفراد كُثر معهم إلى المحكمة، ومُعاقبة كُل من يتفوَّه بِكلامٍ جارحٍ أو غير لائق أمام القاضي، وإذا حرَّر القاضي وثيقة جديدة عليه أن يُتلف الوثائق القديمة، ونبَّه على أهميَّة تأدية الشهادة، وشدَّد على ضرورة تأكُّد القُضاة من صدق الشاهد وسلامة نواياه وبُعده عن كُلِّ شكٍّ أو ريبة، كما عليه أن يسأل كلا الشاهدين على انفراد حتَّى يقف على التباين في أقوالهما، لِأنَّ وسيلة تحقيق الأُمُور منوطة بِتناقض أقوال المُتكلمين، ويُؤدِّي هذا الاجتهاد إمَّا إلى الصحَّة، التي يُمكن إصدار الحُكم بِموجبها، وإمَّا إلى الشُبُهة، التي تكون سببًا في عدم إصدار الحُكُم. أمَّا من تثبُت عليه تُهمة التزوير فتُحلق لحيته، ويُحمل على ثورٍ ويُطاف به في المدينة، ويُعزَّز تعزيزًا تامًّا حتَّى يتَّعظ ويكون عبرةً لِغيره. وعلى الرُغم من كُل ذلك، عمد غازان إلى بث العُيُون والمُخبرين في الدوائر القضائيَّة لاستقصاء الأحوال وإرسال تقارير بِحق كُل من يُثبت عليه الانحراف حتَّى يُنزل العقاب به. استمرَّ مغول فارس، بعد اعتناقهم الإسلام، يُعظِّمون الياسق (تُسمَّى أيضًا «الياسا» أو «الياسة» أو الياساق)، وهو مجموعة القوانين والأحكام التي وضعها وأقرَّها جنكيز خان لِتنظيم حياة القبائل المغوليَّة، وكُتبت بِالخط الأويغوري، وأصبحت تُعرف عند الإلخانيين بِـ«كتاب الياسق الكبير» (بِالفارسيَّة: )، وكانوا يرجعون إليها في تحديد العديد من العُقُوبات، وبحسب ما ورد فيها فإنَّ الزاني كان يُقتل سواء كان مُحصَّنًا أم غير مُحصَّن، وكذلك اللوطي، ومن يتعمَّد سحر الناس والتجسُّس عليهم دون وجه حق، ومن بال في الماء أو على الرماد، أو دخل بين اثنين وهُما يتخاصمان فأعان أحدهما على الآخر. وتضمَّنت الياسق نُصوص تحث الأبناء على طاعة آبائهم والإخوة الصغار لِإخوتهم الكبار، والزوجات لِأزوجهن، وغير ذلك. وكانت بعض قوانين الياسق تتماثل مع الشريعة الإسلاميَّة، بينما كان بعضها الآخر لا يتوافق معها أبدًا، وقد استمرَّ المغول يتبعون بعض تلك القوانين المُتعارضة مع الشريعة الإسلاميَّة، مثل امتناعهم عن استعمال مياه الأنهار لِلغسيل والاغتسال. ويقول المقريزي إنَّ عامَّة المغول المُسلمين لمَّا كانوا لا يستطيعون الخُرُوج عن سُنَّة جنكيز خان والاقتداء بِحُكم الياسق؛ فإنهم كانوا ينصبون حاجبًا لِيقضي بينهم فيما اختلفوا فيه من عوائدهم، والأخذ على يد قويُّهم، وإنصاف الضعيف منهم على مُقتضى ما في الياسق، وكانوا يجعلون إليه النظر في قضايا الدواوين السُلطانيَّة عند الاختلاف في أُمور الإقطاعات. العُلوم والآداب رُغم أنَّ الغزو المغولي كان أعظم كارثة حلََّت بِالعالم الإسلامي، فإنَّ الإلخانيين ما أن استقرَّت أُمُورهم وأقاموا صلات وثيقة مع المُسلمين وأخذوا يعتنقون الإسلام، حتَّى بدَّلوا مواقفهم من الحضارة الإسلاميَّة، فعملوا على إعادة بناء المُدن المُخرَّبة وإقامة مُنشآت جديدة، وتشجيع الفُنُون والعُلُوم، وبناء المدارس وتنشيط التجارة. وكان لِلإلخانيين أثرٌ واضح في مزج الحضارة الصينيَّة بِالحضارة العربيَّة الإسلاميَّة، ومن ذلك أنَّ هولاكو نقل إلى فارس العديد من المُدرِّسين وعُلماء الفلك الصينيين، فنقل المُسلمون ما تلقُّوه من معارفهم إلى العربيَّة والفارسيَّة، وفي مُقدِّمتها الجداول الحسابيَّة الفلكيَّة، بِمعيَّة العالم الكبير نصير الدين الطوسي. شجَّع الإلخانيُّون العُلُوم ذات المنفعة العمليَّة كالطب لِلتداوي، والكيمياء لِمعرفة خصائص المعادن، والفلك والتنجيم. ومن مظاهر رعاية العُلُوم في الدولة الإلخانيَّة تأسيس الوزير رشيد الدين الهمذاني ضاحية «الرُبع الرشيدي» قُرب تبريز سنة 700هـ المُوافقة لِسنة 1300م، وهي مُؤسَّسة ثقافيَّة مُتكاملة ضمَّت معاهد لِلتدريس ومكتبات ومساكن لِلمُدرَّسين والطُلَّاب وما يُحتاج إليه من مرافق عامَّة من مصانع لِلورق والتجليد وطواحين وحمَّامات وأسواق وحدائق ومساجد. ولمَّا تولَّى غازان العرش، أقام شمالي غرب تبريز محلَّة عُرفت باسم «شام غازان» حوت قبَّة كبيرة، لتكون مدفنًا له، وبجوارها مسجد وخانقاه ومدرستين (إحداهما للشافعيَّة والأُخرى للحنفيَّة)، ومُستشفى، ومكتبة، ومرصد، ومدرسة لِتعليم العُلُوم الطبيَّة، وبيت لحفظ كُتُب القوانين التي أصدرها الإلخان عُرف باسم «بيت القانون»، كما أنشأ مسكنًا واسعًا لِليتامى؛ به مكتب لِتعليم القُرآن وتحفيظه. أمَّا أبو سعيد، آخر سلاطين الإلخانيين الأقوياء، فقد اشتهر بِحُبِّه لِلعلم والعُلماء، وراجت في عهده العُلُوم والآداب، وعاش في بلاطه كثيرٌ من الشٌعراء والمُؤرِّخين؛ حيث كان هو نفسه شاعرًا وله أشعارٌ جيِّدة بِاللُّغة الفارسيَّة، واشتهر بِجُودة الخط والغناء. وكان الغزو المغولي وما رافقه من أحداث حافزًا على ظُهُور الكثير من المُؤلَّفات التاريخيَّة التي يتحدَّث بعضها عن تاريخ المغول أنفسهم، وعن الدُول والشُعُوب التي تأثَّرت بِأعمالهم، كما فعل عطاء ملك الجويني، أحد رجال الإدارة عند الإلخانيين، في كتابه «تاريخ جهانگشاي» (تاريخ فاتح العالم)، وكما فعل رشيد الدين الهمذاني الطبيب وزير الإلخانيين في كتابه «جامع التواريخ». ومن شُعراء هذا العصر جلال الدين الرومي المُتصوَّف المشهور وصاحب الطریقة المولویَّة التي انتشرت في آسیا الصُغرى إنتشارًا كبیرًا، ویُعد كتابه المنظوم الذي یُعرف باسم «المُثنوي» من أهم مصادر التصوُّف الإسلامي، ثُمَّ الشاعر الأخلاقي الكبیر سعدي الشيرازي ویشتهر لهُ كتاب منثور تتخلَّلُه أشعار عربیَّة وفارسیَّة وهو «الگُلستان»، وآخر نظم فارسي خالص هو «البوستان». يأتي العالم الرياضيَّاتي الفلكي نصير الدين الطوسي في مُقدِّمة عُلماء العصر الإلخاني، وقد عهد إليه هولاكو بِبناء مرصدٍ كبيرٍ في مدينة مراغة بِأذربيجان، فشرع الطوسي في إقامته سنة 657هـ، وأعدَّهُ بِأدق الأجهزة المعروفة في زمانه، وممَّا سهَّل عليه مُهمته، استيلاؤه على كُتُب النُجُوم وآلات الرصد التي كان يحتفظ بها الحشَّاشين في قلاعهم، واستعانته بِبعض العُلماء المُتخصصين في التنجيم. عُرف هذا المرصد في التاريخ بِمرصد مراغة، وإلى جانب مُهمَّته الأساسيَّة - رصد الكواكب والنُجُوم ودراسة الفلك - كان عِبارةً عن دارٍ لِلفُقهاء والفلاسفة والأطبَّاء، وكان به مكتبة عظيمة قيل أنها كانت تحوي ما يزيد على أربعمائة ألف مُجلَّد، وبها من كُتُب بغداد شيءٌ كثير، وعليها أوقاف لِخُدَّامها، ومن المعروف أنَّ الطوسي استطاع حفظ ما بقي من مكتبات بغداد ومدارسها، وأخذ كُتُبًا كثيرةً من سائر المدارس وحوَّلها إلى مرصده بِمراغة، وكان من نتيجة الأبحاث التي أجراها الطوسي في مرصده، والمعلومات التي حصل عليها من الكُتُب المُجمَّعة، أن ألَّف كتاب «الزيج الإلخاني» الذي يُعد أحد أهم الكُتب في تاريخ علم الفلك الإسلامي. ومن العُلماء البارزين أيضًا: الوزير رشيد الدين الهمذاني، الذي اشتهر بِعقليَّةٍ جبَّارةٍ ساعدته على التعمُّق في دراسة العُلُوم والأدب؛ فعلى الرُغم من تُخصُّصه بِالطب مُنذُ شبابه، إلَّا أنَّهُ كان مُطَّلعًا على مُختلف العُلُوم التي تتصل به، وكان يُحيط إحاطةً كاملةَ بِشُؤون الزراعة وعلم الحياة والهندسة المعماريَّة وفلسفة ما وراء الطبيعة إلى جانب التفقُّه في مسائل الدين الإسلامي، فكان يستغل ساعات فراغه القليلة يعكف فيها على الدرس والبحث، كما كان على درايةٍ بِالفُنُون، وأتقن عدَّة لُغات إلى جانب لُغته الفارسيَّة، هي: العربيَّة والتُركيَّة والمغوليَّة والصينيَّة والعبرانيَّة. ولِرشيد الدين مُؤلَّفات علميَّة كثيرة، منها في الطب «كتاب طب أهل الخطا»، وفي الزراعة له «كتاب الآثار والأحياء» الذي تحدَّث فيه عن الزراعة والمُناخ والتُربة ووسائل الري وأنواع الطُيُور والحيوانات. أمَّا غير المُسلمين فقد برز منهم عدَّة عُلماء كذلك، ومن أبرزهم: الطَّبيب جلال الدين بن الحران اليهودي، الطبيب الخاص لِأولجايتو، ونفيس بن داود التبريزي اليهودي، وعفيف الدين فرج بن حزقيال ابن الفرج اليعقوبي، وعز الدين أبو الحُسين بن المُفضَّل بن يُوسُف المعروف بابن السُكَّري الإسرائيلي الكرخي؛ الذي كان كان عالمًا بِالحساب وغيره من عُلُوم الأدب والحكمة. الفُنُون أحدث قيام الدولة الإلخانيَّة حركة جديدة في فن الرسم الفارسي بِإيران، وأبرز عوامل التأثير يرجع إلى العلاقات الثُنائيَّة بين الدولة الإلخانيَّة والمغول العظام في الصين، إذ وفد على بلاط الإلخانيين العديد من الرسَّامين والفنَّانين الصينيين، ونقلوا معهم أساليبهم وطُرُقهم الفنيَّة الخاصَّة المُميَّزة، سواء في مجال النقش أم في مجال الرسم. وقد تأثَّر الرسَّامين الإيرانيين بِنُظرائهم الصينيين، فقلَّدوا النُقُوش التي كانوا يُشاهدونها على الآنية والأشياء والأقمشة الصينيَّة. وقد ترك الازدياد التدريجي لِلنُفُوذ السياسي لِلوُزراء الإيرانيين في جميع الأُمُور ومنها الفن، تأثيرًا عميقًا في الفن الإلخاني. وقد أدَّى ظُهُور المراكز الثقافيَّة الكبيرة في مراغة وتبريز وتأسيس المكتبات الضخمة في هاتين المدينتين إلى ظُهُور مدارس جديدة في الرسم. ورُغم أنّهُ لم يصل الباحثين من الحشد الكبير لِلكُتُب التي أُعدَّت في هذين المركزين، سوى أعداد قليلة مثل بعض المخطوطات من كتاب جامع التواريخ، إلَّا أنَّ هذه الآثار القليلة المُتبقية تدل مع قلَّتها على بعث الحياة من جديد في فن الرسم وخاصَّة في صناعة الكُتُب. وقد كان القطع الكبير للكُتُب في هذا العصر يُمكِّن الرسَّام من تخصيص مساحة أكبر من الصفحة لِلتصوير، حيثُ لم يكن لذلك سابقة، حتَّى بداية هذا العصر. وأمَّا التحول الآخر فهو العودة إلى تصوير الكُتُب التاريخيَّة والنُصُوص الأدبيَّة. وقد أخذ المغول يُشجعون مُنذُ ذلك الحين على إبداع الشاهنامات المُصوَّرة، والنموذج المُتبقِّي منها هو الشاهنامة المعروفة بِـ«دموت» والتي تتخللها 20 صُورة، وقد صُوِّرت في النصف الأوَّل من القرن الرابع عشر الميلاديّ. شكَّلت الإبداعات الجديدة في أُسلوب رسم الشاهنامة بداية طريقٍ انتهى بِأُسلوبٍ فارسيٍّ خالص، إذ ظهر في عهد أبي سعيد خان رسَّامُ يُدعى أحمد موسى سعى إلى تنقية فن الرسم الإيراني من العناصر الصينيَّة التي كانت حصيلة سيطرة المغول على إيران، وقد حقَّق في ذلك نجاحًا كبيرًا مهَّد إلى تطوير هذا الفن لاحقًا خلال العصر الصفوي. ويُمكنُ مُلاحظة مدى التأثير الصيني على الرُسُومات الإسلاميَّة آنذاك من خلال تصوير البشر خُصوصًا والطبيعة عُمومًا، فإنَّ سحنات الوُجُوه وأشكال العُيُون اللوزيَّة والقامات القصيرة سمة بارزة في المُنمنمات الإلخانيَّة، كما أنَّ زخارف الغُيُوم وأعواد الأزهار والنباتات والحيوانات الخُرافيَّة، كُلُّها ذات طابع شرق آسيوي. ونظرًا لِأنَّ حياة المغول كان يغلب عليها طابع الحرب، فإنَّ أكثر رُسُومهم تُمثِّل مناظر قتال أو تُمثِّل أُمراء المغول أنفسهم بين أفراد أُسرهم وحاشيتهم. وإلى جانب الرسم، ازدهرت صناعة النسیج والبُسط وفُنون الزخارف خِلال هذا العصر حتَّى تهافت الأوروپیُّون وغیرهم من الشُعُوب الأُخرى على اقتناء المُنتجات الإلخانيَّة. ومن مظاهر الاعتناء بِالفُنُون الجميلة زمن الإلخانيين أنَّ الوزير رشيد الدين الهمذاني أنشأ بِالقُرب من تبريز ضاحية جديدة أسماها «الرُبع الرشيدي» أقام فيها واستقدم إليها رجال الفن وأرباب الصناعات، وجمع فيها مكتبة ضمَّت 60 ألف مُجلَّد من الكُتُب العلميَّة والفنيَّة، وعهد إلى مهرة الخطَّاطين والمُصوِّرين بِنسخ عدد من المُؤلَّفات المُختلفة وتصويرها، ويُذكر أنَّهُ أنفق أكثر من 60 ألف دينار في النسخ والتحرير والزخرفة والتصوير. ويُعتقد أنَّ فن الفُسيفساء على الخزف ظهر خِلال العصر الإلخاني بسبب التأثُّر بِنظيره الصيني، وقد زاد تأثُر الفُنُون الزُخرُفيَّة الإسلاميَّة بِتلك الصينيَّة خِلال هذا العصر لِدرجة أنَّها أخذت تبتعد عن الفُنُون الهلينيَّة البيزنطيَّة وترتبط بِفُنُون الشرق الأقصى أكثر فأكثر. وبعد أن كانت الغلبة في الزخارف الإسلاميَّة لِلعناصر النباتيَّة والهندسيَّة، أصبحت العناصر الزُخرُفيَّة الحيوانيَّة التي عرفتها بلاد فارس مُنذُ القِدم هي المُهيمنة في ظل المغول. ويُلاحظ أنَّ المراكز الفنيَّة في شرق العالم العالم الإسلامي كانت قبل الغزو المغولي تتمركز في حوض دجلة والفُرات، فانتقل مُعظمها عند قيام الدولة الإلخانيَّة إلى شمال إيران. واستمرَّت المراكز الصناعيَّة المُهمَّة في ظل الحُكم المغولي تُنتج الخزف على النحو الذي كان معروفًا قبل مجيء المغول، على أنَّ الكميَّات المُنتجة والأساليب التطبيقيَّة اختلفت عمَّا كانت عليه في السابق، ومن أبرز المُدن التي اشتهرت بِفن النقش والزخرفة آنذاك: قاشان وجرجان ونيسابور وسمرقند وساوة ومشهد ودامغان. الجيش حافظ الجيش المغولي في العصر الإلخاني على التقسيمات التي وضعها جنكيز خان بعد توحيده قبائل المغول والتتر، فكان الجهاز العسكري مُقسَّمًا إلى فرق كبيرة، يتكوَّن كُلٌّ منها من عشرة آلاف رجُل تُعرف بِالـ«تومان»، ثُمَّ يتدرَّج هذا التقسيم إلى فرقٍ أقل في العدد، فهُناك فرقٌ من ألف، وأُخرى من مائة، وفرقٌ من عشرة، ويرأس كُل فرقة قائدٌ واحدٌ، على أن يأتمر الجميع بِأمر الإلخان. وكانت طبقة أُمراء الجيش تأتي في المُقدِّمة، وأعضاؤها دائمًا من أُسرة جنكيز خان، ويُقال لِهؤلاء «نوين» أو «نويان»، أمَّا أشراف الجُند فكان يُلقَّب كُلٌ منهم بِلقب «طُرخان». وكان أساس الترقية من رُتبةٍ إلى رُتبةٍ أعلى هو المقدرة والكفاءة وحدهما دون النظر في أي اعتبارٍ آخر. كذلك، كان المغول يُقسِّمون جُيُوشهم إلى قلبٍ أو «قُول» وجناحين: أيمن وأيسر. وكانت قُوَّات الوسط تتكوَّن من فرقٍ أماميَّةٍ وأُخرى خلفيَّة، ولمَّا كانت الفرق الأماميَّة أكثر تعرُّضًا لِهُجُوم الأعداء، كان جُنُودها يلبسون دُرُوعًا كاملة، ويحملون السُيُوف والحِراب، ويُغطُّون خُيُولهم بِدُرُوعٍ تُناسبها. أمَّا أفراد الفرق الخلفيَّة، فكانوا يكتفون بِما يحملون من أسلحةٍ كالقوس والنشَّاب، لِيسهل عليهم التنقُّل من مكانٍ إلى آخر. وقد استفاد المغول كثيرًا من مُجاورتهم لِلبلاد الصينيَّة المُتحضِّرة، فأخذوا عن الصينيين بعض فُنُونهم الحربيَّة واستعملوها في حُرُوبهم مع المُسلمين، من ذلك طريقة استعمال البارود الذي عرفه الصينيُّون مُنذُ القرن الأوَّل الهجري المُوافق لِلقرن السابع الميلادي، وقد استخدمه المغول في شكل قنابل تُلقى على المُدن المُحاصرة والجُيُوش المُعادية. كذلك استعان المغول في حُرُوبهم مع المُسلمين بِالمُهندسين الصينيين الذين أسروهم في البلاد الصينيَّة وأفادوا من خبرتهم وتجاربهم. ولمَّا كانت ممالك المغول مُتَّسعة، وجُيُوشُهم ورُسُلهم تجوب البلاد ذهابًا وإيابًا، أعدَّ المغول محطَّاتٍ لِلبريد تُعرف بِالـ«يام» لِتكون حلقة الاتصال بين الطُرق جميعها. كان المغول، قبل أن يُقدموا على غزو إقليمٍ من الأقاليم، يطرحون الخطَّة الحربيَّة - التي سوف يتَّبعونها - على بساط البحث في جلسة القورولتاي، حتَّى إذا ما استقرَّ الرأي على المضي بِالحملة، أطلق المغول جواسيسهم في بلاد العدوِّ، فيجمعون الأخبار ويستقصون حالة الجيش، ويختبرون حُصُون المُدن، ثُمَّ يعودون بِهذه المعلومات إلى بلادهم ويُطلعون قادة الجيش عليها. بعد ذلك يُرسل الإلخان رُسُلًا من قِبله إلى حُكَّام الأقاليم وسُكَّان المُدن يدعوهم إلى التسليم والنُزُول على طاعته، فإذا رفضوا التسليم وأصرُّوا على المُقاومة، سارت الجُيُوش المغوليَّة لِمُحاربتهم، حتَّى إذا ما شارفوا أبواب المدينة، دعوا الناس لِلمرَّة الأخيرة إلى الدُخُول في طاعتهم، فإذا خرج عُظماؤهم وذوو الرأي فيهم، وحملوا إليهم الهدايا وقبلوا تزويد الجيش المغولي بِما يحتاج إليه من مُؤن، فإنَّ المغول لا يتعرَّضون لهم بِالأذى ويكتفون بِأن يُرسلوا إلى المدينة حاكمًا من قِبلهم. ثُمَّ يُصدر الإلخان مرسومًا (يُسمَّى «يرليغًا») بِذلك حتَّى يكون لِهذا الحاكم الاحترام والمهابة في النُفُوس. وهذا المرسوم يكون مختومًا بِخاتم الإلخان المعروف بـ«التمغة»، وهو مكتوب إمَّا بِالمِداد الأسود، فيُعرف بِـ«قره تمغة» وإمَّا بِماء الذهب فيُسمَّى «ألتون تمغة». والشخص المُكلَّف بِختم المراسيم يُقال له «تمغجي» أو «تمغاجي». وكان التسليم في هذه الحالة معناه التبعيَّة المُطلقة، وتسليم عُشر خيرات المدينة أو الإقليم. أمَّا إذا اتخذ السُكَّان طريق العصيان وسلكوا سبيل المُقاومة، وخسر المغول خسارةً قليلةً أمام المدينة المُحاصرة، فإنَّهم لا يعقدون مع أهلها صُلحًا في حالة عجزهم عن مُواصلة القتال، بل يقتلون جميع السُكَّان دون تفرقة بين صغيرٍ وكبير أو بين رجُلٍ وامرأة، وذلك بعد غربلة الأهالي، فيأخذون أرباب المصالح والحرف والصُنَّاع ويسوقونهم إلى عاصمة مُلكهم، ويختارون من الأسرى من يصلح لِلقتال فيُكونون منهم قُوَّات غير نظاميَّة يُطلقون عليها اسم «حشر»، ثُمَّ يعملون سُيُوفهم في الباقين. وبعد المعركة كانت الغنائم والأسلاب تُوزَّع توزيعًا عادلًا على الجُنُود. إرث مغول فارس ترك المغول الإلخانيُّون أثرًا مُهمًّا على الشرق الأوسط، من عدَّة جوانب حضاريَّة وثقافيَّة، أهمها فصل البلاد الإيرانيَّة عن جوارها العربي واتخاذها مسارًا ثقافيًّا خاصًّا بها. فمن حيث الدين، يرى بعض الباحثين أنَّ انهيار الدولة الإلخانيَّة ترك جوًّا مُفعمًا بِأسباب الفوضى والاضطراب السياسي، ممَّا سمح بِتمدُّد المذهب الشيعي وانتشار حركاته، بِالتوازي مع انتشار الحركات الصُوفيَّة المُشرَّبة بِعقائد الشيعة والمُتأثرة بِتعاليمهم؛ مثل الحُرُوفيَّة التي أسِّسها فضل الله نعيمي الاسترآبادي، والصفويَّة التي أسَّسها الشيخ صفي الدين الأردبيلي، صاحب الحظوة الكبيرة عند المغول. وقد وجدت هذه الحركات فُسحةً من الوقت واستغلَّت التشرذُم السياسي بِالمشرق لكي تُعيد تنظيم نفسها وتُحيي التُراث الشيعي الموروث إبَّان القرنين الثامن والتاسع الهجريين. كما شهدت تلك الفترة ظُهور بعض الأئمة النزاريين في أنجودان بِوسط فارس، وإن ظلُّوا حريصين على إخفاء هويَّاتهم. وبِمُرور الوقت أصبح التشيُّع هو الشكل القومي لما يُمكن أن يُسمَّى بـ«الإسلام الإيراني»، وهو ما تأكَّد بِقيام الدولة الصفويَّة مطلع القرن العاشر الهجري. كما أخذت اللُّغة العربيَّة تفقد مكانتها كلُغة الآداب والعُلُوم في إيران وحلَّت مكانها اللُغة الفارسيَّة. المراجع هامش «»: بِالإضافة إلى الدولة الإلخانيَّة أو الإيلخانيَّة، كان هُناك دولة مغوليَّة أُخرى سُميت «الدَّولةُ الإِيلكَخَانِيَّة»، قامت في آسيا الوُسطى وامتدت رقعتها على المنطقة ما بين بلاد ما وراء النهر وكاشغر. دامت هذه الدولة أكثر من ثلاثة قُرُون، وسقطت في بداية القرن السابع الهجري المُوافق لِلقرن الحادي عشر الميلادي. «»: اختلف المؤرخون في عدد من قُتلوا في بغداد، فمنهم من قدَّرها بِحوالي 90,000 أو 200,000 قتيل، وحسب المصادر الفارسيَّة فإنَّ القتلى تراوح عددهم ما بين 800,000 إلى 2 مليون، وقال ابن تغري بردي إنهم بلغوا أكثر من 1,800,000 نفس، أو مليوني نفس. فيما رجَّح الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» أن القتلى كانوا 800,000 نسمة. «»: منصب الشحنة وظيفة تُعادل مُديريَّة الشُرطة والأمن العام في العصر الحالي. وشِحْنَة البلد: من كان فيه الكفاية لِضبط أمنها من جهة السُلطان. و«الشِحْنَجِيَّة»: مكتب رئيس الشُرطة الذي يسمى «شَحْنَة»، و«الشِحْنَكِيَّة» هو منصب الشحنة. «»: يُروى أيضًا أنَّ العالم الذي التقاه بركة خان وأسلم على يديه يُدعى سيف الدين الباخرزي، أحد مُريدي الشيخ نجم الدين الكبرى، وقد التقاه في بُخارى خلال عودته من قراقورم بعد حُضُوره حفل تنصيب منكو خان. بِاللُغة العربيَّة بِلُغاتٍ أجنبيَّة وصلات خارجيَّة التتار المُسلمون: حينما رفع أحفاد جنكيز راية الإسلام في روسيا والهند. مقالة بِقلم إيهاب عُمر، على موقع «رصيفـ22». المغول في التاريخ الإسلامي. مقالة بِقلم شمس الدين الكيلاني، على موقع جريدة الحياة. المغول يستبيحون بغداد. حلقة وثائقيَّة على موقع الجزيرة.نت. أنظمة ملكية سابقة في غرب آسيا أنظمة ملكية سابقة إيران في القرن 13 إيران في القرن 14 انحلالات سنة 1335 انحلالات عقد 1350 في إمبراطورية المغول تأسيسات سنة 1256 في إمبراطورية المغول تاريخ القوقاز تاريخ القوقاز القروسطي تاريخ الموصل جورجيا في العصور الوسطى (بلد) خانيات دول إسلامية سابقة دول سابقة في الشرق الأوسط دول مغولية دول وأقاليم أسست في 1256 دول وأقاليم أسست في 1353 سلالات حاكمة مسلمة سوريا في العصور الوسطى مغوليون هولاكو خان
3020
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9
الدولة الجلائرية
الدَّولَةُ الجَلائِريَّةُ، أو السَّلطَنَةُ الجَلَائِريَّةُ هيَ دولة تأسّست على يد السُلطان حسن الكبير واستمرّت قائمة لِما يُقارب قرنًا من الزمن، منذ سنة 1335م الموافقة لِسنة 756هـ وحتى سنة 1432م الموافقة لِسنة 853هـ. قامت السّلطنة بعد انهيار الدّولة الإلخانيَّة ونتيجة لِما سلف استقلّ آل جلائر بالحُكم في بغداد، بمرور الوقت قُدّر للجلائريين العبور والسّيطرة على بلاد أذربيجان ودخول تبريز عاصمة الجوبانيين، وكان ذلك تحت قيادة السُلطان الشَّيخ أوَيس. تعدّ عشيرة جلاير (جلائر) من أهم العشائر المغولية (فرع من قبيلة إلقا)، والتي كانت مواطنهم في بلاد ما وراء النهر، غير إنها تنتمي إلى تجمع قبائل تترية لا ينحدر منها أصل قبيلة جنكيز خان، ولقد جاؤوا سنة 1256م إلى إيران. ثم علا شأنهم في ظل الإلخانات، وتقلد بعضهم مناصب عليا في الدولة. وبعدها استولوا على السلطة في العراق وأجزاء من إيران، بعدما بدأت دولة الإلخانات تتهاوي (منذ 1335م). ولقد انتزع الشيخ حسن بزرك (1336-1356م) السلطة في بغداد سنة 1336م، ثم حكم بصفة مستقلة منذ 1340م. وغزا ابنه شيخ أويس (1356-1374م) سنة 1358م شمال غرب إيران في مناطق تينر وسلطانية، ثم أذربيجان وانتزع ملكيتها من أيدي القبيلة الذهبية المغولية. وفي سنة 1365م استولى على الموصل وديار بكر. ولقد كان شيخ أويس من أكبر رعاة الأدب والفنون في زمانه، وعندما ذهب إلى غزو إيران ترك محلهُ أمين الدين مرجان وهو خادمه ليحكم بغداد عوضاً عنه حتى يرجع، ومرجان هو الذي بنى المدرسة المرجانية التي كانت تدرس العلوم والفقه على المذاهب الأربعة، ثم هدمت المدرسة وبني محلها جامع مرجان ويحتوي على الأثر الوحيد الباقي حاليا من عهد الجلائريين وحكمهم في بغداد. قاد ابنه حسين (1374-1382 م) حروبا عدة ضد المظفريين في إيران القراقويونلو في ديار بكر. تنازع أخوه أحمد (1382-1410 م) وتيمورلنك حكم العراق، ثم طرده الأخير من بغداد سنة 1393 م. عاد أحمد مرة أخرى سنة 1395 إلى عاصمته، ثم كانت النتيجة أن عاد إليها تيمورلنك، ودمرها عن آخرها سنة 1401م. ولقد عاد الجلائريون مجددا إلى بغداد سنة 1406م. قام القراقويونلو بإجلاء آخر الجلائريين عن بغداد سنة 1411 م. وبقي للأسرة حكام في كل من البصرة وخراسان، واستمروا حتى سنة 1432م، تاريخ القضاء عليهم نهائيا من طرف القراقويونلو. قائمة السلاطين طالع أيضا جوبانيون المصدر Islam: Kunst und Architektur الجلائريون مراجع أنظمة ملكية سابقة انحلالات سنة 1432 في آسيا تأسيسات سنة 1335 في آسيا دول مغولية دول وأقاليم أسست في 1335 سلالات مغولية الشرق الأوسط في عقد 1330
3022
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D9%87%20%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%84%D9%88
قره قويونلو
قره قويونلو أو دولة قره قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام السوداء». قبيلة تركمانية أسست دولتها عام 1375م، وحكمت شرق الأناضول وأذربيجان والقوقاز وبعض أجزاء من إيران والعراق، ما بين أعوام 1380م إلى 1469م، ثم أنهت قبيلة آق قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام البيضاء»، هذه الدولة وأزالتها حكمها من التاريخ. دولة القرة قويونلو في أقسى اتساع لها الموقع الجغرافي المقر: تبريز: منذ 1391م، بغداد: منذ 1411م. أصل التسمية ينتمي القرة قويونلو إلى الأتراك الغزّ (الأوغوز)، وقد تسمّوا باسم شعار دولتهم «أصحاب الأغنام السوداء»، حيش كان شعارهم «الخروف». في اللغة التركية: كلمة «قره Kara» معناها: اللون الأسود. كلمة «قويون koyun» معناها: غنم ضأن. كلمة «لو lu» لاحقة تفيد معنى: «صاحب» أو «ذو». كلمة «لار lar» لاحقة تُفيد الجمع، فتصبح: «أصحاب» أو «ذوو». وبذلك يكون معنى اسم القبيلة: ذوو الأغنام السوداء، أو: أصحاب الأغنام السوداء. التاريخ أصبح قره محمد (1380-1390 م) حاكمًا على منطقة جنوب بحر «فان» (شرق الأناضول، حاضرتها: أردشيش)، أرمينيا وأذربيجان من قبل الجلائريين. استقل خليفته قره يوسف (1390-1420م) بالأمر واحتل مناطق غرب إيران وتبريز. قام تيمورلنك بطرده في العديد من المرات. استطاع أن يتغلب على التيموريين سنة 1405م. اتخذ لقب السلطان. طرد الجلائريين من بغداد سنة 1411م ثم ضم أراضيهم إلى مملكته. حتى سنة 1419م احتل ديار بكر، أجزاء من جورجيا وشروان. في عهده ثم ابنه قره اسكندر من بعده (1420-1435م) دخلت دولة القراقوينلو في حروب عديدة مع جيرانها في مناطق كردستان كما حاربوا التيموريين في بلاد ما وراء القوقاز. عرفت الدولة أوجها وبلغت أقصى اتساعها أثناء عهد جهان شاه (1435-1467م)، الذي استطاع أن ينهي خطر التيموريين سنة 1447م. استولى على مناطق وسط وجنوب إيران مع أصفهان سنة 1452م، فارس وكرمان سنة 1453م، ثم هراة سنة 1458م. إلا أنه مُني بهزيمة ساحقة أمام قبيلة آق قويونلو سنة 1467م. تمكّنت قبيلة آق قويونلو من خلع آخر سلاطين أسرة قره قويونلو سنة 1469م، وفرَّ أحد أقارب آخر سلاطينها جهان شاه إلى الهند سنة 1478م وأسس سلالة عرفت باسم الـ«قطب شاهي» حكمت في «غولكوندا» جنوبي الهند، ودام هذا الفرع حتى سنة 1687م. حكام قراقويونلو الصف الأصفر المظلل يدل على السلف من سلالة قراقويونلو. معرض صور مراجع انظر أيضًا قائمة السلالات الإسلامية الشيعية المصدر Islam: Kunst und Architektur القراقويونلو أنظمة ملكية سابقة في غرب آسيا أنظمة ملكية سابقة في آسيا الإسلام في العصور الوسطى الدولة القره قويونلوية العراق في العصور الوسطى آسيا في القرن 14 آسيا في القرن 15 أرمينيا في القرن 15 إيران في القرن 15 انحلالات سنة 1468 في آسيا بلاد فارس في العصور الوسطى تأسيسات سنة 1375 في آسيا تاريخ العراق تاريخ الموصل دول إسلامية سابقة دول تركية دول تركية سابقة دول سابقة في الشرق الأوسط دول سابقة في إيران دول سابقة في غرب آسيا دول وأقاليم انحلت في 1468 دول وأقاليم أسست في 1375 سلالات حاكمة تركية الشرق الأوسط في عقد 1370
3023
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D9%88%D9%8A%D8%A9
الدولة الصفوية
الدَّوْلَةُ الصَّفْويَّةُ أو الإِمْبِراطوريَّةُ الصَّفْويَّةُ (: ایران صفوی) هِيَ دَوْلَةٌ اسلامية شيعيَّةٌ على المذْهبِ الِاثْنَيِّ عُشْري تأَسّست فِي إيران وانطلقت منها لِلتّوسُّع في الشَّرق والغرب باتجاه خراسان وأفغانستان وأذربيجان والعراق وديار بكر وبلاد الكرج فِي الشَّمال. إن ظروف ظهور هذه الدولة نشأ نتيجة تَفَتُّت الإِمْبِراطوريَّةُ التَّيْموريَّةُ حيث كانت إيران تعاني فوضى الِانقِسامِ بين مُلوكِ ضِعافٍ، وقد اتفق اعتلاء السلالة الصفوية العرش في إيران مع بداية القرن السّادس عشر المِيلادِي. كانت السلالة الصفوية من أعظم الإمبراطوريات التي تولت الحكم في إيران منذ عام 1501م وحتى عام 1763م وذلك عقب الفَتْحِ الإسْلَامِيِّ لِفَارِسَ الذي استمر لمدة سبع قرون. وهي في الغالب تعتبر بداية التاريخ الإيراني الحديث، فضلاً عن كونها واحدة من إمبراطوريات البارود. أسس الشياه الصفويون (جمع كلمة شاه بمعنى ملك) المدرسة الإثني عشرية المسلمة الشيعية باعتبارها الديانة الرسمية للإمبراطورية مما يجعلها من أهم نقاط التحول في التاريخ الإسلامي. يرجع أصل السلالة الصفوية إلى أمر الناس بالتصوّف، والتي بدأت من مدينة أردبيل في منطقة أذربيجان. فقد كانت سلالة إيرانية من أصل كردي ولكن أثناء فترة الحكم تزاوج العديد منهم من التركمان وجورجيا والشركس واليونان. بدأ الصفويون انطلاقًا من قاعدتهم في أدربيل، فرض سيطرتهم على أجزاء من إيران الكبرى وأكدوا مجددًا على الهوية الإيرانية للمنطقة، ومن هذا المنطلق أصبحوا أول سلالة نقية حاكمة منذ عهد الإمبراطورية الساسانية مما ترتب عليه إنشاء دولة قومية تعرف باسم إيران. تولى الصفويون الحكم منذ عام 1501م وحتى عام 1722م (شهدت إصلاحًا سريعًا منذ 1729م عام وحتى 1736م)، وعندما بلغت أوج ازدهارها تولت حكم كل ما يعرف الآن باسم إيران وأذربيجان والبحرين وأرمينيا وشرق جورجيا وأجزاء من المناطق الشمالية من القوقاز والعراق والكويت وأفغانستان فضلاً عن تركيا وسوريا وباكستان وتركمانستان وأوزبكستان. بالرغم من زوال المملكة عام 1736م، فقد كان الميراث الذي خلفوه وراءهم بمثابة نهضة لإيران كمعقل اقتصادي بين الشرق والغرب، واعتمدت إقامة دولة فاعلة وبيروقراطية على ، وابتكاراتهم المعمارية واهتماماتهم بالفنون الجميلة. وقد ترك الصفويون أثرهم أيضًا حتى عصرنا الحالي، وذلك من خلال فرض المذهب الإثني عشري في إيران كما هو الحال في معظم مناطق القوقاز والأناضول وما بين النهرين. خلفية النظام الصفوي الفارسي يبدأ التاريخ الصفوي بتأسيس الطريقة الفارسية الصفوية، على يد مؤسسها الذي سُميت على اسمه صفي الدين الأردبيلي (1252–1334). في 700/1301 تولى صفي الدين قيادة الزاهدية -وقد كان هذا نظامًا صوفيًّا كبيرًا في جيلان- من مولاه الديني وحماه زاهد الجيلاني. كان صفي الدين يمتاز بكاريزما دينية عظيمة، فأُطلق على النظام بعد ذلك اسم الطريقة الصفوية. سرعان ما لعب النظام الصفوي دورًا كبيرًا في مدينة أردبيل، وقد أشار حمَد الله المصطفِي إلى أن أغلب الناس في المدينة كانوا موالين لصفي الدين. حُفظ حتى يومنا هذا شعر ديني كتبه صفي الدين باللغة الآذرية القديمة (وهي لغة إيرانية شمالية غربية صارت اليوم بائدة)، إلى جانب ترجمة إلى اللغة الفارسية تساعدنا على فهمه، وقد صار لكليهما أهمية لغوية كبيرة. بعد أن رحل صفي الدين، انتقلت قيادة الطريقة الصفوية إلى صدر الدين موسى († 794/1391–92). كان النظام في ذلك الحين قد تحول إلى حركة دينية تبُث بروباغندا دينية في جميع أنحاء إيران وسوريا وآسيا الصغرى، والأرجح أنها كانت في ذلك الحين ما زالت على أصولها السنية الشافعية. ثم انتقلت قيادة النظام من صدر الدين موسى إلى ابنه خواجة علي († 1429)، الذي انتقلت منه القيادة أيضًا إلى ابنه إبراهيم († 1429–47). عندما تولى الشيخ جنيد (ابن إبراهيم بن صدر الدين موسى) قيادة الطريقة الصفوية في عام 1447، تغير المسار التاريخي للحركة الصفوية تغيرا راديكاليًّا. وقد قال آر. إم. سيفوري: «لم يكن الشيخ جنيد راضيًا عن السلطان الديني، ولذا سعى إلى سلطان مادي». في ذلك الوقت كانت أقوى أسرة في إيران هي أسرة قراقويونلو (وتعني: الخرفان السوداء)، التي كان قائدها جهان شاه قد أمر جنيد بالرحيل عن أردبيل، وإلا جلب على المدينة الدمار والخراب. فلجأ جنيد إلى الأسرة المنافسة لأسرة قراقويونلو التابعة لجهان شاه، آق قويونلو (الخرفان البيضاء التركمان) التابعة للخان أوزون حسن، وعزز علاقته بها بأن تزوج أخت أوزون حسن، خديجة بيغوم. قُتل جنيد في أثناء اقتحام لأراضي شروانشاه، وخلفه في منصبه ابنه حيدر الصفوي. تزوج حيدر مارثا العمشا بيغوم، بنت أوزون حسن، التي ولدت إسماعيل الأول، مؤسس الأسرة الصفوي. كانت أم مارثا، ثيودورا التي تُعرف أكثر باسم دسبينا خاتون، أميرة يونانية بونتيكية، وكانت بنت الكومنينيون الأعظم يوحنا الرابع ملك طرابزون، وقد تزوجت بأوزون حسن في مقابل حماية الكومنينيون الأعظم من العثمانيين. بعد أن مات أوزون حسن، شعر ابنه يعقوب بالتهديد، بسبب ازدياد النفوذ الديني الصفوي. تحالف يعقوب مع شروانشاه، ثم قتل حيدر في عام 1488. بحلول ذلك الوقت كان أغلب أتباع الطريقة الصفوية من الأوغوز الذين يتحدثون بالتركية، وقد كانوا قبائل من آسيا الصغرى وأذربيجان، وكانوا معروفين باسم قزلباش، وتعني ذوي الرؤوس الحمراء، لأنهم كانوا يلبسون عمائم حمراء مميزة. كان القزلباش محاربين، وموالين دينيًّا لحيدر، ومصدرًا لقوة الصفويين عسكريًّا وسياسيًّا. بعد أن مات حيدر، اتحد أتباع الطريقة الصفوية حول ابنه علي مرزا الصفوي، الذي طارده يعقوب أيضًا حتى نجح في قتله. وفق السجل الصفوي الرسمي، كان علي قبل رحيله قد عيّن أخاه الصغير إسماعيل قائدًا دينيًّا للطريقة الصفوية. تاريخها قيام الأسرة على يد الشاه إسماعيل الأول الذي حكم بين 1501–1524. إيران قبل حكم إسماعيل بعد أن إضمحلت الإمبراطورية التيمورية (1370–1506)، صارت إيران منقسمة سياسيًّا، وهذا أتاح قيام عدد من الحركات الدينية. أدى زوال سلطة تيمورلنك السياسية إلى خلق مساحة تستطيع فيها جماعات دينية عديدة –ولا سيما الشيعة– أن تنمو وتزداد نفوذًا. وقد كان من تلك الجماعات: عدد من الأخويات الصوفية، والحروفية، والنقطوية، والدولة المشعشعية العربية. ومن بين كل تلك الحركات المختلفة، كان القزلباش الصفويون هم الأكثرين مرونة سياسية، وبسبب نجاحهم ازداد النفوذ السياسي لشاه إسماعيل الأول في عام 1501. كان هناك عديد من الولايات المحلية قبل أن يؤسس إسماعيل الدولة الإيرانية. أهم الحكام المحليين في نحو عام 1500 كانوا: السلطان قابوس حسين بأيْقرا، الحاكم التيموري لمدينة هراة، علوان مرزا، خانآ ق قويونلو لمدينة تبريز، مراد بك، حاكم آق قويونلو في مدينة عراق العجم، فروخ ياسر، شاه شروان، بادي الزمان مرزا، الحاكم المحلي لمدينة بلخ، حسين قيا خلوي، الحاكم المحلي لمدينة سمنان، مراد بك بندر، الحاكم المحلي لمدينة يزد، السلطان محمد بن نظام الدين يحيى، حاكم مدينة سيستان، عديد من حكام مدينتَي جيلان ومازندران، مثل: بيسوتون الثاني، وأشرف بن تاج الدولة، وميرزا علي، وقيا حسين الثاني. وقد كان الشاه إسماعيل قادرًا على أن يوحد كل الأراضي تحت قبة الإمبراطورية الصفوية التي أقامها. الدين على الرغم من أن الصفويين لم يكونوا أول الحكام الشيعة في إيران، إلا أنهم لعبوا دورًا حاسمًا في جعل الإسلام الشيعي الدين الرسمي في جميع أنحاء إيران، وكذلك ما يعرف اليوم بجمهورية أذربيجان. كانت هناك مجتمعات شيعية كبيرة في بعض المدن في بدايات القرن الثامن. في القرنين العاشر والحادي عشر، حكمت الدولة البويهية، من الطائفة الزيدية (المذهب الشيعي)، في فارس وأصفهان وبغداد. نتيجة للغزو المغولي، أُعيد تأسيس السلالات الشيعية في إيران، وكان السربداريون في خراسان هم الأكثر أهمية. بعد احتلاله إيران وأذربيجان، جعل إسماعيل الأول التحول إلى الشيعية إلزاميًا على السكان السنّة. قُتل العلماء أو رجال الدين السنة أو نُفيوا. إسماعيل الأول، جلب الزعماء الدينيين الشيعة ومنحهم الأرض والمال مقابل الولاء. لاحقًا، خلال الفترة الصفوية وخاصة فترة القاجار، ازدادت قوة العلماء الشيعة وتمكنوا من ممارسة دور مستقل ومتوافق مع الحكومة. ظهور طبقة أرستقراطية من رجال الدين كانت إحدى السمات المهمة للمجتمع الصفوي هي التحالف الذي ظهر بين العلماء (الطبقة الدينية) والمجتمع التجاري. تضمنت الأخيرة التجار في البازارات والنقابات التجارية والحرفية وأعضاء المنظمات شبه الدينية التي يديرها الدراويش (فوتوففا). بسبب انعدام الأمن لملكية العقارات في إيران، توجه العديد من مالكي الأراضي من القطاع الخاص إلى تأمين أراضيهم من خلال التبرع بها لرجال الدين. وبالتالي سيحتفظون بالملكية الرسمية ويؤمنون أراضيهم من المصادرة من قبل المفوضين الملكيين أو الحكام المحليين، طالما أن نسبة مئوية من عائدات الأرض تذهب إلى رجال الدين. اكتسب أعضاء الطبقة الدينية، الملكية الكاملة لهذه الأراضي، ووفقًا للمؤرخ المعاصر اسكندر مونشي، بدأت إيران تشهد ظهور مجموعة جديدة ومهمة من ملّاك الأراضي. البلاط الملكي بالنسبة للعائلة المالكة، فقد كان أعلى منصب هو وزير البلاط. ربما كان المستشار الأقرب للشاه، وعلى هذا النحو، كان بمثابة عينيه وأذنيه. كانت وظيفته الأساسية هي تعيين جميع المسؤولين في الأسرة والإشراف عليهم وأن يكونوا على اتصال بهم مع الشاه. لكن مسؤولياته تضمنت أيضًا أن يكون أمين صندوق ممتلكات الشاه. هذا يعني أن حتى رئيس الوزراء، الذي كان يشغل أعلى منصب في الدولة، كان عليه العمل مع الناظر عندما يتعلق الأمر بإدارة تلك المعاملات التي تتعلق مباشرة بالشاه. كان ثاني أكبر منصب هو الوكيل الكبير، الذي كان يرافق الشاه دائمًا ويمكن التعرف عليه بسهولة بسبب العصا التي كان يحملها معه. كان مسؤولًا عن تقديم جميع الضيوف وتلقي الالتماسات المقدمة للشاه وقراءتها إذا لزم الأمر. يليه في الترتيب سيد الاسطبلات الملكية وسيد الصيد. كان للشاه اسطبلات في جميع المدن الرئيسية، وقيل إن الشاه عباس لديه نحو 30 ألف حصان في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، عُيّن مسؤولين منفصلين لرعاية المآدب الملكية وللتسلية. لاحظ تشاردين على وجه التحديد رتبة الأطباء والمنجمين والاحترام الذي يكنه الشاه لهم. كان لدى الشاه اثني عشر من كل منهم في خدمته، وكان يرافقه عادة ثلاثة أطباء وثلاثة منجمين، سُمح لهم بالجلوس بجانبه في مناسبات مختلفة. كان كبير الأطباء (حكيم باشي) عضوًا مرموقًا في البلاط الملكي، وأعطي المنجم الأكثر احترامًا في البلاط لقب منجم باشي (رئيس المنجمين). خلال القرن الأول من الأسرة الحاكمة، ظلت لغة البلاط الرئيسية هي الآذرية، على الرغم من أن هذا تغير بشكل متزايد بعد انتقال العاصمة إلى أصفهان. يضيف ديفيد بلو؛ يبدو أن معظم، إن لم يكن كل، عظماء التركمان في المحكمة تحدثوا أيضًا الفارسية، وهي لغة الإدارة والثقافة، وكذلك لغة غالبية السكان. ولكن يبدو أن العكس لم يكن صحيح. عندما أجرى عباس محادثة حية باللغة التركية مع المسافر الإيطالي بيترو ديلا فالي، أمام حاشيته، كان عليه أن يترجم المحادثة بعد ذلك إلى الفارسية من أجل معظم الحاضرين. أخيرًا، بسبب عدد كبير من الجورجيين والشركس والأرمن في البلاط الصفوي، تم التحدث باللغات الجورجية والشركسية والأرمنية، لأن هذه كانت لغاتهم الأم. كان عباس نفسه قادرًا على التحدث بالجورجية أيضًا. الثقافة الفن أدرك عباس الأول الفائدة التجارية للترويج للفنون، إذ إن المنتجات الحرفية وفرت الكثير من تجارة إيران الخارجية. في هذه الفترة، تطورت الحرف اليدوية مثل صناعة البلاط والفخار والمنسوجات وأُحرز تقدم كبير في الرسم المصغر وتجليد الكتب والديكور والخط. في القرن السادس عشر، تطور نسج السجاد من حرفة البدو والفلاحين إلى صناعة جيدة التنفيذ مع التخصص في التصميم والتصنيع. كانت تبريز مركز هذه الصناعة. صُنع السجاد الباروكي الأنيق والشهير في إيران خلال القرن السابع عشر. باستخدام الأشكال والمواد التقليدية، قدّم رضا عباسي (1565-1635) مواضيع جديدة للرسم الفارسي - نساء وشباب وعشاق. أثّرت رسوماته وأسلوبه الخطي على الفنانين الإيرانيين في معظم الفترة الصفوية، والتي أصبحت تُعرف باسم مدرسة أصفهان. أدى الاتصال المتزايد بالثقافات البعيدة في القرن السابع عشر، وخاصة أوروبا، إلى تعزيز الإلهام للفنانين الإيرانيين. الطب كانت مكانة الأطباء خلال العهد الصفوي عالية كما كانت دائمًا. في حين لم يمنح الإغريق والرومان مكانة اجتماعية عالية لأطبائهم، كان الإيرانيون منذ العصور القديمة يكرمون الأطباء، الذين غالبًا ما كانوا يُعيّنون مستشارين للشاه. لم يتغير هذا مع الفتح العربي لإيران، وكان الفرس في المقام الأول هم من أخذوا عليهم أعمال الفلسفة والمنطق والطب والرياضيات وعلم الفلك والتنجيم والموسيقى والكيمياء. بحلول القرن السادس عشر، كانت العلوم الإسلامية، التي تعني إلى حد كبير العلوم الفارسية، ترتكز على أمجادها. ظلت أعمال الرازي (865-92) (المعروفة لدى الغرب باسم رايز) تُستخدم في الجامعات الأوروبية ككتب مدرسية معيارية في الكيمياء والصيدلة وطب الأطفال. وبقي كتاب القانون في الطب لابن سينا (سي 980-1037) يعتبر أحد الكتب المدرسية الأساسية في الطب في معظم أنحاء العالم المتحضر. على هذا النحو، لم يتغير وضع الطب في الفترة الصفوية كثيرًا، واعتمد على هذه الأعمال بقدر ما كان من قبل. لغات البلاط والجيش والإدارة والثقافة كان الصفويون يتحدثون الأذربيجانية على الرغم من أنهم استخدموا الفارسية كلغة ثانية. كانت اللغة الأذربيجانية المستخدمة بشكل رئيسي من قبل المحكمة الصفوية والمؤسسة العسكرية. لكن اللغة الرسمية للإمبراطورية وكذلك اللغة الإدارية ولغة المراسلات والأدب والتأريخ كانت الفارسية. كانت النقوش على العملة الصفوية أيضًا بالفارسية. استخدم الصفويون أيضًا اللغة الفارسية كلغة ثقافية وإدارية في جميع أنحاء الإمبراطورية. وفقًا لجون آر بيري:في القرن السادس عشر، غزت عائلة أردبيل التركوفونية الصفوية في آذربيجان، والتي من المحتمل أن تكون من أصل إيراني تركي، إيران وجعلت من اللغة التركية، لغة البلاط والجيش، كلغة عامية رفيعة المستوى ولغة تواصل واسعة الانتشار، ما أثر على التحدث بها. بينما كانت اللغة المكتوبة هي الفارسية، وهي لغة الأدب العالي والإدارة المدنية، إلا أنها ظلت عمليًا غير متأثرة بالمكانة والمحتوى. انظر أيضًا تحويل الصفويين لإيران من المذهب السني إلى الشيعي قائمة السلالات الحاكمة الإسلامية الشيعية الحروب العثمانية الصفوية المراجع أنظمة ملكية في فارس وإيران الحقبة الحديثة المبكرة لإيران الحقبة الحديثة المبكرة لجورجيا بلدان سابقة في أفغانستان تأسيسات سنة 1501 في آسيا تاريخ أذربيجان الحديث المبكر تاريخ أرمينيا تاريخ العراق تاريخ جورجيا تاريخ داغستان دول إسلامية سابقة دول تركية سابقة دول سابقة في إيران دول سابقة في غرب آسيا دول وأقاليم انحلت في 1736 دول وأقاليم تأسست في 1501
3024
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86
الطاهريون
الطاهريون سلالة عربية من قبيلة خزاعة تولت إمرة ولاية خراسان وشرق تركستان أثناء الدولة العباسية ما بين 205-259 هـ. اتخذوا من نيسابور عاصمة لهم. سنة 205 هـ قام الخليفة العباسي المأمون بتعيين قائده طاهر بن الحسين (205-208هـ) واليا على خراسان. كان المأمون قد فضّله على أخيه (سنة 195هـ) وأخذ له البيعة بولاية العهد قبل ذلك. مع توليه استقل الطاهر بأمر الحكم مع بقائه اسميا تحت سلطة العباسيين. كان أبناؤه لا يزلوا في خدمة الخلافة في بغداد. أصبحت الدولة الطاهرية أكثر استقلالية مع تولّي أبناء الطاهر، طلحة (208-213هـ) ثم عبد الله (213-230هـ) جعل هؤلاء من نيسابور مركزا للثقافة والآداب والعلوم العربية. وقادوا لصالح الخليفة العباسي حملات عسكرية في مصر (الاستيلاء على الإسكندرية : 212هـ). منذ 253هـ أخذ الطاهريون يفقدون السيطرة على مناطقهم لصالح الصفاريين. والذين استطاعوا أخيرا سنة 259هـ أن يُنهوا حكمهم. صعود الطاهريين بزغ نجم الطاهريين في عهد الخليفة العباسي المأمون، إذ وقف طاهر بن الحسين بجانب المأمون في صراعه مع الأمين وهزم جيوشه في خراسان وبغداد حتى قُتِل الأمين على يديه عام 814م، فعهد إليه المأمون بولاية خراسان وبلاد ما وراء النهر، مسقط رأسه، ولاحقاً أسند إليه مهام الشرطة في بغداد. خلف طاهر بعد وفاته ابنه طلحة وقد استمر في تحالفه مع المأمون، وكان ابن طاهر الثاني عبد الله قد عُهد إليه من قِبَل الخليفة بولاية مصر والجزيرة العربية، حتى توفي طلحة عام 828م وخلفه عبد الله. الطاهريون في أوجهم في عهد عبد الله شهدت ولاية خراسان ازدهاراً في الزراعة إذ أشرف عبد الله على شق قنوات الري التي ساد الصراع عليها في مدن خراسان. كما توطدت شعبيته في المشرق الإسلامي وكان على دراية كبيرة بأمور الخلافة العباسية نظراً لتمركزه في الشرق وعمله كوالٍ في الغرب في عهد المأمون. عُرِف إن عبد الله عدله بين الناس ورفعه جميع أشكال الظلم عن الضعفاء والفقراء، وكانت السلالة الطاهرية قد اتسعت لتشمل بلاد السند وأغلب المدن الواقعة في فارس. بعد وفاته عام 844م خلفه ابنه طاهر الثاني وسار على دربه مدة 18 عاماً حتى توفي وخلفه ابنه محمد. تدهور الحكم الطاهري في عهد محمد بن طاهر تدهورت أوضاع الطاهريين إذ كان ضعيف الرأي وقليل الخبرة عكس أسلافه وأخذته الملذات فشُغِل بالشرب والطرب والرقص وأخذت المدن تضيع من تحت سلطته الواحدة تلو الأخرى حتى انتهى سلطان الطاهريين عام 872م حين استولى الصفّاريون على عاصمتهم نيسابور. قائمة الأمراء المصادر Islam: Kunst und Architektur الطاهريون عبد الحميد حمودة. تاريخ الدول الإسلامية المستقلة في المشرق. الدار الثقافية للنشر بالقاهرة 2010م انحلالات عقد 870 تأسيسات سنة 821 دول إسلامية سابقة دول وأقاليم انحلت في عقد 870 دول وأقاليم أسست في عقد 820 طاهريون فارس الوسيطة
3025
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86
صفاريون
الدولة الصفارية سلالة أصلها من حضارة الساس وهي حضارة قديمة حكمت في موطنهم في بلاد ساستان قرب مدينة بست شمال شرق سیستان وفارس، وأفغانستان وأجزاء من ما وراء النهر سنوات 861/67-903 م. ويعود اصل الصفاريين إلى الفرس وجعلوا اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية لدولتهم وكان يعقوب مؤسس الدولة في بدايته صانعًا الصُفر أو النحاس. المقر مرو. حياته تنتسب الأسرة إلى يعقوب بن الليث الصفار (نسبة إلى حرفته: صناعة الصُفر أو النحاس). تقول الروايات أنه ينحدر من جبال الساس شرق فارس، وكان لديه ثلاثة إخوة (عمرو، طاهر، علي) فانضموا إلى خالهم (كثير بن دقاق) وكوّنوا عصابة لقطع الطريق ولكن لم يكونوا قطاع طريق بالمعنى المعروف للسرقة ولكن للاعتراض على أحوال مجتمعهم. استطاع يعقوب بن الليث أن ينضم إلى (طوائف المطوعة) بقيادة (صالح بن النضير الكناني) وخاضوا حروباً ضارية مع خوراج سجستان واضطر واليها (إبراهيم بن الحسين) للهروب وليصبح بذلك (درهم بن الحسين) والي سجستان وولّى يعقوب بن الليث الصفاري على ولاية (بست) فذاع صيته والتفَّ حوله الناس حتى أن أهل خراسان أرسلوا يستنجدون به في عهد الدولة الطاهرية فرفع عنهم الضرر ونجح في كسب الأهالي وجاءت الفرصة أمام يعقوب بن الليث حينما تنازل (درهم بن الحسين) عن ولايته سجستان. سياسته الداخلية أجمعت المصادر على أنه كان رجلاً عاقلاً حازماً وأظهر حرصه على تدعيم ملكه حيث اهتم بتدبير أمور مملكته وتحصينها وعمارة أرضه فكثرت أمواله وعمرت خزائنه بعد ذلك أن يُنشئ ثم يقود وحدات عسكرية كبيرة ثم أعلن نفسه حاكما على سجستان (بلوشستان). سنة 867 م ضم إليه المناطق التي حكمها الطاهريون (منذ 868 م: هراة، فارس، شيراز، بلخ ثم طخرستان). انتهى الأمر بأن قام بإجلائهم عن خراسان (سنة 873 م) و أفغانستان. عينه الخليفة سنة 871 م واليا على المناطق الشرقية. أعد سنة 876 م حملة على بغداد. استطاع أخوه عمرو (878-900 م) أن يحتفظ بالمناطق التي استولى عليها يعقوب ثم كان أن اعترف به الخليفة هو أيضا واليا على ما وراء النهر. إلأ أنه هزم على يد السامانيين فيما بعد (سنة 900م) ثم أسر. أراد حفيده الطاهر (900-903م) أن يستعيد أملاك أجداده، فجهز حملة من قاعدته في سستان، ثم فشل في النهاية. حكم خليفته كوالٍ على سستان (ومقره في نمروز) ثم وضع نفسه تحت سلطة السلاجقة منذ 1068م حتى سنة 1383م، بعد قيام تيمورلنك بالقضاء على هذا الفرع نهائيا. قائمة الأمراء العهد الأول فقط. المصادر Islam: Kunst und Architektur الصفاريون أنظمة ملكية سابقة في آسيا انحلالات سنة 1003 في آسيا تأسيسات سنة 861 تأسيسات سنة 867 تاريخ أفغانستان تاريخ أوزبكستان تاريخ إيران تاريخ باكستان تاريخ تركمانستان تاريخ ولاية نيمروز دول سابقة في العالم الإسلامي دول وأقاليم أسست في عقد 860 فارس الوسيطة كيانات سياسية سابقة في أفغانستان
3026
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86
زياريون
الزِّيَّارِيُّوْنَ أو آلَ زِيَارٍ أو دَوْلَةُ بَنِي زِيَارٍ هُم سُلَالَةٌ إِيْرَانِيَّةٌ حَاكِمَةٌ مِنْ عَائِلَتَي جيلاك-ديلم اِسْتَوْطَنُوا الأراضي الجنوبية الشرقية لبحر قزوين. كان الأُمَرَاءُ الزَّيارِيونَ أُمراءَ هيركانيا وطبرستان في القرنين الرابع والخامس من الهجرة، وكانت قوميس وديلم وغيلان أيضًا تحت حُكمهم في بعض الفترات. تأسست دولة بني زيار عام 319 هـ وأصبحت إحدى حُكُومَاتِ الدِّيَالِمَةِ التي استطاعت أَنْ تحكم أجزاء من الدولة العباسية خلال الفترة الإيرانية الوسطى. بمرور الوقت، تناقصت أراضي الزياريين وأصبحوا حكومة دمية. المعلومات عن آخر أمراءِهِم محدودة، لكنهم احتفظوا بجزء من أراضيهم الموروثة حتى عام 486 هـ. كان نسل زيار، سلف العائلة، من داخل في غيلان. مرداويج هو مؤسس هذه السلالة، الذي كان في خدمة الجيش مع علويو مزندران وأسفر بن شروية قبل توليه السلطة. كان هدف مرداويج هو إحياء الإمبراطورية الساسانية والإطاحة بسلطة الدولة العباسية. في هجومه على جبل وأصفهان وخوزستان، تمكن من احتلال أجزاء كثيرة من الأراضي الإسلامية، لكنه فشل في النهاية في تحقيق أهدافه وقتل على يد طاقمه. بعد وفاة مردويج، أقسمت حاشيته الولاء لأخيه وشمكير. في بداية وصول وشمكير إلى الإمارة، واجه الحملات السامانية والبويهية، واستمرت هذه الحروب طوال فترة حكمه. عانى وشمكير من هزيمة قاسية في معركة إسحاق آباد وخسر العديد من مناطق أراضيه، ومنذ ذلك الحين اقتصر الحكم الزياري على هيركانيا وطبرستان والمناطق المحيطة بها. منذ ذلك الحين، أصبح الزياريون، على الرغم من أنهم ما زالوا مستقلين رسميًا، خاضعين للحكومات المجاورة. أقام بيستون علاقات وثيقة مع البويهيين والخليفة، مما أدى إلى إحلال السلام في منطقته، وبعده، أصبح هذا النمط هو الأسلوب السائد في السلوك السياسي للزياريين. قطع قابوس بن وشمكير التحالف مع البويهيين واتحد مع الأمراء السامانيين، وكانت هناك معارك كثيرة بين هاتين الجبهتين؛ حتى هُزم قابوس ولجأ إلى البلاط الساماني وبقي بعيدًا عن الحكومة ثمانية عشر عامًا. في عام 388 هـ، تمكن قابوس من استعادة أرضه السابقة وإكمال إحدى فترات الزياريين الأكثر إشراقًا. بعده، أصبح الأمراء الزياريون تحت حماية الغنزويين. خلال فترة مانوشهر، دخلت سلالة الزياري في انحدارها وأصبحت تعتمد على السلاطين الغنزويين الذين كانوا يتمتعون بسلطة أكبر في خراسان. وبهذه الطريقة خلال هذه الفترة، تحول الزياريون من حكومة مستقلة إلى سلطة خاضعة للسيطرة. تتوفر معلومات قليلة عن فترات حكم الأمراء القادمين زياري وأنوشيرفان ودارا وكيكافوس وجيلانشاه. في عام 433 هـ، أنهى طغرل بك الحكم الزياري على طبرستان وهيركانيا، وفي النهاية دُمِّرَتْ بقايا هذه العائلة على يد الدولة الإسماعيلية النزارية. في بداية عملهم، اعتمادًا على قوتهم العسكرية، احتل الزياريون جزءًا كبيرًا من المناطق الواقعة تحت الخلافة العباسية، ولكن مع وفاة مؤسس هذه السلالة، مرداويج؛ سرعان ما تراجعت قوتهم وأصبحت دويلة حاجزة في جبال ألبرز بين السامانيين والبويهيين، التي كانت مكان الصراع بين الحكومتين في ولايتيهم خراسان والجبال لسنوات عديدة، وكان الأمراء الزياريون يعتمدون على إحدى هاتين المنطقتين. أعلن جميع حكام زيار الطاعة وقبلوا الطقوس من الخليفة لتأكيد حقهم في حكم الخلافة. فقدت مثالية زياري لإعادة إعمار إيرانشهر، وتوسع الزيدية ومعارضة هذه السلالة لنظام الخلافة، تلاشت بسرعة كبيرة؛ مع ذلك، لم ينس أمراء الزيار الانتباه إلى الأدب والثقافة الفارسية والطبارية، ونشأ العديد من الكُتَّاب والعُلماء في بِلاطِهم، فعندما حل الغزنويون محل السامانيين في خراسان تقرب الأمراء الزياريون من هذه العائلة؛ فأولًا أصبحوا معتمدين على النظام الملكي الغزنوي من خلال الزواج السياسي، ثم أصبحوا وكلاء لهم، بالتالي انحدار الحكومة الغزنوية، كما فقدت الإمارة الزيارية هيمنتها، واستقرت الدَّولة في أيامها الأخيرة في بعض القلاع الموجودة في ألبرز فقط. كتب الأُمراء الزياريون العديد من الأعمال باللغات الطبارية والعربية والفارسية، وأشهرها قابوس نامه لكيكاوس. المصادر قُسِّمَتِ المصادر الأولية للزياريين إلى ثلاثة أجزاء: مصادر موضوعية، تاريخ محلي ومصادر عامة: المصادر الأولية مروج الذهب المشورة المصادر الفارسية الثانوية المصادر التاريخية الثانوية الكامل في التاريخ العبر وديوان المبتدأ والخبر حبيب السير المراجع فهرست المراجع بِاللُغتين العربيَّة والفارسيَّة بِلُغاتٍ أوروپيَّة ثبت المراجع (مُرتَّبة حسب تاريخ النشر) كُتُب ودوريَّات باللُّغة العربيَّة: كُتُب ودوريَّات باللُّغة الفارسيَّة: بِلُغَاتِ أُوْرُوْبِّيَّةٍ: انحلالات سنة 1090 في آسيا تأسيسات سنة 930 تاريخ الطالشية دول سابقة في الشرق الأوسط دول وأقاليم أسست في عقد 930 طبرستان
3031
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B4%D9%86%20%D8%B4%D9%88%D9%8A%20%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86
تشن شوي بيان
تشن شوي بيان (陳水扁 Tân Chúi-píⁿ بالصينية) الرئيس السابق لتايوان (جمهورية الصين). ولد في 12 أكتوبر 1950. أنتُخب رئيسا للصين الوطنية منذ 20 ايار 2000 حتى أيار 2008. ترأس الحزب الديموقراطي التقدمي، الذي يدعو لاستقلال تايوان عن الصين، حتى قبيل انتهاء فترة رئاسته الأخيرة. دخل تشين عالم السياسة في عام 1980م أثناء حادثة كاوشينغ بصفته عضور في حركة تانجواي، وأنتُخب في مجلس مدينة تايبية في عام 1981م. وسُجن في عام 1985م بتهمة التشهير كمحرر في المجلة الأسبوعية المؤيدة للديمقراطية «نيو فورموزا»، بعد نشره لمقال ينتقد فيه إلمر فونج أستاذ الفلسفة بالكلية والذي انتخب لاحقاً مشرعاً في حزب الكومينتانغ. وبعد إطلاق سراحه، ساعد تشين في تأسيس الحزب الديمقراطي التقدمي في عام 1986م وانتخب عضوا تشريعيا في عام 1989م، وعمدةً لتايبيه في عام 1994م.   فاز تشين في الانتخابات الرئاسية في 18مارس 2000م بنسبة 39% من الأصوات نتيجة لانقسام الفصائل داخل حزب الكومينتانغ، واجهت تشين تحديات كبرى  حيث انخفضت شعبيته على الرغم من حصوله على مراتب عليا خلال الأسابيع القليلة الأولى من ولايته وذلك يعود بسبب الفساد المزعوم داخل إدارته وعدم تمرير تشريع ضد حزب الكومينتانغ المعارض، والذي سيطر على اليوان التشريعي.  وفي عام 2004 م فاز بإعادة انتخابه بهامش ضيق بعد نجاته من حادثة إطلاق نار أثناء حملته الإنتخابية في اليوم السابق للانتخابات. في عام 2009م أدين تشين وزوجته بتهمتي رشوة، وحكم على تشين بالسجن لمدة 19 عاماً في سجن تايبيه، ولكن تم الإفراج المشروط الطبي عنه في 5 يناير 2015م. منذ ذلك الحين تم منعه من التحدث للجماهير تحت ذريعة «الخضوع للعلاج الطبي». لقد زعم أنصار تشين أن كل ما جرى لتشين من محاكمات كانت بدوافع سياسية تكمن أسبابها من قبل كيد حزب الكومينتانغ لسنوات قضاها في السلطة. حياته الأولى ولد تشين لعائلة فقيرة تعمل في الزراعة في بلدة جوانتين في مقاطعة تاينان في عام 1950م. تلقى تشين تعليمه في لغة الماندرين الصينية، والتي حلت محل اللغة اليابانية كلغة وطنية بعد نهاية الإدارة اليابانية لتايوان. تخرج مع مرتبة الشرف من المدرسة الثانوية الوطنية العليا في تاينان. وفي يونيو 1969م، تم قبوله في جامعة تايوان الوطنية. في البداية تخصص في إدارة الأعمال، ثم تحول إلى دراسة القانون في سنته الأولى، وأصبح محرراً لمراجعة ما يتعلق بتخصص القانون في الكلية. اجتاز امتحانات المحاماة قبل إتمام سنته الأخيرة بأعلى الدرجات، ليصبح أصغر محام في تايوان، وكان تخرجه في عام 1974 بدرجة ليسانس الحقوق في القانون التجاري. في عام 1975م تزوج من وو شو تشن ابنة طبيب. أصبح للزوجين ابنة اسمها تشين هسينج يو وهي طبيبة أسنان وابن اسمه تشين تشونج حصل على شهادة القانون من تايوان، وحصل على درجة الماجستير في القانون من جامعة كاليفورنيا في عام 2005م. من عام 1976 إلى عام 1989م كان تشين شريكا في فورموزا للقانون البحري والتجاري الدولي، وتخصص في التأمين التجاري، وشغل محفظة شركة افير قرين كوربورايشن. روابط خارجية مراجع أشخاص أدينوا بالرشوة أشخاص على قيد الحياة أعضاء الكومينتانغ احتجاجات بالإضراب عن الطعام تايوانيون من أصل هوكلوي خريجو جامعة تايوان الوطنية رؤساء حكومات سجنوا لاحقا رؤساء تايوان على تايوان رؤساء جمهورية الصين سجناء حكم عليهم بالحبس المؤبد سجناء حكم عليهم بالحبس المؤبد من قبل تايوان سياسيون تايوانيون أدينوا بالرشوة سياسيون تايوانيون أدينوا بجرائم سياسيون تايوانيون أدينوا بفساد سياسيون تايوانيون في القرن 20 سياسيون تايوانيون في القرن 21 سياسيون من جمهورية الصين في تايوان من تاينان عمدات تايبيه قادة دول كتاب تايوانيون كتاب تايوانيون في القرن 21 كتاب مذكرات تايوانيون كتاب مذكرات في القرن 21 محامون تايوانيون محررو صحف آسيويين مسجونون تايوانيون حكم عليهم سجن مؤبد مواليد 1950 ناجون من إطلاق النار قرينات سياسيون تايوانيون محامون تايوانيون في القرن 20
3033
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9%20%D9%88%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9
طائرة ورقية
الطائرة الورقية هي لعبة للأطفال والكبار تصنع من الخشب والخيوط. بعد تدخّل الحاسوب ببرامجه ذات الأبعاد الثلاثة واستخدام أنفاق الهواء التي تستخدم في اختبار انسيابية الطائرات أو سيارات الفورمولا 1، خرجت هذه الهواية من دائرة الأطفال إلى دائرة المحترفين. وتعتمد فكرة الطائرة الورقية على جسم انسيابي خفيف الوزن مربوط بخيط أو عدّة خيوط ليطير ضد اتجاه الريح. الانتشار وتنتشر هواية الطائرات الورقية في الهند واليابان والصين حيث يعتقد ان الطائرات الورقية نشأت هناك. وكانت الطائرات الورقية تُصنع من الورق (ولا زالت) إلا أن النايلون الخفيف والمتين في نفس الوقت هو المادة المفضلة لصنع الطائرات. تكاد تكون هواية الطائرات الورقية في العالم العربي شبه معدومة باستثناء الاحتفال السنوي للطائرات الورقية في شهر يوليو من كل عام في لبنان. خيطان هناك نوع من الطائرات الورقية التي يتم التحكم في طيرانها عن طريق خيطين مربوطين في الطائرة. ويتم ربط أحد الخيوط في الجهة اليمنى من الطائرة والخيط الثاني في الجهة اليسرى. ويتم توجيه الطائرة عند تحليقها عن طريق شد أحد الخيوط. فإذا أردنا للطائرة ان تجنح لجهة اليمين، نشد الخيط الأيمن واذا اردناها ان تميل إلى جهة اليسار، نقوم على شد الخيط الأيسر. ومما لاشك فيه ان المهارة المطلوبة للتحكم بهذه الطائرة يقتصر على الكبار ناهيك عن قوة الجذب الذي يمكن ان تحدثه هذه الطائرة ان كانت من الحجم الكبير (8 اقدام من طرف الجناح الأيمن إلى طرف الجناح الأيسر). الطائرات الورقية عند العرب قديمًا لقد استخدمت الطائرات الورقية قديما من بعض الناس كمسيلمة الكذاب الذي تميز بحيلتين هما إدخال البيض في القارورة وصناعة الطائرة الورقية التي كانت تسمى «راية الشادن» فقد ورد في كتاب الحيوان للجاحظ في باب «القول فيما اشتقّ له من البيض اسم» التالي . ولقد احتال مسيلمة على الأعراب بزعم أن هذه الطائرات هي الملائكة فقال لهم في ليلة منكرة الرياح مظلمة . معرض صور مراجع طائرات ورقية أشكال الطائرات ألعاب تقليدية اختراعات إندونيسية اختراعات صينية
3044
https://ar.wikipedia.org/wiki/11%20%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
11 ديسمبر
11 ديسمبر أو 11 كانون الأوَّل أو يوم 11\12 (اليوم الحادي عشر من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الخامس والأربعين بعد الثلاثمائة (345) من السنة، أو السادس والأربعين بعد الثلاثمائة (346) في السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 20 يومًا على انتهاء السنة. أحداث 1792 - بدء محاكمة لويس السادس عشر ملك فرنسا بتهمة الخيانة من قبل المؤتمر الوطني في الثورة الفرنسية. 1917 - الفريق أول إدموند اللنبي يدخل بلدة القدس القديمة حافيَ القدمين قائلاً جملته الشهيرة: "الآن انتهتِ الحروب الصليبية". 1936 - ملك المملكة المتحدة إدوارد الثامن يتنازل عن العرش ليتزوج من الأمريكية واليس سمبسون. 1941 - ألمانيا وإيطاليا تعلنان الحرب على الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. 1947 - إنشاء منظمة اليونسيف العالمية لرعاية الأطفال. 1948 - الحكومة الإسرائيلية تقرر اعتبار القدس الغربية عاصمة لإسرائيل. صدور «قرار مجلس الأمن رقم 194» والقاضي بتدويل مدينة القدس، وإنشاء لجنة التوفيق الدولية للفلسطينيين. 1957 - صدور قرار من الأمم المتحدة ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها. 1960 - مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي. 1964 - تشي جيفارا يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 1967 - جورج حبش يعلن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. 1972 - هبوط رواد المركبة أبولو 17 على سطح القمر. 1974 - لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة تحيل قضية الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية. 1981 - الجمعية العامة للأمم المتحدة تختار الدبلوماسي البيروفي خافيير بيريز دي كويلار أمينًا عامًا للأمم المتحدة، على أن يتسلم مهامه في 1 يناير 1982. الملاكم العالمي محمد علي كلاي يلعب آخر مبارياته ثم يعتزل الملاكمة. 1994 - رئيس روسيا بوريس يلتسن يصدر أوامره للقوات الروسية بالتوجه نحو الشيشان فيما عرف بالحرب الشيشانية الأولى. 1997 - فتح باب التوقيع على اتفاقية كيوتو. 2003 - انفجار طرد بريدي مرسل لرئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية «أحمد الجار الله»، وأدى الإنفجار إلى إصابة مدير مكتبه بجروح طفيفة. 2007 - تفجير سيارتين مفخختين في الجزائر، الأولى قرب المحكمة الدستورية العليا والثانية استهدفت مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في الجزائر العاصمة، وأدى الانفجاران إلى مقتل ما لا يقل عن 62 شخص وجرح العشرات إضافة إلى أضرار مادية. 2011 - المجلس الاستشاري المصري ينتخب في أولى جلساته منصور حسن رئيسًا له، وأبو العلا ماضي وسامح عاشور نائبين له، ومحمد نور فرحات أمينًا عامًا للمجلس. 2013 - اختيار البابا فرنسيس «شخصية العام» لسنة 2013 من قبل مجلة التايم الأمريكية. وقوع مجزرة في مدينة عدرا العمالية بريف دمشق، ذهب ضحيتها 32 مدنياً على أيدي قوات المعارضة السورية، وذلك بعد اقتحامها من قبل مقاتلي جيش الإسلام وجبهة النصرة. تم اختطاف العشرات ونقلهم إلى مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة. 2015 - رئيس غامبيا يحيى جامع يُعلن تحويل بلاده إلى جُمهوريَّة إسلاميَّة في خُطوةٍ اعتبرها تخليصًا لِغامبيا من ماضيها الاستعماري. 2016 - مقتل 25 شخصاً وإصابة 49 آخرين جراء تفجير الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية في القاهرة. 2017 - 25 حريقًا ضخمًا في غابات جنوب كاليفورنيا تأتي على 1,201.92 كلم2 من الأحراج وتُجبر حوالي 212,000 نسمة على النُزُوح من منازلهم، وتتسبب بِأضرارٍ تُقدَّر قيمتها بحوالي 3.138 مليار دولار. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن من قاعدة حميميم، بدء سحب قوات بلاده بشكل جزئي من سوريا. 2018 - إطلاق نار في سوق بمدينة ستراسبورغ الفرنسية يؤدي لمقتل 3 وإصابة 12. 2019 - أرامكو السعودية تُصبح أغلى شركة في العالم، بقيمة تجاوزت 1.88 تريليون دولار، وذلك في اليوم الأول لتداول أسهمها في السوق المالية السعودية، وتدفع بالأخير ليصير التاسع بين الأسواق المالية العالمية. مواليد 1475 - البابا ليون العاشر، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1781 - ديفيد بروستر، عالم فيزياء اسكتلندي. 1801 - كريستيان ديتريش جرابه، كاتب ألماني. 1803 - شهاب الدين محمود الآلوسي، مفسر ومحدث وفقيه وأديب وشاعر عراقي. هيكتور بيرليوز، موسيقي فرنسي. 1810 - ألفرد دي موسيه، شاعر فرنسي. 1843 - روبرت كوخ، طبيب وعالم بكتيريا ألماني حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1905. 1882 - ماكس بورن، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1954. 1908 - آمون غوث، عسكري ألماني نازي ومدير معتقل «بلاسوف» للإبادة الجماعية. 1911 - نجيب محفوظ، أديب وروائي مصري حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988. 1912 - عادل تقي الدين، محامي وقاضي لبناني. 1918 - ألكسندر سولجنيتسين، أديب روسي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1970. 1919 - عبد الحكيم عامر، نائب القائد العام للقوات المسلحة المصرية. 1925 - بول غرينغارد، طبيب أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2000. 1943 - جون كيري، سياسي أمريكي. 1953 - رندة الشهال، مخرجة لبنانية. 1954 - جيرماين جاكسون، مغني أمريكي. 1960 - لوسي، ممثلة وراقصة شرقية مصرية. 1965 - فراس إبراهيم، ممثل سوري. 1972 - سامي الجابر، لاعب كرة قدم سعودي. 1980 - فريال يوسف، ممثلة تونسية. 1981 - خافيير سافيولا، لاعب كرة قدم أرجنتيني. محمد زيدان، لاعب كرة قدم مصري. 1984 - ليتون باينز، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1986 - علي مقصيد، لاعب كرة قدم كويتي. وفيات 1221 - الأفضل شاهنشاه، وزير الخلفاء الفاطميين المستنصر بالله، والمستعلي بالله، والآمر بأحكام الله. 1241 - أوقطاي خان، حاكم إمبراطورية المغول. 1282 - ميخائيل الثامن باليولوج، إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية. 1840 - الإمبراطور كوكاكو، إمبراطور اليابان. 1904 - جواد محي الدين، فقيه مسلم وشاعر عراقي. 1938 - كريستيان لويس لانج، سياسي نرويجي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1921. 1945 - شارل فابري، عالم فيزياء فرنسي. 1945 - هجري دده، شاعر وكاتب عراقي. 1964 - سام كوك، مغن أمريكي. 1968 - آرثر سولزبرجر، ناشر وصحافي أمريكي. 1977 - تقي الدين النبهاني، مؤسس حزب التحرير. 1978 - فنسانت دو فينيو، عالم كيمياء حيوية أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1955. 1983 - نيل ريتشي، عسكري بريطاني. 1988 - محمد خليفة التونسي، كاتب ومترجم مصري. 2005 - سليمان عويس، صحفي وشاعر أردني. 2010 - سهيل السيد أحمد، شاعر أردني. 2011 - أحمد بهجت، كاتب مصري. 2016 - صادق جلال العظم، مفكر وكاتب سوري. 2021 - الشيخ دعيج الخليفة الصباح، شاعر كويتي. أعياد ومناسبات ذكرى تأسيس منظمة اليونسيف. عيد الجمهورية في بوركينا فاسو. يوم رقصة التانجو في الأرجنتين. وصلات خارجية وكالة الأنباء القطريَّة: حدث في مثل هذا اليوم. النيويورك تايمز: حدث في مثل هذا اليوم. BBC: حدث في مثل هذا اليوم. أيام ميلادية ديسمبر
3257
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7
حسن البنا
حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا (14 أكتوبر 1906 - 12 فبراير 1949م) (25 شعبان 1324هـ - 13 ربيع الآخر 1368هـ)، داعية إسلامي مصري وسياسي ومعلم للغة عربية، ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 والمُرشد العام الأول لها ورئيس تحرير أول جريدة أصدرتها الجماعة عام 1933، وصاحب الفكر الرئيسي المؤثر في أفرادها من خلال العديد من الرسائل التي ألفها ويعتبرونه مجدد الإسلام ويلقب بين أنصاره «بالإمام الشهيد». يري حسن البنا أن الإسلام ليس مجرد ديانة بل كذلك أيدولوجية سياسية فهو يشمل كونه دين ودولة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف. اعتبر البنا القرآن والسنة هم الدستور الوحيد المقبول. ودعا إلى أسلمة الدولة والاقتصاد والجيش والمجتمع. وأعلن أن إقامة مجتمع عادل يتطلب تطوير المؤسسات والضرائب التصاعدية، ووضع نظرية مالية إسلامية حيث يتم تخصيص الزكاة للإنفاق الاجتماعي من أجل تقليل عدم المساواة. تضمنت أيديولوجية البنا نقد المادية الغربية والإمبريالية البريطانية وتقليدية العلماء المصريين.  رفض مفهوم الوطنية الحديث والقومية العربية وأعدهم أفكار جاهلية واعتبر جميع المسلمين أعضاء في مجتمع قومي واحد ودعي لتعاون ثقافي واجتماعي واقتصادي بين الشعوب الإسلامية وعقد الأحلاف والمؤتمرات تمهيدًا لإقامة الخلافة الإسلامية من جديد بإعتبارها رمز وحدة المسلمين من كافة الجوانب. نشأ في أسرة متعلمة مهتمة بالإسلام كمنهج حياة حيث كان والده عالماً ومحققاً في علم الحديث، حفظ نصف القرآن الكريم في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية وأكمل حفظه في المرحلة الإعدادية، تأثر بالتصوف عن طريق احتكاكه بالشيخ عبد الوهّاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923 لكنه تركها فيما بعد رفض شيخ الطريقة تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، كما تأثر بعدد من الشيوخ منهم والده الشيخ أحمد البنا الذي كان شيخا في الأزهر وصاحب كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني وقام بتعليمه المذهب الفقهي الحنفي، والشيخ رشيد رضا صاحب مجلة المنار وتعلم منه السلفية، والشيخ محمد زهران - صاحب مجلة الإسعاد، وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها لفترة وجيزة بالمحمودية - ومنهم أيضًا الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن الجواهر. التحق البنا سنة 1923 بكلية دار العلوم بالقاهرة، بعد أن حصل في السنة النهائية من مدرسة المعلمين على المركز الأول فكان ترتيبه الخامس بين جميع طلاب مصر. وعندما دخل دار العلوم وتقدم لامتحانها كان يحفظ ثمانية عشر ألف بيت من الشعر وكثيرًا من النثر. تخرج من دار العلوم عام 1927 وحصل علي الإجازة في اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية. عين مدرساً للغة العربية في مدينة الإسماعيلية في نفس العام ونقل إلى مدينة قنا بقرار إداري عام 1941 ثم ترك مهنة التدريس في عام 1946 ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب. أسس حسن البنا وعمره 21 عامًا جماعة الإخوان المسلمين في 22 مارس عام 1928 كحركة إسلامية دعوية مستنداً إلى آرائه وأطروحاته لفهم الإسلام المعاصر حيث قال:، دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى الإصلاح الأخلاقي التدريجي ولم تكن لديها خطط للاستيلاء على السلطة بالعنف. دعا البنا المسلمين إلى الاستعداد للكفاح المسلح ضد الحكم الاستعماري، وحذر المسلمين من «الاعتقاد السائد» بأن «جهاد القلب» أهم من «جهاد السيف».  سمح بتشكيل جناح عسكري سري داخل جماعة الإخوان المسلمين لإستهداف تمركزات الإنجليز في مصر ومحاربة العصابات الصهيونية في حرب 48، في ظل تشتت الأمة الإسلامية ووقوعها تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي والغزو الفكري الأوروبي العلماني للوطن العربي والعالم الإسلامي أخذ يدعو الناس إلى العودة إلى الإسلام ونشر مبادئ الإسلام في جميع المدن المصرية والريف وقد بلغ عدد المنضمين للإخوان وقتها أكثر من نصف مليون فرد من جميع أطياف المجتمع المصري. له نتاج أدبي ومؤلفات منها رسائل الإمام الشهيد حسن البنا وتعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرُّف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة، ومذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضًا بعنوان مذكرات الدعوة والداعية ولكنها لا تغطِّي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942. وله عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة جميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، أوّل مقال نشره كان سنة 1928 في جريدة الفتح تحت عنوان الدعوة إلى الله وآخر مقال نشره قبل اغتياله كان بين المنعة والمحنة ونشر في كانون أول عام 1948 في جريدة الإخوان اليومية قبيل صدور قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين في نفس الشهر. النشأة المولد والصبا وُلِد البنا في المحمودية من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل في يوم الأحد 25 من شعبان سنة 1324 هـ وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية شمشيرة قرب مدينة رشيد الساحلية. كان جَدُّه عبد الرحمن فلاحًا، ونشأ والده أحمد بعيدا عن العمل بالزراعة، فدرس علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية. والتحق أثناء دراسته بمحلٍّ لإصلاح الساعات في الإسكندرية، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بالساعاتي. أصبح والده من علماء الحديث وله فيه مصنفات عديدة أهمها «ترتيب مسند الإمام أحمد» مع مفتاح له يسهل الوصول إلى أحاديثه، وله أيضاً كتاب بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي وفي كنفه نشأ حسن البَنَّا فتطبع بالكثير من طباعه، كما درس البنا على أبيه العلوم الشرعيَّة، وقد كان والده يدرك الأهميَّة الإيجابيَّة للاختلافات الفقهيَّة بين أصحاب المذاهب المتعددة، فجعل كل واحد من أبناءه يدرس واحدا من المذاهب الفقهيَّة، فكان المذهب الحنفي من نصيب حسن، وكان يعلمه دروس الفقه في المنزل، وكان يحثُّه على حفظ المتون في فروع العلوم الشرعيَّة، ويشجعه على القراءة واقتناء الكتب، وبالإضافة إلى هذا فقد علَّمه صنعة الساعات، وحرفة تجليد الكتب. اشترك حسن البنا منذ وقت مبكر من عمره في بعض الجمعيات الدينية، وانضم لطريقة صوفية تُعرف بالطريقة الحصافية حيث كانت تنتشر الطرق الصوفية في مصر، حتى صار سكرتيراً للجمعية الحصافية للبر وهو في الثالثة عشرة من عمره. تميز حسن البنا بفهم واسع، وذكاء متقد، وذاكرة قوية، وكان حريصًا على الصلاة وأدائها في المسجد، مداومًا على تلاوة القرآن الكريم، يهتم بأداء الشعائر الدينية ويدعو زملاءه إليها، يُجيد فنَّ الحوار والإقناع، ويتميز بالشجاعة الأدبية واللباقة في الأسلوب، والأهم كانت لديه فكرة لتغيير النظم بما يتوافق مع رؤيته للإسلام. التعليم دخل حسن البنا الكتاب في الثامنة من عمره، وبدأ تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتَّاب حتى إن أباه أرسله إلى كتّاب في بلدة مجاورة، وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة فحفظ نصف القرآن الكريم، كما تعلم القراءة والكتابة على يد معلمه الشيخ محمد زهران المحمودي صاحب كتّاب مدرسة الرشاد الدينيَّة وتأثر به، وكان دائم التبرُّم من نظام الكُتّاب ولم يُطِق أن يستمر فيه فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفِّظه القرآن ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهّد له حَسَن بأن يُتِمَّ حفظ القرآن في منزله. كون مع زملائه الذين كانوا يشتركون معه في الصلاة جمعية سماها «جمعية محاربة المنكرات»، فكانوا يرسلون خطابات للمخطئين لنصحهم وإرشادهم حتى يعودوا إلى الطريق الصحيح. وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وهو في الرابعة عشرة من عمره، واصل البنا دعوته إلى التمسك بالإسلام فكان يوضح لزملائه في المدرسة فضل الصلاة المفروضة وأدار حلقة لقراءة القرآن الكريم قبل دخول التلاميذ لفصولهم ولم يمنعه ذلك من الاهتمام بدروسه بل كان متفوقًاً في دراسته. ثم التحق البنا سنة 1923 وهو في السادسة عشرة من عمره بكلية دار العلوم بالقاهرة، بعد أن حصل في السنة النهائية من مدرسة المعلمين على المركز الأول فكان ترتيبه الخامس بين جميع طلاب مصر. وعندما دخل دار العلوم وتقدم لامتحانها كان يحفظ ثمانية عشر ألف بيت من الشعر وكثيرًا من النثر. أعجب البنا بالدراسة في دار العلوم وأساتذتها وأخذ يذاكر بجد ونشاط ويجتهد في دراسته فكان الأول فيها. وتلقى دروس علم الحياة ونظم الحكومات والاقتصاد السياسي إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة وفي الجغرافيا والتاريخ. حتى تخرَّج منها سنة 1927. وفي هذه الفترة اتصل البنا بالشيخ محب الدين الخطيب ورشيد رضا، جمع البنا مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة إضافةً إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف ومجلة الفتح ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ابنه سيف الإسلام. العمل عُين البنا مدرساً للغة العربية بإحدى المدارس الابتدائية بالإسماعيلية، ومنها إنطلق بدعوة الإخوان المسلمين، ثم عاد البنا في عام 1932 إلى القاهرة مرة أخرى ليزاول عمله مدرسا بمدرسة عباس بالسبتية، وأخذ يؤسس لجماعته تأسيساً واسع النطاق وينتقل بها من مرحلة إلى مرحلة. أمضى البَنّا ما يقرب تسعة عشر عامًا مُدرِّسًا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة 1946. كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة الإخوان المسلمون اليومية، ثم أصدر مجلة الشهاب الشهرية ابتداءً من سنة 1947؛ لتكون مصدرًا مستقلاًّ لرزقه ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 من ديسمبر 1948. مساهمة البنا في العمل الدعوي عندما تألفت جمعية الأخلاق الأدبية وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية، ثم أنشأوا جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم سموها جمعية منع المحرمات، ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور. فأنشأ الجمعية الحصافية الخيرية التي زاولت عملها في حقلين أساسيين هما: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة. والثاني: مقاومة الإرساليات التبشيرية. بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين انتقل إلى القاهرة وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا فاشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية. ويبدو أن فكرة تكوين جماعة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ما تبلورت وهو طالب بدار العلوم، فقد كتب موضوعًا إنشائيًا كان عنوانه ما هي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج؟ فقال فيه: تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بعد إلغاء الخلافة الإسلامية سنة 1924 أصبح الدين من وجهة نظر البعض علامة على الجهل والتأخر والبعد عن الحضارة، وخلع الكثير من نساء مصر الحجاب، فعمل حسن البنا على تكوين جماعة من الدعاة المتحمسين من طلبة دار العلوم والأزهر، وخرجوا إلى الناس في المساجد والمقاهي يخاطبونهم بأسلوب بسيط، ويرشدونهم إلى التمسك بدينهم واتباع سنة الرسول، حتى عندما تم تعيينه مدرساً عام 1927 بمدارس الإسماعيلية للبنين، لم يتوقف عن دعوته، واختار أن يتوجه بالدعوة للناس في المقاهي التي تزدحم بهم فكان يصور لهم الحياة الإسلامية على أنَّها بناء يقوم على أربعة أعمدة؛ الحكومة، والأمة، والأسرة، والفرد. تأثر بدعوته الكثيرون، فأسس البنا جمعية الإخوان المسلمون في الإسماعيلية، ثم تم نقله ليعمل مدرساً في القاهرة، وأخذ يدعو المسلمين إلى العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، حتى عظم أمر الإخوان المسلمين وبلغ عددهم في ذلك الوقت أكثر من نصف مليون فرد. سبب التأسيس والنواة تأسست جماعة الإخوان في مارس - آذار سنة 1928، حيث زار حسن البنا في منزله، حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي، الذين تأثّروا من محاضراته، وقالوا له - كما يروي البنا في مذكراته -: وافق البنا، وكانت البيعة، فتم تأسيس مدرسة التهذيب لحفظ القرآن وشرح السور، وحفظ وشرح الأحاديث النبوية وآداب الإسلام، فصارت المدرسة مقراً للإخوان، وخرّجت الدفعة الأولى من الإخوان وكان عددهم أكثر من سبعين، بدأ عمل الإخوان ينتشر في نواحي حياتية واسعة مثل بناء المساجد ونشر العلم ومساعدة المحتاجين، وجاء في خطبة البنا الأولى في مسجد الإخوان: ما أوجد للبنا ولأصحابه أعداءا حاولوا دسّ الدسائس بواسطة تقديم عرائض إلى رئيس الحكومة آنذاك، صدقي باشا، تتهمه بأنّه مدرّس شيوعي يتصل بموسكو، أو وفدي يسعى للإطاحة بالحكومة، أو يتفوّه ضد الملك فؤاد، أو يجمع المال بصورة غير قانونية. ودعي حسن البنا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلاميّة في شؤون الحياة سنة 1948م، وبشر المسلمين بالدولة الإسلامية في صورة الخلافة، وقال: «إذا لم تقم الحكومة الإسلامية فإن جميع المسلمين آثمون». العمل السياسي خاض البنا وجماعة الإخوان المسلمين على مدى عقد من الزمان (1938 - 1949) العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصةً حزب الوفد والحزب السعدي. فقد قاومت الأحزاب المصرية فكر حسن البنا وحالت دون توسع الإخوان المسلمين سياسياً، كما خاض البنا الانتخابات المصرية أكثر من مرة بدائرة الدرب الأحمر بالقاهرة، وكان بها المركز العام لجماعته وكان يقطن بها بـحي المغربلين، لكنه لم يفز في أي مرة في أي دائرة لا هو ولا زملاؤه بما فيهم أحمد السكري سكرتير الجماعة وكان مرشحًا بالمحمودية مقر ولادته. في الأعوام التالية لنهاية الحرب العالمية الأخيرة اتجه إلى القيادة الشعبية العامة وعدم انحصاره في دائرة جماعته حيث إنه كان يخاطب جماهير الشعب ويحثها على الالتزام بتعاليم الإسلام والعمل له تحت لواء جماعته، على أن الترشيح للانتخابات البرلمانية سنة 1944 كان بداية للتحرك بين جماهير الشعب، استفاد البنا من الظروف السياسية في مصر عقب الحرب العالمية خاصة بعدما اهتزت زعامة حزب الوفد الشعبية بعد قبوله الحكم نتيجة للتدخل البريطاني سنة 1942 ولم تستطع الأحزاب السياسية الأخرى أن ترث هذه الزعامة، في حين تزايدت أعداد الإخوان ومناصريهم وبرزت مطالب قومية عامة بعد انتهاء الحرب، وتطلع الشعب لمن يقوده لتحقيق جلاء الإنجليز عن البلاد، ثم جاءت قضية فلسطين وقرار تقسيمها والاحتلال الصهيوني فزاد من سخط الشعب وهياجه. فانطلق البنا يقود المظاهرات الشعبية العامة التي خرجت من الأزهر بعد قطع المفاوضات وعرض قضية مصر على مجلس الأمن وخطب في الجموع إلى جانب كبار رجالات مصر والعروبة عام 1947 وقد جرح في إحداها. وفي المظاهرة الشعبية الكبرى التي تجمعت بميدان الأوبرا في القاهرة تأييداً لفلسطين في ديسمبر 1947 بعد تقسيم فلسطين خطب البنا إلى جانب رياض الصلح والأمير فيصل بن عبد العزيز والشيخ محمود أبو العيون وجميل مردم وصالح حرب وإسماعيل الأزهري والقمص متياس الأنطوني مندوب بطريركية الأقباط الأرثوذكس. رؤيته للديمقراطية والإشتراكية يري حسن البنا بأن الديمقراطية والإشتراكية نظم تافهة متداعية كونها أنظمة وضعية علمانية وإذا حققت بعض السعادة في الدنيا فلن تحققه في الآخرة فيقول: الإخوان وفلسطين اهتم البنا بقضية فلسطين واعتبرها قضية العالم الإسلامي بأسره ودعى إلى الثورة والقوة والدم، في مواجهة ما يسميه التحالف الغربي الصهيوني ضد الأمة الإسلامية ودعا إلى رفض قرار تقسيم فلسطين الذي صدر عن الأمم المتحدة سنة 1947 ونادى بالجهاد في فلسطين؛ «حتى يمكن الاحتفاظ بها عربية مسلمة»، وقال: بدأت صلة البنا بفلسطين بصداقته للحاج أمين الحسيني عندما كان طالباً في القاهرة فكانا يتجاذبان أطراف الحديث عن فلسطين، فشرع البنا يرسل شباب الإخوان في مساجد القاهرة والمحافظات يحدثون الناس عن ظلم الإنجليز وبطشهم وتآمرهم على أهل فلسطين، ثم دعا بعد ذلك إلى مقاطعة المجلات اليهودية في القاهرة، فطبع قائمة كشوف بأسماء هذه المجلات وعناوينها، والأسماء الحقيقية لأصحابها وذيلت الكشوف بعبارة إن القرش الذي تدفعه لمجلة من هذه المجلات، إنما تضعه في جيب يهود فلسطين ليشتروا به سلاحاً يقتلون به إخوانك المسلمين في فلسطين. دعى البنا إلى عقد أول مؤتمر عربي من أجل نصرة فلسطين، وجمع التبرعات للحركة الجهادية الفلسطينية، ومن الوسائل التي ابتكرها إصدار طابع بقيمة قرش وتوزيعه على الناس. آمن البنا بالحل باستخدام القوة، وبدأ البنا بإرسال شباب الإخوان من مصر إلى فلسطين في بداية الثلاثينيات خلسة، حيث تسللوا من شمال فلسطين شاركوا مع عز الدين القسام، ودخل قسم من الإخوان تحت قيادة الجيوش العربية التابعة لجامعة الدول العربية، وبلغ مجموع الإخوان المسلمين الذين استطاعوا أن يدخلوا أرض فلسطين بشتى الوسائل 10 آلاف مجاهد، وقاموا بنسف مقر قيادة اليهود وقاتلوا في مدينة الفالوجة. بعد قضية تزويد الجيش المصري بأسلحة فاسدة، تيقن البنا من عدم جدية الدول العربية في القتال، وأنها تخضع لرغبات الدول الاستعمارية وقال حينها: وقاد بعدها البنا مظاهرة في مصر خرج فيها نصف مليون شخص في عام 1947 - قبل اغتياله بسنتين - ووقف فيهم خطيباً وقال: في شهر رجب 1358هـ الموافق أغسطس 1939 أعلن الإخوان المسلمون يوم 27 رجب يوم فلسطين وذكرى الإسراء والمعراج منطلقًا لبدء حملة كبيرة لنصرة فلسطين. وفي هذه الأثناء كان حسن البنا يقوم بجولته ورحلته الصيفية الطويلة والمعتادة في مدن وقرى الصعيد، ومن هناك بعث إلى الإخوان يُذكِّرهم بالقضية، ويحملهم التبعة والمسؤولية، ويحفِّزهم للحركة والجهاد والتضحية. اعتاد البنا إرسال رسائل إلى الحكومة المصرية حول قضايا عديدة، ومما جاء في رسالة البنا إلى علي ماهر باشا، رئيس الحكومة المصرية: وأعلن البنا أن الإخوان سيقدمون عشرة آلاف متطوع في سبيل فلسطين وأبرق مؤكداً ذلك إلى الزعماء العرب المجتمعين في عالية في مايو 1948 وتعاون البنا مع رجالات من مصر والعرب أمثال صالح حرب، وعبد الرحمن عزام، وفتحي رضوان. وكانت صلته وثيقة بالحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين ورجال الهيئة العربية العليا، وقد عمل الإخوان على تهريبه حين مروره بمصر أثناء ترحيله تحت الحراسة من منفى لآخر، كما عملوا على تهريب الزعيم المغربي عبد الكريم الخطابي في ظروف مماثلة. وغدا حسن البنا الركن الركين في هيئة وادي النيل العليا التي تألفت للعمل الشعبي لأجل إنقاذ فلسطين. وثق علاقاته بالصحفيين الذين غدوا يقدرون قدراته وآراءه وأن لم يكونوا يؤيدون مبادئ الإخوان. وعلم حسن البنا أن مسؤولية الدور الشعبي العام تتطلب ضمان التلاحم بين مسلمي مصر وأقباطها. وقد كتب حسن البنا إلى الأنبا يؤانس بطريرك الأقباط سنة 1355هـ / 1936م في شأن معاونة أبناء فلسطين وجمع التبرعات لهم. لكن أعباء القيادة الشعبية العامة صارت تتطلب اتصالاً أكبر، فتوالت الدعوات على بطريركية الأقباط لحضور مؤتمرات الأقاليم التي أقيمت لأهداف قومية مصرية أو عربية، وأصبح هذا تقليداً متبعاً في كثير من أحفال الإخوان، حتى ما كان منها لمناسبة إسلامية مثل بداية العام الهجري أو المولد النبوي. ولكسب احترام الآخرين من الساسة المشاركين المتعاونين على أعباء القيادة والجمهور. فكتب في جريدة لإخوان اليومية حوالي سنة 1947 سلسلة مقالات تحت عنوان (اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد)، تناول فيها مشكلات مصر السياسية والاقتصادية الهامة واتجاهات معالجتها وحلها في ضوء رؤيته لتوجيهات الإسلام. وقد نشرت هذه المقالات في صورة رسالة متكاملة فيما بعد. قرار حل الجماعة كانت البلاد تغلي بالأحداث وجاءت حرب فلسطين لتزيد الأخداث حماسة، فالحركة الطلابية يتصدرها الإخوان المسلمون وصور دور كتائب الإخوان على أرض فلسطين وضغط الإخوان على الملك والحكومة في ذلـك الوقت بضرورة مواجهة العصابات الصهيونية بقوات متطوعة وليس عن طريق الجيوش النظامية التي تأتمر بأوامر القصر الذي كان في يد الاستعمار، وشدد الإخوان ضغطهم على القصر والحكومة في ذلك حينما تبين لحسن البنا أن السلطات المصرية كان في نيتها مجرد إرسال تجريدة نظامية صغيرة لتقوم بدور العصا لتأديب العصابات الصهيونية فحسب وليست للقضاء عليها. لم قامت السطلات الإنجليزية بتخويف القصر وحكومات الأحزاب من الإخوان ومع تنامي شعبية الإخوان المسلمين كان قرار النقراشي باشا - رئيس وزراء مصر حينها - في كانون الأول (ديسمبر) 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة ممتلكاتها، واعتقال رجالها وزجهم في السجون، قال سعد الدين الوليلي عن هذا اليوم: ولا أنسى ليلة صدور قرار حل جماعة الإخوان في كانون الأول - ديسمبر عام 1948 حيث صدرت الأوامر إلى قوات الشرطة بالاستيلاء على شُعب الإخوان ومركزهم العام في الحلمية الجديدة وسوق من فيها إلى المعتقلات وشاء القدر أن أكون برفقة حسن البنا حين دهمتنا في ساعة متأخرة من الليل قوة من رجال البوليس السياسي، حيث حاصرت المبنى من كل أجزائه وقبضت على من فيه وملأت السيارات وانتظر البنا دوره في الدخول إلى السيارة إلا أن أحداً لم يسأله ذلك، فرأيته يتشبث بالسيارة التي كنت فيها ويحاول اعتلاءها ليلقى المصير الذي يلقاه الإخوان لكن القوة لم تمكنه من ذلك ومنعته من الركوب بدعوى أنه لم تصدر من المسؤولين أوامر باعتقاله فازداد تشبثاً بالسيارة واعتلى أولى درجات سلمها وهو يصيح: لا تأخذوا هؤلاء بجريرتي فأنا أولى منهم بالاعتقال .. ولم يُسمح له وتحركت السيارات وتركته في وحدته ليلقى حتفه عندما يحين الوقت المناسب لتنفيذ الاغتيال، ولو لم تكن قد بيتت النية على قتله لكان من الطبيعي أن يكون وهو رأس الجماعة في مقدمة المعتقلين وفي عام 1949 تم إغتيال حسن البنا. اغتياله بعد إعلان النقراشي باشا - رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت - في مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948 قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها وممتلكاتها واعتقال معظم أعضائها باستثناء البنا، الذي صادرت الحكومة سيارته، واعتقلت سائقه وسحبت سلاحه المرخص، وقبض على شقيقيه اللذان كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يحملهم مسؤولية أي عدوان. وبعد اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي علي يد النظام الخاص السري الجناح العسكري للإخوان المسلمين بأمر من عبدالرحمن السندي في 28 ديسمبر 1948 تآمر القصر مع الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم عبد الهادي للانتقام من الإخوان بحجة انهم هم من قتلوه، ودبروا اغتيال حسن البنا المرشد العام للجماعة في 12 فبراير 1949 أمام مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس - الملكة نازلي سابقاً - بسبع رصاصات استقرت في جسد البنا، توفي بعدها بساعات في مستشفي قصر العيني. تفاصيل الإغتيال في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952. لم تكن الإصابة خطرة بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه، ليلفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء، واعتقلت السلطة كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء، ولم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطة لكونه مسيحيًا وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا. محاكمة المنفذين عندما قامت الثورة في 23 يوليو من عام 1952 أخذت حكومة الثورة علي عاتقها محاكمة المتورطين في اغتيال حسن البنا نظراً للتقارب الذي كان موجوداً بين قادة الثورة وقادة الإخوان في البداية، وقُدم القتلة للعدالة وصدرت أحكام ضدهم ولكنها أحكام اقتصرت علي أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء ولم تطل أصحاب قرار الاغتيال، حيث أعادت سلطات الثورة التحقيق في ملابسات الحادثة في الأيام الأولى من قيامها وقبض على المتهمينِ باغتيالهِ وقدموا أمام محكمة جنيات القاهرة حيث صدرت ضدهم أحكام بالسجن في أغسطس 1954 ونص القاضي في حيثيات الحكم على: وقد أُفرج عن القتلة في مدد متفرقة لأسباب صحية ولم يقض أي منهم مدة الحكم بالسجن كاملة. الدفن قول والد حسن البنا عن دفن ابنه: الحالة الأسرية لحسن البنا أربعة أشقاء ذكور من بينهم عبد الرحمن البنا وجمال البنا. وأنجب حسن البنا ست بنات هن وفاء، سناء، رجاء، صفاء، هالة، واستشهاد، وولدين أحمد سيف الإسلام ومحمد حسام الدين. الإرث الثقافي كان البنا نديمًا لتلاوة القرآن الكريم يتلوه بصوت رخيم كما كان يفسره بأسلوب سهل قريب، لم يحمل البنا عنوان التصوف ومع ذلك فإن أسلوبه كان يذكر بالحارث المحاسبي وأبي حامد الغزالي، وقد درس السنة على والده، كما درس الفقه المذهبي باقتضاب. وقف حسن البنا على منهج محمد عبده وتلميذه صاحب المنار الشيخ محمد رشيد رضا، ووقع بينه وبين الأخير حوار ومع إعجابه بالقدرة العلمية للشيخ رشيد وإفادته منها فقد أبى التورط فيما تورط فيه، كما درس البنا التاريخ الإسلامي، واستنبط عوامل المد والجزر في مراحله المختلفة، ودرس في حاضر العالم الإسلامي، وتفكر في مؤامرات الاحتلال الأجنبي ضده. تنقل البنا في أغلب مدن مصر وقراها، وخلال عشرين عامًا تقريبًا أسس الجماعة، ما أدى إلى تحرك أمريكا وانجلترا وفرنسا فأرسلت سفراءها إلى حكومة الملك فاروق مطالبين بحل جماعة الإخوان المسلمين، بدأ حسن البنا يربي ويكون الجيل الجديد للإسلام على الأسس الذي وضعها للنهوض، فهو يرى تكوين دولة إسلامية وإقامة حكم شرعي، فسلك إلى هذه الغاية طريق التربية. كان الساسة في ميدانهم قد هجروا القرآن، فما تدور على ألسنتهم آياته وما في أعمالهم توجيهاته، فإذا بحسن البنا يسمعونه في ميدانهم واعظًا يقرأ القرآن ويستشهد بالسنة، ويحدثهم عن سياسة الدنيا باسم الله ويسوق حشدًا من النصوص تؤيده. كما حرص على أن تكون دعوته غير إقليمية في حدود مصر، ولذلك فإنها امتدت إلى العديد من أقطار العالم العربي والإسلامي. بين الصوفية والسلفية تأثر حسن البنا في حياته بالتصوف وهو يقرر في مذكراته أنه اتصل بالطريقة الحصافية في المحمودية خلال صباه الباكر، فكان يوصي كثيراً بتدريس كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي ويقتبس منه من الذاكرة في أحاديثه المرتجلة، وكأنه يحفظه عن ظهر قلب. وقد كان منتظراً من شخص نشأ مثل هذه النشأة الصوفية أن يكون موصد القلب إزاء النزعة السلفية، التي تبرز مثلاً في كتابات ابن تيمية وابن القيم، لاسيما أن كتابات هذين الإمامين لم تكن تلقى قبولاً من شيوخ الأزهر بمصر، غير أنه قد بدا في حسن البنا تطور فكري نحو السلفية خلال المرحلة الأخيرة من حياته، فقال في خطابه إلى المؤتمر الخامس للإخوان عام 1357هـ - 1938م: أي أنه في مسيرته أخذت تتبلور في فكره وتنعكس في أحاديثه نزعة سلفية واضحة تعلو نبراتها يوماً بعد يوم، وتغطي على بداياته الصوفية. وأنتقد حسن البنا الصوفية وطرقهم ودعاهم للإصلاح فقال «أيرضى النبي بهذه الخزعبلات التي ابتدعها القوم بعده، فجاءت مهزلة وأي مهزلة بهذه الجماعات الكسولة التي لا تجتمع في الميادين لتخيف العدو أو تنصر الدين، بل لتزعج السكان ليلاً بالصياح وقرع الطبول، فليجمع أهل الطرق رأيهم وليخططوا هذه الخطوة الصائبة، ولينظموا صفوفهم ويهذبوا نشيدهم أو يخلقوه خلقًا جديدًا». ودعي كذلك الإخوان لمحاربة بدع الصوفية كالتبرك بالقبور، والتوسل ودعاء الأموات، وزيارة الأضرحة، والتمايل في المساجد، وتعليق التمائم في الأصول العشرين فأعتبرها من الكبائر التي يجب محاربتها فيقول في الأصل الثالث «وللإيمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلاوة يقذفها الله في قلب من يشاء من عباده، ولكن التمائم والرقى، والودائع، والرمل، والمعرفة والكهانة، وادعاء معرفة الغيب وكل ما كان من هذا الباب، منكر تجب محاربته إلا ما كان من قرآن أو رقية مأثورة» مؤلفاته مذكرات الدعوة والداعية المرأة المسلمة تحديد النسل المأثورات مباحث في علوم الحديث السلام في الإسلام قضيتنا الرسائل رسالة المنهج رسالة الانتخابات رسالة التعاليم مقاصد القرآن الكريم مؤلفات عنه أمثلة من التربية الحضارية عند الإمام البنا - سيد دسوقي معالم المشروع الحضارى في فكر الإمام الشهيد حسن البنا - محمد عمارة التربية السياسية عند الإمام حسن البنا - يوسف القرضاوي التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا - يوسف القرضاوي منهاج حسن البنا بين الثوابت والمتغيرات - جمعة أمين - نص الكتاب «حسن البنا وثورة اليمن» - حماده حسني «حسن البنا..الرجل القرآني» - روبير جاكسون قالوا عنه مفتي القدس الأسبق - الشيخ محمد أمين الحسيني: . الشيخ طنطاوي جوهري: . الشيخ عبد الحميد كشك: . الشيخ بن جبرين: . الشيخ محمد متولي الشعراوي: {{اقتباس مضمن|كنتم شجرة ما أروع ظلالها، وأورع نضالها، رضى الله عن شهيد استنبتها، وغفر الله لمن تعجل ثمرتها» الشيخ ناصر الدين الألباني: – . الشيخ علي الطنطاوي: . سيد قطب: . الشيخ محمد الحامد: . محمد يوسف موسى - . آراء سلبية حوله الشيخ أحمد شاكر: . من أقواله . . . . . . . . . . . . انتقادات النزعة التكفيرية ذكر ثروت الخرباوي أن البنا أول من وضع ملامح المجتمعين، مجتمع الإيمان الصحيح - الإخوان - ومجتمع الباطل والجاهلية وهو باقي المسلمين، حيث تضمنت رسائل البنا – خاصة رسائل التعاليم – العديد من اللمحات للأمة بأنها كافرة وغاب عنها الإسلام منذ قرون، وأن الله سخره وجماعته ليعيد الإسلام لها، وقال طارق أبو السعد القيادي الإخوانى السابق: إن حسن البنا مارس شكلاً من أشكال الخداع الفكري، فقد صنع جماعة ظاهرها الدعوة وباطنها استخدام القوة مستشهدًا بقول حسن البنا «سنستخدم القوة عندما لا يجدى غيرها، وسننذر أهلها قبلها، وسنكون شرفاء ونتحمل النتائج» التي قالها في رسالة المؤتمر الخامس. كما قال أحمد ربيع الغزالي محامي جماعة الاخوان المسلمين السابق، إن فكر حسن البنا الأصولي العام كان بعيدًا عن التكفير، حيث أنه لم يختلف مع أهل السنة والمذاهب الأربعة ومفهوم الأزهر المعتدل، ولم يكفر مسلم نطق الشهادتين، إلا أن فكره السياسي كان مضطربًا، وأشار الغزالي إلى أن البنا أنشأ الجماعة بغرض الوصول إلى الحكم وهو أكد ذلك بنفسه، ولا يرى أن يكون الوصول إليه عن طريق الاقتراع أو الانتخاب أو الأحزاب، ولكن عن طريق القوة المسلحة، حيث كان البنا يريد أن يصل إلى الحكم عن طريق تجهيز 12 الف من المجاهدين، وخلفية الفقه السياسي خلفية تكفيرية ولكن لم يصرح بها. وقال سامح عيد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي المنشق، أن حسن البنا كان عندما يتحدث عن جماعته يستدعي آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن المؤمنين والصالحين، أما حينما يحدث عن المخالفين له فكان يستدعي آيات المنافقين والمشركين، وأنه كان يقول دائماً «اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون» لمن دون جماعته، وأوضح أن البنا قام بتسمية نفسه بالمرشد وهو ابن 22 عاماً وهو كما يظن سامح عيد أنه استعلاء إيماني، وهذا يجعل من غيره ضالين وهو مرشدهم، وأضاف أن حسن البنا كان يرى أنه هناك 3 قوى، وهي القوة الايمانية، قوة الترابط، والقوة التنفيذية، مستشهداً بقول حسن البنا «سأكون 12 ألف وأخوض بهم لجج البحار واقتحم عنان السماء وأقاتل كل عنيد جبار.» الدعوة للعنف أكد حسن البنا بأن الإخوان سيستخدمون القوة حينما لا تجدي غيرها وحينما يكونون علي مقدرة من ذلك فيقول: كان مما فعله البنا منذ اللحظة الأولى التي أنشأ فيها جماعة الإخوان أن جعل من السيف شعاراً لها، ليس سيفا واحداً بل سيفين، وكانت دلالة اختياره للسيفين أن أحدهما يجب أن يوجه للداخل لمحاربة من يقفون ضد الدين، والثاني يجب أن يوجه للخارج حيث سيكون السيف هنا وسيلة لفرض الدين للحكم في العالم تحت مسمى إنشاء دولة الخلافة، كما اختار البنا كلمة مأخوذة من آية قرآنية لتكون هي المحور الذي يرتكز عليه السيفان، وهي كلمة وأعدوا من آية «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم». وذات يوم سأل ثروت الخرباوي الأستاذ عمر التلمساني المرشد الثالث للجماعة عن هذا الشعار، فقال إن البنا اختاره ليواجه به الاستعمار الإنجليزي، فقال الخرباوي له: ولماذا لا نغيره الآن وليس هناك من يحتلنا؟ فقال: ولكن اليهود يحتلون فلسطين، فيعتقد خصوم الإخوان أن الدين عندهم هو القتل والقتال، هو الإجبار والإكراه، هو الولاء والبراء، فحيثما كان الرجل معك في تنظيمك وفهمك للدين فيجب أن تواليه وتحبه. أما عن العنف والقتل والقتال فهناك مقولة للبنا في رسالة من رسائله قال فيها: وفي رسالة أخرى للبنا يوجهها إلى شباب الجماعة يتحدث فيها عن أمله في أن يكون لديه من الإخوان كتائب مقاتلة من الشباب يغزو بهم العالم فيقول: كما قال مرةً ويزعم خصوم الجماعة أن من أجل ذلك أنشأ حسن البنا الجهاز الخاص الذي ارتكب بعض الاغتيالات والعنف السياسي كإغتيال الخازندار بعد حكمه بالمؤبد علي بعض أعضاء النظام الخاص المحاربين للإنجليز واغتيال النقراشي بعد حله الجماعة ومصادرة اموالها وممتلكاتها واعتقال اعضائها وفصل موظفيها من الدولة وفقا لما ورد في مذكرات قادة الجهاز الخاص - أحمد عادل كمال ومحمود الصباغ - حيث ورد في مذكراتهم: وقال حسن البنا بعد قرار حل الجماعة في «رسالة القول الفصل» بعد أن سبق في رسالته التهديد للانتصار لما سَمَّاه: «رفع الظلم، والانفجار الذي نتج عن الضغط؛ فمَن كان مِن المعتدين عليه دافع عن نفسه، ومَن مات دون عِرضه فهو شهيد، ومَن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون دينه فهو شهيد». اليهودية أتهم عباس العقاد حسن البنا في مقال له بعنوان "الفتنة الاسرائيلية" عقب إغتيال النقراشي باشا، بأنه ذو أصول يهودية مغربية وأنه يبطن اليهودية ويتظاهر بالإسلام من أجل عمل فتنة في المجتمع وتدمير الدول العربية بيد أبنائها خدمة لإسرائيل، وأحتج العقاد بأن جد البنا يقال عنه إنه من المغرب وسكن في شمشيرة بالبحيرة والتي كانت مركز اليهود في مصر ويوجد بها ضريح الحاخام أبو حصيرة، وأن والده كان((ساعاتي)), وقال "والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، واننا هنا في مصر لا نكاد نعرف ((ساعاتي)) كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود". الماسونية يري القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي وكثير من الباحثين بأن حسن البنا كان ماسونيا، وأن لقب "البنا" الذي أتخذه هو نسبة للبنائين الأحرار الذي يرمز لبناء هيكل سليمان ولم يكن موجودا لدي عائلته، كما يرون تأثره الكبير بالماسونية من خلال تسميه جماعته ب"الإخوان" وهو الاسم الذي يُعرف به الماسونيون داخل المحفل كون الماسونية جماعة أخوية، كما يذكر الخرباوي بأن رئيس المحفل هو من كان يمول الإخوان، ومن الأدلة الأخري هو أن السرية والدرجات والشعار وطقوس البيعة لدي الإخوان تتشابه مع الماسونية، كما أتهم الغزالي حسن الهضيبي المرشد الثاني للجماعة بأنه ماسونيا وأن منظمات سرية عالمية كالماسونية هي من نصبته مرشداً للجماعة من أجل التحكم فيها لأغراضها. كما أن سيد قطب أعترف بأنه ماسونيا في مقال له بعنوان "لماذا صرت ماسونيا" في في مجلة "التاج المصرى" لسان حال المحفل الماسوني المصري، والتي لم تكن تسمح لأي شخص بالكتابة فيها إلا اذا كان منضماً للماسونية. العمالة والتأمر يتم إتهام حسن البنا بأنه كان عميلًا بريطانيًا ويستدلون بما قاله في مذكرات الدعوة والداعية حيث قال أن طلب من شركة قناة السويس منحه بمبلغ 500 جنية من أجل تأسيس مسجد ومدرسة للإخوان المسلمين خلال سعيه لتأسيس الجماعة، وقد وافق السيد الباروندى مدير الشركة منحه المبلغ. مناظروه السلفيون انتقد بعض معتقدي العقيدة السلفية وخاصة السلفية الجامية المتأثره بأدبيات وأطروحات محمد أمان الجامي حسن البنا والإخوان المسلمين منذ نشوئها تقريباً، ومن أبرز الانتقادات كانت بالعقيدة ونوع المنهج وطريقة تطبيقه، منها: التهاون في توحيد العبادة الذي هو من أهم الأشياء في الإسلام في رأيهم سكوت الإخوان وإقرارهم للناس على الشرك الأكبر؛ كالدعاء لغير الله، والتطوف بالقبور، والنذر لأصحابها، والذبح على أسمائهم بينما يرد الإخوان علي هذا الاتهام بقول حسن البنا في الأصول العشرين . منها أن البنا أخذ البيعة من عبد الوهّاب الحصافي على طريقته الحصافية الشاذلية، ويرد الإخوان بأنه تركها فيما بعد وأنتقد خرافات وبدع الطرق الصوفية فيقول . كما ينتقد الجامية دعوة البنا وجماعته إلى الخلافة، وهذا بدعة - كما يؤكدون - فإن الرسل وأتباعهم ما كلفوا إلا بالدعوة إلى التوحيد استناداً واستشهاداً بقول الرب في القرآن (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) كما يؤخذ عليهم عدم الولاء والبراء عندهم أو ضعفه ويتبين ذلك من دعوتهم للتقريب بين السنة والشيعة، تتبعهم عثرات الولاة، والتنقيب عن مثالبهم، ونشرها بين الشباب أهم انتقاد على الإخوان هو الحزبية التي تعتبر ممقوتة لدى السلفية، فيوالي الإخوان من أجل هذا الحزب ويعادون من أجله، كما ينتقدون وبشدة من السلفية الجامية والجهادية وكثير من الأحزاب السياسية على أخذ الإخوان البيعة للعمل على المنهج والهدف الإخواني بالشروط العشرة التي ذكرها البنا. بينما يرد أنصار حسن البنا بأنه قد دعي للتوحيد ولمحاربة الشرك كالتبرك بالقبور، والتوسل ودعاء الأموات، وزيارة الأضرحة، والتمايل في المساجد ويستدلون بالأصول العشرين لحسن البنا فيقول: مؤيدو البنا قال بعض مؤيدي دعوة حسن البنا وفكره بإنه من الدعاة المصلحين الذين قدموا أنفسهم في خدمة الله، كما أشاروا إلى إرثه الذي أحدث بدايات النهضة الإسلامية وحركتها الدعوية الجديدة، مع الإصرار بأن البنا ما هو إلا بشر كجميع البشر يصيب ويخطئ، وقال يوسف القرضاوي عن هذا: رثاؤه وقد رثاه المغربي عبد الكريم الخطابي وقال انظر أيضًا أحمد سيف الإسلام سيد قطب لبيبة أحمد أحمد ياسين المراجع المصادر مذكرات الدعوة والداعية، الشيخ حسن البنا. النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، محمد رجب البيومي. أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، جمعة أمين عبد العزيز. الإخوان المسلمون سبعون عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، الدكتور يوسف القرضاوي. وصلات خارجية موقع حسن البنا، على إخوان ويكي سيرة حسن البنا علي موقع ذاكرة مصر المعاصرة، التابع لمكتبة الإسكندرية مئوية حسن البنا، المعرفة، الجزيرة نت أبرز تنظيم ديني في القرن الـ 21: 60 عاما على اغتيال البنا: الإخوان من جمعية دعوية إلى تنظيم دولي، العربية نت، 12 فبراير 2009م الإمام حسن البنا، قصة الإسلام فيديو فيلم قناة الجزيرة الوثائقي الجريمة السياسية، اغتيال حسن البنا - - سياسيون مغتالون في عقد 1940 أثريون أشخاص قتلوا في مصر أشخاص من المحمودية أشخاص من محافظة البحيرة الإخوان المسلمون إخوان مسلمون مصريون إسلاميون جرائم 1949 في مصر جرائم قتل في إفريقيا 1949 جرائم قتل في مصر 1949 جرائم قتل في مصر عقد 1940 جمال البنا حنابلة خريجو جامعة الأزهر دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية دعاة مصريون سياسيون مصريون مغتالون صوفيون مصريون علماء دين سنة مصريون فلاسفة مسلمون قادة الإخوان المسلمين المصريين مجددون مرشدو الإخوان المسلمين مسلمون إصلاحيون مواليد 1324 هـ مواليد 1906 مواليد في القاهرة ناشطون مسلمون ناشطون مسلمون مصريون ناشطون مصريون وفيات 1368 هـ وفيات 1949 وفيات بإطلاق النار في مصر وفيات في القاهرة معلمون مصريون في القرن 20
3261
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF%20%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%8A
إياد علاوي
إياد هاشم حسين علاوي الربيعي(31 مايو 1944 -)، سياسي عراقي. تولى رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة التي تلت مجلس الحكم العراقي وذلك بالفترة من 28 يونيو 2004 إلى 6 أبريل 2005. مؤهلاته العلمية وهو خريج ثانوية كلية بغداد في العراق وخريج كلية الطب في جامعة بغداد عام 1970، حصل بعدها على شهادة الماجستير من جامعة لندن عام 1975 والدكتوراه من ذات الجامعة عام 1979. وعمل كاستشاري في علم الوبائيات والصحة البيئية لدى اليونيسف 1979-1981. نشاطه السياسي ضمن حزب البعث كان عضواً في حزب البعث، وعضواً في مكتب في القيادة القطرية، إلا أنه اختلف مع رئيس الجمهورية ونائبه وترك العراق إلى بيروت عام 1971. وفي عام 1972 غادر إلى لندن لإكمال الدراسات العليا. وفي عام 1973 انتخب مسؤولاً للتنظيم القومي لحزب البعث في أوروبا الغربية وبعض بلدان الخليج العربي، إلا أنه استقال رسمياً من حزب البعث عام 1975. خارج حزب البعث أسس منذ عام 1974 تنظيماً سرياً مع بعض العراقيين منهم د.تحسين معله وهاني الفكيكي واللواء الركن حسن النقيب والعقيد سليم شاكر والمقدم الطبيب صلاح شبيب. وفي عام 1990 أعلن عن التنظيم بشكل علني وذلك في بيروت، وسميت الحركة حركة الوفاق الوطني العراقي، وانتخب أميناً عاماً لها عام 1991، وجدد انتخابه عام 1993. تعرض لمحاولة اغتيال في فبراير من عام 1978 أصيب خلالها وبقي في المستشفى لأكثر من عام للعلاج. العودة للعراق كان علاوي أحد أعضاء لجنة المتابعة والتنسيق، التي أقرها مؤتمر لندن للمعارضة العراقية عام 2002، وهدفه التحضير لحكم العراق ما بعد صدام حسين، حيث كانت الولايات المتحدة تعد العدة لتغيير النظام في العراق واحتلاله. بعد الغزو الأمريكي للعراق بعام 2003 اختير عضواً في مجلس الحكم العراقي الذي أسسته قوات التحالف الدولي. وترأس إحدى دورات المجلس وذلك في أكتوبر 2003، واستمرت فترة رئاسته شهراً كما كان محدد. رئيساً للوزراء في 28 يونيو 2004 شكلت الحكومة العراقية المؤقتة لتخلف مجلس الحكم وسلطة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر. وقد شهدت فترة حكمه القصيرة القيام بعمليات عسكرية لمواجهة نفوذ جيش المهدي حيث قاد حملة ضدهم في النجف ومحاصرتهم في الروضة الحيدرية، وقد تعرض على إثر ذلك لمحاولة اغتيال في إحدى الجوامع في مدينة النجف أدت إلى إصابته بجروح. وبعدها قام ببدء حملة عسكرية واسعة على الفلوجة للقضاء على المسلحين وقد أعطى الأوامر للقوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية لبدء حملة عسكرية واسعة على مدينة الرمادي مشيراً إلى أن هذه العملية ستنتهي مع القضاء على المجموعات المسلحة التي تسيطر على المدينة. انتخابات مجلس النواب العراقي 2010 و2014 حازت القائمة العراقية برئاسته في انتخابات مجلس النواب العراقي والتي أجريت في 7 مارس 2010 على 91 مقعداً من أصل مقاعد البرلمان، واحتلت القائمة بذلك على المركز الأول من بين الكيانات المتنافسة. أما في انتخابات مجلس النواب العراقي الأخيرة لعام 2014 فقد تزعم ائتلاف الوطنية وتراجع عدد مقاعد كتلته إلى 21 مقعداً. ولقد حصل أياد علاوي على 229,709 صوت في بغداد حائزا بذلك على المركز الثاني في المحافظة بعد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي . إلغاء منصبه في 9 أغسطس 2015 أعلن حيدر العبادي عن مجموعة قرارات وإصلاحات أبرزها إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية (نوري المالكي وأسامة النجيفي وإياد علاوي) ونواب رئيس مجلس الوزراء (بهاء الأعرجي وصالح المطلك وروز نوري شاويس) في استجابة للاحتجاجات الشعبية، وأقر مجلس الوزراء العراقي القرارات التي أصدرها. مصادر موقع حركة الوفاق الوطني المراجع آل عسيران أشخاص تعرضوا لمحاولة اغتيال أشخاص على قيد الحياة أشخاص مذكورون في وثائق بنما أشخاص من بغداد أطباء نفسيون عراقيون أعضاء حركة الوفاق الوطني العراقي أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي (العراق) أعضاء سابقون في حزب البعث العربي الاشتراكي (العراق) أعضاء مجلس الحكم بريطانيون من أصل عراقي خريجو جامعة بغداد خريجو جامعة لندن رؤساء وزراء العراق سياسيون عراقيون في القرن 20 سياسيون من بغداد شيعة بريطانيون شيعة عراقيون عراقيون من أصل لبناني ليبراليون عراقيون متجنسون في لبنان معارضون عراقيون مغتربون عراقيون في المملكة المتحدة مواليد 1363 هـ مواليد 1364 هـ مواليد 1945 مواليد في بغداد ناشطون عراقيون نواب رئيس جمهورية العراق نواب عراقيون أشخاص من عائلة علاوي سياسيون عراقيون في القرن 21